Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554
1014. إبراهيم بن علي أبو إسحاق الرحبي1 1015. إبراهيم بن علي بن أحمد بن إبراهيم1 1016. إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد1 1017. إبراهيم بن علي بن الحسين1 1018. إبراهيم بن علي بن جندل1 1019. إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر11020. إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد1 1021. إبراهيم بن عمر بن حمدان أبو إسحاق1 1022. إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أم...1 1023. إبراهيم بن عمرو الصنعاني1 1024. إبراهيم بن عون أبو إسحاق المؤدب1 1025. إبراهيم بن عيسى العبسي1 1026. إبراهيم بن عيسى بن القاسم1 1027. إبراهيم بن فضالة بن محمد بن يعقوب1 1028. إبراهيم بن كثير أبو إسماعيل الخولاني...1 1029. إبراهيم بن لجاج1 1030. إبراهيم بن محمد أبو إسحاق البجلي1 1031. إبراهيم بن محمد البغدادي1 1032. إبراهيم بن محمد المهدي1 1033. إبراهيم بن محمد بن أبي حصن الحارث1 1034. إبراهيم بن محمد بن أبي سهل1 1035. إبراهيم بن محمد بن أبي ملك1 1036. إبراهيم بن محمد بن أحمد أبو إسحاق الطبري الشافعي...1 1037. إبراهيم بن محمد بن أحمد أبو إسحاق القرميسيني...1 1038. إبراهيم بن محمد بن أحمد أبو إسحاق القيسي المعلم الفقيه...1 1039. إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت1 1040. إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه1 1041. إبراهيم بن محمد بن أسد1 1042. إبراهيم بن محمد بن أمية أبو إسحاق1 1043. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصباغ1 1044. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين...1 1045. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سهل1 1046. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد1 1047. إبراهيم بن محمد بن الأزهر الدمشقي1 1048. إبراهيم بن محمد بن الحسن1 1049. إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال1 1050. إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان1 1051. إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله1 1052. إبراهيم بن محمد بن عبد الأعلي1 1053. إبراهيم بن محمد بن عبد الرزاق1 1054. إبراهيم بن محمد بن عبد الله1 1055. إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن بكار1 1056. إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن علي1 1057. إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة1 1058. إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد1 1059. إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله1 1060. إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد1 1061. إبراهيم بن محمد بن يعقوب التيمي الهمذاني...1 1062. إبراهيم بن محمود بن حمزة أبو إسحاق1 1063. إبراهيم بن مخلد الجبيلي1 1064. إبراهيم بن مرة3 1065. إبراهيم بن مروان بن محمد الطاطري1 1066. إبراهيم بن مسكين1 1067. إبراهيم بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان...1 1068. إبراهيم بن معقل1 1069. إبراهيم بن معمر بن شريس1 1070. إبراهيم بن منصور1 1071. إبراهيم بن موهوب بن علي بن حمزة1 1072. إبراهيم بن مياس بن مهري بن كامل بن الصقيل...1 1073. إبراهيم بن ميسرة الطائفي3 1074. إبراهيم بن نصر الكرماني1 1075. إبراهيم بن نصر بن منصور1 1076. إبراهيم بن نصير1 1077. إبراهيم بن هانئ أبو إسحاق النيسابوري...2 1078. إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم1 1079. إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن هشام1 1080. إبراهيم بن هشام بن ملاس بن قسيم1 