سارية بن زنيم بن عمرو
ابن عبد الله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدئل بن عبد مناة ابن كنانة الدؤلي، ويقال: الأسدي، أبو زنيم.
له صحبة، وهو الذي ناداه عمر بن الخطاب من منبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة وهو بفارس: يا سارية الجبل، وكان أميراً في بعض حروب الفرس.
وعن ابن عباس وغيره قالوا: قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد بني عبد بن عدي فيهم الحارث بن وهبان وعويمر بن الأخرم وحبيب وربيعة ابنا ملة، ومعهم رهط من قومهم فقالوا: يا محمد، نحن أهل الحرم وساكنه وأعز من به، ونحن لا نريد قتالك، ولو قاتلك غير قريش قاتلنا معك، ولكنا لا يقاتل قريشاً، وإنا لنحبك ومن أنت منه، وقد أتيناك، فإن أصبت منا أحداً خطأ فعليك ديته، وإن أصبنا أحداً من أصحابك فعلينا ديته، إلا رجلاً منا قد هرب، فإن أصبته أو أصابه أحدٌ من أصحابك فليس علينا ولا عليك، وأسلموا، فقال عويمر بن الأخرم: دعوني آخذ عليه. قالوا: لا، محمد لا يغدر ولا نريد أن نغدر به. فقال
حبيب وربيعة: يا رسول الله، إن أسيد بن أبي أناس هو الذي هرب وتبرأنا إليك منه، وقد نال منك. فأباح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه، وبلغ أسيداً قولهما لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتى الطائف فأقام به، وقال لربيعة وحبيب: من الوافر
فإما أهلكن وتعيش بعدي ... فإنهما عدوٌّ كاشحان
فلما كان عام الفتح كان أسيد في أناسٍ فيمن أهدر دمه، فخرج سارية بن زنيم إلى الطائف فقال له أسيد: ما وراءك؟ قال: أظهر الله نبيه ونصره على عدوه، فاخرج ابن أخي إليه فإنه لا يقتل من أتاه. فحمل أسيد امرأته وخرج وهي حامل تنتظر، وأقبل فألقت غلاماً عند قرن الثعالب، وأتى أسيد أهله، فلبس قميصاً واعتم، ثم أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسارية قائمٌ بالسيف عند رأسه يحرسه، فأقبل أسيد حتى جلس بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا محمد، أهدرت دم أسيد؟ قال: نعم. قال: أفتقبل منه إن جاءك مؤمناً؟ قال: نعم. قال: فوضع يده في يد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: هذه يدي في يدك أشهد أنك رسول الله وأن لا إله إلا الله. فأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً يصرخ: إن أسيد بن أبي أناس قد آمن، وقد أمنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومسح رسول الله وجهه وألقى يده على صدره فيقال: إن أسيد كان يدخل البيت المظلم فيضيء.
فيقال: هذا الشعر لابن أبي أناس، ويقال: لسارية: من الطويل
فما حملت من ناقةٍ فوق كورها ... أبر وأوفى ذمةً من محمد
ولما أنشده من هذه القصيدة:
أأنت الذي يهدي معداً لدينها ... بل الله يهديها وقال لك: اشهد
فلما أنشده:
أأنت الذي يهدي معداً لدينها.....................
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل الله يهديها فقال الشاعر:
بل الله يهديها وقال لك: اشهد
وعن حرام بن خالد قال: لما قدم ركب خزاعة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستنصرونه قالوا: يا رسول الله، إن أنس بن زنيم بن عمرو بن عبد الله قد هجاك. فنذر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه، فلما كان يوم الفتح أسلم وأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتذر إليه مما بلغه عنه، فقام نوفل بن معاوية الدؤلي فقال: أنت أولى الناس بالعفو، وحرمتنا منك ما قد علمت، لم نؤذك في الجاهلية، ولم نعاد ربك في الإسلام. فعفا عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال نوفلك فداك أبي وأمي.
وأنس بن زنيم هو أخو سارية بن زنيم.
وكان سارية بن زنيم خليعاً في الجاهلية، وكان أشد الناس خطراً على رجليه، ثم أسلم وحسن إسلامه.
