- عبد الرحمن بن أذينة. ولي القضاء, أمه دقرة بنت قثم من بني واثلة. مات بعد الثمانين.
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
عَبْد الرَّحْمَن بْن أذينة العبدي
عَنْ أَبِيه، مرسل، روى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ ابْن عيينة عَنْ عَبْد الملك بْن أعين: لقيت عَبْد الرَّحْمَن بواسط، قَالَ علي (1) : عَبْد الرَّحْمَن قاضي البصرة زمن شريح ولما مات عَبْد الرَّحْمَن طلب أَبُو قلابة للقضاء فهرب إلى الشام.
عَنْ أَبِيه، مرسل، روى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ ابْن عيينة عَنْ عَبْد الملك بْن أعين: لقيت عَبْد الرَّحْمَن بواسط، قَالَ علي (1) : عَبْد الرَّحْمَن قاضي البصرة زمن شريح ولما مات عَبْد الرَّحْمَن طلب أَبُو قلابة للقضاء فهرب إلى الشام.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن أخي طلحة بن عبيد الله قتل مع عبد الله بن الزبير في يوم واحد
عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان وهو عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الصديق بْن أَبِي قحافة الْقُرَشِيّ التيمي، تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ، يكنى أبا عَبْد اللَّه، وقيل: أبا مُحَمَّد، بابنه مُحَمَّد الَّذِي يُقال لَهُ: أَبُو عتيق، وقيل: أَبُو عثمان، وأمه أم رومان.
سكن المدينة، وتوفي بمكة، ولا يعرف فِي الصحابة أربعة ولاء أب وبنوه بعده، كل منهم ابْنُ الَّذِي قبله، أسلموا وصحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أَبُو قحافة، وابنه أَبُو بَكْر الصديق، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر، وابنه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو عتيق.
وكان عَبْد الرَّحْمَن شقيق عائشة، وشهد بدرًا وأُحدًا مَعَ الكفار، ودعا إِلَى البراز، فقام إِلَيْه أَبُو بَكْر ليبارزه، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " متعني بنفسك ".
وكان شجاعًا راميًا حسن الرمي، وأسلم فِي هدنة الحديبية، وحسن إسلامه، وكان اسمه عَبْد الكعبة، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن، وقيل: كَانَ اسمه عَبْد العزى.
وشهد اليمامة مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد، فقتل سبعة من أكابرهم، وهو الَّذِي قتل محكم اليمامة ابْن طفيل، رماه بسهم فِي نحره فقتله، وكان محكم اليمامة فِي ثلمة فِي الحصن، فلما قتل دخل المسلمون منها.
قَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن أسن ولد أَبِي بَكْر، وكان فِيهِ دعابة، روى عَنْ: النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث.
روى عَنْهُ: أَبُو عثمان النهدي، وعمرو بْن أوس، والقاسم بْن مُحَمَّد، وموسى بْن وردان، وميمون بْن مهران، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، وغيرهم.
(924) أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَنَالَ الصُّوفِيُّ، يُعْرَفُ بِتُرْكٍ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو مُطِيعٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ مِهْرَانَ الْعَدْلُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتُونِي بِكَتِفٍ وَدَوَاةٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لا تَضِلُّونَ بَعْدَهُ: ثُمَّ وَلَّى قَفَاهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلا أَبَا بَكْرٍ "
رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيِّ، عَنْ أَبِيهِ الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَدِمَ الشَّامَ فِي تِجَارَةٍ، فَرَأَى هُنَاكَ امْرَأَةً، يُقَالُ لَهَا: ابْنَةُ الْجُودِيِّ، وَحَوْلَهَا وَلائِدُ، فَأَعْجَبَتْهُ، فَقَالَ فِيهَا:
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ دُونَهَا فَمَا لابْنَةِ الْجُودِيِّ لَيْلَى وَمَا لِيَا
وَأَنِّي تُعَاطِي قَلْبَهُ حَارِثِيَّة؟ تدمن بصري أَوْ تحل الجوابيا
وأني تلاقيها؟ بلى ولعلها إن النَّاس حجوا قابلًا أن توافيا
قَالَ: فَلَمَّاَ بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَيْشَهُ إِلَى الشَّامِ، قَالَ لِصَاحِبِ الْجَيْشِ: " إِنْ ظَفِرْتَ بِلَيْلَى ابْنَةِ الْجُودِيِّ عَنْوَةً، فَادْفَعْهَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ "، فَظَفِرَ بِهَا، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ فَأُعْجِبَ بِهَا وَآثَرَهَا عَلَى نِسَائِهِ، حَتَّى شَكَيْنَهُ إِلَى عَائِشَةَ، فَعَاتَبْتُهُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَرْشُفُ مِنْ ثَنَايَاهَا حَبَّ الرُّمَّانِ، ثُمَّ إِنَّهُ جَفَاهَا حَتَّى شَكَتْهُ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَحْبَبْتَ لَيْلَى فَأَفْرَطْتَ، وَأَبْغَضْتَهَا فَأَفْرَطْتَ، فَإِمَّا أَنْ تُنْصِفَهَا، وَإِمَّا أَنْ تُجَهِّزَهَا إِلَى أَهْلِهَا "، فَجَهَّزَهَا إِلَى أَهْلِهَا، وَكَانَتْ غَسَّانِيَّةً.
وشهد وقعة الجمل مَعَ أخته عَائِشَة.
(925) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ أَنْ يُبَايِعَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: جِئْتُمْ بِهَا هِرَقْلِيَّةً! تُبَايِعُونَ لأَبْنَائِكُمْ؟ فَقَالَ مَرْوَانُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَغَضِبَتْ عَائِشَةُ، وَقَالَتْ: " وَاللَّهِ مَا هُوَ بِهِ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ " وروى الزُّبَيْر بْن بكار، قَالَ: حَدّثَني إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز الزهوي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، قَالَ: بعث معاوية إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الصديق بمائة ألف درهم، بعد أن أَبِي البيعة ليزيد بْن معاوية، فردها عَبْد الرَّحْمَن، وأبى أن يأخذها، وقَالَ: لا أبيع ديني بدنياي، وخرج إِلَى مكَّة فمات بها، قبل أن تتم البيعة ليزيد، وكان موته فجأة من نومة نامها، بمكان اسمه حبشي عَلَى نحو عشرة أميال مكَّة، وحمل إِلَى مكَّة فدفن بها، ولما اتصل خبر موته بأخته عَائِشَة ظعنت إِلَى مكَّة حاجة، فوقفت عَلَى قبره، فبكت عَلَيْهِ وتمثلت:
وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتَّى قيل: لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكًا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
أما، والله لو حضرتك لدفنتك حيث مت، ولو حضرتك ما بكيتك.
وكان موته سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين، والأول أكثر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان وهو عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الصديق بْن أَبِي قحافة الْقُرَشِيّ التيمي، تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ، يكنى أبا عَبْد اللَّه، وقيل: أبا مُحَمَّد، بابنه مُحَمَّد الَّذِي يُقال لَهُ: أَبُو عتيق، وقيل: أَبُو عثمان، وأمه أم رومان.
سكن المدينة، وتوفي بمكة، ولا يعرف فِي الصحابة أربعة ولاء أب وبنوه بعده، كل منهم ابْنُ الَّذِي قبله، أسلموا وصحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أَبُو قحافة، وابنه أَبُو بَكْر الصديق، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر، وابنه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو عتيق.
وكان عَبْد الرَّحْمَن شقيق عائشة، وشهد بدرًا وأُحدًا مَعَ الكفار، ودعا إِلَى البراز، فقام إِلَيْه أَبُو بَكْر ليبارزه، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " متعني بنفسك ".
وكان شجاعًا راميًا حسن الرمي، وأسلم فِي هدنة الحديبية، وحسن إسلامه، وكان اسمه عَبْد الكعبة، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن، وقيل: كَانَ اسمه عَبْد العزى.
وشهد اليمامة مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد، فقتل سبعة من أكابرهم، وهو الَّذِي قتل محكم اليمامة ابْن طفيل، رماه بسهم فِي نحره فقتله، وكان محكم اليمامة فِي ثلمة فِي الحصن، فلما قتل دخل المسلمون منها.
قَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن أسن ولد أَبِي بَكْر، وكان فِيهِ دعابة، روى عَنْ: النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث.
روى عَنْهُ: أَبُو عثمان النهدي، وعمرو بْن أوس، والقاسم بْن مُحَمَّد، وموسى بْن وردان، وميمون بْن مهران، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، وغيرهم.
