مُحَمَّد بن أَحْمد الخالدي روى عَن أبي بكر بن خُزَيْمَة قَالَ الذَّهَبِيّ أَتَّهِمهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم انْتهى يحْتَمل أَنه يكون بِالْكَذِبِ وَهُوَ أظهر وَيحْتَمل أَن يكون بِالْوَضْعِ وَالله أعلم.
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
مُحَمَّد بن خازم أَبُو مُعَاوِيَة التَّمِيمِي السَّعْدِيّ مولى أسعد بن زيد مَنَاة الضَّرِير يُقَال عمي وَهُوَ صَغِير
روى الْأَعْمَش عَن الْأَعْمَش فِي الْإِيمَان وَالْوُضُوء وَالزَّكَاة وَالْحج وَغَيرهَا وَعَاصِم الْأَحول فِي الْجَنَائِز وَالدُّعَاء وَهِشَام بن عُرْوَة وَهِشَام بن حسان فِي الصَّلَاة وَالتَّوْبَة وَيحيى بن سعيد فِي الصَّوْم وَدَاوُد بن أبي هِنْد فِي الْجِهَاد وَالرَّحْمَة وَغَيرهَا وَسُهيْل بن أبي صَالح فِي الْجِهَاد وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد فِي الْفَضَائِل وَيزِيد بن أبي بردة فِي الظُّلم وَأبي مَالك الْأَشْجَعِيّ فِي الدُّعَاء وَأبي العميس فِي التَّفْسِير
روى عَنهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَيحيى بن يحيى وَإِسْحَاق الْحَنْظَلِي وَابْن نمير وَزُهَيْر بن حَرْب فِي الصَّلَاة وَأحمد بن سِنَان فِي الصَّلَاة وَعَمْرو النَّاقِد وَسَعِيد بن مَنْصُور وَمُحَمّد بن يحيى بن أبي عمر وَمُحَمّد بن الْمثنى وَسَعِيد بن أَزْهَر الوَاسِطِيّ
روى الْأَعْمَش عَن الْأَعْمَش فِي الْإِيمَان وَالْوُضُوء وَالزَّكَاة وَالْحج وَغَيرهَا وَعَاصِم الْأَحول فِي الْجَنَائِز وَالدُّعَاء وَهِشَام بن عُرْوَة وَهِشَام بن حسان فِي الصَّلَاة وَالتَّوْبَة وَيحيى بن سعيد فِي الصَّوْم وَدَاوُد بن أبي هِنْد فِي الْجِهَاد وَالرَّحْمَة وَغَيرهَا وَسُهيْل بن أبي صَالح فِي الْجِهَاد وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد فِي الْفَضَائِل وَيزِيد بن أبي بردة فِي الظُّلم وَأبي مَالك الْأَشْجَعِيّ فِي الدُّعَاء وَأبي العميس فِي التَّفْسِير
روى عَنهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَيحيى بن يحيى وَإِسْحَاق الْحَنْظَلِي وَابْن نمير وَزُهَيْر بن حَرْب فِي الصَّلَاة وَأحمد بن سِنَان فِي الصَّلَاة وَعَمْرو النَّاقِد وَسَعِيد بن مَنْصُور وَمُحَمّد بن يحيى بن أبي عمر وَمُحَمّد بن الْمثنى وَسَعِيد بن أَزْهَر الوَاسِطِيّ
محمد بن خازم، أبو معاوية التميمي السعدي، مولى سعد بن زيد مناة :
من أهل الكوفة. وكان ضريرا، يقال إنه عمي وهو ابن أربع، وقيل: ثمان سنين، وقدم بغداد، وحدث بها عن: سليمان الأعمش وَهشام بْن عروة، وَعبيد اللَّه بْن عُمَر ابن حفص وإسماعيل بن أبي خالد، وَأبي إسحاق الشيباني، وَليث بْن أَبِي سليم.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بْن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ويعقوب ابن إبراهيم الدورقي؛ وخلف بن سالم؛ ويوسف بن موسى، وَالحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وَالحسن بْن عرفة، وسعدان بن نصر؛ فيمن لا يحصى.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى البزاز- فيما أذن أن نرويه عَنْهُ- حَدَّثَنَا قاسم بن سعيد بن مسيب بن شريك قَالَ: رأيت أبا معاوية محمد بن خازم يحدث الناس ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قَالَ.
وأخبرنا الحسين بن علي الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسين الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، وأحمد ابن حنبل يقولان: ولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يقول: عمي أبو معاوية وله أربع سنين، قَالَ: فأقاموا علي مأتما.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي- إملاء- حدّثنا الحسين ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ- بِالْكُوفَةِ- قال: حدّثني جعفر بن محمّد ابن الهذيل، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الصِّينِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: حَجَجْتُ مَعَ جَدِّي اَبي أُمِّي وَأَنَا غُلامٌ، فَرَآنِي أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لِجَدِّي: مَا يَكُونُ هَذَا الْغُلامُ مِنْكَ؟ قَالَ:
ابْنِي. قَالَ: لَيْسَ بِابْنِكَ قَالَ: ابْنُ ابْنَتِي. قَالَ: ابْنُ ابْنَتِكَ وليكونن له شأن، وليطأن برجليه هاتين بساط الْمُلُوكِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الرَّشِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ذَكَرْتُ حَدِيثَ الأَعْرَابِيِّ، فَأَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ بِرِجْلِي الْبِسَاطَ. قَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ لم تلتمس؟ قُلْتُ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَجَجْتُ مَعَ جَدِّي، وَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ فَأُعْجِبَ بِهِ. قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ:
وَحَرَّكَنِي شَيْءٌ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَحْتَاجُ إِلَى مَوْضِعِ الْخَلاءِ، فَقَالَ لِلأَمِينِ وَالْمَأْمُونِ خُذَا بِيَدِ عَمِّكُمَا فَأَرِيَاهُ الْمَوْضِعَ، فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَدْخَلانِي إلى الموضع، فشممت مِنْهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً. فَقَالا: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ، هَذَا الْمَوْضِعُ فَشَأْنَكَ. فَقَضَيْتُ حَاجَتِي فحدثته أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ لَهُمْ نَبْزٌ يُقَالُ لَهُمُ الرَّافِضَةُ، مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سمعت عَلِيَّ بن المديني يقول: قال محمّد ابن خَازِمٍ: كُنْتُ أَقْرَأُ حَدِيثَ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، فكلما قُلْتُ: قال رسول الله، قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلايَ، حَتَّى ذَكَرْتُ حَدِيثَ «الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى» ، فَقَالَ عَمُّهُ: وَسَمَّاهُ عَلَيَّ- فَذَهَبَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ الْتَقَيَا؟ قَالَ: فَغَضِبَ هَارُونُ، وَقَالَ: مَنْ طَرَحَ إِلَيْكَ هَذَا وَأَمَرَ بِهِ؟ قَالَ: فَحُبِسَ وَوَكَّلَ بِي مِنْ حَشَمِهِ مَنْ أَدْخَلَنِي إِلَيْهِ فِي مَحْبَسِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي، وَحَلَفَ لِي بِالْعِتْقِ وَصَدَقَةِ الْمَالِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ مُغَلَّظَاتِ الأَيْمَانِ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ، وَلا جَرَى بيني وبين أحد في هذا الكلام، وَمَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي لَمْ يجر بيني وبين أَحَدٌ فِيهِ كَلامٌ، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كَلَّمْتُهُ قَالَ:
لِيَدُلَّنِي عَلَى مَنْ طَرَحَ إِلَيْهِ هَذَا الْكَلامُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ حَلَفَ بِالْعِتْقِ ومغلظات الأيمان أنه إنما هو شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي لَمْ يَجْرِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ فِيهِ كَلامٌ. قَالَ:
فَأَمَرَ بِهِ فَأُطْلِقَ مِنَ الْحَبْسِ وَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، وَيْحَكَ إِنَّمَا تَوَهَّمْتَ أَنَّهُ طَرَح إِلَيْهِ بَعْضُ الْمُلْحِدِينَ هَذَا الْكَلامُ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ فَيَدُلُّنِي عَلَيْهِمْ فَأَسْتَبِيحَهُمْ، وَإِلا فَأَنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّ الْقُرَشِيَّ لا يَتَزَنْدَقُ. قال هذا ونَحْوَهُ مِنَ الْكَلامِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بْن عثمان بْن أحمد الواعظ، أَخْبَرَنَا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، أخبرنا أحمد بن زكريّا ابن سفيان قَالَ: سمعت أصحابنا يقولون: قَالَ أبو معاوية: دخلت على هارون- يعني أمير المؤمنين- فقال لي: يا أبا معاوية: هممت أنه من ثبت خلافة علي فعلت به وفعلت به؟ فسكت. فقال لي: تكلم. قَالَ: قلت: إن أذنت لي تكلمت. قَالَ: تكلم، فقلت: يا أمير المؤمنين قالت تيم: منا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم، وقالت عدي: منا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالت بنو أمية: منا خليفة الخلفاء، فأين حظكم يا بني هاشم من الخلافة؟ والله ما حظكم فيها إلا ابن أبي طالب. فقال: والله يا أبا معاوية لا يبلغني أن أحدا لم يثبت خلافة علي إلا فعلت به كذا وكذا.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عمر بن بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله بن محمّد، حَدَّثَنَا محمود بن غيلان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي
معاوية: أما أنت فقد ربطت رأس كيسك. وَقَالَ محمود: سمعت شبابة يقول: جاء أبو معاوية حتى جلس في مجلس شعبة، فرفع رأسه فقال: من هذا انظروا؟ فإذا هو أبو معاوية فقال: يا أبا معاوية، سمعت حديث كذا وكذا من الأعمش؟ قَالَ نعم. قَالَ شعبة: هذا صاحب الأعمش فاعرفوه.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَينُ بْنُ إدريس قَالَ: سمعت ابن عمار يقول: قَالَ أبو معاوية: كان أهل خراسان يجيئون فيسمعون من شعبة فيحدثهم عن الأعمش، قَالَ: فكان شعبة لا يحدثهم حتى يقعدني معه فيقول: يا أبا معاوية، أليس هو كذا وكذا؟ فإذا قلت نعم حدّثهم. فقال ابن عمّار: يراد من هذا أن معاوية كان أثبت فيه من شعبة.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الحوفي- من مصر- وحدّثني عليّ ابن الحسن بن عمر القرشي- بِصُورَ عَنْهُ- قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ العسكريّ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن زريق قَالَ: سئل أحمد بن الحسن السكري الحافظ- وأنا جالس- من أحب إليك في أصحاب الأعمش؟ قَالَ: أبو معاوية أعرف به، وبعده الثوري، وبعده شعبة، والباقون بعد.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن داود الحداني قَالَ: سمعتُ أبا معاوية الضرير يقول: البصراء كانوا علي عيالا عند الأعمش.
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا داود بن حماد قَالَ: سمعت أبا معاوية- وقيل له إن حفص بن غياث يخالفك في بعض الحديث- فقال: لو أخبر حفص بأنا نخالفه لرجع إلى قولنا، لقد رأيتهم كلهم يجيئون إلى بابي هذا فأملي عليهم ما سمعوا من الأعمش.
كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يذكر أن أبا ميمون البجليّ أخبرهم حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قَالَ: سمعت أبا نعيم يقول: لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمّد، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا
عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: كان معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول: قد صار حديث الأعمش في فمي علقما أو هو أمر من العلقم، لكثرة ما يردد عليه حديث الأعمش .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الخلّال حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم البزاز قَالَ: قرئ على الْحُسَيْن بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْر الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو جعفر أحمد بن سنان قَالَ:
سمعت أبا معاوية يقول: كم تسألوني عن الأعمش، سلوني عن حديث عبيد الله، أرأيتم لو قيل لأحدكم اقرإ الحمد، فجاء آخر فقال: اقرإ الحمد. فقرأ، ثم جاء آخر فقال: اقرإ الحمد، أليس كان يتبرم؟ الأعمش الأعمش الأعمش؟.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن الخليل الجلاب قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول:
قَالَ لي الوكيعي: ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ الخطيب- بالدينور- حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: كتبنا عن أبي معاوية الأعمش، ألفا وخمسمائة حديث، وكان عند جرير ألف ومائتا حديث عن الأعمش، وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي معاوية أربعمائة ونيف وخمسون حديثا .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي ذكر أبا معاوية الضرير فقال: كان والله حافظا للقرآن.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حَدَّثَنَا يحيى بن معين قَالَ قَالَ لنا وكيع: من تلزمون؟ قال قلنا: نلزم معاوية، قَالَ: أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبعمائة. فقلت لأبي معاوية: إن وكيعا قَالَ كذا وكذا. فقال: صدق، ولكني مرضت مرضة فأنسيت أربعمائة .
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول قَالَ: أبو معاوية الضرير:
حفظت من الأعمش ألفا وستمائة فمرضت مرضة فذهب عني منها أربعمائة، فكان عند أبي معاوية ألف ومائتان. قَالَ يحيى: وكان عند وكيع عن الأعمش ثمانمائة.
قلت ليحيى: كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش؟ قَالَ: كانت الأحاديث الكبار العالية عنده .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف العكبري. أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن شجاع البخاريّ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام، حَدَّثَنَا سهل بن شاذويه قَالَ: سمعت علي بن خشرم يقول: وماشيت وكيعا إلى الجمعة فقال لي: يا علي إلى من تختلف؟ فقلت: إلى فلان وفلان وإلى أبي معاوية الضرير.
قَالَ: فقال وكيع: اختلف إليه فإنك إن تركته ذهب علم الأخفش على أنه مرجئ، فقلت: يا أبا سفيان، دعاني إلى الإرجاء فأبيت عليه. فقال لي وكيع: هلا قلت له كما قَالَ له الأعمش: لا تفلح أنت ولا أصحابك المرجئة؟
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا عَبْد الله بْن جَابِر، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن نوح قَالَ: سمعت محمد بن عثمان- كذا قَالَ لنا أبو نعيم- وليس بمحمّد ابن عثمان وإنما هو محمّد بن عيسى بن الطباع- يقول: قال ابن البادش: أبو معاوية مرجئ كبير.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي- بأطرابلس الغرب- حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أبو معاوية الضرير محمد بن خازم الحماني كوفي ثقة، وكان يرى الإرجاء، كان لين القول- يعني فيه- وسمع من الأعمش ألفي حديث، فمرض فنسي منها ستمائة حديث.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن حمدويه الهرويّ، أخبرنا الحسن بْن إدريس الأنصاري قَالَ: قَالَ ابْن عمار: سمعت أبا معاوية الضرير يقول: كل حديث أقول فيه حَدَّثَنَا فهو ما حفظته من فيّ المحدث، وما قلت: وذكر فلان، فهو ما لم أحفظ من فيه، وقرئ علي من كتاب، فعرفته فحفظته مما قرئ علي.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن قتيبة قَالَ:
سمعت ابن نمير يقول: كان أبو معاوية لا يضبط شيئا من حديثه ضبطه لحديث الأعمش، كان يضطرب في غيره اضطرابا شديدا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ لي: أبو معاوية في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: قَالَ أبو داود: أبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر خطؤه، يخطئ على هشام بن عروة، وعليّ بن إسماعيل، وعلى عبد الله بن عمر.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا ابن مرابا حَدَّثَنَا عباس، قَالَ: سمعت يحيى يقول: روى أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير. قَالَ يحيى: وروى أبو معاوية عن سهيل حديثا لم يروه غيره: كنا نعد زمن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرطوسي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكردي قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: أبو معاوية الضرير صدوق وهو في الأعمش ثقة، وفي غير الأعمش فيه اضطراب.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأشناني قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت: فأبو معاوية أحب إليك من وكيع؟ فقال: أبو معاوية أعلم به- يعني الأعمش.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدّثنا محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: قيل ليحيى بن معين: أيما أحب إليك في الأعمش، عيسى بن يونس، أو حفص بن غياث، أو أبو معاوية.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا سلامة بن محمود القيسي- بعسقلان- حَدَّثَنَا أيوب بن إسحاق بن
سافري قَالَ: سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا: أبو معاوية أحب إلينا- يعنيان في الأعمش.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو معاوية أثبت من جرير في الأعمش.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا ابن خميرويه، حدّثنا الحسين بن إدريس قال: سألت بن عمار عن علي بن مسهر وأبي معاوية أيهما أكثر في الأعمش؟ قالا: أبو معاوية.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن خازم الضرير مولى لبني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم رهط سعير بن الخمس، وكان من الثقات وربما دلس، وكان يرى الإرجاء، فيقال: إن وكيعا لم يحضر جنازته لذلك.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير قَالَ: مات أبو معاوية سنة أربع وتسعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حدّثنا سلم بن جنادة أبو السائب.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء.
أخبرني الحسن بن عليّ لجوهري، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا محمّد بن محمّد سليمان قالا: قال عليّ بن المديني.
وأخبرني الحسين بن عليّ الطناجيريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد ابن سليمان الباهلي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن الحجاج يقول: توفي أبو معاوية. وفي حديث أبي السائب وعلي: مات أبو معاوية سنة خمس وتسعين ومائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أبو معاوية ومحمد بن الفضيل سنة خمس وتسعين ومائة في شهر واحد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا محمّد ابن فضيل قَالَ: مات أبو معاوية الضرير سنة خمس وتسعين ومائة في آخر صفر أو في أول شهر ربيع. وولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه خاقان وخالد
من أهل الكوفة. وكان ضريرا، يقال إنه عمي وهو ابن أربع، وقيل: ثمان سنين، وقدم بغداد، وحدث بها عن: سليمان الأعمش وَهشام بْن عروة، وَعبيد اللَّه بْن عُمَر ابن حفص وإسماعيل بن أبي خالد، وَأبي إسحاق الشيباني، وَليث بْن أَبِي سليم.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بْن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ويعقوب ابن إبراهيم الدورقي؛ وخلف بن سالم؛ ويوسف بن موسى، وَالحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وَالحسن بْن عرفة، وسعدان بن نصر؛ فيمن لا يحصى.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى البزاز- فيما أذن أن نرويه عَنْهُ- حَدَّثَنَا قاسم بن سعيد بن مسيب بن شريك قَالَ: رأيت أبا معاوية محمد بن خازم يحدث الناس ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قَالَ.