الخليع: اللص السريع العدو، الكثيرة الغارة.
قالوا: وأسيد بن أبي أناس وهو أسيد بن زنيم، ويقال: أنس بن زنيم.
وزنيم بضم الزاي وبعدها نون.
وعن ابن عمر: أن عمر بن الخطاب بعث جيشاً وأمر عليهم رجلاً يدعى سارية، قال: فبينا عمر يخطب، قال: فجعل يصيح، وهو على المنبر، يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، قال: فقدم رسول الجيش فسأله: فقال: يا أمير المؤمنين، لقينا عدونا
فهزمونا، فإذا صائح يصيح: يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم الله. فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك.
وفي حديث آخر بمعناه: يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم. وفي آخره فقيل لعمر بن الخطاب: ما ذلك الكلام؟ فقال: والله ما ألقيت له بالاً، شيء أتى على لساني.
وفي حديث آخر بمعناه: ثم قال: يا سارية الجبل الجبل. ثم أقبل عليهم وقال: إن لله عز وجل جنوداً، ولعل بعضها أن تبلغهم.
وفي حديث آخر قالوا:
كان عمر رضي الله عنه قد بعث سارية بن زنيم الدؤلي إلى فسا ودرابجرد، فحاصروهم، ثم إنهم تداعوا، وأصحروا له، وكثروه، فأتوه من كل جانب، فقال عمر وهو يخطب في يوم جمعة: يا سارية بن زنيم الجبل الجبل، ولما كان ذلك اليوم وإلى جنب المسلمين جبل إلى ألجئوا إليه لم يؤتوا إلا من وجه واحد، فألجئوا إلى الجبل، ثم قاتلوهم فهزموهم، فأصاب مغانم، وأصاب في المغنم سفطاً فيه جوهر، فاستوهبه من المسلمين لعمر فوهبوه له، فبعث به رجلاً وبالفتح، وكان الرسل والوفد يجازون وتقضى لهم حوائجهم، فقال له سارية: استقرض ما تبلغ به وتخلفه لأهلك على جائزتك. فقدم الرجل البصرة ففعل، ثم خرج فقدم على عمر فوجده يطعم الناس ومعه عصاه التي يزجر بها بعيره، فقصد له، فأقبل عليه بها. فقال: اجلس. فجلس حتى إذا أكل انصرف عمر وقام، فاتبعه،
فظن عمر أنه رجل لم يشبع فقال حين انتهى إلى باب داره: ادخل، وقد أمر الخباز أن يذهب بالخوان إلى مطبخ المسلمين، فلما جلس في البيت أتي بغدائه خبز وزيت وملح جريش، فوضع وقال: ألا تخرجين يا هذه فتأكلين. قالت: إني لأسمع حس رجلٍ. فقال: أجل. فقالت: لو أردت أن أبرز للرجال اشتريت لي غي هذه الكسوة. فقال: أو ما ترضين أن يقال أم كلثوم بنت علي وامرأة عمر؟ قالت: ما أقل غناء ذلك عني. ثم قال للرجل: ادن فكل، فلو كانت راضية لكان أطيب مما ترى. فأكلا حتى إذا فرغ قال رسول سارية بن زنيم: يا أمير المؤمنين، قال: مرحباً وأهلاً. ثم أدناه حتى مست ركبته ركبته. ثم سأله عن المسلمين، ثم سأله عن سارية بن زنيم فأخبره، ثم أخبره بقصة الدرج فنظر إليه ثم صاح به، يا أمير المؤمنين، إني قد أنضيت إبلي، واستقرضت على جائزتي فأعطني ما أتبلغ به، فما زال عنه حتى أبدله بعيراً ببعيره من إبل الصدقة. ورجع الرسول مغضوباً عليه محروماً حتى قدم البصرة فنفذ لأمر عمر. وقد سأله أهل المدينة عن سارية وعن الفتح، وهل سمعوا شيئاً يوم الوقعة فقال: نعم سمعنا: يا سارية الجبل، وقد كدنا أن نهلك، فألجأنا إليه ففتح الله علينا.
قال خليفة بن خياط: ويقال: افتتح أصبهان سارية بن زنيم صلحاً وعنوة.
