الحسين بن مطير بن مكمل
مولى بني أسد بن خزيمة ثم لبني سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد كان جده مكمل عبداً فعتق، ويقال: كوتب.
كان شاعراً محسناً، أدرك الدولتين، وكلامه وزيه يشبه كلام الأعراب وزيهم، وقدم على الوليد بن يزيد، ومن شعره: من الطويل
ليهنك أني لم أطع بك واشياً ... عدواً ولم أصبح لقربك قاليا
وأنّي لم أبخل عليك ولم أجد ... لغيرك إلا بالذي لن أباليا
ولما نزلنا منزلاً طلّه الندى ... أنيقاً وبستاناً من النّور حاليا
أجدّ لنا طيب المكان وحسنه ... منىً فتمنيّنا فكنت الأمانيا
خرج المهدي يوماً يتصيد فلقيه الحسين بن مطير فأنشده: من البسيط
أضحت يمينك من جودٍ مصورةً ... لا بل يمينك منها صورة الجود
من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقةً ... ومن بنانك يجري الماء في العود
فقال المهدي: كذبت يا فاسق، وهل تركت في شعرك موضعاً لأحد مع قولك في معن بن زائدة: من الطويل
ألمّا بمعن ثم قولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعاً ثم مربعا
فيا قبر معنٍ كنت أول حفرةٍ ... من الأرض خطت للمكارم مضجعا
ويا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البرّ والبحر مترعا
ولكن حويت الجود والجود ميّتٌ ... ولو كان حيّاً ضقت حتى تصدّعا
وما كان إلا الجود صورة وجهه ... فعاش ربيعاً ثم ولّى فودّعا
فلما مضى معنٌ مضى الجود والندى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا
فأطرق الحسين ثم قال: يا أمير المؤمنين، وهل معن إلا حسنة من حسناتك؟ فرضي عنه وأمره له بألفي دينار.
أنشد الشافعي لابن مطير: من الطويل
وليس فتى الفتيان من راح واغتدى ... لشرب صبوحٍ أو لشرب غبوق
ولكن فتى الفتيان من راح واغتدى ... لضرّ عدو أو لنفع صديق
ومن شعره: من الطويل
ونفسك أكرم عن أشاءٍ كثيرةٍ ... فمالك نفسٌ بعدها تستعيرها
ولا تقرب الأمر الحرام فإنه ... حلاوته تفنى ويبقى مريرها
وأنشد ابن الأعرابي للحسين بن مطير الأسدي من أبيات: من الطويل
أحبّك يا سلمى على غير ريبةٍ ... ولا بأس في حبٍّ تعفّ سرائره
أحبك حباً لا أعنّف بعده ... محبّاً ولكني إذا ليم عاذره
بنفسي من لا بدّ أنّي ناظره ... ومن أنا في الميسور والعسر ذاكره
ومن قد رماه الناس حتى اتّقاهم ... ببغضي إلا ما تجنّ ضمائره
لقد مات قبلي أول الحبّ فانقضى ... ولو متّ أضحى الحبّ قد مات آخره
ولما تناهى الحبّ في القلب وارداً ... أقام وسدّت بعد عنه مصادره
وأيّ طبيبٍ يبرئ الحبّ بعدما ... تشرّبه بطن الفؤاد وظاهره
ومن شعر الحسين بن مطير: من الطويل
وكنت إذا استودعت سراً طويته ... بحفظٍ إذا ما ضيّع السّرّ ناشره
وإني لأرعى بالمغيبة صاحبي ... حياءً كما أرعاه حين أحاضره
مولى بني أسد بن خزيمة ثم لبني سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد كان جده مكمل عبداً فعتق، ويقال: كوتب.
كان شاعراً محسناً، أدرك الدولتين، وكلامه وزيه يشبه كلام الأعراب وزيهم، وقدم على الوليد بن يزيد، ومن شعره: من الطويل
ليهنك أني لم أطع بك واشياً ... عدواً ولم أصبح لقربك قاليا
وأنّي لم أبخل عليك ولم أجد ... لغيرك إلا بالذي لن أباليا
ولما نزلنا منزلاً طلّه الندى ... أنيقاً وبستاناً من النّور حاليا
أجدّ لنا طيب المكان وحسنه ... منىً فتمنيّنا فكنت الأمانيا
خرج المهدي يوماً يتصيد فلقيه الحسين بن مطير فأنشده: من البسيط
أضحت يمينك من جودٍ مصورةً ... لا بل يمينك منها صورة الجود
من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقةً ... ومن بنانك يجري الماء في العود
فقال المهدي: كذبت يا فاسق، وهل تركت في شعرك موضعاً لأحد مع قولك في معن بن زائدة: من الطويل
ألمّا بمعن ثم قولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعاً ثم مربعا
فيا قبر معنٍ كنت أول حفرةٍ ... من الأرض خطت للمكارم مضجعا
ويا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البرّ والبحر مترعا
ولكن حويت الجود والجود ميّتٌ ... ولو كان حيّاً ضقت حتى تصدّعا
وما كان إلا الجود صورة وجهه ... فعاش ربيعاً ثم ولّى فودّعا
فلما مضى معنٌ مضى الجود والندى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا
فأطرق الحسين ثم قال: يا أمير المؤمنين، وهل معن إلا حسنة من حسناتك؟ فرضي عنه وأمره له بألفي دينار.
أنشد الشافعي لابن مطير: من الطويل
وليس فتى الفتيان من راح واغتدى ... لشرب صبوحٍ أو لشرب غبوق
ولكن فتى الفتيان من راح واغتدى ... لضرّ عدو أو لنفع صديق
ومن شعره: من الطويل
ونفسك أكرم عن أشاءٍ كثيرةٍ ... فمالك نفسٌ بعدها تستعيرها
ولا تقرب الأمر الحرام فإنه ... حلاوته تفنى ويبقى مريرها
وأنشد ابن الأعرابي للحسين بن مطير الأسدي من أبيات: من الطويل
أحبّك يا سلمى على غير ريبةٍ ... ولا بأس في حبٍّ تعفّ سرائره
أحبك حباً لا أعنّف بعده ... محبّاً ولكني إذا ليم عاذره
بنفسي من لا بدّ أنّي ناظره ... ومن أنا في الميسور والعسر ذاكره
ومن قد رماه الناس حتى اتّقاهم ... ببغضي إلا ما تجنّ ضمائره
لقد مات قبلي أول الحبّ فانقضى ... ولو متّ أضحى الحبّ قد مات آخره
ولما تناهى الحبّ في القلب وارداً ... أقام وسدّت بعد عنه مصادره
وأيّ طبيبٍ يبرئ الحبّ بعدما ... تشرّبه بطن الفؤاد وظاهره
ومن شعر الحسين بن مطير: من الطويل
وكنت إذا استودعت سراً طويته ... بحفظٍ إذا ما ضيّع السّرّ ناشره
وإني لأرعى بالمغيبة صاحبي ... حياءً كما أرعاه حين أحاضره