محمّدبن إسحاق، أبو بكر الصَّاغاني، قال الذّهبي في "التّاريخ": الحافظ، توفي سنة (207).
80534. محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع أبو عبد الله المكي الشاف...1 80535. محمد بن إدريس بن المنذر أبو حاتم الرازي...1 80536. محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران أبو حاتم التميمي الحنظلي...1 80537. محمد بن إسحاق8 80538. محمد بن إسحاق أبو العباس الثقفي السراج...1 80539. محمد بن إسحاق أبو بكر الصاغاني180540. محمد بن إسحاق أبو زهير المروروذي1 80541. محمد بن إسحاق الأنطاكي1 80542. محمد بن إسحاق العدني1 80543. محمد بن إسحاق العمي البصري1 80544. محمد بن إسحاق المروزي1 80545. محمد بن إسحاق المطلبي1 80546. محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي ولقبه سركره...1 80547. محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عكاشة بن محض الأسدي العكاشي...1 80548. محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد1 80549. محمد بن إسحاق بن خزيمة1 80550. محمد بن إسحاق بن راهويه أبو الحسن الحنظلي...1 80551. محمد بن إسحاق بن طلحة التيمي1 80552. محمد بن إسحاق بن محمد أبو عبد الله القرشي المخزومي المسيبي...1 80553. محمد بن إسحاق بن محمد بن علي أبو عبد الله بن منده...1 80554. محمد بن إسحاق بن محمد وقيل ابن جعفر بدل محمد أبو بكر الصاغاني الب...1 80555. محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة1 80556. محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده الحافظ الجوال...1 80557. محمد بن إسحاق بن يسار4 80558. محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني...1 80559. محمد بن إسماعيل1 80560. محمد بن إسماعيل الإسماعيلي أبو بكر1 80561. محمد بن إسماعيل السلمي الترمذي أبو إسماعيل...1 80562. محمد بن إسماعيل الطحاوي1 80563. محمد بن إسماعيل المدني1 80564. محمد بن إسماعيل الوساوسي1 80565. محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة1 80566. محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري1 80567. محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري3 80568. محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المثيرة...1 80569. محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري...1 80570. محمد بن إسماعيل بن المبارك البغدادي1 80571. محمد بن إسماعيل بن جعفر أبو الطيب البقال...1 80572. محمد بن إسماعيل بن سلمة الأصبهاني أبو جعفر جار محمد بن يحيى بن من...1 80573. محمد بن إسماعيل بن علية الأسدي1 80574. محمد بن إسماعيل بن فديك1 80575. محمد بن إسماعيل بن مسلم أبي فديك1 80576. محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك الديلي...1 80577. محمد بن إسماعيل بن مهران النيسابوري1 80578. محمد بن إسماعيل بن موسى بن هارون أبو الحسين الرازي...1 80579. محمد بن إسماعيل بن يوسف أبو إسماعيل السلمي...1 80580. محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي1 80581. محمد بن إشكاب أبو جعفر البغدادي1 80582. محمد بن إياس بن البكير الليثي المديني...1 80583. محمد بن إياس بن سلمة1 80584. محمد بن إياس بن عمرو1 80585. محمد بن ابان2 80586. محمد بن ابان ابن عائشة القصراني1 80587. محمد بن ابان ابو بكر بن ابي ابراهيم1 80588. محمد بن ابان الانصاري1 80589. محمد بن ابان البلخي2 80590. محمد بن ابان البلخي ابو بكر المستملي...1 80591. محمد بن ابان البلخي الوكيعي1 80592. محمد بن ابان الجعفي1 80593. محمد بن ابان العلاف1 80594. محمد بن ابان المخرمي1 80595. محمد بن ابان المزني يمامى1 80596. محمد بن ابان الواسطي1 80597. محمد بن ابان بن الحكم العنبري1 80598. محمد بن ابان بن صالح2 80599. محمد بن ابان بن صالح القرشي الكوفي1 80600. محمد بن ابان بن صالح بن عمير1 80601. محمد بن ابان بن صالح بن عمير ابو عمرو الجعفي الكوفي...1 80602. محمد بن ابان بن عمران1 80603. محمد بن ابان بن عمران الواسطي1 80604. محمد بن ابان بن مهران ابو عمران الواسطي...1 80605. محمد بن ابان بن وزير أبو بكر1 80606. محمد بن ابان بن وزير ابو بكر البلخي1 80607. محمد بن ابراهيم1 80608. محمد بن ابراهيم ابو الحسن الحضرمي1 80609. محمد بن ابراهيم ابو امية الطرسوسي1 80610. محمد بن ابراهيم ابو بكر البرمكي البغدادي...1 80611. محمد بن ابراهيم ابو بكر الفارسي الحاكم...1 80612. محمد بن ابراهيم ابو بكر بن القربي البزاز...1 80613. محمد بن ابراهيم ابو جعفر الاطروش البرتي الكاتب...1 80614. محمد بن ابراهيم ابو جعفر الانماطي مربع...1 80615. محمد بن ابراهيم ابو جعفر الغزال سمسمة...1 80616. محمد بن ابراهيم ابو حمزة الصوفي1 80617. محمد بن ابراهيم ابو شهاب الكناني1 80618. محمد بن ابراهيم ابو عبد الله البوشنجي...1 80619. محمد بن ابراهيم ابو عبد الله الجيراني المكتب...1 80620. محمد بن ابراهيم ابو عبد الله الشامي1 80621. محمد بن ابراهيم ابو نصر الكسائي السمرقندي...1 80622. محمد بن ابراهيم الاسباطي1 80623. محمد بن ابراهيم الاسباطي الكوفي الضرير...1 80624. محمد بن ابراهيم الامام ابن محمد بن علي بن عبد الله...1 80625. محمد بن ابراهيم الانماطي1 80626. محمد بن ابراهيم الباهلي1 80627. محمد بن ابراهيم البرجلاني1 80628. محمد بن ابراهيم البوشنجي1 80629. محمد بن ابراهيم التيمي2 80630. محمد بن ابراهيم التيمي المديني1 80631. محمد بن ابراهيم الرفاء1 80632. محمد بن ابراهيم السعدي الفاريابي1 80633. محمد بن ابراهيم الشامي2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
محمد بنُ عُمر بن واقد، أبو عبد الله الواقديّ المدنيّ :
سمع: ابن أبي ذئب، وعمر بن راشد، ومالك بن أنس، ومحمد بن عبد الله بن
أخي الزهري، ومحمد بن عَجْلان، وربيعة بن عُثمان، وابن جُرَيجْ، وأسامة بن زيد، وعبد الحميد بن جعفر، وسُفيان الثَّوري، وأبا مَعْشر، وجماعة سوى هؤلاء.
روى عنه: كاتبُهُ محمد بنُ سعد، وأبو حسان الزِّيادي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأحمد بن الخليل البُرْجلاني، وعبد اللَّه بن الْحَسَن الهاشمي، وأَحْمَد بن عُبيد بن ناصح، ومحمد بن شُجاع الثَّلْجي، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.
قَدِمَ الواقديُّ بغداد، ووَلِيَ قضاءَ الجانب الشرقي فيها، وهو ممن طَبَّقَ شَرْقَ الأرض وغَرْبها ذِكْره، ولم يخف على أحدٍ عرفَ أخبارَ الناس أمرُه، وسارت الرُّكْبان بكُتبه في فنون العلم من المغازي والسِّيَر، والطبقات وأخبار النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأحداث التي كانت في وَقْته، وبعد وفاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكُتب الفقه، واختلاف النَّاس في الحديث، وغير ذلك، وكان جَوادًا كريمًا مَشْهورًا بالسَّخَاءِ .
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أخبرنا أحمد بن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا العبّاس ابن العبّاس بن المغيرة، حَدَّثَنَا الحارث بن محمد، عن محمد بن سعد- ولفظ الحديث لابن فَهْم- قَالَ: محمد بن عمر بن واقد مولى عبد الله بن بُرَيْدة الأسلمي، كان من أهل المدينة، وقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دَيْنٍ لَحِقَهُ فلم يزل بها، وخرجَ إلى الشَّام والرَّقة، ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قَدِمَ المأمون من خُراسان، فولاه القضاء بعسكر المهدي، فلم يزل قاضيا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء، ودُفن يوم الثلاثاء في مقابر الخَيْزران وهو ابن ثمانٍ وسبعين سنةً. وذكر أنهُ ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد، وكان عالمًا بالمغازي واختلاف النَّاس وأحاديثهم.
أخبرنا الحسين بن أحمد بن عمر بن روح النهرواني، والقاضي أبو الطّيّب طاهر ابن عبد الله بن طاهر الطَّبَري. قالا: أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ وعمر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَ اللَّه المؤدب. قالا:
أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي،
حدّثنا أبو عكرمة الضّبّيّ، حَدَّثَنَا يحيى بن محمد العَنْبَري. وفي حديث المعافَى:
محمد بن يحيى العَنْبَري. قَالَ: قَالَ الواقدي: كنت حَنَّاطَّا بالمدينة في يدي مائة ألف دِرْهم للناس أضارب بها، فَتَلِفَتِ الدَّراهم، فشخصتُ إلى العراق، فقصدت يحيى بن خالد فجلستُ في دهليزه، وأنستُ الخدمَ والحُجاب وسألتهم أن يُوصلوني إليه.
فَقَالُوا: إذا قُدِّمَ الطَّعامُ إليه لم يُحْجَب عنه أحدٌ، ونحن نُدْخلكَ عليه ذلك الوقت، فلما حضر طعامه أدخلوني فأجلسوني معه على المائدة فسألني: مَن أنت وما قصتك؟
فأخبرته فلما رُفِعَ الطعام وغسلنا أيدينا دنوت منه لأُقَبِّل رأسَهُ فاشمأزَّ من ذلك، فلما صرتُ إلى الموضعِ الذي يُركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار. فقال:
الوزير يقرأ عليك السلام ويقول لك: استعن بها على أمرك وعد إلينا في غد، فأخذتُه وانصرفتُ وعدتُ في اليوم الثَّاني فجلستُ معه على المائدة، وأنشأ يسألني كما سألني في اليوم الأول، فلما رُفع الطعام دنوتُ منه لأُقَبِّلَ رأسَه فاشمأزَّ منه، فلما صرتُ إلى الموضع الذي يُركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار فقال: الوزير يقرأ عليكَ السلامَ ويَقُولُ استعن بهذا على أمرك وعد إلينا في غد، فأخذتُه وانصرفتُ وعدتُ في اليوم الثالث، فأُعطيتُ مثلما أُعطيتُ في اليوم الأول والثاني، فلما كان في اليوم الرابع أُعطيت الكِيس كما أعطيتُ قبل ذلك، وتركني بعد ذلك أُقَبِّلُ رأسَه.
وَقَالَ: إِنَّمَا مَنعتُك ذلك لأَنَّهُ لم يكنْ وصلَ إليكَ من معروفي ما يُوجب هذا، فالآن قد لحقكَ بعض النفع مني، يا غُلام أعطه الدار الفُلانية، يا غلام افرشها الفرش الفُلاني، يا غُلام أعطه مائتي ألف درهم، يقضي دينه بمائة ألف، ويصلح شأنه بمائة ألف، ثم قَالَ لي: الزمني وكُن في داري. فَقُلْتُ: أعزَّ الله الوزيرَ، لو أَذِنْت لي بالشُّخوص إلى المدينة لأقضي للناس أموالهم ثُمَّ أعود إلى حضرتك كان ذلك أرفق بي. فقال: قد فعلتُ. وأمرَ بتجهيزي فشخصت إلى المدينة، فقضيت ديني ثم رجعتُ إليه، فلم أزل في ناحيته - واللفظ لحديث علي بن عُمر-.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو الحُسين العباس بن العباس بن المغيرة الجوهريّ، حدثني أبو جعفر الضبعي، حَدَّثَنِي محمد بن خَلاد قَالَ: سمعت محمد بن سَلام الجُمَحي، يَقُولُ: محمد بن عمر الواقديّ عالم دهره .
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق ابن الجليل قَالَ: سمعت إبراهيم الحَرْبي يَقُولُ: الواقدي أمين النَّاس على أهل الإسلام .
وَقَالَ أبو أيوب: حَدَّثَنِي أبو محمد الطُّوسي قَالَ: سمعتُ إبراهيم بن سعيد يَقُولُ:
سمُعْتُ المأمونَ يَقُولُ: ما قدمتُ بغداد إلا لأكتبَ كُتُبَ الواقدي .
قَالَ أبو أيوب: وسمعت إبراهيم الحَرْبي يَقُولُ: كان الواقدي أعلم النَّاس بأمر الإسلام، فأما الجاهلية فلم يعلم منها شيئًا .
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: سمِعْتُ أبي يَقُولُ: لما انتقل الواقدي من جانب الغربي إلى هاهنا يُقَالُ إنه حَمَلَ كُتُبَهُ على عشرينَ ومائةَ وقر .
حدثني الأزهريّ، حَدَّثَنِي عُبيد الله بن عثمان بن يحيى، حَدَّثَنَا أبو علي حامد بن محمد الهَرَوي قال: سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول: سمعت يحيى بن أحمد ابن عبد الله بن حبلة يحكي عن أبي حذافة. قَالَ: كان للواقدي ستمائة قِمَطْرَ كتب.
أَنْبَأَنَا محمد بن جعفر الوَرَّاق وأحمد بن محمّد الكاتب. قالا: أخبرنا مجالد بن جعفر، حَدَّثَنَا محمد بن جرير الطَّبري قَالَ: قَالَ ابن سعد: كان الواقدي يَقُولُ: ما من أحدٍ إلا وكتبه أكثر من حِفْظِه، وحفظي أكثر من كُتُبِي.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدثنا أبو الحسين بن المغيرة، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِي قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن مُجَمِّع- وهو الكلبي- قَالَ: سَمِعْتُ أبا عبد الله الواقدي. يَقُولُ: ما أَدْرَكْتُ رجلا من أبناء الصحابة، وأبناء الشهداء، ولا مولى لهم إلّا وسَأَلْتُهُ، هل سمعتَ أحدًا من أهلك يُخْبِرُكَ عن مشهده وأين قُتِلَ؟ فإذا أَعْلَمَنِي مَضَيْتُ إلى الموضع فأُعَايِنُهُ، ولقد مضيتُ إلى المُرَيْسِيعِ فنظرتُ إليها، وما عَلِمْتُ غزاة إلا مَضَيْتُ إلى الموضع حتى أعاينه، أو نحو هذا الكلام .
قال: فحدثني ابن منيع قال: سمعت هارون القرويّ يَقُولُ: رَأَيْتُ الواقدي بمكة ومعه رَكْوَةٌ، فَقُلْتُ: أين تريد؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أن أَمْضِيَ إلى حُنين حتى أرى الموضع والوَقْعة.
قَالَ العباس: وَحَدَّثَنِي من أثق به وهو أبو أيوب بن أبي يعقوب قَالَ: سَأَلْتُ إبراهيم الحَرْبي. قلت: أريد أكتب مسائل مالك، فأيما أعجب مسائل ابن وَهْبٍ، أو ابن القاسم؟ فَقَالَ لِي: اكْتُبْ مسائلَ الواقدي، في الدنيا أحدٌ يَقُولُ سَأَلْتُ الثَّوري وابن أبي ذئب ويعقوب؟ أراد أن مسائله أكثرها سؤال.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الجليل. قال: وسألت إبراهيم بن الحربي. قلت: أريد أكتبَ مسائل مالك فأيُّ مسائل مالك ترى أن أكتبَ؟ قَالَ: مسائل الواقدي. قُلْتُ له: أو ابن وَهْب؟ قَالَ: لا إلا الواقدي. في الدّنيا ثُمَّ ابن وهب في الدنيا إنسان يقول سَأَلْتُ مالكًا والثَّوري وابن أبي ذئب ويعقوب غيره؟
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو أيوب سليمان بن إسحاق قَالَ: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: سمعت السمتي يَقُولُ: رَأَيْنَا الواقدي يومًا جالسًا إلى أسطوانة في مسجد المدينة وهو يُدَرِّسُ. فَقُلْنَا له: أي شيءٍ تُدَرِّسُ؟ فَقَالَ:
جزء من المغازي.
وأخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو أيوب قَالَ: سمِعْتُ إبراهيم الحربي يقول.
وأخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب بن المعافى قال: قال إبراهيم الحربي.
وسمعت السمتي يقول: قلنا للواقدي: هذا الذي يجمع الرجال يقول: حدّثنا فلان وفلان وحيث [لا] يميز واحد له، حدّثنا بحديث كل رجلٍ على حدة. قَالَ:
يَطُولُ. فَقُلْنَا له: قد رَضِينَا. قَالَ: فَغَابَ عنَّا جمعة ثم جاءنا بغزوة أحد وعشرين جلدًا.
وفي حديث البَرْمَكي مائة جلدٍ. فَقُلْنَا له: رُدَّنَا إلى الأمر الأول، معنى اللفظين متقارب. وكان الواقدي مع ما ذَكَرْنَاهُ من سَعَة عِلْمه وكثرةِ حِفْظه لا يَحْفَظُ القرآن!.
أنبأنا الحسين بن محمّد بن جعفر الرّافعي، أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن موسى البَرْبَرِي قَالَ: قَالَ المأمون للواقدي: أَرِيدُ أن تصلى الجُمُعة غدا بالناس. قال: فامتنع. قال: لا بد من ذلك. فقال: لا والله يا أمير المؤمنين، ما أَحْفَظُ سورةَ الجُمُعة. قال: فأنا أحفظك، قال: فأفعل. فجَعَلَ المأمون يُلَقِّنُهُ سورةَ الجُمُعة حتَّى يَبْلُغَ النِّصف منها، فإذا حفظه ابتدا بالنِّصف الثَّاني، فإذا حفظ النِّصف الثَّاني نسي الأول، فأَتْعِبَ المأمون ونعس. فقال لعلي بن صالح: يا علي حَفِّظْهُ أنت.
قَالَ علي: فَفَعَلْتُ ونام المأمون، فَجَعَلْتُ أُحَفِّظُهُ النصف الأول فيحفظه، فإذا حفظته النصف الثاني نسي الأول، وإذا حفظته النصف الأول نسى الثاني، وإذا حفظته الثاني نسى الأول، فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته. فقال: هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل، اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بالله الهاشمي، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل بن المأمون، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حدّثني محمّد بن المرزبان، حدّثنا أبو بكر القرشيّ، حَدَّثَنَا المفضل بن غسان، عن أبيه قَالَ: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة، فقرأ: إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى
[الأعلى 18، 19] .
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قال: ربما ذكر لنا أن مالكا سئل عن قتل الساحرة فقال: انظروا هل عند الواقدي من هذا شيء؟ فذاكروه ذلك فذكر شيئا عن الضحاك بن عثمان، فذكروا أن مالكا قنع به. قَالَ جدي: وما أدري ممن سمعت هذا غير أني قد سمعته.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا ابن المغيرة، حَدَّثَنَا الحارث بن محمد قَالَ: حَدَّثَنِي رجل من أصحابنا قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا الحارث- أو سمعته أنا من محمد بن صالح- قَالَ: سئل مالك بن أنس عن المراة التي سمت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر ما فعل بها؟ فقال: ليس عندي بها علم، وسأسأل أهل العلم.
فقال: فلقي الواقدي فقال: يا أبا عبد الله ما فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمرأة التي سمته بخيبر؟ فقال:
الذي عندنا أنه قتلها. فقال مالك: قد سألت أهل العلم فأخبروني أنه قتلها.
قرأت على محمد بن علي بن يعقوب المعدل، عن يوسف بن إبراهيم السهمي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عدي الحافظ قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق الصغاني يقول: قَالَ يحيى بن أيوب المقابري: كنت عند محمد بن الحسن، فذكروا الواقدي محمد بن عمر فذكره إنسان في مجلسه بشيء فقال محمّد بن الحسن: لقد رأيت أبحاث سفيان الثّوري ولو كتب لا يقول هذا فيه.
قال أبو بكر الصغاني: لقد كان الواقدي وكان، وذكر من فضله وما يحضر مجلسه من الناس من أصحاب الحديث مثل الشاذكوني وغيره، وحسن أحاديثه، ثم قَالَ أبو بكر: أما أنا فلا أحتشم؛ أن أروى عنه.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد الحافظ، أخبرنا محمّد بن أحمد [الذهلي وذكر] الواقدي. فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدث عنه أربعة أئمة: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عبيد، وأحسبه ذكر أبا خيثمة ورجلا آخر.
أخبرني أبو بكر البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدّثنا زكريا الساجي، حدّثنا أحمد بن محمّد الدقيقي، حدّثني إبراهيم بن يعيش قال: سمعت عمر الناقد قَالَ: قلت للدراوردي: ما تقول في الواقدي؟ قَالَ:
تسألني عن الواقدي! سل الواقدي عني.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنَا عبيد بن أبي الفرج قَالَ: حَدَّثَنِي يعقوب مولى أبي عبيد الله قَالَ: سمعت الدراوردي- وذكر الواقدي- فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث .
قَالَ: وحدثنا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا ثقة، قَالَ: سمعت أبا عامر العقدي يسأل عن الواقدي فقال: نحن نسأل عن الواقدي!؟ إنما يُسأل الواقدي عنا، ما كان يفيدنا الشيوخ والأحاديث بالمدينة إلّا الواقديّ.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي مفضل، قَالَ: قَالَ الواقدي: لقد كانت ألواحي تضيع فأوتى بها من شهرتها بالمدينة، يقال: هذه ألواح ابن واقد .
أَخْبَرَنَا الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أَخْبَرَنَا أبو طاهر محمد بن أحمد الذهلي، حَدَّثَنَا موسى بن هارون قَالَ: سمعت مصعبا الزبيري يذكر الواقدي فقال:
والله ما رأينا مثله قط. قَالَ مصعب: وَحَدَّثَنِي من سمع عبد الله- يعني ابن المبارك- يقول: كنت أقدم المدينة فما يفيدني ولا يدلني على الشيوخ إلا الواقدي .
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة، حدّثني القاضي أبو عبد الله المقدمي، حدّثنا أبو موسى- أظنه الزمن- حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، عن سفيان، عن الحسن بن عمرو، عن غالب ابن عبّاد، عن قيس بن جبير النهشلي، عن عمر: في العمة والخالة. قَالَ أبو موسى:
فقدم علينا مؤمل بن إسماعيل فوجدناه في كتابه عن قيس بن حبة فأنكرناه عليه، ثم قدم علينا بعد ذلك أبو أحمد الزبيري فحدثنا به عن قيس بن جبير فأنكرناه أيضا عليه وقلنا له: إنما هو قيس بن حبير فأنكر ذلك. وَقَالَ: نحن أعلم بهذا الحديث هو قيس ابن جبير، قَالَ المقدمي: فسمعت الرمادي يقول: لما حدّث به أبو أحمد ومؤمل مخالفا عبد الرحمن بن مهدي أتى أصحاب الحديث محمد بن عمر الواقدي فقالوا: نساله عنه لعله قد سمعه من الثوري فإنه حافظ، فقالوا: سلوه ولا تلقنوه. فقالوا له: حديث رواه الثوري عن الحسن بن عمرو عن غالب عن رجل عن عمر في العمة والخالة:
أتعرف الرجل من هو؟ فقال: قد سمعته من الثوري وهو رجل ليس بمشهور فدعوني أتذكره لكم، فاستلقى على قفاه ثم قَالَ: هو عن قيس. فقالوا: نعم قيس ابن من؟
ففكر طويلا فقال: قيس بن حبتر لا شك فيه.
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر، حَدَّثَنِي إبراهيم بن جابر. قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
قَالَ الشاذكوني: كتبت ورقة من حديث الواقدي، وجعلت فيها حديثا عن مالك لم يروه إلا ابن مهدي عن مالك، ثم أتيت بها الواقدي فحدثني إلى أن بلغ الحديث. قَالَ:
فتركني ثم قام فدخل ثم خرج فقال لي هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك
ابن أنس فلم أكتبه ثم حدّثني به. فقال إبراهيم بن جابر: حَدَّثَنِي علي بن المبارك قال:
قال علي بن المدينيّ: ابن مهدي- يعني عن مالك- لحديث لم يحدث به غيره عنه فكتبت ورقة من حديث الواقدي وجعلت ذلك الحديث في وسط الأحاديث، ثم أتيت الواقدي بها فقرا علىّ حتى بلغ إلى الحديث، قَالَ: فنظر إليَّ ثم نظر إلى الحديث ثم قام فدخل ثم خرج فحدّثني بالحديث ثم قال: كان إنسان أزرق بغيض سأل مالكا عن هذا الحديث، فمن بغضه لم أكتبه. أي فلما رايته في كتابك الساعة قمت وكتبته وحدّثتك به.
