محمد بن الجراح (الطوسى - ) نا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال هو مجهول .
81606. محمد بن الاغلب ابو الحسن1 81607. محمد بن البراء2 81608. محمد بن البصري1 81609. محمد بن الجراح الطرسوسي1 81610. محمد بن الجراح الطوسي1 81611. محمد بن الجراح 181612. محمد بن الجعد1 81613. محمد بن الجعد القرشي1 81614. محمد بن الجنيد1 81615. محمد بن الجنيد ابو عبد الله الكوفي1 81616. محمد بن الجنيد الصيد نانى شيخ بجرجان...1 81617. محمد بن الجنيد الواسطي1 81618. محمد بن الجنيد بن عبيد الله البغدادي...1 81619. محمد بن الجهم أبو عبد الله السمري1 81620. محمد بن الجهم السمري حدث ببغداد1 81621. محمد بن الجهم الشامي1 81622. محمد بن الجهم بن هارون ابو عبد الله الكاتب السمري...1 81623. محمد بن الحارث أبو عبد الله الحارثي1 81624. محمد بن الحارث ابو بكر الايادي1 81625. محمد بن الحارث ابو عبد الله الحارثي1 81626. محمد بن الحارث ابو عبد الله الحارثي البصري...1 81627. محمد بن الحارث البزار شيخ بغدادي1 81628. محمد بن الحارث البصري1 81629. محمد بن الحارث الثقفي2 81630. محمد بن الحارث الجبيلي1 81631. محمد بن الحارث الحارثى1 81632. محمد بن الحارث الحارثي2 81633. محمد بن الحارث الحارثي ابو عبد الله1 81634. محمد بن الحارث العتكي2 81635. محمد بن الحارث المخزومي ابو عبد الله...1 81636. محمد بن الحارث الهاشمي ابو عبد الله1 81637. محمد بن الحارث بن أسد الخشني القيرواني أبو عبد الله...1 81638. محمد بن الحارث بن اسماعيل الخزاز1 81639. محمد بن الحارث بن الابيض بن الاسود1 81640. محمد بن الحارث بن الوليد ابو الوليد اليحصبي...1 81641. محمد بن الحارث بن الوليد اليحصبي ابو الوليد...1 81642. محمد بن الحارث بن راشد بن طارق1 81643. محمد بن الحارث بن زهدم3 81644. محمد بن الحارث بن زياد بن الربيع1 81645. محمد بن الحارث بن زياد بن الربيع الحارثي...1 81646. محمد بن الحارث بن سفيان1 81647. محمد بن الحارث بن سفيان المخزومي2 81648. محمد بن الحارث بن عبد الحميد بن عمرو1 81649. محمد بن الحارث بن محمد الحراني1 81650. محمد بن الحارث بن وقدان1 81651. محمد بن الحافظ ابي العلاء الحسن بن احمد العطار الهمذاني ابو بكر...1 81652. محمد بن الحافظ ابي بكر محمد بن ابي غالب الباقداري...1 81653. محمد بن الحافظ عبدالغني المقدسي الشيخ العز...1 81654. محمد بن الحجاج8 81655. محمد بن الحجاج ابو ابراهيم اللخمي1 81656. محمد بن الحجاج ابو ابراهيم اللخمي الواسطي...1 81657. محمد بن الحجاج ابو عبد الله وقيل ابو جعفر...1 81658. محمد بن الحجاج الاحول1 81659. محمد بن الحجاج البجلي3 81660. محمد بن الحجاج الحضرمي المصري1 81661. محمد بن الحجاج الحمصي1 81662. محمد بن الحجاج الضبي2 81663. محمد بن الحجاج القرشي الدمشقي1 81664. محمد بن الحجاج الكوفي1 81665. محمد بن الحجاج اللخمي1 81666. محمد بن الحجاج اللخمي ابو ابراهيم1 81667. محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي1 81668. محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي أبو إبراهيم...1 81669. محمد بن الحجاج المصري1 81670. محمد بن الحجاج المصفر7 81671. محمد بن الحجاج المصفر ابو عبد الله1 81672. محمد بن الحجاج الواسطى1 81673. محمد بن الحجاج الواسطي اللخمي1 81674. محمد بن الحجاج بن أبي قتلة1 81675. محمد بن الحجاج بن ابي قبيلة الخولاني...1 81676. محمد بن الحجاج بن جعفر بن اياس1 81677. محمد بن الحجاج بن جعفر بن اياس بن نذير بن بلال بن عكابة بن كسيب ب...1 81678. محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد1 81679. محمد بن الحجاج بن سويد البرجمي الكوفي...1 81680. محمد بن الحجاج بن يوسف القرشي1 81681. محمد بن الحجاج بن يوسف اللخمي1 81682. محمد بن الحجاج بن يوسف بن الحكم1 81683. محمد بن الحداد المصفر1 81684. محمد بن الحر3 81685. محمد بن الحرث بن الابيض بن الاسود1 81686. محمد بن الحسن7 81687. محمد بن الحسن أبو الحارث الرملي1 81688. محمد بن الحسن أبو الحسن1 81689. محمد بن الحسن أبو الفضل ابن الموازيني...1 81690. محمد بن الحسن أبو بكر بن دريد1 81691. محمد بن الحسن أبو عبد الله القرشي1 81692. محمد بن الحسن أبي علي بن محمد أبو جعفر الهمذاني...1 81693. محمد بن الحسن ابو الحسين1 81694. محمد بن الحسن ابو جعفر ولقبه محبوب القرشي...1 81695. محمد بن الحسن ابو عبد الله الشيباني2 81696. محمد بن الحسن الأسدي الكوفي2 81697. محمد بن الحسن الازدي2 81698. محمد بن الحسن الازدي البصري1 81699. محمد بن الحسن الاسدى1 81700. محمد بن الحسن الاسدي2 81701. محمد بن الحسن الاسدي باليل1 81702. محمد بن الحسن البصري2 81703. محمد بن الحسن البغدادي1 81704. محمد بن الحسن البغدادي ابو بكر1 81705. محمد بن الحسن البلخي1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج بن الجراح، أبو الحسين النيسابوري المعروف بالحجاجي :
كان أحد قراء القرآن، قرأ على أبي بكر بن مجاهد وسمع أبا بكر بن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السراج، وأبا العباس الماسرجسي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن محمد الأزهري، وأقرانهم من أهل نيسابور وسمع بالري من أحمد بن جعفر بن نصر، ومحمد بن صالح السروي. وسمع ببغداد من محمد بن جرير الطبري، وعمر بن أبي غيلان الثقفي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وطبقتهم.
وسمع بالكوفة من علي بن العباس المقانعي، ونظرائه. وسمع بمكة من محمد بن جعفر الديبلي. وسمع بمصر من عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَان المعروف بعلان، وأشباهه.
وسمع بالشام من أحمد بن عمير بن جوصا، وأبي الجهم بن طلاب المشعراني.
وسمع بالجزيرة من أبي عروبة الحراني وغيره.
وكان عبدا صالحا. ثبتا حافظا، صنف العلل والشيوخ والأبواب، وحدث ببغداد قديما في أيام أبي بكر بن أبي داود.
فَحدثني مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ حدّثني محمّد ابن مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ- يَعْنِي أَبَا الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ- حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق حدّثنا هنّاد بن السّري حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ تُهْلِكُوا النَّاسَ يَمِينًا وَشِمَالا، أَنْ تَضِلُّوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ، فَيَقُولُ قَائِلٌ: حَدَّانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ فَقَدْ رَأَيْتُمُ رَسُولَ اللَّهِ رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، الْحَدِيثُ.
قال أبو نُعَيْمٍ سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ يَقُولُ: لَمْ نَكْتُبْهُ إِلا عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ. كَتَبَهُ عَنِّي زُبَيْرٌ الْحَافِظُ فِي مَجْلِسِ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ.
وَقَالَ أبو نعيم: سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يقول: ما في أصحابنا افهم ولا اثبت من أبي الحسين، وأنا ألقبه بعفان لثقته. حَدَّثَنَا عن الحجاجي أبو حازم العبدوي، وأبو بكر البرقاني.
وسمعت البرقاني يقول: توفي أبو الحسين بن محمد الحجاجي في سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب عَنْ مُحَمَّد بن عبد الله الحافظ. قَالَ: توفي أبو الحسين الحجاجي في ليلة الخميس الخامس من ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
كان أحد قراء القرآن، قرأ على أبي بكر بن مجاهد وسمع أبا بكر بن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السراج، وأبا العباس الماسرجسي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن محمد الأزهري، وأقرانهم من أهل نيسابور وسمع بالري من أحمد بن جعفر بن نصر، ومحمد بن صالح السروي. وسمع ببغداد من محمد بن جرير الطبري، وعمر بن أبي غيلان الثقفي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وطبقتهم.
وسمع بالكوفة من علي بن العباس المقانعي، ونظرائه. وسمع بمكة من محمد بن جعفر الديبلي. وسمع بمصر من عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَان المعروف بعلان، وأشباهه.
وسمع بالشام من أحمد بن عمير بن جوصا، وأبي الجهم بن طلاب المشعراني.
وسمع بالجزيرة من أبي عروبة الحراني وغيره.
وكان عبدا صالحا. ثبتا حافظا، صنف العلل والشيوخ والأبواب، وحدث ببغداد قديما في أيام أبي بكر بن أبي داود.
فَحدثني مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ حدّثني محمّد ابن مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ- يَعْنِي أَبَا الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ- حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق حدّثنا هنّاد بن السّري حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ تُهْلِكُوا النَّاسَ يَمِينًا وَشِمَالا، أَنْ تَضِلُّوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ، فَيَقُولُ قَائِلٌ: حَدَّانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ فَقَدْ رَأَيْتُمُ رَسُولَ اللَّهِ رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، الْحَدِيثُ.
قال أبو نُعَيْمٍ سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ يَقُولُ: لَمْ نَكْتُبْهُ إِلا عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ. كَتَبَهُ عَنِّي زُبَيْرٌ الْحَافِظُ فِي مَجْلِسِ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ.
وَقَالَ أبو نعيم: سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يقول: ما في أصحابنا افهم ولا اثبت من أبي الحسين، وأنا ألقبه بعفان لثقته. حَدَّثَنَا عن الحجاجي أبو حازم العبدوي، وأبو بكر البرقاني.
وسمعت البرقاني يقول: توفي أبو الحسين بن محمد الحجاجي في سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب عَنْ مُحَمَّد بن عبد الله الحافظ. قَالَ: توفي أبو الحسين الحجاجي في ليلة الخميس الخامس من ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن الجراح، أبو الحسن الخزاز :
حدث عَن أَحْمَد بْن علي بْن العلاء الجوزجاني، ومحمد بن مخلد الدوري.
حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه الصيمري، وعبد العزيز بن عَلِيّ الأزجي وكان يسكن بدرب الزّعفرانيّ.
أخبرنا أبو الحسين بن الجراح الخزاز وَهُوَ ابْنُ عَمِّ أبي بكر بن الجرّاح، حدّثنا أحمد ابن علي بن العلاء الجوزجاني، حدّثنا أبو عبيدة بن أبي السفر، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ لِي الْعَبَّاسُ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي أَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُدْنِيكَ، وَيُقَرِّبُكَ، وَيَخْتَصُّكَ، وَيُشَاوِرُكَ دُونَ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاحفظ عني ثلاثا: ألا تفشي لَهُ سِرًّا، وَلا يُجَرِّبَنَّ عَلَيْكَ كَذِبًا، وَلا تَغْتَابَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا. قَالَ الشَّعْبِيُّ فَقُلْتُ: يَا أبا العبّاس، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ، قَالَ: نَعَمْ، وَمِنْ عَشْرَةِ آلافٍ.
حدث عَن أَحْمَد بْن علي بْن العلاء الجوزجاني، ومحمد بن مخلد الدوري.
حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه الصيمري، وعبد العزيز بن عَلِيّ الأزجي وكان يسكن بدرب الزّعفرانيّ.
أخبرنا أبو الحسين بن الجراح الخزاز وَهُوَ ابْنُ عَمِّ أبي بكر بن الجرّاح، حدّثنا أحمد ابن علي بن العلاء الجوزجاني، حدّثنا أبو عبيدة بن أبي السفر، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ لِي الْعَبَّاسُ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي أَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُدْنِيكَ، وَيُقَرِّبُكَ، وَيَخْتَصُّكَ، وَيُشَاوِرُكَ دُونَ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاحفظ عني ثلاثا: ألا تفشي لَهُ سِرًّا، وَلا يُجَرِّبَنَّ عَلَيْكَ كَذِبًا، وَلا تَغْتَابَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا. قَالَ الشَّعْبِيُّ فَقُلْتُ: يَا أبا العبّاس، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ، قَالَ: نَعَمْ، وَمِنْ عَشْرَةِ آلافٍ.
محمد بن يحيى بن محمد بن الجراح، أبو أحمد :
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عَنْ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة.
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عَنْ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة.
محمد بن محمد، أبو الحسن، المعروف بحبشي بن أبي الورد الزاهد. وهو: محمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عبد الصمد بن أبي الورد، مولى سعيد بن العاص- عتاقة- :
أنبأنا علي بن محمّد السّمسار حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع بنسبه هذا.
وَقَالَ ابن قانع: أخبرني ابن أبي الورد- يعني أبا بكر- قَالَ إنما سمى حبشيا لسمرته.
قلت: وجده عيسى هو المعروف بأبي الورد، وكان من صحابة المنصور، واليه نسبت سويقة أبي الورد.
ولمحمد أخ أسمه: أحمد ويكنى أبا الحسن أيضا وهو أصغر الأخوين سنا، وأقدمهما موتا، حكى عنه: أبو العباس بن مسروق.
فأما محمد: فإنه صحب بشر بن الحارث وغيره من الزهاد، وكان حسن الطريقة مشهورا بالفضل، معروفا بالعبادة، وأسند أحاديث قليلة عن أبي النضر هاشم بن القاسم وغيره. حدث عنه: عبد الله بن محمد البغوي ومن بعده.
حدّثنا أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا علي بن عمر الحافظ قال: حبشي بن أبي الورد
بغدادي اسمه محمد، يعد في الزهاد، له أحاديث وحكايات. حدث عنه: علي بن عبد الحميد الغضائري، وأبو عبد الله بن الجراح الضراب، وغيرهما.
حدّثنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن الْقَاسِمِ الْعَبْدِيُّ، حدّثنا أبو إسحاق بن برية الهاشمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ قال: سمعت بشر ابن الْحَارِثِ يَقُولُ: رَحَلْتُ إِلَى عِيسَى بْنِ يُونُسَ مَاشِيًا عَلَى قَدَمِي، فَأَكْرَمَنِي وَأَدْنَانِي فَقَالَ: مَعَكَ شَيْءٌ تَسْأَلُ عَنْهُ؟ قُلْتُ نَعَمْ، حَدِيثُ الْحَسَنِ عَنْ عَائِشَةَ. فَقَالَ: نَعَمْ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ- الْمُحَدِّثُ الْمَذْمُومُ- عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَى النِّسَاءِ جهاد؟ قَالَ: «نَعَمْ، جِهَادٌ لا قِتَالَ فِيهِ، الْحَجُّ والعمرة»
. حدّثنا عبد الله بن علي القرشيّ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسن اليقطيني، حدّثنا علي بن عبد الحميد الغضائري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ قال:
حدّثنا سعيد بن منصور، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ أَنْ قُلْ لِفُلانٍ الْعَابِدِ: أَمَّا زُهْدُكَ فِي الدُّنْيَا فَتَعَجَّلْتَ رَاحَةَ نَفْسِكَ، وَأَمَّا انْقِطَاعُكَ إِلَيَّ فَتَعَزَّزْتَ بِي، فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا لِي عَلَيْكَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ وَمَاذَا لَكَ عَلَيَّ؟
قَالَ: هَلْ عَادَيْتَ فِيَّ عَدُوًّا؟ أَوْ هَلْ وَالَيْتَ فِيَّ وَلِيًّا»
. أَخْبَرَنِي أبو محمّد الحسن بن أحمد الحربي حَدَّثَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان أن أبا الفضل العباس بن يوسف الشكلي حدثهم قَالَ سمعت أبا الحسن محمد بن محمد بن أبي الورد يقول: إن لله عبادا لم يكونوا عرفوه، فلما عرفوه جدوا؛ فلما جدوا كدوا، فلما كدوا كلفوا، فلما كلفوا دنفوا، فلما دنفوا تلفوا.
حدّثنا أبو عمرو الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ حدّثنا أبو بكر بن مالك حَدَّثَنَا العباس بن يوسف الشكلي قَالَ سمعت أبا الحسن بن أبي الورد يقول: من لم يتخط عقله الدنيا، خيفت الدنيا على عقله.
حدّثنا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس حدّثنا أبو الحسين بن المنادي قَالَ: وأبو الحسن محمّد بن محمّد المعروف بحبشي بن أبي الورد، ما زال مشهورا بالورع والزهد والفضل؛ والانكماش في العبادة حتى فارق الدّنيا.
حدّثنا السّمسار حدّثنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع: أن حبشي بن أبي الورد مات في سنة ثلاث وستين ومائتين في رجب.
وَقَالَ في موضع آخر: قَالَ لي أبو بكر: ابن أبي الورد مات سنة اثنتين وستين ومائتين.
أنبأنا علي بن محمّد السّمسار حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حَدَّثَنَا ابن قانع بنسبه هذا.
وَقَالَ ابن قانع: أخبرني ابن أبي الورد- يعني أبا بكر- قَالَ إنما سمى حبشيا لسمرته.
قلت: وجده عيسى هو المعروف بأبي الورد، وكان من صحابة المنصور، واليه نسبت سويقة أبي الورد.
ولمحمد أخ أسمه: أحمد ويكنى أبا الحسن أيضا وهو أصغر الأخوين سنا، وأقدمهما موتا، حكى عنه: أبو العباس بن مسروق.
فأما محمد: فإنه صحب بشر بن الحارث وغيره من الزهاد، وكان حسن الطريقة مشهورا بالفضل، معروفا بالعبادة، وأسند أحاديث قليلة عن أبي النضر هاشم بن القاسم وغيره. حدث عنه: عبد الله بن محمد البغوي ومن بعده.
حدّثنا أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا علي بن عمر الحافظ قال: حبشي بن أبي الورد
بغدادي اسمه محمد، يعد في الزهاد، له أحاديث وحكايات. حدث عنه: علي بن عبد الحميد الغضائري، وأبو عبد الله بن الجراح الضراب، وغيرهما.
حدّثنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن الْقَاسِمِ الْعَبْدِيُّ، حدّثنا أبو إسحاق بن برية الهاشمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ قال: سمعت بشر ابن الْحَارِثِ يَقُولُ: رَحَلْتُ إِلَى عِيسَى بْنِ يُونُسَ مَاشِيًا عَلَى قَدَمِي، فَأَكْرَمَنِي وَأَدْنَانِي فَقَالَ: مَعَكَ شَيْءٌ تَسْأَلُ عَنْهُ؟ قُلْتُ نَعَمْ، حَدِيثُ الْحَسَنِ عَنْ عَائِشَةَ. فَقَالَ: نَعَمْ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ- الْمُحَدِّثُ الْمَذْمُومُ- عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَى النِّسَاءِ جهاد؟ قَالَ: «نَعَمْ، جِهَادٌ لا قِتَالَ فِيهِ، الْحَجُّ والعمرة»
. حدّثنا عبد الله بن علي القرشيّ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسن اليقطيني، حدّثنا علي بن عبد الحميد الغضائري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ قال:
حدّثنا سعيد بن منصور، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ أَنْ قُلْ لِفُلانٍ الْعَابِدِ: أَمَّا زُهْدُكَ فِي الدُّنْيَا فَتَعَجَّلْتَ رَاحَةَ نَفْسِكَ، وَأَمَّا انْقِطَاعُكَ إِلَيَّ فَتَعَزَّزْتَ بِي، فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا لِي عَلَيْكَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ وَمَاذَا لَكَ عَلَيَّ؟
قَالَ: هَلْ عَادَيْتَ فِيَّ عَدُوًّا؟ أَوْ هَلْ وَالَيْتَ فِيَّ وَلِيًّا»
. أَخْبَرَنِي أبو محمّد الحسن بن أحمد الحربي حَدَّثَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان أن أبا الفضل العباس بن يوسف الشكلي حدثهم قَالَ سمعت أبا الحسن محمد بن محمد بن أبي الورد يقول: إن لله عبادا لم يكونوا عرفوه، فلما عرفوه جدوا؛ فلما جدوا كدوا، فلما كدوا كلفوا، فلما كلفوا دنفوا، فلما دنفوا تلفوا.
حدّثنا أبو عمرو الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ حدّثنا أبو بكر بن مالك حَدَّثَنَا العباس بن يوسف الشكلي قَالَ سمعت أبا الحسن بن أبي الورد يقول: من لم يتخط عقله الدنيا، خيفت الدنيا على عقله.
حدّثنا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس حدّثنا أبو الحسين بن المنادي قَالَ: وأبو الحسن محمّد بن محمّد المعروف بحبشي بن أبي الورد، ما زال مشهورا بالورع والزهد والفضل؛ والانكماش في العبادة حتى فارق الدّنيا.
حدّثنا السّمسار حدّثنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع: أن حبشي بن أبي الورد مات في سنة ثلاث وستين ومائتين في رجب.
وَقَالَ في موضع آخر: قَالَ لي أبو بكر: ابن أبي الورد مات سنة اثنتين وستين ومائتين.
مُحَمَّد بْن القاسم بْن مُحَمَّد بْن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة ابن فروة بن قطن بن دعامة، أبو بكر بن الأنباري النحوي :
كان من أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظا، ولد في يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين. حدثت بذلك عن إسماعيل ابن سعيد بن سويد عنه. وسمع إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزاز ومحمد بن يونس الكديمي، وأبا العباس ثعلبا، ومحمد بن أحمد بن النضر، وغيرهم من هذه الطبقة.
وكان صدوقا فاضلا دينا خيرا من أهل السنة، وصنف كتبا كثيرة في علوم القرآن، وغريب الحديث، والمشكل، والوقف، والابتداء، والرد على من خالف مصحف العامة.
روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأبو الحسين بن البواب، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو الفضل بن المأمون، وأحمد بن محمد بن الجراح، ومُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي ميمي، وغيرهم. وبلغني أنه كتب عنه وأبوه حي، وكان يملى في ناحية من المسجد وأبوه في ناحية أخرى.
وَقَالَ أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي: كان أبو بكر بن الأنباريّ يحفظ فيما ذكر ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن.
حَدَّثَنِي علي بْن أَبِي علي البصري عَن أَبِيهِ قَالَ أَخْبَرَنِي غير واحد ممن شاهد أبا بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري يملى من حفظه لا من كتاب وأن عادته في كل ما كتب عنه من العلم كانت هكذا، ما أملى قط من دفتر.
سمعت حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق يَقُولُ: كان أبو بكر بن الأنباري يملى كتبه المصنفة ومجالسه المشتملة على الحديث والأخبار، والتفاسير والأشعار، كل ذلك من حفظه.
قَالَ حمزة وَحَدَّثَنِي أبي عن جدي أن أبا بكر بن الأنباري مرض، فدخل عليه أصحابه يعودونه، فرأوا من انزعاج أبيه وقلقه عليه أمرا عظيما، فطيبوا نفسه ورجوا [له] عافيه أبي بكر، فقال لهم: كيف لا أقلق وأنزعج لعلة من يحفظ جميع ما تروون- وأشار لهم إلى حيري مملوء كتبا- قَالَ حمزة: وكان مع حفظه زاهدا متواضعا، حكى أبو الحسن الدارقطني أنه حضره في مجلس أملاه يوم الجمعة فصحف اسما أورده في إسناد حديث، إما كان حبان، فقال حيان، أو حيان فقال حبان. قَالَ أبو الحسن: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته، وهم وهبته أن أوقفه على ذلك، فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملي وذكرت له وهمه، وعرفته صواب القول فيه، وانصرفت، ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه فقال أبو بكر المستملي: عرف جماعة الحاضرين أنا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية،
ونبهنا ذلك الشاب على الصواب، وهو كذا، وعرف ذلك الشاب، أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قَالَ.
أَخْبَرَنِي علي بن المحسن القاضي حَدَّثَنَا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المعدل قَالَ سمعت أبا جعفر مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد الله المقرئ يقول: قال لي أحمد ابن محمد بن يوسف الأصبهاني- وهو ابن أختي: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم فقلت:
يا رسول الله! عمن آخذ علم القرآن؟ فقال: «عن أبي بكر بن الأنباري» قلت:
فالفقه؟ قَالَ: «عن أبي إسحاق المروزيّ»
. أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب الواسطي قَالَ قَالَ محمد بن جعفر التميمي النحوي: فأما أبو بكر محمد بن القاسم [بن] الأنباري فما رأينا أحفظ منه ولا أغزر بحرا من علمه، وَحَدَّثَنِي عنه أبو الحسن العروضي. قَالَ:
اجتمعت أنا وهو عند الراضي على الطعام- وكان قد عرف الطباخ ما يأكل أبو بكر فكان يسوى له قلية يابسة. قَالَ: فأكلنا نحن من ألوان الطعام وأطيابه وهو يعالج تلك القلية، ثم فرغنا وأتينا بحلواء فلم يأكل منها وقام وقمنا إلى الخيش فنام بين الخيشين، ونمنا نحن في خيش ينافس فيه، ولم يشرب ماء إلى العصر، فلما كان مع العصر قَالَ لغلام: الوظيفة. فجاءه بماء من الحِبِّ، وترك الماء المُزَمَّل بالثلج، فغاظني أمره فصحت بصيحة، فأمر أمير المؤمنين بإحضاري. وَقَالَ: ما قصتك؟ فأخبرته، وقلت: هذا يا أمير المؤمنين يحتاج إلى أن يحال بينه وبين تدبير نفسه، لأنه يقتلها، ولا يحسن عشرتها.
قَالَ: فضحك وَقَالَ له: في هذا لذة، وقد جرت به العادة، وصار إلفا فلن يضره. ثم قلت: يا أبا بكر! لم تفعل هذا بنفسك؟ قَالَ أبقى على حفظي. قلت له: قد أكثر الناس في حفظك! فكم تحفظ؟ قَالَ: أحفظ ثلاثة عشر صندوقا.
قَالَ محمد بن جعفر: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله ولا بعده، وكان أحفظ الناس للغة، ونحو، وشعر، وتفسير قرآن.
فحُدِّثْت أنه كان يحفظ عشرين ومائة تفسير من تفاسير القرآن بأسانيدها.
وَقَالَ لنا أبو العباس بن يونس: كان آية من آيات الله في الحفظ.
وَقَالَ لنا أبو الحسن العروضي: كان يتردد ابن الأنباري إلى أولاد الراضي، فكان
يوما من الأيام قد سألته جارية عن شيء من تفسير الرؤيا، فقال: أنا حاقن ثم مضى، فلما كان من غد: عاد وقد صار معبرا للرؤيا، وذاك أنه مضى من يومه فدرس كتاب الكرماني وجاء. قَالَ: وكان يأخذ الرطب يشمه ويقول: أما إنك لطيب، ولكن أطيب منك حفظ ما وهب الله لي من العلم.
