Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=82320#a4d019
مِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ يُكْنَى: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أُمُّهُ أُخْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، يُقَالُ لَهَا: الشِّفَاءُ وَقِيلَ: رَمْلَةُ، وَقِيلَ: عَاتِكَةُ، وُلِدَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِسَنَتَيْنِ، وَشَهِدَ الْفَتْحَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ، تُوُفِّيَ يَوْمَ جَاءَ نَعْيُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِالْحَجُونِ، حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَعَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، وَأُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: «تُوُفِّيَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ يَوْمَ جَاءِ نَعْيُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِالْحَجُونِ، أَصَابَهُ حَجَرُ الْمَنْجَنِيقِ وَهُوَ يُصَلِّي فِي الْحِجْرِ , فَأَقَامَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ، وَتُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وُلِدَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِسَنَتَيْنِ، وَقُدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ فِي عَقِبِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ، شَهِدَ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَمْشُوا عُرَاةً» ، رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَهُ، وَرَوَاهُ أَيُّوبُ بْنُ وَاقِدٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُوا فِي أَنْ يَنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَلَا آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ، إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي , وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ , فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي، يَرِيبُنِي مَا رَابَهَا، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا» ، رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْمِسْوَرِ
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ، أنبا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ , قَالَ الْمِسْوَرُ: فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَسَمِعْتُهُ يَتَشَهَّدُ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي، وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَفْتِنُوهَا، وَإِنَّهَا وَاللهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ نَبِيِّ اللهِ، وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ» قَالَ: فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ "، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَافِعٍ دَرَخْتَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ مَوْلَى قُرَيْشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِالنَّاسِ كُلِّهِمْ عَامَّةً، وَإِنَّ اللهَ يُبَاهِي بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خَاصَّةً عَشِيَّةَ عَرَفَةَ»
Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=82320#ef3211
مسور بن مخرمة بن نوفل
ابن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي.
أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عثمان، القرشي، الزهري له صحبة، روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، وقدم دمشق برسالة عثمان إلى معاوية يستدعيه إليه لأجل الذين حصروه، ثم قدمها ثانية وافداً على معاوية في خلافته.
عن المسور: أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنة له، فقال له: قل له فليلقني في العتمة. قال: فلقيه، فحمد الله تعالى المسور وأثنى عليه، وقال: أما بعد؛ أما والله ما من نسب ولا سب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وصهركم، ولكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " فاطمة مضغة مني، يقبضني ما قبضها ويبسطني ما بسطها، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وصهري ". وعندك ابنتها، ولو زوجتك لقبضها ذلك. فانطلق عاذراً له.
قال المصنف: هذا حديث غريب، وقد روي من وجه آخر صحيح؛ عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو على المنبر يقول: " إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها ".
قال الزبير بن بكار: وكان المسور ممن يلزم عمر بن الخطاب ويحفظ عنه، وكان من أهل الفضل والدين، ولم يزل مع خاله عبد الرحمن مقبلاً ومدبراً في أمر الشرى حتى فرغ عبد الرحمن، ثم انحاز إلى مكة حين توفي معاوية، وكره بيعة يزيد، فلم يزل هناك حتى قدم الحصين بن نمير، وحضر حصار عبد الله بن الزبير وأهل مكة، وكانت الخوارج تغشى المسور بن مخرمة وتعظمه، وينتحلون رأيه، حتى قتل تلك الأيام، أصابه حجر المنجنيق، فمات في ذلك.
قال محمد بن عمر: قبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسور بن مخرمة ابن ثماني سنين، وقد حفظ عنه.
قال أبو بكر ابن البرقي: توفي المسور بن مخرمة بمكة، أصابه حجر منجنيق وهو قائم يصلي، وذلك اليوم الذي مات فيه يزيد بن معاوية، لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين، وكان المسور يوم مات ابن اثنتين وستين سنة، صلى عليه ابن الزبير؛ وولد المسور بعد الهجرة بسنتين.
