مطرف بْن عَبْد اللَّه (بن مطرف - 2) بن سليمان ابن يسار أَبُو مصعب الْمَدَنِيّ مولى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ مالك بْن أنس، مات سنة عشرين ومائتين.
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سُلَيْمَان بن يسَار أَبُو مُصعب الْأَصَم الْمَدِينِيّ مولَى مَيْمُونَة بنت الْحَارِث الْهِلَالِيَّة زوج النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ صَاحب مَالك سمع عبد الرَّحْمَن بن أبي الموَالِي رَوَى عَنهُ البُخَارِيّ فِي (الصَّلَاة) و (الدَّعْوَات)
قَالَ البُخَارِيّ عَن هَارُون بن مُحَمَّد مَاتَ سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ البُخَارِيّ قَالَ مطرف ولد سنة 137 وَذكر أَبُو دَاوُد عَن ابْن سعد عَن عبيد مثل البُخَارِيّ عَن هَارُون
قَالَ البُخَارِيّ عَن هَارُون بن مُحَمَّد مَاتَ سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ البُخَارِيّ قَالَ مطرف ولد سنة 137 وَذكر أَبُو دَاوُد عَن ابْن سعد عَن عبيد مثل البُخَارِيّ عَن هَارُون
مطرف بن عبد اللَّه بن مطرف بن سليمان الهلالي، أبو مصعب المدني
قال أبو طالب: وسألت أبا عبد اللَّه عن مطرف؛ فقال: كانوا يقدمونه على أصحاب مالك.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 176
قال أبو طالب: وسألت أبا عبد اللَّه عن مطرف؛ فقال: كانوا يقدمونه على أصحاب مالك.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 176
مطرف بن عبد الله بن الشخير
- مطرف بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صعصعة. ويكنى أبا عبد الله. روى عن عثمان وعلي وأُبي وأبي ذر وأبيه. وكان ثقة له فضل وورع ورواية وعقل وأدب. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مهدي بن ميمون قال: حدثنا غيلان ابن جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: مَا أَرْمَلَةٌ جَالِسَةٌ عَلَى ذَيْلِهَا بِأَحْوَجَ إِلَى الْجَمَاعَةِ مِنِّي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: خَيْرُ الأُمُورِ أَوْسَاطُهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَبُكَيْرُ بْنُ أبي السُّمَيْطِ كِلاهُمَا قَالا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ. وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: إِنَّ الْفِتْنَةَ لا تَجِيءُ حِينَ تَجِيءُ لِتَهْدِيَ وَلَكِنْ لِتُقَارِعَ الْمُؤْمِنَ عَنْ نَفْسِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا كَانَتْ. يَعْنِي الْفِتْنَةَ. نَهَى عَنْهَا وَهَرَبَ. وَكَانَ الْحَسَنُ يَنْهَى عَنْهَا وَلا يَبْرَحُ. فَقَالَ مُطَرِّفٌ: مَا أُشَبِّهُ الْحَسَنَ إِلا رَجُلا يُحَذِّرُ النَّاسَ السَّيْلَ وَيَقُومُ بِسِيبِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ أَنَّ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَبِثْتُ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ تِسْعًا أَوْ سبعا ما أخبرت فِيهَا بِخَبَرٍ وَلا اسْتَخْبَرْتُ فِيهَا عَنْ خَبَرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أبي الْعَلاءِ: مَا كَانَ مُطَرِّفٌ يَصْنَعُ إِذَا هاجَ فِي النَّاسِ هَيْجٌ؟ قَالَ: كَانَ يَلْزَمُ قَعْرَ بَيْتِهِ وَلا يَقْرَبُ لَهُمْ جُمُعَةً وَلا جَمَاعَةً حَتَّى تَنْجَلِيَ لَهُمْ عَمَّا انْجَلَتْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لأَنْ آخُذَ بِالثِّقَةِ فِي الْعُقُودِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْتَمِسَ. أَوْ قَالَ أَطْلُبَ فَضْلَ الْجِهَادِ بِالتَّغْرِيرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ قَالَ: أَتَى مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ زَمَانَ ابْنِ الأَشْعَثِ نَاسٌ يَدَعُونَهُ إِلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ. فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ هَذَا الذي تدعوني إِلَيْهِ. هَلْ يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَكُونَ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: فَإِنِّي لا أُخَاطِرُ بَيْنَ هَلَكَةٍ أَقَعُ فِيهَا وَبَيْنَ فَضْلٍ أُصِيبُهُ. قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ قَالَ: أَتَى مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرُورِيَّةُ يَدَعُونَهُ إِلَى رَأْيِهِمْ. قَالَ: فَقَالَ: يَا هَؤُلاءِ إِنَّهُ لَوْ كَانَتْ لِي نَفْسَانِ تَابَعْتُكُمْ بِإِحْدَاهُمَا وَأَمْسَكْتُ الأُخْرَى فَإِنْ كَانَ الَّذِي تَقُولُونَ هُدًى اتَّبَعْتُهَا بِالأُخْرَى وَإِنْ كَانَتْ ضَلالَةٍ هَلَكَتْ نَفْسٌ وَبَقِيَتْ لِي نَفْسٌ وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ وَاحِدَةٌ وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُغَرِّرَ بِهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَلا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ فِي الْجَمَاعَةِ إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْجَمَاعَةَ. قَالَ: قُلْتُ: لأَنَا أَحْرَصُ عَلَى الْجَمَاعَةِ مِنَ الأَرْمَلَةِ لأَنِّي إِذَا كَانَتِ الْجَمَاعَةُ عَرَفْتُ وَجْهِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَا أُوتِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ عَقْلٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: عُقُولُ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ زَمَانِهِمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلانَ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: كَأَنَّ الْقُلُوبَ لَيْسَ مَعَنَا وَكَأَنَّ الْحَدِيثَ يُعْنَى بِهِ غَيْرُنَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ: لَوْ حَمِدَتْ نَفْسِي لَقَلِيَتِ النَّاسَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: دَخَلَ مُطَرِّفٌ عَلَى زِيَادٍ. أَوْ قَالَ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ أبي عَوَانَةَ يَشُكُّ. يَعْنِي فَاسْتَبْطَأَهُ. فَقَالَ: مَا رَفَعْتُ جَنْبِي مُنْذُ فَارَقْتُ الأَمِيرَ إِلا مَا رَفَعَنِي اللَّهُ. قَالَ: وَكَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ: إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَبْدُو فَإِذَا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ جَاءَ لِيَشْهَدَ الْجُمُعَةَ. فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ ذَاتَ لَيْلَةٍ. فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ سَطَعَ مِنْ رَأْسِ سَوْطِهِ نُورٌ لَهُ شُعْبَتَانِ. فَقَالَ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ خَلْفَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَتَرَانِي لو أصبحت فحدثت الناس بهذا كانوا يصدقوني؟ قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَهَبَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ غَيْلانَ أَنَّ مُطَرِّفًا كَانَ يَجْمَعُ مِنَ الرَّحِيلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ غَيْلانَ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ يَتَنَحَّى. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مهدي بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَلْبَسُ الْبَرَانِسَ وَالْمَطَارِفُ وَيَرْكَبُ الْخَيْلَ وَيَغْشَى السُّلْطَانَ. وَلَكِنَّكَ كُنْتَ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ عَيْنٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَتْنَا صَافِيَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلاةُ مُطَرِّفٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَلَى مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بُرْدًا قَطَرِيًّا وَرَأَيْتُهُ يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ وَرَأَيْتُهُ تَوَضَّأَ فِي تَوْرٍ صُفْرٍ قَدْرَ الْمَكُّوكِ أَوْ زِيَادَةَ قَلِيلٍ. وَكَانَ يُجَمِّعُ مِنَ الرَّحِيلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لا تُطْعِمْ طَعَامَكَ مَنْ لا يَشْتَهِيهِ. قَالَ مَهْدِيُّ: كَأَنَّهُ يَعْنِي الْحَدِيثَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو طَلْحَةَ الأُسَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةُ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ مُطَرِّفًا تَزَوَّجَهَا عَلَى ثَلاثِينَ أَلْفًا وَبَغْلَةٍ وَقَطِيفَةٍ وَقَيْنَةٍ وَرَحَّالَةٍ. قَالَ بِشْرٌ: فَقُلْتُ لَهَا: مَا قَيْنَةٌ؟ قَالَتْ: مَاشِطَةٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: زَعَمَ غَيْلانُ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ تَزَوَّج امْرَأَةً كَانَ يُسَمِّيهَا عَلَى عِشْرِينَ أَلْفَ وَافٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا حُكَيْمَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ مَوْلاةُ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي دُرَّةُ مَوْلاةُ مُطَرِّفٍ أَنَّ مُطَرِّفًا كَانَ يُجَمِّعُ مِنَ الرَّحِيلِ. قَالَ: فَأَخَذَهُ الْيُسْرُ. وَالْيُسْرُ احْتِبَاسُ الْبَوْلِ. فَقَالَ: ادْعُوا ابْنِي. فَدَعَوْهُ لَهُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ آيَةَ الْوَصِيَّةِ ثُمَّ قَالَ: «الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ» البقرة: . قَالَ: فَذَهَبَ ابْنُهُ فَجَاءَهُ بِطَبِيبٍ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَا هَذَا؟ قَالَ: طَبِيبٌ. فَقَالَ لَهُ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَنْ تَحْمِلَنِي عَلَى رُقْيَةٍ أَوْ تُعَلِّقَ عَلَيَّ خَرَزَةً؟ قَالَتْ: وَقَالَ لِبَنِيهِ اذْهَبُوا فَاحْفِرُوا لِي قَبْرِي. فَذَهَبُوا فَحَفَرُوا لَهُ. ثُمَّ قَالَ: اذْهَبُوا بِي إِلَى قَبْرِي. فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ. فَدَعَا فِيهِ ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى أَهْلِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أبي التَّيَّاحِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ أَخَاهَ أَوْصَاهُ أَنْ لا يُؤَذِّنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَدًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنُ عُقْبَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُطَرِّفًا يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ. قَالُوا: وَمَاتَ مُطَرِّفٌ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الْعِرَاقَ بَعْدَ الطَّاعُونِ الْجَارِفِ. وَكَانَ الطَّاعُونُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أهل الْبَصْرَةِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَرَجُلٍ آخَرَ قَدْ سَمَّاهُ أَنَّهُمَا دَخَلا على مطرف بن عبد الله ابن الشِّخِّيرِ وَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ. قَالَ: فَسَطَعَتْ مِنْهُ ثَلاثَةُ أَنْوَارٍ. نُورٌ مِنْ رَأْسِهِ. وَنُورٌ مِنْ وَسَطِهِ. وَنُورٌ مِنْ رِجْلَيْهِ. قَالَ: فَهَالَنَا ذَلِكَ. فَأَفَاقَ فَقُلْنَا: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: صُلْحٌ. قُلْنَا: لَقَدْ رَأَيْنَا شَيْئًا هَالَنَا. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْنَا: أَنْوَارٌ سَطَعَتْ منك. قال: وَقَدْ رَأَيْتُمْ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: تِلْكَ الم السَّجْدَةُ. وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ آيَةً. تَسْطَعُ أَوَّلُهَا مِنْ رَأْسِي. وَأَوْسَطُهَا مِنْ وَسَطِي. وَآخِرُهَا مِنْ قَدَمَيَّ. وَقَدْ صَعِدَتْ لِتَشْفَعَ لِي وَهَذِهِ تَبَارَكَ تَحْرُسُنِي.
