Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554
2041. جوية بن عائذ ويقال بن عاتك1 2042. جويرية بنت أبي سفيان صخر بن حرب1 2043. جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون1 2044. حابس بن سعد ويقال ابن ربيعة1 2045. حاتم بن شفي بن يزيد ويقال مرثد1 2046. حاتم بن عبد الله بن سعد12047. حاتم بن يونس أبو محمد1 2048. حاجب بن مالك بن أركين1 2049. حارثة بن بدر بن حصين بن قطن1 2050. حارثة بن قطن بن زابر بن حصن1 2051. حازم بن مالك بن بسطام الدمشقي1 2052. حامد بن أحمد بن محمد بن أحمد1 2053. حامد بن سهل بن الحارث أبو محمد البخاري...1 2054. حامد بن محمد بن حامد بن بحر1 2055. حامد بن يوسف بن الحسين1 2056. حبابة1 2057. حبان بن موسى بن حبان بن موسى1 2058. حبة بنت الفضل1 2059. حبيب الأعور2 2060. حبيب المؤذن1 2061. حبيب بن أبي حبيب2 2062. حبيب بن أوس بن الحارث1 2063. حبيب بن الشهيد6 2064. حبيب بن عبد الرحمن بن سلمان1 2065. حبيب بن عبد الملك بن حبيب1 2066. حبيب بن قليع1 2067. حبيب بن محمد أبو محمد العجمي1 2068. حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر1 2069. حبيش بن دلجة القيني1 2070. حبيش بن عمر أبو المنهال1 2071. حبيش بن محمد بن حبيش1 2072. حجر بن عدي الأدبر بن جبلة1 2073. حجوة بن مدرك الغساني1 2074. حديج2 2075. حدير أبو فوزة1 2076. حدير بن جعفر بن محمد1 2077. حدير بن كريب1 2078. حذيفة بن أسيد3 2079. حذيفة بن اليمان12 2080. حرام بن حكيم بن خالد بن سعد1 2081. حرب بن إسماعيل بن محمد الكرماني1 2082. حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية1 2083. حرب بن محمد بن حرب بن عامر1 2084. حرب بن محمد بن علي بن حيان1 2085. حرف القاف قابيل بن آدم علقه عبد الله محمد بن المكرم أبي الحسن الأ...1 2086. حرملة بن المنذر بن معد يكرب1 2087. حريث بن أبي حريث3 2088. حريث بن زيد الخيل الطائي2 2089. حريث بن ظهير الكوفي2 2090. حريث مولى معاوية بن أبي سفيان1 2091. حريز بن عثمان بن جبر بن أحمد1 2092. حزام بن هشام بن حبيش ين خالد1 2093. حزور ويقال نافع1 2094. حسان بن أبان البعلبكي1 2095. حسان بن تميم بن نصر1 2096. حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام7 2097. حسان بن سليمان أبو علي الساحلي1 2098. حسان بن عطية5 2099. حسان بن فروخ1 2100. حسان بن كريب بن ليشرح2 2101. حسان بن مالك بن بحدل بن أنيف1 2102. حسينة ماشطة عبد الملك بن مروان1 2103. حصن بن عبد الرحمن2 2104. حصين بن الوليد1 2105. حصين بن جعفر الفزاري1 2106. حصين بن جندب أبو ظبيان1 2107. حصين بن مالك أبي الحر بن الخشخاش1 2108. حصين بن نمير بن نابل بن لبيد1 2109. حضين بن المنذر بن الحارث3 2110. حطان بن عوف1 2111. حظي بن أحمد بن محمد بن القاسم1 2112. حفاظ بن الحسن بن الحسين1 2113. حفاظ بن سلامة الناسخ1 2114. حفص الأموي1 2115. حفص بن أبي العاص بن بشر1 2116. حفص بن الوليد بن سيف2 2117. حفص بن سعيد بن جابر1 2118. حفص بن سليمان8 2119. حفص بن عمر أبو الوليد1 2120. حفص بن عمر بن حفص3 2121. حفص بن عمر بن