1081. إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى1 1082. إبراهيم بن وثيمة النصري1 1083. إبراهيم بن وضاح الجمحي1 1084. إبراهيم بن يحيى البيروتي1 1085. إبراهيم بن يحيى بن إسماعيل1 1086. إبراهيم بن يحيى بن المبارك بن المغيرة...1 1087. إبراهيم بن يزيد6 1088. إبراهيم بن يزيد النصري1 1089. إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق1 1090. إبراهيم بن يوسف بن خالد بن سويد1 1091. إبراهيم بن يونس بن محمد بن يونس1 1092. إدريس بن أبي إدريس عايذ الله1 1093. إدريس بن إبراهيم أبو الحسين1 1094. إدريس بن عبيد الله ويقال1 1095. إدريس بن عمر بن عبد العزيز1 1096. إدريس بن يزيد أبو سليمان النابلسي1 1097. إرميا بن حلقيا1 1098. إسحاق الخياط1 1099. إسحاق بن أبي أيوب بن خالد1 1100. إسحاق بن أحمد1 1101. إسحاق بن أحمد أبو يعقوب الطائي1 1102. إسحاق بن إبراهيم5 1103. إسحاق بن إبراهيم الدمشقي قال1 1104. إسحاق بن إبراهيم الرافقي1 1105. إسحاق بن إبراهيم الرافقي فقال1 1106. إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان1 1107. إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل1 1108. إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد1 1109. إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن راشد1 1110. إسحاق بن إبراهيم بن العلاء1 1111. إسحاق بن إبراهيم بن القاسم بن مخلد1 1112. إسحاق بن إبراهيم بن بنان1 1113. إسحاق بن إبراهيم بن صالح بن علي1 Prev. 100
«
Previous

إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر

»
Next
إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر
ابن هرمة بن هذيل بن ربيع بن عامر بن صبح بن عديّ بن قيس بن الحارث بن فهر بن مالك أبو إسحاق القرشيّ الفهريّ المدينيّ قدم دمشق وامتدح الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وأجازه وارتبطه، واشتاق إلى وطنه، وقال في ذلك شعراً؛ وقدم دمشق قاصداً عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك.
قال الخطيب: إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة، أبو إسحاق الفهري المدني، شاعر مفلق، فصيح مسهب، مجيد محسن القول، سائر الشعر، وهو أحد الشعراء المخضرمين، أدرك الدّولتين الأموية والهاشميّة، وقدم بغداد على أبي جعفر المنصور، ومدحه فأجازه، وأحسن صلته، وكان ممّن اشتهر بالانقطاع للطّالبيّين.
وقال الأصمعي: ختم الشهر بإبراهيم، وهو آخر الحجج.
قال عبد الله بن إبراهيم الجمحي: قلت لابن هرمة: أتمدح عبد الواحد بن سليمان بشعر ما مدحت به أحداً غيرهّ، فتقول فيه: من الوافر
وجدنا غالباً كانت جناحاً ... وكان أبوك قادمة الجناح
ثم تقول فيه:
أعبد الواحد المأمول إنّي ... أغضّ حذار سخطك بالقراح
فبأي شيء استوجب ذلك منك؟ فقال: إني أخبرك بالقصّة لتعذرني؛ أصابتني أزمة وقحمةً بالمدينة، فاستنهضتني ابنة عمي عمّي للخروج، فقلت لها: ويحكّ إنه ليس عندي ما يقلّ جناحي؛ فقالت: أنا أنهضك بما أمكنني؛ وكانت عندي ناب لي، فنهضت عليها بنجّد النوّام ونؤدي السّمّار، وليس من منزل أنزله إلاّ قال النّاس: ابن هرمة، حتى دفعت إلى دمشق، فأويت إلى مسجد عبد الواحد في الّيل، فجلست فيه أنتظره إلى أن نظرت إلى بزوغ الفجر، فإذا الباب ينفلق عن رجل كأنه البدر، فدنا فأذّن ثم صلّى ركعتين، وتأمّلته فإذا هو عبد الواحد، فقمت فدنوت منه وسلّمت عليه، فقال: أبا إسحاقّ أهلاً ومرحباً، فقلت: لبّيك، بأبي وأمي وأنتّ وحيّاك الله بالسّلام وقرّبك من رضوانه، فقال: أما آن لك أن تزورنا؟ فقد طال العهد، واشتد الشّوق، فما وراءك؟ قلت: لا تسألين، بأبي أنت، فإن الدّهر قد أخنى عليّ، فما وجدت مستغاثاً غيرك؛ فقال: لا ترع، فقد وردت على ما تحبّ إن شاء الله.