- مطرف بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صعصعة. ويكنى أبا عبد الله. روى عن عثمان وعلي وأُبي وأبي ذر وأبيه. وكان ثقة له فضل وورع ورواية وعقل وأدب. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مهدي بن ميمون قال: حدثنا غيلان ابن جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: مَا أَرْمَلَةٌ جَالِسَةٌ عَلَى ذَيْلِهَا بِأَحْوَجَ إِلَى الْجَمَاعَةِ مِنِّي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: خَيْرُ الأُمُورِ أَوْسَاطُهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَبُكَيْرُ بْنُ أبي السُّمَيْطِ كِلاهُمَا قَالا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ. وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: إِنَّ الْفِتْنَةَ لا تَجِيءُ حِينَ تَجِيءُ لِتَهْدِيَ وَلَكِنْ لِتُقَارِعَ الْمُؤْمِنَ عَنْ نَفْسِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا كَانَتْ. يَعْنِي الْفِتْنَةَ. نَهَى عَنْهَا وَهَرَبَ. وَكَانَ الْحَسَنُ يَنْهَى عَنْهَا وَلا يَبْرَحُ. فَقَالَ مُطَرِّفٌ: مَا أُشَبِّهُ الْحَسَنَ إِلا رَجُلا يُحَذِّرُ النَّاسَ السَّيْلَ وَيَقُومُ بِسِيبِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ أَنَّ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَبِثْتُ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ تِسْعًا أَوْ سبعا ما أخبرت فِيهَا بِخَبَرٍ وَلا اسْتَخْبَرْتُ فِيهَا عَنْ خَبَرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أبي الْعَلاءِ: مَا كَانَ مُطَرِّفٌ يَصْنَعُ إِذَا هاجَ فِي النَّاسِ هَيْجٌ؟ قَالَ: كَانَ يَلْزَمُ قَعْرَ بَيْتِهِ وَلا يَقْرَبُ لَهُمْ جُمُعَةً وَلا جَمَاعَةً حَتَّى تَنْجَلِيَ لَهُمْ عَمَّا انْجَلَتْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لأَنْ آخُذَ بِالثِّقَةِ فِي الْعُقُودِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْتَمِسَ. أَوْ قَالَ أَطْلُبَ فَضْلَ الْجِهَادِ بِالتَّغْرِيرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ قَالَ: أَتَى مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ زَمَانَ ابْنِ الأَشْعَثِ نَاسٌ يَدَعُونَهُ إِلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ. فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ هَذَا الذي تدعوني إِلَيْهِ. هَلْ يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَكُونَ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: فَإِنِّي لا أُخَاطِرُ بَيْنَ هَلَكَةٍ أَقَعُ فِيهَا وَبَيْنَ فَضْلٍ أُصِيبُهُ. قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ قَالَ: أَتَى مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرُورِيَّةُ يَدَعُونَهُ إِلَى رَأْيِهِمْ. قَالَ: فَقَالَ: يَا هَؤُلاءِ إِنَّهُ لَوْ كَانَتْ لِي نَفْسَانِ تَابَعْتُكُمْ بِإِحْدَاهُمَا وَأَمْسَكْتُ الأُخْرَى فَإِنْ كَانَ الَّذِي تَقُولُونَ هُدًى اتَّبَعْتُهَا بِالأُخْرَى وَإِنْ كَانَتْ ضَلالَةٍ هَلَكَتْ نَفْسٌ وَبَقِيَتْ لِي نَفْسٌ وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ وَاحِدَةٌ وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُغَرِّرَ بِهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَلا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ فِي الْجَمَاعَةِ إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْجَمَاعَةَ. قَالَ: قُلْتُ: لأَنَا أَحْرَصُ عَلَى الْجَمَاعَةِ مِنَ الأَرْمَلَةِ لأَنِّي إِذَا كَانَتِ الْجَمَاعَةُ عَرَفْتُ وَجْهِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَا أُوتِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ عَقْلٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: عُقُولُ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ زَمَانِهِمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلانَ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: كَأَنَّ الْقُلُوبَ لَيْسَ مَعَنَا وَكَأَنَّ الْحَدِيثَ يُعْنَى بِهِ غَيْرُنَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ: لَوْ حَمِدَتْ نَفْسِي لَقَلِيَتِ النَّاسَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: دَخَلَ مُطَرِّفٌ عَلَى زِيَادٍ. أَوْ قَالَ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ أبي عَوَانَةَ يَشُكُّ. يَعْنِي فَاسْتَبْطَأَهُ. فَقَالَ: مَا رَفَعْتُ جَنْبِي مُنْذُ فَارَقْتُ الأَمِيرَ إِلا مَا رَفَعَنِي اللَّهُ. قَالَ: وَكَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ: إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَبْدُو فَإِذَا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ جَاءَ لِيَشْهَدَ الْجُمُعَةَ. فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ ذَاتَ لَيْلَةٍ. فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ سَطَعَ مِنْ رَأْسِ سَوْطِهِ نُورٌ لَهُ شُعْبَتَانِ. فَقَالَ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ خَلْفَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَتَرَانِي لو أصبحت فحدثت الناس بهذا كانوا يصدقوني؟ قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَهَبَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ غَيْلانَ أَنَّ مُطَرِّفًا كَانَ يَجْمَعُ مِنَ الرَّحِيلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ غَيْلانَ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ يَتَنَحَّى. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مهدي بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَلْبَسُ الْبَرَانِسَ وَالْمَطَارِفُ وَيَرْكَبُ الْخَيْلَ وَيَغْشَى السُّلْطَانَ. وَلَكِنَّكَ كُنْتَ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ عَيْنٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَتْنَا صَافِيَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلاةُ مُطَرِّفٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَلَى مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بُرْدًا قَطَرِيًّا وَرَأَيْتُهُ يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ وَرَأَيْتُهُ تَوَضَّأَ فِي تَوْرٍ صُفْرٍ قَدْرَ الْمَكُّوكِ أَوْ زِيَادَةَ قَلِيلٍ. وَكَانَ يُجَمِّعُ مِنَ الرَّحِيلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لا تُطْعِمْ طَعَامَكَ مَنْ لا يَشْتَهِيهِ. قَالَ مَهْدِيُّ: كَأَنَّهُ يَعْنِي الْحَدِيثَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو طَلْحَةَ الأُسَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةُ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ مُطَرِّفًا تَزَوَّجَهَا عَلَى ثَلاثِينَ أَلْفًا وَبَغْلَةٍ وَقَطِيفَةٍ وَقَيْنَةٍ وَرَحَّالَةٍ. قَالَ بِشْرٌ: فَقُلْتُ لَهَا: مَا قَيْنَةٌ؟ قَالَتْ: مَاشِطَةٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: زَعَمَ غَيْلانُ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ تَزَوَّج امْرَأَةً كَانَ يُسَمِّيهَا عَلَى عِشْرِينَ أَلْفَ وَافٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا حُكَيْمَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ مَوْلاةُ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي دُرَّةُ مَوْلاةُ مُطَرِّفٍ أَنَّ مُطَرِّفًا كَانَ يُجَمِّعُ مِنَ الرَّحِيلِ. قَالَ: فَأَخَذَهُ الْيُسْرُ. وَالْيُسْرُ احْتِبَاسُ الْبَوْلِ. فَقَالَ: ادْعُوا ابْنِي. فَدَعَوْهُ لَهُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ آيَةَ الْوَصِيَّةِ ثُمَّ قَالَ: «الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ» البقرة: . قَالَ: فَذَهَبَ ابْنُهُ فَجَاءَهُ بِطَبِيبٍ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَا هَذَا؟ قَالَ: طَبِيبٌ. فَقَالَ لَهُ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَنْ تَحْمِلَنِي عَلَى رُقْيَةٍ أَوْ تُعَلِّقَ عَلَيَّ خَرَزَةً؟ قَالَتْ: وَقَالَ لِبَنِيهِ اذْهَبُوا فَاحْفِرُوا لِي قَبْرِي. فَذَهَبُوا فَحَفَرُوا لَهُ. ثُمَّ قَالَ: اذْهَبُوا بِي إِلَى قَبْرِي. فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ. فَدَعَا فِيهِ ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى أَهْلِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أبي التَّيَّاحِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ أَخَاهَ أَوْصَاهُ أَنْ لا يُؤَذِّنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَدًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنُ عُقْبَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُطَرِّفًا يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ. قَالُوا: وَمَاتَ مُطَرِّفٌ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الْعِرَاقَ بَعْدَ الطَّاعُونِ الْجَارِفِ. وَكَانَ الطَّاعُونُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أهل الْبَصْرَةِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَرَجُلٍ آخَرَ قَدْ سَمَّاهُ أَنَّهُمَا دَخَلا على مطرف بن عبد الله ابن الشِّخِّيرِ وَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ. قَالَ: فَسَطَعَتْ مِنْهُ ثَلاثَةُ أَنْوَارٍ. نُورٌ مِنْ رَأْسِهِ. وَنُورٌ مِنْ وَسَطِهِ. وَنُورٌ مِنْ رِجْلَيْهِ. قَالَ: فَهَالَنَا ذَلِكَ. فَأَفَاقَ فَقُلْنَا: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: صُلْحٌ. قُلْنَا: لَقَدْ رَأَيْنَا شَيْئًا هَالَنَا. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْنَا: أَنْوَارٌ سَطَعَتْ منك. قال: وَقَدْ رَأَيْتُمْ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: تِلْكَ الم السَّجْدَةُ. وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ آيَةً. تَسْطَعُ أَوَّلُهَا مِنْ رَأْسِي. وَأَوْسَطُهَا مِنْ وَسَطِي. وَآخِرُهَا مِنْ قَدَمَيَّ. وَقَدْ صَعِدَتْ لِتَشْفَعَ لِي وَهَذِهِ تَبَارَكَ تَحْرُسُنِي.
مطرف بن عبد الله بن الشخير
ابن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش - وهو معاوية - ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو عبد الله الحرشي، البصري لأبيه صحبة، وقدم الشام ولقي بها أبا ذر.