قال ابن يونس: قدم مصر سنة سبع وعشرين لغزو المغرب.
عن إبراهيم بن حمزة، قال: أتى عمر بن الخطاب ببرود من اليمن، فقسمها بين المهاجرين والأنصار، وكان فيها
برد فائق لها، فقال: إن أعطيته أحداً منهم غضب أصحابه ورأوا أني فضلته عليهم، فدلوني على فتى من قريش نشأ نشأة حسنة أعطيه إياها. فأسموا له المسور بن مخرمة، فدفعه إليه، فنظر إليه سعد بن أبي وقاص على المسور، فقال: ما هذا؟ فقال: كسانيه أمير المؤمنين. فجاء سعد إلى عمر فقال: تكسوني هذا البرد وتكسو ابن أخي مسوراً أفضل منه. قال له: يا أبا إسحاق، إني كرهت أن أعطيه أحداً منكم فيغضب أصحابه، فأعطيته فتى نشأ نشأة حسنة لا يتوهم فيه أني فضلته عليكم. فقال سعد: فإني قد حلفت لأضربن بالبر الذي أعطيتني رأسك. فخضع له عمر رأسه، وقال: عندك يا أبا إسحاق، وليرفق الشيخ بالشيخ. فضرب رأسه بالبرد.
عن المسور: أنه خرج تاجراً إلى سوق ذي المجاز أو عكاظ، فإذا رجل من الأنصار يؤم الناس أرت أو ألثغ فأخره وقدم رجلاً، فغضب الرجل المؤخر فأتى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، إن المسور أخرني وقدم رجلاً. فغضب عمر وجعل يقول: واعجباً لك يا مسور؛ وجعل يرسل إلى بيته.
فلما قدم المسور أخبر بذلك، فأتاه. فلما رآه طالعاً قال: واعجباً يا مسور. فقال: لا تعجل يا أمير المؤمنين، فوالله ما أردت إلا الخير. قال: وأي خير في هذا؟ فقال: إن سوق عكاظ - أو ذا المجاز - اجتمع فيها ناس كثير، عامتهم لم سمع القرآن، وكان الرجل أرت أو ألثغ فخشيت أن يتفرقوا بالقرآن على لسانه، فأخرته وقدمت رجلاً عربياً بيناً. فقال عمر: جزاك الله خيراً.
عن عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة أخبره أنه قدم وافداً على معاوية بن أبي سفيان، فقضى حاجته، ثم دعاه فأخلاه، فقال: يا مسور، فافعل طعنك على الأئمة؟ قال مسور: دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له. قال معاوية: لا والله لا تكلمني بذات نفسك بالذي تعيب علي. قال لمسور: فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينته له. فقال معاوية: لا براء من الذنب، فهل تعد يا مسور مما تلي من الإصلاح في أمر العامة، فإن الحسنة بعشر
أمثالها، أم تعد الذنوب وتترك الإحسان؟ قال المسور: لا والله ما نذكر إلا ما ترى من هذه الذنوب. فقال له معاوية: فإنا نعترف لله كل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم غفرها الله لك؟ قال مسور: نعم. قال: فما يجعلك برجاء المغفرة أحق مني؟ فوالله لما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أخير بين أمرين بين الله وغيره إلا اخترت الله على سواه، وإني لعلي دين يبل فيه العمل، ويجزي فيه بالحسنات، ويجزي فيه بالذنوب، إلا أن يعفو الله عنها، وإني أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر، وألي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا يحصيها من عمل الله بها في إقامة الصلاة للمسلمين، والجهاد في سبيل الله، والحكم بما أنزل الله، والأمور التي لست أحصيها عدداً فيكفي في ذلك.
قال المسور: فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر.
قال عروة بن الزبير: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه.
عن أم بكر بنت المسور، قالت: كان المسور بن مخرمة إذا قدم مكة طاف لكل يوم غاب عنه سبعاً، وكان يفرق بين الأسابيع، ثم صلي لكل أسبوع ركعتين.