فوالله إني لأخاطبه، فإذا بثلاثة فتية قد خرجوا كأنهم الأشطان، فسلّموا عليه، فاستدنى الأكبر منهم، فهمس إليه بشيء دوني ودون أخويه، فمضى إلى البيت، ثم رجع، فجلس إليه فكلّمه بشيء دوني ثم ولّى، فلم يلبث أن خرج ومعه عبد ضابط يحمل عبئاً من الثّياب حتى ضرب به بين يديّ، ثم همس إليه ثانية فعاد، وإذا به قد رجع ومعه مثل ذلك، فضرب به بين يديّ، فقال لي عبد الواحد: ادن يا أبا إسحاق، فإني أعلم
أنك لم تصر إلينا حتى تفاقّم صدعك، فخذ هذا وارجع إلى عيالك، فوالله ما سللنا لك هذا إلاّ من أشداق عيالنا، ودفع إليّ ألف دينار، وقال: قم فارحل فأغث من وراءك.
فقمتّ إلى الباب، فلّما نظرت إلى ناقتي ضقت، فقال لي: تعال، ما أرى هذه بمبلغتك، يا غلام قدّم له جملي فلاناً؛ فوالله لكنت بالجمل أشدّ سروراً منّي بكلّ ما نلته؛ فهل تلومني أن أغصّ حذار سخط هذا بالقراح؟ ووالله ما أنشدته ليلتئذ بيتاً واحداً.
قال عبد الله بن مصعب: لقيني إبراهيم بن علي بن هرمة، فقال لي: يا بن مصعب، ألم يبلغني أنك تفضّل عليّ ابن أذينة؟ نعم ما شكرتني في مديحي إياّك!، ألم تعلم: من الطويل
رأيتك مختلاًّ عليك خصاصة ... كأنك لم تنبت ببعض المنابت
كأنك لم تصحب شعيب بن جعفر ... ولا مصعباً ذا المكرمات ابن ثابت
قال: فقلت له: يا أبا إسحاق، أقلنيها، وأنا أعاتبك، وهلمّ فروّني من شعرك ما شئت؛ فروبت له هاشميّاته فأخذتها من فيه.
قال ابن زبنّج: أصابت ابن هرمة أزمة، فقال لي في يوم حارّ: اذهب فتكار لي حمارين إلى ستة أميال؛ ولم يسمّ موضعاً، فركب واحداً وركبت واحداً، ثم سرنا حتى انتهينا إلى قصور حسن بن زيد ببطحاء ابن أزهر، فدخلنا مسجده، فلّما زالت الشّمس خرج علينا مشتملاً على قميصه، فقال لمولىّ له: أذّن، فأذّن، ثم لم يكلّمنا كلمة، ثم قال له: أقم، فأقام، فصلّى بنا، ثم أقبل على ابن هرمة فقال: مرحباً بك أبا إسحاق، حاجتك؛ قال: نعم، بأبي وأميّ أبيات قلتها وقد كان عبد الله بن حسن،
وحسن، وإبراهيم، بنو حسن بن حسن وعدوه شيئاً فأخلفوه فقال: هاتها فأنشد: من البسيط
أمّا بنو هاشم حولي فقد قرعوا ... نبلي الصيّاب التي جّمعت في قرني
فما بيثرب منهم من أعاتبه ... إلاّ عوائد أرجوهنّ من حسن
الله أعطاك فضلاً من عطيّته ... على هن وهن فيما مضى وهن
قال: حاجتك؟ قال: لابن أبي مضرّس عليّ خمسون ومئة دينار؛ قال: فقال لمولىّ له: أيا هيثم، اركب هذه البغلة فائتني بابن أبي مضرّس وذكر حقّه؛ قال: فما صلّينا العصر حتى جاء به، فقال له: مرحباً بك يا بن أبي مضرّس، أمعك ذكر حقّ على ابن هرمة؟ فقال: نعم، قال: فامحه، فمحاه؛ ثم قال: يا هيثم، بع ابن أبي مضرّس من تمر الخانقين بمئة وخمسين ديناراً، وزده في كلّ دينار ربع دينار، وكل لابن هرمة بخمسين ومئة دينار تمراً، وكل لابن زبنّج بثلاثين ديناراً تمراً. قال: فانصرفنا من عنده، فلقيه محمد بن عبد الله بن حسن بالسّيالة، وقد بلغه الشعر، فغضب لأبيه وعمومته، فقال: يا ماصّ بظر أمّه، أنت القائل: على هن وهن فيما مضى وهن؟! قال: لا والله يا بنيّ، ولكني الذي أقول لك: من البسيط
لا والذي أنت منه نعمة سلفت ... نرجو عواقبها في آخر الزّمن
لقد أتيت بأمر ما عمدت له ... ولا تعمّده قولي ولا سنني
فكيف أمشي مع الأقوام معتدلاً ... وقد رميت بريء العود بالأبن
ما غبّرت وجهه أمّ مهجّنة ... إذا القتام تغشّى أوجه الهجن
قال: وأم الحسن أو ولد.