(924) أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَنَالَ الصُّوفِيُّ، يُعْرَفُ بِتُرْكٍ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو مُطِيعٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ مِهْرَانَ الْعَدْلُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتُونِي بِكَتِفٍ وَدَوَاةٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لا تَضِلُّونَ بَعْدَهُ: ثُمَّ وَلَّى قَفَاهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلا أَبَا بَكْرٍ "
رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيِّ، عَنْ أَبِيهِ الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَدِمَ الشَّامَ فِي تِجَارَةٍ، فَرَأَى هُنَاكَ امْرَأَةً، يُقَالُ لَهَا: ابْنَةُ الْجُودِيِّ، وَحَوْلَهَا وَلائِدُ، فَأَعْجَبَتْهُ، فَقَالَ فِيهَا:
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ دُونَهَا فَمَا لابْنَةِ الْجُودِيِّ لَيْلَى وَمَا لِيَا
وَأَنِّي تُعَاطِي قَلْبَهُ حَارِثِيَّة؟ تدمن بصري أَوْ تحل الجوابيا
وأني تلاقيها؟ بلى ولعلها إن النَّاس حجوا قابلًا أن توافيا
قَالَ: فَلَمَّاَ بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَيْشَهُ إِلَى الشَّامِ، قَالَ لِصَاحِبِ الْجَيْشِ: " إِنْ ظَفِرْتَ بِلَيْلَى ابْنَةِ الْجُودِيِّ عَنْوَةً، فَادْفَعْهَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ "، فَظَفِرَ بِهَا، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ فَأُعْجِبَ بِهَا وَآثَرَهَا عَلَى نِسَائِهِ، حَتَّى شَكَيْنَهُ إِلَى عَائِشَةَ، فَعَاتَبْتُهُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَرْشُفُ مِنْ ثَنَايَاهَا حَبَّ الرُّمَّانِ، ثُمَّ إِنَّهُ جَفَاهَا حَتَّى شَكَتْهُ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَحْبَبْتَ لَيْلَى فَأَفْرَطْتَ، وَأَبْغَضْتَهَا فَأَفْرَطْتَ، فَإِمَّا أَنْ تُنْصِفَهَا، وَإِمَّا أَنْ تُجَهِّزَهَا إِلَى أَهْلِهَا "، فَجَهَّزَهَا إِلَى أَهْلِهَا، وَكَانَتْ غَسَّانِيَّةً.
وشهد وقعة الجمل مَعَ أخته عَائِشَة.
(925) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ أَنْ يُبَايِعَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: جِئْتُمْ بِهَا هِرَقْلِيَّةً! تُبَايِعُونَ لأَبْنَائِكُمْ؟ فَقَالَ مَرْوَانُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَغَضِبَتْ عَائِشَةُ، وَقَالَتْ: " وَاللَّهِ مَا هُوَ بِهِ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ " وروى الزُّبَيْر بْن بكار، قَالَ: حَدّثَني إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز الزهوي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، قَالَ: بعث معاوية إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الصديق بمائة ألف درهم، بعد أن أَبِي البيعة ليزيد بْن معاوية، فردها عَبْد الرَّحْمَن، وأبى أن يأخذها، وقَالَ: لا أبيع ديني بدنياي، وخرج إِلَى مكَّة فمات بها، قبل أن تتم البيعة ليزيد، وكان موته فجأة من نومة نامها، بمكان اسمه حبشي عَلَى نحو عشرة أميال مكَّة، وحمل إِلَى مكَّة فدفن بها، ولما اتصل خبر موته بأخته عَائِشَة ظعنت إِلَى مكَّة حاجة، فوقفت عَلَى قبره، فبكت عَلَيْهِ وتمثلت:
وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتَّى قيل: لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكًا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
أما، والله لو حضرتك لدفنتك حيث مت، ولو حضرتك ما بكيتك.
وكان موته سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين، والأول أكثر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان
ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبو محمد - ويقال: أبو عبد الله - ويقال: أبو عثمان - ابن أبي بكر الصديق له صحبة بسيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم الشام قبل الفتح، ورأى ابنة الجودي ببصرى، ثم دخل الشام بعد الفتح.
حدث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن أصحاب الصفة كانوا أناساً فقراء، وأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، وإن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس، وسادس، أو كما قال. وأن أبا بكر جاء بثلاثة نفر، وانطلق نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعشرة، وكنت أنا وأبي وأمي.
ولا أدري لعله قال: امرأتي، وخادمي - بين بيتنا وبيت أبي بكر، وإن أبا بكر تعشى عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع، فلبث حتى نعس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، قالت امرأته: ما حبسك؟ قد حبست عن أضيافك - أو قالت: ضيفك - قال: أو ما عشيتموهم؟ قالت: لا، أبوا إلا انتظارك حتى تجيء، قال: فعرضوا عليهم، فغلبوهم، قال: فذهبت فاختبأت، فقال لي أبو بكر: يا غنثر، فجئت، قال: فجدع وسب وقال: كلوا هنيئاً، لا أطعمه أبداً، قال: فأكلنا، قال: فوالله ما كنا نأخذ لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها قال: فشبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، ونظر إليها أبو بكر، فإذا هي كما هي أو أكثر، فقال لامرأته: يا أخت بني فراس، ما هذا؟ قالت: لا، وقرة عيني، ألا وهي الآن أكثر منها ثلاث مرات، فأكل منها أبو بكر، ثم قال: إنما كان ذلك من الشيطان - يعني: يمينه - فأكل منها لقمة ثم حملها إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأصبحت - يعني: عنده - قال: وكان بينه وبين قوم عقد، فمضى الأجل، فعرضنا، فإذا هم اثنا عشر رجلاً، مع كل واحد منهم أناس، الله أعلم بهم كثرة إلا أنها بقيت معهم بقية من ذلك الطعام، فأكلوا منها أجمعون، أو كما قال.
وعن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: أمرني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أردف عائشة فأعمرها من التنعيم.
قال الزبير: عبد الرحمن بن أبي بكر كان اسمه عبد العزى، فسماه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن.
وقال مصعب: عبد الرحمن أسن ولد أبي بكر.
وكان يختلف إلى الشام في تجارة قريش في الجاهلية. فرأى هناك امرأة يقال لها: ابنة الجودي من غسان، وكان يهذي بها، ويذكرها في شعره.
وأم عبد الرحمن وعائشة أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة. وقيل: أمهما أم رومان بنت عمير بن عبد مناف بن دهمان بن غنم بن مالك بن كنانة، وقيل: أم رومان بنت الحارث بن الحويرث من بني فراس بن غنم بن كنانة بن خزيمة، وفيها خلاف آخر.
ولم يزل عبد الرحمن بن أبي بكر على دين قومه، وشهد بدراً مع المشركين، ودعي إلى المبارزة، فقام إليه أبو بكر الصديق ليبارزه فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: متعنا بنفسك. ثم اسلم عبد الرحمن في هدنة الحديبية، وهاجر إلى المدينة، وأطعمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخبير أربعين وسقاً، وشهد الجمل مع عائشة، وقدم على عبد الله بن عامر البصرة، وتوفي قبل عائشة بيسير. وكانت وفاة عائشة في رمضان سنة ثمان وخمسين، وكانت وفاة عبد الرحمن بالحبشي من مكة على بريد في سنة ثلاث وخمسين، في خلافة معاوية بن أبي سفيان، بعد سعد بن أبي وقاص.
وقدم مصر سنة ثمان وثلاثين. وكان سبب قدومه أن عائشة لما بلغها أن معاوية قد عقد لعمرو بن العاص، وأمره بالمسير إلى مصر لقتال محمد بن أبي بكر، وكان محمد أمير مصر لعلي أرسلت عبد الرحمن ليتكلم في أمر محمد. فما أغنى عنه شيئاً. وقيل: إن عمرو بن العاص قال لعبد الرحمن: ما جعل إلي معاوية من الأمرشيئاً، وما أنا إلا بواء، وما الأمر إلا لهذا الكندي، يريد: معاوية بن حديج.
توفي عبد الرحمن بمكة في نومة نامها، فأعتقت عائشة رضي الله عنها عنه، وقابلت في أمره معاوية سنة ثلاث وخمسين، وقيل: أربع وخمسين، وقيل: خمس، وقيل: ست، وقيل: سنة ثمان وخمسين.
وقال علي بن زيد جدعان: إن عبد الرحمن بن أبي بكر خرج في فتية من قريش إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفتح.
وقال مصعب بن عبد الله: وقف محكم اليمامة يوم الحديقة على ثلمة فحماها، فلم يجترئ عليه أحد فرماه عبد الرحمن بن أبي بكر فقتله، فدخل المسلمون من تلك الثلمة. قال: وكان أحد الرماة.
قال يحيى بن يحيى الغساني: كان عبد الرحمن بن أبي بكر يشبب بجارية في الجاهلية، فقدم على يعلى بن منية وهو على اليمن، فوجدها في السبي، فسأله أن يدفعها إليه، فابى، وكتب يعلى إلى أبي بكر يذكر له أمر عبد الرحمن، فكتب أن ادفعها إليه.
وعن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قدم الشام في تجارة، فرأى هنالك امرأة يقال لها ابنة الجودي على طنفسة، حولها ولائد، فأعجبته واسمها ليلى، وذكر من جمالها، فقال عبد الرحمن فيها: الطويل
تذكرت ليلى والسماوة دونها ... فما لابنة الجودي ليلى وماليا
وأنى تعاطي قلبه حارثية ... تدمن بصرى أو تحل الجوابيا
وأنى تلاقيها بلى ولعلها ... إن الناس حجوا قابلاً أن توافيا
فلما بعث عمر بن الخطاب جيشه إلى الشام قال لصاحب الجيش: إن ظفرت بليلى بنت الجودي عنوة فادفعها إلى عبد الرحمن بن أبي بكر، فظفر بها، فدفعها إلى عبد الرحمن، فأعجب بها، وآثرها على نسائه حتى شكونه إلى عائشة، فعاتبته على ذلك فقال: والله كاني أرشف بأنيابها حب الرمان، فأصابها وجع سقط له فوها، فجفاها حتى شكته إلى عائشة، فقالت له عائشة: يا عبد الرحمن، لقد أحببت ليلى فأفرطت، وأبغضتها فأفرطت، فإما أن تنصفها، وإما أن تجهزها إلى أهلها، فجهزها إلى أهلها.
وعنه أن عمر بن الخطاب نفل عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي حين فتح دمشق، وكانت ابنة ملك دمشق.
