Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133524#9b7ef1
صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل بْن هلال بن أسد، أبو الفضل الشيباني :
سمع أباه، وأبا الوليد الطيالسي، وإبراهيم بن الفضل الذّارع، وعليّ بن المديني.
روى عنه ابنه زهير، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن جعفر الخرائطي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد.
وَقَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبت عنه بأصبهان وهو صدوق ثقة.
قلت: وكان قد ولي قضاء أصبهان، وخرج إليها فمات بها.
أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء قَالَ: وجدت في كتاب عبد العزيز- صاحب الزجاج- قال أبو بكر بن أبي صالح العكبري: قدم صالح بن أحمد من طرسوس، وقد كان ولي القضاء بها، فكان يجلس ببغداد للفقه، فجاءت عجوز فقالت: من منكم صالح؟ فدخلت فوقفت به وقالت: صالح كيف أصبحت؟ فرفع رأسه إليها وقال: أيش هذا؟ فقالت له إني لأعرف أباك وهو يخرج ولا شيء على رأسه، ما رفعه بهذه- يعني الطويلة- إنما رفعه من فوق.
قال لي أبو يعلى: وذكر أبو بكر الخلال في كتاب «أدب القضاة» من الجامع قال:
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن العباس قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن علي قال: لما صار صالح إلى أصبهان- وكنت معه، أخرجني هو ودخل أصبهان- فبدأ بمسجد الجامع فدخله وصلى ركعتين، واجتمع الناس والشيوخ وجلس، وقرئ عهده الذي كتب له الخليفة، جعل يبكي بكاء شديدا حتى غلبه، فبكى الشيوخ الذين قربوا منه، فلما فرغ من قراءة العهد جعل المشايخ يدعون له، ويقولون له ما ببلدنا أحد إلا وهو يحب أبا عبد الله ويميل إليك، فقال لهم: تدرون ما الذي أبكاني؟ ذكرت أبي أن يراني في مثل هذا الحال- وكان عليه السواد- قال: كان أبي يبعث خلفي إذا جاءه رجل زاهد، أو رجل متقشف لأنظر إليه يحب أن أكون مثله، أفتراني مثله! ولكن الله يعلم ما دخلت في هذا الأمر إلا لدين قد غلبني، وكثرة عيال أحمد الله. وكان صالح غير مرة إذا انصرف من مجلس الحكم يترك سواده ويقول لي: تراني أموت وأنا على هذا.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: أنشد أبو
القاسم التوزي أبي- وأنا أسمع- للعباس الخياط في صالح بن أحمد بن حنبل:
جاد بدينارين لي صالح ... أصلحه الله وأخزاهما
فواحد تحمله ذرة ... ويلعب الريح بأقواهما
بل لو وزنا لك ظليهما ... ثم عمدنا فوزناهما
لكان- لا كانا ولا أفلحا ... عليهما يرجح ظلاهما
قلت: قد اعتدى هذا القائل في قوله وما ذكر به صالحا، لأنه كان من السماحة على خلاف ما ذكره.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر الخلال قال: كان صالح بن أحمد بن حنبل سخيا جدا. أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الفقيه- بالمصيصة- قال: كان صالح قد افتصد، فدعا إخوانه، قال: وأنفق في ذلك اليوم نحوا من عشرين دينارا في طيب وغيره، وأحسب قال: كان في الدعوة ابن أبي مريم وذكر عدة، قال: فإذا أبو عبد الله قد دق الباب، قال: فقال له ابن أبي مريم: أسبل علينا الستر لا نفتضح، ولا يشم أبو عبد الله رائحة الطيب. قال: فدخل أبو عبد الله فقعد في الدار وسأله عن أحواله وقال له: خذ هذين الدرهمين فأنفقهما اليوم وقام فخرج، فقال ابن أبي مريم لصالح: فعل الله بك وفعل لم أردت أن تأخذ الدرهمين منه؟! سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: صالح بن أحمد بن حنبل قدم أصبهان قاضيا عليها، وتوفي بها سنة خمس وستين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وكان صالح بن أحمد بن حنبل قد ولي القضاء بأصبهان، فخرج من هاهنا فمات بها، وذلك في شهر رمضان سنة ست وستين، وله حينئذ ثلاث وستون سنة كان مولده في سنة ثلاث ومائتين.