فقرأت على محمد بن الحسين القطان، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عليّ الأبار قَالَ: سَأَلت مجاهدًا- يعني ابن موسى- عن الواقدي، فقال: ما كتبت عن أحد أحفظ منه، لقد جاءه رجل من بعض هؤلاء الكتاب، يسأله: عن الرجل لا يستطيع أن يصلي قائما فجعل يقول: حَدَّثَنَا فلان عن فلان يصلى قاعدا، يصلى على جنبه، يصلى بحاجبيه، فقال لي: سمعت من هذا شيئا؟ قلت: لا! قَالَ:
وبلغني عن الشاذكوني أنه قَالَ: إما أن يكون أصدق الناس، وإما أن يكون اكذب الناس! وذلك أنه كتب عنه، فلما أراد أن يخرج جاء بالكتاب فسأله، فإذا هو لا يغير حرفا، وكان يعرف رأى سفيان ومالك، ما رأيت مثله .
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا سليمان بن أحمد بن الخليل قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: سمعت مصعبا الزبيري وسئل عن الواقدي، فقال:
ثقة مأمون، وسئل المسيبي عنه، فقال: ثقة مأمون. وسئل معن بن عيسى عنه فقال:
أسأل أنا عن الواقدي! يسأل الواقدي عني. وسئل عنه أبو يحيى الزّهريّ فقال:
ثقة مأمون .
قَالَ: وسمعت إبراهيم يقول: سألت ابن نمير عن الواقدي فقال: أما حديثه هنا فمستو، وأما حديث أهل المدينة فهم أعلم به .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أبو عيسى جبير بن محمد الواسطي، حَدَّثَنَا جابر بن كردي قَالَ: سمعت يزيد بن هارون يقول:
محمد بن عمر الواقدي ثقة .
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو بكر النيسابوري قَالَ: سمعت الصاغاني غير مرة يقول: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول.
وأخبرني عبيد الله بن أحمد الصّيرفيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدّثني أبو بكر الصاغاني، حدّثني إبراهيم بن أرمة قَالَ: سمعت عباسا العنبري يقول: الواقدي أحب إلى من عبد الرزاق .
حُدِّثت عَنْ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ: حَدَّثَنِي مكرم بْن أَحْمَد قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي، سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يَقُول: الواقدي ثقة. قَالَ إبراهيم:
وأما فقه أبي عبيد فمن كتب محمد بن عمر الواقديّ، الاختلاف والإجماع كان عنده .
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الجليل الجلاب قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
من قَالَ إن مسائل مالك وابن أبي ذئب توجد عند من هو أوثق من الواقدي، فلا يصدق، لأنه يقول: سألت مالكا، وسألت ابن أبي ذئب.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدّب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل قَالَ: كنت عند ابن المبارك وعنده أبو بدر فذكروا فوت الصلاتين بعرفة، فقال أبو بكر: يا أبا عبد الرحمن في هذا حديث عن ابن عباس والمسور بن مخرمة.
فقال عمن فقال ابن واقد. قَالَ: فسكت ابن المبارك وطأطأ رأسه. أو قال: نصت.
ولم يقل شيئا.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي من سأل يحيى بن معين عن الواقدي، وأبي البختريّ فقال الواقديّ أجودهما حديثا.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد قَالَ: قال لي علي بن المديني: قَالَ لي أحمد بن حنبل: أعطني ما كتب عن ابن أبي يحيى قَالَ: قلت: وما تصنع به؟ قَالَ:
أنظر فيها أعتبرها، قَالَ: ففتحها ثم قَالَ: اقرأها عليَّ. قَالَ: قلت وما تصنع به؟ قَالَ:
انظر فيها. قَالَ: قلت له: أنا أحدث عن ابن أبي يحيى؟ قَالَ لي: وما عليك أنا أريد أن أعرفها وأعتبر بها. قَالَ: فقال لي بعد ذلك أحمد: رأيت عند الواقدي أحاديث قد رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيى قلبها عليهم، وما كان عند على شيء يحتج به في الواقدي غير هذا وقد كنت سألت عليا عن الواقدي فما كان عنده شيء أكثر من هذا.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سمعت أبي يقول:
عند الواقدي عشرون ألف حديث لم يسمع بها.
قَالَ: وسمعت أبي يقول: محمد بن عمر الواقدي ليس بموضع للرواية ولا يروى عنه، وضعفه.
حدّثنا الأزهريّ، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى، حَدَّثَنَا أبو علي الهروي قَالَ:
سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول: سمعت أبا الهيثم يقول: قَالَ يحيى بن معين:
أغربَ الواقدي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرين ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، قَالَ: سمعت عليا- يعني ابن المديني- يقول: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب.
فأخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصّفّار، وأخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أبي يقول: كتب الواقدي عن ابن أبي يحيى كتبه.
قَالَ: وسمعت أبي يقول: فسألني أحمد أن أحدثه عن إبراهيم بن أبي يحيى فلم أحدثه.
قَالَ: وسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: الواقدي يركب الأسانيد.
وسمعت يحيى بن معين يقول: الواقدي يحدث عن عاتكة ابنة عبد المطلب، وعن حمزة بن عبد المطلب من مركب.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضيل الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: والواقديّ ليس بشيء .
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حدّثنا أبو بشر الدّولابيّ، حدّثنا معاوية بن صالح: أبو عبد الله الواقدي ضعيف. قلت ليحيى بن معين: لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك؟ قَالَ:
استحيي من ابنه هو لي صديق. قلت: فماذا تقول فيه؟ قَالَ: كان يقلب أحاديث يونس فيصيرها عن معمر، ليس بثقة .
قَالَ أبو عبيد الله: وَقَالَ لي أحمد بن حنبل هو كذاب .
قال عبيد الله عن يحيى في موضع آخر: محمد بن عمر بن واقد ليس بشيء .
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَر القطيعيّ، أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن يونس بن عبد الأعلى. قَالَ: قَالَ لي الشافعي: كتب الواقدي كذب .
وَقَالَ ابن أبي حاتم: حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي شريح قَالَ: سمعت محمّد ابن إدريس الشافعي يقول: الواقدي وصل حديثين- يعني لا يوصلان-.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدّوريّ الورّاق، حدّثنا محمّد بن عبد الله المستعيني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنِي أبي. قَالَ: جعل انسان يحدث ابن المبارك عن الواقدي. فقال: صرنا إلى بحر الواقديّ.
حدّثنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر المروزي قَالَ: سمعته- يعني أحمد بن حنبل- يسأل عن الواقدي، فقيل له: قَالَ ابن المبارك: دعونا من بحر
الواقدي. فقال: شهدت وكيعا وقد سألوه عن حديث في مسح الخفين. فقال: لو كنت عند الواقدي لحدثك.
هكذا قرأت على محمد بن علي المعدل، عَن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم الجرجاني قَالَ:
أَخْبَرَنَا نعيم بن عدي قَالَ: سمعت إسحاق بن أبي عمران قَالَ: سمعت بندار بن بشار يقول: ما رأيت اكذب شفتين من الواقدي .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سمعت ابن نمير- وذكر حديثا- فقلت له: يا أبا عبد الرحمن تملى هذا؟ قَالَ: هو عن الواقدي ولست أحب أن أحدث عنه. فقلت: نحن نعرفه. فقال: اكتبه على جهة المعرفة ثم أملاه علي.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: محمد ابن عمر الواقدي قاضى بغداد، متروك الحديث .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو البرذعي قَالَ: وسئل أبو زرعة- يعني الرازي- عن الواقدي فقال: ترك الناس حديثه.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد- وكيل دعلج- حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن عمر الواقدي متروك الحديث .
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بن علي الكتاني لفظا بدمشق، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السّلميّ، حدّثنا القاسم بن عيسى القصار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: الواقدي لم يكن مقنعا:
ذكرت لأحمد بن حنبل موته يوم مات وأنا ببغداد فقال: جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين. أو قَالَ: منذ زمان .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سئل أَبُو داود سليمان بْن الأشعث عن الواقدي. فقال: لا أكتب حديثه، ما أشك أنه كان ينقل الحديث. ليس ينظر الواقدي في كتاب إلا يبين فيه أمره، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديث الزهري. وكان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة.
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر، حدّثني إبراهيم بن جابر، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل.
قَالَ: كتب أبي عن أبي يوسف ومحمد ثلاثة قماطر فقلت له: كان ينظر فيها قَالَ:
كان ربما نظر فيها، وكان أكثر نظره في كتب الواقدي.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة، أَخْبَرَنِي بعض مشايخنا قَالَ: سألت إبراهيم الحربي عما أنكره أحمد بن حنبل عن الواقدي، فذكر أن مما أنكره عليه جمعه الأسانيد ومجيئة بالمتن واحدا. قَالَ إبراهيم الحربي: وليس هذا عيبا، قد فعل هذا الزهري وابن إسحاق، قَالَ إبراهيم الحربي: لم يزل أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة لحنبل بن إسحاق إلى محمد بن سعد كاتب الواقديّ، فيأخذ له جزءين جزءين من حديث الواقدي فينظر فيها ثم يردها ويأخذ غيرها.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حدّثنا محمّد بن أيّوب المعافى قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي: سمعت أحمد- وذكر الواقدي- فقال: ليس أنكر عليه شيئا إلا جمعه الأسانيد، ومجيئة بمتن واحد على سياقة واحدة، عن جماعة وربما اختلفوا. قَالَ إبراهيم: ولم؟ وقد فعل هذا ابن إسحاق، كان يقول حَدَّثَنَا عاصم بن عمر وعبد الله بن أبي بكر وفلان وفلان.
والزهري أيضا قد فعل هذا .
قَالَ: وسمعت إبراهيم يقول: قال بور [بن أصرم] : رآني الواقديّ أمشي
مع أحمد بن حنبل. قَالَ: ثم لقيني بعد فقال لي: رأيتك تمشي مع إنسان ربما تكلم في الناس. قيل لإبراهيم لعله بلغه عنه شيء؟ قَالَ: نعم، بلغني أن أحمد أنكر عليه جمعه الرجال والأسانيد في متن واحد. قَالَ إبراهيم: وهذا قد كان يفعله حماد بن سلمة، وابن إسحاق، ومحمد بن شهاب الزهري.
حدِّثت عن دعلج بن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا محمد عبد الله بن علي بن الجارود يقول: سمعت إسحاق الكوسج يقول: قَالَ أحمد بن حنبل: كان الواقدي محمد بن عمر يقلب الأحاديث، كأنه يجعل ما لمعمر عن ابن أَخِي الزهري، وما لابن أَخِي الزهري لمعمر. قَالَ إسحاق بن راهويه: كان عندي ممن يضع.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا أحمد ابن ملاعب، حَدَّثَنِي محمد بْن علي المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدميّ، عن علي بن أبي داود، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ قَاضِي بَغْدَادَ مُتَّهَمٌ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ حنبل يقول: لم نزل نراجع أَمْرَ الْوَاقِدِيِّ حَتَّى رَوَى: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا »
. فَجَاءَ بِشَيْءٍ لا حِيلَةَ فِيهِ، وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ يُونُسَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ.
أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ يُونُسَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ. قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النّجّاد، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدّثنا محمّد بن العلاء، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي نَبْهَانُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ مَيْمُونَةُ، فَأَقْبَلَ ابْنُ أم مكتوم، وذلك بعد أن أمر بِالْحِجَابِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَجِبَا مِنْهُ» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ أَعْمَى وَلا يُبْصِرُنَا وَلا يَعْرِفُنَا؟ قَالَ: «أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه » .
حدّثني الحسن بن علي التميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بن يزيد، عن الزّهريّ بنحوه وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ وَمُحَمَّدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ كذلك.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ وَمَيْمُونَةُ. قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أُمِرَ بِالْحِجَابِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَجِبَا مِنْهُ» . فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُ. قَالَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا، أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟»
. أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ فِي حَدِيثِ نَبْهَانَ هَذَا قَوْلَهُ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا» قَالَ: هَذَا حَدِيثُ يُونُسَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَ الْوَاقِدِيُّ رَوَاهُ عَنْ مَعْمَرٍ وَتَبَسَّمَ ، أي ليس من حديث معمر.
حدثناه عبد الرزاق عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ .
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر القزويني بمصر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ بَغْدَادَ سَنَةَ سَبْعٍ أو ثمان ومائتين ، قال: الواقديّ قَاضٍ عَلَيْنَا. قَالَ الرَّمَادِيُّ: وَكُنْتُ أَطُوفُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ يَسْمَعُ مِنْهُمْ، فَقُلْتُ:
تريد أن تسمع مِنَ الْوَاقِدِيِّ وَكَانَ مَرْوِيًّا فِي السَّمَاعِ مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ:
فَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ، فَكَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَذَكَرَ الْوَاقِدِيَّ وَقَالَ: كَيْفَ تَسْتَحِلُّ أَنْ تَكْتُبَ عَنْ رَجُلٍ رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ حَدِيثَ نَبْهَانَ مُكَاتِبِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهَذَا حَدِيثُ يُونُسَ تَفَرَّدَ بِهِ. قَالَ الرَّمَادِيُّ: وَذَكَرَ حَدِيثًا آخَرَ عَنْ مَعْمَرٍ مُنْقَطِعًا مِمَّا أَنْكَرَهُ أَحْمَدُ على الواقديّ .
قَالَ الرَّمَادِيُّ: فَقَدِمْتُ مِصْرَ بَعْدَ مُنْصَرَفِي وَكَانَ ابن أبي مريم يحدّثنا بحديث نافع ابن يَزِيدَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي مريم، أَخْبَرَنَا نَافِعُ، بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ نَبْهَانَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةُ، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْنَا، وَذَاكَ بَعْدَ أَنْ أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احتجبا منه» . قلنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُنَا وَلا يَعْرِفُنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟ »
. أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ بَحَدِيثِ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَقِيلٍ- نَحْوَ رِوَايَةِ الرَّمَادِيِّ.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن جعفر قال: قال الرمادي: فلما فرغ ابن أبي مريم من هذا الحديث ضحكت، فقال: مم تضحك؟ فأخبرته بما قَالَ على. وكتب إليه أحمد يقول: هذا حديث تفرد به يونس بن يزيد، وهذا أنت قد حدثت عن نافع بن يزيد، عن عقيل وهو أعلى من يونس. قال لي ابن أبي مريم: إن شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث الزّهريّ .
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر القاضي، حَدَّثَنِي إبراهيم بن جابر قَالَ: سمعت الرمادي وحدّث بحديث: عقيل عن ابن شهاب. قَالَ:
هذا مما ظلم فيه الواقدي .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ دوست البزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ المصري، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ المرادي بمصر، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ- كَانَ قَاضِي مِصْرَ- قَالَ: كَتَبَ الْوَاقِدِيُّ رُقْعَةً إِلَى الْمَأْمُونِ، يَذْكُرُ فِيهَا غَلَبَةَ الدَّيْنِ وَغَمَّهُ بِذَلِكَ، فَوَقَّعَ الْمَأْمُونُ عَلَى ظَهْرِهَا: فِيكَ خُلَّتَانِ:
السَّخَاءُ، وَالْحَيَاءُ؟ فَأَمَّا السَّخَاءُ فَهُوَ الَّذِي أَطْلَقَ مَا مَلَكْتَ، وَأَمَّا الْحَيَاءُ فَهُوَ الَّذِي مَنَعَكَ مِنْ إِطْلاعِنَا مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَقَدْ أَمَرْنَا بِكَذَا وكذا، فإن كنا أصبنا إرادتك في
بَسْطِ يَدِكَ فَإِنَّ خَزَائِنَ اللَّهِ مَفْتُوحَةٌ. وَأَنْتَ كُنْتَ حَدَّثْتَنِي وَأَنْتَ عَلَى قَضَاءِ الرَّشِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلزُّبَيْرِ: «يَا زُبَيْرُ إِنَّ بَابَ الرِّزْقِ مَفْتُوحٌ بِبَابِ الْعَرْشِ؟ يُنْزِلُ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ أَرْزَاقَهُمْ عَلَى قَدْرِ نَفَقَاتِهِمْ فَمَنْ قَلَّلَ قُلِّلَ لَهُ، وَمَنْ كَثَّرَ كُثِّرَ لَهُ»
قَالَ الواقدي: وكنت قد أنسيت هذا الحديث فكان تذكرته إياي أحب إلى من جائزته .
قَالَ هارون بن عبد الله القاضي الزهري: بلغني أن الجائزة كانت مائة ألف درهم، فكان الحديث أحب إليه من المائة ألف .
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني والقاضي أبو الطيب الطبري. قالا:
أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ، وعمر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَ اللَّه المؤدب. قالا:
أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ واللفظ لحديثه قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن بَشَّار الأنباريّ، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عكرمة الضّبّيّ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله الواقدي القاضي. قَالَ: أضقت مرة من المرار وأنا مع يحيى بن خالد البرمكي، وحضر عيد فجاءتني جارية فقالت: قد حضر العيد وليس عندنا من النفقة شيء. فمضيت إلى صديق لي من التجار فعرفته حاجتي إلى القرض، فأخرج إلى كيسا مختوما فيه ألف ومائتا درهم، فأخذته وانصرفت إلى منزلي، فما استقررت فيه حتى جاءني صديق لي هاشمي فشكى إليّ تأخر علته وحاجته إلى القرض، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها. فقالت: على أي شيء عزمت؟ قلت: على أن أقاسمه الكيس.
قالت: ما صنعت شيئا أتيت رجلا سوقة فأعطاك ألفا ومائتي درهم، وجاءك رجل له مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحم ماسة تعطيه نصف ما اعطاك السوقة، ما هذا شيئا، أعطه الكيس كله، فأخرجت الكيس كله. فدفعته إليه، ومضى صديقي التاجر إلى الهاشمي وكان له صديقا فسأله القرض، فأخرج الهاشمي إليه الكيس، فلما رأى خاتمه عرفه، وانصرف إلى فخبرني بالأمر، وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول: إنما تأخر رسولي عنك لشغلي بحاجات أمير المؤمنين، فركبت إليه فأخبرته بخبر الكيس. فقال: يا غلام هات تلك الدنانير فجاءه بعشرة آلاف دينار فقال: خذ ألفى دينار لك، والفين لصديقك، والفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك فإنها أكرمكم .
أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا عبد الله بن بطة الأصبهاني يقول: سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول:
سمعت الحسن بن شاذان يقول: قَالَ الواقدي: صار إليّ من السلطان ستمائة ألف درهم ما وجبت علي فيها الزكاة! .
حدّثني الصّوريّ، أخبرنا أبو الحسين بن جميع، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد قَالَ:
سمعت عباسا الدوري يقول: مات الواقدي وهو على القضاء وليس له كفن فبعث المأمون بأكفانه .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن عمر ابن واقد، ويكنى أبا عبد الله مولى لبني سهم بطن من أسلم، توفي في ذي الحجة سنة سبع ومائتين.
أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: سنة تسع ومائتين.
فيها مات محمد بن عمر الواقدي، والأول أصح.
سمع: ابن أبي ذئب، وعمر بن راشد، ومالك بن أنس، ومحمد بن عبد الله بن
أخي الزهري، ومحمد بن عَجْلان، وربيعة بن عُثمان، وابن جُرَيجْ، وأسامة بن زيد، وعبد الحميد بن جعفر، وسُفيان الثَّوري، وأبا مَعْشر، وجماعة سوى هؤلاء.
روى عنه: كاتبُهُ محمد بنُ سعد، وأبو حسان الزِّيادي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأحمد بن الخليل البُرْجلاني، وعبد اللَّه بن الْحَسَن الهاشمي، وأَحْمَد بن عُبيد بن ناصح، ومحمد بن شُجاع الثَّلْجي، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.
قَدِمَ الواقديُّ بغداد، ووَلِيَ قضاءَ الجانب الشرقي فيها، وهو ممن طَبَّقَ شَرْقَ الأرض وغَرْبها ذِكْره، ولم يخف على أحدٍ عرفَ أخبارَ الناس أمرُه، وسارت الرُّكْبان بكُتبه في فنون العلم من المغازي والسِّيَر، والطبقات وأخبار النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأحداث التي كانت في وَقْته، وبعد وفاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكُتب الفقه، واختلاف النَّاس في الحديث، وغير ذلك، وكان جَوادًا كريمًا مَشْهورًا بالسَّخَاءِ .
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أخبرنا أحمد بن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا العبّاس ابن العبّاس بن المغيرة، حَدَّثَنَا الحارث بن محمد، عن محمد بن سعد- ولفظ الحديث لابن فَهْم- قَالَ: محمد بن عمر بن واقد مولى عبد الله بن بُرَيْدة الأسلمي، كان من أهل المدينة، وقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دَيْنٍ لَحِقَهُ فلم يزل بها، وخرجَ إلى الشَّام والرَّقة، ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قَدِمَ المأمون من خُراسان، فولاه القضاء بعسكر المهدي، فلم يزل قاضيا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء، ودُفن يوم الثلاثاء في مقابر الخَيْزران وهو ابن ثمانٍ وسبعين سنةً. وذكر أنهُ ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد، وكان عالمًا بالمغازي واختلاف النَّاس وأحاديثهم.
أخبرنا الحسين بن أحمد بن عمر بن روح النهرواني، والقاضي أبو الطّيّب طاهر ابن عبد الله بن طاهر الطَّبَري. قالا: أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ وعمر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَ اللَّه المؤدب. قالا:
أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي،
حدّثنا أبو عكرمة الضّبّيّ، حَدَّثَنَا يحيى بن محمد العَنْبَري. وفي حديث المعافَى:
محمد بن يحيى العَنْبَري. قَالَ: قَالَ الواقدي: كنت حَنَّاطَّا بالمدينة في يدي مائة ألف دِرْهم للناس أضارب بها، فَتَلِفَتِ الدَّراهم، فشخصتُ إلى العراق، فقصدت يحيى بن خالد فجلستُ في دهليزه، وأنستُ الخدمَ والحُجاب وسألتهم أن يُوصلوني إليه.
فَقَالُوا: إذا قُدِّمَ الطَّعامُ إليه لم يُحْجَب عنه أحدٌ، ونحن نُدْخلكَ عليه ذلك الوقت، فلما حضر طعامه أدخلوني فأجلسوني معه على المائدة فسألني: مَن أنت وما قصتك؟
فأخبرته فلما رُفِعَ الطعام وغسلنا أيدينا دنوت منه لأُقَبِّل رأسَهُ فاشمأزَّ من ذلك، فلما صرتُ إلى الموضعِ الذي يُركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار. فقال:
الوزير يقرأ عليك السلام ويقول لك: استعن بها على أمرك وعد إلينا في غد، فأخذتُه وانصرفتُ وعدتُ في اليوم الثَّاني فجلستُ معه على المائدة، وأنشأ يسألني كما سألني في اليوم الأول، فلما رُفع الطعام دنوتُ منه لأُقَبِّلَ رأسَه فاشمأزَّ منه، فلما صرتُ إلى الموضع الذي يُركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار فقال: الوزير يقرأ عليكَ السلامَ ويَقُولُ استعن بهذا على أمرك وعد إلينا في غد، فأخذتُه وانصرفتُ وعدتُ في اليوم الثالث، فأُعطيتُ مثلما أُعطيتُ في اليوم الأول والثاني، فلما كان في اليوم الرابع أُعطيت الكِيس كما أعطيتُ قبل ذلك، وتركني بعد ذلك أُقَبِّلُ رأسَه.