سعيد1 2122. حفص بن عمر بن عبد الرحمن2 2123. حفص بن عمر بن عبد الله1 2124. حفص بن عمر ويقال ابن عمرو1 2125. حفص بن غيلان1 2126. حفص بن مسيرة أبو عمر الصنعاني1 2127. حكيم بن حزام بن خويلد2 2128. حكيم بن رزيق بن حكيم الفزاري1 2129. حكيم بن عياش الكلبي الأعور1 2130. حماد أبو الخطاب الدمشقي1 2131. حماد بن أبي ليلى1 2132. حماد بن عمر بن يونس بن كليب1 2133. حماد بن مالك بن بسطام بن درهم1 2134. حماد مولى بني أمية1 2135. حماد ويقال حامد بن يحيى1 2136. حمد بن الحسين بن أحمد ابن دارست1 2137. حمد بن عبد الله بن علي1 2138. حمد بن محمد أبو الشكر1 2139. حمدان بن غارم بن ينار1 2140. حمدان بن محمد الجبيلي1 Prev. 100
«
Previous

حاتم بن عبد الله بن سعد

»
Next
حاتم بن عبد الله بن سعد
ابن الحشرج امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث ابن طيئ واسمه جلهمة أبو سفانة الطائي الجواد شاعر جاهلي، قدم دمشق يخطب ماوية بنت حجر بن النعمان الغسانية.
قال جميل بن زياد النخعي: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا سبحان الله، ما أزهد كثيراً من الناس في خير! عجباً لرجل يجيئه أخوه المسلم في الحاجة، فلا يرى نفسه للخير أهلاً، فلو كان لا يرجو ثواباً، ولا يخشى عذاباً لكان ينبغي أن يسارع في مكارم الأخلاق، فإنها تدل على سبيل النجاح. فقام إليه رجل وقال: فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين، أسمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نعم، وما هو خير منه، لما أتي بسبايا طيىء، وقعت جارية حمراء لعساء ذلفاء عيطاء شمّاء الأنف، معتدلة القامة والهامة، درماء الكعبين، خدلّجة الساقين، لفّاء الفخذين، خميصة الخصرين، ضامرة الكشحين، مصقولة المتنين، قال: فلما رأيتها أعجبت بها وقلت: لأطلبن إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجعلها في قبتي فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها، فقالت: يا محمد، إن رأيت أن تخلي عنا ولا تشمت بي أحياء العرب، فإني ابنة سيّد قومي، وإن أبي كان يحمي الذّمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويكسو العاري، ويقري الضيف، ويطعم الطعام ويفشي السلام، ولم يردّ طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم طيىء. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا جارية، هذه صفة المؤمنين حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه، خلّوا عنها، فإن أباها كان يحبّ مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق. فقام
أبو بردة بن نيار فقال: يا رسول الله، والله يحب مكارم الأخلاق؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والذي نفسي بيده لا يدخلن الجنة أحد إلا بحسن الخلق.
وعن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله، إن أبي كان يقري الضيف، ويحب الضيافة وذكر أشياء من مكارم الأخلاق. قال: إن أباك أراد أمراً فأدركه. قال سماك: يقول الذكر.
ذكر أعرابيّ حاتم الطائي فقال: كان والله إذا قاتل غلب، وإذا غلب أنهب، وإذا سئل وهب، وإذا ضرب القداح سبق، وإذا أسر أطلق.