وعنها، عن أبيها؛ أنه كان يصوم الدهر.
وعنها عن أبيها؛ أنه وجد يوم القادسية إبريق ذهب عليه الياقوت والزبرجد، فلم يدر ما هو، فلقيه فارسي فقال: آخذه بعشرة آلاف؛ فعرف أنه شيء، فذهب به إلى سعد بن أبي وقاص وأخبره خبره، فنفله إياه، وقال: لا تبعه بعشرة آلاف. فباعه له بمئة ألف فدفعها إلى المسور ولم يخمسها.
عن المسور، قال: لقد وارت القبور رجالاً لو رأوني مجالسكم في هذا المجلس لاستحييت من ذلك.
عن شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه، قال: لما دنا الحصين بن نمير من مكة أخرج المسور بن مخرمة سلاحاً قد حمله من المدينة ودروعاً، ففرقها في مواليه كهول، فرس، جلد، فدعاني ثم قال لي: يا مولى عبد الرحمن بن مسور. قلت: لبيك. قال: اختر درعاً من هذه الأدراع. قال: فاخترت درعاً وما يصلحها، وأنا يومئذ شاب غلام حدث. قال: فرأيت أولئك الفرس قد غضبوا وقالوا: تخير هذا الصي علينا، والله لولا الجد لتركك. قال المسور: لتجدن عنده حزماً.
فلما كانت الوقعة لبس المسور سلاحه، درعاً وما يصلحها، فأحدق به مواليه ثم اكشفوا عنه، واختلط الناس، فالمسور يضرب بسيفه، وابن الزبير في الرعيل الأول يرتجز قدماً، ومصعب بن عبد الرحمن معه يفعلان الأفاعيل، إلى أن أحدقت جماعة منهم بالمسور، فقام دونه مواليه فذبوا عنه كل الذب، وجعل يصيح بهم ويكنيهم بكناهم، فما خلص إليه، ولقد قتلوا من أهلالشام يومئذ نفراً.
وعن أم كر بنت المسور وأبي عون قالا: أصاب المسور بن مخرمة حجر من المنجنيق ضر البيت، فانفلق منه فلقة فأصابت خد المسور وهو قائم يصلي، فمرض منها أياماً، ثم هلك في اليوم الذي جاء فيه نعي يزيد بن معاوية، وابن الزبير يومئذ لا يسمى بالخلافة، الأمر شورى.
قالت أم بكر: كنت أرى العظام تنتزع من صفحته، وما مكث إلا خمسة أيام حتى مات.
عن زيد بن أسلم، قال: أغمي على المسور بن مخرمة، ثم أفاق فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، أحب إلي من الدنيا وما فيها، عبد الرحمن بن عوف في الرفيق الأعلى " مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً "، عبد الملك والحجاج يجران أمعاءهما في النار.
وعن شرحبيل، عن أبيه، قال:
حضرنا غسل المسور، وبنوه حضور، قال: فولي ابن الزبير غسله، فغسله الغسلة الأولى بالماء القارح، والثانية بالماء والسدر، والثالثة بالماء والكافور، ووضأه بعد أن فرغ من غسله، ومضمضه وأنشقه، ثم كفناه في ثلاثة أثواب أحدها حبرة. قال: فرأيت ابن الزبير حمله بين العمودين، فما فارقه حتى صلى عليه بالحجون، وإنا لنطأ به القتلى، وأهل الشام صلوا عليه معنا، ونهانا ابن الزبير يومئذ أن نحمل معه مجمرة، ثم انتهينا إلى قبره، فنزل بنوه في قبره وابن الزبير يسله من قبل رجلي القبر.
قال يحيى بن بكير: توفي المسور بن مخرمة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير سنة أربع وستين، وصلى عليه ابن الزبير بالحجون، وأصابه حجر منجنيق وهو يصلي في الحجر، فأقام خمسة أيام وتوفي في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، ولد بعد الهجرة بسنتين، وقدم به المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان، وشهد عام الفتح وهو ابن ست سنين، وتوفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثمان سنين.