ابن عبد الله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدئل بن عبد مناة ابن كنانة الدؤلي، ويقال: الأسدي، أبو زنيم.
له صحبة، وهو الذي ناداه عمر بن الخطاب من منبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة وهو بفارس: يا سارية الجبل، وكان أميراً في بعض حروب الفرس.
وعن ابن عباس وغيره قالوا: قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد بني عبد بن عدي فيهم الحارث بن وهبان وعويمر بن الأخرم وحبيب وربيعة ابنا ملة، ومعهم رهط من قومهم فقالوا: يا محمد، نحن أهل الحرم وساكنه وأعز من به، ونحن لا نريد قتالك، ولو قاتلك غير قريش قاتلنا معك، ولكنا لا يقاتل قريشاً، وإنا لنحبك ومن أنت منه، وقد أتيناك، فإن أصبت منا أحداً خطأ فعليك ديته، وإن أصبنا أحداً من أصحابك فعلينا ديته، إلا رجلاً منا قد هرب، فإن أصبته أو أصابه أحدٌ من أصحابك فليس علينا ولا عليك، وأسلموا، فقال عويمر بن الأخرم: دعوني آخذ عليه. قالوا: لا، محمد لا يغدر ولا نريد أن نغدر به. فقال
حبيب وربيعة: يا رسول الله، إن أسيد بن أبي أناس هو الذي هرب وتبرأنا إليك منه، وقد نال منك. فأباح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه، وبلغ أسيداً قولهما لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتى الطائف فأقام به، وقال لربيعة وحبيب: من الوافر
فإما أهلكن وتعيش بعدي ... فإنهما عدوٌّ كاشحان
فلما كان عام الفتح كان أسيد في أناسٍ فيمن أهدر دمه، فخرج سارية بن زنيم إلى الطائف فقال له أسيد: ما وراءك؟ قال: أظهر الله نبيه ونصره على عدوه، فاخرج ابن أخي إليه فإنه لا يقتل من أتاه. فحمل أسيد امرأته وخرج وهي حامل تنتظر، وأقبل فألقت غلاماً عند قرن الثعالب، وأتى أسيد أهله، فلبس قميصاً واعتم، ثم أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسارية قائمٌ بالسيف عند رأسه يحرسه، فأقبل أسيد حتى جلس بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا محمد، أهدرت دم أسيد؟ قال: نعم. قال: أفتقبل منه إن جاءك مؤمناً؟ قال: نعم. قال: فوضع يده في يد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: هذه يدي في يدك أشهد أنك رسول الله وأن لا إله إلا الله. فأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً يصرخ: إن أسيد بن أبي أناس قد آمن، وقد أمنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومسح رسول الله وجهه وألقى يده على صدره فيقال: إن أسيد كان يدخل البيت المظلم فيضيء.
فيقال: هذا الشعر لابن أبي أناس، ويقال: لسارية: من الطويل
فما حملت من ناقةٍ فوق كورها ... أبر وأوفى ذمةً من محمد
ولما أنشده من هذه القصيدة:
أأنت الذي يهدي معداً لدينها ... بل الله يهديها وقال لك: اشهد
فلما أنشده:
أأنت الذي يهدي معداً لدينها.....................
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل الله يهديها فقال الشاعر:
بل الله يهديها وقال لك: اشهد
وعن حرام بن خالد قال: لما قدم ركب خزاعة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستنصرونه قالوا: يا رسول الله، إن أنس بن زنيم بن عمرو بن عبد الله قد هجاك. فنذر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه، فلما كان يوم الفتح أسلم وأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتذر إليه مما بلغه عنه، فقام نوفل بن معاوية الدؤلي فقال: أنت أولى الناس بالعفو، وحرمتنا منك ما قد علمت، لم نؤذك في الجاهلية، ولم نعاد ربك في الإسلام. فعفا عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال نوفلك فداك أبي وأمي.
وأنس بن زنيم هو أخو سارية بن زنيم.
وكان سارية بن زنيم خليعاً في الجاهلية، وكان أشد الناس خطراً على رجليه، ثم أسلم وحسن إسلامه.