وَقَالَ: إِنَّمَا مَنعتُك ذلك لأَنَّهُ لم يكنْ وصلَ إليكَ من معروفي ما يُوجب هذا، فالآن قد لحقكَ بعض النفع مني، يا غُلام أعطه الدار الفُلانية، يا غلام افرشها الفرش الفُلاني، يا غُلام أعطه مائتي ألف درهم، يقضي دينه بمائة ألف، ويصلح شأنه بمائة ألف، ثم قَالَ لي: الزمني وكُن في داري. فَقُلْتُ: أعزَّ الله الوزيرَ، لو أَذِنْت لي بالشُّخوص إلى المدينة لأقضي للناس أموالهم ثُمَّ أعود إلى حضرتك كان ذلك أرفق بي. فقال: قد فعلتُ. وأمرَ بتجهيزي فشخصت إلى المدينة، فقضيت ديني ثم رجعتُ إليه، فلم أزل في ناحيته - واللفظ لحديث علي بن عُمر-.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو الحُسين العباس بن العباس بن المغيرة الجوهريّ، حدثني أبو جعفر الضبعي، حَدَّثَنِي محمد بن خَلاد قَالَ: سمعت محمد بن سَلام الجُمَحي، يَقُولُ: محمد بن عمر الواقديّ عالم دهره .
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق ابن الجليل قَالَ: سمعت إبراهيم الحَرْبي يَقُولُ: الواقدي أمين النَّاس على أهل الإسلام .
وَقَالَ أبو أيوب: حَدَّثَنِي أبو محمد الطُّوسي قَالَ: سمعتُ إبراهيم بن سعيد يَقُولُ:
سمُعْتُ المأمونَ يَقُولُ: ما قدمتُ بغداد إلا لأكتبَ كُتُبَ الواقدي .
قَالَ أبو أيوب: وسمعت إبراهيم الحَرْبي يَقُولُ: كان الواقدي أعلم النَّاس بأمر الإسلام، فأما الجاهلية فلم يعلم منها شيئًا .
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: سمِعْتُ أبي يَقُولُ: لما انتقل الواقدي من جانب الغربي إلى هاهنا يُقَالُ إنه حَمَلَ كُتُبَهُ على عشرينَ ومائةَ وقر .
حدثني الأزهريّ، حَدَّثَنِي عُبيد الله بن عثمان بن يحيى، حَدَّثَنَا أبو علي حامد بن محمد الهَرَوي قال: سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول: سمعت يحيى بن أحمد ابن عبد الله بن حبلة يحكي عن أبي حذافة. قَالَ: كان للواقدي ستمائة قِمَطْرَ كتب.
أَنْبَأَنَا محمد بن جعفر الوَرَّاق وأحمد بن محمّد الكاتب. قالا: أخبرنا مجالد بن جعفر، حَدَّثَنَا محمد بن جرير الطَّبري قَالَ: قَالَ ابن سعد: كان الواقدي يَقُولُ: ما من أحدٍ إلا وكتبه أكثر من حِفْظِه، وحفظي أكثر من كُتُبِي.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدثنا أبو الحسين بن المغيرة، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِي قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن مُجَمِّع- وهو الكلبي- قَالَ: سَمِعْتُ أبا عبد الله الواقدي. يَقُولُ: ما أَدْرَكْتُ رجلا من أبناء الصحابة، وأبناء الشهداء، ولا مولى لهم إلّا وسَأَلْتُهُ، هل سمعتَ أحدًا من أهلك يُخْبِرُكَ عن مشهده وأين قُتِلَ؟ فإذا أَعْلَمَنِي مَضَيْتُ إلى الموضع فأُعَايِنُهُ، ولقد مضيتُ إلى المُرَيْسِيعِ فنظرتُ إليها، وما عَلِمْتُ غزاة إلا مَضَيْتُ إلى الموضع حتى أعاينه، أو نحو هذا الكلام .
قال: فحدثني ابن منيع قال: سمعت هارون القرويّ يَقُولُ: رَأَيْتُ الواقدي بمكة ومعه رَكْوَةٌ، فَقُلْتُ: أين تريد؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أن أَمْضِيَ إلى حُنين حتى أرى الموضع والوَقْعة.
قَالَ العباس: وَحَدَّثَنِي من أثق به وهو أبو أيوب بن أبي يعقوب قَالَ: سَأَلْتُ إبراهيم الحَرْبي. قلت: أريد أكتب مسائل مالك، فأيما أعجب مسائل ابن وَهْبٍ، أو ابن القاسم؟ فَقَالَ لِي: اكْتُبْ مسائلَ الواقدي، في الدنيا أحدٌ يَقُولُ سَأَلْتُ الثَّوري وابن أبي ذئب ويعقوب؟ أراد أن مسائله أكثرها سؤال.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الجليل. قال: وسألت إبراهيم بن الحربي. قلت: أريد أكتبَ مسائل مالك فأيُّ مسائل مالك ترى أن أكتبَ؟ قَالَ: مسائل الواقدي. قُلْتُ له: أو ابن وَهْب؟ قَالَ: لا إلا الواقدي. في الدّنيا ثُمَّ ابن وهب في الدنيا إنسان يقول سَأَلْتُ مالكًا والثَّوري وابن أبي ذئب ويعقوب غيره؟
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو أيوب سليمان بن إسحاق قَالَ: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: سمعت السمتي يَقُولُ: رَأَيْنَا الواقدي يومًا جالسًا إلى أسطوانة في مسجد المدينة وهو يُدَرِّسُ. فَقُلْنَا له: أي شيءٍ تُدَرِّسُ؟ فَقَالَ:
جزء من المغازي.
وأخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو أيوب قَالَ: سمِعْتُ إبراهيم الحربي يقول.
وأخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب بن المعافى قال: قال إبراهيم الحربي.
وسمعت السمتي يقول: قلنا للواقدي: هذا الذي يجمع الرجال يقول: حدّثنا فلان وفلان وحيث [لا] يميز واحد له، حدّثنا بحديث كل رجلٍ على حدة. قَالَ:
يَطُولُ. فَقُلْنَا له: قد رَضِينَا. قَالَ: فَغَابَ عنَّا جمعة ثم جاءنا بغزوة أحد وعشرين جلدًا.
وفي حديث البَرْمَكي مائة جلدٍ. فَقُلْنَا له: رُدَّنَا إلى الأمر الأول، معنى اللفظين متقارب. وكان الواقدي مع ما ذَكَرْنَاهُ من سَعَة عِلْمه وكثرةِ حِفْظه لا يَحْفَظُ القرآن!.
أنبأنا الحسين بن محمّد بن جعفر الرّافعي، أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن موسى البَرْبَرِي قَالَ: قَالَ المأمون للواقدي: أَرِيدُ أن تصلى الجُمُعة غدا بالناس. قال: فامتنع. قال: لا بد من ذلك. فقال: لا والله يا أمير المؤمنين، ما أَحْفَظُ سورةَ الجُمُعة. قال: فأنا أحفظك، قال: فأفعل. فجَعَلَ المأمون يُلَقِّنُهُ سورةَ الجُمُعة حتَّى يَبْلُغَ النِّصف منها، فإذا حفظه ابتدا بالنِّصف الثَّاني، فإذا حفظ النِّصف الثَّاني نسي الأول، فأَتْعِبَ المأمون ونعس. فقال لعلي بن صالح: يا علي حَفِّظْهُ أنت.
قَالَ علي: فَفَعَلْتُ ونام المأمون، فَجَعَلْتُ أُحَفِّظُهُ النصف الأول فيحفظه، فإذا حفظته النصف الثاني نسي الأول، وإذا حفظته النصف الأول نسى الثاني، وإذا حفظته الثاني نسى الأول، فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته. فقال: هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل، اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بالله الهاشمي، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل بن المأمون، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حدّثني محمّد بن المرزبان، حدّثنا أبو بكر القرشيّ، حَدَّثَنَا المفضل بن غسان، عن أبيه قَالَ: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة، فقرأ: إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى
[الأعلى 18، 19] .
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قال: ربما ذكر لنا أن مالكا سئل عن قتل الساحرة فقال: انظروا هل عند الواقدي من هذا شيء؟ فذاكروه ذلك فذكر شيئا عن الضحاك بن عثمان، فذكروا أن مالكا قنع به. قَالَ جدي: وما أدري ممن سمعت هذا غير أني قد سمعته.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا ابن المغيرة، حَدَّثَنَا الحارث بن محمد قَالَ: حَدَّثَنِي رجل من أصحابنا قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا الحارث- أو سمعته أنا من محمد بن صالح- قَالَ: سئل مالك بن أنس عن المراة التي سمت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر ما فعل بها؟ فقال: ليس عندي بها علم، وسأسأل أهل العلم.
فقال: فلقي الواقدي فقال: يا أبا عبد الله ما فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمرأة التي سمته بخيبر؟ فقال:
الذي عندنا أنه قتلها. فقال مالك: قد سألت أهل العلم فأخبروني أنه قتلها.
قرأت على محمد بن علي بن يعقوب المعدل، عن يوسف بن إبراهيم السهمي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عدي الحافظ قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق الصغاني يقول: قَالَ يحيى بن أيوب المقابري: كنت عند محمد بن الحسن، فذكروا الواقدي محمد بن عمر فذكره إنسان في مجلسه بشيء فقال محمّد بن الحسن: لقد رأيت أبحاث سفيان الثّوري ولو كتب لا يقول هذا فيه.
قال أبو بكر الصغاني: لقد كان الواقدي وكان، وذكر من فضله وما يحضر مجلسه من الناس من أصحاب الحديث مثل الشاذكوني وغيره، وحسن أحاديثه، ثم قَالَ أبو بكر: أما أنا فلا أحتشم؛ أن أروى عنه.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد الحافظ، أخبرنا محمّد بن أحمد [الذهلي وذكر] الواقدي. فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدث عنه أربعة أئمة: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عبيد، وأحسبه ذكر أبا خيثمة ورجلا آخر.
أخبرني أبو بكر البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدّثنا زكريا الساجي، حدّثنا أحمد بن محمّد الدقيقي، حدّثني إبراهيم بن يعيش قال: سمعت عمر الناقد قَالَ: قلت للدراوردي: ما تقول في الواقدي؟ قَالَ:
تسألني عن الواقدي! سل الواقدي عني.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنَا عبيد بن أبي الفرج قَالَ: حَدَّثَنِي يعقوب مولى أبي عبيد الله قَالَ: سمعت الدراوردي- وذكر الواقدي- فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث .
قَالَ: وحدثنا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا ثقة، قَالَ: سمعت أبا عامر العقدي يسأل عن الواقدي فقال: نحن نسأل عن الواقدي!؟ إنما يُسأل الواقدي عنا، ما كان يفيدنا الشيوخ والأحاديث بالمدينة إلّا الواقديّ.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي مفضل، قَالَ: قَالَ الواقدي: لقد كانت ألواحي تضيع فأوتى بها من شهرتها بالمدينة، يقال: هذه ألواح ابن واقد .
أَخْبَرَنَا الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أَخْبَرَنَا أبو طاهر محمد بن أحمد الذهلي، حَدَّثَنَا موسى بن هارون قَالَ: سمعت مصعبا الزبيري يذكر الواقدي فقال:
والله ما رأينا مثله قط. قَالَ مصعب: وَحَدَّثَنِي من سمع عبد الله- يعني ابن المبارك- يقول: كنت أقدم المدينة فما يفيدني ولا يدلني على الشيوخ إلا الواقدي .
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة، حدّثني القاضي أبو عبد الله المقدمي، حدّثنا أبو موسى- أظنه الزمن- حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، عن سفيان، عن الحسن بن عمرو، عن غالب ابن عبّاد، عن قيس بن جبير النهشلي، عن عمر: في العمة والخالة. قَالَ أبو موسى:
فقدم علينا مؤمل بن إسماعيل فوجدناه في كتابه عن قيس بن حبة فأنكرناه عليه، ثم قدم علينا بعد ذلك أبو أحمد الزبيري فحدثنا به عن قيس بن جبير فأنكرناه أيضا عليه وقلنا له: إنما هو قيس بن حبير فأنكر ذلك. وَقَالَ: نحن أعلم بهذا الحديث هو قيس ابن جبير، قَالَ المقدمي: فسمعت الرمادي يقول: لما حدّث به أبو أحمد ومؤمل مخالفا عبد الرحمن بن مهدي أتى أصحاب الحديث محمد بن عمر الواقدي فقالوا: نساله عنه لعله قد سمعه من الثوري فإنه حافظ، فقالوا: سلوه ولا تلقنوه. فقالوا له: حديث رواه الثوري عن الحسن بن عمرو عن غالب عن رجل عن عمر في العمة والخالة:
أتعرف الرجل من هو؟ فقال: قد سمعته من الثوري وهو رجل ليس بمشهور فدعوني أتذكره لكم، فاستلقى على قفاه ثم قَالَ: هو عن قيس. فقالوا: نعم قيس ابن من؟
ففكر طويلا فقال: قيس بن حبتر لا شك فيه.
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر، حَدَّثَنِي إبراهيم بن جابر. قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
قَالَ الشاذكوني: كتبت ورقة من حديث الواقدي، وجعلت فيها حديثا عن مالك لم يروه إلا ابن مهدي عن مالك، ثم أتيت بها الواقدي فحدثني إلى أن بلغ الحديث. قَالَ:
فتركني ثم قام فدخل ثم خرج فقال لي هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك
ابن أنس فلم أكتبه ثم حدّثني به. فقال إبراهيم بن جابر: حَدَّثَنِي علي بن المبارك قال:
قال علي بن المدينيّ: ابن مهدي- يعني عن مالك- لحديث لم يحدث به غيره عنه فكتبت ورقة من حديث الواقدي وجعلت ذلك الحديث في وسط الأحاديث، ثم أتيت الواقدي بها فقرا علىّ حتى بلغ إلى الحديث، قَالَ: فنظر إليَّ ثم نظر إلى الحديث ثم قام فدخل ثم خرج فحدّثني بالحديث ثم قال: كان إنسان أزرق بغيض سأل مالكا عن هذا الحديث، فمن بغضه لم أكتبه. أي فلما رايته في كتابك الساعة قمت وكتبته وحدّثتك به.
فقرأت على محمد بن الحسين القطان، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عليّ الأبار قَالَ: سَأَلت مجاهدًا- يعني ابن موسى- عن الواقدي، فقال: ما كتبت عن أحد أحفظ منه، لقد جاءه رجل من بعض هؤلاء الكتاب، يسأله: عن الرجل لا يستطيع أن يصلي قائما فجعل يقول: حَدَّثَنَا فلان عن فلان يصلى قاعدا، يصلى على جنبه، يصلى بحاجبيه، فقال لي: سمعت من هذا شيئا؟ قلت: لا! قَالَ:
وبلغني عن الشاذكوني أنه قَالَ: إما أن يكون أصدق الناس، وإما أن يكون اكذب الناس! وذلك أنه كتب عنه، فلما أراد أن يخرج جاء بالكتاب فسأله، فإذا هو لا يغير حرفا، وكان يعرف رأى سفيان ومالك، ما رأيت مثله .
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا سليمان بن أحمد بن الخليل قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: سمعت مصعبا الزبيري وسئل عن الواقدي، فقال:
ثقة مأمون، وسئل المسيبي عنه، فقال: ثقة مأمون. وسئل معن بن عيسى عنه فقال:
أسأل أنا عن الواقدي! يسأل الواقدي عني. وسئل عنه أبو يحيى الزّهريّ فقال:
ثقة مأمون .
قَالَ: وسمعت إبراهيم يقول: سألت ابن نمير عن الواقدي فقال: أما حديثه هنا فمستو، وأما حديث أهل المدينة فهم أعلم به .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أبو عيسى جبير بن محمد الواسطي، حَدَّثَنَا جابر بن كردي قَالَ: سمعت يزيد بن هارون يقول:
محمد بن عمر الواقدي ثقة .
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو بكر النيسابوري قَالَ: سمعت الصاغاني غير مرة يقول: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول.
وأخبرني عبيد الله بن أحمد الصّيرفيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدّثني أبو بكر الصاغاني، حدّثني إبراهيم بن أرمة قَالَ: سمعت عباسا العنبري يقول: الواقدي أحب إلى من عبد الرزاق .
حُدِّثت عَنْ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ: حَدَّثَنِي مكرم بْن أَحْمَد قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي، سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يَقُول: الواقدي ثقة. قَالَ إبراهيم:
وأما فقه أبي عبيد فمن كتب محمد بن عمر الواقديّ، الاختلاف والإجماع كان عنده .
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الجليل الجلاب قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
من قَالَ إن مسائل مالك وابن أبي ذئب توجد عند من هو أوثق من الواقدي، فلا يصدق، لأنه يقول: سألت مالكا، وسألت ابن أبي ذئب.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدّب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل قَالَ: كنت عند ابن المبارك وعنده أبو بدر فذكروا فوت الصلاتين بعرفة، فقال أبو بكر: يا أبا عبد الرحمن في هذا حديث عن ابن عباس والمسور بن مخرمة.
فقال عمن فقال ابن واقد. قَالَ: فسكت ابن المبارك وطأطأ رأسه. أو قال: نصت.
ولم يقل شيئا.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي من سأل يحيى بن معين عن الواقدي، وأبي البختريّ فقال الواقديّ أجودهما حديثا.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد قَالَ: قال لي علي بن المديني: قَالَ لي أحمد بن حنبل: أعطني ما كتب عن ابن أبي يحيى قَالَ: قلت: وما تصنع به؟ قَالَ:
أنظر فيها أعتبرها، قَالَ: ففتحها ثم قَالَ: اقرأها عليَّ. قَالَ: قلت وما تصنع به؟ قَالَ:
انظر فيها. قَالَ: قلت له: أنا أحدث عن ابن أبي يحيى؟ قَالَ لي: وما عليك أنا أريد أن أعرفها وأعتبر بها. قَالَ: فقال لي بعد ذلك أحمد: رأيت عند الواقدي أحاديث قد رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيى قلبها عليهم، وما كان عند على شيء يحتج به في الواقدي غير هذا وقد كنت سألت عليا عن الواقدي فما كان عنده شيء أكثر من هذا.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سمعت أبي يقول:
عند الواقدي عشرون ألف حديث لم يسمع بها.
قَالَ: وسمعت أبي يقول: محمد بن عمر الواقدي ليس بموضع للرواية ولا يروى عنه، وضعفه.
حدّثنا الأزهريّ، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى، حَدَّثَنَا أبو علي الهروي قَالَ:
سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول: سمعت أبا الهيثم يقول: قَالَ يحيى بن معين:
أغربَ الواقدي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرين ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، قَالَ: سمعت عليا- يعني ابن المديني- يقول: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب.
فأخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصّفّار، وأخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أبي يقول: كتب الواقدي عن ابن أبي يحيى كتبه.
قَالَ: وسمعت أبي يقول: فسألني أحمد أن أحدثه عن إبراهيم بن أبي يحيى فلم أحدثه.
قَالَ: وسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: الواقدي يركب الأسانيد.
وسمعت يحيى بن معين يقول: الواقدي يحدث عن عاتكة ابنة عبد المطلب، وعن حمزة بن عبد المطلب من مركب.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضيل الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: والواقديّ ليس بشيء .
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حدّثنا أبو بشر الدّولابيّ، حدّثنا معاوية بن صالح: أبو عبد الله الواقدي ضعيف. قلت ليحيى بن معين: لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك؟ قَالَ:
استحيي من ابنه هو لي صديق. قلت: فماذا تقول فيه؟ قَالَ: كان يقلب أحاديث يونس فيصيرها عن معمر، ليس بثقة .
قَالَ أبو عبيد الله: وَقَالَ لي أحمد بن حنبل هو كذاب .
قال عبيد الله عن يحيى في موضع آخر: محمد بن عمر بن واقد ليس بشيء .
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَر القطيعيّ، أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن يونس بن عبد الأعلى. قَالَ: قَالَ لي الشافعي: كتب الواقدي كذب .
وَقَالَ ابن أبي حاتم: حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي شريح قَالَ: سمعت محمّد ابن إدريس الشافعي يقول: الواقدي وصل حديثين- يعني لا يوصلان-.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدّوريّ الورّاق، حدّثنا محمّد بن عبد الله المستعيني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنِي أبي. قَالَ: جعل انسان يحدث ابن المبارك عن الواقدي. فقال: صرنا إلى بحر الواقديّ.
حدّثنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر المروزي قَالَ: سمعته- يعني أحمد بن حنبل- يسأل عن الواقدي، فقيل له: قَالَ ابن المبارك: دعونا من بحر
الواقدي. فقال: شهدت وكيعا وقد سألوه عن حديث في مسح الخفين. فقال: لو كنت عند الواقدي لحدثك.
هكذا قرأت على محمد بن علي المعدل، عَن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم الجرجاني قَالَ:
أَخْبَرَنَا نعيم بن عدي قَالَ: سمعت إسحاق بن أبي عمران قَالَ: سمعت بندار بن بشار يقول: ما رأيت اكذب شفتين من الواقدي .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سمعت ابن نمير- وذكر حديثا- فقلت له: يا أبا عبد الرحمن تملى هذا؟ قَالَ: هو عن الواقدي ولست أحب أن أحدث عنه. فقلت: نحن نعرفه. فقال: اكتبه على جهة المعرفة ثم أملاه علي.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: محمد ابن عمر الواقدي قاضى بغداد، متروك الحديث .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو البرذعي قَالَ: وسئل أبو زرعة- يعني الرازي- عن الواقدي فقال: ترك الناس حديثه.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد- وكيل دعلج- حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن عمر الواقدي متروك الحديث .
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بن علي الكتاني لفظا بدمشق، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السّلميّ، حدّثنا القاسم بن عيسى القصار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: الواقدي لم يكن مقنعا:
ذكرت لأحمد بن حنبل موته يوم مات وأنا ببغداد فقال: جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين. أو قَالَ: منذ زمان .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سئل أَبُو داود سليمان بْن الأشعث عن الواقدي. فقال: لا أكتب حديثه، ما أشك أنه كان ينقل الحديث. ليس ينظر الواقدي في كتاب إلا يبين فيه أمره، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديث الزهري. وكان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة.
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر، حدّثني إبراهيم بن جابر، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل.
قَالَ: كتب أبي عن أبي يوسف ومحمد ثلاثة قماطر فقلت له: كان ينظر فيها قَالَ:
كان ربما نظر فيها، وكان أكثر نظره في كتب الواقدي.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة، أَخْبَرَنِي بعض مشايخنا قَالَ: سألت إبراهيم الحربي عما أنكره أحمد بن حنبل عن الواقدي، فذكر أن مما أنكره عليه جمعه الأسانيد ومجيئة بالمتن واحدا. قَالَ إبراهيم الحربي: وليس هذا عيبا، قد فعل هذا الزهري وابن إسحاق، قَالَ إبراهيم الحربي: لم يزل أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة لحنبل بن إسحاق إلى محمد بن سعد كاتب الواقديّ، فيأخذ له جزءين جزءين من حديث الواقدي فينظر فيها ثم يردها ويأخذ غيرها.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حدّثنا محمّد بن أيّوب المعافى قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي: سمعت أحمد- وذكر الواقدي- فقال: ليس أنكر عليه شيئا إلا جمعه الأسانيد، ومجيئة بمتن واحد على سياقة واحدة، عن جماعة وربما اختلفوا. قَالَ إبراهيم: ولم؟ وقد فعل هذا ابن إسحاق، كان يقول حَدَّثَنَا عاصم بن عمر وعبد الله بن أبي بكر وفلان وفلان.
والزهري أيضا قد فعل هذا .
قَالَ: وسمعت إبراهيم يقول: قال بور [بن أصرم] : رآني الواقديّ أمشي
مع أحمد بن حنبل. قَالَ: ثم لقيني بعد فقال لي: رأيتك تمشي مع إنسان ربما تكلم في الناس. قيل لإبراهيم لعله بلغه عنه شيء؟ قَالَ: نعم، بلغني أن أحمد أنكر عليه جمعه الرجال والأسانيد في متن واحد. قَالَ إبراهيم: وهذا قد كان يفعله حماد بن سلمة، وابن إسحاق، ومحمد بن شهاب الزهري.