قَالَ محمد بن جعفر: ومات ابن الأنباري فلم نجد من تصنيفه إلا شيئا يسيرا، وذاك أنه إنما كان يملي من حفظه، وقد أملي كتاب غريب الحديث، قيل إنه خمس وأربعون ألف ورقة، وكتاب شرح الكافي وهو نحو ألف ورقة، وكتاب الهاءات، نحو ألف ورقة، وكتاب الأضداد- وما رأيت أكبر منه- وكتاب المشكل أملاه وبلغ إلى طه
وما أتمة وقد أملاه سنين كثيرة، والجاهليات، سبعمائة ورقة، والمذكر والمؤنث ما عمل أحد أتم منه، وعمل رسالة المشكل ردا على ابن قتيبة وأبي حاتم ونقضا لقولهما، وحُدِّثْتُ عنه أنه مضى يوما في النخاسين وجارية تُعرض حسنة كاملة الوصف، قَالَ: فوقعت في قلبي ثم مضيت إلى أمير المؤمنين الراضي فقال لي: أين كنت إلى الساعة؟ فعرفته، فأمر بعض أسبابه فمضى فاشتراها وحملها إلى منزلي، فجئت فوجدتها، فعلمت الأمر كيف جرى فقلت لها: كوني فوق إلى أن أستبرئك، وكنت أطلب مسألة قد أحيلت علي فاشتغل قلبي، فقلت للخادم: خذها وامض بها إلى النخاس فليس قدرها أن تشغل قلبي عن علمي، فأخذها الغلام، فقالت: دعني أكلمه بحرفين! فقالت: أنت رجل لك محل وعقل، وإذا أخرجتني ولم تعين لي ذنبي لم آمن أن يظن الناس في ظنا قبيحا، فعرفنيه قبل أن تخرجني. فقلت لها: مالك عندي عيب غير أنك شغلتني عن علمي! فقالت: هذا أسهل عندي. قَالَ فبلغ الراضي أمره فقال: لا ينبغي أن يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في صدر هذا الرجل. ولما وقع في علة الموت أكل كل شيء كان يشتهى، وَقَالَ: هي علة الموت.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عبد الله النحوي المؤدب- مذاكرة من حفظه- قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ سمعت أبا بكر بن الأنباري يقول: دخلت البيمارستان بباب المحول فسمعت صوت رجل في بعض البيوت يقرأ: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ
[العنكبوت 19] فقال: أنا لا أقف إلا على قوله: كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ
فأقف على ما عرفه القوم وأقروا به، لأنهم لم يكونوا يقرون بإعادة الخلق، وابتدئ بقوله: ثُمَّ يُعِيدُهُ*
فيكون خبرا، وأما ما قرأه علي بن أبي طالب: وَادَّكَرَ بَعْدَ
أُمَّةٍ
[يوسف 45] فهو وجه حسن، الأمة النسيان. وأما أبو بكر بن مجاهد فهو إمام في القراءة، وأما ما قرأه الحمق- يعني ابن شنبوذ- إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
[المائدة 118] فخطأ، لأن الله تعالى قد قطع لهم بالعذاب في قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ*
[النساء 48] قَالَ: فقلت لصاحب البيمارستان: من هذا الرجل؟ فقال: هذا إبراهيم بن الموسوس محبوس.
فقلت: ويحك هذا أبي بن كعب! افتح الباب عنه، ففتح الباب فإذا أنا برجل منغمس في النجاسة، والأدهم في قدميه، فقلت: السلام عليكم. فقال: كلمة مقولة، فقلت: ما منعك من رد السلام علي؟ فقال: السلام أمان وإني أريد أن أمتحنك، ألست تذكر اجتماعنا عند أبي العباس- يعني ثعلبا- يوم كذا في شهر كذا وعرفني ما ذكرته فعرفته، وإذا به رجل من أفاضل أهل العلم. فقال لي: هذا الذي تراني منغمسا فيه ما هو؟ فقلت الخرء يا هذا. فقال: وما جمعه؟ فقلت خروء. فقال لي صدقت.
وأنشد:
كأن خروء الطير فوق رءوسهم
ثم قَالَ لي: والله لو لم تجبني بالصواب لأطعمتك منه، فقلت: الحمد لله الذي أنجاني منك. وتركته وانصرفت.
حدّثني على بن أبي على حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز قَالَ: ولد أبو بكر بن الأنباري سنة إحدى وسبعين ومائتين. وتوفي ليلة النحر من ذي الحجة من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
كان من أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظا، ولد في يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين. حدثت بذلك عن إسماعيل ابن سعيد بن سويد عنه. وسمع إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزاز ومحمد بن يونس الكديمي، وأبا العباس ثعلبا، ومحمد بن أحمد بن النضر، وغيرهم من هذه الطبقة.
وكان صدوقا فاضلا دينا خيرا من أهل السنة، وصنف كتبا كثيرة في علوم القرآن، وغريب الحديث، والمشكل، والوقف، والابتداء، والرد على من خالف مصحف العامة.
روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأبو الحسين بن البواب، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو الفضل بن المأمون، وأحمد بن محمد بن الجراح، ومُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي ميمي، وغيرهم. وبلغني أنه كتب عنه وأبوه حي، وكان يملى في ناحية من المسجد وأبوه في ناحية أخرى.
وَقَالَ أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي: كان أبو بكر بن الأنباريّ يحفظ فيما ذكر ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن.
حَدَّثَنِي علي بْن أَبِي علي البصري عَن أَبِيهِ قَالَ أَخْبَرَنِي غير واحد ممن شاهد أبا بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري يملى من حفظه لا من كتاب وأن عادته في كل ما كتب عنه من العلم كانت هكذا، ما أملى قط من دفتر.
سمعت حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق يَقُولُ: كان أبو بكر بن الأنباري يملى كتبه المصنفة ومجالسه المشتملة على الحديث والأخبار، والتفاسير والأشعار، كل ذلك من حفظه.
قَالَ حمزة وَحَدَّثَنِي أبي عن جدي أن أبا بكر بن الأنباري مرض، فدخل عليه أصحابه يعودونه، فرأوا من انزعاج أبيه وقلقه عليه أمرا عظيما، فطيبوا نفسه ورجوا [له] عافيه أبي بكر، فقال لهم: كيف لا أقلق وأنزعج لعلة من يحفظ جميع ما تروون- وأشار لهم إلى حيري مملوء كتبا- قَالَ حمزة: وكان مع حفظه زاهدا متواضعا، حكى أبو الحسن الدارقطني أنه حضره في مجلس أملاه يوم الجمعة فصحف اسما أورده في إسناد حديث، إما كان حبان، فقال حيان، أو حيان فقال حبان. قَالَ أبو الحسن: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته، وهم وهبته أن أوقفه على ذلك، فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملي وذكرت له وهمه، وعرفته صواب القول فيه، وانصرفت، ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه فقال أبو بكر المستملي: عرف جماعة الحاضرين أنا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية،
ونبهنا ذلك الشاب على الصواب، وهو كذا، وعرف ذلك الشاب، أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قَالَ.
أَخْبَرَنِي علي بن المحسن القاضي حَدَّثَنَا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المعدل قَالَ سمعت أبا جعفر مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد الله المقرئ يقول: قال لي أحمد ابن محمد بن يوسف الأصبهاني- وهو ابن أختي: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم فقلت:
يا رسول الله! عمن آخذ علم القرآن؟ فقال: «عن أبي بكر بن الأنباري» قلت:
فالفقه؟ قَالَ: «عن أبي إسحاق المروزيّ»
. أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب الواسطي قَالَ قَالَ محمد بن جعفر التميمي النحوي: فأما أبو بكر محمد بن القاسم [بن] الأنباري فما رأينا أحفظ منه ولا أغزر بحرا من علمه، وَحَدَّثَنِي عنه أبو الحسن العروضي. قَالَ:
اجتمعت أنا وهو عند الراضي على الطعام- وكان قد عرف الطباخ ما يأكل أبو بكر فكان يسوى له قلية يابسة. قَالَ: فأكلنا نحن من ألوان الطعام وأطيابه وهو يعالج تلك القلية، ثم فرغنا وأتينا بحلواء فلم يأكل منها وقام وقمنا إلى الخيش فنام بين الخيشين، ونمنا نحن في خيش ينافس فيه، ولم يشرب ماء إلى العصر، فلما كان مع العصر قَالَ لغلام: الوظيفة. فجاءه بماء من الحِبِّ، وترك الماء المُزَمَّل بالثلج، فغاظني أمره فصحت بصيحة، فأمر أمير المؤمنين بإحضاري. وَقَالَ: ما قصتك؟ فأخبرته، وقلت: هذا يا أمير المؤمنين يحتاج إلى أن يحال بينه وبين تدبير نفسه، لأنه يقتلها، ولا يحسن عشرتها.
قَالَ: فضحك وَقَالَ له: في هذا لذة، وقد جرت به العادة، وصار إلفا فلن يضره. ثم قلت: يا أبا بكر! لم تفعل هذا بنفسك؟ قَالَ أبقى على حفظي. قلت له: قد أكثر الناس في حفظك! فكم تحفظ؟ قَالَ: أحفظ ثلاثة عشر صندوقا.
قَالَ محمد بن جعفر: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله ولا بعده، وكان أحفظ الناس للغة، ونحو، وشعر، وتفسير قرآن.
فحُدِّثْت أنه كان يحفظ عشرين ومائة تفسير من تفاسير القرآن بأسانيدها.
وَقَالَ لنا أبو العباس بن يونس: كان آية من آيات الله في الحفظ.
وَقَالَ لنا أبو الحسن العروضي: كان يتردد ابن الأنباري إلى أولاد الراضي، فكان
يوما من الأيام قد سألته جارية عن شيء من تفسير الرؤيا، فقال: أنا حاقن ثم مضى، فلما كان من غد: عاد وقد صار معبرا للرؤيا، وذاك أنه مضى من يومه فدرس كتاب الكرماني وجاء. قَالَ: وكان يأخذ الرطب يشمه ويقول: أما إنك لطيب، ولكن أطيب منك حفظ ما وهب الله لي من العلم.
قَالَ محمد بن جعفر: ومات ابن الأنباري فلم نجد من تصنيفه إلا شيئا يسيرا، وذاك أنه إنما كان يملي من حفظه، وقد أملي كتاب غريب الحديث، قيل إنه خمس وأربعون ألف ورقة، وكتاب شرح الكافي وهو نحو ألف ورقة، وكتاب الهاءات، نحو ألف ورقة، وكتاب الأضداد- وما رأيت أكبر منه- وكتاب المشكل أملاه وبلغ إلى طه
وما أتمة وقد أملاه سنين كثيرة، والجاهليات، سبعمائة ورقة، والمذكر والمؤنث ما عمل أحد أتم منه، وعمل رسالة المشكل ردا على ابن قتيبة وأبي حاتم ونقضا لقولهما، وحُدِّثْتُ عنه أنه مضى يوما في النخاسين وجارية تُعرض حسنة كاملة الوصف، قَالَ: فوقعت في قلبي ثم مضيت إلى أمير المؤمنين الراضي فقال لي: أين كنت إلى الساعة؟ فعرفته، فأمر بعض أسبابه فمضى فاشتراها وحملها إلى منزلي، فجئت فوجدتها، فعلمت الأمر كيف جرى فقلت لها: كوني فوق إلى أن أستبرئك، وكنت أطلب مسألة قد أحيلت علي فاشتغل قلبي، فقلت للخادم: خذها وامض بها إلى النخاس فليس قدرها أن تشغل قلبي عن علمي، فأخذها الغلام، فقالت: دعني أكلمه بحرفين! فقالت: أنت رجل لك محل وعقل، وإذا أخرجتني ولم تعين لي ذنبي لم آمن أن يظن الناس في ظنا قبيحا، فعرفنيه قبل أن تخرجني. فقلت لها: مالك عندي عيب غير أنك شغلتني عن علمي! فقالت: هذا أسهل عندي. قَالَ فبلغ الراضي أمره فقال: لا ينبغي أن يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في صدر هذا الرجل. ولما وقع في علة الموت أكل كل شيء كان يشتهى، وَقَالَ: هي علة الموت.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عبد الله النحوي المؤدب- مذاكرة من حفظه- قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ سمعت أبا بكر بن الأنباري يقول: دخلت البيمارستان بباب المحول فسمعت صوت رجل في بعض البيوت يقرأ: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ
[العنكبوت 19] فقال: أنا لا أقف إلا على قوله: كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ
فأقف على ما عرفه القوم وأقروا به، لأنهم لم يكونوا يقرون بإعادة الخلق، وابتدئ بقوله: ثُمَّ يُعِيدُهُ*
فيكون خبرا، وأما ما قرأه علي بن أبي طالب: وَادَّكَرَ بَعْدَ
أُمَّةٍ
[يوسف 45] فهو وجه حسن، الأمة النسيان. وأما أبو بكر بن مجاهد فهو إمام في القراءة، وأما ما قرأه الحمق- يعني ابن شنبوذ- إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
[المائدة 118] فخطأ، لأن الله تعالى قد قطع لهم بالعذاب في قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ*
[النساء 48] قَالَ: فقلت لصاحب البيمارستان: من هذا الرجل؟ فقال: هذا إبراهيم بن الموسوس محبوس.
فقلت: ويحك هذا أبي بن كعب! افتح الباب عنه، ففتح الباب فإذا أنا برجل منغمس في النجاسة، والأدهم في قدميه، فقلت: السلام عليكم. فقال: كلمة مقولة، فقلت: ما منعك من رد السلام علي؟ فقال: السلام أمان وإني أريد أن أمتحنك، ألست تذكر اجتماعنا عند أبي العباس- يعني ثعلبا- يوم كذا في شهر كذا وعرفني ما ذكرته فعرفته، وإذا به رجل من أفاضل أهل العلم. فقال لي: هذا الذي تراني منغمسا فيه ما هو؟ فقلت الخرء يا هذا. فقال: وما جمعه؟ فقلت خروء. فقال لي صدقت.
وأنشد:
كأن خروء الطير فوق رءوسهم
ثم قَالَ لي: والله لو لم تجبني بالصواب لأطعمتك منه، فقلت: الحمد لله الذي أنجاني منك. وتركته وانصرفت.
حدّثني على بن أبي على حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز قَالَ: ولد أبو بكر بن الأنباري سنة إحدى وسبعين ومائتين. وتوفي ليلة النحر من ذي الحجة من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي
ابن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن مالك بن الأوس، ويقال: ابن مسلمة بن سلمة بن خالد أبو عبد الرحمن؛ ويقال: أبو سعيد؛ ويقال: أبو عبد الله الأنصاري صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد بدراً وأحداً وغيرهما، واستخلفه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة في بعض غزواته، وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان على مقدمته يومئذٍ، وكان مقامه بالمدينة فاعتزل الفتنة، فلم يدخل فيها، وقدم دمشق وشهد وفاة أبي الدرداء.
حدث المسور بن مخرمة، قال: استشار عمر بن الخطاب في إملاص المرأة يعني الحامل تضرب بطنها فتسقط، فقام المغيرة بن شعبة فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى فيه بغرة عبدٍ أو أمةٍ، فقال عمر: ائتني بمن يعهد معك؛ قال عبد الرحمن: فشهد معه محمد بن مسلمة.
وفي روايةٍ: استفتى عمر بن الخطاب أناساً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في امرأةٍ ضربت فألقت جنينها؛ الحديث. وفي روايةٍ: قضى فيه بالغرة عبدٍ أو وليدةٍ؛ وفي روايةٍ: فأنفذه عمر؛ وفي روايةٍ: أن عمر سأل الناس: أيكم سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى في السقط؟ فقلا المغيرة؛ الحديث.
