درباس بن حبيب بن درباس
ابن لاحق بن معد بن ذهل، ويقال: درواس بن حبيب بن درواس وفد على هشام بن عبد الملك.
حدث الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء المقرئ قال: سمعت عاصم بن الحدثان يحدث أن البادية قحطت زمن هشام بن عبد الملك، فقدمت وفود العرب من القبائل؛ فجلس هشام لرؤسائهم، فدخلوا عليه وفيهم درباس بن حبيب وله أربع عشرة سنة، عليه شملتان، له ذؤابة، فأحجم القوم وهابوا هشاماً، فوقعت عين هشام على درباس فاستصغره فقال لحاجبه: ما يشاء أحد يصل إلي إلا قد وصل حتى الصبيان! فعلم درباس أنه يريده، فقال يا أمير المؤمنين، إن دخولي لم يضرك ولا أنقصك ولكنه شرفني، وإن هؤلاء قدموا لأمر فأحجموا دونه؛ وإن الكلام لنشر، وإن السكوت طي لا يعرف إلا بنشره؛ قال: فانشر لا أبالك وأعجبه كلامه. فقال: إنه أصابتنا سنون ثلاث، فسنة أكلت اللحم، وسنة أذابت الشحم، وسنة أنقت العظم؛ وفي أيديكم فضول أموال، فإن كانت لله عز وجل ففرقوها على عباد الله، وإن كانت لهم فعلام تحبسونها عنهم؟ وإن كانت لكم فتصدقوا بها، فإن الله عز وجل يجزي المتصدقين، ولا يضيع أجر المحسنين، يا أمير المؤمنين، أشهد
بالله لقد سمعت أبي حبيب بن درباس بن لاحق يحدث عن أبيه عن جده لاحق بن معد بن ذهل انه وفد إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعه يقول: " كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، وإن الوالي من الرعية كالروح من الجسد، لا حياة له إلا بها. فاحفظ ما استرعاك الله عز وجل من رعيته. فقال هشام: سمعاً لمن فهم عن الله وذكر به؛ ثم قال هشام: ما ترك الغلام في واحدة عذراً. ثم أمر أن يقسم في أهل البوادي ثلاث مئة ألف، وأمر لدرباس بمئة ألف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين، ارددها إلى جائزة المسلمين فإني أخاف أن تعجز عن بلوغ كفايتهم؛ قال: فما لك حاجة؟ قال: تقوى الله عز وجل، والعمل بطاعته؛ قال: ثم ماذا؟ قال: مالي حاجة في خاصة نفسي دون عامة المسلمين.
وفي حديث آخر بمعناه أنه أمر له بمئة ألف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين، ألكل رجل منها مثلها؟ قال: لا، قال: لا حاجة لي فيها، تبعث علي صدقة. فلما صار إلى منزله بعث إليه بالمئة ألف درهم، ففرق درواس في تسعة أبطن من العرب حوله عشرة آلاف عشرة آلاف، وأخذ لنفسه عشرة آلاف. فقال هشام: إن الصنيعة عند درواس لتضعف على سائر الصنائع.
ابن لاحق بن معد بن ذهل، ويقال: درواس بن حبيب بن درواس وفد على هشام بن عبد الملك.
حدث الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء المقرئ قال: سمعت عاصم بن الحدثان يحدث أن البادية قحطت زمن هشام بن عبد الملك، فقدمت وفود العرب من القبائل؛ فجلس هشام لرؤسائهم، فدخلوا عليه وفيهم درباس بن حبيب وله أربع عشرة سنة، عليه شملتان، له ذؤابة، فأحجم القوم وهابوا هشاماً، فوقعت عين هشام على درباس فاستصغره فقال لحاجبه: ما يشاء أحد يصل إلي إلا قد وصل حتى الصبيان! فعلم درباس أنه يريده، فقال يا أمير المؤمنين، إن دخولي لم يضرك ولا أنقصك ولكنه شرفني، وإن هؤلاء قدموا لأمر فأحجموا دونه؛ وإن الكلام لنشر، وإن السكوت طي لا يعرف إلا بنشره؛ قال: فانشر لا أبالك وأعجبه كلامه. فقال: إنه أصابتنا سنون ثلاث، فسنة أكلت اللحم، وسنة أذابت الشحم، وسنة أنقت العظم؛ وفي أيديكم فضول أموال، فإن كانت لله عز وجل ففرقوها على عباد الله، وإن كانت لهم فعلام تحبسونها عنهم؟ وإن كانت لكم فتصدقوا بها، فإن الله عز وجل يجزي المتصدقين، ولا يضيع أجر المحسنين، يا أمير المؤمنين، أشهد
بالله لقد سمعت أبي حبيب بن درباس بن لاحق يحدث عن أبيه عن جده لاحق بن معد بن ذهل انه وفد إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعه يقول: " كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، وإن الوالي من الرعية كالروح من الجسد، لا حياة له إلا بها. فاحفظ ما استرعاك الله عز وجل من رعيته. فقال هشام: سمعاً لمن فهم عن الله وذكر به؛ ثم قال هشام: ما ترك الغلام في واحدة عذراً. ثم أمر أن يقسم في أهل البوادي ثلاث مئة ألف، وأمر لدرباس بمئة ألف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين، ارددها إلى جائزة المسلمين فإني أخاف أن تعجز عن بلوغ كفايتهم؛ قال: فما لك حاجة؟ قال: تقوى الله عز وجل، والعمل بطاعته؛ قال: ثم ماذا؟ قال: مالي حاجة في خاصة نفسي دون عامة المسلمين.
وفي حديث آخر بمعناه أنه أمر له بمئة ألف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين، ألكل رجل منها مثلها؟ قال: لا، قال: لا حاجة لي فيها، تبعث علي صدقة. فلما صار إلى منزله بعث إليه بالمئة ألف درهم، ففرق درواس في تسعة أبطن من العرب حوله عشرة آلاف عشرة آلاف، وأخذ لنفسه عشرة آلاف. فقال هشام: إن الصنيعة عند درواس لتضعف على سائر الصنائع.