حدِّثت عن دعلج بن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا محمد عبد الله بن علي بن الجارود يقول: سمعت إسحاق الكوسج يقول: قَالَ أحمد بن حنبل: كان الواقدي محمد بن عمر يقلب الأحاديث، كأنه يجعل ما لمعمر عن ابن أَخِي الزهري، وما لابن أَخِي الزهري لمعمر. قَالَ إسحاق بن راهويه: كان عندي ممن يضع.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا أحمد ابن ملاعب، حَدَّثَنِي محمد بْن علي المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدميّ، عن علي بن أبي داود، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ قَاضِي بَغْدَادَ مُتَّهَمٌ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ حنبل يقول: لم نزل نراجع أَمْرَ الْوَاقِدِيِّ حَتَّى رَوَى: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا »
. فَجَاءَ بِشَيْءٍ لا حِيلَةَ فِيهِ، وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ يُونُسَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ.
أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ يُونُسَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ. قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النّجّاد، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدّثنا محمّد بن العلاء، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي نَبْهَانُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ مَيْمُونَةُ، فَأَقْبَلَ ابْنُ أم مكتوم، وذلك بعد أن أمر بِالْحِجَابِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَجِبَا مِنْهُ» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ أَعْمَى وَلا يُبْصِرُنَا وَلا يَعْرِفُنَا؟ قَالَ: «أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه » .
حدّثني الحسن بن علي التميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بن يزيد، عن الزّهريّ بنحوه وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ وَمُحَمَّدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ كذلك.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ وَمَيْمُونَةُ. قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أُمِرَ بِالْحِجَابِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَجِبَا مِنْهُ» . فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُ. قَالَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا، أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟»
. أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ فِي حَدِيثِ نَبْهَانَ هَذَا قَوْلَهُ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا» قَالَ: هَذَا حَدِيثُ يُونُسَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَ الْوَاقِدِيُّ رَوَاهُ عَنْ مَعْمَرٍ وَتَبَسَّمَ ، أي ليس من حديث معمر.
حدثناه عبد الرزاق عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ .
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر القزويني بمصر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ بَغْدَادَ سَنَةَ سَبْعٍ أو ثمان ومائتين ، قال: الواقديّ قَاضٍ عَلَيْنَا. قَالَ الرَّمَادِيُّ: وَكُنْتُ أَطُوفُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ يَسْمَعُ مِنْهُمْ، فَقُلْتُ:
تريد أن تسمع مِنَ الْوَاقِدِيِّ وَكَانَ مَرْوِيًّا فِي السَّمَاعِ مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ:
فَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ، فَكَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَذَكَرَ الْوَاقِدِيَّ وَقَالَ: كَيْفَ تَسْتَحِلُّ أَنْ تَكْتُبَ عَنْ رَجُلٍ رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ حَدِيثَ نَبْهَانَ مُكَاتِبِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهَذَا حَدِيثُ يُونُسَ تَفَرَّدَ بِهِ. قَالَ الرَّمَادِيُّ: وَذَكَرَ حَدِيثًا آخَرَ عَنْ مَعْمَرٍ مُنْقَطِعًا مِمَّا أَنْكَرَهُ أَحْمَدُ على الواقديّ .
قَالَ الرَّمَادِيُّ: فَقَدِمْتُ مِصْرَ بَعْدَ مُنْصَرَفِي وَكَانَ ابن أبي مريم يحدّثنا بحديث نافع ابن يَزِيدَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي مريم، أَخْبَرَنَا نَافِعُ، بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ نَبْهَانَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةُ، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْنَا، وَذَاكَ بَعْدَ أَنْ أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احتجبا منه» . قلنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُنَا وَلا يَعْرِفُنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟ »
. أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ بَحَدِيثِ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَقِيلٍ- نَحْوَ رِوَايَةِ الرَّمَادِيِّ.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن جعفر قال: قال الرمادي: فلما فرغ ابن أبي مريم من هذا الحديث ضحكت، فقال: مم تضحك؟ فأخبرته بما قَالَ على. وكتب إليه أحمد يقول: هذا حديث تفرد به يونس بن يزيد، وهذا أنت قد حدثت عن نافع بن يزيد، عن عقيل وهو أعلى من يونس. قال لي ابن أبي مريم: إن شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث الزّهريّ .
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر القاضي، حَدَّثَنِي إبراهيم بن جابر قَالَ: سمعت الرمادي وحدّث بحديث: عقيل عن ابن شهاب. قَالَ:
هذا مما ظلم فيه الواقدي .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ دوست البزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ المصري، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ المرادي بمصر، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ- كَانَ قَاضِي مِصْرَ- قَالَ: كَتَبَ الْوَاقِدِيُّ رُقْعَةً إِلَى الْمَأْمُونِ، يَذْكُرُ فِيهَا غَلَبَةَ الدَّيْنِ وَغَمَّهُ بِذَلِكَ، فَوَقَّعَ الْمَأْمُونُ عَلَى ظَهْرِهَا: فِيكَ خُلَّتَانِ:
السَّخَاءُ، وَالْحَيَاءُ؟ فَأَمَّا السَّخَاءُ فَهُوَ الَّذِي أَطْلَقَ مَا مَلَكْتَ، وَأَمَّا الْحَيَاءُ فَهُوَ الَّذِي مَنَعَكَ مِنْ إِطْلاعِنَا مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَقَدْ أَمَرْنَا بِكَذَا وكذا، فإن كنا أصبنا إرادتك في
بَسْطِ يَدِكَ فَإِنَّ خَزَائِنَ اللَّهِ مَفْتُوحَةٌ. وَأَنْتَ كُنْتَ حَدَّثْتَنِي وَأَنْتَ عَلَى قَضَاءِ الرَّشِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلزُّبَيْرِ: «يَا زُبَيْرُ إِنَّ بَابَ الرِّزْقِ مَفْتُوحٌ بِبَابِ الْعَرْشِ؟ يُنْزِلُ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ أَرْزَاقَهُمْ عَلَى قَدْرِ نَفَقَاتِهِمْ فَمَنْ قَلَّلَ قُلِّلَ لَهُ، وَمَنْ كَثَّرَ كُثِّرَ لَهُ»
قَالَ الواقدي: وكنت قد أنسيت هذا الحديث فكان تذكرته إياي أحب إلى من جائزته .
قَالَ هارون بن عبد الله القاضي الزهري: بلغني أن الجائزة كانت مائة ألف درهم، فكان الحديث أحب إليه من المائة ألف .
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني والقاضي أبو الطيب الطبري. قالا:
أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ، وعمر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَ اللَّه المؤدب. قالا:
أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ واللفظ لحديثه قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن بَشَّار الأنباريّ، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عكرمة الضّبّيّ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله الواقدي القاضي. قَالَ: أضقت مرة من المرار وأنا مع يحيى بن خالد البرمكي، وحضر عيد فجاءتني جارية فقالت: قد حضر العيد وليس عندنا من النفقة شيء. فمضيت إلى صديق لي من التجار فعرفته حاجتي إلى القرض، فأخرج إلى كيسا مختوما فيه ألف ومائتا درهم، فأخذته وانصرفت إلى منزلي، فما استقررت فيه حتى جاءني صديق لي هاشمي فشكى إليّ تأخر علته وحاجته إلى القرض، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها. فقالت: على أي شيء عزمت؟ قلت: على أن أقاسمه الكيس.
قالت: ما صنعت شيئا أتيت رجلا سوقة فأعطاك ألفا ومائتي درهم، وجاءك رجل له مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحم ماسة تعطيه نصف ما اعطاك السوقة، ما هذا شيئا، أعطه الكيس كله، فأخرجت الكيس كله. فدفعته إليه، ومضى صديقي التاجر إلى الهاشمي وكان له صديقا فسأله القرض، فأخرج الهاشمي إليه الكيس، فلما رأى خاتمه عرفه، وانصرف إلى فخبرني بالأمر، وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول: إنما تأخر رسولي عنك لشغلي بحاجات أمير المؤمنين، فركبت إليه فأخبرته بخبر الكيس. فقال: يا غلام هات تلك الدنانير فجاءه بعشرة آلاف دينار فقال: خذ ألفى دينار لك، والفين لصديقك، والفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك فإنها أكرمكم .
أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا عبد الله بن بطة الأصبهاني يقول: سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول:
سمعت الحسن بن شاذان يقول: قَالَ الواقدي: صار إليّ من السلطان ستمائة ألف درهم ما وجبت علي فيها الزكاة! .
حدّثني الصّوريّ، أخبرنا أبو الحسين بن جميع، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد قَالَ:
سمعت عباسا الدوري يقول: مات الواقدي وهو على القضاء وليس له كفن فبعث المأمون بأكفانه .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن عمر ابن واقد، ويكنى أبا عبد الله مولى لبني سهم بطن من أسلم، توفي في ذي الحجة سنة سبع ومائتين.
أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: سنة تسع ومائتين.
فيها مات محمد بن عمر الواقدي، والأول أصح.
محمد بن إسحاق بن محمد وقيل ابن جعفر بدل محمد أبو بكر الصاغاني البغدادي أصله من خراسان وسكن بغداد وتوفي بها في صفر سنة سبعين ومائتين.
روى عن: محمد بن عبد الأعلى أبو مسهر الصنعاني الدمشقي وأبي الجواب الأحوص بن جواب الضبي الكوفي وأبي محمد روح بن عبادة القيسي البصري وأبي سلمة منصور بن سلمة الخُزاعي وقراد بن أبي نوح (....).
تفرد به مسلم روى عنه في كتاب الإيمان والطهارة والصلاة (...) والفضائل وغير ذلك.
وروى أيضًا عن أبي يوسف يعلي بن عبيد الطنافسي وأبي عامر عبد الملك ابن عمرو العقدي وأبي بدر شجاع بن الوليد السكوني وأبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وأبي محمد سعيد بن عامر الضبعي (...).
وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار نصر المرادي المصري، وأبي محمد عبد الله ابن يوسف التنيسي وغيرهم.
روى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو بكر البزار، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وأبو محمد بن الجارود، وأبو محمد بن صاعد، وأبو عبد الله محمد ابن نصر المروزي، وأبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن ثعلبة الخشني، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وأبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص الدوري العطار وغيرهم.
وهو ثقة، قاله أبو عبد الرحمن النسائي، ومسلمة بن قاسم، والدارقطني، زاد الدارقطني: وفوق الثقة.
وزاد مسلمة: مأمون.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو ثبت صدوق.
وقال أبو العباس بن سعيد: سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خداش يقول: أبو بكر بن إسحاق ثقة مأمون.
وقال أبو بكر الخطيب: كان أحد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين، واشتهار بالسنة.
روى عن: محمد بن عبد الأعلى أبو مسهر الصنعاني الدمشقي وأبي الجواب الأحوص بن جواب الضبي الكوفي وأبي محمد روح بن عبادة القيسي البصري وأبي سلمة منصور بن سلمة الخُزاعي وقراد بن أبي نوح (....).
تفرد به مسلم روى عنه في كتاب الإيمان والطهارة والصلاة (...) والفضائل وغير ذلك.
وروى أيضًا عن أبي يوسف يعلي بن عبيد الطنافسي وأبي عامر عبد الملك ابن عمرو العقدي وأبي بدر شجاع بن الوليد السكوني وأبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وأبي محمد سعيد بن عامر الضبعي (...).
وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار نصر المرادي المصري، وأبي محمد عبد الله ابن يوسف التنيسي وغيرهم.
روى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو بكر البزار، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وأبو محمد بن الجارود، وأبو محمد بن صاعد، وأبو عبد الله محمد ابن نصر المروزي، وأبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن ثعلبة الخشني، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وأبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص الدوري العطار وغيرهم.
وهو ثقة، قاله أبو عبد الرحمن النسائي، ومسلمة بن قاسم، والدارقطني، زاد الدارقطني: وفوق الثقة.
وزاد مسلمة: مأمون.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو ثبت صدوق.
وقال أبو العباس بن سعيد: سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خداش يقول: أبو بكر بن إسحاق ثقة مأمون.
وقال أبو بكر الخطيب: كان أحد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين، واشتهار بالسنة.
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب أبو عبد الله الذُهلي مولاهم النيسابوري.
مات سنة خمس وخمسين ومائتين.
وقيل: مات بعد أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
ومات البخاري ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين.
روى عن: أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري البخاري القاضي البصري، وأبي محمد عبيد الله بن موسى بن باذام العبسي الكوفي، وأبي بكر عبد الرازق بن همام بن نافع الحميري الصنعاني، وأبي محمد عثمان بن عمر ابن فارس بن لقيط البصري، وابي عثمان عفان بن مسلم الأنصاري مولاهم الصفار نزيل بغداد، وأبي أيوب سليمان بن حرب الواشحي قاضي مكة، وأبي المورع المحاضر بن المورع الهمداني، وابي سعيد حماد بن مسعد التميمي ويقال: الباهلي مولاهم البصري، وأبي عبد الله محمد بن عبدي الحنفي الطنافسي الكوفي، وأبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري المعروف بعارم، وابي عمرو عبد الله بن رجاء الغدائي البصري، وأبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل النفيلي الحراني، وأبي محمد حجاج بن منهال السلمي البرساني الأنماطي البصري، وأبي حفص عمر بن حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي الكوفي، وأبي الحسن عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، وأبي يحيى محمد بن موسى بن أعين الجزري، وأبي عبد الله محمد بن وهب بن عطية السلمي الدمشقي، وأبي جعفر ويقال: أبو سعيد محمد بن سابق التميمي، وأبي محمد سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري، وأبي القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي، وأبي حفص عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأبي أحمد حسين بن محمد التميمي المروروذي، وأبي الحسن أحمد بن أبي شعيب الحراني، وأبي جعفر أحمد بن صالح المصري، وأبي يعقوب إسحاق ابن محمد القروي، وابي عمرو عثمان بن الهيثم بن الجهم العبدي البصري، وأبي
الحسين شريح بن النعمان الجوهري البغدادي، وابي زكريا يحيى بن صالح الوحاظي، وأبي زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي وغيرهم.
روى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الله النسائي، وأبو العباس السراج، وأبو بكر بن خزيمة، وابو بكر النيسابوري، وأبو حاتم الرازي، وابو علي الحسين بن محمد بن زياد القباني، وأبي عبد الله محمد ابن نصر المروزي، وأبو جعفر محمد بن سليمان بن داود المنقري، وأبو الفضل عياش ابن محمد الدوري وغيرهم.
وروى عنه من شيوخه: أبو صالح عبد الله بن صالح الجهني كاتب الليث ابن سعد، وأبو محمد سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري، وأبو موسى محمد ابن المثنى العبدي الزمني البصري.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب أبي عنه بالري وهو ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين.
ثم قال: ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: ثقة صدوق.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي محمد بن يحيى بن عبد الله أبو عبد الله نيسابوري ثقة ثبت، أحد الأئمة في الحديث.
وقال أبو الحسن الدارقطني، محمد بن يحيى الذهلي ثقة حافظ.
وقال أبو القاسم اللالكائي: أنا العلاء بن محمد ومحمد بن أحمد بن الحسن الرازي قالا: سمعنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت أبي يقول: محمد بن يحيى الذُهلي إمام أهل زمانه.
وقال محمد بن سهل بن عسكر، كنا عند أحمد بن حنبل فدخل عليه محمد ابن يحيى فقام إليه أحمد وتعجب منه الناس، ثم قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد الله فاكتبوا عنه.
وقال أبو عمر أحمد بن نصر بن إبراهيم الخفاف النيسابوري: رأيت محمد ابن يحيى بعد وفاته في المنام فقتل: يا أبا عبد الله، ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي، قال: قلت فما فعل بحديثك قال: كتب بماء الذهب ورفع في عليين.
قال محمد: حدث البخاري عن محمد بن يحيى هذا في غير موضع من الجامع فلم ينسبه إلى أبيه يحيى، فمن ذلك ما ذكر في آخر تفسير سورة البقرة
فقال: ثنا محمد: ثنا النفيلي: ثنا مسكين، عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عمر أنها قد نسخت (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ...) الآية.
فقيل: إن محمدًا هذا هو محمد بن يحيى الذهلي، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وروى أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد النفيلي.
وذكر أبو نصر الكلاباذي في كتاب الإرشاد في اسم مسكين بن بكير فقال: وقال لي أبو عبد الله بن البيع الحافظ: إن محمدًا هذا هو ابن إبراهيم البوشنجي، وهذا الحديث مما أملاه بنيسابور البوشنجي والله أعلم.
قال محمد: سقط ذكر محمد هذا من كتاب ابن السكن.
وقال البخاري في تفسير سورة براءة:
ثنا محمد: أنا أحمد بن أبي شعيب: ثنا موسى بن أعين: ثنا إسحاق بن راشد أن الزهري حدثه وذكر حديث نوبة بن كعب ابن مالك مختصرًا.
فقيل: إن محمد هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي.
وقيل: هو محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري.
وقيل: هو محمد بن إبراهيم البوشنجي.
ولم يقع في نسخه ابن السكن ذكر محمد هذا قبل أحمد بن أبي شُعيب وثبت لغيره من الرواية.
وروى هذا الحديث أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخفاف، عن محمد بن يحيى الذهلي، عن أحمد بن ابي شعيب الحراني، عن موسى بن أعين بإسناده.
وقال البخاري في: الإحصار وجزاء الصيد:
ثنا محمد: ثنا يحيى بن صالح، ونذكر هذا إن شاء الله في باب يحيى من هذا الكتاب.
وقال البخاري في تفسير سورة بني إسرائيل: ثنا محمد قال: نا حجاج بن منهال.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى يعني الذُهلي.
وقد تقدم الخلاف فيه في باب حجاج من هذا الكتاب.
وقال البخاي في كتاب الجنائز: ثنا محمد قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوى وتشميت العاطس".
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وذكره أبو نصر الكلاباذي في كتاب الإرشاد فقال: ومحمد غير منسوب يقال أنه محمد بن يحيى الذُهلي.
قال محمد: حدث أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن عمرو بن أبي سلمة أبي حفص التنيسي.
وقد روى بقية بن الوليد وبشر بن بكر هذا الحديث عن الأوزاعي فقال: أبو عبد الرحمن النسائي في مصنفه: أنا عمرو بن عثمان: ثنا بقية، عن الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب أن سعيد بن المسيب أخبره أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدادي، وتشميت العاطس".
وقال أبو جعفر الطحاوي في كتاب المشكل: نا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبري بشر بن بكر قال: أخبرني الأزواعي، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس".
وقد روى هذا الحديث أيضًا محمد بن يحيى الذُهلي، عن عبد الرازق، عن معمر، عنا لزهري حدثني به أبو عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون الأنصاري قراءة مني عليه: ثنا عبد الرحمن بن محمد: ثنا أبي: ثنا عبد الرحمن بن مروان: ثنا الحسن بن يحيى: ثنا ابن الجارود: ثنا محمد بن يحيى قال: ثنا عبد الرازق قال: أنا
معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس يجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة".
وأخرجه مسلم في مسنده الصحيح، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق.
وقال البخاري في المغازي في باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم: ثنا محمد: ثنا عفان: ثنا صخر بن جويرية ... الحديث.
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقال البخاري في تفسير سورة اقتربت الساعة: ثنا محمد: ثنا عفان بن مسلم، عن وهيب ... الحديث.
وهذا عندي محمد بن يحيى الذُهلي، وسقط ذكر محمد هذا في هذا الموضع قبل عفان من نسخة ابن السكن. وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عفان.
وقال البخاري في العيدين: ثنا محمد: ثنا عمر بن حفص بن غياث: ثنا أبي، عن عاصم، عن حفصة، عن أم عطية هكذا عند أبي ذر الهروي.
وكذلك أخرجه أبو مسعود الدمشقي في كتابه.
وذكره أيضًا أبو عبد الله الحاكم وقال: هو محمد بن يحيى ـ يعني الذُهلي ـ وسقط عن أبي علي بن السكن، وابي أحمد الجرجاني، وأبي زيد المروزي ذكر محمد قبل عمر.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عمر بن حفص بن غياث.
وقال البخاري في التفسير في سورة بني إسرائيل: ثنا محمد: ثنا عبد الله بن رجاء: ثنا همام ... الحديث.
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقي عن محمد بن يحيى، عن عبد الله
ابن رجاء.
وقال البخاري في البيوع: ثنا محمد: ثنا عبد الله بن يزيد يعني المقرئ، ولم أر أحدًا نسب محمدًا هذا، ولعله محمد بن يحيى الذهلي.
وقال البخاري في آخر كتاب اللباس، في باب الذريرة: ثنا عثمان بن الهيثم أو محمد، عنه، عن ابن جريج ومحمد هذا يقال: أنه ابن يحيى الذهلي، وقد حدث ابن جالرود في كتاب المنتقي له عن محمد بن يحيى، عن عثمان بن الهيثم وقال في كتاب الحج، في باب الإدلاج من المحصب: وزادني محمد: ثنا محاضر: ثنا الأعمش.
فنسبه ابن السكن محمد بن سلام، وقيل هو محمد بن يحيى الذهلي.
وقدحدث ابن الجرود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محاضر.
وقال البخاري في تفسير سورة المائدة: وزادني محمد، عن أبي النعمان قال: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة فنزل تحريم الخمر ... الحديث،
يقال: هو محمد بن يحيى الذهلي.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى له عن محمد بن يحيى، عن أبي النعمان.
وقال البخاري في باب ذكر الملائكة:
ثنا محمد: ثنا ابن أبي مريم: أنا الليث، عن ابن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب ... " الحديث.
هكذا روى عن أبي ذر الهروي، عن أبي الهيثم الكشميهني، ولم يوجد لغيره، لا عند ابن السكن ولا الأصيلي ولا عند أبي مسعود الدمشقي، فإن كان محفوظًا فهو محمد بن يحيى الذُهلي.
وقد حدث ابن الجارود عن محمد بن يحيى، عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم.
وقال البخاري في كتاب التوحيد:
ثنا محمد ثنا أحمد بن صالح قال: ثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو، عن ابن أبي هلال أن أبا الرجال حدثه عن أمه عمرة، عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية ... الحديث.
هكذا في نسخة أبي ذر، وكذلك في نسخة الأصيلي، عن أبي أحمد.
وذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: وهو فيما أحسب ابن يحيى الذُهلي، وكذلك نسبه أبو عبد الله الحاكم محمد بن يحيى، وهو عندي صحيح فقد حدث عنه، وسقط من نسخة ابن السكن ذكر محمد الذي قبل أحمد بن صالح.
وقال البخاري في العتق: ثنا محمد: ثنا عبد الرازق: وأنا عمر.
وقال أيضًا في الفتن: ثنا محمد: ثنا عبد الرزاق: ثنا معمر، فنسبه أبو عبد الله الحاكم محمد بن يحيى.
ونسب ابن السكن الذي في كتاب العتق محمد بن سلام.
وقد حدث الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق.
وكذلك حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق.
وقال البخاري في سورة الكهف:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا سعيد بن أبي مريم: أنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن قال: حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة" وقال: اقرءوا إن شئتم (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا).
وعن يحيى بن بكير، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد مثله، وهو محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي.
ذكره أبو مسعود الدمشقي في كتاب الأطراف.
وقد أخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث في المسند الصحيح عن أبي بكر ابن إسحاق هو الصاغاني، عن يحيى بن بكير بإسناده مثله.
وقال البخاري في تفسير سورة ص.
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا بن عبيد الطنافسي، عن العوام يعني ابن حوشب قال: سألت مجاهدًا عن سجدة (ص) ... الحديث.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله يعني الذُهلي، نسبة إلى جده.
وذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: أراه ابن يحيى بن عبد الله الذُهلي، قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محمد بن عبيد هذا وقد حدث البخاري عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة، عن العوام بن حوشب هذا الحديث في تفسير هذه السورة قبل حديث محمد بن عبد الله.
وذكره أيضًا في الأنبياء في ذكر داود فقال: ثنا محمد: ثنا سهل بن يوسف قال: سمعت العوام، عن مجاهد قال: قلت لابن عباس: أأسجد في ص؟ فقرأ (ومن ذريته داود وسليمان). حتى (فبهداهم اقتده) فقال: نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن أمر أن يقتدى بهم.
نسب محمد هذا ابن السكن في نسخته محمد بن سلام.
وقال أبو نصر الكلاباذي: سألت أبا أحمد الحافظ عنه فقال: هو ابن المثنى.