حدث محمد بن مسلمة قال: مررت فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضعٌ يده على يد رجلٍ؛ وفي روايةٍ " على الصفا واضعاً خده على خد رجلٍ، فذهبت إليه، فقال: " يا محمد ما منعك أن تسلم؟ " فقلت: يا رسول الله، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئاً لم تفعله مع أحدٍ من الناس، فكرهت أن أقطع عليك حديثك، فمن كان يا رسول الله؟ قال: " كان جبريل، وقد قال لي: هذا محمد بن مسلمة لم يسلم، أما إنه لو سلم رددنا عليه السلام " قال: فما قال لك يا رسول الله: قال: " لم يزل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه ".
حدث رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء أنه مرض فكان يمرضه محمد بن مسلمة، فكثر عواد أبي الدرداء فحول إلى كنيسةٍ فأغمي على أبي الدرداء، فقام الناس عنه وقام محمد بن مسلمة حتى بقي في أهله، فجعلوا يبكون عليه، فأفاق أبو الدرداء، فقال: لا يكون من أمري شيءٌ إلا أشهدتموه محمد بن مسلمة، ثم بعث إليه فأتاه فقال: أسندني صدرك؛ قال: فأسنده، ثم قال: افتحوا الأبواب، قال: وعليها كثرة الناس، فدخلوا على أبي الدرداء فأقبل محمد بن مسلمة يجلسهم، فقال أبو الدرداء: إنه لم يكن يمنعني أن أحدثكم إلا أن تسترسلوا أني أبشركم أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.
وأم محمد بن مسلمة أم سهيم خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن ساعدة وكان آدم طوالاً معتدلاً أصلع، توفي سنة اثنتين وأربعين، أو ثلاثٍ وأربعين، أو
ست وأربعين، وهو يومئذٍ ابن تسعٍ وسبعين سنة وقيل: قتل.
وأسلم محمد بن مسلمة بالمدينة على يدي مصعب بن عمير قبل إسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ، وآخى سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين محمد بن مسلمة وأبي عبيدة بن الجراح، وقيل: آخى بينه وبين سعد بن أبي وقاص، وشهد المشاهد كلها ما خلا تبوكاً، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استخلفه على المدينة حين خرج إلى تبوك، وكان محمد فيمن قتل كعب بن الأشرف، وبعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى القرظاء وهي من بني أبي بكر بن كلاب، سريةً في ثلاثين راكباً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه، فسلم وغنم، وبعثه أيضاً إلى ذي القصة سريةً في عشرة نفرٍ.
حدث جابر بن عبد الله أن محمداً وأبا عبس بن جبير وعباد بن بشر قتلوا كعب بن الأشرف؛ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين نظر إليهم: " أفلحت الوجوه ".
وعن أبي بردة، قال: مررنا بالربذة فإذا فسطاط محمد بن مسلمة، فقلت: لو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت، فقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا محمد بن مسلمة ستكون فرقةٌ وفتنةٌ واختلافٌ فاكسر سيفك، واقطع وترك، واجلس في بيتك " ففعلت الذي أمرني به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن حذيفة، قال: إني لأعرف رجلاً لا تضره الفتنة، فأتينا المدينة فإذا فسطاط مضروبٌ وإذا هو محمد بن مسلمة فسألناه فقال: لا يشتمل علي شيءٌ من أمصارهم حتى ينجلي الأمر عما انجلى؛ قالوا: ومات حذيفة بعد عثمان بأربعين يوماً.
وشهد محمد بن مسلمة فتح مصر، وكان فيمن طلع للحصن مع الزبير بن العوام، وأحيط بمصر، ورجع إلى المدينة وقدم مصر مرةً أخرى رسولاً من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص في المقاسمة لما قاسم عمر العمال ما في أيدي العمال، وكان محمد بن مسلمة أوسياً، وقال عروة: كان أشهلياً.
حدث المقداد قال: لما تصافينا للقتال جلس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت راية مصعب بن عمير، فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الأولى وأغار المسلمون على عسكرهم، فانتهبوا، ثم كروا على المسلمين فأتوا من خلفهم فتفرق الناس، ونادى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصحاب الألوية فأخذ اللواء مصعب بن عمير، ثم قتل وأخذ راية الخزرج سعد بن عبادة، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائمٌ تحتها وأصحابه محدقون به، ودفع لواء المهاجرين إلى أبي الدوم العبدري آخر النهار؛ ونظرت إلى لواء الأوس مع أسيد بن حضير فناوشهم ساعةً واقتتلوا على الاختلاط من الصفوف، ونادى المشركون بشعارهم: يا للعزى يا لهبل، فأوجعوا فينا قتلاً ذريعاً، ونالوا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما نالوا، لا والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زال شبراً واحداً، إنه لقي وجه العدو يثوب إليه طائفةٌ من أصحابه مرةً ويتفرق عنه مرةً، فربما رأيته قائماً يرمي عن قوسه أو يرمي بالحجر حتى تحاجزوا، وثبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما هو في عصابةٍ صبروا معه، أربعة عشر رجلاً، سبعةٌ من المهاجرين وسبعةٌ من الأنصار؛ أبو بكر، وعبد الرحمن بن عوف، وعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وأبو عبيدة بن الجراح، والزبير بن العوام؛ ومن الأنصار الحباب بن المنذر، وأبو دجانة، وعاصم بن ثابت، والحارث بن الصمة، وسهل بن حنيف، وأسيد بن الحضير، وسعد بن معاذ، ويقال: ثبت سعد بن عبادة، ومحمد بن مسلمة فيجعلونهما مكان أسيد بن حضير وسعد بن معاذ.
قال جابر بن عبد الله: خرج مرحب بن الحارث اليهودي من حصنهم، وهو يقول: من الرجز
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاك السلاح بطلٌ مجرب
أطعن أحياناً وحيناً أضرب ... إذا الليوث أقبلت تلهب
وأحجمت عن صولة المجرب ... كان حماي الحمى لا تقرب
هل من مبارز؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من لهذا؟ " قال محمد بن مسلمة: أنا يا رسول الله، أنا الموتور الثائر، قتلوا أخي بالأمس، فقال: " قم إليه، اللهم أعنه " فلما دنا أحدهما من صاحبه عرضت بينهما شجرةٌ عظيمةٌ عمريةٌ من شجر العشر، فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه، كلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه، حتى برز كل واحدٍ منهما لصاحبه، وصارت بينهما كالرجل القائم ما فيها فننٌ، ثم حمل مرحبٌ على محمد فضربه فاتقاه بالدرقة، فوقع سيفه فيها فعضت به فأمسكته، فضربه محمد حتى قتله.
ولما رأت اليهود ما لقي أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القتل يوم أحدٍ والبلاء شمتوا بهم، فأما بنو النضير فأظهروا العداوة لله ولرسوله، وأما قريظة فتمسكوا بالحلف على غش أنفسهم وعداوةٍ لله ولرسوله، فركب كعب بن الأشرف في ستين راكباً من بني النضير إلى قريشٍ من مكة، فقال لهم أبو سفيان: ما جاء بكم؟ قال كعب: أتيناك لنحالفك على قتلا هذا الرجل، وعلى عداوته؛ قال أبو سفيان: مرحباً بكم وأهلاً، أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة هذا الرجل وقتاله؛ قال له كعب: فأخرج ستين رجلاً من بطون قريش كلها وأنتم فيهم يا أبا سفيان فلندخل نحن وأنتم بين أستار الكعبة فلنلصق أكبادنا بها ثم لنحلف بالله جميعاً أن لا يخذل بعضنا بعضاً، ولتكون كلمتنا واحدةً على هذا الرجل وأصحابه ما بقي منا ومنهم رجلٌ؛ ففعلوا ذلك وتحالفوا؛ فرجع كعبٌ على قتال محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة فواعده أبو سفيان أن يأتيه العام المقبل، فلما قدم كعبٌ وأصحابه إلى المدينة نزل جبريل عليه السلام على نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره بخبر كعبٍ وأبي سفيان والذي صنعوا، وأمر جبريل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل كعبٍ، فأرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بني عبد الأشهل وهم حي من الأنصار من الأوس حلفاء النضير، فقال: " يا معشر بني
عبد الأشهل ألا ترون إلى حليفكم ما صنع " قالوا: وما صنع يا رسول الله؟ فأخبرهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر فقال: " اكفونيه يا بني عبد الأشهل، فإن الله عز وجل قد أمرني بقتله فاقتلوه " قالوا: يا رسول الله نفعل ونطيع أمرك، فإن فيهم أخاه من الرضاعة ومولاه في الحلف دوننا محمد بن مسلمة وهو لهم غير متهم؛ ففعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، فانطلق خمسة رهطٍ: ثلاثةٌ من بني عبد الأشهل أحدهم عمرو بن معاذ أخو سعد بن معاذ، ومن بني حارثة بن الحارث رجلان محمد بن مسلمة وأبو عبس بن جبر، قالوا: يا رسول الله ائذن لنا فلننل منك عند الرجل؛ فأذن لهم، فانطلقوا ليلاً وقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصلاة فأتوا كعباً وقد أخذ مضجعه فنادوه: يا أبا الأشرف، فسمع كعبٌ الصوت فوثب وأخذت امرأته بجانب ثوبه فقالت: إني لأرى حمرة الدم من هذا الصوت قبل أن يكون، إنه لصوتٌ مريبٌ؛ وأمر محمد بن مسلمة أصحابه فاختبأوا، فضرب كعبٌ يد امرأته فأرسلته، وقال لها: لو دعي ابن حرةٍ لطعنةٍ بليلٍ أجاب؛ فأشرف فنظر فقال: من هذا؟ فقال: أخوك محمد بن مسلمة؛ قال لامرأته: لا تخافي هو أخي محمد بن مسلمة فقال كعب ورحب به: ما حاجتك يا أخي؟ قال: أخذنا هذا الرجل بالصدقة ولا نجد ما نأكل فجئت لتقرضني وسقاً من تمرٍ وأرهنك به رهناً إلى أن يدرك ثمرنا؛ فضحك كعبٌ وقال: أم والله إن كنت لأعلم أن أمرك وأمر أصحابه سيصير إلى ما أرى، وما كنت أحب أن أراه، ولقد كنت تعلم يا محمد أنك كنت من أكرم أهل البلد علي وأحبهم إلي، ولقد كان الذي كان من أمرك وما على الأرض شيءٌ كنت أمنعكه، فأما إذ فعلت الذي فعلت فلست مصيباً عندي خيراً أبداً، ما دمت على الذي أنت عليه، ولقد علمت أنك لن تصيب من هذا الرجل أبداً إلا شراً فأتني برهنٍ وثيقٍ؛ قال: فخذ من أي تمرٍ شئت؛ قال: عندي عجوةٌ يغيب فيها الضرس؛ قال: أي الرهن تريد يا أبا الأشرف؟ قال: تأتيني بامرأتك قال: لم أكن لأرهنك امرأتي وأنت أشب أهل المدينة وأحسنهم وجهاً وأطيبهم ريحاً وأكرمهم حسباً، فتدركني الغيرة، ولكن غير هذا؛ قال: فارهني ابنك قال محمد: إني لأستحيي أن أعير بذلك، أني رهنت ابني بوسقٍ من تمر، ولكن أرهنك درعي الفلانية؛ قال: أين هي؟ قال: هي هذه انزل فخذها؛ فنزل؛ وكان محمد قال لأصحابه: لا يأتي منكم أحدٌ حتى أؤذنه؛ فنزل كعب
فاعتنقه محمد وقال: لا إله إلا الله؛ فأقبلوا يسعون بأسيافهم، ومحمدٌ آخذٌ شعره فضربوه بأسيافهم فقتلوه، فصاح عدو الله عند أول ضربةٍ صيحةً فسمعتها امرأته فصاحت فأسمعت اليهود فتصايح اليهود وأخطأ أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجل عمرو بن معاذ فقطعوها؛ فألقى إليهم السيف وقال: لا أحبسكم أقرؤوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني السلام؛ قالوا: لا والله لننطلقن جميعاً أو لنموتن جميعاً؛ فاحتملوا صاحبهم فأسرعوا به فاجتمع اليهود إلى امرأة كعبٍ فأخبرتهم حيث توجهوا، وطلبهم أعداء الله وأخطأوا
الطريق، وانطلق أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصوت وهو يصلي فكبر، وعلم أن أصحابه قد أفلحوا وأنجحوا، فأتوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروه الخبر. الطريق، وانطلق أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصوت وهو يصلي فكبر، وعلم أن أصحابه قد أفلحوا وأنجحوا، فأتوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروه الخبر.
وفي آخر بمعناه: أنه نزل وتحث معهم ساعةً ثم قالوا: هل لك يا بن الأشرف إلى أن تماشينا إلى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا هذه؟ فقال: إن شئتم؛ فخرجوا يتماشون ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأس كعبٍ ثم شم يده فقال: ما رأيت كالليلة طيب عطرٍ قط، ثم مشى ساعةً وعاد لمثلها حتى اطمأن كعبٌ، ثم مشى ساعةً فعاد لمثلها أبو نائلة فأخذ بفودي رأسه ثم قال: اضربوا عدو الله؛ فضربوه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئاً؛ قال محمد بن مسلمة: فذكرت مغولاً في سيفي حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئاً فأخذته وقد صاح عدو الله كعبٌ صيحةً لم يبق حولنا حصنٌ إلا أوقدت عليه نارٌ، فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت غايته، ووقع عدو الله؛ الحديث.
قال مروان بن الحكم وهو على المدينة وعنده ابن يامين البصري: كيف كان قتل ابن الأشرف؟ قال ابن يامين: كان غدراً ومحمد بن مسلمة جالسٌ شيخٌ كبيرٌ فقال: يا مروان أيغدر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندك، والله ما قتلناه إلا بأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله لا يؤويني وإياك سقف بيتٍ إلا المسجد، وأما أنت يا بن يامين فلله علي إن أفلت،
فلا قدرت عليك وفي يدي سيفٌ إلا ضربت به رأسك؛ فكان ابن يامين لا ينزل من بني قريظة حتى يبعث رسولاً ينظر محمد بن مسلمة، فإن كان في بعض ضياعه نزل فقضى حاجته ثم صدر، وإلا لم ينزل؛ فبينا محمد بن مسلمة في جنازةٍ وابن يامين في البقيع فرأى محمد نعشاً عليه جرائد رطبةٌ لامرأةٍ، جاء فحله فقام إليه الناس فقالوا: يا أبا عبد الرحمن ما تصنع؟ نحن نكفيك؛ فقام إليه فلم يزل يضربه بها جريدةً جريدةً حتى كسر ذلك الجريد على وجهه ورأسه حتى لم يترك فيه مصحاً، ثم أرسله ولا طباخ به، ثم قال: والله لو قدرت على السيف لضربتك به.