الخليع: اللص السريع العدو، الكثيرة الغارة.
قالوا: وأسيد بن أبي أناس وهو أسيد بن زنيم، ويقال: أنس بن زنيم.
وزنيم بضم الزاي وبعدها نون.
وعن ابن عمر: أن عمر بن الخطاب بعث جيشاً وأمر عليهم رجلاً يدعى سارية، قال: فبينا عمر يخطب، قال: فجعل يصيح، وهو على المنبر، يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، قال: فقدم رسول الجيش فسأله: فقال: يا أمير المؤمنين، لقينا عدونا
فهزمونا، فإذا صائح يصيح: يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم الله. فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك.
وفي حديث آخر بمعناه: يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم. وفي آخره فقيل لعمر بن الخطاب: ما ذلك الكلام؟ فقال: والله ما ألقيت له بالاً، شيء أتى على لساني.
وفي حديث آخر بمعناه: ثم قال: يا سارية الجبل الجبل. ثم أقبل عليهم وقال: إن لله عز وجل جنوداً، ولعل بعضها أن تبلغهم.
وفي حديث آخر قالوا:
كان عمر رضي الله عنه قد بعث سارية بن زنيم الدؤلي إلى فسا ودرابجرد، فحاصروهم، ثم إنهم تداعوا، وأصحروا له، وكثروه، فأتوه من كل جانب، فقال عمر وهو يخطب في يوم جمعة: يا سارية بن زنيم الجبل الجبل، ولما كان ذلك اليوم وإلى جنب المسلمين جبل إلى ألجئوا إليه لم يؤتوا إلا من وجه واحد، فألجئوا إلى الجبل، ثم قاتلوهم فهزموهم، فأصاب مغانم، وأصاب في المغنم سفطاً فيه جوهر، فاستوهبه من المسلمين لعمر فوهبوه له، فبعث به رجلاً وبالفتح، وكان الرسل والوفد يجازون وتقضى لهم حوائجهم، فقال له سارية: استقرض ما تبلغ به وتخلفه لأهلك على جائزتك. فقدم الرجل البصرة ففعل، ثم خرج فقدم على عمر فوجده يطعم الناس ومعه عصاه التي يزجر بها بعيره، فقصد له، فأقبل عليه بها. فقال: اجلس. فجلس حتى إذا أكل انصرف عمر وقام، فاتبعه،
فظن عمر أنه رجل لم يشبع فقال حين انتهى إلى باب داره: ادخل، وقد أمر الخباز أن يذهب بالخوان إلى مطبخ المسلمين، فلما جلس في البيت أتي بغدائه خبز وزيت وملح جريش، فوضع وقال: ألا تخرجين يا هذه فتأكلين. قالت: إني لأسمع حس رجلٍ. فقال: أجل. فقالت: لو أردت أن أبرز للرجال اشتريت لي غي هذه الكسوة. فقال: أو ما ترضين أن يقال أم كلثوم بنت علي وامرأة عمر؟ قالت: ما أقل غناء ذلك عني. ثم قال للرجل: ادن فكل، فلو كانت راضية لكان أطيب مما ترى. فأكلا حتى إذا فرغ قال رسول سارية بن زنيم: يا أمير المؤمنين، قال: مرحباً وأهلاً. ثم أدناه حتى مست ركبته ركبته. ثم سأله عن المسلمين، ثم سأله عن سارية بن زنيم فأخبره، ثم أخبره بقصة الدرج فنظر إليه ثم صاح به، يا أمير المؤمنين، إني قد أنضيت إبلي، واستقرضت على جائزتي فأعطني ما أتبلغ به، فما زال عنه حتى أبدله بعيراً ببعيره من إبل الصدقة. ورجع الرسول مغضوباً عليه محروماً حتى قدم البصرة فنفذ لأمر عمر. وقد سأله أهل المدينة عن سارية وعن الفتح، وهل سمعوا شيئاً يوم الوقعة فقال: نعم سمعنا: يا سارية الجبل، وقد كدنا أن نهلك، فألجأنا إليه ففتح الله علينا.
قال خليفة بن خياط: ويقال: افتتح أصبهان سارية بن زنيم صلحاً وعنوة.