وقد حدث البخاري عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، وسهل بن يوسف، عن سعيد يعني ابن أبي عروبة، عن قتادة عن أنس في الجهاد نا محمد ابن عبد الله: ثنا حسين بن محمد: ثنا شيبان، نسبه ابن السكن محد بن عبد الله بن المبارك المخرمي.
وقال أبو نصر الكلاباذي: هو محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي نسبه إلى جده.
وقال البخاري في بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الخرقان من جهينة: ثنا محمد بن عبد الله: ثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد، عن سلمة يعني ابن الأكوع.
ذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: وهو فيما يقال محمد بن يحيى بن عبد الله
الذُهلي النيسابوري، نسبه البخاري إلى جده.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن حماد بن مسعدة هذا.
وقال البخاري في الكفارات:
ثنا محمد بن عبد الله قال: نا عثمان بن عمر بن فارس قال: أنا ابن عون، عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسأل الإمارة ... " الحديث.
ومحمد بن عبد الله هذا هو: محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي نسبه البخاري إلى جده، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عثمان بن عمر هذا بهذا الحديث.
وقال البخاري في الحدود:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا عاصم بن علي: ثنا عاصم بن محمد، عن واقد بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث تحريم مكة.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله يعني الذُهلي، نسبه إلى جده.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عاصم بن علي.
وقال البخاري في القسامة في باب: حنين المرأة:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا محمد بن سابق: ثنا زائدة: ثنا هشام بن عروة، عن ابيه أنه سمع المغيرة بن شعبة يحدث عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة.
قال أبو نصر الكلاباذي: يقال إنه محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي.
قال البخاري في كتاب الصلح:
ثنا محمد بن عبد الله قال: نا عبد العزيز الأويسي، وإسحاق بن محمد القروي قالا: ثنا محمد بن جعفر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أن أهل قباء اقتتلوا ... الحديث.
هكذا ذكره أكثر الشيوخ وكذا أخرجه أبو مسعود الدمشقي عن البخاري في كتاب الأطراف يقال: إنه محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي، نسبه البخاري إلى جده.
وقد حدث أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن إسحاق ابن محمد الفروي.
وسقط ذكر محمد هذا قبل إسحاق وعبد العزيز الأويسي من رواية أبي أحمد الجرجاني ومن نسخة النسفي عن البخاري.
وقال البخاري في كتاب الأحكام:
ثنا محمد بن خالد: ثنا الأنصاري محمد يعني ابن عبد الله بن المثنى: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس بن مالك أن قيس بن سعد كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم منزلة صاحب الشرط من الأمير.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي، نسبه إلى جد أبيه.
وقال أبو نصر الكلاباذي، يقال إنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى له عن محمد بن يحيى، عن محمد ابن عبد الله بن المثنني.
وقال أبو عيسى الترمذي في مصنفعه في مناقب قيس بن سعد بن عبادة:
ثنا محمد بن مرزوق البصري ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: ثنا أبي عن
ثمامة عن أنس قال: كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير. قال الأنصاري: يعني مما يلي من أموره.
ثم قال الترمذي:
ثنا محمد بن يحيى: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري نحوه، ولم يذكر فيه قول الأنصاريز
وقال البخاري في كتاب التوحيد:
ثنا محمد بن خالد: ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن آخر أهل الجنة دخولاً وآخر أهل النار خروجًا من النار رجل يخرج حبوًا، فيقول له ربه: ادخل الجنة، فيقول: أي رب الجنة ملء، فيقول له ذلك ثلاث مرات كل ذلك يعيد عليه الجنة ملء فيقول: إن لك مثل الدنيا عشر مرات".
أبو نصر الكلاباذي: محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
وقال أيضًا أبو عبد الله الحاكم: قلت: وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عبيد الله بن موسى.
وقال البخاري في كتاب الصوم، في باب من مات وعليه صوم:
ثنا محمد بن خالد: ثنا محمد بن موسى بن أعين: ثنا ابي، عن عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه عن عروة ابن الزبير، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه".
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي، نسبه إلى جد أبيه.
وقال أبو نصر الكلاباذي: يقال أنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي النيسابوري.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محمد بن
موسى بن أعين هذا الحديث.
وأخرج مسلم هذا الحديث في مسنده الصحيح عن هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى التستري، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث.
وقال البخاري في الطب في باب رقية العين: ثنا محمد بن خالد: ثنا محمد ابن وهب بن عطية الدمشقي: ثنا محمد بن حرب: ثنا محمد بن الوليد الزبيدي قال: أنا الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية وفي وجهها سفعة فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة".
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي نسبه إلى جد أبيه.
وقال ابي نصر الكلاباذي: يقال: إنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
قلت: وقد حدث ابن الجارود بهذا الحديث عن محمد بن يحيى، عن محمد ابن وهب بن عطية خارج المنتقى.
وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي الربيع سليمان بن داود البغدادي الأحول، عن محمد بن حرب بإسناده.
قال محمد: وقد ذكر أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني في أسامة شيوخ البخاري محمد بن خالد بن جبلة الرافقي من أهل الرافقة، ولعله أراد بذلك محمد بن خالد الذي قدمنا ذكره، عن محمد بن عبد الله بن المثني الأنصاري، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومحمد بن موسى بن أعين الجزري، ومحمد بن وهب بن عطية الدمشقي والله أعلم، والرافقي هو أبو بكر محمد بن (عيلة) الرافقي، كذا ذكره ابن أبي حاتم الرازي، وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهما، ولم يذكروا بين محمد وجبلة خالدًا وهو الصواب عندي والله أعلم.
روى عن: أبي محمد الحجاج بن أبي منيع الرصافي، وأبي مسعود المعافي بن عمران الموصلي، وأبي يحيى محمد بن موسى بن أعين الجزري، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي، وأبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم وغيرهم.
روى عنه: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأبو عروبة الحسين ابن محمد بن مودود الحراني.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب إلي أبي وأبي زرعة بأحاديث من فوائده.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن جبلة رافقي لا بأس به.
مات سنة خمس وخمسين ومائتين.
وقيل: مات بعد أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
ومات البخاري ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين.
روى عن: أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري البخاري القاضي البصري، وأبي محمد عبيد الله بن موسى بن باذام العبسي الكوفي، وأبي بكر عبد الرازق بن همام بن نافع الحميري الصنعاني، وأبي محمد عثمان بن عمر ابن فارس بن لقيط البصري، وابي عثمان عفان بن مسلم الأنصاري مولاهم الصفار نزيل بغداد، وأبي أيوب سليمان بن حرب الواشحي قاضي مكة، وأبي المورع المحاضر بن المورع الهمداني، وابي سعيد حماد بن مسعد التميمي ويقال: الباهلي مولاهم البصري، وأبي عبد الله محمد بن عبدي الحنفي الطنافسي الكوفي، وأبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري المعروف بعارم، وابي عمرو عبد الله بن رجاء الغدائي البصري، وأبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل النفيلي الحراني، وأبي محمد حجاج بن منهال السلمي البرساني الأنماطي البصري، وأبي حفص عمر بن حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي الكوفي، وأبي الحسن عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، وأبي يحيى محمد بن موسى بن أعين الجزري، وأبي عبد الله محمد بن وهب بن عطية السلمي الدمشقي، وأبي جعفر ويقال: أبو سعيد محمد بن سابق التميمي، وأبي محمد سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري، وأبي القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي، وأبي حفص عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأبي أحمد حسين بن محمد التميمي المروروذي، وأبي الحسن أحمد بن أبي شعيب الحراني، وأبي جعفر أحمد بن صالح المصري، وأبي يعقوب إسحاق ابن محمد القروي، وابي عمرو عثمان بن الهيثم بن الجهم العبدي البصري، وأبي
الحسين شريح بن النعمان الجوهري البغدادي، وابي زكريا يحيى بن صالح الوحاظي، وأبي زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي وغيرهم.
روى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الله النسائي، وأبو العباس السراج، وأبو بكر بن خزيمة، وابو بكر النيسابوري، وأبو حاتم الرازي، وابو علي الحسين بن محمد بن زياد القباني، وأبي عبد الله محمد ابن نصر المروزي، وأبو جعفر محمد بن سليمان بن داود المنقري، وأبو الفضل عياش ابن محمد الدوري وغيرهم.
وروى عنه من شيوخه: أبو صالح عبد الله بن صالح الجهني كاتب الليث ابن سعد، وأبو محمد سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري، وأبو موسى محمد ابن المثنى العبدي الزمني البصري.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب أبي عنه بالري وهو ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين.
ثم قال: ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: ثقة صدوق.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي محمد بن يحيى بن عبد الله أبو عبد الله نيسابوري ثقة ثبت، أحد الأئمة في الحديث.
وقال أبو الحسن الدارقطني، محمد بن يحيى الذهلي ثقة حافظ.
وقال أبو القاسم اللالكائي: أنا العلاء بن محمد ومحمد بن أحمد بن الحسن الرازي قالا: سمعنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت أبي يقول: محمد بن يحيى الذُهلي إمام أهل زمانه.
وقال محمد بن سهل بن عسكر، كنا عند أحمد بن حنبل فدخل عليه محمد ابن يحيى فقام إليه أحمد وتعجب منه الناس، ثم قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد الله فاكتبوا عنه.
وقال أبو عمر أحمد بن نصر بن إبراهيم الخفاف النيسابوري: رأيت محمد ابن يحيى بعد وفاته في المنام فقتل: يا أبا عبد الله، ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي، قال: قلت فما فعل بحديثك قال: كتب بماء الذهب ورفع في عليين.
قال محمد: حدث البخاري عن محمد بن يحيى هذا في غير موضع من الجامع فلم ينسبه إلى أبيه يحيى، فمن ذلك ما ذكر في آخر تفسير سورة البقرة
فقال: ثنا محمد: ثنا النفيلي: ثنا مسكين، عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عمر أنها قد نسخت (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ...) الآية.
فقيل: إن محمدًا هذا هو محمد بن يحيى الذهلي، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وروى أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد النفيلي.
وذكر أبو نصر الكلاباذي في كتاب الإرشاد في اسم مسكين بن بكير فقال: وقال لي أبو عبد الله بن البيع الحافظ: إن محمدًا هذا هو ابن إبراهيم البوشنجي، وهذا الحديث مما أملاه بنيسابور البوشنجي والله أعلم.
قال محمد: سقط ذكر محمد هذا من كتاب ابن السكن.
وقال البخاري في تفسير سورة براءة:
ثنا محمد: أنا أحمد بن أبي شعيب: ثنا موسى بن أعين: ثنا إسحاق بن راشد أن الزهري حدثه وذكر حديث نوبة بن كعب ابن مالك مختصرًا.
فقيل: إن محمد هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي.
وقيل: هو محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري.
وقيل: هو محمد بن إبراهيم البوشنجي.
ولم يقع في نسخه ابن السكن ذكر محمد هذا قبل أحمد بن أبي شُعيب وثبت لغيره من الرواية.
وروى هذا الحديث أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخفاف، عن محمد بن يحيى الذهلي، عن أحمد بن ابي شعيب الحراني، عن موسى بن أعين بإسناده.
وقال البخاري في: الإحصار وجزاء الصيد:
ثنا محمد: ثنا يحيى بن صالح، ونذكر هذا إن شاء الله في باب يحيى من هذا الكتاب.
وقال البخاري في تفسير سورة بني إسرائيل: ثنا محمد قال: نا حجاج بن منهال.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى يعني الذُهلي.
وقد تقدم الخلاف فيه في باب حجاج من هذا الكتاب.
وقال البخاي في كتاب الجنائز: ثنا محمد قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوى وتشميت العاطس".
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وذكره أبو نصر الكلاباذي في كتاب الإرشاد فقال: ومحمد غير منسوب يقال أنه محمد بن يحيى الذُهلي.
قال محمد: حدث أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن عمرو بن أبي سلمة أبي حفص التنيسي.
وقد روى بقية بن الوليد وبشر بن بكر هذا الحديث عن الأوزاعي فقال: أبو عبد الرحمن النسائي في مصنفه: أنا عمرو بن عثمان: ثنا بقية، عن الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب أن سعيد بن المسيب أخبره أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدادي، وتشميت العاطس".
وقال أبو جعفر الطحاوي في كتاب المشكل: نا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبري بشر بن بكر قال: أخبرني الأزواعي، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس".
وقد روى هذا الحديث أيضًا محمد بن يحيى الذُهلي، عن عبد الرازق، عن معمر، عنا لزهري حدثني به أبو عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون الأنصاري قراءة مني عليه: ثنا عبد الرحمن بن محمد: ثنا أبي: ثنا عبد الرحمن بن مروان: ثنا الحسن بن يحيى: ثنا ابن الجارود: ثنا محمد بن يحيى قال: ثنا عبد الرازق قال: أنا
معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس يجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة".
وأخرجه مسلم في مسنده الصحيح، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق.
وقال البخاري في المغازي في باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم: ثنا محمد: ثنا عفان: ثنا صخر بن جويرية ... الحديث.
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى الذُهلي قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقال البخاري في تفسير سورة اقتربت الساعة: ثنا محمد: ثنا عفان بن مسلم، عن وهيب ... الحديث.
وهذا عندي محمد بن يحيى الذُهلي، وسقط ذكر محمد هذا في هذا الموضع قبل عفان من نسخة ابن السكن. وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عفان.
وقال البخاري في العيدين: ثنا محمد: ثنا عمر بن حفص بن غياث: ثنا أبي، عن عاصم، عن حفصة، عن أم عطية هكذا عند أبي ذر الهروي.
وكذلك أخرجه أبو مسعود الدمشقي في كتابه.
وذكره أيضًا أبو عبد الله الحاكم وقال: هو محمد بن يحيى ـ يعني الذُهلي ـ وسقط عن أبي علي بن السكن، وابي أحمد الجرجاني، وأبي زيد المروزي ذكر محمد قبل عمر.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عمر بن حفص بن غياث.
وقال البخاري في التفسير في سورة بني إسرائيل: ثنا محمد: ثنا عبد الله بن رجاء: ثنا همام ... الحديث.
ومحمد غير منسوب هذا هو محمد بن يحيى، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقي عن محمد بن يحيى، عن عبد الله
ابن رجاء.
وقال البخاري في البيوع: ثنا محمد: ثنا عبد الله بن يزيد يعني المقرئ، ولم أر أحدًا نسب محمدًا هذا، ولعله محمد بن يحيى الذهلي.
وقال البخاري في آخر كتاب اللباس، في باب الذريرة: ثنا عثمان بن الهيثم أو محمد، عنه، عن ابن جريج ومحمد هذا يقال: أنه ابن يحيى الذهلي، وقد حدث ابن جالرود في كتاب المنتقي له عن محمد بن يحيى، عن عثمان بن الهيثم وقال في كتاب الحج، في باب الإدلاج من المحصب: وزادني محمد: ثنا محاضر: ثنا الأعمش.
فنسبه ابن السكن محمد بن سلام، وقيل هو محمد بن يحيى الذهلي.
وقدحدث ابن الجرود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محاضر.
وقال البخاري في تفسير سورة المائدة: وزادني محمد، عن أبي النعمان قال: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة فنزل تحريم الخمر ... الحديث،
يقال: هو محمد بن يحيى الذهلي.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى له عن محمد بن يحيى، عن أبي النعمان.
وقال البخاري في باب ذكر الملائكة:
ثنا محمد: ثنا ابن أبي مريم: أنا الليث، عن ابن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب ... " الحديث.
هكذا روى عن أبي ذر الهروي، عن أبي الهيثم الكشميهني، ولم يوجد لغيره، لا عند ابن السكن ولا الأصيلي ولا عند أبي مسعود الدمشقي، فإن كان محفوظًا فهو محمد بن يحيى الذُهلي.
وقد حدث ابن الجارود عن محمد بن يحيى، عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم.
وقال البخاري في كتاب التوحيد:
ثنا محمد ثنا أحمد بن صالح قال: ثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو، عن ابن أبي هلال أن أبا الرجال حدثه عن أمه عمرة، عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية ... الحديث.
هكذا في نسخة أبي ذر، وكذلك في نسخة الأصيلي، عن أبي أحمد.
وذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: وهو فيما أحسب ابن يحيى الذُهلي، وكذلك نسبه أبو عبد الله الحاكم محمد بن يحيى، وهو عندي صحيح فقد حدث عنه، وسقط من نسخة ابن السكن ذكر محمد الذي قبل أحمد بن صالح.
وقال البخاري في العتق: ثنا محمد: ثنا عبد الرازق: وأنا عمر.
وقال أيضًا في الفتن: ثنا محمد: ثنا عبد الرزاق: ثنا معمر، فنسبه أبو عبد الله الحاكم محمد بن يحيى.
ونسب ابن السكن الذي في كتاب العتق محمد بن سلام.
وقد حدث الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق.
وكذلك حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق.
وقال البخاري في سورة الكهف:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا سعيد بن أبي مريم: أنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن قال: حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة" وقال: اقرءوا إن شئتم (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا).
وعن يحيى بن بكير، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد مثله، وهو محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي.
ذكره أبو مسعود الدمشقي في كتاب الأطراف.
وقد أخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث في المسند الصحيح عن أبي بكر ابن إسحاق هو الصاغاني، عن يحيى بن بكير بإسناده مثله.
وقال البخاري في تفسير سورة ص.
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا بن عبيد الطنافسي، عن العوام يعني ابن حوشب قال: سألت مجاهدًا عن سجدة (ص) ... الحديث.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله يعني الذُهلي، نسبة إلى جده.
وذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: أراه ابن يحيى بن عبد الله الذُهلي، قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محمد بن عبيد هذا وقد حدث البخاري عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة، عن العوام بن حوشب هذا الحديث في تفسير هذه السورة قبل حديث محمد بن عبد الله.
وذكره أيضًا في الأنبياء في ذكر داود فقال: ثنا محمد: ثنا سهل بن يوسف قال: سمعت العوام، عن مجاهد قال: قلت لابن عباس: أأسجد في ص؟ فقرأ (ومن ذريته داود وسليمان). حتى (فبهداهم اقتده) فقال: نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن أمر أن يقتدى بهم.
نسب محمد هذا ابن السكن في نسخته محمد بن سلام.
وقال أبو نصر الكلاباذي: سألت أبا أحمد الحافظ عنه فقال: هو ابن المثنى.
وقد حدث البخاري عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، وسهل بن يوسف، عن سعيد يعني ابن أبي عروبة، عن قتادة عن أنس في الجهاد نا محمد ابن عبد الله: ثنا حسين بن محمد: ثنا شيبان، نسبه ابن السكن محد بن عبد الله بن المبارك المخرمي.
وقال أبو نصر الكلاباذي: هو محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي نسبه إلى جده.
وقال البخاري في بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الخرقان من جهينة: ثنا محمد بن عبد الله: ثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد، عن سلمة يعني ابن الأكوع.
ذكره أبو نصر الكلاباذي فقال: وهو فيما يقال محمد بن يحيى بن عبد الله
الذُهلي النيسابوري، نسبه البخاري إلى جده.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن حماد بن مسعدة هذا.
وقال البخاري في الكفارات:
ثنا محمد بن عبد الله قال: نا عثمان بن عمر بن فارس قال: أنا ابن عون، عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسأل الإمارة ... " الحديث.
ومحمد بن عبد الله هذا هو: محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي نسبه البخاري إلى جده، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عثمان بن عمر هذا بهذا الحديث.
وقال البخاري في الحدود:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا عاصم بن علي: ثنا عاصم بن محمد، عن واقد بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث تحريم مكة.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله يعني الذُهلي، نسبه إلى جده.
وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عاصم بن علي.
وقال البخاري في القسامة في باب: حنين المرأة:
ثنا محمد بن عبد الله: ثنا محمد بن سابق: ثنا زائدة: ثنا هشام بن عروة، عن ابيه أنه سمع المغيرة بن شعبة يحدث عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة.
قال أبو نصر الكلاباذي: يقال إنه محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي.
قال البخاري في كتاب الصلح:
ثنا محمد بن عبد الله قال: نا عبد العزيز الأويسي، وإسحاق بن محمد القروي قالا: ثنا محمد بن جعفر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أن أهل قباء اقتتلوا ... الحديث.
هكذا ذكره أكثر الشيوخ وكذا أخرجه أبو مسعود الدمشقي عن البخاري في كتاب الأطراف يقال: إنه محمد بن يحيى بن عبد الله الذُهلي، نسبه البخاري إلى جده.
وقد حدث أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن محمد بن يحيى، عن إسحاق ابن محمد الفروي.
وسقط ذكر محمد هذا قبل إسحاق وعبد العزيز الأويسي من رواية أبي أحمد الجرجاني ومن نسخة النسفي عن البخاري.
وقال البخاري في كتاب الأحكام:
ثنا محمد بن خالد: ثنا الأنصاري محمد يعني ابن عبد الله بن المثنى: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس بن مالك أن قيس بن سعد كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم منزلة صاحب الشرط من الأمير.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي، نسبه إلى جد أبيه.
وقال أبو نصر الكلاباذي، يقال إنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى له عن محمد بن يحيى، عن محمد ابن عبد الله بن المثنني.
وقال أبو عيسى الترمذي في مصنفعه في مناقب قيس بن سعد بن عبادة:
ثنا محمد بن مرزوق البصري ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: ثنا أبي عن
ثمامة عن أنس قال: كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير. قال الأنصاري: يعني مما يلي من أموره.
ثم قال الترمذي:
ثنا محمد بن يحيى: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري نحوه، ولم يذكر فيه قول الأنصاريز
وقال البخاري في كتاب التوحيد:
ثنا محمد بن خالد: ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن آخر أهل الجنة دخولاً وآخر أهل النار خروجًا من النار رجل يخرج حبوًا، فيقول له ربه: ادخل الجنة، فيقول: أي رب الجنة ملء، فيقول له ذلك ثلاث مرات كل ذلك يعيد عليه الجنة ملء فيقول: إن لك مثل الدنيا عشر مرات".
أبو نصر الكلاباذي: محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
وقال أيضًا أبو عبد الله الحاكم: قلت: وقد حدث ابن الجارود في كتاب المنتقى عن محمد بن يحيى، عن عبيد الله بن موسى.
وقال البخاري في كتاب الصوم، في باب من مات وعليه صوم:
ثنا محمد بن خالد: ثنا محمد بن موسى بن أعين: ثنا ابي، عن عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه عن عروة ابن الزبير، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه".
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي، نسبه إلى جد أبيه.
وقال أبو نصر الكلاباذي: يقال أنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي النيسابوري.
قلت: وقد حدث ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى، عن محمد بن
موسى بن أعين هذا الحديث.
وأخرج مسلم هذا الحديث في مسنده الصحيح عن هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى التستري، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث.
وقال البخاري في الطب في باب رقية العين: ثنا محمد بن خالد: ثنا محمد ابن وهب بن عطية الدمشقي: ثنا محمد بن حرب: ثنا محمد بن الوليد الزبيدي قال: أنا الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية وفي وجهها سفعة فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة".
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي نسبه إلى جد أبيه.
وقال ابي نصر الكلاباذي: يقال: إنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُهلي.
قلت: وقد حدث ابن الجارود بهذا الحديث عن محمد بن يحيى، عن محمد ابن وهب بن عطية خارج المنتقى.
وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي الربيع سليمان بن داود البغدادي الأحول، عن محمد بن حرب بإسناده.
قال محمد: وقد ذكر أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني في أسامة شيوخ البخاري محمد بن خالد بن جبلة الرافقي من أهل الرافقة، ولعله أراد بذلك محمد بن خالد الذي قدمنا ذكره، عن محمد بن عبد الله بن المثني الأنصاري، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومحمد بن موسى بن أعين الجزري، ومحمد بن وهب بن عطية الدمشقي والله أعلم، والرافقي هو أبو بكر محمد بن (عيلة) الرافقي، كذا ذكره ابن أبي حاتم الرازي، وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهما، ولم يذكروا بين محمد وجبلة خالدًا وهو الصواب عندي والله أعلم.
روى عن: أبي محمد الحجاج بن أبي منيع الرصافي، وأبي مسعود المعافي بن عمران الموصلي، وأبي يحيى محمد بن موسى بن أعين الجزري، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي، وأبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم وغيرهم.