كتب معاوية إلى مروان أن يبايع ليزيد بن معاوية، فقال عبد الرحمن: جئتم بها هرقلية وفوقية، يبايعون لأبنائكم، فقال مروان: أيها الناس، إن هذا الذي يقول الله تعالى: " والذي قال لوالديه أف لكما " إلى آخر الآية، فغضبت عائشة وقالت: والله، ما هو به، ولو شئت أن أسميه لسميته.
قال عبد الله بن نافع بن ثابت: قام مروان على المنبر، فدعا إلى بيعة يزيد، فكلمه الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير بكلام، موضعه غير هذا، وقال له عبد الرحمن بن أبي بكر: أهرقلية؟! إذا مات كسرى كان كسرى مكانه، لا نفعل والله أبداً.
جاء كتاب من معاوية إلى مروان وهو على المدينة في سيد المسلمين وشيخ أمير المؤمنين يزيد بن أمير المؤمنين، وإنا قد بايعنا له، قال: فمسح مروان إحدى يديه على الأخرى، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: يا مروان، إنما هي هرقلية! كلما مات هرقل كان هرقل مكانه! ما لأبي بكر لم يستخلفني؟ وما لعمر لم يستخلف عبد الله؟ فقال له مروان: أنت الذي أنزل الله فيه " والذي قال لوالديه أف لكما " إلى
آخر الآية، فقام عبد الرحمن حتى دخل على عائشة رضي الله عنها، فأخبرها، فضربت بسترٍ على الباب، فقالت: يا بن الزرقاء أعلينا تتأول القرآن؟! لولا أني أرى الناس كأنهم أيدٍ يرتعشون، لقلت قولاً تخرج من أقطارها، فقال مروان: ما يومنا منك بواحد.
وعن عبد العزيز الزهري قال: بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بمئة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد بن معاوية، فردها عبد الرحمن، وأبى أن ياخذها، وقال: أبيع ديني بدنياي؟! وخرج إلى مكة فمات بها.
وعن عائشة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين توفي، تعني: كفن في حلة، ثم بدا لهم فنزعوها، وكفن في ثلاثة أثواب سحولية، ثم إن عبد الرحمن بن أبي بكر أخذ تلك الحلة، فقال: تكون في كفني، ثم بدا له، فقال: شيء لم يرضه الله لرسوله لا خير فيه فأماطه.
قال: كذا روي. والمحفوظ أن الذي حبس الحلة عبد الله بن أبي بكر.
وعن ابن مليكة أن عبد الرحمن بن أبي بكر هلك وقد حلف أن لا يكلم إنساناً. فلما مات قالت عائشة: يميني في يمين ابن أم رومان.
وعن القاسم بن محمد أن معاوية انصرف حين قدم المدينة من مكة، فلم يلبث ابن أبي بكر إلا يسيراً حتى توفي، بعدما خرج معاوية من المدينة.
وعنه قال: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر في مقيل قاله، على غير وصية، فأعتقت عنه عائشة رقيقاً من تلاده، ترجو أن ينفعه الله بذلك بعد موته.
وعن ابن أبي مليكة أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي بالحبشي على رأس أميال من مكة، فنقله ابن صفوان إلى مكة، فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فقالت: ما آسى من أمره إلا على خصلتين: إنه لم يعالج ولم يدفن حيث مات. قال نافع: وكان مات فجأة.
وعن علقمة بن أبي علقمة عن أمه أن امرأة دخلت بيت عائشة، فصلت عند بيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي صحيحة، فسجدت فلم ترفع رأسها حتى ماتت، فقالت عائشة: الحمد الله الذي يحيي ويميت، إن في هذه لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر، رقد في مقيل له قاله، فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات، فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صنع به شر، أو عجل عليه فدفن وهو حي، فرات أنه عبرة لها، وذهب ما كان في نفسها من ذلك. ولما مات أخو عائشة فجأة شق عليها وقالت: لو كان أصيب في بعض جسده لكان أحب إلي، ثم قالت: أما إنها أخذه أسف، وتخفيف عن المؤمن.
وعن ابن أبي مليكة قال: مات عبد الرحمن بن أبي بكر بالصفاح أو قريباً منها، فحملناه على عواتق الرجال حتى دفناه بمكة، فقدمت عائشة بعد وفاته، فقالت: أين قبر أخي؟ فأتته فصلت عليه.
وعنه قال: لما قدمت عائشة أتت قبر أخيها فبكت عليه وقالت: أما والله لو حضرتك حيث مت لدفنتك مكانك، ولو حضرت ما بكيت وقالت:
وكنا كندماني جذيمة حقبةً ... من الدهر حتى قيل لن نتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماع لم نبت ليلةً معا
وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دفنته إلا حيث مات، وما أدخلته مكة.
قدمت أم المؤمنين ذا طوى حين رفعوا أيديهم عن قبر عبد الرحمن بن أبي بكر. قال: ففعلت يومئذ وتركت، فقالت لها امرأة: وإنك لتفعلين مثل هذا يا أم المؤمنين؟! قالت: وما رأيتيني فعلت؟ إنه ليست لنا أكباد الأبل، ثم أمرت بفسطاط فضرب على القبر ووكلوا به إنساناً، وارتحلت، فقدم ابن عمر فرأى الفسطاط مضروباً، فسأل عنه فحدثوه، فقال للرجل: انزعه، فقال: إنهم وكلوني، قال: انزعه، وأخبرهم أن عبد الرحمن إنما يظله عمله. قال: وتوفيت عائشة بعد ذلك بيسير سنة تسع وخمسين.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان
ابن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم ابن قسي - وهو ثقيف - ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عقيل أبو سليمان - ويقال: ابو مطرف - الثقفي، المعروف بابن أم الحكم
امه أم الحكم بنت أبي سفيان أخت معاوية. روى عن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وقيل: له صحبة. أمر في غزوه الروم، وغلب على دمشق لما خرج عنها الضحاك بن قيس إلى مرج راهط، ودعا إلى مروان بن الحكم.
حدث عبد الرحمن بن عبد الله ابن أم الحكم الثقفي قال: بينما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض سكك المدينة إذ عرض له اليهود فقالوا: يا محمد ما الروح؟ وبيده عسيب نخل، فاعتمد عليه، ورفع رأسه ثم قال: " ويسألونك عن الروح " إلى قوله: " قليلاً ". قال: فسمع الله عز وجل فمقتهم.
وعن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال: انطلقت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد ثقيف، قال: فأتيناه، فأنحنا ببابه، وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه، فما خرجنا حتى ما في الناس رجل أحب إلينا من رجل دخلنا عليه، فقال: فإنك منا يا رسول الله، ألا سألت ربك فملكك ملك سليمان؟ قال: فضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال: لعل صاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان، إن الله لم يبعث نبياً إلا أعطاه دعوة، فمنهم من اتخذ بها دنيا فأعطيها، ومنها من دعا بها على قومه لما عصوه أهلكوا بها، ثم إن الله تعالى أعطاني دعوة اختبأتها عند ربي: شفاعة لأمتي يوم القيامة.
وحدث عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي أنه صلى خلف عثمان - يعني: ابن عفان - صلاة الجمعة، فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن وسورة الجمعة، وفي الركعة الثانية بأم القرآن وسبح - للحواريين - يعني: سورة الصف.
وحدث أيضاً قال: صليت خلف عثمان بن عفان الصلاة فكان يقرأ في صلاة الصبح من يوم الجمعة إلى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة الصبح من يوم الخميس ما بين " الذين كفروا " إلى الممتحنة أربع عشرة سورة، ويقرأ في صلاة الجمعة بسبح - للحواريين - والجمعة، ويقرأ في صلاة العشاء من ليلة الجمعة إلى صلاة العشاء من ليلة الخميس من " إذا جاءك المنافقون " إلى " هل أتى على الإنسان " أربع عشرة سورة، ويقرأ في صلاة المغرب من ليلة الجمعة إلى صلاة المغرب من يوم الخميس من المرسلات إلى " لا أقسم بهذا البلد " أربع عشرة سورة، سورة في إثر سورة.
كان جد عبد الرحمن بن أم الحكم عثمان بن عبد الله يحمل لواء المشركين يوم حنين - لواء هوازن - فقتله علي بن أبي طالب، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبعده الله، إنه كان يبغض قريشاً. وولي عبد الرحمن الكوفة ومصر، وولده يسكنون دمشق.
وحبيب بتشديد الياء باثنتين من تحتها، هو حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط.
وعن كعب بن عجرة أنه دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعداً فقال: انظروا إلى هذا الحبيب يخطب قاعداً، وقد قال الله عز وجل: " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائماً ".
وعن ثابت بن عبيد قال: قتل عبد الرحمن بن أم الحكم ابن صلوبا، فجاء الشيخ صلوبا، فدخل المسجد آخذاً بلحيةٍ له بيضاء، فقال: يا معشر المسلمين، علام قتل ابني؟ على هذا صالحت عمر بن الخطاب؟ قال: فقال الناس: ذمتكم ذمتكم، فاجتمع الناس، وجاء جرير، قال: فجاء عبد الرحمن ناس فقالوا له: إنا نخاف عليك فأغلق باب المقصورة.
ولما اشتد بلاء عبد الرحمن بن أم الحكم على أهل الكوفة قال عبد الله بن همام السلولي شعراً، وكتبه في رقاع وطرحها في مسجد الجامع الوافر
ألا أبلغ معاوية بن صخرٍ ... فقد خرب السواد فلا سوادا
أرى العمال أفتننا علينا ... بعاجل نفعهم ظلموا العبادا
فهل لك أن تدارك ما لدينا ... وتدفع عن رعيتك الفسادا؟
وتعزل تابعاً أبداً هواه ... يخرب من بلادته البلادا
إذا ما قلت أقصر عن مداه ... تمادى في ضلالته وزادا
فبلغ الشعر معاوية فعزله.
قال الجارود بن أبي سبرة: دخلت على بلال ابن أبي بردة فقلت: قال حارثة بن بدر في عبد الرحمن بن أم الحكم: البسيط
نهاره في قضايا غير عادلةٍ ... وليله في هوى سعد بن هبار
فيصبح القوم طلحى قد أضر بهم ... نص المطي وليل المدلج الساري
ما يسمع الناس أصواتاً لهم ظهرت ... إلا دوياً دوي النحل في الغار
فلما خرجت مني ندمت، وقلت يظن أني قد عرضت بت وبالرغل، والرغل من حرم، أي أنه يشرب معه. قال: فأمر خبيئة فأخرج على جرته ثلاث مئة درهم في النهرين، وما كان في النهرين شيء. قال: وأكثر أهل النهرين ذمة؟.
استعمل معاوية ابن أم الحكم على الكوفة فأساء السيرة فيهم، وطردوه، فلحق بمعاوية وهو خاله، فقال: أوليك خيراً منها: مصر، قال: فولاه، فتوجه إليها، وبلغ معاوية بن حديج السكوني الخبر، فخرج، فاستقبله على مرحلتين من مصر، فقال: ارجع إلى خالك، فلعمري لا تسير فينا سيرتك في إخواننا من أهل الكوفة، فرجع إلى معاوية، وأقبل معاوية بن حديج وافداً، قال: وكان إذا جاء قلست له الطريق - يعني: ضربت له قباب الريحان - قال: فدخل على معاوية وعنده أم الحكم، فقالت: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: بخٍ، هذا معاوية بن حديج، قالت: لا مرحباً به تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فقال: على رسلك يا أم الحكم، أما والله لقد تزوجت فما أكرمت، وولدت فما أنجبت، أردت أن يلي ابنك الفاسق علينا، فيسير فينا كما سار في
إخواننا من أهل الكوفة، ما كان الله ليرى ذلك، ولو فعل لضربناه ضرباً يصامي منيته، وإن كان ذلك الجالس، فالتفت إليها معاوية، فقال: كفي.
كان عبد الرحمن بن أم الحكم ينازع يزيد بن معاوية كثيراً، فقال معاوية لأبي خداش بن عتبة بن أبي لهب: إن عبد الرحمن لا يزال يتعرض ليزيد، فتعرض له أنت، حتى يسمع يزيد ما يجري بينكما، ولك عشرة آلاف درهم، قال: عجلها لي، فعجلها له، فحملت إليه ثم التقوا عند معاوية، فقال أبو خداش: يا أمير المؤمنين، أعدني على عبد الرحمن، فإنه قتل لي مولى بالكوفة، فقال عب الرحمن: يا بن بنت، ألا تسكت؟ فقال أبو خداش لعبد الرحمن: يا بن تمدر، يا بن البريج، يا بن أم قدح، فقال معاوية: يا أبا خداش، حسبك، يرحمك الله علي دية مولاك، فخرج أبو خداش، ثم عاد إلى معاوية، فقال: أعطني عشرة آلاف درهم أخرى، وإلا أخبرت عبد الرحمن أنك أنت أمرتني بذلك، فأعطاه عشرة آلاف وقال: فسر ليزيد ما قلت لعبد الرحمن، قال: هن أمهات لعبد الرحمن حبشيات، وقد ذكرهن ابن الكاهلية الثقفي وهو يهجو ابن عم لعبد الرحمن: الوافر
ثلاث قد ولدنك من حبوش ... إذا يسمو خدينك بالزمام:
تمدر والبريج وأم قدح ... ومجلوب يعد من ال حام
وعن عكرمة بن خالد أن عبد الرحمن بن أم الحكم سأل امرأة له أن يخرجها من ميراثها منه في مرضه فأبت، فقال: لأدخلن عليك من ينقص حقك أو يضر به، فنكح ثلاثاً في مرضه، أصدق كل واحدة منهن ألف دينار، فأجاز عبد الملك بن مروان، وشرك بينهن في الثمن.
ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبو محمد - ويقال: أبو عبد الله - ويقال: أبو عثمان - ابن أبي بكر الصديق له صحبة بسيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم الشام قبل الفتح، ورأى ابنة الجودي ببصرى، ثم دخل الشام بعد الفتح.
حدث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن أصحاب الصفة كانوا أناساً فقراء، وأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، وإن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس، وسادس، أو كما قال. وأن أبا بكر جاء بثلاثة نفر، وانطلق نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعشرة، وكنت أنا وأبي وأمي.
ولا أدري لعله قال: امرأتي، وخادمي - بين بيتنا وبيت أبي بكر، وإن أبا بكر تعشى عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع، فلبث حتى نعس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، قالت امرأته: ما حبسك؟ قد حبست عن أضيافك - أو قالت: ضيفك - قال: أو ما عشيتموهم؟ قالت: لا، أبوا إلا انتظارك حتى تجيء، قال: فعرضوا عليهم، فغلبوهم، قال: فذهبت فاختبأت، فقال لي أبو بكر: يا غنثر، فجئت، قال: فجدع وسب وقال: كلوا هنيئاً، لا أطعمه أبداً، قال: فأكلنا، قال: فوالله ما كنا نأخذ لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها قال: فشبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، ونظر إليها أبو بكر، فإذا هي كما هي أو أكثر، فقال لامرأته: يا أخت بني فراس، ما هذا؟ قالت: لا، وقرة عيني، ألا وهي الآن أكثر منها ثلاث مرات، فأكل منها أبو بكر، ثم قال: إنما كان ذلك من الشيطان - يعني: يمينه - فأكل منها لقمة ثم حملها إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأصبحت - يعني: عنده - قال: وكان بينه وبين قوم عقد، فمضى الأجل، فعرضنا، فإذا هم اثنا عشر رجلاً، مع كل واحد منهم أناس، الله أعلم بهم كثرة إلا أنها بقيت معهم بقية من ذلك الطعام، فأكلوا منها أجمعون، أو كما قال.
وعن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: أمرني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أردف عائشة فأعمرها من التنعيم.
قال الزبير: عبد الرحمن بن أبي بكر كان اسمه عبد العزى، فسماه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن.
وقال مصعب: عبد الرحمن أسن ولد أبي بكر.
وكان يختلف إلى الشام في تجارة قريش في الجاهلية. فرأى هناك امرأة يقال لها: ابنة الجودي من غسان، وكان يهذي بها، ويذكرها في شعره.
وأم عبد الرحمن وعائشة أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة. وقيل: أمهما أم رومان بنت عمير بن عبد مناف بن دهمان بن غنم بن مالك بن كنانة، وقيل: أم رومان بنت الحارث بن الحويرث من بني فراس بن غنم بن كنانة بن خزيمة، وفيها خلاف آخر.
ولم يزل عبد الرحمن بن أبي بكر على دين قومه، وشهد بدراً مع المشركين، ودعي إلى المبارزة، فقام إليه أبو بكر الصديق ليبارزه فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: متعنا بنفسك. ثم اسلم عبد الرحمن في هدنة الحديبية، وهاجر إلى المدينة، وأطعمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخبير أربعين وسقاً، وشهد الجمل مع عائشة، وقدم على عبد الله بن عامر البصرة، وتوفي قبل عائشة بيسير. وكانت وفاة عائشة في رمضان سنة ثمان وخمسين، وكانت وفاة عبد الرحمن بالحبشي من مكة على بريد في سنة ثلاث وخمسين، في خلافة معاوية بن أبي سفيان، بعد سعد بن أبي وقاص.
وقدم مصر سنة ثمان وثلاثين. وكان سبب قدومه أن عائشة لما بلغها أن معاوية قد عقد لعمرو بن العاص، وأمره بالمسير إلى مصر لقتال محمد بن أبي بكر، وكان محمد أمير مصر لعلي أرسلت عبد الرحمن ليتكلم في أمر محمد. فما أغنى عنه شيئاً. وقيل: إن عمرو بن العاص قال لعبد الرحمن: ما جعل إلي معاوية من الأمرشيئاً، وما أنا إلا بواء، وما الأمر إلا لهذا الكندي، يريد: معاوية بن حديج.
توفي عبد الرحمن بمكة في نومة نامها، فأعتقت عائشة رضي الله عنها عنه، وقابلت في أمره معاوية سنة ثلاث وخمسين، وقيل: أربع وخمسين، وقيل: خمس، وقيل: ست، وقيل: سنة ثمان وخمسين.
وقال علي بن زيد جدعان: إن عبد الرحمن بن أبي بكر خرج في فتية من قريش إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفتح.
وقال مصعب بن عبد الله: وقف محكم اليمامة يوم الحديقة على ثلمة فحماها، فلم يجترئ عليه أحد فرماه عبد الرحمن بن أبي بكر فقتله، فدخل المسلمون من تلك الثلمة. قال: وكان أحد الرماة.
قال يحيى بن يحيى الغساني: كان عبد الرحمن بن أبي بكر يشبب بجارية في الجاهلية، فقدم على يعلى بن منية وهو على اليمن، فوجدها في السبي، فسأله أن يدفعها إليه، فابى، وكتب يعلى إلى أبي بكر يذكر له أمر عبد الرحمن، فكتب أن ادفعها إليه.
وعن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قدم الشام في تجارة، فرأى هنالك امرأة يقال لها ابنة الجودي على طنفسة، حولها ولائد، فأعجبته واسمها ليلى، وذكر من جمالها، فقال عبد الرحمن فيها: الطويل
تذكرت ليلى والسماوة دونها ... فما لابنة الجودي ليلى وماليا
وأنى تعاطي قلبه حارثية ... تدمن بصرى أو تحل الجوابيا
وأنى تلاقيها بلى ولعلها ... إن الناس حجوا قابلاً أن توافيا
فلما بعث عمر بن الخطاب جيشه إلى الشام قال لصاحب الجيش: إن ظفرت بليلى بنت الجودي عنوة فادفعها إلى عبد الرحمن بن أبي بكر، فظفر بها، فدفعها إلى عبد الرحمن، فأعجب بها، وآثرها على نسائه حتى شكونه إلى عائشة، فعاتبته على ذلك فقال: والله كاني أرشف بأنيابها حب الرمان، فأصابها وجع سقط له فوها، فجفاها حتى شكته إلى عائشة، فقالت له عائشة: يا عبد الرحمن، لقد أحببت ليلى فأفرطت، وأبغضتها فأفرطت، فإما أن تنصفها، وإما أن تجهزها إلى أهلها، فجهزها إلى أهلها.
وعنه أن عمر بن الخطاب نفل عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي حين فتح دمشق، وكانت ابنة ملك دمشق.
كتب معاوية إلى مروان أن يبايع ليزيد بن معاوية، فقال عبد الرحمن: جئتم بها هرقلية وفوقية، يبايعون لأبنائكم، فقال مروان: أيها الناس، إن هذا الذي يقول الله تعالى: " والذي قال لوالديه أف لكما " إلى آخر الآية، فغضبت عائشة وقالت: والله، ما هو به، ولو شئت أن أسميه لسميته.
قال عبد الله بن نافع بن ثابت: قام مروان على المنبر، فدعا إلى بيعة يزيد، فكلمه الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير بكلام، موضعه غير هذا، وقال له عبد الرحمن بن أبي بكر: أهرقلية؟! إذا مات كسرى كان كسرى مكانه، لا نفعل والله أبداً.
جاء كتاب من معاوية إلى مروان وهو على المدينة في سيد المسلمين وشيخ أمير المؤمنين يزيد بن أمير المؤمنين، وإنا قد بايعنا له، قال: فمسح مروان إحدى يديه على الأخرى، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: يا مروان، إنما هي هرقلية! كلما مات هرقل كان هرقل مكانه! ما لأبي بكر لم يستخلفني؟ وما لعمر لم يستخلف عبد الله؟ فقال له مروان: أنت الذي أنزل الله فيه " والذي قال لوالديه أف لكما " إلى
آخر الآية، فقام عبد الرحمن حتى دخل على عائشة رضي الله عنها، فأخبرها، فضربت بسترٍ على الباب، فقالت: يا بن الزرقاء أعلينا تتأول القرآن؟! لولا أني أرى الناس كأنهم أيدٍ يرتعشون، لقلت قولاً تخرج من أقطارها، فقال مروان: ما يومنا منك بواحد.
وعن عبد العزيز الزهري قال: بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بمئة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد بن معاوية، فردها عبد الرحمن، وأبى أن ياخذها، وقال: أبيع ديني بدنياي؟! وخرج إلى مكة فمات بها.
وعن عائشة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين توفي، تعني: كفن في حلة، ثم بدا لهم فنزعوها، وكفن في ثلاثة أثواب سحولية، ثم إن عبد الرحمن بن أبي بكر أخذ تلك الحلة، فقال: تكون في كفني، ثم بدا له، فقال: شيء لم يرضه الله لرسوله لا خير فيه فأماطه.
قال: كذا روي. والمحفوظ أن الذي حبس الحلة عبد الله بن أبي بكر.
وعن ابن مليكة أن عبد الرحمن بن أبي بكر هلك وقد حلف أن لا يكلم إنساناً. فلما مات قالت عائشة: يميني في يمين ابن أم رومان.
وعن القاسم بن محمد أن معاوية انصرف حين قدم المدينة من مكة، فلم يلبث ابن أبي بكر إلا يسيراً حتى توفي، بعدما خرج معاوية من المدينة.
وعنه قال: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر في مقيل قاله، على غير وصية، فأعتقت عنه عائشة رقيقاً من تلاده، ترجو أن ينفعه الله بذلك بعد موته.
وعن ابن أبي مليكة أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي بالحبشي على رأس أميال من مكة، فنقله ابن صفوان إلى مكة، فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فقالت: ما آسى من أمره إلا على خصلتين: إنه لم يعالج ولم يدفن حيث مات. قال نافع: وكان مات فجأة.
وعن علقمة بن أبي علقمة عن أمه أن امرأة دخلت بيت عائشة، فصلت عند بيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي صحيحة، فسجدت فلم ترفع رأسها حتى ماتت، فقالت عائشة: الحمد الله الذي يحيي ويميت، إن في هذه لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر، رقد في مقيل له قاله، فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات، فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صنع به شر، أو عجل عليه فدفن وهو حي، فرات أنه عبرة لها، وذهب ما كان في نفسها من ذلك. ولما مات أخو عائشة فجأة شق عليها وقالت: لو كان أصيب في بعض جسده لكان أحب إلي، ثم قالت: أما إنها أخذه أسف، وتخفيف عن المؤمن.
وعن ابن أبي مليكة قال: مات عبد الرحمن بن أبي بكر بالصفاح أو قريباً منها، فحملناه على عواتق الرجال حتى دفناه بمكة، فقدمت عائشة بعد وفاته، فقالت: أين قبر أخي؟ فأتته فصلت عليه.
وعنه قال: لما قدمت عائشة أتت قبر أخيها فبكت عليه وقالت: أما والله لو حضرتك حيث مت لدفنتك مكانك، ولو حضرت ما بكيت وقالت:
وكنا كندماني جذيمة حقبةً ... من الدهر حتى قيل لن نتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماع لم نبت ليلةً معا
وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دفنته إلا حيث مات، وما أدخلته مكة.
قدمت أم المؤمنين ذا طوى حين رفعوا أيديهم عن قبر عبد الرحمن بن أبي بكر. قال: ففعلت يومئذ وتركت، فقالت لها امرأة: وإنك لتفعلين مثل هذا يا أم المؤمنين؟! قالت: وما رأيتيني فعلت؟ إنه ليست لنا أكباد الأبل، ثم أمرت بفسطاط فضرب على القبر ووكلوا به إنساناً، وارتحلت، فقدم ابن عمر فرأى الفسطاط مضروباً، فسأل عنه فحدثوه، فقال للرجل: انزعه، فقال: إنهم وكلوني، قال: انزعه، وأخبرهم أن عبد الرحمن إنما يظله عمله. قال: وتوفيت عائشة بعد ذلك بيسير سنة تسع وخمسين.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان
ابن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم ابن قسي - وهو ثقيف - ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عقيل أبو سليمان - ويقال: ابو مطرف - الثقفي، المعروف بابن أم الحكم
امه أم الحكم بنت أبي سفيان أخت معاوية. روى عن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وقيل: له صحبة. أمر في غزوه الروم، وغلب على دمشق لما خرج عنها الضحاك بن قيس إلى مرج راهط، ودعا إلى مروان بن الحكم.
حدث عبد الرحمن بن عبد الله ابن أم الحكم الثقفي قال: بينما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض سكك المدينة إذ عرض له اليهود فقالوا: يا محمد ما الروح؟ وبيده عسيب نخل، فاعتمد عليه، ورفع رأسه ثم قال: " ويسألونك عن الروح " إلى قوله: " قليلاً ". قال: فسمع الله عز وجل فمقتهم.
وعن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال: انطلقت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد ثقيف، قال: فأتيناه، فأنحنا ببابه، وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه، فما خرجنا حتى ما في الناس رجل أحب إلينا من رجل دخلنا عليه، فقال: فإنك منا يا رسول الله، ألا سألت ربك فملكك ملك سليمان؟ قال: فضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال: لعل صاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان، إن الله لم يبعث نبياً إلا أعطاه دعوة، فمنهم من اتخذ بها دنيا فأعطيها، ومنها من دعا بها على قومه لما عصوه أهلكوا بها، ثم إن الله تعالى أعطاني دعوة اختبأتها عند ربي: شفاعة لأمتي يوم القيامة.
وحدث عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي أنه صلى خلف عثمان - يعني: ابن عفان - صلاة الجمعة، فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن وسورة الجمعة، وفي الركعة الثانية بأم القرآن وسبح - للحواريين - يعني: سورة الصف.
وحدث أيضاً قال: صليت خلف عثمان بن عفان الصلاة فكان يقرأ في صلاة الصبح من يوم الجمعة إلى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة الصبح من يوم الخميس ما بين " الذين كفروا " إلى الممتحنة أربع عشرة سورة، ويقرأ في صلاة الجمعة بسبح - للحواريين - والجمعة، ويقرأ في صلاة العشاء من ليلة الجمعة إلى صلاة العشاء من ليلة الخميس من " إذا جاءك المنافقون " إلى " هل أتى على الإنسان " أربع عشرة سورة، ويقرأ في صلاة المغرب من ليلة الجمعة إلى صلاة المغرب من يوم الخميس من المرسلات إلى " لا أقسم بهذا البلد " أربع عشرة سورة، سورة في إثر سورة.
كان جد عبد الرحمن بن أم الحكم عثمان بن عبد الله يحمل لواء المشركين يوم حنين - لواء هوازن - فقتله علي بن أبي طالب، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبعده الله، إنه كان يبغض قريشاً. وولي عبد الرحمن الكوفة ومصر، وولده يسكنون دمشق.
وحبيب بتشديد الياء باثنتين من تحتها، هو حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط.
وعن كعب بن عجرة أنه دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعداً فقال: انظروا إلى هذا الحبيب يخطب قاعداً، وقد قال الله عز وجل: " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائماً ".
وعن ثابت بن عبيد قال: قتل عبد الرحمن بن أم الحكم ابن صلوبا، فجاء الشيخ صلوبا، فدخل المسجد آخذاً بلحيةٍ له بيضاء، فقال: يا معشر المسلمين، علام قتل ابني؟ على هذا صالحت عمر بن الخطاب؟ قال: فقال الناس: ذمتكم ذمتكم، فاجتمع الناس، وجاء جرير، قال: فجاء عبد الرحمن ناس فقالوا له: إنا نخاف عليك فأغلق باب المقصورة.
ولما اشتد بلاء عبد الرحمن بن أم الحكم على أهل الكوفة قال عبد الله بن همام السلولي شعراً، وكتبه في رقاع وطرحها في مسجد الجامع الوافر
ألا أبلغ معاوية بن صخرٍ ... فقد خرب السواد فلا سوادا
أرى العمال أفتننا علينا ... بعاجل نفعهم ظلموا العبادا
فهل لك أن تدارك ما لدينا ... وتدفع عن رعيتك الفسادا؟
وتعزل تابعاً أبداً هواه ... يخرب من بلادته البلادا
إذا ما قلت أقصر عن مداه ... تمادى في ضلالته وزادا
فبلغ الشعر معاوية فعزله.
قال الجارود بن أبي سبرة: دخلت على بلال ابن أبي بردة فقلت: قال حارثة بن بدر في عبد الرحمن بن أم الحكم: البسيط
نهاره في قضايا غير عادلةٍ ... وليله في هوى سعد بن هبار
فيصبح القوم طلحى قد أضر بهم ... نص المطي وليل المدلج الساري
ما يسمع الناس أصواتاً لهم ظهرت ... إلا دوياً دوي النحل في الغار
فلما خرجت مني ندمت، وقلت يظن أني قد عرضت بت وبالرغل، والرغل من حرم، أي أنه يشرب معه. قال: فأمر خبيئة فأخرج على جرته ثلاث مئة درهم في النهرين، وما كان في النهرين شيء. قال: وأكثر أهل النهرين ذمة؟.
استعمل معاوية ابن أم الحكم على الكوفة فأساء السيرة فيهم، وطردوه، فلحق بمعاوية وهو خاله، فقال: أوليك خيراً منها: مصر، قال: فولاه، فتوجه إليها، وبلغ معاوية بن حديج السكوني الخبر، فخرج، فاستقبله على مرحلتين من مصر، فقال: ارجع إلى خالك، فلعمري لا تسير فينا سيرتك في إخواننا من أهل الكوفة، فرجع إلى معاوية، وأقبل معاوية بن حديج وافداً، قال: وكان إذا جاء قلست له الطريق - يعني: ضربت له قباب الريحان - قال: فدخل على معاوية وعنده أم الحكم، فقالت: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: بخٍ، هذا معاوية بن حديج، قالت: لا مرحباً به تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فقال: على رسلك يا أم الحكم، أما والله لقد تزوجت فما أكرمت، وولدت فما أنجبت، أردت أن يلي ابنك الفاسق علينا، فيسير فينا كما سار في
إخواننا من أهل الكوفة، ما كان الله ليرى ذلك، ولو فعل لضربناه ضرباً يصامي منيته، وإن كان ذلك الجالس، فالتفت إليها معاوية، فقال: كفي.
كان عبد الرحمن بن أم الحكم ينازع يزيد بن معاوية كثيراً، فقال معاوية لأبي خداش بن عتبة بن أبي لهب: إن عبد الرحمن لا يزال يتعرض ليزيد، فتعرض له أنت، حتى يسمع يزيد ما يجري بينكما، ولك عشرة آلاف درهم، قال: عجلها لي، فعجلها له، فحملت إليه ثم التقوا عند معاوية، فقال أبو خداش: يا أمير المؤمنين، أعدني على عبد الرحمن، فإنه قتل لي مولى بالكوفة، فقال عب الرحمن: يا بن بنت، ألا تسكت؟ فقال أبو خداش لعبد الرحمن: يا بن تمدر، يا بن البريج، يا بن أم قدح، فقال معاوية: يا أبا خداش، حسبك، يرحمك الله علي دية مولاك، فخرج أبو خداش، ثم عاد إلى معاوية، فقال: أعطني عشرة آلاف درهم أخرى، وإلا أخبرت عبد الرحمن أنك أنت أمرتني بذلك، فأعطاه عشرة آلاف وقال: فسر ليزيد ما قلت لعبد الرحمن، قال: هن أمهات لعبد الرحمن حبشيات، وقد ذكرهن ابن الكاهلية الثقفي وهو يهجو ابن عم لعبد الرحمن: الوافر
ثلاث قد ولدنك من حبوش ... إذا يسمو خدينك بالزمام:
تمدر والبريج وأم قدح ... ومجلوب يعد من ال حام
وعن عكرمة بن خالد أن عبد الرحمن بن أم الحكم سأل امرأة له أن يخرجها من ميراثها منه في مرضه فأبت، فقال: لأدخلن عليك من ينقص حقك أو يضر به، فنكح ثلاثاً في مرضه، أصدق كل واحدة منهن ألف دينار، فأجاز عبد الملك بن مروان، وشرك بينهن في الثمن.
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- وكانت له صحبة.
- وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. زعم أبو الحسن أنه كان رسول عثمان بن عفان إلى عامر.
- وعبد الرحمن بن أبي بكر بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. أمه سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة.
عبد الرحمن بن أَبِي بَكْرِ
- عبد الرحمن بن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام بن المغيرة. وأمه سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة. ومات عبد الرحمن وليس له عقب. وقد روي عنه أيضا.
- عبد الرحمن بن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام بن المغيرة. وأمه سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة. ومات عبد الرحمن وليس له عقب. وقد روي عنه أيضا.
عبد الرحمن بن أبي بكر
- عبد الرحمن بن أبي بكر. أمه أم رومان بنت الحارث بن الحويرث, من بني فراس بن غنم بن كنانة بن خزيمة. ويقال: أمه ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة. يكنى أبا محمد, مات سنة ثلاث وخمسين. شهد الجمل مع عائشة, وقدم على ابن عامر البصرة.
- عبد الرحمن بن أبي بكر. أمه أم رومان بنت الحارث بن الحويرث, من بني فراس بن غنم بن كنانة بن خزيمة. ويقال: أمه ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة. يكنى أبا محمد, مات سنة ثلاث وخمسين. شهد الجمل مع عائشة, وقدم على ابن عامر البصرة.
عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر
روى عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن سعيد بن زيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشرَة فِي الْجنَّة الحَدِيث رَوَاهُ عَنهُ عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم أحد الضُّعَفَاء
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل مَجْهُول.
روى عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن سعيد بن زيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشرَة فِي الْجنَّة الحَدِيث رَوَاهُ عَنهُ عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم أحد الضُّعَفَاء
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل مَجْهُول.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بكر بْن أَبِي مليكة الْقُرَشِيّ المليكي -
منكر الحديث - التيمي عَنِ القاسم، سَمِعَ منه ابنه مُحَمَّد، قَالَ ابْن منذر حَدَّثَنَا معن حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْرِ بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مليكة: سمعت عمي ابْن أَبِي مليكة هو عَبْد اللَّه، ورأى طاوسا
والزُّهْرِيّ.
منكر الحديث - التيمي عَنِ القاسم، سَمِعَ منه ابنه مُحَمَّد، قَالَ ابْن منذر حَدَّثَنَا معن حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْرِ بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مليكة: سمعت عمي ابْن أَبِي مليكة هو عَبْد اللَّه، ورأى طاوسا
والزُّهْرِيّ.
عبد الرحمن بن أبي بكر
- عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة. وهو الذي يقال له زوج جبرة. له أحاديث ضعيفة.
- عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة. وهو الذي يقال له زوج جبرة. له أحاديث ضعيفة.
عبد الرَّحْمَن بن أذينة الْعَبْدي يروي عَن أَبِيه رَوَى عَنْهُ عَبْد الْملك بْن أعين وَكَانَ على قَضَاء الْبَصْرَة زمن شُرَيْح فَلَمَّا مَاتَ طلب
أَبُو قلَابَة للْقَضَاء فهرب إِلَى الشَّام مَخَافَة أَن يُولى وَمَات فِي أول ولَايَة الْحجَّاج بن يُوسُف على الْعرَاق
أَبُو قلَابَة للْقَضَاء فهرب إِلَى الشَّام مَخَافَة أَن يُولى وَمَات فِي أول ولَايَة الْحجَّاج بن يُوسُف على الْعرَاق
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُذَيْنَةَ الْعَبْدِيُّ ذَكَرَهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فِي الصَّحَابَةِ، تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ وِلَايَةِ الْحَجَّاجِ
- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ شِيرَوَيْهِ ثنا إِسْحَاقُ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ» صَوَابُهُ عَنْ أَبِيهِ أُذَيْنَةَ
- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ شِيرَوَيْهِ ثنا إِسْحَاقُ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ» صَوَابُهُ عَنْ أَبِيهِ أُذَيْنَةَ
عبد الرحمن بن أذينة العبدي
عَبْد الرَّحْمَن بْن أذينة العبدي أورده إِسْحَاق بْن راهويه فِي مسنده فِي الصحابة، وقَالَ أَبُو نعيم: صوابه عَنْ أَبِيهِ أذينة.
(905) أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ، أَظُنُّهُ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى
عَبْد الرَّحْمَن بْن أذينة العبدي أورده إِسْحَاق بْن راهويه فِي مسنده فِي الصحابة، وقَالَ أَبُو نعيم: صوابه عَنْ أَبِيهِ أذينة.
(905) أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ، أَظُنُّهُ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى
عبد الرحمن بن أذينة العبدي كان على قضاء البصرة زمن شريح مات في ولاية عبد الملك بن مروان
عبد الرحمن بن أذينة قاضي البصرة زمن شريح روى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل، روى عنه أبو إسحاق الهمداني وعبد الملك بن أعين سمعت أبى يقول ذلك.
عبد الله بن زيد بن عامر
ابن ناثل بن مالك بن عبيد بن علقمة بن سعد بن كبير بن غالب بن عدي بن بيهس بن طرود ابن قدامة بن جرم أبو قلابة الجرمي البصري.
أحد الأعلام.
قدم دمشق، وسكن داريا.
حدث أبو قلابة أن ثابت بن الضحاك حدثه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من حلف على ملةٍ غير الإسلام فهو كما قال. ليس على رجل نذر فيما لا يملك.
وحدث أبو قلابة عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة.
وحدث عنه: أن رهطاً من عكل - أو قال من عرينة، ولا أعلمه إلا قال: من عكل - قدموا المدينة فاجتووها، فأمر لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلقاح وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها حتى برئوا وذهب سقمهم، فقتلوا راعي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأطردوا النعم، فبلغ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبعث إليهم غدوة، فما ارتفع النهار حتى جيء بهم، فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم،
وألقوا بالحرة يستسقون فلا يسقون. قال: فقال أبو قلابة: هؤلاء قوم، قتلوا وسرقوا، وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله.
قيل لعبد الملك بن مروان، هذا أبو قلابة قد قدم على أمير المؤمنين. قال: وما أقدمه؟ قال: متعوذاً من الحجاج، أراده على القضاء، فقال عبد الملك..وكتب له إلى الحجاج بالوصاة.
قالوا: وأخبر أبو قلابة، بقول عبد الملك فيه، فقال أبو قلابة: قد كنت أحب أن آتي الشام وقد دخلتها ولن أخرج منها.
كان عمر بن عبد العزيز يقول: الأذان مثنى مثنى، والإقامة إحدى إحدى. وكان مع عمر بن عبد العزيز أبو قلابة الجرمي وعراك بن مالك ومحمد بن كعب القرظي وسالم بن عبد الله، ومحمد بن شهاب الزهري وغيرهم من الفقهاء، يصلون بصلاته، وهو يثني الأذان ويفرد الإقامة. لا ينكرون ذلك.
كان أبو قلابة ثقة كثيراً الحديث، وكان ديوانه بالشام.
حدث سليمان بن داود حديثاً فيه طول قال: قلت لأبي قلابة الجرمي: ما هذه الصلاة التي يصليها أمير المؤمنين؟ يريد: عمر بن عبد العزيز، فقال: حدثني عشرة من أفضل من أدركت من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقراءته وركوعه وسجوده.
وفي حديث آخر بمعناه. قال سليمان: فرمقت عمر في صلاته، فكان بصره إلى موضع سجوده.
قال أبو قلابة: كنت جالساً عند عمر بن عبد العزيز فذكروا القسامة، فحدثته عن أنس بقصة العرنيين فقال عمر: لن تزالوا بخير يا أهل الشام ما دام فيكم هذا، أو مثل هذا.
وعن أبي قلابة قال: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمنهم أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسون عليكم ما كنتم تعرفون.
قال أيوب: وكان أبو قلابة من الفقهاء وذوي الألباب.
قال السري بن يحيى: حدثني جار كان لأبي قلابة الجرمي أنه خرج حاجاً فتقدم أصحابه في يوم صائف وهو صائم، فأصابه عطش شديد، فقال: اللهم، إنك قادر على أن تذهب عطشي من غير فطر، فأظلته سحابة فأمطرت عليه حتى بلت ثوبيه، وذهب العطش عنه. فنزل فحوض حياضاً فملأها ماء، فانتهى إليه أصحابه، فشربوا، وما أصاب أصحابه من ذلك المطر شيء.
قال أيوب السختياني: لما مات عبد الرحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى اليمامة. قال أيوب: فلقيته بعد ذلك، فقلت له في ذلك فقال: ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجل وقع في بحر، فما عسى أن يسبح حتى يغرق؟ قال أبو أيوب السختياني: قال لي أبو قلابة: يا أيوب، احفظ عني ثلاث خصال: إياك وأبواب السلطان، وإياك ومجالسة أهل الأهواء، والزم سوقك، فإن الغنى من العافية.
وعن أيوب السختياني قال: قال لي أبو قلابة: يا أيوب، احفظ عني أربعاً: لا تقل في القرآن برأيك، وإياك والقدر، وإذا ذكر أصحاب محمد فأمسك، ولا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك فيغروا قلبك.
وعن أبي قلابة قال:
إن أهل الأهواء أهل الضلالة، ولا أرى مصيرهم إلا النار، فجربهم فليس أحد منهم ينتحل قولاً، أو قال: حديثاً - فيتناهى به الأمر دون السيف، وإن النفاق كان ضروباً،
ثم تلا " ومنهم من عاهد الله " " ومنهم من يلمزك في الصدقات " " ومنهم الذين يؤذون النبي " فاختلف قولهم، واجتمعوا في الشك والتكذيب، وإن هؤلاء اختلف قولهم، واجتمعوا في السيف، ولا أرى مصيرهم إلا النار.
وعن أبي قلابة قال: العلماء ثلاثة: فعالم عاش بعلمه وعاش بعلمه وعاش الناس بعلمه، وعالم عاش بعلمه ولم يعش الناس بعلمه، وعالم لم بعلمه ولم يعش الناس بعلمه.
وعن أبي قلابة لأيوب: إذا حدث الله علماً فأحدث لله عبادة، ولا تكن إنما همك أن تحدث به الناس.
وعن حميد الطويل قال: قال أبو قلابة: إذ بلغك عن أخيك شيء تجد عليه فيه، فاطلب له العذر جهدك، فإن لم تجده فقل: عسى عذره لم يبلغه علمي.
قال عثمان بن الهيثم: كان رجل من بني سعد بالبصرة، وكان قائداً من قواد عبيد الله بن زياد، فسقط من السطح فانكسرت رجلاه، فدخل عليه أبو قلابة فعاده فقال له: أرجو أن يكون لك خيرة. فقال له: يا أبا قلابة، وأي خيرة في كسر رجلي جميعاً؟ فقال: ما ستر الله عليك أكثر. فلما كان بعد ثلاث ورد عليه كتاب ابن زياد يسأله أن يخرج فيقاتل الحسين بن علي فقال له: قد أصابني ما أصابني. قال ذلك للرسول. فما كان إلا سبعاً حتى وافى الخبر بقتل الحسين، فقال الرجل: رحم الله أبا قلابة، لقد صدق، إنه كان خيرة لي.
قال أيوب: قرأت في بعض كتب أبي قلابة: ما هتك الله ستر عبدٍ، له عنده مثقال حبة من خردل من خير.
قال أيوب السختياني: مر أبو قلابة وأنا أشتري تمراً ليس بالجيد، فقال: يا أيوب، قد كنت أحسب أن مجالستك إيانا قد نفعتك. أما علمت أن الله عز وجل قد نزع الركة من كل ردئ؟؟ قال أيوب: مرض أبو قلابة بالشام، فدخل عليه عمر بن عبد العزيز فقال: يا أبا قلابة، تشدد، لا يشمت بنا المنافقون.
ومات أبو قلابة بالشام، وأوصى بكتبه إلى أيوب فحملت إليه.
وكانت وفاته في سنة أربع أو خمس ومئة. وقيل: سنة ست. وقيل: سنة سبع ومئة.
ابن ناثل بن مالك بن عبيد بن علقمة بن سعد بن كبير بن غالب بن عدي بن بيهس بن طرود ابن قدامة بن جرم أبو قلابة الجرمي البصري.
أحد الأعلام.
قدم دمشق، وسكن داريا.
حدث أبو قلابة أن ثابت بن الضحاك حدثه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من حلف على ملةٍ غير الإسلام فهو كما قال. ليس على رجل نذر فيما لا يملك.
وحدث أبو قلابة عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة.
وحدث عنه: أن رهطاً من عكل - أو قال من عرينة، ولا أعلمه إلا قال: من عكل - قدموا المدينة فاجتووها، فأمر لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلقاح وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها حتى برئوا وذهب سقمهم، فقتلوا راعي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأطردوا النعم، فبلغ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبعث إليهم غدوة، فما ارتفع النهار حتى جيء بهم، فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم،
وألقوا بالحرة يستسقون فلا يسقون. قال: فقال أبو قلابة: هؤلاء قوم، قتلوا وسرقوا، وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله.
قيل لعبد الملك بن مروان، هذا أبو قلابة قد قدم على أمير المؤمنين. قال: وما أقدمه؟ قال: متعوذاً من الحجاج، أراده على القضاء، فقال عبد الملك..وكتب له إلى الحجاج بالوصاة.
قالوا: وأخبر أبو قلابة، بقول عبد الملك فيه، فقال أبو قلابة: قد كنت أحب أن آتي الشام وقد دخلتها ولن أخرج منها.
كان عمر بن عبد العزيز يقول: الأذان مثنى مثنى، والإقامة إحدى إحدى. وكان مع عمر بن عبد العزيز أبو قلابة الجرمي وعراك بن مالك ومحمد بن كعب القرظي وسالم بن عبد الله، ومحمد بن شهاب الزهري وغيرهم من الفقهاء، يصلون بصلاته، وهو يثني الأذان ويفرد الإقامة. لا ينكرون ذلك.
كان أبو قلابة ثقة كثيراً الحديث، وكان ديوانه بالشام.
حدث سليمان بن داود حديثاً فيه طول قال: قلت لأبي قلابة الجرمي: ما هذه الصلاة التي يصليها أمير المؤمنين؟ يريد: عمر بن عبد العزيز، فقال: حدثني عشرة من أفضل من أدركت من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقراءته وركوعه وسجوده.
وفي حديث آخر بمعناه. قال سليمان: فرمقت عمر في صلاته، فكان بصره إلى موضع سجوده.
قال أبو قلابة: كنت جالساً عند عمر بن عبد العزيز فذكروا القسامة، فحدثته عن أنس بقصة العرنيين فقال عمر: لن تزالوا بخير يا أهل الشام ما دام فيكم هذا، أو مثل هذا.
وعن أبي قلابة قال: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمنهم أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسون عليكم ما كنتم تعرفون.
قال أيوب: وكان أبو قلابة من الفقهاء وذوي الألباب.
قال السري بن يحيى: حدثني جار كان لأبي قلابة الجرمي أنه خرج حاجاً فتقدم أصحابه في يوم صائف وهو صائم، فأصابه عطش شديد، فقال: اللهم، إنك قادر على أن تذهب عطشي من غير فطر، فأظلته سحابة فأمطرت عليه حتى بلت ثوبيه، وذهب العطش عنه. فنزل فحوض حياضاً فملأها ماء، فانتهى إليه أصحابه، فشربوا، وما أصاب أصحابه من ذلك المطر شيء.
قال أيوب السختياني: لما مات عبد الرحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى اليمامة. قال أيوب: فلقيته بعد ذلك، فقلت له في ذلك فقال: ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجل وقع في بحر، فما عسى أن يسبح حتى يغرق؟ قال أبو أيوب السختياني: قال لي أبو قلابة: يا أيوب، احفظ عني ثلاث خصال: إياك وأبواب السلطان، وإياك ومجالسة أهل الأهواء، والزم سوقك، فإن الغنى من العافية.
وعن أيوب السختياني قال: قال لي أبو قلابة: يا أيوب، احفظ عني أربعاً: لا تقل في القرآن برأيك، وإياك والقدر، وإذا ذكر أصحاب محمد فأمسك، ولا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك فيغروا قلبك.
وعن أبي قلابة قال:
إن أهل الأهواء أهل الضلالة، ولا أرى مصيرهم إلا النار، فجربهم فليس أحد منهم ينتحل قولاً، أو قال: حديثاً - فيتناهى به الأمر دون السيف، وإن النفاق كان ضروباً،
ثم تلا " ومنهم من عاهد الله " " ومنهم من يلمزك في الصدقات " " ومنهم الذين يؤذون النبي " فاختلف قولهم، واجتمعوا في الشك والتكذيب، وإن هؤلاء اختلف قولهم، واجتمعوا في السيف، ولا أرى مصيرهم إلا النار.
وعن أبي قلابة قال: العلماء ثلاثة: فعالم عاش بعلمه وعاش بعلمه وعاش الناس بعلمه، وعالم عاش بعلمه ولم يعش الناس بعلمه، وعالم لم بعلمه ولم يعش الناس بعلمه.
وعن أبي قلابة لأيوب: إذا حدث الله علماً فأحدث لله عبادة، ولا تكن إنما همك أن تحدث به الناس.
وعن حميد الطويل قال: قال أبو قلابة: إذ بلغك عن أخيك شيء تجد عليه فيه، فاطلب له العذر جهدك، فإن لم تجده فقل: عسى عذره لم يبلغه علمي.
قال عثمان بن الهيثم: كان رجل من بني سعد بالبصرة، وكان قائداً من قواد عبيد الله بن زياد، فسقط من السطح فانكسرت رجلاه، فدخل عليه أبو قلابة فعاده فقال له: أرجو أن يكون لك خيرة. فقال له: يا أبا قلابة، وأي خيرة في كسر رجلي جميعاً؟ فقال: ما ستر الله عليك أكثر. فلما كان بعد ثلاث ورد عليه كتاب ابن زياد يسأله أن يخرج فيقاتل الحسين بن علي فقال له: قد أصابني ما أصابني. قال ذلك للرسول. فما كان إلا سبعاً حتى وافى الخبر بقتل الحسين، فقال الرجل: رحم الله أبا قلابة، لقد صدق، إنه كان خيرة لي.
قال أيوب: قرأت في بعض كتب أبي قلابة: ما هتك الله ستر عبدٍ، له عنده مثقال حبة من خردل من خير.
قال أيوب السختياني: مر أبو قلابة وأنا أشتري تمراً ليس بالجيد، فقال: يا أيوب، قد كنت أحسب أن مجالستك إيانا قد نفعتك. أما علمت أن الله عز وجل قد نزع الركة من كل ردئ؟؟ قال أيوب: مرض أبو قلابة بالشام، فدخل عليه عمر بن عبد العزيز فقال: يا أبا قلابة، تشدد، لا يشمت بنا المنافقون.
ومات أبو قلابة بالشام، وأوصى بكتبه إلى أيوب فحملت إليه.
وكانت وفاته في سنة أربع أو خمس ومئة. وقيل: سنة ست. وقيل: سنة سبع ومئة.
عبد الله بن أذينة قَالَ ابْن حبَان يروي عَن ثَوْر بن يزِيد مَا لَيْسَ من حَدِيث لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال
عبد الله بن أذينة شيخ يروي عَن ثَوْر يزِيد روى عَنهُ إِسْحَاق بن عِيسَى الأبلي مُنكر الحَدِيث جدا يروي عَن ثَوْر مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال
هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ذَبَائِحِ الزِّنْجِ فِي بِلادِهِمْ وَرَوَى عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ذَبَائِحِ الْجِنِّ أخبرنَا بِالْحَدِيثين جَمِيعًا حَمْزَة بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن الحكم بن سُلَيْمَان بن الْحجَّاج بن يُوسُف بن أبي عقيل الثَّقَفِيّ بالأبلة قَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى بن زَاذَان الأبلي قَالَ حَدثنَا عبد الله بن أذينة عَن ثَوْر بن يزِيد فِي نُسْخَة كتبناها عَنهُ لَا يحل ذكرهَا فِي الْكتب إِلَّا عَلَى سَبِيل الْقدح فِي ناقلها
هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ذَبَائِحِ الزِّنْجِ فِي بِلادِهِمْ وَرَوَى عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ذَبَائِحِ الْجِنِّ أخبرنَا بِالْحَدِيثين جَمِيعًا حَمْزَة بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن الحكم بن سُلَيْمَان بن الْحجَّاج بن يُوسُف بن أبي عقيل الثَّقَفِيّ بالأبلة قَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى بن زَاذَان الأبلي قَالَ حَدثنَا عبد الله بن أذينة عَن ثَوْر بن يزِيد فِي نُسْخَة كتبناها عَنهُ لَا يحل ذكرهَا فِي الْكتب إِلَّا عَلَى سَبِيل الْقدح فِي ناقلها
عبد الله بن زيد بن عَمْرو أَبُو قلَابَة الْجرْمِي الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ بن أخي أبي الْمُهلب عبد الرَّحْمَن وَيُقَال مُعَاوِيَة بن عَمْرو أخرج البُخَارِيّ فِي الْإِيمَان وَغير مَوضِع عَن أَيُّوب وخَالِد الْحذاء وَيحيى بن أبي كثير عَن أنس بن مَالك وَمَالك بن الْحُوَيْرِث وَعَمْرو بن سَلمَة وثابت بن الضَّحَّاك قَالَ أَبُو بكر حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عبد الرَّحْمَن عَن حَمَّاد بن زيد قَالَ قَالَ أَبُو قلَابَة لقد أَقمت بِالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا مَا لي حَاجَة إِلَّا رجل عِنْده حَدِيث يقدم فأسمعه مِنْهُ قَالَ أَبُو بكر حَدثنَا مُسَدّد بن مسرهد حَدثنَا بن علية عَن أَيُّوب لما توفّي عبد الرَّحْمَن بن أذينة ذكر أَبُو قلَابَة فهرب حَتَّى جَاءَ إِلَى الشَّام فَوَافَقَ ذَلِك عزل قاضيها فَذكر هُنَاكَ للْقَضَاء فهرب فَلَقِيته بعد ذَلِك فَقَالَ مَا وجدت القَاضِي الْعَالم إِلَّا مثل سابح وَقع فِي الْبَحْر كم عيي أَن يسبح حَتَّى يغرق سُئِلَ أَبُو حَاتِم فَقيل لَهُ أَبُو قلَابَة عَن معَاذ أحب إِلَيْك أَو قَتَادَة عَن معَاذ فَقَالَ هما ثقتان أَبُو قلَابَة لَا يعرف لَهُ تَدْلِيس قَالَ أَبُو بكر قَالَ يحيى بن معِين مَاتَ بِالشَّام سنة سِتّ وَمِائَة أَو سبع وَمِائَة قَالَ أَبُو بكر حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عَفَّان حَدثنَا حَمَّاد بن زيد سَمِعت أَيُّوب ذكر أَبَا قلَابَة فَقَالَ كَانَ وَابْنه من الْفُقَهَاء ذَوي الْأَلْبَاب