إبراهيم بن بشّار بن محمد
أبو إسحاق الخراسانيّ الصّوفي مولى معقل بن يّسار صاحب إبراهيم بن أدهم.
روى عن جماعة، وروى عنه جماعة.
حدّث إبراهيم بن بشار الصوّفي الخراساني خادم إبراهيم بن أدهم قال: وقف رجل صوفيّ على إبراهيم بن أدهم فقال: يا أبا إسحاق، لم حجبت القلوب عن الله عزّ وجلّ؟ قال: لأنها أحبّت ما أبغض الله، أحبّت الدّنيا، ومالت إلى دار الغرور واللهو واللّعب، وترك العمل لدار فيها حياة الأبد، في نعيم لا يزول ولا ينفذ، خالداً مخلداً، في ملك سرمد، لا نفاذ له ولا انقطاع.
وقال: قلت لإبراهيم بن أدهم: أمرّ اليوم أعمل في الطّين، فقال: يا بن بشّار، إنّك طالب ومطلوب، يطلبك من لا تفوته، وتطلب ما قد لقيته، كأنك بما غاب عنك قد كشف لك، وما أنت فيه قد نقلت عنه، يا بن بشّار كأنك لم تر حريصاً محروماً، ولا ذا فاقة مرزوقاً!، ثم قال: ما لك حيلة؟ قلت: لي عند البقّال دانق؛ فقال: عزّ عليّ، تملك دانقاً وتطلب العمل!.
وقال: خرجت أنا وإبراهيم بن أدهم وأبو يوسف الغاسوليّ وأبو عبد الله السّنجاريّ نريد الإسكندرية، فمررنا بنهر يقال له: الأردنّ، فقعدنا نستريح، وكان مع أبي يوسف كسيرات يابسات، فألقاها بين أيدينا، فأكلناها وحمدنا الله تعالى؛ فقمت أسعى أتناول ماءً لإبراهيم، فبادر إبراهيم فدخل النّهر حتى بلغ الماء إلى ركبيته، فقال بكفّيه فملأهما، ثم قال: بسم الله، وشرب الماء؛ ثم قال: الحمد لله، ثم خرج من النّهر، فمدّ رجليه ثم قال:
يا أبا يوسف لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النّعيم والسّرور لجالدونا بالسّيوف أيّام الحياة على ما نحن فيه من لذيذ العيش وقلّة التّعب. فقلت: يا أبا إسحاق، طلب القوم الرّاحة والنّعيم، فأخطاوا الطريق المستقيم؛ فتبسّم، ثم قال: من أين لك هذا الكلام!.
وقال: مضيت مع إبراهيم بن أدهم في مدينة يقال لها: أطرابلس، ومعي رغيفان مالنا شيء غيرهما، وإذا سائل يسال، فقال لي: ادفع إليه ما معك!، فلبثت، فقال: ما لك؟ أعطه؛ فأعطيته وأنا متعجب من فعله، فقال: يا أبا إسحاق إنك تلقى غداً ما لم تلقه قط، واعلم أنك تلقى ما أسلفت، ولا تلقى ما خلّفت، تعّهد لنفسك، فإنك لا تدري متى يفجأك أمر ربك. قال: فأبكاني بكلامه وهوّن عليّ الدّنيا؛ قال: فلّما نظر إليّ أبكي، قال: هكذا فكن.
أبو إسحاق الخراسانيّ الصّوفي مولى معقل بن يّسار صاحب إبراهيم بن أدهم.
روى عن جماعة، وروى عنه جماعة.
حدّث إبراهيم بن بشار الصوّفي الخراساني خادم إبراهيم بن أدهم قال: وقف رجل صوفيّ على إبراهيم بن أدهم فقال: يا أبا إسحاق، لم حجبت القلوب عن الله عزّ وجلّ؟ قال: لأنها أحبّت ما أبغض الله، أحبّت الدّنيا، ومالت إلى دار الغرور واللهو واللّعب، وترك العمل لدار فيها حياة الأبد، في نعيم لا يزول ولا ينفذ، خالداً مخلداً، في ملك سرمد، لا نفاذ له ولا انقطاع.
وقال: قلت لإبراهيم بن أدهم: أمرّ اليوم أعمل في الطّين، فقال: يا بن بشّار، إنّك طالب ومطلوب، يطلبك من لا تفوته، وتطلب ما قد لقيته، كأنك بما غاب عنك قد كشف لك، وما أنت فيه قد نقلت عنه، يا بن بشّار كأنك لم تر حريصاً محروماً، ولا ذا فاقة مرزوقاً!، ثم قال: ما لك حيلة؟ قلت: لي عند البقّال دانق؛ فقال: عزّ عليّ، تملك دانقاً وتطلب العمل!.
وقال: خرجت أنا وإبراهيم بن أدهم وأبو يوسف الغاسوليّ وأبو عبد الله السّنجاريّ نريد الإسكندرية، فمررنا بنهر يقال له: الأردنّ، فقعدنا نستريح، وكان مع أبي يوسف كسيرات يابسات، فألقاها بين أيدينا، فأكلناها وحمدنا الله تعالى؛ فقمت أسعى أتناول ماءً لإبراهيم، فبادر إبراهيم فدخل النّهر حتى بلغ الماء إلى ركبيته، فقال بكفّيه فملأهما، ثم قال: بسم الله، وشرب الماء؛ ثم قال: الحمد لله، ثم خرج من النّهر، فمدّ رجليه ثم قال:
يا أبا يوسف لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النّعيم والسّرور لجالدونا بالسّيوف أيّام الحياة على ما نحن فيه من لذيذ العيش وقلّة التّعب. فقلت: يا أبا إسحاق، طلب القوم الرّاحة والنّعيم، فأخطاوا الطريق المستقيم؛ فتبسّم، ثم قال: من أين لك هذا الكلام!.
وقال: مضيت مع إبراهيم بن أدهم في مدينة يقال لها: أطرابلس، ومعي رغيفان مالنا شيء غيرهما، وإذا سائل يسال، فقال لي: ادفع إليه ما معك!، فلبثت، فقال: ما لك؟ أعطه؛ فأعطيته وأنا متعجب من فعله، فقال: يا أبا إسحاق إنك تلقى غداً ما لم تلقه قط، واعلم أنك تلقى ما أسلفت، ولا تلقى ما خلّفت، تعّهد لنفسك، فإنك لا تدري متى يفجأك أمر ربك. قال: فأبكاني بكلامه وهوّن عليّ الدّنيا؛ قال: فلّما نظر إليّ أبكي، قال: هكذا فكن.