روى عنه: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأبو عروبة الحسين ابن محمد بن مودود الحراني.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب إلي أبي وأبي زرعة بأحاديث من فوائده.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن جبلة رافقي لا بأس به.
مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَبُو بكر الصَّاغَانِي أَصله من خرسان سكن بَغْدَاد
روى عَن عَفَّان بن مُسلم فِي الْإِيمَان وَسَعِيد بن الحكم بن أبي مَرْيَم فِي الْوضُوء وَالْإِيمَان وَالصَّلَاة وَغَيرهَا وَأبي الْجَواب وَعَمْرو بن الرّبيع وَأبي الْيَمَان فِي الصَّلَاة وَسَعِيد بن كثير بن عفير فِي الْأَشْرِبَة والفضائل وروح بن عبَادَة فِي الْأَشْرِبَة وَأبي سَلمَة الْخُزَاعِيّ مَنْصُور بن سَلمَة فِي اللبَاس وَأبي مسْهر عبد الأعلى بن مسْهر فِي الظُّلم وَيحيى بن عبيد الله بن بكير فِي ذكر النِّفَاق
روى عَن عَفَّان بن مُسلم فِي الْإِيمَان وَسَعِيد بن الحكم بن أبي مَرْيَم فِي الْوضُوء وَالْإِيمَان وَالصَّلَاة وَغَيرهَا وَأبي الْجَواب وَعَمْرو بن الرّبيع وَأبي الْيَمَان فِي الصَّلَاة وَسَعِيد بن كثير بن عفير فِي الْأَشْرِبَة والفضائل وروح بن عبَادَة فِي الْأَشْرِبَة وَأبي سَلمَة الْخُزَاعِيّ مَنْصُور بن سَلمَة فِي اللبَاس وَأبي مسْهر عبد الأعلى بن مسْهر فِي الظُّلم وَيحيى بن عبيد الله بن بكير فِي ذكر النِّفَاق
محمد بن حميد بن حيان، أبو عبد الله الرازي :
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن المبارك، ويعقوب بن عبد الله القمي، وجرير ابن عبد الحميد، وإبراهيم بن المختار، ومهران بن أبي عمر، وحكام بن سلم. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عَبْد الله بن أحمد، والحسن بن علي بن شبيب المعمري، وأحمد بْن علي الأبار، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، ومُحَمَّد بن محمد الباغندي، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ السكري بحلوان قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال نبأنا علي بن محمد بن الطلاس الرازي قَالَ: نبأنا مهران قَالَ: سمعت أبا زرعة.
يقول: من فاته ابن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث، ومن فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت إبراهيم بن مالك القطان يقول: سمعت محمد بن حميد يقول: دخلت بغداد فاستقبلني أحمد بن حنبل ويحيى. فسألوني: أحاديث يعقوب القمي. فوزعوا الأوراق فيما بينهم وكتبوه وقرأته عليهم .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا مكرم بن أحمد قَالَ نَبَّأَنَا عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا .
قَالَ أبو عبد الرحمن عبد الله: حيث قدم علينا محمد بن حميد- يعني الرازي- كان أبي بالعسكر، فلما خرج قدم أبي وجعل أصحابه يسألونه عن ابن حميد. فقال لي: ما لهؤلاء يسألوني عن ابن حميد؟ قلت: قدم هاهنا فحدثهم بأحاديث لا يعرفونها. قَالَ لي: كتبت عنه؟ قلت: نعم كتبت عنه جزءا. قَالَ: اعرض علي.
فعرضتها عليه، فقال: أما حديثه عن ابن المبارك وجرير فهو صحيح، وأما حديثه عن أهل الري فهو أعلم .
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي قال: نبأنا أبو عمرو محمد بن محمد بن إسماعيل الفامي النيسابوري قال: سمعت أبا قريش بن جمعة بن خلف القائني الحافظ. يقول: قلت لمحمد بن يحيى الذهلي: ما تقول في محمد بن حميد؟ قَالَ: ألا تراني هو ذا أحدث عنه قَالَ: وكنت في مجلس أبي بكر الصاغاني- محمد بن إسحاق. فقال: حَدَّثَنَا محمد بن حميد فقلت: تحدث عن ابن حميد؟ فقال: وما لي لا أحدث وقد حدث عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين؟ .
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: نبأنا محمد بن حميد، قَالَ عبد الله: روى عنه أبي غير شيء.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدب قَالَ: قرأنا على الحسين بن
هارون، عن ابن سعيد قَالَ: سمعت جَعْفَر بْن أبي عُثْمَان الطيالسي يقول: ابن حميد ثقة، كتب عنه: يحيى، وروى عنه من يقول فيه هو أكبر منهم .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: نبأنا أبي قال: نبأنا الحسين بن صدقة قال:
نبأنا ابن أبي خيثمة. قَالَ سئل يَحْيَى بْن معين عَن مُحَمَّد بْن حميد الرازي، فقال:
ليس به بأس، رازي كيس .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ. قَالَ قُرِئَ عَلَى مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن خميرويه وأنا أسمع:
أخبركم يحيى بْن أَحْمَد بْن زياد قَالَ: ذُكِرَ محمد بن حميد الرازي عند ابن معين فقال: ليس به بأس .
أَخْبَرَنَا البرقاني وأبو القاسم الأزهري. قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي. قَالَ: محمد بن حميد الرازي كثير المناكير .
أخبرنا ابن الفضل القطّان قال نبأني عليّ بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو أحمد ابن فارس قال: نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري. قَالَ: محمد بن حميد أبو عبد الله الرازي حديثه فيه نظر .
قرأت على مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ عَنْ يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عدي قال: سمعت عثمان بن خرزاد الأنطاكيّ يقول: نبأنا عليّ بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة. قالا: نبأنا يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان- وهو رجل من أهل الكوفة- عن عيينة بن الغصن عن الحسن. قَالَ:
إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب، ولكن جعلها في أعناقهم إذا طفا بهم اللهب أرسبتهم.
قَالَ عثمان: سمعت الفضل بن أبي حسان يقول: كنت عند أبي نعيم وهو الفضل ابن دكين ويعقوب بن فلان عنده فقدم ابن حميد. فقال لنا أبو نعيم: إن دللتكم
على شيخ قدم أي شيء تعطوني؟ قالوا من هو قَالَ: بفالوذج؟ قلنا: نعم قَالَ: ابن حميد من أهل الري. قَالَ: فذهبنا فكتبنا عنه.
قَالَ وَقَالَ لنا سمعت من نعيم بن ميسرة وعندي عنه. فقلنا له عندك هذا الحديث؟
وذكرنا له حديث يحيى بن أبي بكير. فقال: لا لم أسمعه. قَالَ الفضل بن سهل:
فقدم علينا ابن حميد مرة ثانية فنزل دار القطن، فإذا هو يحدث به: فقلت: انظروا إلى هذا الكذاب. قَالَ أبو نعيم بن عدي: وإنما نسبوه إلى الكذب في ذلك وإن كان قد يجوز أن ينساه، لأن ابن حميد من حفاظ أهل الحديث، ونعيم بن ميسرة من كبار شيوخه وأحاديثه قليلة عزيزة عند الناس. وابن حميد يحدث عنه بأحاديث يسيرة، وقد كانوا ذكروا بذلك عن يحيى بن أبي بكير إذ كان هذا الحديث يعرف بابن أبي بكير، فلما حدث به أنكروا عليه. ومع ذلك فقد جربوه في غير هذا الحديث فوجدوه متهما.
وسمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي في منزله وعنده عبد الرحمن بن يوسف بن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم للحديث، فذكروا ابن حميد وأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدا، وأنه يحدث بما لم يسمعه، وأنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنبأنا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي. قَالَ: وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد جزرة- عن محمد بن حميد الرازي. فقال: كان كلما بلغه من حديث سفيان يحيله على مهران، وما بلغه من حديث منصور يحيله على عمرو بن [أبي ] قيس، وما بلغه من حديث الأعمش يحيله على مثل هؤلاء، وعلى عنبسة. قَالَ أبو علي: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل قَالَ أنبأنا أبو مسلم بن مهران الحافظ قال أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي: قَالَ وسمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
يَقُولُ: محمد بن حميد كانت أحاديثه تزيد وما رأيت أحدا أجرأ على الله منه، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها على بعض .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي: نبأنا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ: أنبأنا صالح بن محمد الأسدي قَالَ: ما رأيت أحدا أحذق بالكذب من رجلين: سليمان بن الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي، وكان يحفظ حديثه كله، فكان حديثه كل يوم يزيد.
أخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن جعفر المالكيّ ببغداد قال: نبأنا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت قال:
أنبأنا أَبُو الجهم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن طلاب المشغراني.
وحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عليّ الكتاني بدمشق لفظا قال: نبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عبد الوهاب بن جَعْفَر الميداني قال: نبأنا أبو هاشم عبد الجبّار ابن عبد الصّمد السلمي الإمام قال: نبأنا أَبُو بكر القاسم بن عيسى العصار. قالا: نبأنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: محمد بن حميد الرازي رديء المذهب غير ثقة .
أَخْبَرَنَا الحسن بْن علي الجوهري قَالَ: أنبأنا محمّد بن العبّاس قال: نبأنا أبو بكر النيسابوري قَالَ: سمعت فضلك الرازي يقول: عندي عن ابن حميد خمسون ألف حديث لا أحدث عنه بحرف.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سَمِعْتُ أبا الفضل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يقول: سمعت أبا العباس محمد بن شاذان يقول:
سمعت إسحاق بن منصور يقول: قرأ علينا ابن حميد كتاب «المغازي» عن سلمة، فقضي من القضاء أني صرت إلى علي بن مهران فرأيته يقرأ كتاب «المغازي» عن سلمة، فقلت له: قرأ علينا محمّد بن حميد [يعني عن سلمة ] قال: فتعجب عليّ ابن مهران، وَقَالَ: سمعه محمد بن حميد مني .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني بِها قَالَ: أنبأنا أحمد ابن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ: سمعت أبا عبد الله بشر بن محمد المزني يقول:
سمعت أبا العبّاس أحمد بن الأزهري يقول: سمعت إسحاق بن منصور. يقول:
أشهد على محمد بن حميد، وعبيد بن إسحاق العطار، بين يدي الله: أنهما كذابان .
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح قال: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: نبأنا عليّ ابن إبراهيم المستملي قال: نبأنا أبو القاسم ابن أخي زرعة- يعني الرازي- قَالَ:
سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد، فأومأ بإصبعه إلى فمه. فقلت له: كان يكذب؟
فقال برأسه: نعم. قلت له: كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه؟ فقال: لا يا بني كان يتعمد .
حَدَّثَنَا محمد بن عليّ الصوري قال: أنبأنا أبو الحسين الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قَالَ: أنبأنا أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قَالَ:
أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن حميد الرازي ليس بثقة .
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت داود بن يحيى يقول: حَدَّثَنَا عنه- يعني محمد بن حميد- أبو حاتم قديما ثم تركه بأخرة.
قَالَ: وسمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش يقول: حَدَّثَنَا ابن حميد وكان والله يكذب .
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: نبأنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال: نبأنا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي قَالَ: نبأنا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي حاتم:
أصح ما صح عندك في محمد بن حميد الرازي أي شيء هو؟ فقال لي: كان بلغني عن شيخ من الخلقانيين أو الجوالقيين أو نحو ما قَالَ أبو حاتم: أن عنده كتابا عن أبي زهير، فحضرته أنا وفتى من أهل الري من أصحابنا، فأخرج إلينا ذلك الكتاب، فنظرت فيه، فإذا الكتاب ليس من حديث أبي زهير، وهي من أحاديث علي بن مجاهد، فأبى أن يرجع، فقمت عنه، قلت لصاحبي: هذا كذاب لا يحسن يكذب. أو نحو ما قَالَ أبو حاتم، قَالَ: ثم إني أتيت محمد بن حميد بعد ذاك، فأخرج إلي ذلك الجزء الذي رأيته عند ذاك الشيخ بعينه، فقلت لمحمد بن حميد: ممن سمعت هذا؟
قَالَ: من علي بن مجاهد وقع الكتاب إلى حاذق لا يجهل ما بين علي إلى أبي زهير، وكتبت منها أحاديث فقرأها علي محمد بن حميد وَقَالَ فيها: حَدَّثَنَا علي بن مجاهد، فأسقط في يدي وتحيرت، فأتيت الشاب الذي كان معي يوم أتيت ذلك الشيخ، فأخذت بيده فصرنا جميعا إلى الشيخ، فسألناه عن الكتاب الذي كان قد أخرجه إلينا يومئذ، فقال: ليس الكتاب عندي اليوم، قد استعاره مني محمد بن حميد منذ أيام.
قال أبو حاتم: فبهذا استدلت على أنه كان يومئ إلى أنه أمر مكشوف.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عليّ بن إبراهيم قال: نبأنا أبو أحمد بن فارس قال:
نبأنا البخاريّ.
وأخبرنا السّمسار قال: أنبأنا الصّفار قال: نبأنا ابن قانع: أن محمد بن حميد مات في سنة ثمان وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي بنيسابور قال: أخبرني عليّ ابن مفلح القزويني قَالَ: سمعت أحمد بن محمود الزنجاني قَالَ: سمعت الحسن بن الليث الرازي. قَالَ: رأيت محمد بن حميد الرازي في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي. فقلت: بماذا؟ قَالَ: برجائي إياه منذ ثمانين سنة.
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن المبارك، ويعقوب بن عبد الله القمي، وجرير ابن عبد الحميد، وإبراهيم بن المختار، ومهران بن أبي عمر، وحكام بن سلم. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عَبْد الله بن أحمد، والحسن بن علي بن شبيب المعمري، وأحمد بْن علي الأبار، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، ومُحَمَّد بن محمد الباغندي، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ السكري بحلوان قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال نبأنا علي بن محمد بن الطلاس الرازي قَالَ: نبأنا مهران قَالَ: سمعت أبا زرعة.
يقول: من فاته ابن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث، ومن فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت إبراهيم بن مالك القطان يقول: سمعت محمد بن حميد يقول: دخلت بغداد فاستقبلني أحمد بن حنبل ويحيى. فسألوني: أحاديث يعقوب القمي. فوزعوا الأوراق فيما بينهم وكتبوه وقرأته عليهم .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا مكرم بن أحمد قَالَ نَبَّأَنَا عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا .
قَالَ أبو عبد الرحمن عبد الله: حيث قدم علينا محمد بن حميد- يعني الرازي- كان أبي بالعسكر، فلما خرج قدم أبي وجعل أصحابه يسألونه عن ابن حميد. فقال لي: ما لهؤلاء يسألوني عن ابن حميد؟ قلت: قدم هاهنا فحدثهم بأحاديث لا يعرفونها. قَالَ لي: كتبت عنه؟ قلت: نعم كتبت عنه جزءا. قَالَ: اعرض علي.
فعرضتها عليه، فقال: أما حديثه عن ابن المبارك وجرير فهو صحيح، وأما حديثه عن أهل الري فهو أعلم .
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي قال: نبأنا أبو عمرو محمد بن محمد بن إسماعيل الفامي النيسابوري قال: سمعت أبا قريش بن جمعة بن خلف القائني الحافظ. يقول: قلت لمحمد بن يحيى الذهلي: ما تقول في محمد بن حميد؟ قَالَ: ألا تراني هو ذا أحدث عنه قَالَ: وكنت في مجلس أبي بكر الصاغاني- محمد بن إسحاق. فقال: حَدَّثَنَا محمد بن حميد فقلت: تحدث عن ابن حميد؟ فقال: وما لي لا أحدث وقد حدث عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين؟ .
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: نبأنا محمد بن حميد، قَالَ عبد الله: روى عنه أبي غير شيء.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدب قَالَ: قرأنا على الحسين بن
هارون، عن ابن سعيد قَالَ: سمعت جَعْفَر بْن أبي عُثْمَان الطيالسي يقول: ابن حميد ثقة، كتب عنه: يحيى، وروى عنه من يقول فيه هو أكبر منهم .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: نبأنا أبي قال: نبأنا الحسين بن صدقة قال:
نبأنا ابن أبي خيثمة. قَالَ سئل يَحْيَى بْن معين عَن مُحَمَّد بْن حميد الرازي، فقال:
ليس به بأس، رازي كيس .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ. قَالَ قُرِئَ عَلَى مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن خميرويه وأنا أسمع:
أخبركم يحيى بْن أَحْمَد بْن زياد قَالَ: ذُكِرَ محمد بن حميد الرازي عند ابن معين فقال: ليس به بأس .
أَخْبَرَنَا البرقاني وأبو القاسم الأزهري. قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي. قَالَ: محمد بن حميد الرازي كثير المناكير .
أخبرنا ابن الفضل القطّان قال نبأني عليّ بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو أحمد ابن فارس قال: نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري. قَالَ: محمد بن حميد أبو عبد الله الرازي حديثه فيه نظر .
قرأت على مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ عَنْ يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عدي قال: سمعت عثمان بن خرزاد الأنطاكيّ يقول: نبأنا عليّ بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة. قالا: نبأنا يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان- وهو رجل من أهل الكوفة- عن عيينة بن الغصن عن الحسن. قَالَ:
إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب، ولكن جعلها في أعناقهم إذا طفا بهم اللهب أرسبتهم.
قَالَ عثمان: سمعت الفضل بن أبي حسان يقول: كنت عند أبي نعيم وهو الفضل ابن دكين ويعقوب بن فلان عنده فقدم ابن حميد. فقال لنا أبو نعيم: إن دللتكم
على شيخ قدم أي شيء تعطوني؟ قالوا من هو قَالَ: بفالوذج؟ قلنا: نعم قَالَ: ابن حميد من أهل الري. قَالَ: فذهبنا فكتبنا عنه.
قَالَ وَقَالَ لنا سمعت من نعيم بن ميسرة وعندي عنه. فقلنا له عندك هذا الحديث؟
وذكرنا له حديث يحيى بن أبي بكير. فقال: لا لم أسمعه. قَالَ الفضل بن سهل:
فقدم علينا ابن حميد مرة ثانية فنزل دار القطن، فإذا هو يحدث به: فقلت: انظروا إلى هذا الكذاب. قَالَ أبو نعيم بن عدي: وإنما نسبوه إلى الكذب في ذلك وإن كان قد يجوز أن ينساه، لأن ابن حميد من حفاظ أهل الحديث، ونعيم بن ميسرة من كبار شيوخه وأحاديثه قليلة عزيزة عند الناس. وابن حميد يحدث عنه بأحاديث يسيرة، وقد كانوا ذكروا بذلك عن يحيى بن أبي بكير إذ كان هذا الحديث يعرف بابن أبي بكير، فلما حدث به أنكروا عليه. ومع ذلك فقد جربوه في غير هذا الحديث فوجدوه متهما.
وسمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي في منزله وعنده عبد الرحمن بن يوسف بن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم للحديث، فذكروا ابن حميد وأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدا، وأنه يحدث بما لم يسمعه، وأنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنبأنا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي. قَالَ: وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد جزرة- عن محمد بن حميد الرازي. فقال: كان كلما بلغه من حديث سفيان يحيله على مهران، وما بلغه من حديث منصور يحيله على عمرو بن [أبي ] قيس، وما بلغه من حديث الأعمش يحيله على مثل هؤلاء، وعلى عنبسة. قَالَ أبو علي: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل قَالَ أنبأنا أبو مسلم بن مهران الحافظ قال أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي: قَالَ وسمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
يَقُولُ: محمد بن حميد كانت أحاديثه تزيد وما رأيت أحدا أجرأ على الله منه، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها على بعض .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي: نبأنا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ: أنبأنا صالح بن محمد الأسدي قَالَ: ما رأيت أحدا أحذق بالكذب من رجلين: سليمان بن الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي، وكان يحفظ حديثه كله، فكان حديثه كل يوم يزيد.
أخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن جعفر المالكيّ ببغداد قال: نبأنا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت قال:
أنبأنا أَبُو الجهم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن طلاب المشغراني.
وحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عليّ الكتاني بدمشق لفظا قال: نبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عبد الوهاب بن جَعْفَر الميداني قال: نبأنا أبو هاشم عبد الجبّار ابن عبد الصّمد السلمي الإمام قال: نبأنا أَبُو بكر القاسم بن عيسى العصار. قالا: نبأنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: محمد بن حميد الرازي رديء المذهب غير ثقة .
أَخْبَرَنَا الحسن بْن علي الجوهري قَالَ: أنبأنا محمّد بن العبّاس قال: نبأنا أبو بكر النيسابوري قَالَ: سمعت فضلك الرازي يقول: عندي عن ابن حميد خمسون ألف حديث لا أحدث عنه بحرف.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سَمِعْتُ أبا الفضل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يقول: سمعت أبا العباس محمد بن شاذان يقول:
سمعت إسحاق بن منصور يقول: قرأ علينا ابن حميد كتاب «المغازي» عن سلمة، فقضي من القضاء أني صرت إلى علي بن مهران فرأيته يقرأ كتاب «المغازي» عن سلمة، فقلت له: قرأ علينا محمّد بن حميد [يعني عن سلمة ] قال: فتعجب عليّ ابن مهران، وَقَالَ: سمعه محمد بن حميد مني .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني بِها قَالَ: أنبأنا أحمد ابن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ: سمعت أبا عبد الله بشر بن محمد المزني يقول:
سمعت أبا العبّاس أحمد بن الأزهري يقول: سمعت إسحاق بن منصور. يقول:
أشهد على محمد بن حميد، وعبيد بن إسحاق العطار، بين يدي الله: أنهما كذابان .
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح قال: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: نبأنا عليّ ابن إبراهيم المستملي قال: نبأنا أبو القاسم ابن أخي زرعة- يعني الرازي- قَالَ:
سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد، فأومأ بإصبعه إلى فمه. فقلت له: كان يكذب؟
فقال برأسه: نعم. قلت له: كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه؟ فقال: لا يا بني كان يتعمد .
حَدَّثَنَا محمد بن عليّ الصوري قال: أنبأنا أبو الحسين الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قَالَ: أنبأنا أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قَالَ:
أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن حميد الرازي ليس بثقة .
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت داود بن يحيى يقول: حَدَّثَنَا عنه- يعني محمد بن حميد- أبو حاتم قديما ثم تركه بأخرة.
قَالَ: وسمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش يقول: حَدَّثَنَا ابن حميد وكان والله يكذب .
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: نبأنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال: نبأنا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي قَالَ: نبأنا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي حاتم:
أصح ما صح عندك في محمد بن حميد الرازي أي شيء هو؟ فقال لي: كان بلغني عن شيخ من الخلقانيين أو الجوالقيين أو نحو ما قَالَ أبو حاتم: أن عنده كتابا عن أبي زهير، فحضرته أنا وفتى من أهل الري من أصحابنا، فأخرج إلينا ذلك الكتاب، فنظرت فيه، فإذا الكتاب ليس من حديث أبي زهير، وهي من أحاديث علي بن مجاهد، فأبى أن يرجع، فقمت عنه، قلت لصاحبي: هذا كذاب لا يحسن يكذب. أو نحو ما قَالَ أبو حاتم، قَالَ: ثم إني أتيت محمد بن حميد بعد ذاك، فأخرج إلي ذلك الجزء الذي رأيته عند ذاك الشيخ بعينه، فقلت لمحمد بن حميد: ممن سمعت هذا؟
قَالَ: من علي بن مجاهد وقع الكتاب إلى حاذق لا يجهل ما بين علي إلى أبي زهير، وكتبت منها أحاديث فقرأها علي محمد بن حميد وَقَالَ فيها: حَدَّثَنَا علي بن مجاهد، فأسقط في يدي وتحيرت، فأتيت الشاب الذي كان معي يوم أتيت ذلك الشيخ، فأخذت بيده فصرنا جميعا إلى الشيخ، فسألناه عن الكتاب الذي كان قد أخرجه إلينا يومئذ، فقال: ليس الكتاب عندي اليوم، قد استعاره مني محمد بن حميد منذ أيام.
قال أبو حاتم: فبهذا استدلت على أنه كان يومئ إلى أنه أمر مكشوف.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عليّ بن إبراهيم قال: نبأنا أبو أحمد بن فارس قال:
نبأنا البخاريّ.