وأخبرنا الحسين بن علي الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسين الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، وأحمد ابن حنبل يقولان: ولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يقول: عمي أبو معاوية وله أربع سنين، قَالَ: فأقاموا علي مأتما.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي- إملاء- حدّثنا الحسين ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ- بِالْكُوفَةِ- قال: حدّثني جعفر بن محمّد ابن الهذيل، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الصِّينِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: حَجَجْتُ مَعَ جَدِّي اَبي أُمِّي وَأَنَا غُلامٌ، فَرَآنِي أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لِجَدِّي: مَا يَكُونُ هَذَا الْغُلامُ مِنْكَ؟ قَالَ:
ابْنِي. قَالَ: لَيْسَ بِابْنِكَ قَالَ: ابْنُ ابْنَتِي. قَالَ: ابْنُ ابْنَتِكَ وليكونن له شأن، وليطأن برجليه هاتين بساط الْمُلُوكِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الرَّشِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ذَكَرْتُ حَدِيثَ الأَعْرَابِيِّ، فَأَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ بِرِجْلِي الْبِسَاطَ. قَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ لم تلتمس؟ قُلْتُ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَجَجْتُ مَعَ جَدِّي، وَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ فَأُعْجِبَ بِهِ. قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ:
وَحَرَّكَنِي شَيْءٌ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَحْتَاجُ إِلَى مَوْضِعِ الْخَلاءِ، فَقَالَ لِلأَمِينِ وَالْمَأْمُونِ خُذَا بِيَدِ عَمِّكُمَا فَأَرِيَاهُ الْمَوْضِعَ، فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَدْخَلانِي إلى الموضع، فشممت مِنْهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً. فَقَالا: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ، هَذَا الْمَوْضِعُ فَشَأْنَكَ. فَقَضَيْتُ حَاجَتِي فحدثته أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ لَهُمْ نَبْزٌ يُقَالُ لَهُمُ الرَّافِضَةُ، مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سمعت عَلِيَّ بن المديني يقول: قال محمّد ابن خَازِمٍ: كُنْتُ أَقْرَأُ حَدِيثَ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، فكلما قُلْتُ: قال رسول الله، قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلايَ، حَتَّى ذَكَرْتُ حَدِيثَ «الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى» ، فَقَالَ عَمُّهُ: وَسَمَّاهُ عَلَيَّ- فَذَهَبَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ الْتَقَيَا؟ قَالَ: فَغَضِبَ هَارُونُ، وَقَالَ: مَنْ طَرَحَ إِلَيْكَ هَذَا وَأَمَرَ بِهِ؟ قَالَ: فَحُبِسَ وَوَكَّلَ بِي مِنْ حَشَمِهِ مَنْ أَدْخَلَنِي إِلَيْهِ فِي مَحْبَسِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي، وَحَلَفَ لِي بِالْعِتْقِ وَصَدَقَةِ الْمَالِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ مُغَلَّظَاتِ الأَيْمَانِ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ، وَلا جَرَى بيني وبين أحد في هذا الكلام، وَمَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي لَمْ يجر بيني وبين أَحَدٌ فِيهِ كَلامٌ، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كَلَّمْتُهُ قَالَ:
لِيَدُلَّنِي عَلَى مَنْ طَرَحَ إِلَيْهِ هَذَا الْكَلامُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ حَلَفَ بِالْعِتْقِ ومغلظات الأيمان أنه إنما هو شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي لَمْ يَجْرِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ فِيهِ كَلامٌ. قَالَ:
فَأَمَرَ بِهِ فَأُطْلِقَ مِنَ الْحَبْسِ وَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، وَيْحَكَ إِنَّمَا تَوَهَّمْتَ أَنَّهُ طَرَح إِلَيْهِ بَعْضُ الْمُلْحِدِينَ هَذَا الْكَلامُ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ فَيَدُلُّنِي عَلَيْهِمْ فَأَسْتَبِيحَهُمْ، وَإِلا فَأَنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّ الْقُرَشِيَّ لا يَتَزَنْدَقُ. قال هذا ونَحْوَهُ مِنَ الْكَلامِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بْن عثمان بْن أحمد الواعظ، أَخْبَرَنَا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، أخبرنا أحمد بن زكريّا ابن سفيان قَالَ: سمعت أصحابنا يقولون: قَالَ أبو معاوية: دخلت على هارون- يعني أمير المؤمنين- فقال لي: يا أبا معاوية: هممت أنه من ثبت خلافة علي فعلت به وفعلت به؟ فسكت. فقال لي: تكلم. قَالَ: قلت: إن أذنت لي تكلمت. قَالَ: تكلم، فقلت: يا أمير المؤمنين قالت تيم: منا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم، وقالت عدي: منا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالت بنو أمية: منا خليفة الخلفاء، فأين حظكم يا بني هاشم من الخلافة؟ والله ما حظكم فيها إلا ابن أبي طالب. فقال: والله يا أبا معاوية لا يبلغني أن أحدا لم يثبت خلافة علي إلا فعلت به كذا وكذا.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عمر بن بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله بن محمّد، حَدَّثَنَا محمود بن غيلان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي
معاوية: أما أنت فقد ربطت رأس كيسك. وَقَالَ محمود: سمعت شبابة يقول: جاء أبو معاوية حتى جلس في مجلس شعبة، فرفع رأسه فقال: من هذا انظروا؟ فإذا هو أبو معاوية فقال: يا أبا معاوية، سمعت حديث كذا وكذا من الأعمش؟ قَالَ نعم. قَالَ شعبة: هذا صاحب الأعمش فاعرفوه.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَينُ بْنُ إدريس قَالَ: سمعت ابن عمار يقول: قَالَ أبو معاوية: كان أهل خراسان يجيئون فيسمعون من شعبة فيحدثهم عن الأعمش، قَالَ: فكان شعبة لا يحدثهم حتى يقعدني معه فيقول: يا أبا معاوية، أليس هو كذا وكذا؟ فإذا قلت نعم حدّثهم. فقال ابن عمّار: يراد من هذا أن معاوية كان أثبت فيه من شعبة.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الحوفي- من مصر- وحدّثني عليّ ابن الحسن بن عمر القرشي- بِصُورَ عَنْهُ- قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ العسكريّ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن زريق قَالَ: سئل أحمد بن الحسن السكري الحافظ- وأنا جالس- من أحب إليك في أصحاب الأعمش؟ قَالَ: أبو معاوية أعرف به، وبعده الثوري، وبعده شعبة، والباقون بعد.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن داود الحداني قَالَ: سمعتُ أبا معاوية الضرير يقول: البصراء كانوا علي عيالا عند الأعمش.
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا داود بن حماد قَالَ: سمعت أبا معاوية- وقيل له إن حفص بن غياث يخالفك في بعض الحديث- فقال: لو أخبر حفص بأنا نخالفه لرجع إلى قولنا، لقد رأيتهم كلهم يجيئون إلى بابي هذا فأملي عليهم ما سمعوا من الأعمش.
كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يذكر أن أبا ميمون البجليّ أخبرهم حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قَالَ: سمعت أبا نعيم يقول: لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمّد، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا
عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: كان معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول: قد صار حديث الأعمش في فمي علقما أو هو أمر من العلقم، لكثرة ما يردد عليه حديث الأعمش .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الخلّال حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم البزاز قَالَ: قرئ على الْحُسَيْن بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْر الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو جعفر أحمد بن سنان قَالَ:
سمعت أبا معاوية يقول: كم تسألوني عن الأعمش، سلوني عن حديث عبيد الله، أرأيتم لو قيل لأحدكم اقرإ الحمد، فجاء آخر فقال: اقرإ الحمد. فقرأ، ثم جاء آخر فقال: اقرإ الحمد، أليس كان يتبرم؟ الأعمش الأعمش الأعمش؟.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن الخليل الجلاب قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول:
قَالَ لي الوكيعي: ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ الخطيب- بالدينور- حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: كتبنا عن أبي معاوية الأعمش، ألفا وخمسمائة حديث، وكان عند جرير ألف ومائتا حديث عن الأعمش، وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي معاوية أربعمائة ونيف وخمسون حديثا .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي ذكر أبا معاوية الضرير فقال: كان والله حافظا للقرآن.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حَدَّثَنَا يحيى بن معين قَالَ قَالَ لنا وكيع: من تلزمون؟ قال قلنا: نلزم معاوية، قَالَ: أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبعمائة. فقلت لأبي معاوية: إن وكيعا قَالَ كذا وكذا. فقال: صدق، ولكني مرضت مرضة فأنسيت أربعمائة .
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول قَالَ: أبو معاوية الضرير:
حفظت من الأعمش ألفا وستمائة فمرضت مرضة فذهب عني منها أربعمائة، فكان عند أبي معاوية ألف ومائتان. قَالَ يحيى: وكان عند وكيع عن الأعمش ثمانمائة.
قلت ليحيى: كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش؟ قَالَ: كانت الأحاديث الكبار العالية عنده .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف العكبري. أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن شجاع البخاريّ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام، حَدَّثَنَا سهل بن شاذويه قَالَ: سمعت علي بن خشرم يقول: وماشيت وكيعا إلى الجمعة فقال لي: يا علي إلى من تختلف؟ فقلت: إلى فلان وفلان وإلى أبي معاوية الضرير.
قَالَ: فقال وكيع: اختلف إليه فإنك إن تركته ذهب علم الأخفش على أنه مرجئ، فقلت: يا أبا سفيان، دعاني إلى الإرجاء فأبيت عليه. فقال لي وكيع: هلا قلت له كما قَالَ له الأعمش: لا تفلح أنت ولا أصحابك المرجئة؟
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا عَبْد الله بْن جَابِر، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن نوح قَالَ: سمعت محمد بن عثمان- كذا قَالَ لنا أبو نعيم- وليس بمحمّد ابن عثمان وإنما هو محمّد بن عيسى بن الطباع- يقول: قال ابن البادش: أبو معاوية مرجئ كبير.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي- بأطرابلس الغرب- حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أبو معاوية الضرير محمد بن خازم الحماني كوفي ثقة، وكان يرى الإرجاء، كان لين القول- يعني فيه- وسمع من الأعمش ألفي حديث، فمرض فنسي منها ستمائة حديث.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن حمدويه الهرويّ، أخبرنا الحسن بْن إدريس الأنصاري قَالَ: قَالَ ابْن عمار: سمعت أبا معاوية الضرير يقول: كل حديث أقول فيه حَدَّثَنَا فهو ما حفظته من فيّ المحدث، وما قلت: وذكر فلان، فهو ما لم أحفظ من فيه، وقرئ علي من كتاب، فعرفته فحفظته مما قرئ علي.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن قتيبة قَالَ:
سمعت ابن نمير يقول: كان أبو معاوية لا يضبط شيئا من حديثه ضبطه لحديث الأعمش، كان يضطرب في غيره اضطرابا شديدا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ لي: أبو معاوية في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: قَالَ أبو داود: أبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر خطؤه، يخطئ على هشام بن عروة، وعليّ بن إسماعيل، وعلى عبد الله بن عمر.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا ابن مرابا حَدَّثَنَا عباس، قَالَ: سمعت يحيى يقول: روى أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير. قَالَ يحيى: وروى أبو معاوية عن سهيل حديثا لم يروه غيره: كنا نعد زمن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرطوسي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكردي قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: أبو معاوية الضرير صدوق وهو في الأعمش ثقة، وفي غير الأعمش فيه اضطراب.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأشناني قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت: فأبو معاوية أحب إليك من وكيع؟ فقال: أبو معاوية أعلم به- يعني الأعمش.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدّثنا محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: قيل ليحيى بن معين: أيما أحب إليك في الأعمش، عيسى بن يونس، أو حفص بن غياث، أو أبو معاوية.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا سلامة بن محمود القيسي- بعسقلان- حَدَّثَنَا أيوب بن إسحاق بن
سافري قَالَ: سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا: أبو معاوية أحب إلينا- يعنيان في الأعمش.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو معاوية أثبت من جرير في الأعمش.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا ابن خميرويه، حدّثنا الحسين بن إدريس قال: سألت بن عمار عن علي بن مسهر وأبي معاوية أيهما أكثر في الأعمش؟ قالا: أبو معاوية.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن خازم الضرير مولى لبني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم رهط سعير بن الخمس، وكان من الثقات وربما دلس، وكان يرى الإرجاء، فيقال: إن وكيعا لم يحضر جنازته لذلك.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير قَالَ: مات أبو معاوية سنة أربع وتسعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حدّثنا سلم بن جنادة أبو السائب.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء.
أخبرني الحسن بن عليّ لجوهري، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا محمّد بن محمّد سليمان قالا: قال عليّ بن المديني.
وأخبرني الحسين بن عليّ الطناجيريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد ابن سليمان الباهلي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن الحجاج يقول: توفي أبو معاوية. وفي حديث أبي السائب وعلي: مات أبو معاوية سنة خمس وتسعين ومائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أبو معاوية ومحمد بن الفضيل سنة خمس وتسعين ومائة في شهر واحد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا محمّد ابن فضيل قَالَ: مات أبو معاوية الضرير سنة خمس وتسعين ومائة في آخر صفر أو في أول شهر ربيع. وولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه خاقان وخالد
محمد أمير المؤمنين المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا عبد الله :
وأمه أم موسى بنت منصور الحميرية ولد بإيذج في سنة سبع وعشرين ومائة.
واستخلف يوم مات المنصور بمكة وقام بأمر بيعته الربيع بن يونس. وأتاه بالخبر منارة البربري مولاه في يوم الثلاثاء لست عشرة ليلة خلت من ذي الحجة. والمهدي إذ ذاك ببغداد فأقام بعد قدوم منارة يومين لم يظهر الخبر، ثم خطب الناس يوم الخميس ونعى لهم المنصور وبويع بيعة العامة، وذلك في سنة ثمان وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا محمّد بن عثمان العبسي، حدّثنا أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا فضل بن مرزوق عن ميسرة-
يَعْنِي ابْنَ حَبِيبٍ- عَنِ الْمِنْهَالِ- يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مِنَّا ثَلاثَةٌ؛ مِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ .
وَقَدْ ذُكِرَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رِوَايَةِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ، فَغَنِينَا عَنْ إِعَادَتِهِ هاهنا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبرانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ المرادي، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حدّثنا يحيى بن يمان، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَزَائِدَةُ عَنْ عَاصِمٍ أَبِي وَائِلٍ عن ذرّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَهْدِيُّ يُواطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي»
. وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا الطّبرانيّ، حدّثنا أبو زيد، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حَدَّثَنَا بقية وعبد القدوس- يعني ابن الحجاج- عن صفوان، عن شريح بن عبيد، عن كعب قَالَ: ما المهدي إلا من قريش، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في اليمن.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حدثني أبو حسان الزيادي قَالَ: سنة ثمان وخمسين ومائة بها بويع المهدي محمد بن عبد الله ابن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن العباس. ويكنى أبا عبد الله وأمه أم موسى بنت منصور بْن عَبْد الله بْن شهر بْن ذي شهير بن أبي سرح بن شرحبيل بن زيد بن ذي مثوب بن الأشهل بن مثوب بن الحارث بن ثمر ذي الجناح بن لهيعة بن ينعم بن يكنف من ولد ذي رعين من حمير، وأمها بربرية يقال لها أروى. بويع يوم مات أبو جعفر بمكة. وكان مولده سنة سبع وعشرين ومائة وكان طويلا أسمر جعدا بعينه اليمنى نكتة بياض.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمد الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد، حدّثنا المعاذي قَالَ: لما جدد المهدي البيعة لنفسه بعد وفاة المنصور كان أول من هنأه بالخلافة وعزاه أبو دلامة فقال:
عيناي، واحدة ترى مسرورة ... بأميرها جذلى، وأخرى تذرف
تبكي وتضحك تارة، ويسوؤها ... ما أنكرت ويسرها ما تعرف
فيسوءها موت الخليفة محرما ... ويسرها أن قام هذا الأرأف
ما إن رأيت كما رأيت ولا أرى ... شعرا أرجله وآخر ينتف
هلك الخليفة يال أمة أحمد ... وأتاكم من بعده من يخلف
أهدى لهذا الله فضل خلافة ... ولذاك جنات النعيم تزخرف
قَالَ: فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِالنِّدَاءِ بِالرَّصَافَةِ: إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ، وَخَطَبَ فَنَعَى الْمَنْصُورُ وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدٌ دُعِيَ فَأَجَابَ، وَأُمِرَ فَأَطَاعَ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَكَى عِنْدَ فِرَاقِ الأَحِبَّةِ، وَلَقَدْ فَارَقْتُ عَظِيمًا وَقُلِّدْتُ جَسِيمًا. وَعِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. وَبِهِ عَزَّ وَجَلَّ أَسْتَعِينُ عَلَى خِلافَةِ الْمُسْلِمِينَ.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة النّحويّ، أَخْبَرَنِي أبو العباس المنصوري قَالَ: لما حصلت في يد المهدي الخزائن والأموال وذخائر المنصور أخذ في رد المظالم وأخرج ما في الخزائن ففرقه حتى أكثر من ذلك، وبر أهله وأقرباءه ومواليه وذوي الحرمة به، وأخرج لأهل بيته أرزاقا لكل واحد منهم في كل شهر خمسمائة درهم لكل رجل ستة آلاف درهم في السنة، وأخرج لهم في الأقسام لكل رجل عشرة آلاف درهم، وزاد بعضهم، وأمر ببناء مسجد الرصافة، وحاط حائطها، وخندق خندقها. وذلك كله في السنة التي قدم فيها مدينة السلام.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا عبيد الله ابن أحمد المروروذي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: حكى لنا عن الربيع أنه قَالَ: مات المنصور وفي بيت المال شيء لم يجمعه خليفة قط قبله مائة ألف ألف درهم وستون ألف ألف درهم، فلما صارت الخلافة إلى المهدي قسم ذلك وأنفقه. وَقَالَ الربيع: نظرنا في نفقة المنصور فإذا هو ينفق في كل سنة ألفي درهم مما يجيء من مال الشراة.
وأَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أخبرت أن الربيع قَالَ: فتح المنصور يوما خزانة مما قبض من خزائن مروان بن محمّد فأحصى فيها اثنى عشر ألف عدل خز. فأخرج منها ثوبا وَقَالَ: يا ربيع اقطع من هذا الثوب جبتين، لي واحدة ولمحمد واحدة، فقلت: لا يجيء منه هذا
قَالَ: فاقطع لي منه جبة وقلنسوة، وبخل بثوب آخر يخرجه للمهدي، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي أمر بتلك الخزانة بعينها ففرقت على الموالي والغلمان والخدم.
أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجوهري، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، أخبرنا الزّبير بن بكّار، أَخْبَرَنِي يونس بن عبد الله الخياط قَالَ: دخل ابن الخياط المكي على أمير المؤمنين المهدي وقد مدحه، فأمر له بخمسين ألف درهم، فلما قبضها فرقها على الناس وَقَالَ:
أخذت بكفي كفه أبتغي الغنى ... ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت، وأعداني فبددت ما عندي
فنمى إلى المهدي؛ فأعطاه بدل كل درهم دينارا! .
أَخْبَرَنَا سلامة بن الحسين المقرئ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حدّثنا هارون بن ميمون الخزاعيّ، حَدَّثَنَا أبو حزية الباذغيسي ، قَالَ: قَالَ المهدي أمير المؤمنين: ما توسل إلي أحد بوسيلة، ولا تذرع بذريعة، هي أقرب إلى ما يحب من تذكيري يدا سلفت مني إليه أتبعها أختها، وأحسن ربها، لأن منة الأواخر يقطع شكر الأوائل .
أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الواحد بن محمّد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا محمّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني محمّد بن الفضل، أَخْبَرَنِي بعض أهل الأدب عن حسن الوصيف قَالَ: قعد المهدي قعودا عاما للناس، فدخل رجل وفي يده نعل في مناديل، فقال: يا أمير المؤمنين هذه نعل رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ أهديتها لك.