روى عن أبيه، قال:
دخلت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسجد وهو قائم يصلي، ولصدره أزرير كأزرير المرجل، وعن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن أقل ساكني الجنة النساء ".
وعنه، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له أو لرجل: " هل صمت من سرر شعبان شيئاً؟ " قال: لا. قال: " فإنه إذا أفطرت فصم يومين ".
قال مطرف: أتيت الشام فإذا أنا برجل يصلي، يركع ويسجد ولا يفصل، فقلت: لو قعدت حتى أرشد هذا الشيخ؛ فقعدت، فلما قضى الصلاة قلت: يا عبد الله، أعلى شفع انصرفت أم على وتر؟ قال: قد كفيت ذاك. قلت: وما يكفيك؟ قال: الكرام الكاتبون، إني لأرجو أن لا أكون ركعت ركعة ولا سجدت سجدة إلا كتب الله لي بها حسنة، أو حط لي بها خطيئة، أو جمعهما لي جميعاً. قلت: ومن أنت يا عبد الله؟ قال: أبو ذر. قلت: ثكلت مطرفاً أمه، يعلم أبا ذر السنة! فأتيت منزل كعب، فقالوا لي: قد سأل كعب عنك؛ فلما لقيته ذكرت له أمر لأبي ذر وما قال لي، فقال مثل قوله.
وقال: كان يبلغني عن أبي ذر حديث، فكنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت له: يا أبا ذر، كان يبلغني عنك حديث، وكنت أشتهي لقاءك. قال: لله أبوك، فقد لقيتني. قال: قلت: حديث بلغني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثكم قال: " إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة ". قال: فلا إخالني أكذب على خليلي، فلا إخالني أكذب على خليلي، فلا إخالني أكذب على خليلي. قال: قلت: من هؤلاء الذين يحبهم الله؟ قال: رجل غزا في سبيل الله صابراً محتسباً مجاهداً، فلقي العدو فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل. ثم قرأ هذه الآية " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص ". قلت: ومن؟ قال: رجل له جار سوء، يؤذيه فيصبر على أذاه
حتى يكفيه الله إياه إما بحياة أو موت. قلت: ومن؟ قال: رجل سافر مع قوم فأدلجوا، حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى - وهو النعاس - فضربوا رؤوسهم، ثم قام فتطهر رهبة لله ورغبة فيما عنده.
قلت: فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: المختال الفخور، وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل " إن الله لا يحب كل مختال فخور ". قال: ومن؟ قال: البخيل المنان. قال: ومن؟ قال: التاجر الحلاف، أو البائع الحلاف.
قال محمد بن سعد: في الطبقة الثانية من أهل البصرة مطرف بن عبد الله بن الشخير، وكان ثقة، له فضل وورع، ورواية، وعقل وأدب.
قال أبو سليمان الداراني: لبس مطرف بن عبد الله الصوف، وجلس مع المساكين، فقيل له، فقال: إن أبي كان جباراً، فأحب أن أتواضع لربي لعله أن يخفف عن أبي تجبره.
قال مطرف: لقيت علياً فقال لي: يا أبا عبد الله، ما بطأ بك؟ أحب عثمان؟ ثم قال: لئن قلت ذلك لقد كان أوصلنا للرحم وأتقانا للرب عز وجل.
قال العجلي:
مطرف بن عبد الله بن الشخير، بصري، تابعي، ثقة؛ من خيار التابعين، رجل صالح وكان أبوه من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم ينج بالبصرة من فتنة ابن الأشعث إلا رجلان مطرف بن عبد الله، ومحمد بن سيرين؛ ولم ينج منها بالكوفة إلا رجلان خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي وإبراهيم النخعي.
قال مطرف: إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبر القرآن كله، فأعرض نفسي على أعمال أهل
الجنة فأرى أعمالهم شديدة، " كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون " " يبيتون لربهم سجداً وقياماً " " أم من هو قانت اناء الليل ساجداً وقائماً " فلا أرى صفتي فيهم، فأعرض نفسي على أعمال أهل النار " قالوا: ما سلككم في سقر؟ قالوا: لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين " فأرى القوم مكذبين، فلا أراني فيهم، فأمر بهذه الآية " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم " فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا إخوتا منهم.
وقال: يا إخوتي، اجتهدوا في العمل، فإن يكن الأمر كما نرجو من رحمة الله وعفوه كانت لنا درجات في الجنة، وإن يكن الأمر شديداً كما نخاف ونحاذر لم نقل: ربنا أرجعنا " نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل " نقول: قد عملنا فلم ينفعنا ذلك.
وقال: لقد كاد خوف النار يحول بيني وبين أن أسأل الله الجنة.
وقال: عجبت لهذا الإنسان كيف ينجو؟ وأول ركن منه ضعيف، وخلق من الطين، وجعل الخير والشر فتنة له، وجعل له نفس أمارة بالسوء، وجعل له عدو خلقه من نار ويراه من حيث لا يراه ولا له به قوام، فلو أن رجلاً طلب صيداً يرى الصيد ولا يراه، لأوشك أن يقع منه على غرة فيأخذه.
وقال: من صفا عمله صفا لسانه، ومن خلط خلط له.
وقال: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة، وخير دينكم الورع.
وقال: الإنسان بمنزلة الحجر إن جعل الله فيه خيراً كان فيه، وقرأ " ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ".
وقال: إن ها هنا قوماً يزعمون أنهم إن شاؤوا دخلوا الجنة وإن شاؤوا دخلوا النار، فأبعدهم الله إن هم دخلوا النار، ثم حلف مطرف بالله ثلاثة أيمان مجتهداً أن لا يدخل الجنة عبد أبداً إلا عبد شاء الله أن يدخله إياها عمداً.
وقال: لو كان الخير في يد أحد ما استطاع أن يفرغه في قلبه حتى يكون الله هو الذي يفرغه في قلبه.
وقال: أتى على الناس زمان وأفضلهم في أنفسهم المسارع، وأما اليوم فأفضلهم في أنفسهم المتأني.
وقال: ما يسرني أني كذبت كذبة واحدة وأن لي الدنيا وما فيها.
قال أبو عقيل بشير بن عقية: قلت ليزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء: ما كان مطرف يصنع إذا هاج في الناس هيج؟ قال: كان يلزم قعر بيته، ولا يقرب لهم جمعة ولا جماعة حتى ينجلي لهم عما انجلت.
عن الحرمازي، قال: بلغني أن الحجاج بعث إلى مطرف بن عبد الله أيام ابن الأشعث - وكان من اعتزل أو قاتل عند الحجاج سواء - فقال له: أشهد على نفسك بالكفر. فقال: إن من خلع الخلفاء، وشق العصا، وسفك الدماء، ونكث البيعة، وأخاف المسلمين لجدير بالكفر. فقال الحجاج: يا أهل الشام، إن المعتزلون هم الفائزون. وخلى سبيله.
قال مطرف: إن من أحب عباد الله إلى الله الصبار الشكور، الذي إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر.
وقال: الخير الذي لا شر فيه الشكر مع العافية، فكم من منعم عليه غير شاكر، وكم من مبتل غير صابر.
عن زهير البابي، قال: مات ابن لمطرف بن عبد الله بن الشخير، فخرج على الحي قد رجل لمته ولبس حلته، فقيل له: أنرضى منك بهذا وقد مات ابنك؟ فقال: أتأمروني أن استكين للمصيبة؟ فوالله لو أن الدنيا وما فيها لي وأخذها الله مني ووعدني عليها شربة ماء غداً ما رأيتها لتلك الشربة أهلاً، فكيف بالصلوات والهدى والرحمة؟ عن ثابت البناني، قال:
أتينا مطرف بن عبد الله في باديته، فإذا هو يلعب مع صبيان له، فلما رآنا قام إلينا ليستقبلنا، فلم يزل يحضر حتى جر إزاره. قال: فما ترك منا أحداً إلا قبله، ثم قال: بأبي أنتم، إذا كنت وحدي فإنما أنا صبي، فإذا رأيتموني ذكرتموني الآخرة. قال: ثم دخلنا بيتاً له يذكر فيه، قال: فقرأ علينا سورة من القرآن، وذكر ربه، وصلى على نبيه، ودعا بدعاء حسن تعجبنا من حسنه. قال: وقال لي: يا ثابت، أترى الله قد استجاب لنا؟ فقلت: ماشاء الله. فقال: وما يمنعه أن لا يستجيب؟ وقد اجتمعنا قوم لا بأس بنا، وقرأنا القرآن، وذكرناربنا، وصلينا على نبينا، ودعونا الله، فما يمنعه أن لا يستجيب لنا؟
قال مطرف - وذكر له أهل الدنيا -: لا تنظروا إلى خفض عيشهم ولين رياشهم، ولكن انظروا إلى سرعة ظعنهم وسوء منقلبهم.
عن يزيد، قال: كان مطرف يبدو، فإذا كان ليلة الجمعة جاء ليشهد الجمعة، فبينا هو يسير في وجه الصبح سطع من رأس سوطه نور له شعبتان، فقال لابنه عبد الله وهو خلفه: أتراني لو أصبحت فحدثت الناس هذا كانوا يصدقون؟ فلما أصبح ذهب.
عن مطرف، أنه كان بينه وبين رجل كلام، فكذب عليه، فقال مطرف: اللهم إن كان كاذباً فأمته. قال: فخر ميتاً مكانه. قال: فرفع ذلك إلى زياد، فقالوا: قتل الرجل. فقال: قتلت الرجل؟ قال: لا، ولكنها دعوة وافقت أجله.
عن غيلان بن جرير، قال: حبس الحجاج مورقاً. قال: فطلبنا فأعيانا، فلقيني مطرف فقال: ما فعلتم في صاحبكم؟ قلنا: ما صنعنا شيئاً، طلبنا فأعيانا. قال: تعال فلندع. فدعا مطرف وأمنا؛ فلما كان من العشي أذن الحجاج للناس فدخلوا، ودخل أبو مورق فيمن دخل، فلما رآه الحجاج قال لحرسي: اذهب مع هذا الشيخ إلى السجن فادفع إليه ابنه.
وكان مطرف يقول: اللهم إني أعوذ بك من ضر ينزل يضطرني إلى معصيتك، وأعوذ بك أن أكون عبرة للناس، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء من شأني يشنيني عندك، وأعوذ بك أن أقول شيئاً من الحق أريد به أحداً سواك، وأعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما أعطيتني مني.
وكان من دعائه: اللهم إني أستغفرك بما تبت إليك منه ثم عدت فيه، وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أف به، وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك فخالط قلبي فيه ما قد علمت.
وقال: إن هذا الموت أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا نعيماً لا موت فيه.
وقال لما حضره الموت: اللهم خر لي في الذي قضيته علي من أمر الدنيا والآخرة. قال: وأمرهم أن يحملوه إلى قبره فختم فيه القرآن قبل أن يموت.