وأخبرنا السّمسار قال: أنبأنا الصّفار قال: نبأنا ابن قانع: أن محمد بن حميد مات في سنة ثمان وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي بنيسابور قال: أخبرني عليّ ابن مفلح القزويني قَالَ: سمعت أحمد بن محمود الزنجاني قَالَ: سمعت الحسن بن الليث الرازي. قَالَ: رأيت محمد بن حميد الرازي في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي. فقلت: بماذا؟ قَالَ: برجائي إياه منذ ثمانين سنة.
محمد بن ميسر، أبو سعد الجعفي الصاغاني :
سكن بغداد، وحدث بها، وهو محمد بن أبي زكريا، وكان أعمى.
كذلك حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي سمرة قَالَ: أبو سعد الصاغاني محمد بن ميسر الجعفي البلخي، وهو محمد بن أبي زكريا، وكان ضريرا.
سمع هشام بن عروة، وابن جريج، ومحمد بن إسحاق، ومحمّد بن عجلان، وموسى بن عبيدة، وسفيان الثوري، وابن طهمان، والنعمان بن ثابت، وشريكا، والحسن بن عمارة، وأبا جعفر الرازي، ومسعر بن كدام. وروى عنه: أحمد ابن منيع بن عبد الرحمن، وأبو كريب، ومصرف بن عمرو، ويحيى بن موسى خت، وأبو بكر المقدمي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن يعقوب. هذا كله عن البرقاني عن ابن أبي سمرة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي بِدَرْزِيجَانَ، حدّثنا أحمد بن أبي طالب الكاتب، حدّثنا محمّد بن جرير الطّبريّ، حدّثني أحمد بن منيع المروزيّ، حدّثنا أبو سعد الصاغاني، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ
قَالَ: «الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
لأنه ليس شيء يولد إلا وسيموت، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَمُوتُ وَلا يُوَرَّثُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ
لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبَهٌ وَلا عَدْلٌ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ» .
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي إِسْنَادِهِ أُبَيًّا، وَلا أَبَا الْعَالِيَةِ.
أَنْبَأَنَا أحمد بن محمد الكاتب، حدّثنا محمّد بن حميد، أنبأنا ابن حبان قال:
وجدت في كتاب أبي بخط يده: قَالَ أبو زكريا: قد رأيت أبا سعد الأعمى الصاغاني صاحب ابن أبي رواد، كان هاهنا، ليس هو بشيء .
وَقَالَ في موضع آخر: أبو سعد الصاغاني جهمي خبيث، عدو الله، قد كتبت عنه حديثا كثيرا .
حدّثنا يوسف بن رباح البصريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المهندس بمصر، حدّثنا أبو بشر الدّولابيّ، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح، عَنْ يحيى بْن معين قال: أبو سعد الصاغاني ضعيف .
حدّثنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد،
حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول: أبو سعد محمد بن ميسر الصاغاني كان مكفوفا، وكان جهميا، وليس هو بشيء، كان شيطانا من الشياطين .
حدّثنا أبو بكر البرقاني قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن حسنويه الهرويّ، حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاري، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث قَالَ: قلت لأحمد بن حنبل: أبو سعد محمد بن ميسر؟ قَالَ: السيناني هو صدوق. قَالَ: ولكن كان مرجئا. قلت: كتبت عنه؟ قَالَ: نعم .
حدّثنا ابن الفضل، حدّثنا علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني فيه اضطراب .
وأنبأنا ابن الفضل، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: باب من يرغب عَنِ الرواية عنهم؛ وكنت أسمعُ أصحابنا يضعفونهم؛ منهم أبو سعد الصاغاني .
حَدَّثَنَا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة- يعني الرازي- أبو سعد الصاغاني؟ قال: كان مرجئا، ولم يكن يكذب .
وأنبأنا البرقاني، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني متروك الحديث .
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الحسن الدارقطني: أَبُو سعد الصاغاني ضعيف .
سكن بغداد، وحدث بها، وهو محمد بن أبي زكريا، وكان أعمى.
كذلك حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي سمرة قَالَ: أبو سعد الصاغاني محمد بن ميسر الجعفي البلخي، وهو محمد بن أبي زكريا، وكان ضريرا.
سمع هشام بن عروة، وابن جريج، ومحمد بن إسحاق، ومحمّد بن عجلان، وموسى بن عبيدة، وسفيان الثوري، وابن طهمان، والنعمان بن ثابت، وشريكا، والحسن بن عمارة، وأبا جعفر الرازي، ومسعر بن كدام. وروى عنه: أحمد ابن منيع بن عبد الرحمن، وأبو كريب، ومصرف بن عمرو، ويحيى بن موسى خت، وأبو بكر المقدمي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن يعقوب. هذا كله عن البرقاني عن ابن أبي سمرة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي بِدَرْزِيجَانَ، حدّثنا أحمد بن أبي طالب الكاتب، حدّثنا محمّد بن جرير الطّبريّ، حدّثني أحمد بن منيع المروزيّ، حدّثنا أبو سعد الصاغاني، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ
قَالَ: «الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
لأنه ليس شيء يولد إلا وسيموت، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَمُوتُ وَلا يُوَرَّثُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ
لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبَهٌ وَلا عَدْلٌ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ» .
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي إِسْنَادِهِ أُبَيًّا، وَلا أَبَا الْعَالِيَةِ.
أَنْبَأَنَا أحمد بن محمد الكاتب، حدّثنا محمّد بن حميد، أنبأنا ابن حبان قال:
وجدت في كتاب أبي بخط يده: قَالَ أبو زكريا: قد رأيت أبا سعد الأعمى الصاغاني صاحب ابن أبي رواد، كان هاهنا، ليس هو بشيء .
وَقَالَ في موضع آخر: أبو سعد الصاغاني جهمي خبيث، عدو الله، قد كتبت عنه حديثا كثيرا .
حدّثنا يوسف بن رباح البصريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المهندس بمصر، حدّثنا أبو بشر الدّولابيّ، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح، عَنْ يحيى بْن معين قال: أبو سعد الصاغاني ضعيف .
حدّثنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد،
حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول: أبو سعد محمد بن ميسر الصاغاني كان مكفوفا، وكان جهميا، وليس هو بشيء، كان شيطانا من الشياطين .
حدّثنا أبو بكر البرقاني قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن حسنويه الهرويّ، حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاري، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث قَالَ: قلت لأحمد بن حنبل: أبو سعد محمد بن ميسر؟ قَالَ: السيناني هو صدوق. قَالَ: ولكن كان مرجئا. قلت: كتبت عنه؟ قَالَ: نعم .
حدّثنا ابن الفضل، حدّثنا علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني فيه اضطراب .
وأنبأنا ابن الفضل، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: باب من يرغب عَنِ الرواية عنهم؛ وكنت أسمعُ أصحابنا يضعفونهم؛ منهم أبو سعد الصاغاني .
حَدَّثَنَا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة- يعني الرازي- أبو سعد الصاغاني؟ قال: كان مرجئا، ولم يكن يكذب .
وأنبأنا البرقاني، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني متروك الحديث .
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الحسن الدارقطني: أَبُو سعد الصاغاني ضعيف .
محمد بن عبد الله بن المثنى بن أنس بن مالك، أبو عبد الله الأنصاري :
من أهل البصرة. سمع أباه، وسليمان التيمي، وحميدا الطويل، ومحمد بن عمرو ابن علقمة، وحبيب بن الشهيد، ومالك بن دينار. روى عنه: أبو الوليد الطيالسي،
وعبد الواحد بن غياث، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ومحمّد بن سعيد، ومحمد بن عبد الرحمن الصيرفي، وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، وَأبو حاتِم الرَّازِيّ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وغيرهم.
وكان قد جالس في الفقه سوار بن عبد الله، وعبيد الله بن الحسن العنبري، وعثمان البتي، وولي قضاء البصرة أيام الرشيد بعد معاذ بن معاذ، وقدم بغداد فولي بها القضاء وحدث بها ثم رجع إلى البصرة فمات .
أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قَالَ: وولد محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري سنة ثمان عشرة.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدّثنا طلحة بن محمّد بن جعفر، أَخْبَرَنِي إبراهيم بن محمد بن أيوب عن ابن قتيبة: أن الرشيد قلد محمد بن عبد الله الأنصاري القضاء بالجانب الشرقي- يعني من بغداد- بعد العوفي في آخر خلافته- فلما ولي محمد- وهو الأمين- عزله وولى مكانه عون بن عبد الله، وولي محمد بن عبد الله المظالم بعد إسماعيل بن علية.
أَخْبَرَنَا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي الدقاق، وأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ المؤدب قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن إسحاق النهاوندي- بالبصرة- حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عبد الرحمن بن خلاد، حَدَّثَنِي عبد الله بن محمد بن أبان الخيّاط- من أهل رامهرمز- حدّثنا القاسم بن نصر المخرميّ، حَدَّثَنَا سليمان بن داود المنقري قَالَ: وجه المأمون
عبد الله بن هارون إلى محمد بن عبد الله الأنصاري بخمسين ألف درهم وأمره أن يقسمها بين الفقهاء بالبصرة، فكان هلال بن مسلم يتكلم عن أصحابه. قَالَ الأنصاري: وكنت أنا أتكلم عن أصحابي. فقال هلال: هي لي ولأصحابي. وقلت أنا: بل هي لي ولأصحابي، فاختلفنا فقلت لهلال: كيف تتشهد؟ فقال هلال: أو مثلي يسأل عن التشهد؟ فتشهد على حديث ابن مسعود. فقال له الأنصاري: من حدثك به ومن أين ثبت عندك؟ فبقي هلال ولم يجبه. فقال الأنصاري: تصلي في كل يوم وليلة خمس صلوات وتردد فيها هذا اللاك وأنت لا تدري من رواه عن نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قد باعد الله بينك وبين الفقه. فقسمها الأنصاري في أصحابه .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو بكر أحمد بن الحسن الحشري، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ احْتَجَمَ صَائِمًا مُحْرِمًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن أن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أَبِي، وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ:
أَنْكَرَ مُعَاذٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدِيثَ الأَنْصَارِيِّ- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله بن حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ- عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُو مُحْرِمٌ صَائِمٌ.
قُلْتُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ حَبِيبٍ هَكَذَا غَيْرُ الأَنْصَارِيِّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ وَهِمَ فِيهِ وَالصَّوَابُ مَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَوْفِيُّ- فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْ مِصْرَ- قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ محل .
وَقَدْ رَوَى الأَنْصَارِيُّ أَيْضًا حَدِيثَ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ هذا وهكذا. وَيُقَالُ إِنَّ غُلامًا لَهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ.
أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله- يعني
أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- يَقُولُ: مَا كَانَ يَضَعُ الأَنْصَارِيُّ عِنْدَ أصحاب الْحَدِيثِ إِلا النَّظَرَ فِي الرَّأْيِ، وَأَمَّا السَّمَاعُ فَقَدْ سَمِعَ.
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذَكَرَ الْحَدِيثَ الَّذِي رَوَاهُ الأَنْصَارِيُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ فَضَعَّفَهُ. وَقَالَ: كَانَتْ ذَهَبَتْ لِلأَنْصَارِيِّ كُتُبٌ فَكَانَ بَعْدُ يُحَدِّثُ مِنْ كتب غلامه أبي حكم- أَرَاهُ. قَالَ: فَكَانَ هَذَا مِنْ تِلْكَ .
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قال: سئل على بن الْمَدِينِيِّ عَنْ حَدِيثِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ قَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، إِنَّمَا أَرَادَ حَدِيثَ حَبِيبٍ عَنْ مَيْمُونٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ مُحْرِمًا .
أَخْبَرَنِي أبو بكر البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا الساجي قَالَ: محمد بن عبد الله الأنصاري رجل جليل عالم لم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطان ونظرائه غلب عليه الرأي .
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. أَخْبَرَنَا زكريا الساجي قَالَ: حدثت عن يحيى بن معين قَالَ: كان محمد بن عبد الله الأنصاري يليق به القضاء فقيل له: يا أبا زكريا فالحديث فقال:
للحرب أقوام لها خلقوا ... وللدواوين كتّاب وحسّاب
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين قَالَ: والأنصاري ثقة.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصّوريّ، حدّثنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ. أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن عبد الله الأنصاريّ بصري ليس به بأس.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: سنة أربع عشرة ومائتين مات محمد بن عبد الله الأنصاريّ وسمعت الأنصاريّ سنة اثنتي عشرة يقول: قد أشرفت على أربع وتسعين سنة.
قلت: وهم يعقوب في ذكر وفاة الأنصاريّ. والصحيح ما:
أخبرنا الأزهر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، أَخْبَرَنَا أَبُو موسى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَبْد الله الأَنْصَارِيّ سنة اثنتي عشرة ومائتين يقول: ولدت سنة ثماني عشرة ومائة ولي أربع وتسعون سنة إلّا شهرين. كان يأتي علي قبل اليوم عشرة أيام لا أشرب فيه الماء واليوم أشرب كل يومين. فقيل له: كنت تشرب اللبن؟ قَالَ: اللبن مثل الماء، قيل له: فعسل؟ قَالَ: لا.
قال أبو موسى: ومات محمد بن عبد الله الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين. وَقَالَ أيضا: سمعت الأنصاري يقول: ما أتيت سلطانا قط إلا وأنا كاره .
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: مات محمد بن عبد الله الأنصاري فيما ذكر إسماعيل بن إسحاق سنة خمس عشرة ومائتين. قَالَ:
وكان مولده في السنة التي ولد فيها عبد الله بن المبارك، وهي سنة ثماني عشرة ومائة، وولى القضاء ببغداد وكان من أصحاب زفر بن الهذيل وأبي يوسف .
حدّثنا أبو سعيد الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب بأصبهان، أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن يزيد الخشاب، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ قَالَ:
مات الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين وعاش نيفا وتسعين سنة .
حدّثنا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس، أخبرنا محمّد بن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: لم يزل الأنصاري بالبصرة يحدث إلى أن مات بها في رجب سنة خمس عشرة ومائتين.
من أهل البصرة. سمع أباه، وسليمان التيمي، وحميدا الطويل، ومحمد بن عمرو ابن علقمة، وحبيب بن الشهيد، ومالك بن دينار. روى عنه: أبو الوليد الطيالسي،
وعبد الواحد بن غياث، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ومحمّد بن سعيد، ومحمد بن عبد الرحمن الصيرفي، وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، وَأبو حاتِم الرَّازِيّ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وغيرهم.
وكان قد جالس في الفقه سوار بن عبد الله، وعبيد الله بن الحسن العنبري، وعثمان البتي، وولي قضاء البصرة أيام الرشيد بعد معاذ بن معاذ، وقدم بغداد فولي بها القضاء وحدث بها ثم رجع إلى البصرة فمات .
أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قَالَ: وولد محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري سنة ثمان عشرة.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدّثنا طلحة بن محمّد بن جعفر، أَخْبَرَنِي إبراهيم بن محمد بن أيوب عن ابن قتيبة: أن الرشيد قلد محمد بن عبد الله الأنصاري القضاء بالجانب الشرقي- يعني من بغداد- بعد العوفي في آخر خلافته- فلما ولي محمد- وهو الأمين- عزله وولى مكانه عون بن عبد الله، وولي محمد بن عبد الله المظالم بعد إسماعيل بن علية.
أَخْبَرَنَا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي الدقاق، وأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ المؤدب قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن إسحاق النهاوندي- بالبصرة- حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عبد الرحمن بن خلاد، حَدَّثَنِي عبد الله بن محمد بن أبان الخيّاط- من أهل رامهرمز- حدّثنا القاسم بن نصر المخرميّ، حَدَّثَنَا سليمان بن داود المنقري قَالَ: وجه المأمون
عبد الله بن هارون إلى محمد بن عبد الله الأنصاري بخمسين ألف درهم وأمره أن يقسمها بين الفقهاء بالبصرة، فكان هلال بن مسلم يتكلم عن أصحابه. قَالَ الأنصاري: وكنت أنا أتكلم عن أصحابي. فقال هلال: هي لي ولأصحابي. وقلت أنا: بل هي لي ولأصحابي، فاختلفنا فقلت لهلال: كيف تتشهد؟ فقال هلال: أو مثلي يسأل عن التشهد؟ فتشهد على حديث ابن مسعود. فقال له الأنصاري: من حدثك به ومن أين ثبت عندك؟ فبقي هلال ولم يجبه. فقال الأنصاري: تصلي في كل يوم وليلة خمس صلوات وتردد فيها هذا اللاك وأنت لا تدري من رواه عن نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قد باعد الله بينك وبين الفقه. فقسمها الأنصاري في أصحابه .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو بكر أحمد بن الحسن الحشري، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ احْتَجَمَ صَائِمًا مُحْرِمًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن أن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أَبِي، وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ:
أَنْكَرَ مُعَاذٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدِيثَ الأَنْصَارِيِّ- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله بن حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ- عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُو مُحْرِمٌ صَائِمٌ.
قُلْتُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ حَبِيبٍ هَكَذَا غَيْرُ الأَنْصَارِيِّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ وَهِمَ فِيهِ وَالصَّوَابُ مَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَوْفِيُّ- فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْ مِصْرَ- قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ محل .
وَقَدْ رَوَى الأَنْصَارِيُّ أَيْضًا حَدِيثَ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ هذا وهكذا. وَيُقَالُ إِنَّ غُلامًا لَهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ.
أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله- يعني
أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- يَقُولُ: مَا كَانَ يَضَعُ الأَنْصَارِيُّ عِنْدَ أصحاب الْحَدِيثِ إِلا النَّظَرَ فِي الرَّأْيِ، وَأَمَّا السَّمَاعُ فَقَدْ سَمِعَ.
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذَكَرَ الْحَدِيثَ الَّذِي رَوَاهُ الأَنْصَارِيُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ فَضَعَّفَهُ. وَقَالَ: كَانَتْ ذَهَبَتْ لِلأَنْصَارِيِّ كُتُبٌ فَكَانَ بَعْدُ يُحَدِّثُ مِنْ كتب غلامه أبي حكم- أَرَاهُ. قَالَ: فَكَانَ هَذَا مِنْ تِلْكَ .
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قال: سئل على بن الْمَدِينِيِّ عَنْ حَدِيثِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ قَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، إِنَّمَا أَرَادَ حَدِيثَ حَبِيبٍ عَنْ مَيْمُونٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ مُحْرِمًا .
أَخْبَرَنِي أبو بكر البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا الساجي قَالَ: محمد بن عبد الله الأنصاري رجل جليل عالم لم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطان ونظرائه غلب عليه الرأي .
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. أَخْبَرَنَا زكريا الساجي قَالَ: حدثت عن يحيى بن معين قَالَ: كان محمد بن عبد الله الأنصاري يليق به القضاء فقيل له: يا أبا زكريا فالحديث فقال:
للحرب أقوام لها خلقوا ... وللدواوين كتّاب وحسّاب
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين قَالَ: والأنصاري ثقة.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصّوريّ، حدّثنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ. أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن عبد الله الأنصاريّ بصري ليس به بأس.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: سنة أربع عشرة ومائتين مات محمد بن عبد الله الأنصاريّ وسمعت الأنصاريّ سنة اثنتي عشرة يقول: قد أشرفت على أربع وتسعين سنة.
قلت: وهم يعقوب في ذكر وفاة الأنصاريّ. والصحيح ما:
أخبرنا الأزهر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، أَخْبَرَنَا أَبُو موسى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَبْد الله الأَنْصَارِيّ سنة اثنتي عشرة ومائتين يقول: ولدت سنة ثماني عشرة ومائة ولي أربع وتسعون سنة إلّا شهرين. كان يأتي علي قبل اليوم عشرة أيام لا أشرب فيه الماء واليوم أشرب كل يومين. فقيل له: كنت تشرب اللبن؟ قَالَ: اللبن مثل الماء، قيل له: فعسل؟ قَالَ: لا.
قال أبو موسى: ومات محمد بن عبد الله الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين. وَقَالَ أيضا: سمعت الأنصاري يقول: ما أتيت سلطانا قط إلا وأنا كاره .
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: مات محمد بن عبد الله الأنصاري فيما ذكر إسماعيل بن إسحاق سنة خمس عشرة ومائتين. قَالَ:
وكان مولده في السنة التي ولد فيها عبد الله بن المبارك، وهي سنة ثماني عشرة ومائة، وولى القضاء ببغداد وكان من أصحاب زفر بن الهذيل وأبي يوسف .
حدّثنا أبو سعيد الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب بأصبهان، أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن يزيد الخشاب، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ قَالَ:
مات الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين وعاش نيفا وتسعين سنة .
حدّثنا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس، أخبرنا محمّد بن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: لم يزل الأنصاري بالبصرة يحدث إلى أن مات بها في رجب سنة خمس عشرة ومائتين.
محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة بن زهير بن نضلة بن معاوية بن مازن بن كعب بن ذؤيبة بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث ابن ثعلبة بن دودان، ويعرف بابن كناسة، أبو يحيى الكوفي الأسدي :
ويقال: إن كناسة، لقب أبيه عبد الله، وقيل: لقب جده عبد الأعلى، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزّاهد.
وكان عالما بالعربية وأيام الناس والشعر. ورد بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ: هشام بْن عروة، وإِسْمَاعِيل بن أَبِي خالد، وسليمان الأَعْمَش، وجعفر بن برقان. روى عنه:
أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة النسائي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن سعد العوفي، وعبد اللَّه بن الْحَسَن الهاشمي، وأَحْمَد بن منصور الرمادي، وأَحْمَد بن سعيد الجمال، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا محمّد بن سعد الْعَوْفِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كناسة، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ وَسِيَاقُهُ لَهُ.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن سعيد السّوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد، قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث ابن كناسة حديث «غيروا الشيب» إنما هو عن عروة مرسل.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غيرو الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
فَقَالَ: هُوَ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَّاسَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ ذَلِكَ زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ. وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْحَبَطِيِّ عَنْ هشام. رواه الحافظ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلا وَهُوَ الصَّحِيحُ.
قُلْتُ: أَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الطّيّب
الدسكري- بحلوان لفظا- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حدّثنا أبو محمّد عبدان بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ زياد الجواليقي القاضي العسكريّ، حدّثنا زيد بن الحريش، حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. قال ابن المقرئ: أنا سألت عبدان عن هذا الحديث، وَحَدَّثَنِي جماعة من أصحابنا عن يحيى بن صاعد عن عبدان بهذا الحديث. وهكذا رواه أبو مروان يَحَْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ عَنْ هِشَامِ، ورواه عيسى بن يونس عن هشام عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونحن نذكر حديثه في ترجمة أحمد بن جناب إن شاء الله. ورواه محمّد ابن بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلا.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ- إِمْلاءً- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بشر العبدي، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ لعثمان أخيه. وَأَرْسَلَهُ أَيْضًا.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا علي بن شعيب، حدّثنا ابن نمير، حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز قالا: حَدَّثَنَا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثنا محمّد بن المرزبان، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد قَالَ:
رأى رجل محمد بن كناسة يحمل بيده بطن شاة، فقال له: أنا أحمله لك، فقال: لا ينقص الكامل من كماله ما جر من نفع إلى عياله.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد النحوي قَالَ: حَدَّثَنِي الفضل الربيعي، حَدَّثَنِي حماد بن إسحاق بن إبراهيم عن أبيه قَالَ: أتيت محمد بن كناسة لأكتب عنه فكثر عليه أصحاب الحديث فتضجر بهم وتجهمهم، فلما انصرفوا عنه دنوت منه فهش إلي واستبشر بي وبسط من وجهه
فقلت له: لقد تعجبت من تفاوت حالتيك. فقال لي: أضجرني هؤلاء بسوء آدابهم فلما جئتني أنت انبسطت إليك وأنشدتك، وقد حضرني في هذا المعنى بيتان وهما:
فيّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما قلت غير محتشم
فقلت له: وددت والله أن هذين البيتين لي بنصف ما أملك، فقال: قد وفر الله عليك مالك، والله ما سمعهما أحد ولا قلتهما إلا الساعة، فقلت له: فكيف لي بعلم نفسي أنهما ليسا لي.
