Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151768#d7a663
عبد الله بن هاشم بن عتبة
ابن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري الكوفي أقدمه معاوية لشيء بلغه عنه.
حدث أبو الهيثم الحميري قال: إني لعند معاوية ذات يوم، وكتب إلى زياد بن أبي سفيانأن اطلب لي عبد الله بن هاشم المرقال في منزل سارة مولاة بني هاشم، فإن ظفرت به فاشدد يده إلى عنقه، وألبسه مدرعة من صوف، واحمله على قتب، ووجه به إلي، فلما قرأ زياد الكتاب طلب الرجل فأصابه، فوجه به إليه على حال ما وصف له معاوية فلم يصل إلى معاوية حتى لوحته الشمس، وغيرت لونه. فلما دخل عليه، وعنده عمرو بن العاص، فقال له معاوية: يا عمرو اتعرف الرجل الماثل بين يديك؟ فنظر إليه عمرو بن العاص طويلاً، وقال: لا يا أمير المؤمنين، قال: هذا ابن الذي يقول: الرجز
إني شريت النفس لما اعتلا ... واكثر الوين ولم يقلا
أعور يبغي أهله محلا ... قد عالج الحياة حتى ملا
لا بد أن يفل أو يفلا ... أتلهم بذي الكعوب تلا
لا خير منا في كريمٍ ولى
قال: عرفت يا أمير المؤمنين: الضب المضب، فأشخب أوداجه على أثباجه، فإنه إن أفلت من حبالك بعد أن رمت، ومن قرانك بعد أن حزمت، ليحملن عليكجيشاً تحيا فيه أصائله ويكثر فيه صهيله ودواغله، فإن العصا من العصية، ولا تلد الحية إلا حية، وإنما مثله يا أمير المؤمنين كما قال الشاعر: الوافر
أمامة قد حللت بلاد قومٍ ... هم الأعداء والأكباد سود
هم إن يأخذوني يقتلوني ... ومن أثقف فليس له خلود
قال: فقال عبد الله بن هاشم: فأين كنت عن ذلك يا بن الأبتر يوم تلوذ بعاتق الدماث، وتطير مع الغداف، يوم كسرتك بصفين، وأنت كالأمة السوداء لا تمنع يد لامس، فقال معاوية: تلك أضغان صفين، وما ورثك أبوك. قال: فما فيك يا معاويةما تنتصر حتى تسلط علينا عبدكم، والله لئن شئت لأربدن وجهه، ولأخرسن لسانه، وليقومن وبين كتفيه عنابة يلين لها أخدعاه، فأمر به معاوية إلى الحبس، وخرج عمرو مغضباً وأنشأ يقول: الطويل.
أمرتك أمراً حازماً فعصيتني ... وكان من التوفيق قتل ابن هاشم
أليس أبوه يا بن هند الذي به ... رمانا علي يوم حز الغلاصم
يقتلنا حتى جرت من دمائنا ... بصفين أمثال البحار الخضارم
فهذا ابنه والمرء يشبه عيصه ... ولا شك أن تقرع به سن نادم
فبلغ ذلك عبد الله بن هاشم فكتب إلى معاوية من الحبس: الطويل
معاوي إن المرء عمراً أتت به ... ضغينة صدرٍ ودها غير سالم
يرى لك قتلي يا بن هند وإنما ... يرى ما يرى عمرو وملوك الأعاجكم
على أنهم لا يقتلون أسيرهم ... إذا كان منهم منعة للمسالم
وقد كان منا يوم صفين وقعة ... عليك جناها هاشم وابن هاشم
مضى من قضاء الله فيها الذي مضى ... وما قد مضى منها كأضغاث حالم
هي الوفعة العظمى التي تعرفونها ... وكل على ما فات ليس بنادم
فإن تعف عني تعف عن ذي قرابةٍ ... وإن تر قتلي تستحل محارمي
فقال معاوية:
أرى العفو عن عليا معد وسيلةً ... إلى الله في اليوم العبوس القماطر
فبعث إليه معاوية، فأخرجه من السجن، فحلف أن لا يخرج عليه، فأحسن جائزته وخلى سبيله.
وكان هاشم بن عتبة صاحب راية علي بن أبي طالب، فقتل، فتناول الراية ابنه عبد الله بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال، فقاتل قتالاً شديداً.