قال بعض الأدباء: كان لإبراهيم بن هرمة كلاب، إذا أبصرت الأضياف بشّت بهم، ولم تنبح، وبصبصت بأذنابها بين أيديهم، فقال يمدحها: من الكامل
ويذل ضيفي في الظلام إذا سرى ... إيقاد ناري أو نباح كلابي
حتى إذا واجهنه وعرفنه ... فدّينه ببصابص الأذناب
وجعلن ممّا قد عرفن يقدنه ... ويكدن أن ينطقن بالتّرحاب
قال إبراهيم بن محمد: نزلت ببنات ابن هرمة بعد أن هلك، فرأيت حالتهنّ سيّئة، فقلت لبعض بناته: قد كان أبوك حسن الحال، فما ترك لكنّ؟ قالت: وكيف؟ وهو الذي يقول: من المنسرح
لا غنمي مدّ في البقاء لها ... إلاّ دراك القرى ولا إبلي
ذاك أفناها، ذاك أفناها!.
قال رجل من أهل الشام: قدمت المدينة فقصدت منزل إبراهيم بن هرمة، فإذا بنيّة له صغيرة تلعب بالطّين، فقلت لها: ما فعل أبوك؟ قالت: وفد على بعض الملوك الأجواد، فما لنا به علم منذ مدة، فقلت: انحري لنا ناقة فإنّا أضيافك؛ قالت: والله ما عندنا، قلت: فشاةً، قالت: والله ما عندنا، قلت، فدجاجةً، قالت: والله ما عندنا، قلت: فأعطينا بيضة، قالت: واله ما عندنا.
قلت: فباطل ما قال أبوك: من المنسرح
كم ناقة قد وجات منحرها ... بمستهل الشؤبوب أو جمل
قالت: فذلك الفعل من أبي هو الذي أصارنا إلى أن ليس عندنا شيء.
قال محمد لن زكريّا: اجتاز نصيب مرّةً بالسيالة، وبها منزل ابن هرمة، فناداه: يا أبا إسحاق، فخرجت إليه بنته مذعورةً، فقال: أين أبوك؟ قالت: راح لحاجة انتهز برد الفيء، قال: فهل من قرئ؟ قالت: لا والله، قال: ولا جزور ولا شاة؟ قالت: لا والله، ولا دجاجة ولا بيضة، قال: قاتل الله أباك ما أكذبه إذ يقول: من المنسرح
لا أمتع العوذ بالفصال ولا ... أبتاع إلاّ قصيرة الأجل
إني إذا ما البخيل أمّنها ... باتت ضموزاً منّي على وجل
قالت: فعله والله ذاك بها، أقلّها عندنا.
قال إبراهيم بن محمد بن عرفة: وفي هذه السّنة يعني سنة خمس وأربعين ومئة تحوّل المنصور إلى مدينة السّلام، واستتمّ بناءها سنة ست وأربعين، ثم كتب إلى أهل المدينة أن يوفدوا عليه خطباءهم وشعراءهم، فكان فيمن وفد عليه إبراهيم بن هرمة.