وعن محمد بن مسلمة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى بني النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثاً.
وعن أبي حدر الأسلمي، قال: قدمت المدينة في خلافة عمر بن الخطاب فأردت الحج، فلما أتيت ملل قلت: اللهم قيض لي رجلاً من أصحاب نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صالحاً، كان نبيك يحبه وكان يحب نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا أنا بغلامٍ أسود على حمارٍ يقود ناقةً خلفها شيخٌ على حمارة، فقلت للأسود: يا غلام، من هذا الشيخ؟ قال: محمد بن مسلمة الأنصاري صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فرافقت خير رفيقٍ ونازلت خير نزيلٍ.
وعن موسى بن أبي عيسى، قال: أتى عمر بن الخطاب مشربة بني حارثة فوجد محمد بن مسلمة فقال عمر: كيف تراني يا محمد؟ فقال: أراك والله كما أحب وكما يحب من يحب لك الخير، أراك قوياً على جمع المال، عفيفاً عنه، عدلاً في قسمه، ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف؛ فقال عمر: هاه؛ فقال: لو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف؛ فقال عمر: الحمد لله الذي جعلني في قومٍ إذا ملت عدلوني.
وعن محمد بن مسلمة، قال:
توجهت إلى المسجد فرأيت رجلاً من قريش عليه حلةٌ، قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين؛ قال: فجاوزت فرأيت رجلاً من قريش عليه حلة فقلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، قال: فدخل المسجد فرفع صوته بالتكبير فقال: الله أكبر، صدق الله ورسوله، الله أكبر صدق الله ورسوله، قال: فسمع عمر صوته فبعث إليه أن ائتني؛ فقال: حتى أصلي ركعتين؛ قال: فرد عليه الرسول يعزم عليه لما جاء؛ فقال محمد بن مسلمة: وأنا أعزم على نفسي أن لا آتيه حتى أصلي ركعتين؛ ودخل في الصلاة، وجاء عمر فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته قال: شيءٌ أردت أن تخبرني عنه؛ قال: أو غير ذلك تسألني، فإن شئت أن أخبرك أخبرتك وإلا لم أخبرك؛ قال: وذاك أخبرني عن رفعك صوتك في مصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتكبير، وقولك: صدق الله ورسوله ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين أقبلت أريد المسجد فاستقبلني فلان بن فلان القرشي، عليه حلة قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، فجاوزت فاستقبلني فلان بن فلان الأنصاري عليه حلة دون الحلتين فقلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين؛ إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إنكم سترون بعدي أثرةً " وإني لم أكن أحب أن يكون على يديك يا أمير المؤمنين؛ قال: فبكى عمر، ثم قال: أستغفر الله، والله لا أعود؛ فما رؤي بعد ذلك اليوم فضل رجلاً من قريش على رجلٍ من الأنصار.
بعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة إلى عمرو بن العاص وكتب إليه: أما بعد، فإنكم معاشر العمال قعدتم على عيون الأموال فجنيتم الحرام، وأكلتم الحرام، وأوكيتم الحرام، وقد بعثت إليك محمد بن مسلمة ليقاسمك مالك، فأحضره مالك والسلام؛ فلما قدم محمد بن مسلمة أهدى إليه عمرو بن العاص هديةً فردها، فغضب عمرٌو وقال: يا محمد رددت هديتي فقد أهديت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقدمي من ذات السلاسل فقبل؛ فقال له
محمد: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقبل بالوحي ما شاء ويمنع ما شاء، ولو كانت هدية الأخ لأخيه لقبلتها ولكنها هدية إمام شر من خلفها؛ فقال عمرو: قبح الله يوماً صرت فيه لعمر بن الخطاب والياً، والله لقد رأيت العاص بن وائل يلبس الديباج المزرر بالذهب وإن الخطاب ليحمل الحطب بمكة على حماره؛ فقال له محمد بن مسلمة: أبوه وأبوك في النار، وعمر خيرٌ منك ولولا اليوم الذي أصبحت تذم لألفيت معتقلاً عنزاً يسوؤك غزرها ويسوؤك بكؤها؛ فقال عمرو: هي فلتة المغضب وهي عندك أمانة؛ ثم أحضره ماله فقاسمه.
بلغ عمر بن الخطاب أن سعداً اتخذ قصراً وجعل عليه باباً وقال: انقطع الصويت؛ فأرسل عمر محمد بن مسلمة، وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه، فقال له: إيت سعداً فأحرق عليه بابه؛ فقدم الكوفة، فلما أتى الباب أخرج زنده فاستورى ناراً ثم أحرق الباب فأتي سعدٌ فأخبره به ووصفت له صفته، فعرفه، فخرج إليه سعد فقال محمد: إنه بلغ أمير المؤمنين عنك أنك قلت: انقطع الصويت؛ فحلف سعدٌ بالله أنه ما قال ذلك، فقال محمد: نقصد الذي أمرنا ونؤدي عنك ما تقول؛ ثم ركب راحلته، فلما كان ببطن الرمة أصابه من الخمص والجوع ما الله به أعلم، فأبصر غنماً فأرسل غلامه بعمامته فقال: اذهب فابتغ بها شاةً؛ فجاء الغلام بشاةٍ وهو يصلي، فأراد ذبحها فأشار إليه أن يكف؛ فلما قضى صلاته قال: اذهب فإن كانت مملوكةً مسنمة فاردد الشاة وخذ العمامة، وإن كانت حرةً فاردد الشاة؛ فذهب فإذا هي مملوكة، فرد الشاة وأخذ العمامة، وأخذ بخطام راحلته أو زمامها لا يمر ببقلةٍ إلا حطمها حتى آواه الليل إلى قومٍ فأتوه بخبزٍ ولبنٍ وقالوا: لو كان عندنا شيءٌ أفضل من هذا أتيناك به؛ فقال: بسم الله كل حلالٍ أذهب السغب خيرٌ من مأكل السوء؛ حتى قدم المدينة، فبدأ بأهله
فابترد من الماء ثم راح، فلما أبصره عمر قال: لولا حسن الظن بك ما رأينا أنك أديت؛ فذكر أنه أسرع السير، وقال: قد فعلت وهو يعتذر ويحلف بالله ما قال ذلك؛ فقال عمر: فهل أمر لك بشيءٍ؟ قال: قد رأيت مكاناً أن يأمر لي؛ قال ابن عيينة: أبى أن يأخذ منه؛ قال عمر: إن أرض الله العراق أرض رفيقةٌ وإن أهل المدينة يموتون حولي من الجوع، فخشيت إن أمر لك فتكون لك النار دون الجار؛ أما سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا يشبع المؤمن دون جاره " أو قال: " الرجل دون جاره ".
وفي آخر بمعناه:
فقال: هلا قبلت من سعد؟ فقال: لو أردت ذلك كتبت لي به وأذنت لي فيه؛ فقال عمر: إن أكمل الرجال رأياً من إذا لم يكن عنده عهدٌ من صاحبه أن يعمل بالحزم أو يقول به ولا يتكل عليه؛ وأخبره بيمين سعد وقوله فصدق سعداً وقال: هو أصدق ممن روى عنه وممن أبلغني.
قال جابر بن عبد الله: بعثنا عثمان بن عفان في خمسين راكباً أميرنا محمد بن مسلمة الأنصاري فتكلم الذين جاؤوا من مصر، فاستقبلنا رجلٌ منهم في يده مصحف متقدٌ سيفاً تذرف عيناه فقال: ها إن هذا يأمرنا أن نضرب بهذا على ما في هذا فقال محمد بن مسلمة: اسكت فنحن ضربنا بهذا على ما في هذا قبلك، أو قبل أن تولد.
قال محمد بن مسلمة: أعطاني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفاً فقال: " يا محمد بن مسلمة جاهد بهذا السيف في سبيل الله حتى إذا رأيت من المسلمين فئتين يقتتلان فاضرب به الحجر حتى تكسره، ثم كف لسانك ويدك حتى تأتيك منيةٌ قاضية أو يدٌ خاطئة " فلما قتل عثمان وكان من أمر الناس ما كان خرج إلى صخرةٍ في فنائه فضرب الصخرة بسيفه حتى كسره.
وفي حديثٍ بمعناه: وكان محمد بن مسلمة يقال له: حارس نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال: فاتخذ سيفاً من عود قد نحته وصيره في الجفن معلقاً في البيت؛ وقال: إنما علقته أهيب به ذاعراً.
وعن حذيفة، قال: ما من أحدٍ إلا أنا أخاف عليه الفتنة إلا ما كان من محمد بن مسلمة، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا تضره الفتنة ".
وعن محمد بن مسلمة أنه قال: يا رسول الله كيف أصنع إذا اختلف المصلون؟ قال: " تخرج بسيفك إلى الحرة فتضربها به ثم تدخل بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يدٌ خاطئة ".
وعن الحسن أن علياً بعث إلى محمد بن مسلمة فجيء به فقال: ما خلفك عن هذا الأمر؟ قال: دفع إلي ابن عمك يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفاً فقال: " قاتل به ما قوتل العدو، فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضاً فاعمد به إلى صخرةٍ فاضربه بها، ثم الزمن بيتك حتى تأتيك منية قاضيةً أو يدٌ خاطئة " قال: خلوا عنه.
وعن جابر بن عبد الله، قال: قدم معاوية ومعه أهل الشام فبلغ رجلاً شقياً من أهل الأردن صنيع محمد بن مسلمة جلوسه عن علي ومعاوية، فاقتحم عليه المنزل فقتله؛ قال: وأرسل معاوية إلى كعبٍ؛ ما تقول في محمد بن مسلمة؟ يعني كعب بن مالك.
ابن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن مالك بن الأوس، ويقال: ابن مسلمة بن سلمة بن خالد أبو عبد الرحمن؛ ويقال: أبو سعيد؛ ويقال: أبو عبد الله الأنصاري صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد بدراً وأحداً وغيرهما، واستخلفه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة في بعض غزواته، وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان على مقدمته يومئذٍ، وكان مقامه بالمدينة فاعتزل الفتنة، فلم يدخل فيها، وقدم دمشق وشهد وفاة أبي الدرداء.
حدث المسور بن مخرمة، قال: استشار عمر بن الخطاب في إملاص المرأة يعني الحامل تضرب بطنها فتسقط، فقام المغيرة بن شعبة فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى فيه بغرة عبدٍ أو أمةٍ، فقال عمر: ائتني بمن يعهد معك؛ قال عبد الرحمن: فشهد معه محمد بن مسلمة.
وفي روايةٍ: استفتى عمر بن الخطاب أناساً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في امرأةٍ ضربت فألقت جنينها؛ الحديث. وفي روايةٍ: قضى فيه بالغرة عبدٍ أو وليدةٍ؛ وفي روايةٍ: فأنفذه عمر؛ وفي روايةٍ: أن عمر سأل الناس: أيكم سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى في السقط؟ فقلا المغيرة؛ الحديث.
حدث محمد بن مسلمة قال: مررت فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضعٌ يده على يد رجلٍ؛ وفي روايةٍ " على الصفا واضعاً خده على خد رجلٍ، فذهبت إليه، فقال: " يا محمد ما منعك أن تسلم؟ " فقلت: يا رسول الله، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئاً لم تفعله مع أحدٍ من الناس، فكرهت أن أقطع عليك حديثك، فمن كان يا رسول الله؟ قال: " كان جبريل، وقد قال لي: هذا محمد بن مسلمة لم يسلم، أما إنه لو سلم رددنا عليه السلام " قال: فما قال لك يا رسول الله: قال: " لم يزل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه ".
حدث رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء أنه مرض فكان يمرضه محمد بن مسلمة، فكثر عواد أبي الدرداء فحول إلى كنيسةٍ فأغمي على أبي الدرداء، فقام الناس عنه وقام محمد بن مسلمة حتى بقي في أهله، فجعلوا يبكون عليه، فأفاق أبو الدرداء، فقال: لا يكون من أمري شيءٌ إلا أشهدتموه محمد بن مسلمة، ثم بعث إليه فأتاه فقال: أسندني صدرك؛ قال: فأسنده، ثم قال: افتحوا الأبواب، قال: وعليها كثرة الناس، فدخلوا على أبي الدرداء فأقبل محمد بن مسلمة يجلسهم، فقال أبو الدرداء: إنه لم يكن يمنعني أن أحدثكم إلا أن تسترسلوا أني أبشركم أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.
وأم محمد بن مسلمة أم سهيم خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن ساعدة وكان آدم طوالاً معتدلاً أصلع، توفي سنة اثنتين وأربعين، أو ثلاثٍ وأربعين، أو
ست وأربعين، وهو يومئذٍ ابن تسعٍ وسبعين سنة وقيل: قتل.
وأسلم محمد بن مسلمة بالمدينة على يدي مصعب بن عمير قبل إسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ، وآخى سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين محمد بن مسلمة وأبي عبيدة بن الجراح، وقيل: آخى بينه وبين سعد بن أبي وقاص، وشهد المشاهد كلها ما خلا تبوكاً، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استخلفه على المدينة حين خرج إلى تبوك، وكان محمد فيمن قتل كعب بن الأشرف، وبعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى القرظاء وهي من بني أبي بكر بن كلاب، سريةً في ثلاثين راكباً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه، فسلم وغنم، وبعثه أيضاً إلى ذي القصة سريةً في عشرة نفرٍ.
حدث جابر بن عبد الله أن محمداً وأبا عبس بن جبير وعباد بن بشر قتلوا كعب بن الأشرف؛ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين نظر إليهم: " أفلحت الوجوه ".