قيل لنوار امرأة حاتم: حدثينا عن حاتم. قالت: كل أمره كان عجباً، أصابتنا سنة خصّت كل شيء، فاقشعرت لها الأرض، واغبرّت لها السماء، وضنت المراضع على أولادها، وراحت الإبل حدباء حدابير ما تبض بقطرة، وحلق المال. وإنا لفي ليلة صنبرة، بعيدة ما بين الطرفين، إذ تضاغى الأصبية من الجوع عبد الله وعدي وسفانة، فوالله إن وجدنا شيئاّ نعلّلهم به. فقام إلى أحد الصبيين فحمله، وقمت إلى الصبيّة فعلّلتها، فوالله إن سكتا إلا بعد هدأة من الليل. ثم عدنا إلى الصبي الآخر فعللناه حتى سكت وما كاد. ثم افترشنا قطيفة لنا شامية ذات خمل، فأضجعنا الصبيان عليها، ونمت أنا وهو في حجرة، والصبيان بيننا. ثم أقبل عليّ يعللني لأنام، وعرفت ما يريد فتناومت فقال: مالك، أنمت! فسكتّ. فقال: ما أراها إلا قد نامت، وما بي نوم. فلما أدلهمّ الليل، وتهوّرت النجوم، وهدأت الأصوات، وسكت الرحل، إذا جانب البيت قد رفع فقال: من هذا؟ فولّى، حتى إذا قلت: قد أسحرنا أو كدنا عاد، فقال: من هذا؟ فقالت: جارتك فلانة يا أبا عدي، ما وجدت على أحد معوّلاً غيرك، أتيتك من عند أصبية يتعاوون عواء الذئب من الجوع، قال: أعجليهم عليّ. قالت النوار: فوثبت فقلت: ماذا صنعت! فوالله لقد تضاغى أصبيتك فما وجدت ما تعللهم به، فكيف بهذه وبولدها!
فقال: اسكتي فوالله لأشبعنك وإياهم إن شاء الله. قال: فأقبلت تحمل اثنين، ويمشي جنبيها أربعة، كأنها نعامة حولها رئالها، فقام إلى فرسه فوجاً بحربته في لبته، ثم قدح زنده وأورى ناره، ثم جاء بمدية فكشط عن جلده، ثم دفع المدية إلى المرأة، ثم قال: دونك، ثم قال: ابغي صبيانك فبغيتهم، ثم قال نسوة: أتأكلون شيئاً دون أهل الصّرم! فجعل يطوف فيهم حتى هبوا، فأقبلوا عليه، والتفع ببتّه، ثم اضطجع ناحية ينظر إليها، لا والله ما ذاق مزعة وإنه لأحوجهم إليه، فأصبحنا وما على الأرض منه إلا عظم أو حافر، وأنشأ حاتم يقول:
مهلاّ نوار أقلّي اللوم والعذلا ... ولا تقولي لشيء فات ما فعلا
قالت امرأة حاتم لحاتم: يا أبا سفانة، إني لأشتهي أن آكل أنا وأنت طعاماً وحدنا ليس عليه أحد، قال: أو اشتهيت ذلك؟ قالت: نعم. قال: فوجّهي وبرّزي خيمتك حيث اشتهيت، فحولت الخيمة من الجماعة على فرسخ، وأمرت بالطعام فهيىء وهي مرخاة ستورها عليها وعليه. فلما قارب نضج الطعام كشف عن رأسه وقال:
فلا تطبخي قدري وسترك دونها ... عليّ إذن ما تطبخين حرام
ولكن بها ذاك اليفاع فأوقدي ... بجزل إذا أوقدت لا بضرام
وكشف الستور، وقدم الطعام، ودعا الناس، فأكل وأكلوا، فقالت: ما أتممت لي بما قلت. فأجابها بأني لا تطاوعني نفسي، ونفسي أكرم عليّ من أن تثني عليّ هذا، وقد سبق لي السخاء وقال:
أمارس نفسي البخل حتى أعزّها ... وأترك نفس الجود لا أستشيرها
ولاتشتكيني جارتي غير أنها ... إذا غاب عنها بعلها لا أزورها
سيبلغها خيري ويرجع بعلها ... إليها ولم تقصر عليّ ستورها
قال الوضاح بن معبد الطائي: وفد حاتم الطائي على النعمان بن المنذر فأكرمه وأدناه، ثم زوده عند انصرافه حملين ذهباً وورقاً غير ما أعطاه من طرائف بلده، فرحل. فلما أشرف على أهله تلقته أعاريب طيىء، فقالت: جاء حاتم، أتيت من عند الملك بالغنى، وأتينا من عند أهالينا بالفقر. فقال حاتم: هلم فخذوا ما بين يدي فتوزعوه، فوثب القوم إلى ما بين يديه من حباء النعمان فاقتسموه، فخرجت إلى حاتم طريفة جاريته فقالت له: اتق الله، وأبق على نفسه، فما يدع هؤلاء ديناراً ولا درهماً، ولا شاة ولا بعيراً. فأنشأ حاتم يقول:
قالت طريفة ما تبقى دراهمنا ... وما بنا سرف فيها ولا خرق
إن يفن ما عندنا فالله يرزقنا ... ممن سوانا ولسنا نحن نرتزق
ما يألف الدّرهم الكاريّ خرقتنا ... إلا يمرّ علينا ثمّ ينطلق
إنا إذا اجتمعت يوماً دراهمنا ... ظلّت إلى سبل المعروف تستبق
قال أبو بكر بن عباس: قال رجل لحاتم: هل في العرب أجود منك؟ قال: كل العرب أجود مني. ثم قال: نزلت على غلام من العرب يتيم ذات ليلة، وكانت له مائة من الغنم، فذبح لي منها شاة وأتاني بها، فلما قرّب إلي دماغها قلت: ما أطيب هذا الدماغ! قال: فذهب فلم يزل يأتيني منه حتى قلت قد اكتفيت، قال: فلما أصبحت فإذا هو قد ذبح المائة شاة، وبقي لا شيء له. قال الرجل: فقلت: ما صنعت به؟ قال: ومتى أبلغ شكره، ولو صنعت به كل شيء! قال: على كل حال؟ قال: أعطيته مائة ناقة من خيار إبلي.
قال أبو عبد الله بن الأعرابي: كان حاتم الطائي أسيراً في عنزة، فقالت له امرأة يوماً: قم فافصد لنا هذه الناقة - وكان الفصد عندهم أن يقطع عرق من عروق الناقة، ثم يجمع الدم فيشوى - فقام حاتم إلى الناقة فنحرها، فلطمته المرأة فقال حاتم: لو غير ذات سوار لطمتي. فذهب قوله: لو غير ذات سوار لطمتني مثلا، وقال له النسوة: إنما قلنا لك تفصدها. فقال: هكذا فصدي أنه - يريد: أنا وهي لغة طيىء -.
وفي أنا أربع لغات: " أن قائم " بإسقاط الألف في الوصل. " وأنا قائم " بإثباتها. " وأنه " بإدخال هاء السكت. " وأن قائم " بإسكان النون. يراد بها أنا قائم.
وقوله لو غير ذات سوار لطمتني صارت مثلا، يقولها القائل عند عدو الرقيق الحسب على من هو فوقه، وحين يهتضم الرفيع ذا القدر من هو دونه.
ويروى أن حاتماً قال في هذا الخبر: هكذا فزدي أنه.
وإشمام الصاد الساكنة الزاي إذا وليتها الدال لغة للعرب معروفة جيدة، قد قرأ بها القرآن عدد من القراء، كقوله " يصدفون "، و" يصدر الناس " و" يصدر الرعاء ".