عن محمد بن سعد، قال: قالوا: ومات مطرف في ولاية الحجاج بن يوسف العراق، بعد الطاعون الجارف، وكان الطاعون سنة سبع وثمانين، في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان.
وقال الخليفة: سنة ست وثمانين فيها مات مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي.
ابن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش - وهو معاوية - ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو عبد الله الحرشي، البصري لأبيه صحبة، وقدم الشام ولقي بها أبا ذر.
روى عن أبيه، قال:
دخلت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسجد وهو قائم يصلي، ولصدره أزرير كأزرير المرجل، وعن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن أقل ساكني الجنة النساء ".
وعنه، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له أو لرجل: " هل صمت من سرر شعبان شيئاً؟ " قال: لا. قال: " فإنه إذا أفطرت فصم يومين ".
قال مطرف: أتيت الشام فإذا أنا برجل يصلي، يركع ويسجد ولا يفصل، فقلت: لو قعدت حتى أرشد هذا الشيخ؛ فقعدت، فلما قضى الصلاة قلت: يا عبد الله، أعلى شفع انصرفت أم على وتر؟ قال: قد كفيت ذاك. قلت: وما يكفيك؟ قال: الكرام الكاتبون، إني لأرجو أن لا أكون ركعت ركعة ولا سجدت سجدة إلا كتب الله لي بها حسنة، أو حط لي بها خطيئة، أو جمعهما لي جميعاً. قلت: ومن أنت يا عبد الله؟ قال: أبو ذر. قلت: ثكلت مطرفاً أمه، يعلم أبا ذر السنة! فأتيت منزل كعب، فقالوا لي: قد سأل كعب عنك؛ فلما لقيته ذكرت له أمر لأبي ذر وما قال لي، فقال مثل قوله.
وقال: كان يبلغني عن أبي ذر حديث، فكنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت له: يا أبا ذر، كان يبلغني عنك حديث، وكنت أشتهي لقاءك. قال: لله أبوك، فقد لقيتني. قال: قلت: حديث بلغني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثكم قال: " إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة ". قال: فلا إخالني أكذب على خليلي، فلا إخالني أكذب على خليلي، فلا إخالني أكذب على خليلي. قال: قلت: من هؤلاء الذين يحبهم الله؟ قال: رجل غزا في سبيل الله صابراً محتسباً مجاهداً، فلقي العدو فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل. ثم قرأ هذه الآية " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص ". قلت: ومن؟ قال: رجل له جار سوء، يؤذيه فيصبر على أذاه
حتى يكفيه الله إياه إما بحياة أو موت. قلت: ومن؟ قال: رجل سافر مع قوم فأدلجوا، حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى - وهو النعاس - فضربوا رؤوسهم، ثم قام فتطهر رهبة لله ورغبة فيما عنده.
قلت: فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: المختال الفخور، وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل " إن الله لا يحب كل مختال فخور ". قال: ومن؟ قال: البخيل المنان. قال: ومن؟ قال: التاجر الحلاف، أو البائع الحلاف.
قال محمد بن سعد: في الطبقة الثانية من أهل البصرة مطرف بن عبد الله بن الشخير، وكان ثقة، له فضل وورع، ورواية، وعقل وأدب.
قال أبو سليمان الداراني: لبس مطرف بن عبد الله الصوف، وجلس مع المساكين، فقيل له، فقال: إن أبي كان جباراً، فأحب أن أتواضع لربي لعله أن يخفف عن أبي تجبره.
قال مطرف: لقيت علياً فقال لي: يا أبا عبد الله، ما بطأ بك؟ أحب عثمان؟ ثم قال: لئن قلت ذلك لقد كان أوصلنا للرحم وأتقانا للرب عز وجل.
قال العجلي:
مطرف بن عبد الله بن الشخير، بصري، تابعي، ثقة؛ من خيار التابعين، رجل صالح وكان أبوه من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم ينج بالبصرة من فتنة ابن الأشعث إلا رجلان مطرف بن عبد الله، ومحمد بن سيرين؛ ولم ينج منها بالكوفة إلا رجلان خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي وإبراهيم النخعي.
قال مطرف: إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبر القرآن كله، فأعرض نفسي على أعمال أهل
الجنة فأرى أعمالهم شديدة، " كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون " " يبيتون لربهم سجداً وقياماً " " أم من هو قانت اناء الليل ساجداً وقائماً " فلا أرى صفتي فيهم، فأعرض نفسي على أعمال أهل النار " قالوا: ما سلككم في سقر؟ قالوا: لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين " فأرى القوم مكذبين، فلا أراني فيهم، فأمر بهذه الآية " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم " فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا إخوتا منهم.
وقال: يا إخوتي، اجتهدوا في العمل، فإن يكن الأمر كما نرجو من رحمة الله وعفوه كانت لنا درجات في الجنة، وإن يكن الأمر شديداً كما نخاف ونحاذر لم نقل: ربنا أرجعنا " نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل " نقول: قد عملنا فلم ينفعنا ذلك.
وقال: لقد كاد خوف النار يحول بيني وبين أن أسأل الله الجنة.
وقال: عجبت لهذا الإنسان كيف ينجو؟ وأول ركن منه ضعيف، وخلق من الطين، وجعل الخير والشر فتنة له، وجعل له نفس أمارة بالسوء، وجعل له عدو خلقه من نار ويراه من حيث لا يراه ولا له به قوام، فلو أن رجلاً طلب صيداً يرى الصيد ولا يراه، لأوشك أن يقع منه على غرة فيأخذه.
وقال: من صفا عمله صفا لسانه، ومن خلط خلط له.
وقال: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة، وخير دينكم الورع.
وقال: الإنسان بمنزلة الحجر إن جعل الله فيه خيراً كان فيه، وقرأ " ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ".
وقال: إن ها هنا قوماً يزعمون أنهم إن شاؤوا دخلوا الجنة وإن شاؤوا دخلوا النار، فأبعدهم الله إن هم دخلوا النار، ثم حلف مطرف بالله ثلاثة أيمان مجتهداً أن لا يدخل الجنة عبد أبداً إلا عبد شاء الله أن يدخله إياها عمداً.
وقال: لو كان الخير في يد أحد ما استطاع أن يفرغه في قلبه حتى يكون الله هو الذي يفرغه في قلبه.
وقال: أتى على الناس زمان وأفضلهم في أنفسهم المسارع، وأما اليوم فأفضلهم في أنفسهم المتأني.
وقال: ما يسرني أني كذبت كذبة واحدة وأن لي الدنيا وما فيها.
قال أبو عقيل بشير بن عقية: قلت ليزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء: ما كان مطرف يصنع إذا هاج في الناس هيج؟ قال: كان يلزم قعر بيته، ولا يقرب لهم جمعة ولا جماعة حتى ينجلي لهم عما انجلت.
عن الحرمازي، قال: بلغني أن الحجاج بعث إلى مطرف بن عبد الله أيام ابن الأشعث - وكان من اعتزل أو قاتل عند الحجاج سواء - فقال له: أشهد على نفسك بالكفر. فقال: إن من خلع الخلفاء، وشق العصا، وسفك الدماء، ونكث البيعة، وأخاف المسلمين لجدير بالكفر. فقال الحجاج: يا أهل الشام، إن المعتزلون هم الفائزون. وخلى سبيله.
قال مطرف: إن من أحب عباد الله إلى الله الصبار الشكور، الذي إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر.
وقال: الخير الذي لا شر فيه الشكر مع العافية، فكم من منعم عليه غير شاكر، وكم من مبتل غير صابر.
عن زهير البابي، قال: مات ابن لمطرف بن عبد الله بن الشخير، فخرج على الحي قد رجل لمته ولبس حلته، فقيل له: أنرضى منك بهذا وقد مات ابنك؟ فقال: أتأمروني أن استكين للمصيبة؟ فوالله لو أن الدنيا وما فيها لي وأخذها الله مني ووعدني عليها شربة ماء غداً ما رأيتها لتلك الشربة أهلاً، فكيف بالصلوات والهدى والرحمة؟ عن ثابت البناني، قال:
أتينا مطرف بن عبد الله في باديته، فإذا هو يلعب مع صبيان له، فلما رآنا قام إلينا ليستقبلنا، فلم يزل يحضر حتى جر إزاره. قال: فما ترك منا أحداً إلا قبله، ثم قال: بأبي أنتم، إذا كنت وحدي فإنما أنا صبي، فإذا رأيتموني ذكرتموني الآخرة. قال: ثم دخلنا بيتاً له يذكر فيه، قال: فقرأ علينا سورة من القرآن، وذكر ربه، وصلى على نبيه، ودعا بدعاء حسن تعجبنا من حسنه. قال: وقال لي: يا ثابت، أترى الله قد استجاب لنا؟ فقلت: ماشاء الله. فقال: وما يمنعه أن لا يستجيب؟ وقد اجتمعنا قوم لا بأس بنا، وقرأنا القرآن، وذكرناربنا، وصلينا على نبينا، ودعونا الله، فما يمنعه أن لا يستجيب لنا؟
قال مطرف - وذكر له أهل الدنيا -: لا تنظروا إلى خفض عيشهم ولين رياشهم، ولكن انظروا إلى سرعة ظعنهم وسوء منقلبهم.
عن يزيد، قال: كان مطرف يبدو، فإذا كان ليلة الجمعة جاء ليشهد الجمعة، فبينا هو يسير في وجه الصبح سطع من رأس سوطه نور له شعبتان، فقال لابنه عبد الله وهو خلفه: أتراني لو أصبحت فحدثت الناس هذا كانوا يصدقون؟ فلما أصبح ذهب.
عن مطرف، أنه كان بينه وبين رجل كلام، فكذب عليه، فقال مطرف: اللهم إن كان كاذباً فأمته. قال: فخر ميتاً مكانه. قال: فرفع ذلك إلى زياد، فقالوا: قتل الرجل. فقال: قتلت الرجل؟ قال: لا، ولكنها دعوة وافقت أجله.
عن غيلان بن جرير، قال: حبس الحجاج مورقاً. قال: فطلبنا فأعيانا، فلقيني مطرف فقال: ما فعلتم في صاحبكم؟ قلنا: ما صنعنا شيئاً، طلبنا فأعيانا. قال: تعال فلندع. فدعا مطرف وأمنا؛ فلما كان من العشي أذن الحجاج للناس فدخلوا، ودخل أبو مورق فيمن دخل، فلما رآه الحجاج قال لحرسي: اذهب مع هذا الشيخ إلى السجن فادفع إليه ابنه.
وكان مطرف يقول: اللهم إني أعوذ بك من ضر ينزل يضطرني إلى معصيتك، وأعوذ بك أن أكون عبرة للناس، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء من شأني يشنيني عندك، وأعوذ بك أن أقول شيئاً من الحق أريد به أحداً سواك، وأعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما أعطيتني مني.