فقال: هاتها، فدفعها إليه، فقبل باطنها ووضعها على عينيه، وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم. فلما أخذها وانصرف قَالَ لجلسائه: أترون أني لم أعلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم [ير النعل] هذه فضلا عن أن يكون لبسها؟ ولو كذبناه. قال الناس: أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فردها علي، وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره، إذ كان من شأن العامة الميل إلى أشكالها، والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما، فاشترينا لسانه، وقبلنا هديته، وصدقنا قوله، ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .
أخبرنا أبو الحسن الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، حدّثنا أحمد بن سعيد، حدّثنا الزّبير بن بكّار، حَدَّثَنِي المدائني قَالَ: دخل على المهدي رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن المنصور شتمني وقذف أبي؛ فإما أمرتني أن أحلله وإما عوضتني فاستغفرت له. قَالَ: ولم شتمك؟ قَالَ: شتمت عدوه بحضرته فغضب. قَالَ: ومن عدوه الذي غضب لشتمه؟ قَالَ: إبراهيم بن عبد الله بن حسن. قَالَ: إن إبراهيم أمس به رحما وأوجب عليه حقا؛ فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب، وعن عرضه دفع، وما أساء من انتصر لابن عمه قَالَ: إنه كان عدوا له. قَالَ: فلم ينتصر للعداوة إنما انتصر للرحم. فأسكت الرجل. فلما ذهب ليولي، قَالَ لعلك: أردت أمرا فلم تجد له ذريعة عندك أبلغ من هذه الدعوى؟ قَالَ: نعم. فتبسم ثم أمر له بخمسة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حَدَّثَنِي أبو الحسن عبد الله بن محمد، حَدَّثَنَا محمد بن زياد قَالَ: دخل مروان بن أبي حفصة على المهدي وعنده جماعة، فأنشده:
صحا بعد جهل واستراحت عواذله
قَالَ: فقال لي: ويلك كم هي بيتا؟ قلت: يا أمير المؤمنين سبعون بيتا. قَالَ: فإن لك عندي سبعين ألفا. قَالَ: فقلت في نفسي بالنسيئة: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ ثم قلت: يا أمير المؤمنين اسمع مني أبياتا حضرت فما في الأرض أنبل من كفيلي، قَالَ:
هات. فاندفعت فأنشدته:
كفا كم بعباس أبي الفضل والدا ... فما من أب إلا أبو الفضل فاضله
كأن أمير المؤمنين محمّدا ... أبو جعفر في كل أمر يحاوله
إليك قصرنا النصف من صلواتنا ... مسيرة شهر بعد شهر نواصله
فلا نحن نخشى أن يخيب مسيرنا ... إليك ولكن أهنأ الخير عاجله
قَالَ: فتبسم وَقَالَ: عجلوها له، فحملت إلي من وقتها.
أَخْبَرَنَا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، حَدَّثَنِي عبد الله بن هارون بن موسى الفروي، حَدَّثَنَا عبد الملك بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن أبي سلمة عن أبيه قَالَ: دخل أبي وأصحابه على المهدي بالمدينة، فدخل عليه المغيرة بن
عبد الرحمن المخزومي وأبو السائب والعثماني وابن أخت الأحوص، فقال لهم:
أنشدوني، فأنشده عبد العزيز الماجشون:
وللناس بدر في السماء يرونه ... وأنت لنا بدر على الأرض مقمر
فبالله يا بدر السماء وضوءه ... تراك تكافي عشر مالك أضمر؟
وما البدر إلا دون وجهك في الدجي ... يغيب فتبدو حين غاب فتقمر
وما نظرت عيني إلى البدر طالعا ... وأنت تمشى في الثياب فتسحر
وأنشده ابن أخت الأحوص:
قالت كلابة: من هذا؟ فقلت لها ... هذا الذي أنت من أعدائه زعموا
إني امرؤ لج بي حب فأحرضني ... حتى بليت وحتى شفني السقم
وأنشده المغيرة بن عبد الرحمن:
رمى البين من قلبي السواد، فأوجعا ... وصاح فصيح بالرحيل، فاسمعا
وغرد حادي البين وانشقت العصا ... وأصبحت مسلوب الفؤاد مفجعا
كفا حزنا من حادث الدهر أنني ... أرى البين لا أسطيع للبين مدفعا
وقد كنت قبل البين بالبين جاهلا ... فيا لك بين ما أمَرَّ وأفظعا
وأنشده أبو السائب:
أصيخا لداعي حب ليلى فيمما ... صدور المطايا نحوها فتسمعا
خليلي إن ليلى أقامت فإنني ... مقيم وإن بانت فبينا بنا معا
وإن أثبتت ليلى بربع غدوها ... فعيذا لنا بالله أن نتزعزعا
قَالَ: والله لأغنينكم فأجاز أربعة بعشرة آلاف دينار عشرة آلاف دينار.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن الخلّال، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثنا الحسن بن علي العنزي، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن العبّاس، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي فَائِقَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ أَمْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَتْ: إِنَّا يَوْمًا عِنْدَ الْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ مُتَنَزِّهًا إِلَى الأَنْبَارِ- إِذْ دَخَل عَلَيْهِ الرَّبِيعُ وَمَعَهُ قِطَعةٌ مِنْ جِرَابٍ فِيهِ كِتَابَةٌ بِرَمَادٍ وَخَاتَمٌ مِنْ طِينٍ قَدْ عُجِنَ بِالرَّمَادِ، وَهُوَ مَطْبُوعٌ بِخَاتَمِ الْخِلافَةِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْ هَذِهِ الرُّقْعَةِ؟ جَاءَنِي بِهَا رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ يُنَادِي: هَذَا كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ دُلُّونِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يُسَمَّى الرَّبِيعَ، فَقَدْ
أمرني أن أدفعها إليه، وهذه الرقعة. فأخذها الْمَهْدِيُّ وَضَحِكَ وَقَالَ: صَدَقَ هَذَا خَطِّي وَهَذَا خَاتَمِي أَفَلا أُخْبِرُكُمْ بِالْقِصَّةِ كَيْفَ كَانَتْ؟ قُلْنَا: أمير المؤمنين أعلى عينا فِي ذَلِكَ.
قَالَ: خَرَجْتُ أَمْسَ إِلَى الصَّيْدِ في غب سَمَاءٍ. فَلَمَّا أَصَحَّتْ هَاجَ عَلَيْنَا ضَبَابٌ شَدِيدٌ وَفَقَدْتُ أَصْحَابِي حَتَّى مَا رَأَيْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا وَأَصَابَنِي مِنَ الْبَرْدِ وَالْجُوعِ وَالْعَطَشِ مَا اللَّهُ بِهِ أَعْلَمُ، وَتَحَيَّرْتُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ دُعَاءً سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي يَحْكِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، حَسْبِيَ اللَّهُ لا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي الْعَظِيمِ، وُقِيَ وَكُفِيَ وَشُفِيَ مِنَ الْحَرْقِ وَالْغَرَقِ وَالْهَدْمِ وَمِيتَةِ السَّوْءِ» فَلَمَّا قُلْتُهَا رُفِعَ لِي ضَوْءُ نَارٍ فقصدتها فإذا بهذا الأَعْرَابِيُّ فِي خَيْمَةٍ لَهُ، وَإِذَا هُوَ يُوقِدُ نَارًا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الأَعْرَابِيُّ! هَلْ مِنْ ضِيَافَةٍ؟ قَالَ: انْزِلْ. فَنَزَلْتُ. فَقَالَ لِزَوْجَتِهِ: هَاتِي ذَاكَ الشَّعِيرَ، فَأَتَتْ بِهِ فَقَالَ: اطْحَنِيهِ، فَابْتَدَأَتْ تَطْحَنُهُ فَقُلْتُ لَهُ: اسْقِنِي مَاءً، فَأَتَانِي بِسِقَاءٍ فِيهِ مُذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ أَكْثَرُهَا مَاءٌ فَشَرِبْتُ مِنْهَا شَرْبَةً مَا شَرِبْتُ شَيْئًا قَطُّ، إِلا هِيَ أَطْيَبُ مِنْهُ. قَالَ: وَأَعْطَانِي حِلْسًا، فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَيْهِ فَنِمْتُ نَوْمَةً مَا نِمْتُ نَوْمَةً أَطْيَبُ مِنْهَا وَأَلَذُّ، ثُمَّ انْتَبَهْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ وَثَبَ إِلَى شُوَيْهَةٍ فَذَبَحَهَا، وَإِذَا امْرَأَتُهُ تَقُولُ لَهُ:
وَيْحَكَ قَتَلْتَ نَفْسَكَ وَصِبْيَتَكَ، إِنَّمَا كَانَ مَعَاشُكُمْ مِنْ هَذِهِ الشَّاةِ فَذَبَحْتَهَا فَبِأَيِّ شَيْءٍ نَعِيشُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لا عَلَيْكِ هَاتِ الشَّاةَ فَشَقَقْتُ جَوْفَهَا وَاسْتَخْرَجْتُ كَبِدَهَا بِسِكِّينٍ كَانَتْ فِي خُفِّي، فَشَرَّحْتُهَا ثُمَّ طَرَحْتُهَا عَلَى النَّارِ فَأَكْلَتُهَا، ثُمَّ قُلْتُ: هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ أَكْتُبُ لَكَ فِيهِ؟ فَجَاءَنِي بِهَذِهِ الْقِطْعَةِ الْجِرَابِ، فَأَخَذْتُ عُودًا مِنَ الزِّنَادِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَكَتَبْتُ لَهُ هَذَا الْكِتَابَ، وَخَتَمْتُهُ بِهَذَا الْخَاتَمِ وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَجِيءَ وَيَسْأَلَ عَلَى الرَّبِيعِ فَيَدْفَعَهَا إِلَيْهِ، فَإِذَا فِي الرُّقْعَةِ خمسمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلا خمسين ألف درهم، ولكن جرت بخمسمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ لا أَنْقُصُ وَاللَّهِ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي بَيْتِ الْمَالِ غَيْرُهَا، احْمِلُوهَا مَعَهُ، فَمَا كَانَ إِلا قَلِيلا حَتَّى كَثُرَتْ إِبِلُهُ وَشَاؤُهُ وَصَارَ مَنْزِلا مِنَ الْمَنَازِلِ يَنْزِلُهُ النَّاسُ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ مِنَ الأَنْبَارِ إِلَى مَكَّةَ، وَسُمِّيَ مَنْزِلَ مُضَيِّفِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قَالَ: وخرج المهدي يوما إلى الصيد فانقطع عن خاصته، فدفع إلى أعرابي،
وهو يريد البول فقال: يا أعرابي احفظ علي فرسي حتى أبول، فسعى نحوه وأخذ بركابه، فنزل المهدي ودفع الفرس إليه، فأقبل الأعرابي على السرج يقلع حليته، وفطن المهدي وقد أخذ حاجته، فقدم إليه فرسه وجاءت الخيل نحوه وأحاطت به، ونذر بها الأعرابي فولى هاربا، فأمر برده فقال- وخاف أن يكون قد غمز به- فقال: خذوا ما أخذنا منكم ودعونا نذهب إلى حرق الله وناره! فقال المهدي- وصاح به- تعال لا بأس عليه، فقال: ما تشاء جعلني الله فداء فرسك. فضحك من حضره وقالوا: ويلك، هل رأيت إنسانا قط قَالَ هذا؟ قَالَ: فما أقول؟ قالوا: قل جعلني الله فداءك يا أمير المؤمنين. قال: أو هذا أمير المؤمنين؟! قالوا: نعم! قَالَ: والله لئن أرضاه هذا مني ما يرضيني ذاك فيه، ولكن جعل الله جبريل وميكائيل فداءه وجعلني فداءهما. فضحك المهدي واستطابه، وأمر له بعشرة آلاف درهم، فأخذها وانصرف. قَالَ ابن عرفة:
وبلغني أن المهدي لما فرغ من بناء عيسى آباذ ركب في جماعة يسير لينظر، فدخله مفاجأة وأخرج من كان هناك من الناس. وبقي رجلان خفيا عن أبصار الأعوان، فرأى المهدي أحدهما، وهو دهش ما يعقل فقال: من أنت؟ قَالَ: أنا، أنا، أنا، قَالَ:
ويلك من أنت؟ قَالَ: لا أدري. قَالَ: ألك حاجة؟ قَالَ: لا لا. قَالَ: أخرجوه أخرج الله نفسه. فدفع في قفاه فلما خرج قَالَ لغلام له: اتبعه من حيث لا يعلم، فاسأل عن أمره ومهنته فإني أخاله حائكا، فخرج الغلام يقفوه. ثم رأى الآخر فاستنطقه، فأجابه بقلب جريء، ولسان منبسط، فقال: من أنت؟ فقال: رجل من أبناء رجال فأتمتع بالنظر، وأكثر الدعاء لأمير المؤمنين بطول المدة وتمام النعمة، ونماء العز والسلامة.
قَالَ: أفلك حاجة؟ قَالَ: نعم، خطبت ابنة عمي فردني أبوها، وَقَالَ: لا مال لك.
والناس يرغبون في الأموال، وأنا بها مشعوف، ولها وامق. قَالَ: قد أمرت لك بخمسين ألف درهم، قَالَ: جعلني الله فداءك يا أمير المؤمنين قد وصلت فأجزلت الصلة، ومننت فأعظمت المنة، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، وآخر أيامك خيرا من أولها، وأمتعك بما أنعم به، وأمتع رعيتك بك. فأمر أن تعجل له صلته، ووجه ببعض خاصته معه وَقَالَ: سل عن مهنته فإني أخاله كاتبا. فرجع الرسولان معا، فقال الأول: وجدت الأول حائكا. وَقَالَ الآخر: وجدت الرجل كاتبا، فقال المهدي: لم تخف علي مخاطبة الكاتب والحائك .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي قَالَ: قَالَ عمرو بن أبي عمرو الأعجمي: اعترضت امرأةٌ المهديَّ فقالت: يا عَصَبة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر في حاجتي. فقال المهدي: ما سمعتها من أحد قبلها، ثم قَالَ: اقضوا حاجتها وأعطوها عشرة آلاف درهم .
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرّزّاز، أَخْبَرَنَا أحمد بن قانع بن مرزوق القاضي، حدّثنا أبو شعيب الحراني، حدّثنا أبو زيد قال: سمعت الضّحّاك يقول: قدم المهدي علينا البصرة فخرج يصلي العصر، فقام إليه أعرابي فقال: يا أمير المؤمنين مر المؤذن لا يقيم حتى أتوضأ! فضحك المهدي وَقَالَ للمؤذن: لا تقم حتى يتوضأ الأعرابي.
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الواسطي، أخبرنا سهل بن أحمد الدّيباجيّ، حدّثنا أبو خليفة، حَدَّثَنَا رفيع بن سلمة، عن أبي عبيدة قَالَ: كان المهدي يصلي بنا الصلوات في المسجد الجامع بالبصرة لما قدمها، فأقيمت الصلاة يوما، فقال أعرابي: يا أمير المؤمنين لست على طهر، وقد رغبت إلى الله في الصلاة خلفك فمر هؤلاء أن ينتظروني. فقال: انتظروه رحمكم الله. ودخل إلى المحراب ووقف إلى أن قيل له قد جاء الرجل فكبر. فعجب الناس من سماحة أخلاقه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّه بن إبراهيم الهاشمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ. وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أخبرنا عثمان ابن أحمد الدقاق قالا: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن البراء، حَدَّثَنِي عبيد الله بن فرقد مولى المهدي قَالَ: هاجت ريح زمن المهدي، فدخل المهدي بيتا في جوف بيت، فألزق خده بالتراب ثم قَالَ: اللهم إني بريء من هذه الجناية كِلْ هذا الخلق غيري، فإن كنت المطلوب من بين خلقك فهأنذا بين يديك، اللهم لا تشمت بي أهل الأديان، فلم يزل كذلك حتى انجلت الريح . واللفظ لحديث الرزاز.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا عباس- يعني ابن هشام- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: توفي المهدي بقرية يقال لها الرذ، ليلة الخميس لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد، حدّثنا أبو الحسين بن
البراء قَالَ: ومات المهدي بالرذ من ماسبذان لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة، وكان نقش خاتمه: العزة لله، وكان عمره ثلاثا وأربعين سنة وخلافته عشر سنين وشهر وخمسة أيام.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قَالَ: قَالَ أبو بكر السدوسي: توفي المهدي بماسبذان، وصلى عليه الرشيد وتوفي وله ثلاث وأربعون سنة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، أخبرنا أبو بكر ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي العجلي عن عمرو بن محمد عن أبي معشر قَالَ: توفي المهدي وهو ابن ثلاث وأربعين سنة.
وَقَالَ ابن أبي الدنيا: حَدَّثَنَا محمد بن صالح قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن محمّد المظفري قَالَ: توفي المهدي وهو ابن خمس وأربعين سنة.
وأمه أم موسى بنت منصور الحميرية ولد بإيذج في سنة سبع وعشرين ومائة.
واستخلف يوم مات المنصور بمكة وقام بأمر بيعته الربيع بن يونس. وأتاه بالخبر منارة البربري مولاه في يوم الثلاثاء لست عشرة ليلة خلت من ذي الحجة. والمهدي إذ ذاك ببغداد فأقام بعد قدوم منارة يومين لم يظهر الخبر، ثم خطب الناس يوم الخميس ونعى لهم المنصور وبويع بيعة العامة، وذلك في سنة ثمان وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا محمّد بن عثمان العبسي، حدّثنا أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا فضل بن مرزوق عن ميسرة-
يَعْنِي ابْنَ حَبِيبٍ- عَنِ الْمِنْهَالِ- يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مِنَّا ثَلاثَةٌ؛ مِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ .
وَقَدْ ذُكِرَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رِوَايَةِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ، فَغَنِينَا عَنْ إِعَادَتِهِ هاهنا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبرانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ المرادي، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حدّثنا يحيى بن يمان، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَزَائِدَةُ عَنْ عَاصِمٍ أَبِي وَائِلٍ عن ذرّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَهْدِيُّ يُواطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي»
. وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا الطّبرانيّ، حدّثنا أبو زيد، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حَدَّثَنَا بقية وعبد القدوس- يعني ابن الحجاج- عن صفوان، عن شريح بن عبيد، عن كعب قَالَ: ما المهدي إلا من قريش، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في اليمن.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حدثني أبو حسان الزيادي قَالَ: سنة ثمان وخمسين ومائة بها بويع المهدي محمد بن عبد الله ابن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن العباس. ويكنى أبا عبد الله وأمه أم موسى بنت منصور بْن عَبْد الله بْن شهر بْن ذي شهير بن أبي سرح بن شرحبيل بن زيد بن ذي مثوب بن الأشهل بن مثوب بن الحارث بن ثمر ذي الجناح بن لهيعة بن ينعم بن يكنف من ولد ذي رعين من حمير، وأمها بربرية يقال لها أروى. بويع يوم مات أبو جعفر بمكة. وكان مولده سنة سبع وعشرين ومائة وكان طويلا أسمر جعدا بعينه اليمنى نكتة بياض.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمد الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد، حدّثنا المعاذي قَالَ: لما جدد المهدي البيعة لنفسه بعد وفاة المنصور كان أول من هنأه بالخلافة وعزاه أبو دلامة فقال:
عيناي، واحدة ترى مسرورة ... بأميرها جذلى، وأخرى تذرف
تبكي وتضحك تارة، ويسوؤها ... ما أنكرت ويسرها ما تعرف
فيسوءها موت الخليفة محرما ... ويسرها أن قام هذا الأرأف
ما إن رأيت كما رأيت ولا أرى ... شعرا أرجله وآخر ينتف
هلك الخليفة يال أمة أحمد ... وأتاكم من بعده من يخلف
أهدى لهذا الله فضل خلافة ... ولذاك جنات النعيم تزخرف
قَالَ: فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِالنِّدَاءِ بِالرَّصَافَةِ: إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ، وَخَطَبَ فَنَعَى الْمَنْصُورُ وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدٌ دُعِيَ فَأَجَابَ، وَأُمِرَ فَأَطَاعَ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَكَى عِنْدَ فِرَاقِ الأَحِبَّةِ، وَلَقَدْ فَارَقْتُ عَظِيمًا وَقُلِّدْتُ جَسِيمًا. وَعِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. وَبِهِ عَزَّ وَجَلَّ أَسْتَعِينُ عَلَى خِلافَةِ الْمُسْلِمِينَ.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة النّحويّ، أَخْبَرَنِي أبو العباس المنصوري قَالَ: لما حصلت في يد المهدي الخزائن والأموال وذخائر المنصور أخذ في رد المظالم وأخرج ما في الخزائن ففرقه حتى أكثر من ذلك، وبر أهله وأقرباءه ومواليه وذوي الحرمة به، وأخرج لأهل بيته أرزاقا لكل واحد منهم في كل شهر خمسمائة درهم لكل رجل ستة آلاف درهم في السنة، وأخرج لهم في الأقسام لكل رجل عشرة آلاف درهم، وزاد بعضهم، وأمر ببناء مسجد الرصافة، وحاط حائطها، وخندق خندقها. وذلك كله في السنة التي قدم فيها مدينة السلام.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا عبيد الله ابن أحمد المروروذي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: حكى لنا عن الربيع أنه قَالَ: مات المنصور وفي بيت المال شيء لم يجمعه خليفة قط قبله مائة ألف ألف درهم وستون ألف ألف درهم، فلما صارت الخلافة إلى المهدي قسم ذلك وأنفقه. وَقَالَ الربيع: نظرنا في نفقة المنصور فإذا هو ينفق في كل سنة ألفي درهم مما يجيء من مال الشراة.
وأَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أخبرت أن الربيع قَالَ: فتح المنصور يوما خزانة مما قبض من خزائن مروان بن محمّد فأحصى فيها اثنى عشر ألف عدل خز. فأخرج منها ثوبا وَقَالَ: يا ربيع اقطع من هذا الثوب جبتين، لي واحدة ولمحمد واحدة، فقلت: لا يجيء منه هذا
قَالَ: فاقطع لي منه جبة وقلنسوة، وبخل بثوب آخر يخرجه للمهدي، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي أمر بتلك الخزانة بعينها ففرقت على الموالي والغلمان والخدم.
أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجوهري، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، أخبرنا الزّبير بن بكّار، أَخْبَرَنِي يونس بن عبد الله الخياط قَالَ: دخل ابن الخياط المكي على أمير المؤمنين المهدي وقد مدحه، فأمر له بخمسين ألف درهم، فلما قبضها فرقها على الناس وَقَالَ:
أخذت بكفي كفه أبتغي الغنى ... ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت، وأعداني فبددت ما عندي
فنمى إلى المهدي؛ فأعطاه بدل كل درهم دينارا! .
أَخْبَرَنَا سلامة بن الحسين المقرئ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حدّثنا هارون بن ميمون الخزاعيّ، حَدَّثَنَا أبو حزية الباذغيسي ، قَالَ: قَالَ المهدي أمير المؤمنين: ما توسل إلي أحد بوسيلة، ولا تذرع بذريعة، هي أقرب إلى ما يحب من تذكيري يدا سلفت مني إليه أتبعها أختها، وأحسن ربها، لأن منة الأواخر يقطع شكر الأوائل .
أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الواحد بن محمّد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا محمّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني محمّد بن الفضل، أَخْبَرَنِي بعض أهل الأدب عن حسن الوصيف قَالَ: قعد المهدي قعودا عاما للناس، فدخل رجل وفي يده نعل في مناديل، فقال: يا أمير المؤمنين هذه نعل رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ أهديتها لك.
فقال: هاتها، فدفعها إليه، فقبل باطنها ووضعها على عينيه، وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم. فلما أخذها وانصرف قَالَ لجلسائه: أترون أني لم أعلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم [ير النعل] هذه فضلا عن أن يكون لبسها؟ ولو كذبناه. قال الناس: أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فردها علي، وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره، إذ كان من شأن العامة الميل إلى أشكالها، والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما، فاشترينا لسانه، وقبلنا هديته، وصدقنا قوله، ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .
أخبرنا أبو الحسن الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، حدّثنا أحمد بن سعيد، حدّثنا الزّبير بن بكّار، حَدَّثَنِي المدائني قَالَ: دخل على المهدي رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن المنصور شتمني وقذف أبي؛ فإما أمرتني أن أحلله وإما عوضتني فاستغفرت له. قَالَ: ولم شتمك؟ قَالَ: شتمت عدوه بحضرته فغضب. قَالَ: ومن عدوه الذي غضب لشتمه؟ قَالَ: إبراهيم بن عبد الله بن حسن. قَالَ: إن إبراهيم أمس به رحما وأوجب عليه حقا؛ فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب، وعن عرضه دفع، وما أساء من انتصر لابن عمه قَالَ: إنه كان عدوا له. قَالَ: فلم ينتصر للعداوة إنما انتصر للرحم. فأسكت الرجل. فلما ذهب ليولي، قَالَ لعلك: أردت أمرا فلم تجد له ذريعة عندك أبلغ من هذه الدعوى؟ قَالَ: نعم. فتبسم ثم أمر له بخمسة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حَدَّثَنِي أبو الحسن عبد الله بن محمد، حَدَّثَنَا محمد بن زياد قَالَ: دخل مروان بن أبي حفصة على المهدي وعنده جماعة، فأنشده:
صحا بعد جهل واستراحت عواذله
قَالَ: فقال لي: ويلك كم هي بيتا؟ قلت: يا أمير المؤمنين سبعون بيتا. قَالَ: فإن لك عندي سبعين ألفا. قَالَ: فقلت في نفسي بالنسيئة: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ ثم قلت: يا أمير المؤمنين اسمع مني أبياتا حضرت فما في الأرض أنبل من كفيلي، قَالَ:
هات. فاندفعت فأنشدته:
كفا كم بعباس أبي الفضل والدا ... فما من أب إلا أبو الفضل فاضله
كأن أمير المؤمنين محمّدا ... أبو جعفر في كل أمر يحاوله
إليك قصرنا النصف من صلواتنا ... مسيرة شهر بعد شهر نواصله
فلا نحن نخشى أن يخيب مسيرنا ... إليك ولكن أهنأ الخير عاجله
قَالَ: فتبسم وَقَالَ: عجلوها له، فحملت إلي من وقتها.
أَخْبَرَنَا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، حَدَّثَنِي عبد الله بن هارون بن موسى الفروي، حَدَّثَنَا عبد الملك بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن أبي سلمة عن أبيه قَالَ: دخل أبي وأصحابه على المهدي بالمدينة، فدخل عليه المغيرة بن
عبد الرحمن المخزومي وأبو السائب والعثماني وابن أخت الأحوص، فقال لهم:
أنشدوني، فأنشده عبد العزيز الماجشون:
وللناس بدر في السماء يرونه ... وأنت لنا بدر على الأرض مقمر
فبالله يا بدر السماء وضوءه ... تراك تكافي عشر مالك أضمر؟
وما البدر إلا دون وجهك في الدجي ... يغيب فتبدو حين غاب فتقمر
وما نظرت عيني إلى البدر طالعا ... وأنت تمشى في الثياب فتسحر
وأنشده ابن أخت الأحوص:
قالت كلابة: من هذا؟ فقلت لها ... هذا الذي أنت من أعدائه زعموا
إني امرؤ لج بي حب فأحرضني ... حتى بليت وحتى شفني السقم
وأنشده المغيرة بن عبد الرحمن:
رمى البين من قلبي السواد، فأوجعا ... وصاح فصيح بالرحيل، فاسمعا
وغرد حادي البين وانشقت العصا ... وأصبحت مسلوب الفؤاد مفجعا
كفا حزنا من حادث الدهر أنني ... أرى البين لا أسطيع للبين مدفعا
وقد كنت قبل البين بالبين جاهلا ... فيا لك بين ما أمَرَّ وأفظعا
وأنشده أبو السائب:
أصيخا لداعي حب ليلى فيمما ... صدور المطايا نحوها فتسمعا
خليلي إن ليلى أقامت فإنني ... مقيم وإن بانت فبينا بنا معا
وإن أثبتت ليلى بربع غدوها ... فعيذا لنا بالله أن نتزعزعا
قَالَ: والله لأغنينكم فأجاز أربعة بعشرة آلاف دينار عشرة آلاف دينار.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن الخلّال، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثنا الحسن بن علي العنزي، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن العبّاس، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي فَائِقَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ أَمْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَتْ: إِنَّا يَوْمًا عِنْدَ الْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ مُتَنَزِّهًا إِلَى الأَنْبَارِ- إِذْ دَخَل عَلَيْهِ الرَّبِيعُ وَمَعَهُ قِطَعةٌ مِنْ جِرَابٍ فِيهِ كِتَابَةٌ بِرَمَادٍ وَخَاتَمٌ مِنْ طِينٍ قَدْ عُجِنَ بِالرَّمَادِ، وَهُوَ مَطْبُوعٌ بِخَاتَمِ الْخِلافَةِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْ هَذِهِ الرُّقْعَةِ؟ جَاءَنِي بِهَا رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ يُنَادِي: هَذَا كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ دُلُّونِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يُسَمَّى الرَّبِيعَ، فَقَدْ
أمرني أن أدفعها إليه، وهذه الرقعة. فأخذها الْمَهْدِيُّ وَضَحِكَ وَقَالَ: صَدَقَ هَذَا خَطِّي وَهَذَا خَاتَمِي أَفَلا أُخْبِرُكُمْ بِالْقِصَّةِ كَيْفَ كَانَتْ؟ قُلْنَا: أمير المؤمنين أعلى عينا فِي ذَلِكَ.
قَالَ: خَرَجْتُ أَمْسَ إِلَى الصَّيْدِ في غب سَمَاءٍ. فَلَمَّا أَصَحَّتْ هَاجَ عَلَيْنَا ضَبَابٌ شَدِيدٌ وَفَقَدْتُ أَصْحَابِي حَتَّى مَا رَأَيْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا وَأَصَابَنِي مِنَ الْبَرْدِ وَالْجُوعِ وَالْعَطَشِ مَا اللَّهُ بِهِ أَعْلَمُ، وَتَحَيَّرْتُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ دُعَاءً سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي يَحْكِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، حَسْبِيَ اللَّهُ لا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي الْعَظِيمِ، وُقِيَ وَكُفِيَ وَشُفِيَ مِنَ الْحَرْقِ وَالْغَرَقِ وَالْهَدْمِ وَمِيتَةِ السَّوْءِ» فَلَمَّا قُلْتُهَا رُفِعَ لِي ضَوْءُ نَارٍ فقصدتها فإذا بهذا الأَعْرَابِيُّ فِي خَيْمَةٍ لَهُ، وَإِذَا هُوَ يُوقِدُ نَارًا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الأَعْرَابِيُّ! هَلْ مِنْ ضِيَافَةٍ؟ قَالَ: انْزِلْ. فَنَزَلْتُ. فَقَالَ لِزَوْجَتِهِ: هَاتِي ذَاكَ الشَّعِيرَ، فَأَتَتْ بِهِ فَقَالَ: اطْحَنِيهِ، فَابْتَدَأَتْ تَطْحَنُهُ فَقُلْتُ لَهُ: اسْقِنِي مَاءً، فَأَتَانِي بِسِقَاءٍ فِيهِ مُذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ أَكْثَرُهَا مَاءٌ فَشَرِبْتُ مِنْهَا شَرْبَةً مَا شَرِبْتُ شَيْئًا قَطُّ، إِلا هِيَ أَطْيَبُ مِنْهُ. قَالَ: وَأَعْطَانِي حِلْسًا، فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَيْهِ فَنِمْتُ نَوْمَةً مَا نِمْتُ نَوْمَةً أَطْيَبُ مِنْهَا وَأَلَذُّ، ثُمَّ انْتَبَهْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ وَثَبَ إِلَى شُوَيْهَةٍ فَذَبَحَهَا، وَإِذَا امْرَأَتُهُ تَقُولُ لَهُ:
وَيْحَكَ قَتَلْتَ نَفْسَكَ وَصِبْيَتَكَ، إِنَّمَا كَانَ مَعَاشُكُمْ مِنْ هَذِهِ الشَّاةِ فَذَبَحْتَهَا فَبِأَيِّ شَيْءٍ نَعِيشُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لا عَلَيْكِ هَاتِ الشَّاةَ فَشَقَقْتُ جَوْفَهَا وَاسْتَخْرَجْتُ كَبِدَهَا بِسِكِّينٍ كَانَتْ فِي خُفِّي، فَشَرَّحْتُهَا ثُمَّ طَرَحْتُهَا عَلَى النَّارِ فَأَكْلَتُهَا، ثُمَّ قُلْتُ: هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ أَكْتُبُ لَكَ فِيهِ؟ فَجَاءَنِي بِهَذِهِ الْقِطْعَةِ الْجِرَابِ، فَأَخَذْتُ عُودًا مِنَ الزِّنَادِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَكَتَبْتُ لَهُ هَذَا الْكِتَابَ، وَخَتَمْتُهُ بِهَذَا الْخَاتَمِ وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَجِيءَ وَيَسْأَلَ عَلَى الرَّبِيعِ فَيَدْفَعَهَا إِلَيْهِ، فَإِذَا فِي الرُّقْعَةِ خمسمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلا خمسين ألف درهم، ولكن جرت بخمسمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ لا أَنْقُصُ وَاللَّهِ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي بَيْتِ الْمَالِ غَيْرُهَا، احْمِلُوهَا مَعَهُ، فَمَا كَانَ إِلا قَلِيلا حَتَّى كَثُرَتْ إِبِلُهُ وَشَاؤُهُ وَصَارَ مَنْزِلا مِنَ الْمَنَازِلِ يَنْزِلُهُ النَّاسُ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ مِنَ الأَنْبَارِ إِلَى مَكَّةَ، وَسُمِّيَ مَنْزِلَ مُضَيِّفِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قَالَ: وخرج المهدي يوما إلى الصيد فانقطع عن خاصته، فدفع إلى أعرابي،
وهو يريد البول فقال: يا أعرابي احفظ علي فرسي حتى أبول، فسعى نحوه وأخذ بركابه، فنزل المهدي ودفع الفرس إليه، فأقبل الأعرابي على السرج يقلع حليته، وفطن المهدي وقد أخذ حاجته، فقدم إليه فرسه وجاءت الخيل نحوه وأحاطت به، ونذر بها الأعرابي فولى هاربا، فأمر برده فقال- وخاف أن يكون قد غمز به- فقال: خذوا ما أخذنا منكم ودعونا نذهب إلى حرق الله وناره! فقال المهدي- وصاح به- تعال لا بأس عليه، فقال: ما تشاء جعلني الله فداء فرسك. فضحك من حضره وقالوا: ويلك، هل رأيت إنسانا قط قَالَ هذا؟ قَالَ: فما أقول؟ قالوا: قل جعلني الله فداءك يا أمير المؤمنين. قال: أو هذا أمير المؤمنين؟! قالوا: نعم! قَالَ: والله لئن أرضاه هذا مني ما يرضيني ذاك فيه، ولكن جعل الله جبريل وميكائيل فداءه وجعلني فداءهما. فضحك المهدي واستطابه، وأمر له بعشرة آلاف درهم، فأخذها وانصرف. قَالَ ابن عرفة:
وبلغني أن المهدي لما فرغ من بناء عيسى آباذ ركب في جماعة يسير لينظر، فدخله مفاجأة وأخرج من كان هناك من الناس. وبقي رجلان خفيا عن أبصار الأعوان، فرأى المهدي أحدهما، وهو دهش ما يعقل فقال: من أنت؟ قَالَ: أنا، أنا، أنا، قَالَ:
ويلك من أنت؟ قَالَ: لا أدري. قَالَ: ألك حاجة؟ قَالَ: لا لا. قَالَ: أخرجوه أخرج الله نفسه. فدفع في قفاه فلما خرج قَالَ لغلام له: اتبعه من حيث لا يعلم، فاسأل عن أمره ومهنته فإني أخاله حائكا، فخرج الغلام يقفوه. ثم رأى الآخر فاستنطقه، فأجابه بقلب جريء، ولسان منبسط، فقال: من أنت؟ فقال: رجل من أبناء رجال فأتمتع بالنظر، وأكثر الدعاء لأمير المؤمنين بطول المدة وتمام النعمة، ونماء العز والسلامة.
قَالَ: أفلك حاجة؟ قَالَ: نعم، خطبت ابنة عمي فردني أبوها، وَقَالَ: لا مال لك.
والناس يرغبون في الأموال، وأنا بها مشعوف، ولها وامق. قَالَ: قد أمرت لك بخمسين ألف درهم، قَالَ: جعلني الله فداءك يا أمير المؤمنين قد وصلت فأجزلت الصلة، ومننت فأعظمت المنة، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، وآخر أيامك خيرا من أولها، وأمتعك بما أنعم به، وأمتع رعيتك بك. فأمر أن تعجل له صلته، ووجه ببعض خاصته معه وَقَالَ: سل عن مهنته فإني أخاله كاتبا. فرجع الرسولان معا، فقال الأول: وجدت الأول حائكا. وَقَالَ الآخر: وجدت الرجل كاتبا، فقال المهدي: لم تخف علي مخاطبة الكاتب والحائك .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي قَالَ: قَالَ عمرو بن أبي عمرو الأعجمي: اعترضت امرأةٌ المهديَّ فقالت: يا عَصَبة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر في حاجتي. فقال المهدي: ما سمعتها من أحد قبلها، ثم قَالَ: اقضوا حاجتها وأعطوها عشرة آلاف درهم .
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرّزّاز، أَخْبَرَنَا أحمد بن قانع بن مرزوق القاضي، حدّثنا أبو شعيب الحراني، حدّثنا أبو زيد قال: سمعت الضّحّاك يقول: قدم المهدي علينا البصرة فخرج يصلي العصر، فقام إليه أعرابي فقال: يا أمير المؤمنين مر المؤذن لا يقيم حتى أتوضأ! فضحك المهدي وَقَالَ للمؤذن: لا تقم حتى يتوضأ الأعرابي.
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الواسطي، أخبرنا سهل بن أحمد الدّيباجيّ، حدّثنا أبو خليفة، حَدَّثَنَا رفيع بن سلمة، عن أبي عبيدة قَالَ: كان المهدي يصلي بنا الصلوات في المسجد الجامع بالبصرة لما قدمها، فأقيمت الصلاة يوما، فقال أعرابي: يا أمير المؤمنين لست على طهر، وقد رغبت إلى الله في الصلاة خلفك فمر هؤلاء أن ينتظروني. فقال: انتظروه رحمكم الله. ودخل إلى المحراب ووقف إلى أن قيل له قد جاء الرجل فكبر. فعجب الناس من سماحة أخلاقه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّه بن إبراهيم الهاشمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ. وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أخبرنا عثمان ابن أحمد الدقاق قالا: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن البراء، حَدَّثَنِي عبيد الله بن فرقد مولى المهدي قَالَ: هاجت ريح زمن المهدي، فدخل المهدي بيتا في جوف بيت، فألزق خده بالتراب ثم قَالَ: اللهم إني بريء من هذه الجناية كِلْ هذا الخلق غيري، فإن كنت المطلوب من بين خلقك فهأنذا بين يديك، اللهم لا تشمت بي أهل الأديان، فلم يزل كذلك حتى انجلت الريح . واللفظ لحديث الرزاز.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا عباس- يعني ابن هشام- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: توفي المهدي بقرية يقال لها الرذ، ليلة الخميس لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد، حدّثنا أبو الحسين بن
البراء قَالَ: ومات المهدي بالرذ من ماسبذان لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة، وكان نقش خاتمه: العزة لله، وكان عمره ثلاثا وأربعين سنة وخلافته عشر سنين وشهر وخمسة أيام.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قَالَ: قَالَ أبو بكر السدوسي: توفي المهدي بماسبذان، وصلى عليه الرشيد وتوفي وله ثلاث وأربعون سنة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، أخبرنا أبو بكر ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي العجلي عن عمرو بن محمد عن أبي معشر قَالَ: توفي المهدي وهو ابن ثلاث وأربعين سنة.
وَقَالَ ابن أبي الدنيا: حَدَّثَنَا محمد بن صالح قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن محمّد المظفري قَالَ: توفي المهدي وهو ابن خمس وأربعين سنة.
محمد بن صبيح، أبو العباس المذكر مولى بني عجل، ويعرف بابن السماك :
سمع هشام بْن عروة، وإِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد، وسليمان بن الأعمش، وعائذ بن نسير، ويزيد بن أبي زياد، والسري بن يحيى، والعوام بن حوشب، وسفيان الثوري.
روى عنه: الحسين بن علي الجعفي، وعمر بن حفص بن غياث، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وعبد الله بن صالح العجلي، والعلاء بن عمرو الحنفي، ويحيى بن أيوب المقابري، وأحمد بن حنبل. وهو كوفي، قدم بغداد زمن هارون الرشيد، فمكث بها مدة، ثم رجع إلى الكوفة فمات بها.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجُرِّيُّ- بِمَكَّةَ، في المسجد الحرام- حدّثنا أحمد بن يحيى الحلوانيّ، حدّثنا يحيى بن أيّوب العابد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبِيحِ بْنِ السَّمَّاكِ، عَنْ عَائِذِ بْنِ نُسَيْرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ فِي هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَاجٍّ أَوْ مُعْتَمِرٍ، لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ، وَقِيلَ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ»
. وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِالطَّائِفِينَ»
. أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ. قال: محمّد بن السماك القاص كوفي سمع عائذ بن نسير عن محمّد ابن عبد الله، عن عطاء، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويقال: محمد بن صبيح بن السماك أبو العباس قدم بغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا محمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، وأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن بكير، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حدّثنا محمّد بن السِّمَاكِ- زَادَ الشَّافِعِيُّ- أَبُو الْعَبَّاسِ- ثُمَّ اتَّفَقَا- عن يزيد بن أبي زياد، عن
الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَشْتَرُوا السَّمَكَ فِي الْمَاءِ فَإِنَّهُ غَرَرٌ»
. قَالَ القطيعي: قَالَ أبو عبد الرحمن: قَالَ أبي: وحدثنا به هشيم عن يزيد فلم يرفعه.
قلت: كذلك رواه زائدة، عن قدامة، عن يزيد بن أبي زياد موقوفا على ابن مسعود وهو الصحيح.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم. وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي قال: سمعت محمّد بن السماك يقول: كتبت إلى صديق لي: إن الرجاء حبل في قلبك قيد في رجلك، فأخرج الرجاء من قلبك، تحل القيد من رجلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حَدَّثَنَا محمد بن بشير الكندي العابد قَالَ: سمعت ابن السماك العابد يقول: الذباب على العذرة؛ أحسن من القارئ على أبواب الملوك.
أخبرنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن إسماعيل الربعيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن إبراهيم الفهري، عن ابن السماك:
أنه كان يعاتب نفسه يقول فيما يعاتبها به: تقولين قول الزاهدين، وتعملين عمل المنافقين؟ والجنة تطمعين تدخلين؟ هيهات للجنة قوما آخرين.
كذا رواه لنا عبد العزيز والصواب: هيهات إن للجنة قوما آخرين، ولهم أعمال غير ما تعملين.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد النّيسابوري، أخبرنا زاهر بن أحمد السّرخسيّ، حدّثنا محّمد بن معاذ الماليني، حَدَّثَنَا الفرياناني- يعني أحمد بن عبد الله- حَدَّثَنَا أحمد بن حميد قَالَ: قَالَ محمد بن السماك: كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر، ولكن العلم إذا لم ينفع ضر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن محمد المصري- فيما أجاز لنا- حدّثنا أحمد بن محمّد الكوفيّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن الخوارزمي، حَدَّثَنَا أحمد بن حماد قَالَ: كان ابن السّمّاك يقول: يا ابن آدم إنما تغدو في كسب الأرباح فاجعل نفسك فيما تكسبها، فإنك لن تكسب مثلها. ثم يقول:
أراك تحب أن تدعى حكيما ... وأنت لكل ما تهوى ركوب
وتضحك دائبا ظهرا لبطن ... وتذكر ما عملت فلا تتوب
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هارون بن سفيان المستملي، حدّثني عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي محمد بن صبيح مولى بني عجل. وهو ابن السماك- قَالَ: كتب رجل من مياسير أهل بغداد إلي يسألني أن أصف له الدّنيا، فكتبت إليه: أما بعد، فالله حفها بالشهوات، ثم ملأها بالآفات، ومزج حلالها بالمؤونات، ومزج حرامها بالتبعات، فحلالها حساب، وحرامها عذاب.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع القاضي- إملاء- حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح قَالَ: كتب رجل إلى محمد ابن السماك: صف لي الدنيا، فكتب إليه، ثم ذكر نحو ما تقدم.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- إِمْلاءً- حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حَدَّثَنِي محمد بن خلف التيمي قَالَ:
سمعت أبي يقول: دخلت مع محمّد بن السماك على مريض مدنف فسأله عن حاله ثم انصرف، وهو يقول:
ما يعرف المرء إذا لم يصب ... بنكبة ما موقع العافيه
والميت لا يألم ما مضه ... ومستريح صاحب الواقيه
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا علّان الرّزّاز، حَدَّثَنَا الجاماسبي قَالَ: قَالَ لي رجل: كنت عند ابن السماك إذ جاءه رجل فقال له: أعزك الله، إني قد أتيتك في حاجة. فقال: والله ما عندنا صفر ولا بيض قَالَ: والله ما جئنا في شيء من هذين الجوهرين. قَالَ: وفيم ذاك؟ قَالَ: سألني هذا الرجل أن أكلمك في أن تكلم بعض إخوانك في صداق أهله. قَالَ: فأخذ ابن السّمّاك
رقعة وكتب فيها: أطال الله بقاك يا أبا العباس إن الدهر قد كلح فجرح وجمح فطمح، وأفسد ما أصلح، فإن لم تعن عليه فضح. ودفعها إلى الرجل فقال: أوصلها إلى الفضل بن يحيى، قَالَ: فأوصلها فدعا الفضل صاحب بيت ماله فقال: ما في بيت ما لنا؟ قَالَ: ألف ومائتا دينار وثلاثون ألف درهم قَالَ: احملها إلى أبي العباس وأعلمه أنا في ضيقة. فلما أتي بالمال. قَالَ: ادفعوه إلى الرجل فقال: إنما يكفي هذا الرجل ألف أو ألفان، قَالَ: ما جاء بسببه فهو له.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن يوسف بن دوست البزاز، وأَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن بشران المعدل- قَالَ أحمد: حَدَّثَنَا وَقَالَ علي: أَخْبَرَنَا عليّ بن محمّد المصري، حدّثنا محمّد بن عمرو بن خالد، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: بعث هارون أمير المؤمنين إلى محمّد بن السماك في آخر شعبان فأحضره، فقال له يحيى بن خالد: أتدري لم بعث إليك أمير المؤمنين؟ قَالَ: لا أدري. قَالَ له يحيى بن خالد:
بعث لما بلغه عنك من حسن دعائك للخاصة والعامة، فقال له ابن السماك: أما ما بلغ أمير المؤمنين عني من ذلك فبستر الله الذي ستره علي، ولولا ستره لم يبق لنا ثناء ولا التقاء على مودة، فالستر هو الذي أجلسني بين يديك يا أمير المؤمنين، إني والله ما رأيت وجها أحسن من وجهك، فلا تحرق وجهك بالنار. قَالَ: فبكى هارون بكاء شديدا ثم دعا بماء فاستسقى فأتى بقدح فيه ماء فقال: يا أمير المؤمنين: أكلمك بكلمة قبل أن تشرب هذا الماء؟ قَالَ: قل ما أحببت، قَالَ يا أمير المؤمنين لو مُنعت هذه الشربة إلا بالدنيا وما فيها أكنت تفتديها بالدنيا وما فيها حتى تصل إليك فقال: نعم! قَالَ: فاشرب ريا بارك الله فيك. فلما فرغ من شربه قَالَ له: يا أمير المؤمنين، أرأيت لو مُنعت إخراج هذه الشربة منك إلا بالدنيا وما فيها أكنت تفتدي ذلك بالدنيا وما فيها؟ قَالَ: نعم! قَالَ: يا أمير المؤمنين فما تصنع بشيء شربة ماء خير منه؟ قَالَ:
فبكى هارون واشتد بكاؤه، قَالَ: فقال يحيى بن خالد: يا ابن السماك قد آذيت أمير المؤمنين، فقال له: وأنت يا يحيى فلا يغرنك رفاهية العيش ولينه.
أَخْبَرَنِي بكران بن الطيب السقطي- بجرجرايا- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الْمُفِيدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنِي أبي المغيرة بن شعيب قَالَ: حضرت يحيى بن خالد البرمكي يقول لابن السماك: إذا دخلت على هارون أمير المؤمنين فأوجز ولا تكثر عليه، قَالَ: فلما دخل عليه وقام بين يديه قَالَ:
يا أمير المؤمنين: إن لك بين يدي الله مقاما، وإن لك من مقامك منصرفا فانظر إلى أين منصرفك، إلى الجنة أم إلى النار؟! قَالَ: فبكى هارون حتى كاد أن يموت.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا الحسين بن محمّد الدهقان، حدّثنا محمّد بن الحسن المقرئ، حَدَّثَنَا أحمد بْن عَبْد العزيز قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن منصور. قَالَ: لما حضرت ابن السماك الوفاة. قَالَ: اللهم إنك تعلم أني لم أجلس مجلسا للناس إلا لأحببك إلي خلقك، وأحبب خلقك إليك.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي العباس ابن سعيد. قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيم بْن قتيبة قَالَ: سَمِعْتُ ابْن نمير يقول:
حدّثنا محمّد بن السماك وكان صدوقا، ما علمته ربما حدث عن الضعفى.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، أخبرنا محمّد ابن عبد الله الحضرمي قَالَ: مات أبو العباس محمّد بن صبيح بن السماك سنة ثلاث وثمانين ومائة.
سمع هشام بْن عروة، وإِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد، وسليمان بن الأعمش، وعائذ بن نسير، ويزيد بن أبي زياد، والسري بن يحيى، والعوام بن حوشب، وسفيان الثوري.
روى عنه: الحسين بن علي الجعفي، وعمر بن حفص بن غياث، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وعبد الله بن صالح العجلي، والعلاء بن عمرو الحنفي، ويحيى بن أيوب المقابري، وأحمد بن حنبل. وهو كوفي، قدم بغداد زمن هارون الرشيد، فمكث بها مدة، ثم رجع إلى الكوفة فمات بها.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجُرِّيُّ- بِمَكَّةَ، في المسجد الحرام- حدّثنا أحمد بن يحيى الحلوانيّ، حدّثنا يحيى بن أيّوب العابد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبِيحِ بْنِ السَّمَّاكِ، عَنْ عَائِذِ بْنِ نُسَيْرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ فِي هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَاجٍّ أَوْ مُعْتَمِرٍ، لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ، وَقِيلَ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ»
. وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِالطَّائِفِينَ»
. أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ. قال: محمّد بن السماك القاص كوفي سمع عائذ بن نسير عن محمّد ابن عبد الله، عن عطاء، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويقال: محمد بن صبيح بن السماك أبو العباس قدم بغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا محمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، وأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن بكير، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حدّثنا محمّد بن السِّمَاكِ- زَادَ الشَّافِعِيُّ- أَبُو الْعَبَّاسِ- ثُمَّ اتَّفَقَا- عن يزيد بن أبي زياد، عن
الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَشْتَرُوا السَّمَكَ فِي الْمَاءِ فَإِنَّهُ غَرَرٌ»
. قَالَ القطيعي: قَالَ أبو عبد الرحمن: قَالَ أبي: وحدثنا به هشيم عن يزيد فلم يرفعه.
قلت: كذلك رواه زائدة، عن قدامة، عن يزيد بن أبي زياد موقوفا على ابن مسعود وهو الصحيح.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم. وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي قال: سمعت محمّد بن السماك يقول: كتبت إلى صديق لي: إن الرجاء حبل في قلبك قيد في رجلك، فأخرج الرجاء من قلبك، تحل القيد من رجلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حَدَّثَنَا محمد بن بشير الكندي العابد قَالَ: سمعت ابن السماك العابد يقول: الذباب على العذرة؛ أحسن من القارئ على أبواب الملوك.
أخبرنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن إسماعيل الربعيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن إبراهيم الفهري، عن ابن السماك:
أنه كان يعاتب نفسه يقول فيما يعاتبها به: تقولين قول الزاهدين، وتعملين عمل المنافقين؟ والجنة تطمعين تدخلين؟ هيهات للجنة قوما آخرين.
كذا رواه لنا عبد العزيز والصواب: هيهات إن للجنة قوما آخرين، ولهم أعمال غير ما تعملين.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد النّيسابوري، أخبرنا زاهر بن أحمد السّرخسيّ، حدّثنا محّمد بن معاذ الماليني، حَدَّثَنَا الفرياناني- يعني أحمد بن عبد الله- حَدَّثَنَا أحمد بن حميد قَالَ: قَالَ محمد بن السماك: كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر، ولكن العلم إذا لم ينفع ضر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن محمد المصري- فيما أجاز لنا- حدّثنا أحمد بن محمّد الكوفيّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن الخوارزمي، حَدَّثَنَا أحمد بن حماد قَالَ: كان ابن السّمّاك يقول: يا ابن آدم إنما تغدو في كسب الأرباح فاجعل نفسك فيما تكسبها، فإنك لن تكسب مثلها. ثم يقول:
أراك تحب أن تدعى حكيما ... وأنت لكل ما تهوى ركوب
وتضحك دائبا ظهرا لبطن ... وتذكر ما عملت فلا تتوب
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هارون بن سفيان المستملي، حدّثني عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي محمد بن صبيح مولى بني عجل. وهو ابن السماك- قَالَ: كتب رجل من مياسير أهل بغداد إلي يسألني أن أصف له الدّنيا، فكتبت إليه: أما بعد، فالله حفها بالشهوات، ثم ملأها بالآفات، ومزج حلالها بالمؤونات، ومزج حرامها بالتبعات، فحلالها حساب، وحرامها عذاب.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع القاضي- إملاء- حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح قَالَ: كتب رجل إلى محمد ابن السماك: صف لي الدنيا، فكتب إليه، ثم ذكر نحو ما تقدم.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- إِمْلاءً- حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حَدَّثَنِي محمد بن خلف التيمي قَالَ:
سمعت أبي يقول: دخلت مع محمّد بن السماك على مريض مدنف فسأله عن حاله ثم انصرف، وهو يقول:
ما يعرف المرء إذا لم يصب ... بنكبة ما موقع العافيه
والميت لا يألم ما مضه ... ومستريح صاحب الواقيه
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا علّان الرّزّاز، حَدَّثَنَا الجاماسبي قَالَ: قَالَ لي رجل: كنت عند ابن السماك إذ جاءه رجل فقال له: أعزك الله، إني قد أتيتك في حاجة. فقال: والله ما عندنا صفر ولا بيض قَالَ: والله ما جئنا في شيء من هذين الجوهرين. قَالَ: وفيم ذاك؟ قَالَ: سألني هذا الرجل أن أكلمك في أن تكلم بعض إخوانك في صداق أهله. قَالَ: فأخذ ابن السّمّاك
رقعة وكتب فيها: أطال الله بقاك يا أبا العباس إن الدهر قد كلح فجرح وجمح فطمح، وأفسد ما أصلح، فإن لم تعن عليه فضح. ودفعها إلى الرجل فقال: أوصلها إلى الفضل بن يحيى، قَالَ: فأوصلها فدعا الفضل صاحب بيت ماله فقال: ما في بيت ما لنا؟ قَالَ: ألف ومائتا دينار وثلاثون ألف درهم قَالَ: احملها إلى أبي العباس وأعلمه أنا في ضيقة. فلما أتي بالمال. قَالَ: ادفعوه إلى الرجل فقال: إنما يكفي هذا الرجل ألف أو ألفان، قَالَ: ما جاء بسببه فهو له.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن يوسف بن دوست البزاز، وأَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن بشران المعدل- قَالَ أحمد: حَدَّثَنَا وَقَالَ علي: أَخْبَرَنَا عليّ بن محمّد المصري، حدّثنا محمّد بن عمرو بن خالد، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: بعث هارون أمير المؤمنين إلى محمّد بن السماك في آخر شعبان فأحضره، فقال له يحيى بن خالد: أتدري لم بعث إليك أمير المؤمنين؟ قَالَ: لا أدري. قَالَ له يحيى بن خالد:
بعث لما بلغه عنك من حسن دعائك للخاصة والعامة، فقال له ابن السماك: أما ما بلغ أمير المؤمنين عني من ذلك فبستر الله الذي ستره علي، ولولا ستره لم يبق لنا ثناء ولا التقاء على مودة، فالستر هو الذي أجلسني بين يديك يا أمير المؤمنين، إني والله ما رأيت وجها أحسن من وجهك، فلا تحرق وجهك بالنار. قَالَ: فبكى هارون بكاء شديدا ثم دعا بماء فاستسقى فأتى بقدح فيه ماء فقال: يا أمير المؤمنين: أكلمك بكلمة قبل أن تشرب هذا الماء؟ قَالَ: قل ما أحببت، قَالَ يا أمير المؤمنين لو مُنعت هذه الشربة إلا بالدنيا وما فيها أكنت تفتديها بالدنيا وما فيها حتى تصل إليك فقال: نعم! قَالَ: فاشرب ريا بارك الله فيك. فلما فرغ من شربه قَالَ له: يا أمير المؤمنين، أرأيت لو مُنعت إخراج هذه الشربة منك إلا بالدنيا وما فيها أكنت تفتدي ذلك بالدنيا وما فيها؟ قَالَ: نعم! قَالَ: يا أمير المؤمنين فما تصنع بشيء شربة ماء خير منه؟ قَالَ:
فبكى هارون واشتد بكاؤه، قَالَ: فقال يحيى بن خالد: يا ابن السماك قد آذيت أمير المؤمنين، فقال له: وأنت يا يحيى فلا يغرنك رفاهية العيش ولينه.
أَخْبَرَنِي بكران بن الطيب السقطي- بجرجرايا- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الْمُفِيدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنِي أبي المغيرة بن شعيب قَالَ: حضرت يحيى بن خالد البرمكي يقول لابن السماك: إذا دخلت على هارون أمير المؤمنين فأوجز ولا تكثر عليه، قَالَ: فلما دخل عليه وقام بين يديه قَالَ:
يا أمير المؤمنين: إن لك بين يدي الله مقاما، وإن لك من مقامك منصرفا فانظر إلى أين منصرفك، إلى الجنة أم إلى النار؟! قَالَ: فبكى هارون حتى كاد أن يموت.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا الحسين بن محمّد الدهقان، حدّثنا محمّد بن الحسن المقرئ، حَدَّثَنَا أحمد بْن عَبْد العزيز قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن منصور. قَالَ: لما حضرت ابن السماك الوفاة. قَالَ: اللهم إنك تعلم أني لم أجلس مجلسا للناس إلا لأحببك إلي خلقك، وأحبب خلقك إليك.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي العباس ابن سعيد. قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيم بْن قتيبة قَالَ: سَمِعْتُ ابْن نمير يقول:
حدّثنا محمّد بن السماك وكان صدوقا، ما علمته ربما حدث عن الضعفى.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، أخبرنا محمّد ابن عبد الله الحضرمي قَالَ: مات أبو العباس محمّد بن صبيح بن السماك سنة ثلاث وثمانين ومائة.
محمد بن داود بن علي بن خلف، أبو بكر الأصبهاني، صاحب كتاب «الزهرة» :
كان عالما أديبا، شاعرا ظريفا، وله في «الزهرة» أحاديث عن عباس بن محمد الدوري وطبقته، ولم نكتب له حديثا اتصل فيه الإسناد بيننا وبينه غير حديث واحد، ذكره عنه أبو عبد الله نفطويه النحوي في قصة نحن نوردها في أخباره بعد إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الأصبهانيّ، أخبرني جعفر الخالدي- في كتابه إلي- قَالَ: سمعت رويم بن محمد بن رويم بن يزيد يقول: كنا عند داود بن عليّ الأصبهانيّ إذ دخل عليه ابنه محمد وهو يبكي، فضمه إليه وَقَالَ: ما يبكيك؟ قَالَ: الصبيان يلقبوني. قَالَ فعلى إيش حتى أنهاهم؟ قَالَ: يقولون لي شيئا. قَالَ: قل لي ما هو حتى أنهاهم عن الذي يقولون؟ قَالَ: يقولون لي: يا عصفور الشوك. قَالَ فضحك داود، فقال له ابنه:
أنت أشد علي من الصبيان، مم تضحك؟ فقال داود: لا إله إلا الله، ما الألقاب إلا من السماء، ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك .
أخبرنا عليّ بن أبي علي، حَدَّثَنَا القاضي أبو الحسن الخرزي الداودي، قَالَ: لما جلس محمد بن داود بن علي الأصبهاني بعد وفاة أبيه في حلقته يفتي، استصغروه عن ذلك، فدسوا إليه رجلا وقالوا له: سله عن حد السكر ما هو، فأتاه الرجل فسأله عن حد السكر ما هو، ومتى يكون الإنسان سكران؟ فقال محمد: إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم .
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الطبري قَالَ: حَدَّثَنِي أبو العباس الخضري- شيخ كان بطبرستان وكان ممن يحضر مجلس محمد بن داود الأصبهاني- قَالَ: كنت جالسا عند أبي بكر محمد بن داود فجاءته امرأة فقالت له: ما تقول في رجل عنده زوجة لا هو ممسكها، ولا هو مطلقها؟ ومعنى قولها: لا ممسكها أنه لا يقدر علي نفقتها. فقال أبو بكر بن داود: اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون:
تؤمر بالصبر والاحتساب، ويبعث على التطلب والاكتساب. وَقَالَ قائلون: يؤمر بالإنفاق، وإلا يحمل على الطلاق. قَالَ أبو العباس: فلم تفهم قوله وأعادت مسألته وقالت له: رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها؟ فقال: يا هذه قد أجبتك عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاضي فأقضي، ولا زوج فأرضي، انصرفي رحمك الله. قَالَ: فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه، قَالَ لي القاضي أبو الطيب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن داود يقرظه ويصف فضله.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي قَالَ: كنت عند ثعلب جالسا فجاء محمّد بن داود الأصبهانيّ فقال له: أهاهنا شيء من صبوتك لله فأنشده:
سقى الله أياما لنا ولياليا ... لهن بأكناف الشباب ملاعب
إذا العيش غض والنمان بعزة ... وشاهد آفات المحبين غائب
حدّثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أَخْبَرَنِي بعض أصحابنا قَالَ: كتب بعض أهل الأدب إلى أبي بكر بن داود الفقيه الأصبهانيّ:
يا بن داود يا فقيه العراق ... أفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها القصاص في القتل يوما ... أم حلال لها دم العشاق
فأجابه ابن داود:
عندي جواب مسائل العشاق ... أسمعه من قلق الحشا مشتاق
لما سألت عن الهوى أهل الهوى ... أجريت دمعا لم يكن بالراق
أخطأت في نفس السؤال وإن تصب ... تك في الهوى شنقا من الأشناق
لو أن معشوقا يعذب عاشقا ... كان المعذب أنعم العشاق؟
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سمعتُ أَبَا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود بن علي الأصبهاني ينشد:
ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع ... من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
خليق إذا ما لم يجد شرب غيره ... وخاف المنايا أن يدل ويشربا
إذا لم يقدر للفتى ما أراده ... أراد الذي يقضى له شاء أم أبي
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن جعفر الهاشمي قَالَ: أنشدنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري قَالَ أنشدني مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن فِي الصبر راحة ... ولكن إنفاقي عَلَى الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد النّيسابوري، حَدَّثَنَا أبو نصر بن أبي عبد الله الشيرازي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين محمد بن الحسين الظاهري البصريّ- من حفظه- حَدَّثَنَا أبو الحسن محمد بن الحسن بن الصباح الداودي البغداديّ الكاتب- بالرملة- حَدَّثَنَا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد قَالَ:
كنت أساير أبا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عَلِيّ ببغداد، فإذا جارية تغني شيئا من شعره هو:
أشكو عليل فؤاد أنت متلفه ... شكوى عليل إلى إلف يعلله
سقمي تزيد مع الأيام كثرته ... وأنت في عظم ما ألقى تقلله
الله حرم قتلي في الهوى سفها ... وأنت يا قاتلي ظلما تحلله؟
فقال محمد بن داود: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال القاضي أبو عمر:
هيهات سارت به الركبان .
أخبرنا أبو الحسن بن أبي طالب، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: أنشدنا القاسم بن وهب بن جامع لمحمد بن داود الأصبهاني:
قدمت قلبك قد والله برح بي ... شوق إليك فهل لي فيك من حظ؟
قلبي يغار على عيني إذا نظرت ... بقيا عليك فما أروى من اللحظ
قَالَ: وأنشدنا القاسم له أيضا:
جعلت فداك إن صلحت فداء ... لنفسك نفس مثلي أو وقاء
وكيف يجوز أن تفديك نفسي ... وليس محل نفسينا سواء؟
حَدَّثَنِي محمد بن الحسن الساحلي قَالَ: سمعت أبا الحسن سليمان بن عبد الله بن رستم المعدل يقول: سمعت جدي يحيى بن مكي بن رجاء يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود الأصبهاني ينشد:
العذر يلحقه التحريف والكذب ... وليس في غير ما يرضيك لي أرب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت ... إلا مننت بعفو ماله سبب
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي يزيد بن أحمد بن يعقوب الأنباري أبو طالب قَالَ: قَالَ لي القحطبي: قَالَ لي محمد بن داود الأصبهاني: ما انفككت من هوى منذ دخلت الكُتّاب: قَالَ: وَقَالَ لي سمعت محمد بن داود يقول: بدأت بعمل كتاب «الزَّهرة» وأنا في الكتاب، ونظر أبي في أكثره .
أنبأنا أبو سعد الماليني، حَدَّثَنَا أبو محمد الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن الليثي بمصر قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن الحسين قَالَ: كان محمد بن داود وأبو العباس بن سريج يسيران في طريق ضيقة، فقال أبو العباس: الطرق الضيقة تورث العقوق، فقال له محمد بن داود: وتوجب الحقوق.
وَقَالَ أبو العباس بن سريج لمحمد بن داود- في كلام ناظرَهُ فيه: عليك بكتاب «الزهرة» : فقال: ذاك كتاب عملناه هزلا، فاعمل أنت مثله جدا.
قَالَ أبو محمد الليثي: وحدثنا عبيد الله بن عبد الكريم، قَالَ: كان محمد بن داود خصما لأبي العباس بن سريج القاضي وكانا يتناظران ويترادّان في الكتب، فلما بلغ
ابن سريج موت محمد بن داود نحى مخاده ومشاوره وجلس للتعزية. وَقَالَ: ما آسى إلا على تراب أكل لسان محمد بن داود .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قَالَ: أنشدنا يحيى بن عليّ بن يحيى العمريّ قَالَ:
أنشدنا أبو محمد جعفر بن محمد الصّوفيّ قال: أنشدنا بعض إخواننا لأبي بكر محمد بن داود الفقيه:
حملت جبال الحب فيك وإنني ... لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحب من حسن ولا من سماجة ... ولكنه شيء به الروح تكلف
حَدَّثَنِي مكي بن إبراهيم الفارسي قَالَ: أنشدنا ابن كامل الدمشقي لأبي بكر محمد بن داود بن علي في حبيبه محمد بن زخرف:
يا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها ... يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما ... صيغت معانيك إلا من معانيها
ما للبدور وللتحذيف يا أملي ... نور البدور عن التحذيف يغنيها
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت ... ولا يزاد على النقش الذي فيها
أَنْبَأَنَا أبو سعد الماليني، حدّثنا الحسن بن إبراهيم اللّيثي، حَدَّثَنِي الحسين بن القاسم قَالَ: كان محمد بن داود يميل إلى محمد بن جامع الصيدلاني، وبسببه عمل الكتاب «الزهرة» ، وَقَالَ في أوله: وما ننكر من تغير الزمان وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء الإخوان وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم، ومطاع يستنصر. قَالَ الحسن: وبلغنا أن محمد بن جامع دخل الحمام وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطاه، وركب إلى محمد بن داود، فلما رآه مغطى الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال: ما الخبر؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك: فغشي على محمد بن داود.
قَالَ الليثي: وَحَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قَالَ: كان محمد بن جامع ينفق على محمد بن داود، وما عرف فيما مضى من الزمان معشوق ينفق على عاشق إلا هو.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التّنوخيّ، أخبرنا أبي حدّثني أبو العبّاس أبو الحسن بن
عبد الله بن أحمد بن المغلس الداودي قَالَ: كان أبو بكر محمّد بن داود وأبو العبّاس ابن سريج إذا حضرا مجلس القاضي أبي عمر- يعني محمد بن يوسف- لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ما يجري بينهما، وكان ابن سريج كثيرا ما يتقدم أبا بكر في الحضور إلى المجلس، فتقدمه في الحضور أبو بكر يوما فسأله حدث من الشافعيين عن العود الموجب للكفارة في الظهار ما هو؟ فقال: إنه إعادة القول ثانيا وهو مذهبه ومذهب داود، فطالبه بالدليل فشرع فيه ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جرى فشرحوه، فقال ابن سريج لابن داود: أولا يا أبا بكر أعزك الله هذا قول مَنْ مِنَ المسلمين تقدمكم فيه؟ فاستشاط أبو بكر من ذلك. وَقَالَ: أتقدر أن من اعتقدت قولهم إجماع في هذه المسألة إجماع عندي، أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا وهيهات أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وَقَالَ له: أنت يا أبا بكر بكتاب «الزهرة» أمهر منك في هذه الطريقة، فقال أبو بكر: وبكتاب «الزهرة» تعيرني، والله ما تحسن تستتم قراءته قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه:
أكرر في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما
وينطق سري عن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي رده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
فقال له ابن سريج: أو علي تفخر بهذا القول وأنا الذي أقول:
ومساهر بالغنج من لحظاته ... قد بت أمنعه لذيذ سباته
ضنا بحسن حديثه وعتابه ... وأكرر اللحظات في وجناته
حتى إذا ما الصبح لاح عموده ... ولى بخاتم ربه وبراته
فقال ابن داود لأبي عمر: أيّد الله القاضي، قد أقر على نفسه بالمبيت على الحال التي ذكرها وادعى البراءة مما توجبه، فعليه إقامة البينة. فقال ابن سريج: من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارا وناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته. فقال ابن داود:
للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج: فهذا القول الذي قلته اختياري الساعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ الْقُمِّيُّ- إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيُّ، وأَبُو عُمَرَ بْن حيويه، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ- نَفْطَوَيْهِ- قَالَ: دخلت علي محمّد
ابن دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقُلْتُ: لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ: حُبُّ مَنْ تَعَلَّمَ أَوْرَثَنِي مَا تَرَى، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ مِنَ الاسْتِمْتَاعِ بِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ:
الاسْتِمْتَاعُ عَلَى وَجْهَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا النَّظَرُ الْمُبَاحُ، وَالثَّانِي اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ. فَأَمَّا النَّظَرُ الْمُبَاحُ فَأَوْرَثَنِي مَا تَرَى، وَأَمَّا اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ، فَإِنَّهُ مَنَعَنِي مِنْهَا مَا.
حَدَّثَنِي به أبي، حدّثنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ »
. ثم أنشد لنفسه:
أنظر إلى السحر يجري في لواحظه ... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه ... كأنهن نمال دب في عاج
وأنشدنا لنفسه:
ما لهم أنكروا سوادا بخدي ... هـ ولا ينكرون ورد الغصون
إن يكن عيب خده بدد الش ... عر فعيب العيون شعر الجفون
فقلت له: نفيت القياس في الفقه وأثبته في الشعر. فقال: غلبة الهوى، وملكة النفوس دعوا إليه، قَالَ: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين. قَالَ: وفي اليوم الذي مات يوسف فيه مات محمد بن داود بن علي الأصبهاني. ثم حدثنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد الشاهد: قَالَ لنا أحمد بن كامل: توفي محمد بن داود الفقيه في سنة سبع ومائتين بعد وفاة يوسف القاضي، قَالَ لنا الداودي: كانت وفاة محمد بن داود لسبع خلون من شوال. وَقَالَ غيره: مات لأيام بقين من شهر رمضان.
كان عالما أديبا، شاعرا ظريفا، وله في «الزهرة» أحاديث عن عباس بن محمد الدوري وطبقته، ولم نكتب له حديثا اتصل فيه الإسناد بيننا وبينه غير حديث واحد، ذكره عنه أبو عبد الله نفطويه النحوي في قصة نحن نوردها في أخباره بعد إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الأصبهانيّ، أخبرني جعفر الخالدي- في كتابه إلي- قَالَ: سمعت رويم بن محمد بن رويم بن يزيد يقول: كنا عند داود بن عليّ الأصبهانيّ إذ دخل عليه ابنه محمد وهو يبكي، فضمه إليه وَقَالَ: ما يبكيك؟ قَالَ: الصبيان يلقبوني. قَالَ فعلى إيش حتى أنهاهم؟ قَالَ: يقولون لي شيئا. قَالَ: قل لي ما هو حتى أنهاهم عن الذي يقولون؟ قَالَ: يقولون لي: يا عصفور الشوك. قَالَ فضحك داود، فقال له ابنه:
أنت أشد علي من الصبيان، مم تضحك؟ فقال داود: لا إله إلا الله، ما الألقاب إلا من السماء، ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك .
أخبرنا عليّ بن أبي علي، حَدَّثَنَا القاضي أبو الحسن الخرزي الداودي، قَالَ: لما جلس محمد بن داود بن علي الأصبهاني بعد وفاة أبيه في حلقته يفتي، استصغروه عن ذلك، فدسوا إليه رجلا وقالوا له: سله عن حد السكر ما هو، فأتاه الرجل فسأله عن حد السكر ما هو، ومتى يكون الإنسان سكران؟ فقال محمد: إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم .
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الطبري قَالَ: حَدَّثَنِي أبو العباس الخضري- شيخ كان بطبرستان وكان ممن يحضر مجلس محمد بن داود الأصبهاني- قَالَ: كنت جالسا عند أبي بكر محمد بن داود فجاءته امرأة فقالت له: ما تقول في رجل عنده زوجة لا هو ممسكها، ولا هو مطلقها؟ ومعنى قولها: لا ممسكها أنه لا يقدر علي نفقتها. فقال أبو بكر بن داود: اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون:
تؤمر بالصبر والاحتساب، ويبعث على التطلب والاكتساب. وَقَالَ قائلون: يؤمر بالإنفاق، وإلا يحمل على الطلاق. قَالَ أبو العباس: فلم تفهم قوله وأعادت مسألته وقالت له: رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها؟ فقال: يا هذه قد أجبتك عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاضي فأقضي، ولا زوج فأرضي، انصرفي رحمك الله. قَالَ: فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه، قَالَ لي القاضي أبو الطيب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن داود يقرظه ويصف فضله.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي قَالَ: كنت عند ثعلب جالسا فجاء محمّد بن داود الأصبهانيّ فقال له: أهاهنا شيء من صبوتك لله فأنشده:
سقى الله أياما لنا ولياليا ... لهن بأكناف الشباب ملاعب
إذا العيش غض والنمان بعزة ... وشاهد آفات المحبين غائب
حدّثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أَخْبَرَنِي بعض أصحابنا قَالَ: كتب بعض أهل الأدب إلى أبي بكر بن داود الفقيه الأصبهانيّ:
يا بن داود يا فقيه العراق ... أفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها القصاص في القتل يوما ... أم حلال لها دم العشاق
فأجابه ابن داود:
عندي جواب مسائل العشاق ... أسمعه من قلق الحشا مشتاق
لما سألت عن الهوى أهل الهوى ... أجريت دمعا لم يكن بالراق
أخطأت في نفس السؤال وإن تصب ... تك في الهوى شنقا من الأشناق
لو أن معشوقا يعذب عاشقا ... كان المعذب أنعم العشاق؟
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سمعتُ أَبَا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود بن علي الأصبهاني ينشد:
ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع ... من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
خليق إذا ما لم يجد شرب غيره ... وخاف المنايا أن يدل ويشربا
إذا لم يقدر للفتى ما أراده ... أراد الذي يقضى له شاء أم أبي
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن جعفر الهاشمي قَالَ: أنشدنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري قَالَ أنشدني مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن فِي الصبر راحة ... ولكن إنفاقي عَلَى الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد النّيسابوري، حَدَّثَنَا أبو نصر بن أبي عبد الله الشيرازي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين محمد بن الحسين الظاهري البصريّ- من حفظه- حَدَّثَنَا أبو الحسن محمد بن الحسن بن الصباح الداودي البغداديّ الكاتب- بالرملة- حَدَّثَنَا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد قَالَ:
كنت أساير أبا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عَلِيّ ببغداد، فإذا جارية تغني شيئا من شعره هو:
أشكو عليل فؤاد أنت متلفه ... شكوى عليل إلى إلف يعلله
سقمي تزيد مع الأيام كثرته ... وأنت في عظم ما ألقى تقلله
الله حرم قتلي في الهوى سفها ... وأنت يا قاتلي ظلما تحلله؟
فقال محمد بن داود: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال القاضي أبو عمر:
هيهات سارت به الركبان .