وعن أبي بردة، قال: مررنا بالربذة فإذا فسطاط محمد بن مسلمة، فقلت: لو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت، فقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا محمد بن مسلمة ستكون فرقةٌ وفتنةٌ واختلافٌ فاكسر سيفك، واقطع وترك، واجلس في بيتك " ففعلت الذي أمرني به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن حذيفة، قال: إني لأعرف رجلاً لا تضره الفتنة، فأتينا المدينة فإذا فسطاط مضروبٌ وإذا هو محمد بن مسلمة فسألناه فقال: لا يشتمل علي شيءٌ من أمصارهم حتى ينجلي الأمر عما انجلى؛ قالوا: ومات حذيفة بعد عثمان بأربعين يوماً.
وشهد محمد بن مسلمة فتح مصر، وكان فيمن طلع للحصن مع الزبير بن العوام، وأحيط بمصر، ورجع إلى المدينة وقدم مصر مرةً أخرى رسولاً من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص في المقاسمة لما قاسم عمر العمال ما في أيدي العمال، وكان محمد بن مسلمة أوسياً، وقال عروة: كان أشهلياً.
حدث المقداد قال: لما تصافينا للقتال جلس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت راية مصعب بن عمير، فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الأولى وأغار المسلمون على عسكرهم، فانتهبوا، ثم كروا على المسلمين فأتوا من خلفهم فتفرق الناس، ونادى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصحاب الألوية فأخذ اللواء مصعب بن عمير، ثم قتل وأخذ راية الخزرج سعد بن عبادة، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائمٌ تحتها وأصحابه محدقون به، ودفع لواء المهاجرين إلى أبي الدوم العبدري آخر النهار؛ ونظرت إلى لواء الأوس مع أسيد بن حضير فناوشهم ساعةً واقتتلوا على الاختلاط من الصفوف، ونادى المشركون بشعارهم: يا للعزى يا لهبل، فأوجعوا فينا قتلاً ذريعاً، ونالوا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما نالوا، لا والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زال شبراً واحداً، إنه لقي وجه العدو يثوب إليه طائفةٌ من أصحابه مرةً ويتفرق عنه مرةً، فربما رأيته قائماً يرمي عن قوسه أو يرمي بالحجر حتى تحاجزوا، وثبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما هو في عصابةٍ صبروا معه، أربعة عشر رجلاً، سبعةٌ من المهاجرين وسبعةٌ من الأنصار؛ أبو بكر، وعبد الرحمن بن عوف، وعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وأبو عبيدة بن الجراح، والزبير بن العوام؛ ومن الأنصار الحباب بن المنذر، وأبو دجانة، وعاصم بن ثابت، والحارث بن الصمة، وسهل بن حنيف، وأسيد بن الحضير، وسعد بن معاذ، ويقال: ثبت سعد بن عبادة، ومحمد بن مسلمة فيجعلونهما مكان أسيد بن حضير وسعد بن معاذ.
قال جابر بن عبد الله: خرج مرحب بن الحارث اليهودي من حصنهم، وهو يقول: من الرجز
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاك السلاح بطلٌ مجرب
أطعن أحياناً وحيناً أضرب ... إذا الليوث أقبلت تلهب
وأحجمت عن صولة المجرب ... كان حماي الحمى لا تقرب
هل من مبارز؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من لهذا؟ " قال محمد بن مسلمة: أنا يا رسول الله، أنا الموتور الثائر، قتلوا أخي بالأمس، فقال: " قم إليه، اللهم أعنه " فلما دنا أحدهما من صاحبه عرضت بينهما شجرةٌ عظيمةٌ عمريةٌ من شجر العشر، فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه، كلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه، حتى برز كل واحدٍ منهما لصاحبه، وصارت بينهما كالرجل القائم ما فيها فننٌ، ثم حمل مرحبٌ على محمد فضربه فاتقاه بالدرقة، فوقع سيفه فيها فعضت به فأمسكته، فضربه محمد حتى قتله.
ولما رأت اليهود ما لقي أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القتل يوم أحدٍ والبلاء شمتوا بهم، فأما بنو النضير فأظهروا العداوة لله ولرسوله، وأما قريظة فتمسكوا بالحلف على غش أنفسهم وعداوةٍ لله ولرسوله، فركب كعب بن الأشرف في ستين راكباً من بني النضير إلى قريشٍ من مكة، فقال لهم أبو سفيان: ما جاء بكم؟ قال كعب: أتيناك لنحالفك على قتلا هذا الرجل، وعلى عداوته؛ قال أبو سفيان: مرحباً بكم وأهلاً، أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة هذا الرجل وقتاله؛ قال له كعب: فأخرج ستين رجلاً من بطون قريش كلها وأنتم فيهم يا أبا سفيان فلندخل نحن وأنتم بين أستار الكعبة فلنلصق أكبادنا بها ثم لنحلف بالله جميعاً أن لا يخذل بعضنا بعضاً، ولتكون كلمتنا واحدةً على هذا الرجل وأصحابه ما بقي منا ومنهم رجلٌ؛ ففعلوا ذلك وتحالفوا؛ فرجع كعبٌ على قتال محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة فواعده أبو سفيان أن يأتيه العام المقبل، فلما قدم كعبٌ وأصحابه إلى المدينة نزل جبريل عليه السلام على نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره بخبر كعبٍ وأبي سفيان والذي صنعوا، وأمر جبريل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل كعبٍ، فأرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بني عبد الأشهل وهم حي من الأنصار من الأوس حلفاء النضير، فقال: " يا معشر بني
عبد الأشهل ألا ترون إلى حليفكم ما صنع " قالوا: وما صنع يا رسول الله؟ فأخبرهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر فقال: " اكفونيه يا بني عبد الأشهل، فإن الله عز وجل قد أمرني بقتله فاقتلوه " قالوا: يا رسول الله نفعل ونطيع أمرك، فإن فيهم أخاه من الرضاعة ومولاه في الحلف دوننا محمد بن مسلمة وهو لهم غير متهم؛ ففعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، فانطلق خمسة رهطٍ: ثلاثةٌ من بني عبد الأشهل أحدهم عمرو بن معاذ أخو سعد بن معاذ، ومن بني حارثة بن الحارث رجلان محمد بن مسلمة وأبو عبس بن جبر، قالوا: يا رسول الله ائذن لنا فلننل منك عند الرجل؛ فأذن لهم، فانطلقوا ليلاً وقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصلاة فأتوا كعباً وقد أخذ مضجعه فنادوه: يا أبا الأشرف، فسمع كعبٌ الصوت فوثب وأخذت امرأته بجانب ثوبه فقالت: إني لأرى حمرة الدم من هذا الصوت قبل أن يكون، إنه لصوتٌ مريبٌ؛ وأمر محمد بن مسلمة أصحابه فاختبأوا، فضرب كعبٌ يد امرأته فأرسلته، وقال لها: لو دعي ابن حرةٍ لطعنةٍ بليلٍ أجاب؛ فأشرف فنظر فقال: من هذا؟ فقال: أخوك محمد بن مسلمة؛ قال لامرأته: لا تخافي هو أخي محمد بن مسلمة فقال كعب ورحب به: ما حاجتك يا أخي؟ قال: أخذنا هذا الرجل بالصدقة ولا نجد ما نأكل فجئت لتقرضني وسقاً من تمرٍ وأرهنك به رهناً إلى أن يدرك ثمرنا؛ فضحك كعبٌ وقال: أم والله إن كنت لأعلم أن أمرك وأمر أصحابه سيصير إلى ما أرى، وما كنت أحب أن أراه، ولقد كنت تعلم يا محمد أنك كنت من أكرم أهل البلد علي وأحبهم إلي، ولقد كان الذي كان من أمرك وما على الأرض شيءٌ كنت أمنعكه، فأما إذ فعلت الذي فعلت فلست مصيباً عندي خيراً أبداً، ما دمت على الذي أنت عليه، ولقد علمت أنك لن تصيب من هذا الرجل أبداً إلا شراً فأتني برهنٍ وثيقٍ؛ قال: فخذ من أي تمرٍ شئت؛ قال: عندي عجوةٌ يغيب فيها الضرس؛ قال: أي الرهن تريد يا أبا الأشرف؟ قال: تأتيني بامرأتك قال: لم أكن لأرهنك امرأتي وأنت أشب أهل المدينة وأحسنهم وجهاً وأطيبهم ريحاً وأكرمهم حسباً، فتدركني الغيرة، ولكن غير هذا؛ قال: فارهني ابنك قال محمد: إني لأستحيي أن أعير بذلك، أني رهنت ابني بوسقٍ من تمر، ولكن أرهنك درعي الفلانية؛ قال: أين هي؟ قال: هي هذه انزل فخذها؛ فنزل؛ وكان محمد قال لأصحابه: لا يأتي منكم أحدٌ حتى أؤذنه؛ فنزل كعب
فاعتنقه محمد وقال: لا إله إلا الله؛ فأقبلوا يسعون بأسيافهم، ومحمدٌ آخذٌ شعره فضربوه بأسيافهم فقتلوه، فصاح عدو الله عند أول ضربةٍ صيحةً فسمعتها امرأته فصاحت فأسمعت اليهود فتصايح اليهود وأخطأ أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجل عمرو بن معاذ فقطعوها؛ فألقى إليهم السيف وقال: لا أحبسكم أقرؤوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني السلام؛ قالوا: لا والله لننطلقن جميعاً أو لنموتن جميعاً؛ فاحتملوا صاحبهم فأسرعوا به فاجتمع اليهود إلى امرأة كعبٍ فأخبرتهم حيث توجهوا، وطلبهم أعداء الله وأخطأوا
الطريق، وانطلق أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصوت وهو يصلي فكبر، وعلم أن أصحابه قد أفلحوا وأنجحوا، فأتوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروه الخبر. الطريق، وانطلق أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصوت وهو يصلي فكبر، وعلم أن أصحابه قد أفلحوا وأنجحوا، فأتوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروه الخبر.
وفي آخر بمعناه: أنه نزل وتحث معهم ساعةً ثم قالوا: هل لك يا بن الأشرف إلى أن تماشينا إلى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا هذه؟ فقال: إن شئتم؛ فخرجوا يتماشون ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأس كعبٍ ثم شم يده فقال: ما رأيت كالليلة طيب عطرٍ قط، ثم مشى ساعةً وعاد لمثلها حتى اطمأن كعبٌ، ثم مشى ساعةً فعاد لمثلها أبو نائلة فأخذ بفودي رأسه ثم قال: اضربوا عدو الله؛ فضربوه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئاً؛ قال محمد بن مسلمة: فذكرت مغولاً في سيفي حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئاً فأخذته وقد صاح عدو الله كعبٌ صيحةً لم يبق حولنا حصنٌ إلا أوقدت عليه نارٌ، فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت غايته، ووقع عدو الله؛ الحديث.
قال مروان بن الحكم وهو على المدينة وعنده ابن يامين البصري: كيف كان قتل ابن الأشرف؟ قال ابن يامين: كان غدراً ومحمد بن مسلمة جالسٌ شيخٌ كبيرٌ فقال: يا مروان أيغدر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندك، والله ما قتلناه إلا بأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله لا يؤويني وإياك سقف بيتٍ إلا المسجد، وأما أنت يا بن يامين فلله علي إن أفلت،
فلا قدرت عليك وفي يدي سيفٌ إلا ضربت به رأسك؛ فكان ابن يامين لا ينزل من بني قريظة حتى يبعث رسولاً ينظر محمد بن مسلمة، فإن كان في بعض ضياعه نزل فقضى حاجته ثم صدر، وإلا لم ينزل؛ فبينا محمد بن مسلمة في جنازةٍ وابن يامين في البقيع فرأى محمد نعشاً عليه جرائد رطبةٌ لامرأةٍ، جاء فحله فقام إليه الناس فقالوا: يا أبا عبد الرحمن ما تصنع؟ نحن نكفيك؛ فقام إليه فلم يزل يضربه بها جريدةً جريدةً حتى كسر ذلك الجريد على وجهه ورأسه حتى لم يترك فيه مصحاً، ثم أرسله ولا طباخ به، ثم قال: والله لو قدرت على السيف لضربتك به.
وعن محمد بن مسلمة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى بني النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثاً.
وعن أبي حدر الأسلمي، قال: قدمت المدينة في خلافة عمر بن الخطاب فأردت الحج، فلما أتيت ملل قلت: اللهم قيض لي رجلاً من أصحاب نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صالحاً، كان نبيك يحبه وكان يحب نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا أنا بغلامٍ أسود على حمارٍ يقود ناقةً خلفها شيخٌ على حمارة، فقلت للأسود: يا غلام، من هذا الشيخ؟ قال: محمد بن مسلمة الأنصاري صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فرافقت خير رفيقٍ ونازلت خير نزيلٍ.
وعن موسى بن أبي عيسى، قال: أتى عمر بن الخطاب مشربة بني حارثة فوجد محمد بن مسلمة فقال عمر: كيف تراني يا محمد؟ فقال: أراك والله كما أحب وكما يحب من يحب لك الخير، أراك قوياً على جمع المال، عفيفاً عنه، عدلاً في قسمه، ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف؛ فقال عمر: هاه؛ فقال: لو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف؛ فقال عمر: الحمد لله الذي جعلني في قومٍ إذا ملت عدلوني.
وعن محمد بن مسلمة، قال:
توجهت إلى المسجد فرأيت رجلاً من قريش عليه حلةٌ، قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين؛ قال: فجاوزت فرأيت رجلاً من قريش عليه حلة فقلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، قال: فدخل المسجد فرفع صوته بالتكبير فقال: الله أكبر، صدق الله ورسوله، الله أكبر صدق الله ورسوله، قال: فسمع عمر صوته فبعث إليه أن ائتني؛ فقال: حتى أصلي ركعتين؛ قال: فرد عليه الرسول يعزم عليه لما جاء؛ فقال محمد بن مسلمة: وأنا أعزم على نفسي أن لا آتيه حتى أصلي ركعتين؛ ودخل في الصلاة، وجاء عمر فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته قال: شيءٌ أردت أن تخبرني عنه؛ قال: أو غير ذلك تسألني، فإن شئت أن أخبرك أخبرتك وإلا لم أخبرك؛ قال: وذاك أخبرني عن رفعك صوتك في مصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتكبير، وقولك: صدق الله ورسوله ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين أقبلت أريد المسجد فاستقبلني فلان بن فلان القرشي، عليه حلة قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، فجاوزت فاستقبلني فلان بن فلان الأنصاري عليه حلة دون الحلتين فقلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين؛ إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إنكم سترون بعدي أثرةً " وإني لم أكن أحب أن يكون على يديك يا أمير المؤمنين؛ قال: فبكى عمر، ثم قال: أستغفر الله، والله لا أعود؛ فما رؤي بعد ذلك اليوم فضل رجلاً من قريش على رجلٍ من الأنصار.
بعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة إلى عمرو بن العاص وكتب إليه: أما بعد، فإنكم معاشر العمال قعدتم على عيون الأموال فجنيتم الحرام، وأكلتم الحرام، وأوكيتم الحرام، وقد بعثت إليك محمد بن مسلمة ليقاسمك مالك، فأحضره مالك والسلام؛ فلما قدم محمد بن مسلمة أهدى إليه عمرو بن العاص هديةً فردها، فغضب عمرٌو وقال: يا محمد رددت هديتي فقد أهديت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقدمي من ذات السلاسل فقبل؛ فقال له
محمد: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقبل بالوحي ما شاء ويمنع ما شاء، ولو كانت هدية الأخ لأخيه لقبلتها ولكنها هدية إمام شر من خلفها؛ فقال عمرو: قبح الله يوماً صرت فيه لعمر بن الخطاب والياً، والله لقد رأيت العاص بن وائل يلبس الديباج المزرر بالذهب وإن الخطاب ليحمل الحطب بمكة على حماره؛ فقال له محمد بن مسلمة: أبوه وأبوك في النار، وعمر خيرٌ منك ولولا اليوم الذي أصبحت تذم لألفيت معتقلاً عنزاً يسوؤك غزرها ويسوؤك بكؤها؛ فقال عمرو: هي فلتة المغضب وهي عندك أمانة؛ ثم أحضره ماله فقاسمه.
بلغ عمر بن الخطاب أن سعداً اتخذ قصراً وجعل عليه باباً وقال: انقطع الصويت؛ فأرسل عمر محمد بن مسلمة، وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه، فقال له: إيت سعداً فأحرق عليه بابه؛ فقدم الكوفة، فلما أتى الباب أخرج زنده فاستورى ناراً ثم أحرق الباب فأتي سعدٌ فأخبره به ووصفت له صفته، فعرفه، فخرج إليه سعد فقال محمد: إنه بلغ أمير المؤمنين عنك أنك قلت: انقطع الصويت؛ فحلف سعدٌ بالله أنه ما قال ذلك، فقال محمد: نقصد الذي أمرنا ونؤدي عنك ما تقول؛ ثم ركب راحلته، فلما كان ببطن الرمة أصابه من الخمص والجوع ما الله به أعلم، فأبصر غنماً فأرسل غلامه بعمامته فقال: اذهب فابتغ بها شاةً؛ فجاء الغلام بشاةٍ وهو يصلي، فأراد ذبحها فأشار إليه أن يكف؛ فلما قضى صلاته قال: اذهب فإن كانت مملوكةً مسنمة فاردد الشاة وخذ العمامة، وإن كانت حرةً فاردد الشاة؛ فذهب فإذا هي مملوكة، فرد الشاة وأخذ العمامة، وأخذ بخطام راحلته أو زمامها لا يمر ببقلةٍ إلا حطمها حتى آواه الليل إلى قومٍ فأتوه بخبزٍ ولبنٍ وقالوا: لو كان عندنا شيءٌ أفضل من هذا أتيناك به؛ فقال: بسم الله كل حلالٍ أذهب السغب خيرٌ من مأكل السوء؛ حتى قدم المدينة، فبدأ بأهله
فابترد من الماء ثم راح، فلما أبصره عمر قال: لولا حسن الظن بك ما رأينا أنك أديت؛ فذكر أنه أسرع السير، وقال: قد فعلت وهو يعتذر ويحلف بالله ما قال ذلك؛ فقال عمر: فهل أمر لك بشيءٍ؟ قال: قد رأيت مكاناً أن يأمر لي؛ قال ابن عيينة: أبى أن يأخذ منه؛ قال عمر: إن أرض الله العراق أرض رفيقةٌ وإن أهل المدينة يموتون حولي من الجوع، فخشيت إن أمر لك فتكون لك النار دون الجار؛ أما سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا يشبع المؤمن دون جاره " أو قال: " الرجل دون جاره ".
وفي آخر بمعناه:
فقال: هلا قبلت من سعد؟ فقال: لو أردت ذلك كتبت لي به وأذنت لي فيه؛ فقال عمر: إن أكمل الرجال رأياً من إذا لم يكن عنده عهدٌ من صاحبه أن يعمل بالحزم أو يقول به ولا يتكل عليه؛ وأخبره بيمين سعد وقوله فصدق سعداً وقال: هو أصدق ممن روى عنه وممن أبلغني.
قال جابر بن عبد الله: بعثنا عثمان بن عفان في خمسين راكباً أميرنا محمد بن مسلمة الأنصاري فتكلم الذين جاؤوا من مصر، فاستقبلنا رجلٌ منهم في يده مصحف متقدٌ سيفاً تذرف عيناه فقال: ها إن هذا يأمرنا أن نضرب بهذا على ما في هذا فقال محمد بن مسلمة: اسكت فنحن ضربنا بهذا على ما في هذا قبلك، أو قبل أن تولد.
قال محمد بن مسلمة: أعطاني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفاً فقال: " يا محمد بن مسلمة جاهد بهذا السيف في سبيل الله حتى إذا رأيت من المسلمين فئتين يقتتلان فاضرب به الحجر حتى تكسره، ثم كف لسانك ويدك حتى تأتيك منيةٌ قاضية أو يدٌ خاطئة " فلما قتل عثمان وكان من أمر الناس ما كان خرج إلى صخرةٍ في فنائه فضرب الصخرة بسيفه حتى كسره.
وفي حديثٍ بمعناه: وكان محمد بن مسلمة يقال له: حارس نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال: فاتخذ سيفاً من عود قد نحته وصيره في الجفن معلقاً في البيت؛ وقال: إنما علقته أهيب به ذاعراً.
وعن حذيفة، قال: ما من أحدٍ إلا أنا أخاف عليه الفتنة إلا ما كان من محمد بن مسلمة، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا تضره الفتنة ".
وعن محمد بن مسلمة أنه قال: يا رسول الله كيف أصنع إذا اختلف المصلون؟ قال: " تخرج بسيفك إلى الحرة فتضربها به ثم تدخل بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يدٌ خاطئة ".
وعن الحسن أن علياً بعث إلى محمد بن مسلمة فجيء به فقال: ما خلفك عن هذا الأمر؟ قال: دفع إلي ابن عمك يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفاً فقال: " قاتل به ما قوتل العدو، فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضاً فاعمد به إلى صخرةٍ فاضربه بها، ثم الزمن بيتك حتى تأتيك منية قاضيةً أو يدٌ خاطئة " قال: خلوا عنه.
وعن جابر بن عبد الله، قال: قدم معاوية ومعه أهل الشام فبلغ رجلاً شقياً من أهل الأردن صنيع محمد بن مسلمة جلوسه عن علي ومعاوية، فاقتحم عليه المنزل فقتله؛ قال: وأرسل معاوية إلى كعبٍ؛ ما تقول في محمد بن مسلمة؟ يعني كعب بن مالك.
محمد بن داود بن الجراح، أبو عبد الله الكاتب :
وهو عم علي بن عيسى الوزير، كان من علماء الكتاب فاضلا عارفا بأيام الناس، وأخبار الخلفاء والوزراء، وله في ذلك مصنّفات معروفة، وحدّث عن: عمر بن شبة النميري، وعبيد الله بن سعد الزهري، وأبي يعلى زكريا بن يحيى المنقري. روى عَنْهُ:
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمار، والقاضي عمر بن الحسن بن الأشناذي، وغيرهما.
أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن شهريار الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ- أَبُو عبد الله- حدّثنا عبيد الله بن سعد الزّهريّ، حَدَّثَنَا عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عبد العزيز بن مسلم مولى آل رافع الأنصاريّ قال: حدّثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي عَيَّاشٍ زيد ابن الصَّامِتِ أَخِي بَنِي زُرَيْقٍ وَقَدْ جَلَسَ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، يَا مَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ. فَقَالَ رَسُولُ الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفَرٍ مَعَهُ مَنْ أَصْحَابِهِ: هَلْ تَرَوْنَ مَا دَعَا بِهِ الرَّجُلَ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ مولاهم تفرد به محمّد ابن إسحاق.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة: قَالَ: وكان محمد بن أبي داود بن الجراح في عصره أوحد في العلم بالأخبار، وتوفي سنة ست وتسعين ومائتين.
قلت: وبلغني أن وفاته كانت في شهر ربيع الآخر، وأنه ولد في سنة ثلاث وأربعين ومائتين في الليلة التي توفي فيها إبراهيم بن العباس الصولي.
وهو عم علي بن عيسى الوزير، كان من علماء الكتاب فاضلا عارفا بأيام الناس، وأخبار الخلفاء والوزراء، وله في ذلك مصنّفات معروفة، وحدّث عن: عمر بن شبة النميري، وعبيد الله بن سعد الزهري، وأبي يعلى زكريا بن يحيى المنقري. روى عَنْهُ:
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمار، والقاضي عمر بن الحسن بن الأشناذي، وغيرهما.
أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن شهريار الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ- أَبُو عبد الله- حدّثنا عبيد الله بن سعد الزّهريّ، حَدَّثَنَا عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عبد العزيز بن مسلم مولى آل رافع الأنصاريّ قال: حدّثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي عَيَّاشٍ زيد ابن الصَّامِتِ أَخِي بَنِي زُرَيْقٍ وَقَدْ جَلَسَ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، يَا مَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ. فَقَالَ رَسُولُ الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفَرٍ مَعَهُ مَنْ أَصْحَابِهِ: هَلْ تَرَوْنَ مَا دَعَا بِهِ الرَّجُلَ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ مولاهم تفرد به محمّد ابن إسحاق.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة: قَالَ: وكان محمد بن أبي داود بن الجراح في عصره أوحد في العلم بالأخبار، وتوفي سنة ست وتسعين ومائتين.
قلت: وبلغني أن وفاته كانت في شهر ربيع الآخر، وأنه ولد في سنة ثلاث وأربعين ومائتين في الليلة التي توفي فيها إبراهيم بن العباس الصولي.
محمد بن القاسم بن محمد، أبو عبد الله الأزدي، يعرف بابن بنت كعب البزاز :
حدث عَنْ حميد بْن الربيع، والحسن بْن عرفة، وعلي بن حرب. وإبراهيم بن محمد العتيق . والهيثم بن سهل، وعلي بن الحسن الأنصاري. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس، ومحمد بن إسحاق القطيعيّ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة صالحا دينا.
أنبأنا أبو بكر البرقاني حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ محمّد الأزديّ ابن بنت كعب حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الأَنْصَارِيُّ- مِنْ وَلَدِ أبي أيّوب. حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سعيد عن أبي إسحاق عن الحارث بن عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «أَرْبَعَةٌ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ: إِخْفَاءُ الصَّدَقَةِ، وَكِتْمَانُ الْمُصِيبَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَقَوْلُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ »
. قَالَ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ: لَمْ نَكْتُبْهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلا عَنْ هَذَا الشَّيْخِ.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ محمد ابن بنت كعب البزاز في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
حدث عَنْ حميد بْن الربيع، والحسن بْن عرفة، وعلي بن حرب. وإبراهيم بن محمد العتيق . والهيثم بن سهل، وعلي بن الحسن الأنصاري. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس، ومحمد بن إسحاق القطيعيّ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة صالحا دينا.
أنبأنا أبو بكر البرقاني حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ محمّد الأزديّ ابن بنت كعب حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الأَنْصَارِيُّ- مِنْ وَلَدِ أبي أيّوب. حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سعيد عن أبي إسحاق عن الحارث بن عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «أَرْبَعَةٌ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ: إِخْفَاءُ الصَّدَقَةِ، وَكِتْمَانُ الْمُصِيبَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَقَوْلُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ »
. قَالَ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ: لَمْ نَكْتُبْهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلا عَنْ هَذَا الشَّيْخِ.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ محمد ابن بنت كعب البزاز في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
محمد بن وهب بن الجراح، المعروف بابن أبي تراس :
حدث عن محمد بن بشير الدعاء. والحسن بن حماد سجادة. وعلي بن مسلم الطوسي. روى عنه القاضي أبو الحسين عيسى بن حامد المعروف بابن القنبيطي.
حدّثنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الفقيه حدّثنا عيسى بن حامد بن بشر
الرخجي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْمَعْرُوفُ بابن أبي ترأس سنة إحدى وثلاثمائة حدّثنا الحسن بن حمّاد- سجادة الحضرمي- حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَفَّافُ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قُتِلَ قتَيِلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُدْرَى مَنْ قَتَلَهُ. فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: «يقتل قتيل وأنا فيكم؟ فو الذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَهْل السَّمَوَاتِ وَأَهْلَ الأَرْضِ اجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ أَخَذَهُمُ اللَّهُ، إِلا أَنْ يَشَاءَ ذَلِكَ»
. ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الورد
حدث عن محمد بن بشير الدعاء. والحسن بن حماد سجادة. وعلي بن مسلم الطوسي. روى عنه القاضي أبو الحسين عيسى بن حامد المعروف بابن القنبيطي.
حدّثنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الفقيه حدّثنا عيسى بن حامد بن بشر
الرخجي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْمَعْرُوفُ بابن أبي ترأس سنة إحدى وثلاثمائة حدّثنا الحسن بن حمّاد- سجادة الحضرمي- حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَفَّافُ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قُتِلَ قتَيِلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُدْرَى مَنْ قَتَلَهُ. فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: «يقتل قتيل وأنا فيكم؟ فو الذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَهْل السَّمَوَاتِ وَأَهْلَ الأَرْضِ اجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ أَخَذَهُمُ اللَّهُ، إِلا أَنْ يَشَاءَ ذَلِكَ»
. ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الورد
محمد بن الجراح الطرسوسي
قال المروذي: وعرضت عليه حديثًا رووه عن محمد بن الجراح، عن شعبة، عن سفيان الثوري، عن علي، مرفوعًا: "من صلى كذا فله كذا، ومن قرأ كذا فله كذا".
فقال: هذا باطل، موضوع، قد رأيت ابن الجراح، فرأيت عنده أحاديث وضعت له، لم يكن يدري ما الحديث.
"العلل" رواية المروذي وغيره (271).