وكان من دعائه: اللهم إني أستغفرك بما تبت إليك منه ثم عدت فيه، وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أف به، وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك فخالط قلبي فيه ما قد علمت.
وقال: إن هذا الموت أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا نعيماً لا موت فيه.
وقال لما حضره الموت: اللهم خر لي في الذي قضيته علي من أمر الدنيا والآخرة. قال: وأمرهم أن يحملوه إلى قبره فختم فيه القرآن قبل أن يموت.
عن محمد بن سعد، قال: قالوا: ومات مطرف في ولاية الحجاج بن يوسف العراق، بعد الطاعون الجارف، وكان الطاعون سنة سبع وثمانين، في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان.
وقال الخليفة: سنة ست وثمانين فيها مات مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي.
مطرف بن عبد الله بن الشخير: "بصري"، تابعي, ثقة، من خيار التابعين، رجل صالح، وكان أبوه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينج من فتنة ابن الأشعث بالبصرة إلا رجلان: مطرف بن عبد الله، ومحمد بن سيرين، ولم ينج منها بالكوفة إلا رجلان: خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، وإبراهيم النخعي.
مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: «رَأَيْتُ نَعْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْصُوفَةً» رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: «رَأَيْتُ نَعْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْصُوفَةً» رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ نَحْوَهُ
مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير
قال البخاري: حدثني محمد بن مقاتل قال: أخبرنا أحمد قال: حدثني يحيى قال: مات مطرف بعد الطاعون.
"التاريخ الصغير" 1/ 182
قال عبد اللَّه: قال أبي: وممن روى عن عمر من أهل البصرة. .، فذكر منهم: مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (465)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة قال: سمعت خالدًا -يعني: الحذاء- يحدث عن غيلان بن جرير، عن مطرف أنه قال: لا تقولن: إن اللَّه يقول، ولكن قل: إن اللَّه قال. قال: واحدهم يكذب مرتين، إذا سئل ما هذا؟ قال: لا شيء، إلا شيء ليس بشيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (744)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: مطرف بن الشخير، أبو عبد اللَّه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4631)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني شعبة، عن قتادة، عن مطرف قال: قال رجل عند عمران بن حصين: هلك سمرة؛ فقال عمران: كلا ما ذُب به عن الإسلام أفضل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5072)، (5234)
قال البخاري: حدثني محمد بن مقاتل قال: أخبرنا أحمد قال: حدثني يحيى قال: مات مطرف بعد الطاعون.
"التاريخ الصغير" 1/ 182
قال عبد اللَّه: قال أبي: وممن روى عن عمر من أهل البصرة. .، فذكر منهم: مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (465)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة قال: سمعت خالدًا -يعني: الحذاء- يحدث عن غيلان بن جرير، عن مطرف أنه قال: لا تقولن: إن اللَّه يقول، ولكن قل: إن اللَّه قال. قال: واحدهم يكذب مرتين، إذا سئل ما هذا؟ قال: لا شيء، إلا شيء ليس بشيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (744)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: مطرف بن الشخير، أبو عبد اللَّه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4631)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني شعبة، عن قتادة، عن مطرف قال: قال رجل عند عمران بن حصين: هلك سمرة؛ فقال عمران: كلا ما ذُب به عن الإسلام أفضل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5072)، (5234)
مطرف بن عبد الله بن الشخير
مطرف بْن عَبْد اللَّه بْن الشخير أَبُو عَبْد اللَّه العامري (الْبَصْرِيّ -
4) قَالَ يحيى القطان مات مطرف بعد الطاعون الجارف، وكَانَ طاعون الجارف سنة سبع وثمانين، قال لنا موسى
نا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْن زَيْدٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ قعدت إلى نفر من قريش فجعل رجل يُصَلِّي - يَرْكَعُ (1) وَيَسْجُدُ.
4) قَالَ يحيى القطان مات مطرف بعد الطاعون الجارف، وكَانَ طاعون الجارف سنة سبع وثمانين، قال لنا موسى
نا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْن زَيْدٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ قعدت إلى نفر من قريش فجعل رجل يُصَلِّي - يَرْكَعُ (1) وَيَسْجُدُ.
مطرف بن عبد الله بن الشخير أَبُو عبد الله العامري أخرج البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة وَالْحج وَالْقدر عَن قَتَادَة وغيلان بن جرير وَيزِيد الرشك عَنهُ عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين قَالَ أَبُو بكر سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول مطرف بن عبد الله أكبر من الْحسن من عشْرين سنة
مطرف بن عبد الله بن الشخير أَبُو عبد الله العامري قَالَ عَمْرو بن عَلّي هُوَ من بني حريش الْبَصْرِيّ سمع عمرَان بن حُصَيْن رَوَى عَنهُ أَخُوهُ يزِيد وَقَتَادَة وغيلان بن جرير وَيزِيد الرشاء فِي (الصَّلَاة) و (الْحَج) قَالَ يَحْيَى بن سعيد الْقطَّان مَاتَ بطاعون الجارف وَكَانَ الطَّاعُون الجارف سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَ الطَّاعُون الجارف بِالْبَصْرَةِ سنة ثَمَانِينَ وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وَقَالَ أَبُو عِيسَى مثله وَقَالَ كَاتب الْوَاقِدِيّ توفّي فِي أول ولَايَة الْحجَّاج
مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ الحَرَشِيُّ العَامِرِيُّ
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الحُجَّةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَرَشِيُّ، العَامِرِيُّ، البَصْرِيُّ، أَخُو يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَعَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ، وَغَيْرِهِم.وَعَنْ: أَبِي مُسْلِمٍ الجَذْمِيِّ، وَحَكِيْمِ بنِ قَيْسِ بنِ عَاصِمٍ المِنْقَرِيِّ.
وَأَرْسَلَ عَنْ: أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو التَّيَّاحِ يَزِيْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَقَتَادَةُ، وَغَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ، وَأَبُو نَضْرَةَ العَبْدِيُّ، وَيَزِيْدُ الرِّشْكُ، وَحُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، وَسَعِيْدٌ الجُرَيْرِيُّ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ هَانِئ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ رُشَيْدٍ، وَأَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنِ اللَّبَّانِ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ النَّجِيْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يُصَلِّي، وَلِصَدْرِهِ أَزِيْزٌ كَأَزِيْزِ المِرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ.
ذَكَرَهُ: ابْنُ سَعْدٍ، فَقَالَ : رَوَى عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ.وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ فَضْلٌ، وَوَرَعٌ، وَعَقْلٌ، وَأَدَبٌ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً، لَمْ يَنْجُ بِالبَصْرَةِ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ إِلاَّ هُوَ وَابْنُ سِيْرِيْنَ.
وَلَمْ يَنْجُ مِنْهَا بِالكُوْفَةِ إِلاَّ خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ.
قَالَ مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ: حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ:
أَنَّهُ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلاَمٌ، فَكَذَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَمِتْهُ.
فَخَرَّ مَيْتاً مَكَانَهُ.
قَالَ: فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى زِيَادٍ، فَقَالَ: قَتَلْتَ الرَّجُلَ.
قَالَ: لاَ، وَلَكِنَّهَا دَعْوَةٌ وَافَقَتْ أَجَلاً.
وَعَنْ غَيْلاَنَ: أَنَّ مُطَرِّفاً كَانَ يَلْبَسُ المَطَارِفَ وَالبَرَانِسَ، وَيَرْكَبُ الخَيْلَ، وَيَغْشَى السُّلْطَانَ، وَلَكِنَّهُ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ، أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ عَيْنٍ.
وَكَانَ يَقُوْلُ: عُقُوْلُ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ زَمَانِهِم.
وَرَوَى: قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
فَضْلُ العِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ العِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِيْنِكُمُ الوَرَعُ.
قَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ: مُطَرِّفٌ أَكْبَرُ مِنِّي بِعَشْرِ سِنِيْنَ، وَأَنَا أَكْبَرُ مِنَ الحَسَنِ البَصْرِيِّ بِعَشْرِ سِنِيْنَ.
قُلْتُ: عَلَى هَذَا يَقْتَضِي أَنَّ مَوْلِدَ مُطَرِّفٍ كَانَ عَامَ بَدْرٍ، أَوْ عَامَ أُحُدٍ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُوْنَ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ، وَأُبَيٍّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : تُوُفِّيَ مُطَرِّفٌ فِي أَوَّلِ وِلايَةِ الحَجَّاجِ.قُلْتُ: بَلْ بَقِيَ إِلَى أَنْ خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ.
وَأَمَّا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، وَالتِّرْمِذِيُّ: فَأَرَّخَا مَوْتَهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَهَذَا أَشْبَهُ.
وَفِي (الحِلْيَةِ ) : رَوَى أَبُو الأَشْهَبِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ:
لأَنْ أَبِيْتَ نَائِماً وَأُصْبِحَ نَادِماً، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيْتَ قَائِماً وَأُصْبِحَ مُعْجَباً.
قُلْتُ: لاَ أَفْلَحَ -وَاللهِ- مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ، أَوْ أَعْجَبَتْهُ.
وَعَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ:
لأَنْ يَسْأَلَنِي اللهُ -تَعَالَى- يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُوْلُ: يَا مُطَرِّفُ، أَلاَ فَعَلْتَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقُوْلَ: لِمَ فَعَلْتَ ؟
جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، قَالَ:
قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: إِنَّمَا وَجَدْتُ العَبْدَ مُلْقَىً بَيْنَ رَبِّهِ وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنْ اسْتَشْلاَهُ رَبُّهُ وَاسْتَنْقَذَهُ، نَجَا، وَإِنْ تَرَكَهُ وَالشَّيْطَانَ، ذَهَبَ بِهِ.
جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ:
قَالَ مُطَرِّفٌ: لَوْ أُخْرِجَ قَلْبِي، فَجُعِلَ فِي يَسَارِي، وَجِيْءَ بِالخَيْرِ، فَجُعِلَ فِي يَمِيْنِي، مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أُوْلِجَ قَلْبِي مِنْهُ شَيْئاً حَتَّى يَكُوْنَ اللهُ يَضَعُهُ.
أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: إِنَّ هَذَا المَوْتَ قَدْ أَفْسَدَ
عَلَى أَهْلِ النَّعِيْمِ نَعِيْمَهُم، فَاطْلُبُوا نَعِيْماً لاَ مَوْتَ فِيْهِ.حَمَّادُ بنُ يَزِيْدَ: عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَصْعَدَ فَيُلْقِي نَفْسَهُ مِنْ شَاهِقٍ، وَيَقُوْلُ: قَدَّرَ لِي رَبِّي، وَلَكِنْ يَحْذَرُ، وَيَجْتَهِدُ، وَيَتَّقِي، فَإِنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ، عَلِمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيْبَهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ.
غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ: عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ:
لاَ تَقُلْ: فَإِنَّ اللهَ يَقُوْلُ، وَلَكِنْ قُلْ: قَالَ اللهُ -تَعَالَى-.
وَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ مَرَّتَيْنِ، يُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا؟
فَيَقُوْلُ: لاَ شَيْءَ إِلاَّ شَيْءٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
أَبُو عَقِيْلٍ بَشِيْرُ بنُ عُقْبَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيْدَ بنِ الشِّخِّيْرِ: مَا كَانَ مُطَرِّفٌ يَصْنَعُ إِذَا هَاجَ النَّاسُ؟
قَالَ: يَلْزَمُ قَعْرَ بَيْتِهِ، وَلاَ يَقْرَبُ لَهُم جُمُعَةً وَلاَ جَمَاعَةً حَتَّى تَنْجَلِيَ.
وَقَالَ أَيُّوْبُ: قَالَ مُطَرِّفٌ:
لأَنْ آخُذَ بِالثِّقَةِ فِي القُعُوْدِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْتَمِسَ فَضْلَ الجِهَادِ بِالتَّغْرِيْرِ.
قَالَ غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَلْبَسُ البَرَانِسَ وَالمَطَارِفَ، وَيَرْكَبُ الخَيْلَ، وَيَغْشَى السُّلْطَانَ، لَكِنْ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ، أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ عَيْنٍ.
قَالَ مَسْلَمَةُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ بِشْرُ بنُ كَثِيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي
امْرَأَةُ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا عَلَى ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً وَبَغْلَةٍ وَقَطِيْفَةٍ وَمَاشِطَةٍ.وَرَوَى: مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، أَنَّ غَيْلاَنَ قَالَ: تَزَوَّجَ مُطَرِّفٌ امْرَأَةً عَلَى عِشْرِيْنَ أَلْفاً.
قُلْتُ: كَانَ مُطَرِّفٌ لَهُ مَالٌ، وَثَرْوَةٌ، وَبِزٌّةٌ جَمِيْلَةٌ، وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ.
وَرَوَى أَبُو خَلْدَةَ: أَنَّ مُطَرِّفاً كَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ النَّجِيْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُوْلُ:
حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي زَيْدَ بنَ صُوْحَانَ، فَكَانَ يَقُوْلُ: يَا عِبَادَ اللهِ، أَكْرِمُوا وَأَجْمِلُوا، فَإِنَّمَا وَسِيْلَةُ العِبَادِ إِلَى اللهِ بِخَصْلَتَيْنِ: الخَوْفِ وَالطَّمَعِ.
فَأَتَيْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ، وَقَدْ كَتَبُوا كِتَاباً، فَنَسَقُوا كَلاَماً مِنْ هَذَا النَّحْوِ: إِنَّ اللهَ رَبُّنَا، وَمُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا، وَالقُرْآنُ إِمَامُنَا، وَمَنْ كَانَ مَعَنَا كُنَّا وَكُنَّا، وَمَنْ خَالَفَنَا كَانَتْ يَدُنَا عَلَيْهِ، وَكُنَّا، وَكُنَّا.
قَالَ: فَجَعَلَ يَعْرِضُ الكِتَابِ عَلَيْهِم رَجُلاً رَجُلاً، فَيَقُوْلُوْنَ: أَقْرَرْتَ يَا فُلاَنُ؟
حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيَّ، فَقَالُوا: أَقْرَرْتَ يَا غُلاَمُ؟
قُلْتُ: لاَ.
قَالَ -يَعْنِي زَيْداً-: لاَ تَعْجَلُوا عَلَى الغُلاَمِ، مَا تَقُوْلُ يَا غُلاَمُ؟
قُلْتُ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَخَذَ عَلَيَّ عَهْداً فِي كِتَابِهِ، فَلَنْ أُحْدِثَ عَهْداً سِوَى العَهْدِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيَّ.
فَرَجَعَ القَوْمُ مِنْ عِنْدِ آخِرِهِم مَا أَقَرَّ مِنْهُم أَحَدٌ، وَكَانُوا زُهَاءَ ثَلاَثِيْنَ نَفْساً.
قَالَ قَتَادَةُ: فَكَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا كَانَتِ الفِتْنَةُ، نَهَى عَنْهَا، وَهَرَبَ.
وَكَانَ الحَسَنُ يَنْهَى عَنْهَا، وَلاَ يَبْرَحُ.
قَالَ مُطَرِّفٌ: مَا أُشَبِّهُ الحَسَنَ إِلاَّ بِرَجُلٍ يُحَذِّرُ النَّاسَ السَّيْلَ، وَيَقُوْمُ بِسَنَنِهِ.
وَبِهِ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:كَانَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَصَاحِبٌ لَهُ سَرَيَا فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، فَإِذَا طَرَفُ سَوْطِ أَحَدِهِمَا عِنْدَهُ ضَوْءٌ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَوْ حَدَّثْنَا النَّاسَ بِهَذَا، كَذَّبُوْنَا.
فَقَالَ مُطَرِّفٌ: المُكَذِّبُ أَكْذَبُ - يَقُوْلُ: المُكَذِّبُ بِنِعْمَةِ اللهِ أَكْذَبُ -.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ بنُ جَبَلَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ مَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ غَيْلاَنَ بنِ جَرِيْرٍ، قَالَ:
أَقْبَلَ مُطَرِّفٌ مَعَ ابْنِ أَخٍ لَهُ مِنَ البَادِيَةِ - وَكَانَ يَبْدُو - فَبَيْنَا هُوَ يَسِيْرُ، سَمِعَ فِي طَرَفِ سَوْطِهِ كَالتَّسْبِيْحِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَخِيْهِ: لَوْ حَدَّثْنَا النَّاسَ بِهَذَا، كَذَّبُوْنَا.
فَقَالَ: المُكَذِّبُ أَكْذَبُ النَّاسِ.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، قَالَ:
كَانَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ يَبْدُو، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، أَدْلَجَ عَلَى فَرَسِهِ، فَرُبَّمَا نَوَّرَ لَهُ سَوْطُهُ، فَأَدْلَجَ لَيْلَةً، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ القُبُوْرِ، هَوَّمَ عَلَى فَرَسِهِ.
قَالَ: فَرَأَيْتُ أَهْلَ القُبُوْرِ، صَاحِبَ كُلِّ قَبْرٍ جَالِساً عَلَى قَبْرِهِ، فَلَمَّا رَأَوْنِي، قَالُوا: هَذَا مُطَرِّفٌ يَأْتِي الجُمُعَةَ.
قُلْتُ: أَتُعَلِّمُوْنَ عِنْدَكُم يَوْمَ الجُمُعَةِ؟
قَالُوا: نَعَمْ، نَعْلم مَا تَقُوْلُ الطَّيْرُ فِيْهِ.
قُلْتُ: وَمَا تَقُوْلُ الطَّيْرُ؟
قَالُوا: تَقُوْلُ: سَلاَمٌ سَلاَمٌ مِنْ يَوْمٍ صَالِحٍ.
إِسْنَادُهَا صَحِيْحٌ.
عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَمْرٍو الفَزَارِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ
البُنَانِيِّ، وَرَجُلٍ آخَرَ:أَنَّهُمَا دَخَلاَ عَلَى مُطَرِّفٍ وَهُوَ مُغْمَىً عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَطَعَتْ مَعَهُ ثَلاَثَةُ أَنْوَارٍ: نُوْرٌ مِنْ رَأْسِهِ، وَنُوْرٌ مِنْ وَسَطِهِ، وَنُوْرٌ مِنْ رِجْلَيْهِ، فَهَالَنَا ذَلِكَ، فَأَفَاقَ، فَقُلْنَا: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟
قَالَ: صَالِحٌ.
فَقِيْلَ: لَقَدْ رَأَيْنَا شَيْئاً هَالَنَا.
قَالَ: وَمَا هُوَ؟
قُلْنَا: أَنْوَارٌ سَطَعَتْ مِنْكَ.
قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتُم ذَلِكَ؟
قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: تِلْكَ تَنْزِيْلُ السَّجْدَةِ، وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُوْنَ آيَةً، سَطَعَ أَوَّلُهَا مِنْ رَأْسِي، وَوَسَطُهَا مِنْ وَسَطِي، وَآخِرُهَا مِنْ قَدَمَيَّ، وَقَدْ صُوِّرَتْ تَشْفَعُ لِي، فَهَذِهِ ثَوَابِيَّةٌ تَحْرُسُنِي.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ، قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَقُوْلُ:
اللَّهُمَّ ارْضَ عَنَّا، فَإِنْ لَمْ تَرْضَ عَنَّا، فَاعْفُ عَنَّا، فَإِنَّ المَوْلَى قَدْ يَعْفُو عَنْ عَبْدِهِ، وَهُوَ عَنْهُ غَيْرُ رَاضٍ.
وَعَنْ مُطَرِّفٍ: أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ:
يَا أَبَا فُلاَنٍ، إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ، فَلاَ تُكَلِّمْنِي، وَاكْتُبْهَا فِي رُقْعَةٍ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى فِي وَجْهِكَ ذُلَّ السُّؤَالِ.
رَوَى: أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ أَخَاهُ أَوْصَى أَنْ لاَ يُؤْذِنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَداً.
وَكَانَ يَزِيْدُ أَخُو مُطَرِّفٍ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِيْنَ، عَاشَ بَعْد أَخِيْهِ أَعْوَاماً.
ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ:
لَقِيْتُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا بَطَّأَ بِكَ؟ أَحُبُّ عُثْمَانَ؟
ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ كَانَ أَوْصَلَنَا لِلرَّحِمِ، وَأَتْقَانَا لِلرَّبِّ.
وَقَالَ مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لَقَدْ كَادَ خَوْفُ النَّارِ يَحُوْلُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَسْأَلَ اللهَ الجَنَّةَ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذَبْتُ كِذْبَةً وَأَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا.وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بنُ زَاذَانَ، قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى مُطَرِّفِ بنِ الشِّخِّيْرِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَخَذَهُ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ: أَتَتِ الحَرُوْرِيَّةُ مُطَرِّفَ بنَ عَبْدِ اللهِ يَدْعُوْنَهُ إِلَى رَأْيِهِم، فَقَالَ:
يَا هَؤُلاَءِ، لَوْ كَانَ لِي نَفْسَانِ، بَايَعْتُكُم بِإِحْدَاهُمَا، وَأَمْسَكْتُ الأُخْرَى، فَإِنْ كَانَ الَّذِي تَقُوْلُوْنَ هُدَىً، أَتْبَعْتُهَا الأُخْرَى، وَإِنْ كَانَ ضَلاَلَةً، هَلَكَتْ نَفْسٌ وَبَقِيَتْ لِي نَفْسٌ، وَلَكِنْ هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ لاَ أُغِرِّرُ بِهَا.
قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ مُطَرِّفٌ:
لأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ، سَبَّحَتْ مَعَهُ آنِيَةُ بَيْتِهِ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: كَانَ مُطَرِّفٌ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، قَالَ لِرَجُلٍ: إِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ فَأَرِنَا بِهِ.
فَمَاتَ مَكَانَهُ.
وَقَالَ مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ: عَنْ غَيْلاَنَ بنِ جَرِيْرٍ، قَالَ:
حَبَسَ السُّلْطَانُ ابْنَ أَخِي مُطَرِّفٍ، فَلَبِسَ مُطَرِّفٌ خُلْقَانَ ثِيَابِهِ، وَأَخَذَ عُكَّازاً، وَقَالَ: أَسْتكِيْنُ لِرَبِّي، لَعَلَّهُ أَنْ يُشَفِّعَنِي فِي ابْنِ أَخِي.
قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ : مَاتَ مُطَرِّفٌ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ.
وَقِيْلَ فِي وَفَاتِهِ غَيْرُ ذَلِكَ كَمَا مَضَى.
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الحُجَّةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَرَشِيُّ، العَامِرِيُّ، البَصْرِيُّ، أَخُو يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَعَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ، وَغَيْرِهِم.وَعَنْ: أَبِي مُسْلِمٍ الجَذْمِيِّ، وَحَكِيْمِ بنِ قَيْسِ بنِ عَاصِمٍ المِنْقَرِيِّ.
وَأَرْسَلَ عَنْ: أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو التَّيَّاحِ يَزِيْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَقَتَادَةُ، وَغَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ، وَأَبُو نَضْرَةَ العَبْدِيُّ، وَيَزِيْدُ الرِّشْكُ، وَحُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، وَسَعِيْدٌ الجُرَيْرِيُّ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ هَانِئ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ رُشَيْدٍ، وَأَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنِ اللَّبَّانِ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ النَّجِيْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يُصَلِّي، وَلِصَدْرِهِ أَزِيْزٌ كَأَزِيْزِ المِرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ.
ذَكَرَهُ: ابْنُ سَعْدٍ، فَقَالَ : رَوَى عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ.وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ فَضْلٌ، وَوَرَعٌ، وَعَقْلٌ، وَأَدَبٌ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً، لَمْ يَنْجُ بِالبَصْرَةِ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ إِلاَّ هُوَ وَابْنُ سِيْرِيْنَ.
وَلَمْ يَنْجُ مِنْهَا بِالكُوْفَةِ إِلاَّ خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ.
قَالَ مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ: حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ:
أَنَّهُ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلاَمٌ، فَكَذَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَمِتْهُ.
فَخَرَّ مَيْتاً مَكَانَهُ.
قَالَ: فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى زِيَادٍ، فَقَالَ: قَتَلْتَ الرَّجُلَ.
قَالَ: لاَ، وَلَكِنَّهَا دَعْوَةٌ وَافَقَتْ أَجَلاً.
وَعَنْ غَيْلاَنَ: أَنَّ مُطَرِّفاً كَانَ يَلْبَسُ المَطَارِفَ وَالبَرَانِسَ، وَيَرْكَبُ الخَيْلَ، وَيَغْشَى السُّلْطَانَ، وَلَكِنَّهُ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ، أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ عَيْنٍ.
وَكَانَ يَقُوْلُ: عُقُوْلُ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ زَمَانِهِم.
وَرَوَى: قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
فَضْلُ العِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ العِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِيْنِكُمُ الوَرَعُ.
قَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ: مُطَرِّفٌ أَكْبَرُ مِنِّي بِعَشْرِ سِنِيْنَ، وَأَنَا أَكْبَرُ مِنَ الحَسَنِ البَصْرِيِّ بِعَشْرِ سِنِيْنَ.
قُلْتُ: عَلَى هَذَا يَقْتَضِي أَنَّ مَوْلِدَ مُطَرِّفٍ كَانَ عَامَ بَدْرٍ، أَوْ عَامَ أُحُدٍ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُوْنَ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ، وَأُبَيٍّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : تُوُفِّيَ مُطَرِّفٌ فِي أَوَّلِ وِلايَةِ الحَجَّاجِ.قُلْتُ: بَلْ بَقِيَ إِلَى أَنْ خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ.
وَأَمَّا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، وَالتِّرْمِذِيُّ: فَأَرَّخَا مَوْتَهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَهَذَا أَشْبَهُ.
وَفِي (الحِلْيَةِ ) : رَوَى أَبُو الأَشْهَبِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ:
لأَنْ أَبِيْتَ نَائِماً وَأُصْبِحَ نَادِماً، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيْتَ قَائِماً وَأُصْبِحَ مُعْجَباً.
قُلْتُ: لاَ أَفْلَحَ -وَاللهِ- مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ، أَوْ أَعْجَبَتْهُ.
وَعَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ:
لأَنْ يَسْأَلَنِي اللهُ -تَعَالَى- يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُوْلُ: يَا مُطَرِّفُ، أَلاَ فَعَلْتَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقُوْلَ: لِمَ فَعَلْتَ ؟
جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، قَالَ:
قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: إِنَّمَا وَجَدْتُ العَبْدَ مُلْقَىً بَيْنَ رَبِّهِ وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنْ اسْتَشْلاَهُ رَبُّهُ وَاسْتَنْقَذَهُ، نَجَا، وَإِنْ تَرَكَهُ وَالشَّيْطَانَ، ذَهَبَ بِهِ.
جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ:
قَالَ مُطَرِّفٌ: لَوْ أُخْرِجَ قَلْبِي، فَجُعِلَ فِي يَسَارِي، وَجِيْءَ بِالخَيْرِ، فَجُعِلَ فِي يَمِيْنِي، مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أُوْلِجَ قَلْبِي مِنْهُ شَيْئاً حَتَّى يَكُوْنَ اللهُ يَضَعُهُ.
أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: إِنَّ هَذَا المَوْتَ قَدْ أَفْسَدَ
عَلَى أَهْلِ النَّعِيْمِ نَعِيْمَهُم، فَاطْلُبُوا نَعِيْماً لاَ مَوْتَ فِيْهِ.حَمَّادُ بنُ يَزِيْدَ: عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَصْعَدَ فَيُلْقِي نَفْسَهُ مِنْ شَاهِقٍ، وَيَقُوْلُ: قَدَّرَ لِي رَبِّي، وَلَكِنْ يَحْذَرُ، وَيَجْتَهِدُ، وَيَتَّقِي، فَإِنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ، عَلِمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيْبَهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ.
غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ: عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ:
لاَ تَقُلْ: فَإِنَّ اللهَ يَقُوْلُ، وَلَكِنْ قُلْ: قَالَ اللهُ -تَعَالَى-.
وَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ مَرَّتَيْنِ، يُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا؟
فَيَقُوْلُ: لاَ شَيْءَ إِلاَّ شَيْءٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
أَبُو عَقِيْلٍ بَشِيْرُ بنُ عُقْبَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيْدَ بنِ الشِّخِّيْرِ: مَا كَانَ مُطَرِّفٌ يَصْنَعُ إِذَا هَاجَ النَّاسُ؟
قَالَ: يَلْزَمُ قَعْرَ بَيْتِهِ، وَلاَ يَقْرَبُ لَهُم جُمُعَةً وَلاَ جَمَاعَةً حَتَّى تَنْجَلِيَ.
وَقَالَ أَيُّوْبُ: قَالَ مُطَرِّفٌ:
لأَنْ آخُذَ بِالثِّقَةِ فِي القُعُوْدِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْتَمِسَ فَضْلَ الجِهَادِ بِالتَّغْرِيْرِ.
قَالَ غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَلْبَسُ البَرَانِسَ وَالمَطَارِفَ، وَيَرْكَبُ الخَيْلَ، وَيَغْشَى السُّلْطَانَ، لَكِنْ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ، أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ عَيْنٍ.
قَالَ مَسْلَمَةُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ بِشْرُ بنُ كَثِيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي
امْرَأَةُ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا عَلَى ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً وَبَغْلَةٍ وَقَطِيْفَةٍ وَمَاشِطَةٍ.وَرَوَى: مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، أَنَّ غَيْلاَنَ قَالَ: تَزَوَّجَ مُطَرِّفٌ امْرَأَةً عَلَى عِشْرِيْنَ أَلْفاً.
قُلْتُ: كَانَ مُطَرِّفٌ لَهُ مَالٌ، وَثَرْوَةٌ، وَبِزٌّةٌ جَمِيْلَةٌ، وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ.
وَرَوَى أَبُو خَلْدَةَ: أَنَّ مُطَرِّفاً كَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ النَّجِيْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُوْلُ:
حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي زَيْدَ بنَ صُوْحَانَ، فَكَانَ يَقُوْلُ: يَا عِبَادَ اللهِ، أَكْرِمُوا وَأَجْمِلُوا، فَإِنَّمَا وَسِيْلَةُ العِبَادِ إِلَى اللهِ بِخَصْلَتَيْنِ: الخَوْفِ وَالطَّمَعِ.
فَأَتَيْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ، وَقَدْ كَتَبُوا كِتَاباً، فَنَسَقُوا كَلاَماً مِنْ هَذَا النَّحْوِ: إِنَّ اللهَ رَبُّنَا، وَمُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا، وَالقُرْآنُ إِمَامُنَا، وَمَنْ كَانَ مَعَنَا كُنَّا وَكُنَّا، وَمَنْ خَالَفَنَا كَانَتْ يَدُنَا عَلَيْهِ، وَكُنَّا، وَكُنَّا.
قَالَ: فَجَعَلَ يَعْرِضُ الكِتَابِ عَلَيْهِم رَجُلاً رَجُلاً، فَيَقُوْلُوْنَ: أَقْرَرْتَ يَا فُلاَنُ؟
حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيَّ، فَقَالُوا: أَقْرَرْتَ يَا غُلاَمُ؟
قُلْتُ: لاَ.
قَالَ -يَعْنِي زَيْداً-: لاَ تَعْجَلُوا عَلَى الغُلاَمِ، مَا تَقُوْلُ يَا غُلاَمُ؟
قُلْتُ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَخَذَ عَلَيَّ عَهْداً فِي كِتَابِهِ، فَلَنْ أُحْدِثَ عَهْداً سِوَى العَهْدِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيَّ.
فَرَجَعَ القَوْمُ مِنْ عِنْدِ آخِرِهِم مَا أَقَرَّ مِنْهُم أَحَدٌ، وَكَانُوا زُهَاءَ ثَلاَثِيْنَ نَفْساً.
قَالَ قَتَادَةُ: فَكَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا كَانَتِ الفِتْنَةُ، نَهَى عَنْهَا، وَهَرَبَ.
وَكَانَ الحَسَنُ يَنْهَى عَنْهَا، وَلاَ يَبْرَحُ.