قال: فلم يكن في الدّنيا خطبة أبغض إليّ من خطبة تقرّبني منه، واجتمع الخطباء والشّعراء من كلّ مدينة، وعلى المنصور ستر يرى النّاس من ورائه ولا يرونه، وأبو الخصيب حاجبه قائم، وهو يقول: يا أمير المؤمنين، هذا فلان الخطيب، فيقول: اخطب، ويقول: هذا فلان الشاعر، فيقول: أنشد، حتى كنت آخر من بقي؛ قال: يا أمير المؤمنين هذا ابن هرمة؛ فسمعته يقول: لا مرحباً ولا أهلاً، ولا أنعم الله بن عيناً؛ فقلت: " إنّا لله ونّ إليه راجعون " ذهبت والله نفسي، ثم رجعت إلى نفسي
فقلت: يا نفس، هذا موقف إن لم تشتدي فيه هلكت.
فقال أبو الخصيب: أنشد، فأنشدته: من الطويل
سرى ثوبه عنك الصّبا المتخايل ... وقرّب للبين الخليط المزايل
حتى انتهيت إلى قولي:
له لحظات في حوافي سريره ... إذا كرّها فيها عقاب ونائل
فأمّ الذي أمّنته تأمن الرّدى ... وأمّ الذي حاولت بالثّكل ثاكل
فقال: يا غلام، ارفع عني الستر، فرفع؛ فإذا وجهه كأنه فلقه قمر، ثم قال: تمّم القصيدة؛ فلّما فرغت منها قال: ادن، فدنوت، ثم قال: اجلس، فجلست، وبين يديه مخضرة، فقال: يا إبراهيم قد بلغني عنك أشياء، لولا ذلك لفضّلتك على نظرائك، فأقرّ لي بذنوبك أعفها عنكّ فقلت: هذا رجل فقيه عالم، وإنّما يريد أن يقتلني بحجّة تجب عليّ، فقلت: يا أمير المؤمنين، كلّ ذنب بلغك ممّا عفوته عني، فأنا مقرّ به؛ فتناول المخصرة فضربني بها، فقلت: من الرجز
أصبر من ذي ضاغط عركرك ... ألقى بواني زوره للمبرك
قال: ثم ثنّى فضربني، فقلت: من الرجز
أصبر من عود بجنبيه جلب ... قد أثّر البطان فيه والحقب
ثم قال: قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم وخلعة، وألحقتك بنظائرك من طريح بن إسماعيل، ورؤبة بن العجّاج، ولئن بلغني عنك أمر أكرهه لأقتلنّك؛ قلت: نعم، أنت في حلّ من دمي إن بلغك أمر تكرهه.
قال ابن هرمة: فأتيت المدينة، فأتاني رجل من الطّالبيّين، فسلّم عليّ، فقلت: تنحّ عنّي، لا تشيط بدمي.
وزاد في رواية؛ بعد بيتي المدح: فقال: يا أمير المؤمنين، إني أسألك شيئاً، قال: سل؛ قال: إنّ عمّال أمير المؤمنين بالمدينة قد أنهكوا أكتافي ممّا يحدّونني على السّكر، فإن رأى أمير المؤمنين أن يكتب لي كتاباً، إن وجدت سكراناً فلا أحد، فليفعل؛ فقال له المنصور: ما كنت لأرفع حداً من حدود الله بحبّ، ولكن أكتب لك كتاباً: من جاء بك سكران جلد مئة، وجلدت أنت ثمانين؛ قال: قدر ضيت.
قال: فكتب له بذلك، قال: فكان إبراهيم بن هرمة يسكر، ويطرح نفسه في الشّوارع، ويقول: من يشتري ثمانين بمئة؟ فليتقدم.
قال سعيد بن سلم: لما ولّى المنصور معن بن زائدة أذربيجان قصده قوم من أهل الكوفة، فلّما صاروا ببابه، واستأذنوا عليه، فدخل الآذن، فقال: اصلح الله الأمير، بالباب وفد من أهل العراق؛ قال: من أي أهل العراق؟ قال: من الكوفة؛ قال: إيذن لهم؛ فدخلوا عليه، فنظر إليهم معن في هيئة زريّة، فوثب على أريكته، وأنشأ يقول: من الطويل
إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم ... مرمّتها فالدّهر بالنّاس قلّب
فأحسن ثوبيك الذي هو لابس ... وأفره مهريك الذي هو راكب
وبادر بمعروف إذا كنت قادراً ... زواك اقتدار أو غنىً عنك يذهب
قال: فوثب إليه رجل من القوم، فقال: أصلح الله الأمير، ألا أنشدك أحسن من
هذا؟ قال: لمن؟ قال: لابن عمك، ابن هرمة؛ قال: هات: فأنشأ يقول: من الطويل
وللنّفس تارات تحلّ بها العرى ... وتسخو على المال النفوس الشّحائح
إذا المرء لم ينفعك حيّاً فنفعه ... أقلّ إذا ضمّت عليه الصّفائح
لأية حال يمنع المرء مآله ... غداً فغداً والموت غاد ورائح
فقال معن: أحسنت والله، وإن كان الشعر لغيرك، يا غلام أعطهم أربعة آلاف أربعة آلاف، يستعينون بها على أمورهم إلى أن يتهيأ لنا فيهم ما نريد؛ فقال الغلام: يا سيدي أجعلها دنانير أم دراهم؟ فقال معن: والله لا تكون همّتك أرفع من همّتي، صفّرها لهم.
قال أحمد بن عيسى وذكر ابن هرمة: كان متّصلاً بنا، وهو القائل فينا: من المتقارب
ومهما ألام على حبّهم ... فإني أحبّ بني فاطمه
بني بنت من جاء بالمحكما ... ت وبالدّين والسّنّة القائمه
فلست أبالي بحبّي لهم ... سواهم من النّعم السّائمه
قال: فقيل له في دولة بني العباس: ألست القائل كذا، وأنشدوه هذه الأبيات؟ فقال: أعضّ الله قائلها بهن أمّه! فقال له من يثق به: ألست قائلها؟ قال: بلى، ولكن أعضّ بهن أمي خير من أن أقتل.
وقال محمد بن منصور: رأت جارية المنصور وعليه قميص مرقوع، فقال وقد سمعها تقول: خليفة قميصه مرقوع: ويحك، أما سمعت قول ابن هرمة: من الكامل
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه ... خلق وجيب قميصه مرقوع
وقال ابن الحصين: كان إبراهيم بن علي بن هرمة، يشرب في أناس بأعلى السّيالة، ثم إنه قلّ ما عنده، وكان صدر بصدار من أهل المدينة، فذكر له حسن بن حسن بن حسن، قد قدم السّيالة، وكتب إليه فذكر أن أصحاباً له قدموا عليه وقد خفّ ما معهم، ولم يذكر عن شرابه شيئاً، وكتب في أسفل كتابه: من الكامل
إني استحيتك أن أقول بحاجتي ... فإذا قرأت صحيفتي فتفهّم
وعليك عهد الله إن أخبرتها ... أهل السّيالة إن فعلت وإن لم
فسأل حسن عن أمره، فاخبر بقصّته، فقال: وأنّا على عهد الله إن لم أخبر بقصّته أهل السّيالة، فردعه أميرها منها وكان يشتدّ على السّفهاء فقال: يا أهل السّيالة هذا ابن هرمة في سفهاء له قد جمعهم بشرب بالشّرف؛ فأنذر بذلك ابن هرمة، ففرّ هو وأصحابه، فلم يقدر عليهم.
أنشد أبو مالك محمد بن مالك بن علي بن هرمة، لعمّه إبراهيم، يمدح عمران بن عبد الله بن مطيع، ويذكر ولادة أسيد بن أبي العيص إيّاه: من الوافر
ستكفيك الحوائج إن ألمّت ... عليك بصرف متلاف مفيد
فتىً يتحمّل الأثقال ماض ... مطيع جدّه وبنو أسيد
حلفت لأمدحنّك في معدّ ... وذي يمن على رغم الحسود
بقول لا يزال له رواء ... بأفواه الرّواة على النّشيد
لأرجع راضياً وأقول حقاً ... ويغبر باقي الأبد الأبيد
وقبلك ما مدحت زناد كاب ... لأخرج وري آبية صلود
فأعياني فدونك فاعتنيني ... فما المذموم كالرّجل الحميد
وكان كحيّة رقيت فصمّت ... على الصادي برقيته المعيد
فأقسم لا تعود له رقائي ... ولا أثني له ما عشت جيدي
وأنشد ابن قتيبة والمبرّد: من الكامل
قد يدرك الشّرف الفتى ورداؤه ... خلق وجيب قميصه مرقوع
إمّا تراني شاحباً مبتذلاً ... كالسيف يخلق جفنه فيضيع
فلربّ لذة ليلة قد نلتها ... وحرامها بحلالها مدفوع
وعن عبد الله بن أبي عبيد الله بن عمّار بن ياسر، قال: زرت عبد الله بن حسن بباديته، وزاره ابن هرمة، فجاءه رجل من أسلم؛ فقال ابن هرمة لعبد الله بن حسن: أصلحك الله، سل الأسلميّ أن يأذن لي أن أخبرك خبري وخبره؛ فقال عبد الله بن حسن: إيذن له. فأذن له الأسلمي، فقال ابن هرمة: خرجت أصلحك الله أبغي ذوداً لي، فأوحشت فضفت هذا الأسلميّ، فذبح لي شاةً وخبز لي خبزاً، وأكرمني، ثم غدوت من عنده، فأقمت ما شاء الله؛ ثم خرجت أيضاً في بغاء ذود لي فأوحشت فقلت: لو ضفت الأسلميّ، فجاءني بلبن وتمر، ثم ضفته بعدما أوحشت، فقلت: التّمر واللّبن خير من الطّوى، فجاءني بلبن حامض.
قال الأسلميّ: قد أجبته إلى ما سأل، فاسأله أن يأذن لي أن أخبرك لم فعلت ذلك؛ فقال: إيذن له، فأذن له، فقال: ضافني أصلحك الله فسألته: من هو؟ فقال: رجل من قريش، فذبحت له الشّاة التي ذكر، والله لو كان عندي غيرها لذبحته له حين ذكر أنه من قريش؛ فقالوا: ليس من قريش؛ إنّما هو دعيّ فيها؛ فضافني الثّانية، قال: إنه دعيّ في قريش، فجئته بتمر ولبن، ثم غدا من عندي، وغدا الحيّ فقالوا: من ضيفك البارحة؟ قال: فقلت: الذي ذكرتم أنه الدّعيّ في قريش؛ فقالوا: لا والله، ما هو فيها بدعيّ ولكنه دعيّ أدعياء؛ فضافني الثالثة على أنه دعيّ أدعياء لقريش، فواله لو وجدت له شرّاً من لبن حامض لجئته به؛ فانكسر ابن هرمة وضحكنا منه.
قال محمد بن فضالة النحوي: لقي رجل من قريش ممّن كان خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن، إبراهيم بن علي بن هرمة الشعر، فقال له: ما الخبر؟ ما فعل النّاس يا أبا إسحاق؟ فقال ابن هرمة: من الطويل
أرى النّاس في أمر سحيل فلا تزل ... على ثقة أو تبصر الأمر مبرما
وأمسك بأطراف الكلام فإنه ... نجاتك ممّا خفت أمراً مجمجما
فلست على رجع الكلام بقادر ... إذا القول عن زلاّته فارق الفما
وكائن ترى من وافر العرض صامتاً ... وآخر أردى نفسه أن تكلّما
وأنشد: من البسيط
كأن عيني إذ ولّت حمولهم ... عنّا جناحا حمام صادفت مطراً
أو لؤلؤ سلس في عقد جارية ... خرقاء نازعها الولدان فانتثرا
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.