قال المروذي: وعرضت عليه حديثًا رووه عن محمد بن الجراح، عن شعبة، عن سفيان الثوري، عن علي، مرفوعًا: "من صلى كذا فله كذا، ومن قرأ كذا فله كذا".
فقال: هذا باطل، موضوع، قد رأيت ابن الجراح، فرأيت عنده أحاديث وضعت له، لم يكن يدري ما الحديث.
"العلل" رواية المروذي وغيره (271).
محمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح
ويقال: ابن الجراح المصيصي المقرئ حدث عن محمد بن الوزير الدمشقي، بسنده إلى أبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن نكاح اليمين.
ويقال: ابن الجراح المصيصي المقرئ حدث عن محمد بن الوزير الدمشقي، بسنده إلى أبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن نكاح اليمين.
مُحَمَّد بن عَمْرو بن الْجراح الغزى أَبُو عبد الله يروي عَن مَالك بن أنس حَدَّثنا عَنهُ مُحَمَّد بن الْحسن بن قُتَيْبَة اللَّخْمِيّ بعسقلان
مُحَمَّد بن أَحْمد الْجراح الْجوزجَاني أَبُو عبد الرَّحْمَن يروي عَن الْعِرَاقِيّين وَكَانَ صديقا لِابْنِ حَنْبَل رَحل إِلَى عَليّ بن حَرْب فجالسه أهل مرو وَأهل مرو عِنْدهم عَنهُ حكايات وَكَانَ صَاحب سنة وَفضل وَخير وَكَانَ أَبوهُ ينتحل مَذْهَب أبي حنيفَة
مُحَمَّد بن الْجراح الطوسي قَالَ الرَّازِيّ مَجْهُول
محمد بن بشار بن عثمان بن كيسان، أبو بكر البصري، يعرف ببندار :
سمع مُحَمَّد بن جعفر غندرًا، ومُحَمَّد بن أبي عدي، وعبد الوهاب الثقفي، ووكيع بن الجراح، وعباد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، وروح بن عبادة. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّهِ بْن محمد بن ياسين، وقاسم بْن زكريا المطرز، وَعَبْد اللَّهِ بْن محمد البغوي، ومحمد بن إسماعيل البصلاني، وأبو بكر بن أَبِي داود، ويحيى بن مُحَمَّدِ بن صاعد، وَغيرهم. وَقدم بَغْدَاد وَحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قال أنبأنا الحسين بن عليّ التّميميّ قال أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ نبأنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ أَبُو بَكْرٍ بِبَغْدَادَ منذ ستين سنة قال نبأنا عبد الرّحمن بن مهديّ قال نبأنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمْ يُقَصَّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلا أَبِي بَكْرٍ، وَلا عُمَرَ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ أحدّثوه بعد قتل عثمان.
أَخْبَرَنَا طاهر بْن عَبْد العزيز بْن عيسى الدّعّا قال أنبأنا إسحاق بن سعد بن الحسن ابن سُفْيَان النَّسوي قَالَ سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة يَقُول سمعتُ بُندارا يَقُولُ: اختلفت إِلَى يَحْيَى بْن سَعِيد القطان- ذكر أكثر من عشرين سنة- قال بندارا: ولو عاش يحيى بعد تلك المدة لكنت أسمع منه شيئا كثيرا. هذا معنى حكايته .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الكاتب قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ السرخسي قال نبأنا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي السلمي قال سمعت بندارا يقول: أردت الخروج- يعني السفر- في طلب الحديث فمنعتنى أمي، فأطعتها ولم أخرج فبورك لي فيه .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن فضالة النِّيسَابُورِيّ الْحَافِظ بالري قَالَ سمعت أبا أَحْمَد يوسف بن مُحَمَّد الطوسي يَقُولُ سمعت مُحَمَّد بْن المسيب يَقُولُ سمعتُ مُحَمَّد بْن بشار يقول: قد كتب عنى خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرّطب، وحدّثتهم .
أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن صالح الهاشمي الكوفي بالبصرة قال نبأنا خلف بن محمّد الخيام ببخارى قال نبأنا نصر بن أحمد قَالَ: مر الشاذكوني يوما بالبصرة على حمار، فمر على بندار فقام إليه وَقَالَ: سلام الله عليك يا أبا أيوب.
فقال الشاذكوني لبندار: من أنت؟ قَالَ: أنا بندار، قَالَ فقنعه بالسوط- يعني وَقَالَ يا كذا وكذا- أتحدث وأنا حي؟
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن محمد بن يحيى المزكي قَالَ أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ سمعت أبا سيار يقول سمعت بندارا يقول: ولدت في السنة التي مات فيها حماد بن سلمة، ومات حماد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ أنبأنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سليمان
ابن الأشعث يقول: كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف حديث، وكتبت عن أبي موسى شيئا وهو أثبت من بندار. ثم قَالَ: لولا سلامة في بندار ترك حديثه .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ البزّار قال أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بندار بن بشار يكنى أبا بكر كثير الحديث وكان حائكا.
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري قَالَ: نبأنا محمّد بن العبّاس قال نبأنا أبو بكر الصولي قال نبأنا إسحاق بن إبراهيم القزاز قَالَ: كنا عند بندار فقال في حديث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له رجل يسخر منه: أعيذك بالله ما أفصحك!! فقال: كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبي عبيدة. فقال قد بان ذاك عليك .
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا عبد الله ابن محمد بن سيار الفرهياني قَالَ سمعت أبا حفص عمرو بْن علي حلف أن بندارا يكذب فيما يروى عن يحيى. وَقَالَ الفرهياني: سمعت أبا موسى- وكان صنف حديث داود بن أبي هند ولم يكن بندار صنفة- فسمعت أبا موسى يقول: منا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه- يعني به بندارا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، وَعلي بْن مُحَمَّد السّمسار قالا أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال: أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ بُنْدَارٌ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ أَبِي بكر ابن عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً »
. فَقَالَ: هَذَا كَذِبٌ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ مَوْقُوفًا، وَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي فيما أذن أن نرويه عنه قال نا أبو الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيِّ الْحَافِظِ قَالَ نا محمّد بن جعفر المطيري قال نا عبد الله بن الدورقي قَالَ: كنا عند يحيى بن معين وجرى ذكر بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه. قَالَ ابن الدورقي: ورأيت القواريري لا يرضاه وَقَالَ: كان صاحب
حمام. قَالَ الأزدي: بندار قد كتب الناس عنه وقبلوه، وليس قول يحيى والقواريري مما يجرحه، وما رأيت أحدا يذكره إلا بخير وصدق .
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قَالَ سمعتُ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن سيار الفرهياني يقول: أبو موسى وبندار ثقتان، وأبو موسى أحج لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه، وبندار يقرأ من كل كتاب .
قال الشيخ أبو بكر: بندار وإن كان يقرأ من كل كتاب فإنه كان يحفظ حديثه.
وقد أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ أبا أحمد بن محمّد الحسين الشّيباني يقول سمعت أبا بكر بن إسحاق يقول سمعت بندارا يقول: ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما خرجت.
أخبرنا البرقانيّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَر البوشنجي قال نبأنا محمّد ابن إسحاق بن خزيمة قال: نبأنا الإمام محمد بن بشار بندار .
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال نبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا صالح بن أَحْمَد بن عبد اللَّه أبو مسلم قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بندار بن بشار بصري ثقة كثير الحديث .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عَنْ أَبِيهِ. ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال نبأنا عبد الكريم بن أحمد النسائي قَالَ أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن بشار بندار بصري. قَالَ ابن رشيق صالح.
وَقَالَ الخصيب ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عمرو بن زيد الجرجاني قَالَ سمعت محمد بن المسيب: يقول لما مات بندار جاء رجل إلى أبي موسى فقال: يا أبا موسى، البشرى مات بندار. قَالَ: جئت تبشرني بموته؟ عليّ
ثلاثون حجة إن حدثت أبدا بحديث. فبقي أبو موسى بعد بندار تسعين يوما ولم يحدث بحديث ومات .
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس قَالَ قَالَ لنا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن محمد الكندي: مات بندار محمد بن بشّار في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين .
سمع مُحَمَّد بن جعفر غندرًا، ومُحَمَّد بن أبي عدي، وعبد الوهاب الثقفي، ووكيع بن الجراح، وعباد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، وروح بن عبادة. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّهِ بْن محمد بن ياسين، وقاسم بْن زكريا المطرز، وَعَبْد اللَّهِ بْن محمد البغوي، ومحمد بن إسماعيل البصلاني، وأبو بكر بن أَبِي داود، ويحيى بن مُحَمَّدِ بن صاعد، وَغيرهم. وَقدم بَغْدَاد وَحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قال أنبأنا الحسين بن عليّ التّميميّ قال أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ نبأنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ أَبُو بَكْرٍ بِبَغْدَادَ منذ ستين سنة قال نبأنا عبد الرّحمن بن مهديّ قال نبأنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمْ يُقَصَّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلا أَبِي بَكْرٍ، وَلا عُمَرَ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ أحدّثوه بعد قتل عثمان.
أَخْبَرَنَا طاهر بْن عَبْد العزيز بْن عيسى الدّعّا قال أنبأنا إسحاق بن سعد بن الحسن ابن سُفْيَان النَّسوي قَالَ سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة يَقُول سمعتُ بُندارا يَقُولُ: اختلفت إِلَى يَحْيَى بْن سَعِيد القطان- ذكر أكثر من عشرين سنة- قال بندارا: ولو عاش يحيى بعد تلك المدة لكنت أسمع منه شيئا كثيرا. هذا معنى حكايته .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الكاتب قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ السرخسي قال نبأنا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي السلمي قال سمعت بندارا يقول: أردت الخروج- يعني السفر- في طلب الحديث فمنعتنى أمي، فأطعتها ولم أخرج فبورك لي فيه .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن فضالة النِّيسَابُورِيّ الْحَافِظ بالري قَالَ سمعت أبا أَحْمَد يوسف بن مُحَمَّد الطوسي يَقُولُ سمعت مُحَمَّد بْن المسيب يَقُولُ سمعتُ مُحَمَّد بْن بشار يقول: قد كتب عنى خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرّطب، وحدّثتهم .
أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن صالح الهاشمي الكوفي بالبصرة قال نبأنا خلف بن محمّد الخيام ببخارى قال نبأنا نصر بن أحمد قَالَ: مر الشاذكوني يوما بالبصرة على حمار، فمر على بندار فقام إليه وَقَالَ: سلام الله عليك يا أبا أيوب.
فقال الشاذكوني لبندار: من أنت؟ قَالَ: أنا بندار، قَالَ فقنعه بالسوط- يعني وَقَالَ يا كذا وكذا- أتحدث وأنا حي؟
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن محمد بن يحيى المزكي قَالَ أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ سمعت أبا سيار يقول سمعت بندارا يقول: ولدت في السنة التي مات فيها حماد بن سلمة، ومات حماد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ أنبأنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سليمان
ابن الأشعث يقول: كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف حديث، وكتبت عن أبي موسى شيئا وهو أثبت من بندار. ثم قَالَ: لولا سلامة في بندار ترك حديثه .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ البزّار قال أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بندار بن بشار يكنى أبا بكر كثير الحديث وكان حائكا.
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري قَالَ: نبأنا محمّد بن العبّاس قال نبأنا أبو بكر الصولي قال نبأنا إسحاق بن إبراهيم القزاز قَالَ: كنا عند بندار فقال في حديث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له رجل يسخر منه: أعيذك بالله ما أفصحك!! فقال: كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبي عبيدة. فقال قد بان ذاك عليك .
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا عبد الله ابن محمد بن سيار الفرهياني قَالَ سمعت أبا حفص عمرو بْن علي حلف أن بندارا يكذب فيما يروى عن يحيى. وَقَالَ الفرهياني: سمعت أبا موسى- وكان صنف حديث داود بن أبي هند ولم يكن بندار صنفة- فسمعت أبا موسى يقول: منا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه- يعني به بندارا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، وَعلي بْن مُحَمَّد السّمسار قالا أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال: أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ بُنْدَارٌ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ أَبِي بكر ابن عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً »
. فَقَالَ: هَذَا كَذِبٌ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ مَوْقُوفًا، وَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي فيما أذن أن نرويه عنه قال نا أبو الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيِّ الْحَافِظِ قَالَ نا محمّد بن جعفر المطيري قال نا عبد الله بن الدورقي قَالَ: كنا عند يحيى بن معين وجرى ذكر بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه. قَالَ ابن الدورقي: ورأيت القواريري لا يرضاه وَقَالَ: كان صاحب
حمام. قَالَ الأزدي: بندار قد كتب الناس عنه وقبلوه، وليس قول يحيى والقواريري مما يجرحه، وما رأيت أحدا يذكره إلا بخير وصدق .
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قَالَ سمعتُ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن سيار الفرهياني يقول: أبو موسى وبندار ثقتان، وأبو موسى أحج لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه، وبندار يقرأ من كل كتاب .
قال الشيخ أبو بكر: بندار وإن كان يقرأ من كل كتاب فإنه كان يحفظ حديثه.
وقد أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ أبا أحمد بن محمّد الحسين الشّيباني يقول سمعت أبا بكر بن إسحاق يقول سمعت بندارا يقول: ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما خرجت.
أخبرنا البرقانيّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَر البوشنجي قال نبأنا محمّد ابن إسحاق بن خزيمة قال: نبأنا الإمام محمد بن بشار بندار .
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال نبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا صالح بن أَحْمَد بن عبد اللَّه أبو مسلم قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بندار بن بشار بصري ثقة كثير الحديث .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عَنْ أَبِيهِ. ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال نبأنا عبد الكريم بن أحمد النسائي قَالَ أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن بشار بندار بصري. قَالَ ابن رشيق صالح.
وَقَالَ الخصيب ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عمرو بن زيد الجرجاني قَالَ سمعت محمد بن المسيب: يقول لما مات بندار جاء رجل إلى أبي موسى فقال: يا أبا موسى، البشرى مات بندار. قَالَ: جئت تبشرني بموته؟ عليّ
ثلاثون حجة إن حدثت أبدا بحديث. فبقي أبو موسى بعد بندار تسعين يوما ولم يحدث بحديث ومات .
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس قَالَ قَالَ لنا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن محمد الكندي: مات بندار محمد بن بشّار في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين .