Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554
331. أبو يعيش1 332. أبو يوسف2 333. أبو يوسف حاجب معاوية1 334. أبو يونس الدمشقي1 335. أبي بن كعب3 336. أبي بن كعب بن قيس بن عبيد1337. أتسنر بن أوق بن الخوارزمي التركي1 338. أجلح بن منصور الكندي1 339. أحمد بن أبا ويقال محمد أبو جعفر الكاتب...1 340. أحمد بن أبي أحمد الجرجاني1 341. أحمد بن أبي السفر1 342. أحمد بن أبي خالد يزيد1 343. أحمد بن أبي داود القاضي1 344. أحمد بن أبي عمران2 345. أحمد بن أحمد بن وركشين1 346. أحمد بن أصرم بن خزيمة بن عباد1 347. أحمد بن أصرم بن طاهر بن محفوظ1 348. أحمد بن أنس بن مالك1 349. أحمد بن إبراهيم أبو العباس البغدادي المقرىء...1 350. أحمد بن إبراهيم أبو العباس الحلبي الصفار...1 351. أحمد بن إبراهيم أبو بكر البيروتي المؤدب...1 352. أحمد بن إبراهيم أبو بكر السميرمي1 353. أحمد بن إبراهيم أبو بكر الصوفي1 354. أحمد بن إبراهيم أبو جعفر الحلواني1 355. أحمد بن إبراهيم أبو سليمان الحراني1 356. أحمد بن إبراهيم الرازي ابن الحطاب1 357. أحمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني الشاهد...1 358. أحمد بن إبراهيم بن أيوب أبو بكر الحوراني...1 359. أحمد بن إبراهيم بن الحداد الأسدي1 360. أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد1 361. أحمد بن إبراهيم بن تمام بن حبان أبو بكر السكسكي...1 362. أحمد بن إبراهيم بن حبيب البغدادي1 363. أحمد بن إبراهيم بن سعد الخير1 364. أحمد بن إبراهيم بن عبد الله القرشي1 365. أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن بشير...1 366. أحمد بن إبراهيم بن فيل أبو الحسن1 367. أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم1 368. أحمد بن إبراهيم بن محمد بن صالح1 369. أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله1 370. أحمد بن إبراهيم بن موسى المصاحفي1 371. أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس1 372. أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى1 373. أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن داود1 374. أحمد بن إبراهيم بن يونس بن محمد1 375. أحمد بن إسحاق بن إبراهيم1 376. أحمد بن إسحاق بن صالح بن عطاء1 377. أحمد بن إسحاق بن محمد بن أحمد1 378. أحمد بن إسرائيل بن الحسين1 379. أحمد بن إسماعيل بن القاسم1 380. أحمد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله1 381. أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط1 382. أحمد بن الجحاف أبو بكر الأزدي النشوي...1 383. أحمد بن الحسن أبو بكر الأحنف1 384. أحمد بن الحسن بن أحمد1 385. أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان1 386. أحمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد1 387. أحمد بن الحسن بن جنيدب1 388. أحمد بن الحسن بن روزبه1 389. أحمد بن الحسن بن زريق1 390. أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة1 391. أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان1 392. أحمد بن الحسين أبو الحسن البغدادي البزي...1 393. أحمد بن الحسين أبو الحسين1 394. أحمد بن الحسين بن أحمد1 395. أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم1 396. أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب1 397. أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي1 398. أحمد بن الحسين بن الحسن1 399. أحمد بن الحسين بن الحسن بن علي1 400. أحمد بن الحسين بن حيدرة أبو الحسين1 401. أحمد بن الحسين بن داناج أبو العباس1 402. أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم1 403. أحمد بن الحسين بن علي بن مهدي1 404. أحمد بن الحسين بن مهران1 405. أحمد بن الحكم أبو حزية1 406. أحمد بن الخضر بن بكر بن حماد1 407. أحمد بن الخير الأنطرطوسي الإمام1 408. أحمد بن الضحاك بن مازن1 409. أحمد بن العباس بن الربيع1 410. أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد1 411. أحمد بن العباس بن محمد1 412. أحمد بن العلاء بن هلال بن عمر1 413. أحمد بن الغمر بن أبي حماد أبو عمر1 414. أحمد بن الفرات بن خالد1 415. أحمد بن الفرج بن سليمان1 416. أحمد بن الفضل بن عبيد الله1 417. أحمد بن الفيض بن محمد الغساني1 418. أحمد بن القاسم بن عبد الوهاب1 419. أحمد بن القاسم بن عبيد الله1 420. أحمد بن القاسم بن عطية1 421. أحمد بن القاسم بن معروف أبي نصر1 422. أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس1 423. أحمد بن المؤمل الدمشقي1 424. أحمد بن المعلي بن يزيد1 425. أحمد بن النضر بن بحر أبو جعفر العسكري...1 426. أحمد بن الوليد بن هشام القرشي1 427. أحمد بن بحر اللخمي1 428. أحمد بن بشر بن حبيب بن زيد1 429. أحمد بن بشر بن عبد الوهاب1 430. أحمد بن تبوك بن خالد بن يزيد1 Prev. 100
«
Previous

أبي بن كعب بن قيس بن عبيد

»
Next
أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد
ابن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجار وهو تيم الله ابن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج أبو المنذر الأنصاريّ الخزرجيّ، ويكنى أيضاً أبا الطّفيل سيّد القرّاء، شهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدراً والعقبة وغيرهما من المشاهد، وروى عنه أحاديث صالحة، وشهد مع عمر بن الخطاب الجابية، وكتب كتاب الصّلح لأهل بيت المقدس.
روى قال: كان رجل بالمدينة لا أعلم رجلاً كان أبعد منزلاً من المسجد منه، فقيل له: لو اشتريت حماراً تركبه في الرّمضاء والظلّماء؛ فقال: ما يسرّني أن داري إلى جنب المسجد.
فنمى الحديث إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ما أردت بقولك: ما يسرّنّي أنّ داري إلى جنب المسجد؟ قال: أردت أن يكتب إقبالي إذا أقبلت المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي؛ قال: أنطاك الله ذلك كلّه، أنطاك الله ما احتسبت أجمع مرتين.
وعن أبي الحويرث، قال: كان يهود من بيت المقدس، وكانوا عشرين رأسهم يوسف بن نون، فاخذ لهم كتاب أمان، وصالح عمر بالجابية، وكتب كتاباً، ووضع عليهم الجزية وكتب: بسم الله الرّحمن الرحيم، أنتم آمنون على دمائكم وأموالكم وكنائكسم ما لم تحدثوا أو تؤوا محدثاً، فمن أحدث منهم أو آوى محدثاً فقد برئت منه ذمّة الله، وإنّي بريء من معرّة الجيش؛ شهد معاذ بن جبل، وأبو عبيدة بن الجرّاح، وكتب أبيّ بن كعب.
وعن عليّ بن رياح اللّخميّ، قال: خطب عمر بن الخطّاب بالجابية، فقال: أيّها
النّاس، من كان يريد أن يسأل عن القرآن فليأت أبيّ بن كعب، ومن كان يريد أن يسال عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن كان يريد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن كان يريد أن يسأل عن المال فليأتني، فإن الله جعلني له خازناً وقاسماً، أبدأ بأزواج النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم بالمهاجرين بن الأوّلين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم، أنا وأصحابي، ثم بالأنصار الذين تبوؤا الدّار والإيمان، فمن أسرع إلى الهجرة أسرع إليه العطاء، ومن أبطأ عن الهجرة فلا يلومنّ رجل منكم إلاّ مناخ راحلته.
قال ابن سعد: وأمّه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن مالك بن النّجار، وكان لأبيّ بن كعب من الولد: الطّفيل ومحمد، وأمهّما أمّ الطّفيل بنت الطّفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع بن عبد نهم من دوس، وأمّ عمرو بنت أبيّ، ولا ندري من أمّها، وقد شهد أبيّ بن كعب العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعاً، وكان أبيّ يكتب في الجاهليّة قبل الإسلام، وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمر الله رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقرأ على أبيّ القرآن؛ وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أقرأ أمتي أبيّ ".
وعن عبد الرحمن بن أبزى، قال: قلت لأبيّ بن كعب لمّا وقع النّاس في أمر عثمان: أبا المنذر، ما المخرج من هذا الأمر؟ قال: كتاب الله، ما استبان فاعمل به، وما اشتبه فكله إلى عالمه.
وعن زرّ، قال: قلت لأبيّ بن كعب: أبا المنذر، أخبرني عن ليلة القدر، فإن صاحبنا يعني ابن مسعود كان إذا سئل عنها قال: من يقم الحول يصبها، فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، أما والله لقد علم أنها في رمضان، ولكن أحبّ أن لا تتّكلموا، وأنها ليلة سبع وعشرين لم يستثن قلت: أبا المنذر، أنّى علمت ذلك؟ قال: بالآية التي قال لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صبيحة القدر تطلع الشّمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع ".
وعن عيسى بن طلحة، قال: كان أبيّ رجلاً دحداحاً ليس بالقصير ولا بالطويل.
وقال سهل بن سعد السّاعدي: كان أبيّ لا يغّير شيبه، أبيض الرأس واللّحية.
وعن عبد الرحمن بن أبزى، قال: قال أبيّ بن كعب: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنّي أمرت أن أقرأ عليك القرآن " قال: قلت: يا رسول الله، وسمّيت لك؟ قال: نعم.
قلت لأبيّ: وفرحت بذلك؟ قال: وما يمنعني، وهو يقول: " قل: بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ".
وعن خيثمة بن عبد الرحمن قال: كنت جالساً عند عبد الله بن عمرو فذكر ابن مسعود فقال: ذاك رجل لا أزال أحبّه بعد أن سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " استقرؤوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة ".
وعن أنس بن مالك، قال: افتخر الحيّان من الأوس والخزرج، فقال الأوس، منّا غسيل الملائكة حنظلة بن الرّاهب، ومنّا من اهتزّ له عرش الرّحمن، ومنّا من حمته الدّبر عاصم بن ثابت بن الأقلح، ومنّا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت؛ قال: فقال الخزرجيّون: منّا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه أحد غيرهم؛ زيد بن ثابت، وأبو زيد وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل.
وعن ابن عبّاس: أن أبيّاً قال لعمر: يا أمير المؤمنين إنّي تلّقيت القرآن ممّن تلقّاه من جبريل وهو رطب.
زعم أبيّ بن كعب، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّى بالنّاس فترك آية، فقال: " أيّكم أخذ عليّ شيئاً من قراءتي؟ " فقال أبيّ: أنا يا رسول الله، تركت آية كذا وكذا؛ فقال النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قد علمت إن كان أحد أخذها عليّ فإنك أنت هو ".
وعن أنس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أرحم أمتّي أبو بكر، وأشدّهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأفرضهم
زيد، واقرؤهم أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وإن لكل أمّة أميناً، وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح ".
عن أبيذ بن كعب، قال: بينا أنا يوماً في المسجد إذ قرأت آية في سورة النّحل كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقرأنيها، فقرأها رجل إلى جانبي فخالف قراءتي، فقلت: من أقرأك هذه القراءة؟ فقال: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قرأ آخر فخالف قراءتي وقراءته، قلت: من أقرأكها؟ قال: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قلت لله: لا أفارقكما حتى تأتيا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فأتيناه، فأخبرته الخبر، فقال: اقرأ فقرأت، فقال: أحسنت ثم قال لآخر: اقرأ فقرا، فقال: أحسنت، ثم قال للآخر: اقرأ فقرأ، فقال: أحسنت فدخلني شكّ يومئذ لم يدخلني مثله قطّ إلاّ في الجاهلية! فلّما رأى ذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لعلّ الشّيطان دخلك؟ ثم دفع بكفّه في صدري، فقال: اللهم احبس عنه الشّيطان ثم قال: أتاني آت من ربّي، فقال: يا محّمد اقرأ القرآن على حرف، فقلت: يا رب خفّف عن أمتي، ثم أتاني آت من ربي فقال: يا محمد إقرأ القرآن على حرف، فقلت يا رب خفف عن أمتي ثم أتاني آت من ربي فقال: يا محمد إقرأ القرآن على حرف، فقلت: يا رب خفف عن أمتي ثم أتاني آت من ربّي، فقال: يا محّمد اقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكلّ ردّ مسألة، فقلت: يا رب اغفر لأمّتي، ثم قلت: يا رب اغفر لأمّتي، وأخّرت الثّالثة شفاعة إلى يوم القيامة، والذي نفس محّمد بيده إنّ إبراهيم ليرغب في شفاعتي.
عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أبا المنذر، أيّ آية معك من كتاب الله أعظم؟ " قال: قلت: " الله لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم "؛ فضرب في صدري، فقال: " ليهنك العلم، فوالذي نفسي بيده إن لهذه للساناً وشفتين تقدّس الملك عند ساق العرش ".
وعن أبيّ بن كعب، قال:
كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذهب ربع اللّيل قام فقال: " أيّها النّاس اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه ".
قال أبيّ: قلت: يا رسول الله، إنّي أكثر الصّلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير قال: الرّبع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير قال: أجعل النّصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير قال: الثّلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير قال: أجعل لك صلاتي كلّها؟ قال: إذا تكفى همّك، ويغفر ذنبك.
وعن أبي سعيد الخدريّ، عن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما من شيء يصيب المؤمن في جسده إلاّ كفّر الله عنه به من الذّنوب ".
فقال أبيّ بن كعب: اللهم إنّي أسألك أن لا تزال الحمّى مضارعةً الجد أبيّ بن كعب حتى يلقاك، لا يمنعه من صيام ولا صلاة ولا حجّ ولا عمرة ولا جهاد في سبيلك؛ فارتكبته الحمّى فلم تفارقه حتى مات، وكان في ذلك يشهد الصّلوات ويصوم ويحجّ ويعتمر ويغزو.
قال الحارث بن نوفل: وقفت أنا وأبيّ بن كعب في ظلّ أطم حسان، وسوق النّاس يومئذ في موضع سوق الفاكهة اليوم؛ فقال أبيّ: ألا ترى النّاس مختلفة أعناقهم في طلب الدّنيا؟ قلت: بلى؛ قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع النّاس بذلك وصاروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا النّاس يأخذونه ليذهبنّ به، قال: فيقتتل النّاس فيقتل من كلّ مئة تسعة وتسعون.
وعن عمرو بت العاص، قال: كنت جالساً عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يوم عيد، فقال: " ادع لي سيّد الأنصار "
فدعو أبيّ بن كعب، فقال: يا أبيّ بن كعب، آيت بقيع المصلّى، فأمر بكنسه، ثم مر النّاس فليخرجوا، فلّما بلغ عتبة الدّار رجع، فقال: يا نبيّ الله، والنّساء؟ قال: نعم، والعواتق والحيض يكنّ في آخر النّاس يشهدن الدّعوة.
وعن أبيّ بن كعب، قال: جاء رجل إلى النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن فلاناً يدخل على امرأة أبيه؛ فقال أبيّ: لو كنت أنا لضربته بالسّيف؛ فضحك النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: ما أغيرك يا أبيّ! إني لأغير منك، والله أغير منّي.
وعن المزني قال: سمعت الشافعيّ يقول: قال رجل لأبيّ بن كعب: أوصني يا أبا المنذر؛ قال: لا تعترض فيما لا يعنيك، واعتزل عدوّك، واحترس من صديقك، ولا تغبطنّ حيّاً إلاّ بما تغبطه به ميتاً، ولا تطلب حاجةً إلى من لا يبالي ألاّ يقضيها لك.
ومرّ عمر بن الخطّاب بغلام، وهو يقرأ في المصحف: النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمّهاتهم وهو أب لهم، فقال: يا غلام حكّها؛ قال: هذا مصحف أبيّ؛ فذهب إليه فسأله فقال: إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصّفق بالأسواق.
وعن جندب، قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم، وإذا النّاس في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلق حلق يتحدثون؛ قال: فجعلت أمضي الحلق حتى أتيت حلقةً فيها رجل شاحب، عليه ثوبان كأنّما قدم من سفر، فسمعته يقول: هلك أصحاب العقدة وربّ الكعبة، ولا آسا عليهم، قالها ثلاث مرّات؛ قال: فجلست إليه فتحدّث بما قضي له، ثم قام، فلّما قام سألت عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أبيّ بن كعب سيّد المسلمين؛ فتبعته حتى أتى منزله، فإذا هو رثّ المنزل، ورثّ الكسوة يشبه بعضه بعضاً، فسلّمت عليه، فرّد عليّ السّلام، ثم سألني: من أنت؟ قلت: من أهل العراق؛ قال: أكثر شيء سؤالاً! قال: فلّما قال ذاك
غضبت، فجثوت على ركبتيّ، واستقبلت القبلة، ورفعت يديّ، فقلت: اللهم إنّا نشكوهم إليك، إنّا ننفق نفقاتنا، وننصب أبداننا، ونرحل مطايانا ابتغاء العلم، فإذا لقيناهم تجهّمونا وقالوا لنا؛ قال: فبكى أبيّ، وجعل يترضّاني، وقال: ويحك، لم أذهب هناك؛ ثم قال: إنّي أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمنّ بما سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أخاف فيه لومة لائم؛ ثم أراه قام، فلّما قال ذلك انصرفت عنه وجعلت أنتظر الجمعة لأسمع كلامه؛ قال: فلّما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي فإذا السّكك غاصّةمنالنّاس، لا آخذ في سكّة إلاّ تلقّاني النّاس، قلت: ما شأن النّاس؟ قالوا: نحسبك غريباً؛ قلت: أجل؛ قالوا: مات سيّد المسلمين أبيّ بن كعب.
قال: فلقيت أبا موسى بالعراق فحدّثته بالحديث، فقال: والهفاه! ألا كان بقي حتى يبلغنا مقالة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن عمران بن عبد الله قال: قال أبيّ بن كعب لعمر بن الخطّاب: مالك لا تستعملني؟ قال: أكره أن يدنس دينك.
وعن أبي المهلب، عن أبيّ بن كعب قال: أمّا أنا فأقرأ القرآن في ثمان ليال.
وعن ابن عباس، قال: قال عمر بن الخطّاب: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا؛ قال: فخرجنا، فكنت أنا وأبيّ بن كعب في مؤخّر النّاس، فهاجت سحابة، فقال أبيّ: اللهم اصرف عنّا أذاها، فلحقناهم وقد ابتلت رحالهم، فقال عمر: أما أصابكم الذي أصابنا؟ قلت: إن أبا المنذر دعا الله عزّ وجلّ أن يصرف عنّا أذاها؛ فقال عمر: ألا دعوتم لنا معكم! قال معمر: عامّة علم ابن عباس من ثلاثة: عمر، وعليّ، وأبيّ بن كعب، رضي الله عنهم أجمعين.
وعن مسروق، قال: سألت أبيّ بن كعب عن شيء، فقال: أكان بعد؟ قلت: لا؛ قال: فأجمّنا حتى يكون، فإذا كان اجتهدنا لك رأينا.
وعن أبي العالية، قال: كان أبيّ بن كعب صاحب عبادة، فلّما احتاج إليه النّاس ترك العبادة، وجلس للقوم.
وعن عبد الله بن أبي نصير، قال: عدنا أبيّ بن كعب في مرضه، فسمع المنادي بالأذان، فقال: الإقامة هذه أو الأذان؟ فقلنا: الإقامة؛ فقال: ما تنتظرون؟ ألا تنهضون إلى الصّلاة؟ فقلنا: ما بنا إلاّ مكانك؛ قال: فلا تفعلوا، قوموا، إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّى بنا صلاة الفجر، فلّما سلّم أقبل على القوم بوجهه، فقال: أشاهد فلان، أشاهد فلان حتى دعا بثلاثة كلّهم في منازلهم لم يحضروا الصّلاة، فقال: إن أثقل الصّلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأوهما ولو حبوا، واعلم أن صلاتك مع رجل أفضل من صلاتك وحدك، وأن صلاتك مع رجلين أفضل من صلاتك مع رجل، وما أكثرتم فهو أحبّ إلى الله، وإن الصّفّ المقدّم على مثل صفّ الملائكة، ولو يعلمون فضيلته لابتدروه، ألا وإن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرّجل وحده أربعاً وعشرين أو خمساً وعشرين.
قال الهيثم ين عدّي: أبيّ بن كعب توفي سنة تسع عشرة.
وقال المدائنيّ: سنة عشرين، فيها مات أبيّ بن كعب.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: مات أبيّ بن كعب في خلافة عمر سنة اثنتين وعشرين.
وقال الواقدي: اختلف في موت أبيّ بن كعب، وأثبت الأقاويل عندنا أنه مات سنة ثلاثين.
وقال ابن سعد: سنة ثلاثين، وهو أثبت هذه الأقاويل عندنا، وذلك أن عثمان بن عفّان أمره أن يجمع القرآن.
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.