أَخْبَرَنَا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل ابن خزيمة قَالَ: أنشدنا أحمد بن سعيد الجمال قَالَ: أنشدني محمد بن كناسة لنفسه:
فيَّ انقباض وحشمة ... ...
وذكر البيتين.
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ محمد الأبزاري المعروف بمنقار قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق الموصلي قال: أنشدنا ابن كناسة- ويحيى بن معين في مجلسه-:
فيّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما قلت غير محتشم
قَالَ: فقال لي إسحاق فأذكرت ابن كناسة هذين البيتين بعد، فقال: لكني أنشدك اليوم:
ضعفت عن الإخوان حتى جفوتهم ... على غير زهد في الإخاء ولا الود
ولكن أيامي تخرّمن قوتي ... فما أبلغ الحاجات إلا على جهد
أخبرني الحسين بن علي الصّيمريّ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير- وذكر محمد بن كناسة في تسمية من قدم بغداد من أهل الكوفة- قَالَ: سئل يحيى بن معين عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل، حدّثنا أحمد بن عبد الله الدّوريّ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن الحسين العلّاف، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ:
ابن كناسة كان شيخا ثقة صدوقا.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن كناسة أسدي من أنفسهم، وهو ثقة صالح التثبيت، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد، وكان له علم بالعربية والشعر وأيام الناس.
وذكره علي بن المديني يوما فقال: هو ثقة صدوق، قَالَ جدي: توفي بالكوفة لثلاث ليال خلون من شوال سنة سبع ومائتين. في خلافة المأمون.
قُلْتُ: وبلغني أن مولده كَانَ فِي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أبو داود عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة.
أخبرنا عنه أحمد بن حنبل، أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: ومحمد بن كناسة الأسدي كوفي يكنى: أبا يحيى، ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة سبع ومائتين فيها مات محمد بن كناسة الأسدي.
وقد ذكرنا عن يعقوب بن شيبة مثل هذا القول. وأخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن كناسة مات في سنة تسع ومائتين. ونرى الأول أصح، والله أعلم.
ويقال: إن كناسة، لقب أبيه عبد الله، وقيل: لقب جده عبد الأعلى، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزّاهد.
وكان عالما بالعربية وأيام الناس والشعر. ورد بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ: هشام بْن عروة، وإِسْمَاعِيل بن أَبِي خالد، وسليمان الأَعْمَش، وجعفر بن برقان. روى عنه:
أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة النسائي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن سعد العوفي، وعبد اللَّه بن الْحَسَن الهاشمي، وأَحْمَد بن منصور الرمادي، وأَحْمَد بن سعيد الجمال، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا محمّد بن سعد الْعَوْفِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كناسة، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ وَسِيَاقُهُ لَهُ.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن سعيد السّوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد، قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث ابن كناسة حديث «غيروا الشيب» إنما هو عن عروة مرسل.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غيرو الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
فَقَالَ: هُوَ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَّاسَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ ذَلِكَ زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ. وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْحَبَطِيِّ عَنْ هشام. رواه الحافظ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلا وَهُوَ الصَّحِيحُ.
قُلْتُ: أَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الطّيّب
الدسكري- بحلوان لفظا- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حدّثنا أبو محمّد عبدان بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ زياد الجواليقي القاضي العسكريّ، حدّثنا زيد بن الحريش، حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. قال ابن المقرئ: أنا سألت عبدان عن هذا الحديث، وَحَدَّثَنِي جماعة من أصحابنا عن يحيى بن صاعد عن عبدان بهذا الحديث. وهكذا رواه أبو مروان يَحَْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ عَنْ هِشَامِ، ورواه عيسى بن يونس عن هشام عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونحن نذكر حديثه في ترجمة أحمد بن جناب إن شاء الله. ورواه محمّد ابن بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلا.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ- إِمْلاءً- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بشر العبدي، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ لعثمان أخيه. وَأَرْسَلَهُ أَيْضًا.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا علي بن شعيب، حدّثنا ابن نمير، حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز قالا: حَدَّثَنَا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثنا محمّد بن المرزبان، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد قَالَ:
رأى رجل محمد بن كناسة يحمل بيده بطن شاة، فقال له: أنا أحمله لك، فقال: لا ينقص الكامل من كماله ما جر من نفع إلى عياله.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد النحوي قَالَ: حَدَّثَنِي الفضل الربيعي، حَدَّثَنِي حماد بن إسحاق بن إبراهيم عن أبيه قَالَ: أتيت محمد بن كناسة لأكتب عنه فكثر عليه أصحاب الحديث فتضجر بهم وتجهمهم، فلما انصرفوا عنه دنوت منه فهش إلي واستبشر بي وبسط من وجهه
فقلت له: لقد تعجبت من تفاوت حالتيك. فقال لي: أضجرني هؤلاء بسوء آدابهم فلما جئتني أنت انبسطت إليك وأنشدتك، وقد حضرني في هذا المعنى بيتان وهما:
فيّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما قلت غير محتشم
فقلت له: وددت والله أن هذين البيتين لي بنصف ما أملك، فقال: قد وفر الله عليك مالك، والله ما سمعهما أحد ولا قلتهما إلا الساعة، فقلت له: فكيف لي بعلم نفسي أنهما ليسا لي.
أَخْبَرَنَا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل ابن خزيمة قَالَ: أنشدنا أحمد بن سعيد الجمال قَالَ: أنشدني محمد بن كناسة لنفسه:
فيَّ انقباض وحشمة ... ...
وذكر البيتين.
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ محمد الأبزاري المعروف بمنقار قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق الموصلي قال: أنشدنا ابن كناسة- ويحيى بن معين في مجلسه-:
فيّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما قلت غير محتشم
قَالَ: فقال لي إسحاق فأذكرت ابن كناسة هذين البيتين بعد، فقال: لكني أنشدك اليوم:
ضعفت عن الإخوان حتى جفوتهم ... على غير زهد في الإخاء ولا الود
ولكن أيامي تخرّمن قوتي ... فما أبلغ الحاجات إلا على جهد
أخبرني الحسين بن علي الصّيمريّ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير- وذكر محمد بن كناسة في تسمية من قدم بغداد من أهل الكوفة- قَالَ: سئل يحيى بن معين عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل، حدّثنا أحمد بن عبد الله الدّوريّ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن الحسين العلّاف، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ:
ابن كناسة كان شيخا ثقة صدوقا.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن كناسة أسدي من أنفسهم، وهو ثقة صالح التثبيت، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد، وكان له علم بالعربية والشعر وأيام الناس.
وذكره علي بن المديني يوما فقال: هو ثقة صدوق، قَالَ جدي: توفي بالكوفة لثلاث ليال خلون من شوال سنة سبع ومائتين. في خلافة المأمون.
قُلْتُ: وبلغني أن مولده كَانَ فِي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أبو داود عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة.
أخبرنا عنه أحمد بن حنبل، أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: ومحمد بن كناسة الأسدي كوفي يكنى: أبا يحيى، ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة سبع ومائتين فيها مات محمد بن كناسة الأسدي.
وقد ذكرنا عن يعقوب بن شيبة مثل هذا القول. وأخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن كناسة مات في سنة تسع ومائتين. ونرى الأول أصح، والله أعلم.
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بن زيد بن درهم، أبو عمر القاضي الأزدي مولى آل جرير بْن حازم :
سمع محمد بن الوليد البسري، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وزيد بن أخرم، وعثمان بن هشام بن دلهم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وطبقتهم.
وكان ثقة فاضلا. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن حبابة، وغيرهم.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قَالَ: أبو عمر القاضي، كان مولده بالبصرة لتسع خلون من رجب سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهرى حدّثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة. قال: وفي هذه السنة- يعني سنة أربع وثمانين ومائتين- ولى أبو عمر محمّد ابن يوسف قضاء مدينة المنصور، والأعمال المتصلة بها، والقضاء بين أهل بزرج سابور، والراذانين، وسكرود، وقطربل، وجلس في المسجد الجامع بالمدينة. وأبو عمر محمّد بن يوسف في الحكام لا نظير له عقلا، وحلما وذكاء، وتمكنا واستيفاء للمعاني الكثيرة باللفظ اليسير، مع معرفته باقدار الناس ومواضعهم، وحسن التأني في الأحكام، والحفظ لما يجرى على يده.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن المحسن حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهِدُ. قَالَ: أبو عمر محمد بن يوسف من تصفح أخبار الناس لم يخف عليه موضعه، وإذا بالغنا في وصفه كنا إلى التقصير فيما نذكره من ذلك أقرب، ومن سعادة جده أن المثل ضرب بعقله وحلمه، وانتشر على لسان الخطير والحقير ذكر فضله، حتى إن الإنسان كان إذا بالغ في وصف رجل. قَالَ: كأنه أبو عمر القاضي! وإذا امتلأ الإنسان غيظا. قَالَ: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت. سوى ما انضاف إلى ذلك من الجلالة، والرياسة، والصبر على المكاره، واحتمال كل جريرة إن لحقته من عدوه، وغلط إن جرى من صديقه، وتعطفه بالإحسان إلى الكبير والصغير، واصطناع المعروف عند الداني والقاصي، ومداراته للنظير والتابع، ولم يزل على طول الزمان يزداد جلالة ونبلا، ثم استخلف لأبيه يوسف على القضاء بالجانب الشرقي، فكان يحكم بين أهل مدينة المنصور رياسة، وبين أهل الجانب الشرقي خلافة، إلى سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فإن أبا حازم توفي- وكان قاضيا على الكرخ أعنى الشرقيه- فنقل أبو عمر عن مدينة المنصور إلى قضاء الشرقيه، فكان على ذلك إلى سنة ست وتسعين ومائتين، ثم صرف هو ووالده يوسف عن جميع ما كان إليهما، وتوفي والده سنة سبع وتسعين ومائتين، وما زال أبو عمر ملازما لمنزله إلى سنة إحدى وثلاثمائة، فإن أبا الحسن علي بن عيسى تقلد الوزارة، فأشار على المقتدر به، فرضي عنه، وقلده الجانب الشرقي والشرقيه
وعدة نواح من السواد، والشام والحرمين، واليمن وغير ذلك، وقلده القضاء سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وحمل الناس عنه علما واسعا من الحديث وكتب الفقه التي صنفها إسماعيل- يعني ابن إسحاق- وقطعة من التفسير وعمل مسندا كبيرا قرا أكثره على الناس، ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه لما حدث، وذلك أن العلماء وأصحاب الحديث كانوا يتجملون بحضور مجلسه، حتى أنه كان يجلس للحديث وعن يمينه أبو القاسم بن منيع- وهو قريب من أبيه في السن والإسناد- وابن صاعد على يساره، وأبو بكر النيسابوري بين يديه، وسائر الحفاظ حول سريره، وتوفي في شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، وله ثمان وسبعون سنة.
وكان يذكر عن جده يعقوب حديثا لقنه إياه وهو ابن أربع سنين. عن وهب بن جرير عن أبيه عن الحسن «لا بأس بالكحل للصائم» .
حدّثنا على بن أبي على المعدّل حدثنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدٍ الدَّقَّاقُ. قَالَ قَالَ لي أبو إسحاق إبراهيم بن جابر الفقيه الذي تقلد بعد ذلك القضاء:
لما ولي أبو عمر محمد بن يوسف القضاء، طمعنا في أن نتتبعه بالخطأ لما كنا نعلم من قلة فقهه، فكنا نستفتي فنقول: امضوا إلى القاضي. ونراعي ما يحكم به، فيدافع عن الأحكام مدافعة أحسن من فصل الحكم على واجبه وألطف، ثم تجيئنا الفتاوى في تلك القصص فنخاف أن نخرج إن لم نفت، فنفتي، فتعود الفتاوى إليه فيحكم بما يفتى به الفقهاء، فما عثرنا عليه بخطأة.
حَدَّثَنَا القاضي أبو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي حدّثنا محمّد بن جعفر التّميمى- بالكوفة- أَخْبَرَنِي أبو الحسن العروضي عن أبي عمر القاضي. قال: قدم إليه ابن النديم بن المنجم في شيء كان بينهما، فقال له ابن المنجم: إن هذا يدل بخاصة له عند القاضي. فقال أبو عمر ما أنكرها! وأنها لنافعة له عندي، غير ضارة لك. إن كان الحق له كفيناه مئونة اجتذابه، وإن كان عليه سلمناه إليك من غير استذلال له.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ قَالَ سمعت أبا إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَد الطبري يقول سمعت بعض شهود الحضرة القدماء يقول: كنت بحضرة أبي عمر القاضي وجماعة من شهوده وخلفائه الذين يأنس بهم، فأحضر ثوبا يمانيا قيل له في ثمنه خمسين دينارا، فاستحسنه كل من حضر المجلس، فقال: يا غلام، هات القلانسي. فجاء، فقال: اقطع جميع هذا الثوب قلانس، واحمل إلى كل واحد من أصحابنا قلنسوة، ثم
التفت إلينا فقال: إنكم استحسنتموه بأجمعكم، ولو استحسنه واحد لوهبته له، فلما اشتركت في استحسانه لم أجد طريقا إلى أن يحصل لكل واحد شيء منه إلا بأن أجعله قلانس، فيأخذ كل واحد منكم واحدة منها.
سمعت علي بن محمد بن الحسن الحربي يقول: كان يقال إن إسماعيل القاضي:
بكاتبه، ويوسف القاضي: بابنه. وأبو الحسين بن أبي عمر: بأبيه. والوصف في جميع هذه الأمور عائد إلى أبي عمر. أو كما قَالَ.
حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ حكى لي الحمدوني أن إسماعيل القاضي ببغداد كان يحب الاجتماع مع إبراهيم الحربي، فقيل لإبراهيم لو لقيته؟ فقال: ما أقصد من له حاجب. فقيل ذلك لإسماعيل، فنحَّى الحاجب عن بابه أياما. فذكر ذلك لإبراهيم فقصده فلما دخل تلقاه أبو عمر محمد بن يوسف القاضي وكان بين يدي إسماعيل قائما، فلما نزع إبراهيم نعله أمر أبو عمر غلاما له أن يرفع نعل إبراهيم في منديل معه، فلما طال المجلس بين إبراهيم وإسماعيل، وجرى بينهما من العلم ما تعجب منه الحاضرون، وأراد إبراهيم القيام، نفذ أبو عمر إلى الغلام أن يضع نعله بين يديه من حيث رآها ملفوفة في المنديل، فقال- إبراهيم- لأبي عمر: رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة. فقيل إن عمر لما توفي رآه بعضهم في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ فقال:
أدركتني دعوة الرجل الصالح إبراهيم فغفر لي، قَالَ البرقاني: أو كما قَالَ لي الحمدوني.
حَدَّثَنَا على بن المحسن- من حفظه- حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ قَالَ لي أبي: دخلت يوما على القاضي أبو عمر محمد بن يوسف وبين يديه ابن ابنه أبو نصر- وقد ترعرع، فقال لي: يا أبا بكر:
إذا الرجال ولدت أولادها ... واضطربت من كبر أعضادها
وجعلت إعلالها تعدادها ... فهي زروع قد دنى حصادها
فقلت: يبقى الله القاضي. فقال: ثم أيش؟! حدّثنا أحمد بن أبي جعفر قَالَ: سمعت الْقَاضِي أبا الْحَسَن الجراحي يقول:
وأَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي الصيرفي. قَالَ: قَالَ لنا أحمد بن محمد بن عمران: توفي القاضي أبو عمر في سنة عشرين وثلاثمائة.
قرأت على الحسن بن علي بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. وأنبأنا عمر بن إبراهيم الفقيه حَدَّثَنَا عيسى بن حامد القاضي. قالا: مات أبو عمر القاضي يوم
الأربعاء لخمس بقين- وَقَالَ عيسى: لسبع بقين، من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة. قَالَ ابن كامل: ودفن في داره.
سمع محمد بن الوليد البسري، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وزيد بن أخرم، وعثمان بن هشام بن دلهم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وطبقتهم.
وكان ثقة فاضلا. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن حبابة، وغيرهم.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قَالَ: أبو عمر القاضي، كان مولده بالبصرة لتسع خلون من رجب سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهرى حدّثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة. قال: وفي هذه السنة- يعني سنة أربع وثمانين ومائتين- ولى أبو عمر محمّد ابن يوسف قضاء مدينة المنصور، والأعمال المتصلة بها، والقضاء بين أهل بزرج سابور، والراذانين، وسكرود، وقطربل، وجلس في المسجد الجامع بالمدينة. وأبو عمر محمّد بن يوسف في الحكام لا نظير له عقلا، وحلما وذكاء، وتمكنا واستيفاء للمعاني الكثيرة باللفظ اليسير، مع معرفته باقدار الناس ومواضعهم، وحسن التأني في الأحكام، والحفظ لما يجرى على يده.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن المحسن حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهِدُ. قَالَ: أبو عمر محمد بن يوسف من تصفح أخبار الناس لم يخف عليه موضعه، وإذا بالغنا في وصفه كنا إلى التقصير فيما نذكره من ذلك أقرب، ومن سعادة جده أن المثل ضرب بعقله وحلمه، وانتشر على لسان الخطير والحقير ذكر فضله، حتى إن الإنسان كان إذا بالغ في وصف رجل. قَالَ: كأنه أبو عمر القاضي! وإذا امتلأ الإنسان غيظا. قَالَ: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت. سوى ما انضاف إلى ذلك من الجلالة، والرياسة، والصبر على المكاره، واحتمال كل جريرة إن لحقته من عدوه، وغلط إن جرى من صديقه، وتعطفه بالإحسان إلى الكبير والصغير، واصطناع المعروف عند الداني والقاصي، ومداراته للنظير والتابع، ولم يزل على طول الزمان يزداد جلالة ونبلا، ثم استخلف لأبيه يوسف على القضاء بالجانب الشرقي، فكان يحكم بين أهل مدينة المنصور رياسة، وبين أهل الجانب الشرقي خلافة، إلى سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فإن أبا حازم توفي- وكان قاضيا على الكرخ أعنى الشرقيه- فنقل أبو عمر عن مدينة المنصور إلى قضاء الشرقيه، فكان على ذلك إلى سنة ست وتسعين ومائتين، ثم صرف هو ووالده يوسف عن جميع ما كان إليهما، وتوفي والده سنة سبع وتسعين ومائتين، وما زال أبو عمر ملازما لمنزله إلى سنة إحدى وثلاثمائة، فإن أبا الحسن علي بن عيسى تقلد الوزارة، فأشار على المقتدر به، فرضي عنه، وقلده الجانب الشرقي والشرقيه
وعدة نواح من السواد، والشام والحرمين، واليمن وغير ذلك، وقلده القضاء سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وحمل الناس عنه علما واسعا من الحديث وكتب الفقه التي صنفها إسماعيل- يعني ابن إسحاق- وقطعة من التفسير وعمل مسندا كبيرا قرا أكثره على الناس، ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه لما حدث، وذلك أن العلماء وأصحاب الحديث كانوا يتجملون بحضور مجلسه، حتى أنه كان يجلس للحديث وعن يمينه أبو القاسم بن منيع- وهو قريب من أبيه في السن والإسناد- وابن صاعد على يساره، وأبو بكر النيسابوري بين يديه، وسائر الحفاظ حول سريره، وتوفي في شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، وله ثمان وسبعون سنة.
وكان يذكر عن جده يعقوب حديثا لقنه إياه وهو ابن أربع سنين. عن وهب بن جرير عن أبيه عن الحسن «لا بأس بالكحل للصائم» .
حدّثنا على بن أبي على المعدّل حدثنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدٍ الدَّقَّاقُ. قَالَ قَالَ لي أبو إسحاق إبراهيم بن جابر الفقيه الذي تقلد بعد ذلك القضاء:
لما ولي أبو عمر محمد بن يوسف القضاء، طمعنا في أن نتتبعه بالخطأ لما كنا نعلم من قلة فقهه، فكنا نستفتي فنقول: امضوا إلى القاضي. ونراعي ما يحكم به، فيدافع عن الأحكام مدافعة أحسن من فصل الحكم على واجبه وألطف، ثم تجيئنا الفتاوى في تلك القصص فنخاف أن نخرج إن لم نفت، فنفتي، فتعود الفتاوى إليه فيحكم بما يفتى به الفقهاء، فما عثرنا عليه بخطأة.
حَدَّثَنَا القاضي أبو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي حدّثنا محمّد بن جعفر التّميمى- بالكوفة- أَخْبَرَنِي أبو الحسن العروضي عن أبي عمر القاضي. قال: قدم إليه ابن النديم بن المنجم في شيء كان بينهما، فقال له ابن المنجم: إن هذا يدل بخاصة له عند القاضي. فقال أبو عمر ما أنكرها! وأنها لنافعة له عندي، غير ضارة لك. إن كان الحق له كفيناه مئونة اجتذابه، وإن كان عليه سلمناه إليك من غير استذلال له.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ قَالَ سمعت أبا إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَد الطبري يقول سمعت بعض شهود الحضرة القدماء يقول: كنت بحضرة أبي عمر القاضي وجماعة من شهوده وخلفائه الذين يأنس بهم، فأحضر ثوبا يمانيا قيل له في ثمنه خمسين دينارا، فاستحسنه كل من حضر المجلس، فقال: يا غلام، هات القلانسي. فجاء، فقال: اقطع جميع هذا الثوب قلانس، واحمل إلى كل واحد من أصحابنا قلنسوة، ثم
التفت إلينا فقال: إنكم استحسنتموه بأجمعكم، ولو استحسنه واحد لوهبته له، فلما اشتركت في استحسانه لم أجد طريقا إلى أن يحصل لكل واحد شيء منه إلا بأن أجعله قلانس، فيأخذ كل واحد منكم واحدة منها.
سمعت علي بن محمد بن الحسن الحربي يقول: كان يقال إن إسماعيل القاضي:
بكاتبه، ويوسف القاضي: بابنه. وأبو الحسين بن أبي عمر: بأبيه. والوصف في جميع هذه الأمور عائد إلى أبي عمر. أو كما قَالَ.
حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ حكى لي الحمدوني أن إسماعيل القاضي ببغداد كان يحب الاجتماع مع إبراهيم الحربي، فقيل لإبراهيم لو لقيته؟ فقال: ما أقصد من له حاجب. فقيل ذلك لإسماعيل، فنحَّى الحاجب عن بابه أياما. فذكر ذلك لإبراهيم فقصده فلما دخل تلقاه أبو عمر محمد بن يوسف القاضي وكان بين يدي إسماعيل قائما، فلما نزع إبراهيم نعله أمر أبو عمر غلاما له أن يرفع نعل إبراهيم في منديل معه، فلما طال المجلس بين إبراهيم وإسماعيل، وجرى بينهما من العلم ما تعجب منه الحاضرون، وأراد إبراهيم القيام، نفذ أبو عمر إلى الغلام أن يضع نعله بين يديه من حيث رآها ملفوفة في المنديل، فقال- إبراهيم- لأبي عمر: رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة. فقيل إن عمر لما توفي رآه بعضهم في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ فقال:
أدركتني دعوة الرجل الصالح إبراهيم فغفر لي، قَالَ البرقاني: أو كما قَالَ لي الحمدوني.
حَدَّثَنَا على بن المحسن- من حفظه- حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ قَالَ لي أبي: دخلت يوما على القاضي أبو عمر محمد بن يوسف وبين يديه ابن ابنه أبو نصر- وقد ترعرع، فقال لي: يا أبا بكر:
إذا الرجال ولدت أولادها ... واضطربت من كبر أعضادها
وجعلت إعلالها تعدادها ... فهي زروع قد دنى حصادها
فقلت: يبقى الله القاضي. فقال: ثم أيش؟! حدّثنا أحمد بن أبي جعفر قَالَ: سمعت الْقَاضِي أبا الْحَسَن الجراحي يقول:
وأَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي الصيرفي. قَالَ: قَالَ لنا أحمد بن محمد بن عمران: توفي القاضي أبو عمر في سنة عشرين وثلاثمائة.
قرأت على الحسن بن علي بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. وأنبأنا عمر بن إبراهيم الفقيه حَدَّثَنَا عيسى بن حامد القاضي. قالا: مات أبو عمر القاضي يوم
الأربعاء لخمس بقين- وَقَالَ عيسى: لسبع بقين، من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة. قَالَ ابن كامل: ودفن في داره.