قَالَ مُطَرِّفٌ: مَا أُشَبِّهُ الحَسَنَ إِلاَّ بِرَجُلٍ يُحَذِّرُ النَّاسَ السَّيْلَ، وَيَقُوْمُ بِسَنَنِهِ.
وَبِهِ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:كَانَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَصَاحِبٌ لَهُ سَرَيَا فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، فَإِذَا طَرَفُ سَوْطِ أَحَدِهِمَا عِنْدَهُ ضَوْءٌ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَوْ حَدَّثْنَا النَّاسَ بِهَذَا، كَذَّبُوْنَا.
فَقَالَ مُطَرِّفٌ: المُكَذِّبُ أَكْذَبُ - يَقُوْلُ: المُكَذِّبُ بِنِعْمَةِ اللهِ أَكْذَبُ -.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ بنُ جَبَلَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ مَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ غَيْلاَنَ بنِ جَرِيْرٍ، قَالَ:
أَقْبَلَ مُطَرِّفٌ مَعَ ابْنِ أَخٍ لَهُ مِنَ البَادِيَةِ - وَكَانَ يَبْدُو - فَبَيْنَا هُوَ يَسِيْرُ، سَمِعَ فِي طَرَفِ سَوْطِهِ كَالتَّسْبِيْحِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَخِيْهِ: لَوْ حَدَّثْنَا النَّاسَ بِهَذَا، كَذَّبُوْنَا.
فَقَالَ: المُكَذِّبُ أَكْذَبُ النَّاسِ.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، قَالَ:
كَانَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ يَبْدُو، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، أَدْلَجَ عَلَى فَرَسِهِ، فَرُبَّمَا نَوَّرَ لَهُ سَوْطُهُ، فَأَدْلَجَ لَيْلَةً، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ القُبُوْرِ، هَوَّمَ عَلَى فَرَسِهِ.
قَالَ: فَرَأَيْتُ أَهْلَ القُبُوْرِ، صَاحِبَ كُلِّ قَبْرٍ جَالِساً عَلَى قَبْرِهِ، فَلَمَّا رَأَوْنِي، قَالُوا: هَذَا مُطَرِّفٌ يَأْتِي الجُمُعَةَ.
قُلْتُ: أَتُعَلِّمُوْنَ عِنْدَكُم يَوْمَ الجُمُعَةِ؟
قَالُوا: نَعَمْ، نَعْلم مَا تَقُوْلُ الطَّيْرُ فِيْهِ.
قُلْتُ: وَمَا تَقُوْلُ الطَّيْرُ؟
قَالُوا: تَقُوْلُ: سَلاَمٌ سَلاَمٌ مِنْ يَوْمٍ صَالِحٍ.
إِسْنَادُهَا صَحِيْحٌ.
عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَمْرٍو الفَزَارِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ
البُنَانِيِّ، وَرَجُلٍ آخَرَ:أَنَّهُمَا دَخَلاَ عَلَى مُطَرِّفٍ وَهُوَ مُغْمَىً عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَطَعَتْ مَعَهُ ثَلاَثَةُ أَنْوَارٍ: نُوْرٌ مِنْ رَأْسِهِ، وَنُوْرٌ مِنْ وَسَطِهِ، وَنُوْرٌ مِنْ رِجْلَيْهِ، فَهَالَنَا ذَلِكَ، فَأَفَاقَ، فَقُلْنَا: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟
قَالَ: صَالِحٌ.
فَقِيْلَ: لَقَدْ رَأَيْنَا شَيْئاً هَالَنَا.
قَالَ: وَمَا هُوَ؟
قُلْنَا: أَنْوَارٌ سَطَعَتْ مِنْكَ.
قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتُم ذَلِكَ؟
قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: تِلْكَ تَنْزِيْلُ السَّجْدَةِ، وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُوْنَ آيَةً، سَطَعَ أَوَّلُهَا مِنْ رَأْسِي، وَوَسَطُهَا مِنْ وَسَطِي، وَآخِرُهَا مِنْ قَدَمَيَّ، وَقَدْ صُوِّرَتْ تَشْفَعُ لِي، فَهَذِهِ ثَوَابِيَّةٌ تَحْرُسُنِي.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ، قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَقُوْلُ:
اللَّهُمَّ ارْضَ عَنَّا، فَإِنْ لَمْ تَرْضَ عَنَّا، فَاعْفُ عَنَّا، فَإِنَّ المَوْلَى قَدْ يَعْفُو عَنْ عَبْدِهِ، وَهُوَ عَنْهُ غَيْرُ رَاضٍ.
وَعَنْ مُطَرِّفٍ: أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ:
يَا أَبَا فُلاَنٍ، إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ، فَلاَ تُكَلِّمْنِي، وَاكْتُبْهَا فِي رُقْعَةٍ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى فِي وَجْهِكَ ذُلَّ السُّؤَالِ.
رَوَى: أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ أَخَاهُ أَوْصَى أَنْ لاَ يُؤْذِنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَداً.
وَكَانَ يَزِيْدُ أَخُو مُطَرِّفٍ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِيْنَ، عَاشَ بَعْد أَخِيْهِ أَعْوَاماً.
ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ:
لَقِيْتُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا بَطَّأَ بِكَ؟ أَحُبُّ عُثْمَانَ؟
ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ كَانَ أَوْصَلَنَا لِلرَّحِمِ، وَأَتْقَانَا لِلرَّبِّ.
وَقَالَ مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لَقَدْ كَادَ خَوْفُ النَّارِ يَحُوْلُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَسْأَلَ اللهَ الجَنَّةَ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذَبْتُ كِذْبَةً وَأَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا.وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بنُ زَاذَانَ، قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى مُطَرِّفِ بنِ الشِّخِّيْرِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَخَذَهُ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ: أَتَتِ الحَرُوْرِيَّةُ مُطَرِّفَ بنَ عَبْدِ اللهِ يَدْعُوْنَهُ إِلَى رَأْيِهِم، فَقَالَ:
يَا هَؤُلاَءِ، لَوْ كَانَ لِي نَفْسَانِ، بَايَعْتُكُم بِإِحْدَاهُمَا، وَأَمْسَكْتُ الأُخْرَى، فَإِنْ كَانَ الَّذِي تَقُوْلُوْنَ هُدَىً، أَتْبَعْتُهَا الأُخْرَى، وَإِنْ كَانَ ضَلاَلَةً، هَلَكَتْ نَفْسٌ وَبَقِيَتْ لِي نَفْسٌ، وَلَكِنْ هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ لاَ أُغِرِّرُ بِهَا.
قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ مُطَرِّفٌ:
لأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ، سَبَّحَتْ مَعَهُ آنِيَةُ بَيْتِهِ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: كَانَ مُطَرِّفٌ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، قَالَ لِرَجُلٍ: إِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ فَأَرِنَا بِهِ.
فَمَاتَ مَكَانَهُ.
وَقَالَ مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ: عَنْ غَيْلاَنَ بنِ جَرِيْرٍ، قَالَ:
حَبَسَ السُّلْطَانُ ابْنَ أَخِي مُطَرِّفٍ، فَلَبِسَ مُطَرِّفٌ خُلْقَانَ ثِيَابِهِ، وَأَخَذَ عُكَّازاً، وَقَالَ: أَسْتكِيْنُ لِرَبِّي، لَعَلَّهُ أَنْ يُشَفِّعَنِي فِي ابْنِ أَخِي.
قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ : مَاتَ مُطَرِّفٌ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ.
وَقِيْلَ فِي وَفَاتِهِ غَيْرُ ذَلِكَ كَمَا مَضَى.
مطرف بن عبد الله بن طريف بن سليمان بن يسار أبو مصعب.
يقال: أبو عبد الله الهلالي مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو اليساري الأصم الأطروش المدني الفقيه.
وقد قيل إنه ليس هو من ولد سليمان بن يسار أخي عطاء بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو رجل آخر يقال له: سليمان بن يسار مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه ولد سنة سبع وثلاثين ومائة، وتوفي بالمدينة سنة عشرين ومائتين أو نحوها وهو ابن بضع وثمانين سنة.
وقيل توفي بالمدينة بعد دخوله العراق سنة أربع عشرة ومائتين والأول أكثر.
روى عن: أبي محمد عبد الرحمن بن زيد بن أبي المولي المدني.
تفرد به البخاري، روى عنه في الصلاة والدعوات.
وروى أيضًا عن: أبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، وأبي محمد عبد الرحمن بن أبي الزناد القرشي مولاهم المدني، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي وغيرهم.
روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو عبد الله محمد بن يحيى الذُهلي، وأبو محمد الربيع بن سليمان بن داود الأزدي الجيزي، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سئل أبي عن مطرف بن عبد الله المدني فقال: مضطرب الحديث صدوق، قلت لأبي: هو أحب إليك أو إسماعيل بن أبي أويس؟ قال: مطرف.
قال محمد: كان مطرف بن عبد الله اليساري فقيهًا على مذهب مالك بن أنس تفقه به، وبعبد العزيز بن الماجشون، وعبد العزيز بن أبي حازم، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وعثمان بن عيسى بن كنانة والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي.
روى عنه في أنه قال: صحبت مالكًا عشرين سنة.
وهو ثقة، قاله أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي وأبو الحسن الدارقطني وأبو عبد الله الحاكم وغيرهم.
يقال: أبو عبد الله الهلالي مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو اليساري الأصم الأطروش المدني الفقيه.
وقد قيل إنه ليس هو من ولد سليمان بن يسار أخي عطاء بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو رجل آخر يقال له: سليمان بن يسار مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه ولد سنة سبع وثلاثين ومائة، وتوفي بالمدينة سنة عشرين ومائتين أو نحوها وهو ابن بضع وثمانين سنة.
وقيل توفي بالمدينة بعد دخوله العراق سنة أربع عشرة ومائتين والأول أكثر.
روى عن: أبي محمد عبد الرحمن بن زيد بن أبي المولي المدني.
تفرد به البخاري، روى عنه في الصلاة والدعوات.
وروى أيضًا عن: أبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، وأبي محمد عبد الرحمن بن أبي الزناد القرشي مولاهم المدني، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي وغيرهم.
روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو عبد الله محمد بن يحيى الذُهلي، وأبو محمد الربيع بن سليمان بن داود الأزدي الجيزي، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سئل أبي عن مطرف بن عبد الله المدني فقال: مضطرب الحديث صدوق، قلت لأبي: هو أحب إليك أو إسماعيل بن أبي أويس؟ قال: مطرف.
قال محمد: كان مطرف بن عبد الله اليساري فقيهًا على مذهب مالك بن أنس تفقه به، وبعبد العزيز بن الماجشون، وعبد العزيز بن أبي حازم، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وعثمان بن عيسى بن كنانة والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي.
روى عنه في أنه قال: صحبت مالكًا عشرين سنة.
وهو ثقة، قاله أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي وأبو الحسن الدارقطني وأبو عبد الله الحاكم وغيرهم.