أخيج بن خالد بن عقبة بن أبي معيط
واسمه: أبان، ويقال: أجيج كان من صحابة الوليد بن عبد الملك.
عن ابن الأعرابي، قال: كان عبد الله بن الحجّاج قد خرج مع نجدة بن عامر الحنفيّ الشّاريّ، فلما انقضى أمره هرب، وضاقت عليه الأرض من شدّة الطلب، فقال في ذلك: من الطويل
رأيت بلاد الله وهي عريضة ... على الخائف المطرود كفّة حابل
تؤدّي إليه أن كلّ ثنيّة ... تيّممها ترمي إليه بقاتل
قال: ثم لجأ إلى أخيج بن خالد بن عقبة بن أبي معيط، فسعى به إلى الوليد بن عبد الملك، فبعث إليه بالشّرط، فأخذ من دار أخيج، فأتي به الوليد، فحبسه، فقال وهو في الحبس: من الوافر
أقول وذاك فرط الشّوق منّي ... لعيني إذ نأت ظمياء فيضي
فما للقلب صبر يوم بانت ... وما للدّمع يسفح من مغيض
كأن معتّقاً من أذرعات ... بماء سحابة خصر بضيض
بفيها إذ تخافتني حياءً ... بسر، لا تبوح به، خفيض
يقول فيها:
فإن يعرض أبو العبّاس عنّي ... ويركب بي عروضاً عن عروض
ويجعل غرفه يوماً لغيري ... ويبغضني فإني من بغيض
فإنّي ذو غنىً وكريم قوم ... وفي الأكفاء ذو وجه عريض
غلبت بني أبي العاصي سماحاً ... وفي الحرب المذكّرة العضوض
خرجت عليهم في كلّ يوم ... خروج القدح من كفّ المفيض
فذلك من إذا ما جئت يوماً ... تلقّاني بجامعة ربوض
على جنب الخوان وذاك لؤم ... وبئست تحفة الشّيخ المريض
كأنّي إذا فزعت إلى أخيج ... فزعت إلى مقرقبة بيوض
إوزّة غيضة لقحت كشافاً ... لقحقها إذا درجت نقيض
قال: فدخل أخيج على الوليد بن عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، إن عبد الله بن الحجّاج قد هجاك؛ قال: بماذا؟ فأنشده قوله:
فإن يعرض أبو العباس عنّي ... ويركب بي عروضاً عن عروض
ويجعل عرفه يوماً لغيري ... ويبغضني فإني من بغيض
فقال الوليد: وأيّ هجاء في هذا؟ هو من بغيض إن أعرضت عنه أو أقبلت عليه، أو أحببته أو أبغضته، ثم ماذا؟ فانشده:
كأني إذا فزعت إلى أخيج ... فزعت إلى مقرقبة بيوض
فضحك الوليد، وقال: ما أراه هجا غيرك؛ فلّما خرج من عنده أمر بتخلية سبيل عبد الله بن الحجّاج.
واسمه: أبان، ويقال: أجيج كان من صحابة الوليد بن عبد الملك.
عن ابن الأعرابي، قال: كان عبد الله بن الحجّاج قد خرج مع نجدة بن عامر الحنفيّ الشّاريّ، فلما انقضى أمره هرب، وضاقت عليه الأرض من شدّة الطلب، فقال في ذلك: من الطويل
رأيت بلاد الله وهي عريضة ... على الخائف المطرود كفّة حابل
تؤدّي إليه أن كلّ ثنيّة ... تيّممها ترمي إليه بقاتل
قال: ثم لجأ إلى أخيج بن خالد بن عقبة بن أبي معيط، فسعى به إلى الوليد بن عبد الملك، فبعث إليه بالشّرط، فأخذ من دار أخيج، فأتي به الوليد، فحبسه، فقال وهو في الحبس: من الوافر
أقول وذاك فرط الشّوق منّي ... لعيني إذ نأت ظمياء فيضي
فما للقلب صبر يوم بانت ... وما للدّمع يسفح من مغيض
كأن معتّقاً من أذرعات ... بماء سحابة خصر بضيض
بفيها إذ تخافتني حياءً ... بسر، لا تبوح به، خفيض
يقول فيها:
فإن يعرض أبو العبّاس عنّي ... ويركب بي عروضاً عن عروض
ويجعل غرفه يوماً لغيري ... ويبغضني فإني من بغيض
فإنّي ذو غنىً وكريم قوم ... وفي الأكفاء ذو وجه عريض
غلبت بني أبي العاصي سماحاً ... وفي الحرب المذكّرة العضوض
خرجت عليهم في كلّ يوم ... خروج القدح من كفّ المفيض
فذلك من إذا ما جئت يوماً ... تلقّاني بجامعة ربوض
على جنب الخوان وذاك لؤم ... وبئست تحفة الشّيخ المريض
كأنّي إذا فزعت إلى أخيج ... فزعت إلى مقرقبة بيوض
إوزّة غيضة لقحت كشافاً ... لقحقها إذا درجت نقيض
قال: فدخل أخيج على الوليد بن عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، إن عبد الله بن الحجّاج قد هجاك؛ قال: بماذا؟ فأنشده قوله:
فإن يعرض أبو العباس عنّي ... ويركب بي عروضاً عن عروض
ويجعل عرفه يوماً لغيري ... ويبغضني فإني من بغيض
فقال الوليد: وأيّ هجاء في هذا؟ هو من بغيض إن أعرضت عنه أو أقبلت عليه، أو أحببته أو أبغضته، ثم ماذا؟ فانشده:
كأني إذا فزعت إلى أخيج ... فزعت إلى مقرقبة بيوض
فضحك الوليد، وقال: ما أراه هجا غيرك؛ فلّما خرج من عنده أمر بتخلية سبيل عبد الله بن الحجّاج.