وكانت أم حاتم أيضاً من أسخى الناس. قالوا: كانت عتبة بنت عفيف بن عمرو بن امرئ القيس أم حاتم الطائي لا تمسك شيئاً، سخاء وجوداً، وكان إخوتها يمنعونها فتأبى، وكانت موسرة، فحبسوها في بيت سنة يطعمونها قوتها، لعلها تكف عما تصنع. ثم أخرجوها بعد سنة، وقد ظنوا أنها قد تركت ذلك الخلق، فدفعوا إليها صرمة من مالها وقالوا: استمتعي بها، فأتتها امرأة من هوزان كانت تغشاها، فسألتها، فقالت: دونك هذه الصرمة، فقد مسني من الجوع ما آليت ألا أمنع سائلا شيئاً. ثم قالت:
لعمري لقدماً عضني الجوع عضة ... فآليت ألا أمنع الدهر جائعا
فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني ... فإن أنت لم تفعل فعض الأصابعا
فماذا عسيتم أن تقولوا لأختكم ... سوى عذلكم أو منع من كان مانعا
ومهما ترون اليوم إلا طبيعة ... فكيف بتركي يا بن أم الطبائعا
قال أبو عبيدة: لما بلغ حاتم طيىء قول المتلمس:
قليل المال يصلحه فيبقى ... ولا يبقى الكثير مع الفساد
وحفظ المال خير من فناه ... وعسف في البلاد بغير زاد
قال: ماله - قطع الله لسانه - حمل الناس على البخل! فهلا قال:
فلا الجود يفني المال قبل فنائه ... ولا البخل في مال الشحيح يزيد
فلا تلتمس مالاً بعيش مقتر ... لكل غد رزق يعود جديد
ألم تر أن المال غاد ورائح ... وأن الذي يعطيك غير بعيد
قال أبو الفرج المعافى بن زكريا: لقد أحسن حاتم في قوله:
وإن الذي يعطيك غير بعيد
ولو كان مسلماً، لرجي له بما أتى من هذا ما يغتبط به في معاده، وقد أتى كتاب الله تعالى في هذا بما يعجز المخلوقون عن دركه، قال الله تعالى: " واسألوا الله من فضله " وقال تعالى " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان " قال عدي بن حاتم: شهدت أبي يكيد بنفسه، فقال لي: أي بني، إني أعهد من نفسي ثلاث خلال: والله ما خاتلت جارة لي لربية قط، ولا اؤتمنت على أمانة إلا أديتها، ولا أتي أحد قط من قبلي بسوء.
قال محرز بن أبي هريرة: مر نفر من عبد القيس بقبر حاتم طيىء، فنزلوا قريباً منه، فقام إليه بعضهم فجعل
يركض قبره برجله ويقول: يا أبا الجعواء، أقرنا. فقال له بعض الصحابة: ما تخاطب من رمة قد بليت! وأجنهم الليل فنوموا، فقام صاحب القول فزعاً. فقال: يا قوم، عليكم مطيكم، فإن حاتماً أتاني في النوم وأنشدني شعراً وقد حفظته يقول:
أبا خيبري وأنت امرؤ ... ظلوم العشيرة شتامها
أتيت بصحبك تبغي القرى ... لدى حفرة صخب هامها
تبغي لي الذنب عند المبيت ... وحولك طي وأنعامها
فإنا سنشبع أضيافنا ... وتأتي المطي فنعتامها
قال: وإذا ناقة صاحب القول تكوس فنحروها، وباتوا يشتوون ويأكلون، فقالوا: والله لقد أضافنا حاتم حياً وميتاً. وأصبح القول وأردفوا صاحبهم وساروا، فإذا رجل ينوه بهم، راكبا على جمل يقود آخر فقال: أيكم أبو الخيبري؟ قال: أنا. قال: إن حاتماً أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك، وأمرني أن أحملك، وهذا بعير فخذه فدفعه إليه.
ويحقق هذا الحديث عند العرب، قول ابن دارة الغطفاني، وأتى عدي بن حاتم ليمدحه فقال له: أخبرك بمالي، فإن رضيت فقل. فقال: وما مالك؟ قال: مائتا صائية وعبد وأمه وفرس وسلاح، فذلك كله لك إلا الفرس والسلاح، فإنهما في سبيل الله عز وجل. قال: قد رضيت. قال: فقل، فقال ابن دارة:
أبوك أبو سفانة الخير لم يزل ... لدن شب حتى مات في الخير راغبا
به تضرب الأمثال في الجود ميتاً ... وكان له إذ كان حياً مصاحبا
قرى قبره الأضياف إذ نزلوا به ... ولم يقر قبر قبله الدهر راكبا
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.