أخبرنا أبو الحسن بن أبي طالب، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: أنشدنا القاسم بن وهب بن جامع لمحمد بن داود الأصبهاني:
قدمت قلبك قد والله برح بي ... شوق إليك فهل لي فيك من حظ؟
قلبي يغار على عيني إذا نظرت ... بقيا عليك فما أروى من اللحظ
قَالَ: وأنشدنا القاسم له أيضا:
جعلت فداك إن صلحت فداء ... لنفسك نفس مثلي أو وقاء
وكيف يجوز أن تفديك نفسي ... وليس محل نفسينا سواء؟
حَدَّثَنِي محمد بن الحسن الساحلي قَالَ: سمعت أبا الحسن سليمان بن عبد الله بن رستم المعدل يقول: سمعت جدي يحيى بن مكي بن رجاء يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود الأصبهاني ينشد:
العذر يلحقه التحريف والكذب ... وليس في غير ما يرضيك لي أرب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت ... إلا مننت بعفو ماله سبب
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي يزيد بن أحمد بن يعقوب الأنباري أبو طالب قَالَ: قَالَ لي القحطبي: قَالَ لي محمد بن داود الأصبهاني: ما انفككت من هوى منذ دخلت الكُتّاب: قَالَ: وَقَالَ لي سمعت محمد بن داود يقول: بدأت بعمل كتاب «الزَّهرة» وأنا في الكتاب، ونظر أبي في أكثره .
أنبأنا أبو سعد الماليني، حَدَّثَنَا أبو محمد الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن الليثي بمصر قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن الحسين قَالَ: كان محمد بن داود وأبو العباس بن سريج يسيران في طريق ضيقة، فقال أبو العباس: الطرق الضيقة تورث العقوق، فقال له محمد بن داود: وتوجب الحقوق.
وَقَالَ أبو العباس بن سريج لمحمد بن داود- في كلام ناظرَهُ فيه: عليك بكتاب «الزهرة» : فقال: ذاك كتاب عملناه هزلا، فاعمل أنت مثله جدا.
قَالَ أبو محمد الليثي: وحدثنا عبيد الله بن عبد الكريم، قَالَ: كان محمد بن داود خصما لأبي العباس بن سريج القاضي وكانا يتناظران ويترادّان في الكتب، فلما بلغ
ابن سريج موت محمد بن داود نحى مخاده ومشاوره وجلس للتعزية. وَقَالَ: ما آسى إلا على تراب أكل لسان محمد بن داود .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قَالَ: أنشدنا يحيى بن عليّ بن يحيى العمريّ قَالَ:
أنشدنا أبو محمد جعفر بن محمد الصّوفيّ قال: أنشدنا بعض إخواننا لأبي بكر محمد بن داود الفقيه:
حملت جبال الحب فيك وإنني ... لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحب من حسن ولا من سماجة ... ولكنه شيء به الروح تكلف
حَدَّثَنِي مكي بن إبراهيم الفارسي قَالَ: أنشدنا ابن كامل الدمشقي لأبي بكر محمد بن داود بن علي في حبيبه محمد بن زخرف:
يا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها ... يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما ... صيغت معانيك إلا من معانيها
ما للبدور وللتحذيف يا أملي ... نور البدور عن التحذيف يغنيها
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت ... ولا يزاد على النقش الذي فيها
أَنْبَأَنَا أبو سعد الماليني، حدّثنا الحسن بن إبراهيم اللّيثي، حَدَّثَنِي الحسين بن القاسم قَالَ: كان محمد بن داود يميل إلى محمد بن جامع الصيدلاني، وبسببه عمل الكتاب «الزهرة» ، وَقَالَ في أوله: وما ننكر من تغير الزمان وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء الإخوان وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم، ومطاع يستنصر. قَالَ الحسن: وبلغنا أن محمد بن جامع دخل الحمام وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطاه، وركب إلى محمد بن داود، فلما رآه مغطى الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال: ما الخبر؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك: فغشي على محمد بن داود.
قَالَ الليثي: وَحَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قَالَ: كان محمد بن جامع ينفق على محمد بن داود، وما عرف فيما مضى من الزمان معشوق ينفق على عاشق إلا هو.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التّنوخيّ، أخبرنا أبي حدّثني أبو العبّاس أبو الحسن بن
عبد الله بن أحمد بن المغلس الداودي قَالَ: كان أبو بكر محمّد بن داود وأبو العبّاس ابن سريج إذا حضرا مجلس القاضي أبي عمر- يعني محمد بن يوسف- لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ما يجري بينهما، وكان ابن سريج كثيرا ما يتقدم أبا بكر في الحضور إلى المجلس، فتقدمه في الحضور أبو بكر يوما فسأله حدث من الشافعيين عن العود الموجب للكفارة في الظهار ما هو؟ فقال: إنه إعادة القول ثانيا وهو مذهبه ومذهب داود، فطالبه بالدليل فشرع فيه ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جرى فشرحوه، فقال ابن سريج لابن داود: أولا يا أبا بكر أعزك الله هذا قول مَنْ مِنَ المسلمين تقدمكم فيه؟ فاستشاط أبو بكر من ذلك. وَقَالَ: أتقدر أن من اعتقدت قولهم إجماع في هذه المسألة إجماع عندي، أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا وهيهات أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وَقَالَ له: أنت يا أبا بكر بكتاب «الزهرة» أمهر منك في هذه الطريقة، فقال أبو بكر: وبكتاب «الزهرة» تعيرني، والله ما تحسن تستتم قراءته قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه:
أكرر في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما
وينطق سري عن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي رده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
فقال له ابن سريج: أو علي تفخر بهذا القول وأنا الذي أقول:
ومساهر بالغنج من لحظاته ... قد بت أمنعه لذيذ سباته
ضنا بحسن حديثه وعتابه ... وأكرر اللحظات في وجناته
حتى إذا ما الصبح لاح عموده ... ولى بخاتم ربه وبراته
فقال ابن داود لأبي عمر: أيّد الله القاضي، قد أقر على نفسه بالمبيت على الحال التي ذكرها وادعى البراءة مما توجبه، فعليه إقامة البينة. فقال ابن سريج: من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارا وناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته. فقال ابن داود:
للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج: فهذا القول الذي قلته اختياري الساعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ الْقُمِّيُّ- إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيُّ، وأَبُو عُمَرَ بْن حيويه، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ- نَفْطَوَيْهِ- قَالَ: دخلت علي محمّد
ابن دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقُلْتُ: لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ: حُبُّ مَنْ تَعَلَّمَ أَوْرَثَنِي مَا تَرَى، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ مِنَ الاسْتِمْتَاعِ بِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ:
الاسْتِمْتَاعُ عَلَى وَجْهَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا النَّظَرُ الْمُبَاحُ، وَالثَّانِي اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ. فَأَمَّا النَّظَرُ الْمُبَاحُ فَأَوْرَثَنِي مَا تَرَى، وَأَمَّا اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ، فَإِنَّهُ مَنَعَنِي مِنْهَا مَا.
حَدَّثَنِي به أبي، حدّثنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ »
. ثم أنشد لنفسه:
أنظر إلى السحر يجري في لواحظه ... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه ... كأنهن نمال دب في عاج
وأنشدنا لنفسه:
ما لهم أنكروا سوادا بخدي ... هـ ولا ينكرون ورد الغصون
إن يكن عيب خده بدد الش ... عر فعيب العيون شعر الجفون
فقلت له: نفيت القياس في الفقه وأثبته في الشعر. فقال: غلبة الهوى، وملكة النفوس دعوا إليه، قَالَ: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين. قَالَ: وفي اليوم الذي مات يوسف فيه مات محمد بن داود بن علي الأصبهاني. ثم حدثنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد الشاهد: قَالَ لنا أحمد بن كامل: توفي محمد بن داود الفقيه في سنة سبع ومائتين بعد وفاة يوسف القاضي، قَالَ لنا الداودي: كانت وفاة محمد بن داود لسبع خلون من شوال. وَقَالَ غيره: مات لأيام بقين من شهر رمضان.
محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة بن زهير بن نضلة بن معاوية بن مازن بن كعب بن ذؤيبة بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث ابن ثعلبة بن دودان، ويعرف بابن كناسة، أبو يحيى الكوفي الأسدي :
ويقال: إن كناسة، لقب أبيه عبد الله، وقيل: لقب جده عبد الأعلى، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزّاهد.
وكان عالما بالعربية وأيام الناس والشعر. ورد بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ: هشام بْن عروة، وإِسْمَاعِيل بن أَبِي خالد، وسليمان الأَعْمَش، وجعفر بن برقان. روى عنه:
أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة النسائي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن سعد العوفي، وعبد اللَّه بن الْحَسَن الهاشمي، وأَحْمَد بن منصور الرمادي، وأَحْمَد بن سعيد الجمال، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا محمّد بن سعد الْعَوْفِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كناسة، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ وَسِيَاقُهُ لَهُ.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن سعيد السّوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد، قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث ابن كناسة حديث «غيروا الشيب» إنما هو عن عروة مرسل.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غيرو الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
فَقَالَ: هُوَ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَّاسَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ ذَلِكَ زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ. وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْحَبَطِيِّ عَنْ هشام. رواه الحافظ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلا وَهُوَ الصَّحِيحُ.
قُلْتُ: أَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الطّيّب
الدسكري- بحلوان لفظا- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حدّثنا أبو محمّد عبدان بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ زياد الجواليقي القاضي العسكريّ، حدّثنا زيد بن الحريش، حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. قال ابن المقرئ: أنا سألت عبدان عن هذا الحديث، وَحَدَّثَنِي جماعة من أصحابنا عن يحيى بن صاعد عن عبدان بهذا الحديث. وهكذا رواه أبو مروان يَحَْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ عَنْ هِشَامِ، ورواه عيسى بن يونس عن هشام عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونحن نذكر حديثه في ترجمة أحمد بن جناب إن شاء الله. ورواه محمّد ابن بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلا.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ- إِمْلاءً- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بشر العبدي، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ لعثمان أخيه. وَأَرْسَلَهُ أَيْضًا.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا علي بن شعيب، حدّثنا ابن نمير، حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز قالا: حَدَّثَنَا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثنا محمّد بن المرزبان، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد قَالَ:
رأى رجل محمد بن كناسة يحمل بيده بطن شاة، فقال له: أنا أحمله لك، فقال: لا ينقص الكامل من كماله ما جر من نفع إلى عياله.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد النحوي قَالَ: حَدَّثَنِي الفضل الربيعي، حَدَّثَنِي حماد بن إسحاق بن إبراهيم عن أبيه قَالَ: أتيت محمد بن كناسة لأكتب عنه فكثر عليه أصحاب الحديث فتضجر بهم وتجهمهم، فلما انصرفوا عنه دنوت منه فهش إلي واستبشر بي وبسط من وجهه
فقلت له: لقد تعجبت من تفاوت حالتيك. فقال لي: أضجرني هؤلاء بسوء آدابهم فلما جئتني أنت انبسطت إليك وأنشدتك، وقد حضرني في هذا المعنى بيتان وهما:
فيّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما قلت غير محتشم
فقلت له: وددت والله أن هذين البيتين لي بنصف ما أملك، فقال: قد وفر الله عليك مالك، والله ما سمعهما أحد ولا قلتهما إلا الساعة، فقلت له: فكيف لي بعلم نفسي أنهما ليسا لي.
أَخْبَرَنَا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل ابن خزيمة قَالَ: أنشدنا أحمد بن سعيد الجمال قَالَ: أنشدني محمد بن كناسة لنفسه:
فيَّ انقباض وحشمة ... ...
وذكر البيتين.
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ محمد الأبزاري المعروف بمنقار قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق الموصلي قال: أنشدنا ابن كناسة- ويحيى بن معين في مجلسه-:
فيّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما قلت غير محتشم
قَالَ: فقال لي إسحاق فأذكرت ابن كناسة هذين البيتين بعد، فقال: لكني أنشدك اليوم:
ضعفت عن الإخوان حتى جفوتهم ... على غير زهد في الإخاء ولا الود
ولكن أيامي تخرّمن قوتي ... فما أبلغ الحاجات إلا على جهد
أخبرني الحسين بن علي الصّيمريّ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير- وذكر محمد بن كناسة في تسمية من قدم بغداد من أهل الكوفة- قَالَ: سئل يحيى بن معين عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل، حدّثنا أحمد بن عبد الله الدّوريّ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن الحسين العلّاف، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ:
ابن كناسة كان شيخا ثقة صدوقا.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن كناسة أسدي من أنفسهم، وهو ثقة صالح التثبيت، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد، وكان له علم بالعربية والشعر وأيام الناس.
وذكره علي بن المديني يوما فقال: هو ثقة صدوق، قَالَ جدي: توفي بالكوفة لثلاث ليال خلون من شوال سنة سبع ومائتين. في خلافة المأمون.
قُلْتُ: وبلغني أن مولده كَانَ فِي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أبو داود عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة.
أخبرنا عنه أحمد بن حنبل، أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: ومحمد بن كناسة الأسدي كوفي يكنى: أبا يحيى، ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة سبع ومائتين فيها مات محمد بن كناسة الأسدي.
وقد ذكرنا عن يعقوب بن شيبة مثل هذا القول. وأخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن كناسة مات في سنة تسع ومائتين. ونرى الأول أصح، والله أعلم.
ويقال: إن كناسة، لقب أبيه عبد الله، وقيل: لقب جده عبد الأعلى، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزّاهد.
وكان عالما بالعربية وأيام الناس والشعر. ورد بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ: هشام بْن عروة، وإِسْمَاعِيل بن أَبِي خالد، وسليمان الأَعْمَش، وجعفر بن برقان. روى عنه:
أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة النسائي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن سعد العوفي، وعبد اللَّه بن الْحَسَن الهاشمي، وأَحْمَد بن منصور الرمادي، وأَحْمَد بن سعيد الجمال، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا محمّد بن سعد الْعَوْفِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كناسة، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ وَسِيَاقُهُ لَهُ.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن سعيد السّوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد، قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث ابن كناسة حديث «غيروا الشيب» إنما هو عن عروة مرسل.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غيرو الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
فَقَالَ: هُوَ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَّاسَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ ذَلِكَ زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ. وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْحَبَطِيِّ عَنْ هشام. رواه الحافظ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلا وَهُوَ الصَّحِيحُ.
قُلْتُ: أَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الطّيّب
الدسكري- بحلوان لفظا- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حدّثنا أبو محمّد عبدان بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ زياد الجواليقي القاضي العسكريّ، حدّثنا زيد بن الحريش، حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. قال ابن المقرئ: أنا سألت عبدان عن هذا الحديث، وَحَدَّثَنِي جماعة من أصحابنا عن يحيى بن صاعد عن عبدان بهذا الحديث. وهكذا رواه أبو مروان يَحَْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ عَنْ هِشَامِ، ورواه عيسى بن يونس عن هشام عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونحن نذكر حديثه في ترجمة أحمد بن جناب إن شاء الله. ورواه محمّد ابن بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلا.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ- إِمْلاءً- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بشر العبدي، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ لعثمان أخيه. وَأَرْسَلَهُ أَيْضًا.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا علي بن شعيب، حدّثنا ابن نمير، حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز قالا: حَدَّثَنَا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثنا محمّد بن المرزبان، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد قَالَ:
رأى رجل محمد بن كناسة يحمل بيده بطن شاة، فقال له: أنا أحمله لك، فقال: لا ينقص الكامل من كماله ما جر من نفع إلى عياله.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد النحوي قَالَ: حَدَّثَنِي الفضل الربيعي، حَدَّثَنِي حماد بن إسحاق بن إبراهيم عن أبيه قَالَ: أتيت محمد بن كناسة لأكتب عنه فكثر عليه أصحاب الحديث فتضجر بهم وتجهمهم، فلما انصرفوا عنه دنوت منه فهش إلي واستبشر بي وبسط من وجهه
فقلت له: لقد تعجبت من تفاوت حالتيك. فقال لي: أضجرني هؤلاء بسوء آدابهم فلما جئتني أنت انبسطت إليك وأنشدتك، وقد حضرني في هذا المعنى بيتان وهما:
فيّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما قلت غير محتشم
فقلت له: وددت والله أن هذين البيتين لي بنصف ما أملك، فقال: قد وفر الله عليك مالك، والله ما سمعهما أحد ولا قلتهما إلا الساعة، فقلت له: فكيف لي بعلم نفسي أنهما ليسا لي.
أَخْبَرَنَا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل ابن خزيمة قَالَ: أنشدنا أحمد بن سعيد الجمال قَالَ: أنشدني محمد بن كناسة لنفسه:
فيَّ انقباض وحشمة ... ...
وذكر البيتين.
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ محمد الأبزاري المعروف بمنقار قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق الموصلي قال: أنشدنا ابن كناسة- ويحيى بن معين في مجلسه-:
فيّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما قلت غير محتشم
قَالَ: فقال لي إسحاق فأذكرت ابن كناسة هذين البيتين بعد، فقال: لكني أنشدك اليوم:
ضعفت عن الإخوان حتى جفوتهم ... على غير زهد في الإخاء ولا الود
ولكن أيامي تخرّمن قوتي ... فما أبلغ الحاجات إلا على جهد
أخبرني الحسين بن علي الصّيمريّ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير- وذكر محمد بن كناسة في تسمية من قدم بغداد من أهل الكوفة- قَالَ: سئل يحيى بن معين عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل، حدّثنا أحمد بن عبد الله الدّوريّ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن الحسين العلّاف، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ:
ابن كناسة كان شيخا ثقة صدوقا.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن كناسة أسدي من أنفسهم، وهو ثقة صالح التثبيت، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد، وكان له علم بالعربية والشعر وأيام الناس.
وذكره علي بن المديني يوما فقال: هو ثقة صدوق، قَالَ جدي: توفي بالكوفة لثلاث ليال خلون من شوال سنة سبع ومائتين. في خلافة المأمون.
قُلْتُ: وبلغني أن مولده كَانَ فِي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أبو داود عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة.
أخبرنا عنه أحمد بن حنبل، أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: ومحمد بن كناسة الأسدي كوفي يكنى: أبا يحيى، ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة سبع ومائتين فيها مات محمد بن كناسة الأسدي.
وقد ذكرنا عن يعقوب بن شيبة مثل هذا القول. وأخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن كناسة مات في سنة تسع ومائتين. ونرى الأول أصح، والله أعلم.
محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم، أبو أحمد الكوفي الزبيري مولى بني أسد :
سمع مسعر بن كدام، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وإسرائيل بن يونس، وبشير بن سلمان. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حنبل، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وعبيد اللَّه بْن عمر القواريري، وأبو خيثمة زهير بن حرب، والفضل بن سهل الأعرج، وأحمد بن الوليد الفحام، وغيرهم. قدم أبو أحمد بغداد وحدث بها. وذكر ابن الجعابي أن له أخا يسمى حسنا من وجوه الشيعة يروى عنه.
أنبأنا أحمد بن علي اليزدي، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحافظ قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير الأسدي مولى لبني أسد، وليس من ولد الزبير بن العوام، كوفي قدم بغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: الزبيري كان يبيع القت بزبالة وإنما سماه أهل بغداد الزبيري، وهو محمّد ابن عبد الله بن الزبير وليس هو من الزّبيريين. وكل ما أذكره عن يحيى بن معين بهذا الإسناد فهو عن محمد بن عبد الواحد الأكبر المكنى: أبا عبد الله، ولم يكن سماع أخيه محمد المكنى أبا الحسن.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ السّرخسيّ، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي السلمي، قَالَ: سمعت نصر بن عَلِيّ يَقُولُ: سمعت أبي أحمد الزبيري يقول: لا أبالي إن سرق مني كتاب سفيان، إني أحفظه كله.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن قتيبة قَالَ: سَمِعْتُ ابْن نمير يقول: أبو أحمد الزبيري صدوق وهو في الطبقة الثالثة من أصحاب الثوري. ما علمت إلا خيرا، مشهور بالطلب، ثقة صحيح الكتاب، وكان صديق أبي نعيم، وسماعهما قريب، أبو نعيم أسن منه وأقدم سماعا.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، أَخْبَرَنَا عمر بن مُحَمَّد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قَالَ: قَالَ أبو عبد الله- يعني أحمد بن حنبل-: أبو أحمد الزبيري كان كثير الخطإ في حديث سفيان.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فالزبيري- أعني أبا أحمد-؟ قَالَ: ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي يكنى أبا أحمد كوفي ثقة وكان يتشيع.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: محمّد ابن عبد الله الأسدي أبو أحمد الزبيري، صدوق.
حدّثنا محمّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو أحمد محمد بن عبد الله ابن الزبير الأسدي، كوفي لَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن عليّ الصّيمريّ، أخبرنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد قَالَ: كان محمد بن عبد الله الأسدي يصوم الدهر، وكان إذا تسحر برغيف لم يصدع فإذا تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار إلى آخره، فإن لم يتسحر صدع يومه أجمع.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جعفر بْن حمدان. قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي أبي قَالَ: مات أبو أحمد سنة ثلاث ومائتين.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حدّثنا محمّد ابن عَبْد اللَّهِ الحضرمي قَالَ: سنة ثلاث وَمائتين فيها مات أبو أحمد محمّد بن عبد الله ابن الزبير الزبيري الأسدي في جمادى الأولى بالأهواز.
سمع مسعر بن كدام، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وإسرائيل بن يونس، وبشير بن سلمان. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حنبل، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وعبيد اللَّه بْن عمر القواريري، وأبو خيثمة زهير بن حرب، والفضل بن سهل الأعرج، وأحمد بن الوليد الفحام، وغيرهم. قدم أبو أحمد بغداد وحدث بها. وذكر ابن الجعابي أن له أخا يسمى حسنا من وجوه الشيعة يروى عنه.
أنبأنا أحمد بن علي اليزدي، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحافظ قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير الأسدي مولى لبني أسد، وليس من ولد الزبير بن العوام، كوفي قدم بغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: الزبيري كان يبيع القت بزبالة وإنما سماه أهل بغداد الزبيري، وهو محمّد ابن عبد الله بن الزبير وليس هو من الزّبيريين. وكل ما أذكره عن يحيى بن معين بهذا الإسناد فهو عن محمد بن عبد الواحد الأكبر المكنى: أبا عبد الله، ولم يكن سماع أخيه محمد المكنى أبا الحسن.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ السّرخسيّ، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي السلمي، قَالَ: سمعت نصر بن عَلِيّ يَقُولُ: سمعت أبي أحمد الزبيري يقول: لا أبالي إن سرق مني كتاب سفيان، إني أحفظه كله.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن قتيبة قَالَ: سَمِعْتُ ابْن نمير يقول: أبو أحمد الزبيري صدوق وهو في الطبقة الثالثة من أصحاب الثوري. ما علمت إلا خيرا، مشهور بالطلب، ثقة صحيح الكتاب، وكان صديق أبي نعيم، وسماعهما قريب، أبو نعيم أسن منه وأقدم سماعا.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، أَخْبَرَنَا عمر بن مُحَمَّد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قَالَ: قَالَ أبو عبد الله- يعني أحمد بن حنبل-: أبو أحمد الزبيري كان كثير الخطإ في حديث سفيان.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فالزبيري- أعني أبا أحمد-؟ قَالَ: ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي يكنى أبا أحمد كوفي ثقة وكان يتشيع.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: محمّد ابن عبد الله الأسدي أبو أحمد الزبيري، صدوق.
حدّثنا محمّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو أحمد محمد بن عبد الله ابن الزبير الأسدي، كوفي لَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن عليّ الصّيمريّ، أخبرنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد قَالَ: كان محمد بن عبد الله الأسدي يصوم الدهر، وكان إذا تسحر برغيف لم يصدع فإذا تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار إلى آخره، فإن لم يتسحر صدع يومه أجمع.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جعفر بْن حمدان. قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي أبي قَالَ: مات أبو أحمد سنة ثلاث ومائتين.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حدّثنا محمّد ابن عَبْد اللَّهِ الحضرمي قَالَ: سنة ثلاث وَمائتين فيها مات أبو أحمد محمّد بن عبد الله ابن الزبير الزبيري الأسدي في جمادى الأولى بالأهواز.
محمد بن سابق، أبو جعفر- وقيل: أبو سعيد- البزاز، مولى بني تميم :
وأصله فارسي سكن الكوفة. ثم قدم بغداد فنزلها، وحدث بها عن مالك بن مغول، وشيبان النحوي، وإسرائيل بن يونس، وإبراهيم بن طهمان، وورقاء بن عمير.
روى عنه: أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بْن أَبِي خيثمة، وجعفر بْن مُحَمَّد بن شاكر الصائغ، ومحمد ابن غالب التمتام في آخرين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن نصر الستوري، حدّثنا أحمد بن سلمان النجّاد، حدّثنا جعفر بن محمّد الصّائغ، حدّثنا محمّد بن سابق- قال النجّاد- أبو بكر.
وأخبرنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا محمّد بن سابق، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيءِ»
. وَقَالَ ابْنُ سَابِقٍ مَرَّةً: «لَيْسَ بِالطَّعَّانِ وَلا بِاللَّعَّانِ» وَاللَّفْظُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون
الضبي، عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنَا نَجِيحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سمعت أَبَا بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَةَ وَذُكِرَ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ»
فَقَالَ: إِنْ كَانَ حَفِظَهُ فَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ القطّان؛ أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: سمعت عليّ بن الْمَدِينِيِّ- وَذُكِرَ هَذَا الْحَدِيثُ- فَقَالَ: رَوَاهُ ابْنُ سَابِقٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ»
. فَقَالَ عَلِيٌّ:
هَذَا مُنْكَرٌ مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَإِنَّمَا هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي وَائِلٍ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ الأَعْمَشِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، إِلا أَنَّهُ وَقَفَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ الْعَطَّارُ الْكُوفِيُّ- وَكَانَ صَدُوقًا- عَنْ إِسْرَائِيلَ فَخَالَفَ فِيهِ مُحَمَّدَ بْنَ سَابِقٍ.
أَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بن عبد الملك، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ الْعَطَّارُ- مِنْ كِتَابِهِ- عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيءِ»
. لَمْ يَزِدْ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ فِي ذِكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى هَذَا وَلَمْ يَعْرِفْهُ وَلا قَالَ إِنَّهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: حدثنا البخاريّ قال: محمّد بن سابق البغداديّ يقال مولى لبني تميم كان بالكوفة أصله فارسي.
أخبرنا عليّ بن عبد العزيز الطّاهري، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن قَالَ: وجدت في كتاب جدي أبي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سعد الزهري، عن يحيى بن معين قَالَ: محمد بن سابق يروي عنه أبو خيثمة ضعيف.
أخبرنا الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسين الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سئل يحيى بن معين عن محمد بن سابق البزاز، فقال: ضعيف .
قَالَ أحمد بن زهير: مات محمد بن سابق ببغداد.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن القاسم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن سابق كان ثقة صدوقا.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن سابق كان شيخا صدوقا ثقة، وليس ممن يؤثر الضبط للحديث .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: سمعت محمد بن صالح- يعني كيلجة- وذكر محمد بن سابق فقال: كان خيارا لا بأس به .
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو جعفر محمد بن سابق بغدادي ليس به بأس .
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: محمد بن سابق كوفي ثقة، روى عنه زهير بن حرب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن سابق، ويكنى أبا جعفر مولى بني تميم كان من أهل الكوفة ونزل بغداد في قطيعة الرّبيع، وتجر بها ومات ببغداد .
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي قَالَ: مات محمد بن سابق الكوفي ببغداد سنة ثلاث عشرة ومائتين .
قرأت على الحسين بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل. وأخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع قَالا: مات محمد بن سابق البغداديّ سنة أربع عشرة ومائتين.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه السري
وأصله فارسي سكن الكوفة. ثم قدم بغداد فنزلها، وحدث بها عن مالك بن مغول، وشيبان النحوي، وإسرائيل بن يونس، وإبراهيم بن طهمان، وورقاء بن عمير.
روى عنه: أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بْن أَبِي خيثمة، وجعفر بْن مُحَمَّد بن شاكر الصائغ، ومحمد ابن غالب التمتام في آخرين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن نصر الستوري، حدّثنا أحمد بن سلمان النجّاد، حدّثنا جعفر بن محمّد الصّائغ، حدّثنا محمّد بن سابق- قال النجّاد- أبو بكر.
وأخبرنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا محمّد بن سابق، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيءِ»
. وَقَالَ ابْنُ سَابِقٍ مَرَّةً: «لَيْسَ بِالطَّعَّانِ وَلا بِاللَّعَّانِ» وَاللَّفْظُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون
الضبي، عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنَا نَجِيحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سمعت أَبَا بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَةَ وَذُكِرَ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ»
فَقَالَ: إِنْ كَانَ حَفِظَهُ فَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ القطّان؛ أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: سمعت عليّ بن الْمَدِينِيِّ- وَذُكِرَ هَذَا الْحَدِيثُ- فَقَالَ: رَوَاهُ ابْنُ سَابِقٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ»
. فَقَالَ عَلِيٌّ:
هَذَا مُنْكَرٌ مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَإِنَّمَا هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي وَائِلٍ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ الأَعْمَشِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، إِلا أَنَّهُ وَقَفَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ الْعَطَّارُ الْكُوفِيُّ- وَكَانَ صَدُوقًا- عَنْ إِسْرَائِيلَ فَخَالَفَ فِيهِ مُحَمَّدَ بْنَ سَابِقٍ.
أَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بن عبد الملك، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ الْعَطَّارُ- مِنْ كِتَابِهِ- عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيءِ»
. لَمْ يَزِدْ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ فِي ذِكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى هَذَا وَلَمْ يَعْرِفْهُ وَلا قَالَ إِنَّهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: حدثنا البخاريّ قال: محمّد بن سابق البغداديّ يقال مولى لبني تميم كان بالكوفة أصله فارسي.
أخبرنا عليّ بن عبد العزيز الطّاهري، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن قَالَ: وجدت في كتاب جدي أبي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سعد الزهري، عن يحيى بن معين قَالَ: محمد بن سابق يروي عنه أبو خيثمة ضعيف.
أخبرنا الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسين الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سئل يحيى بن معين عن محمد بن سابق البزاز، فقال: ضعيف .
قَالَ أحمد بن زهير: مات محمد بن سابق ببغداد.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن القاسم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن سابق كان ثقة صدوقا.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن سابق كان شيخا صدوقا ثقة، وليس ممن يؤثر الضبط للحديث .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: سمعت محمد بن صالح- يعني كيلجة- وذكر محمد بن سابق فقال: كان خيارا لا بأس به .
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو جعفر محمد بن سابق بغدادي ليس به بأس .
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: محمد بن سابق كوفي ثقة، روى عنه زهير بن حرب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن سابق، ويكنى أبا جعفر مولى بني تميم كان من أهل الكوفة ونزل بغداد في قطيعة الرّبيع، وتجر بها ومات ببغداد .
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي قَالَ: مات محمد بن سابق الكوفي ببغداد سنة ثلاث عشرة ومائتين .
قرأت على الحسين بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل. وأخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع قَالا: مات محمد بن سابق البغداديّ سنة أربع عشرة ومائتين.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه السري
مُحَمَّد بن أَحْمد الخالدي سمع أَبَا بكر ابْن أبي خُزَيْمَة ضعفه الْحَاكِم وَقَالَ ذكر أَنه حدث عَن قوم لم يرهم
محمد بن الصباح، أبو جعفر البزاز، مولى مزينة، ويعرف بالدولابي :
سمع إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن زكريا الخلقاني، وإسماعيل بن جعفر، وشريك بن عبد اللَّه وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وهشيم بن بشير، وأبا قطن عمرو ابن الهيثم. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عَبْد الله بن أحمد، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي الخزاز، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، وَمُحَمَّد بْن بشر بْن مطر، وَأَحْمَد بْن يحيى الحلواني، وكان أصله من هراة، ومسكنه ببغداد إلى حين وفاته.
نَقَلْتُ مِنْ أَصْلِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ رِزْقَوَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: كان أبي لا يرى بالكتاب عن هؤلاء الشيوخ بأسا وقد حَدَّثَنَا عن بعضهم، منهم محمد بن الصباح.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد اللخمي- بالأنبار- أخبرنا الحسين بن ميمون ابن محمّد البزّاز- بمصر- أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شعبان بن زكير، حدّثنا
محمّد بن سعيد التستري، حَدَّثَنَا أبو محمد القاسم بن نصر المخرمي قَالَ: سألت أحمد بن حنبل، عن محمد بن الصباح الدولابي، فقال شيخنا: يحدث عن ابن أبي الزناد وإبراهيم بن سعد، ثقة.
أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- يعني يَحْيَى بْن معين- محمد بن الصباح ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: محمد بن الصباح يسكن بغداد ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الخلّال، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن الصباح الدولابي كان ثقة صاحب حديث.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: كان محمد بن الصباح الدولابي ثقة عالما بهشيم.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات محمد بن الصباح الدولابي ببغداد.
أخبرنا الأزهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، أخبرنا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن الصباح البزاز- وهو الدولابي- كان ينزل باب الكرخ، ومات في آخر المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، أخبرنا موسى ابن هارون قَالَ: مات محمد بن الصباح الدولابي ببغداد يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة من المحرم سنة سبع وعشرين وقد جاز السبعين.
سمع إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن زكريا الخلقاني، وإسماعيل بن جعفر، وشريك بن عبد اللَّه وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وهشيم بن بشير، وأبا قطن عمرو ابن الهيثم. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عَبْد الله بن أحمد، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي الخزاز، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، وَمُحَمَّد بْن بشر بْن مطر، وَأَحْمَد بْن يحيى الحلواني، وكان أصله من هراة، ومسكنه ببغداد إلى حين وفاته.
نَقَلْتُ مِنْ أَصْلِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ رِزْقَوَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: كان أبي لا يرى بالكتاب عن هؤلاء الشيوخ بأسا وقد حَدَّثَنَا عن بعضهم، منهم محمد بن الصباح.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد اللخمي- بالأنبار- أخبرنا الحسين بن ميمون ابن محمّد البزّاز- بمصر- أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شعبان بن زكير، حدّثنا
محمّد بن سعيد التستري، حَدَّثَنَا أبو محمد القاسم بن نصر المخرمي قَالَ: سألت أحمد بن حنبل، عن محمد بن الصباح الدولابي، فقال شيخنا: يحدث عن ابن أبي الزناد وإبراهيم بن سعد، ثقة.
أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- يعني يَحْيَى بْن معين- محمد بن الصباح ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: محمد بن الصباح يسكن بغداد ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الخلّال، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن الصباح الدولابي كان ثقة صاحب حديث.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: كان محمد بن الصباح الدولابي ثقة عالما بهشيم.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات محمد بن الصباح الدولابي ببغداد.
أخبرنا الأزهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، أخبرنا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن الصباح البزاز- وهو الدولابي- كان ينزل باب الكرخ، ومات في آخر المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، أخبرنا موسى ابن هارون قَالَ: مات محمد بن الصباح الدولابي ببغداد يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة من المحرم سنة سبع وعشرين وقد جاز السبعين.
محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي الضرير أبو عيسى الإمام.
سمع بالحجاز من محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وبالبصرة من محمد بن بشار بندار ومحمد بن المثنى وعمر بن علي بن بحر بن كثير الفلاس وغيرهم وبواسط من أبي الشعثاء علي بن الحسن وبالكوفة من أبي كريب ومحمد بن عثمان بن كرامة وعبيد بن أسباط وعلي بن المنذر
الطريقي في آخرين وببغداد من الحسن بن الصباح واحمد بن حسان بن ميمون وأحمد بن منيع ومحمد بن إسحاق الصاغاني وبالري من أبي زرعة الرازي وبخراسان من علي بن حجر ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق وقتيبة بن سعيد ومحمد بن يحيى النيسابوري في خلق كثير.
حدث عنه الهيثم بن كليب الشاشي قال ابن ماكولا في كتابه بعد أن نسبه كما تقدم توفي بالترمذ ليلة الإثنين لثلاث عشرة ليلة مضت من رجب سنة تسع وسيعين ومائتين.
أخبرنا عبد القادر بن عبد الله الرهاوي إجازة أنبا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي بالإسكندرية ثنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي وأبو علي أحمد بن محمد البرداني ببغداد قالا أحبرنا أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي أنبأ أبو عبد الله محمد بن احمد بن سليمان الغنجار البخاري في تاريخ بخارى قال أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي الحافظ دخل بخاري وحدث بها وهو صاحب الجامع والتاريخ توفي أبو عيسى محمد بن عيسى بالترمذ ليلة الإثنين لثلاث عشرة ليلة مضت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين.
أخبرنا جعفر بن أبي الحسن الهمداني ثنا أبو طاهر السلفي قراءة عليه ثنا أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار الماكي قال سمعت الخليل بن عبد الله الخليلي يقول محمد بن عيسى بن شداد الحافظ ثقة متفق عليه له كتاب في السنن وكلام في الجرح والتعديل روى عنه ابن محبوب الإملاء بمرو وسمعنا نسبة من بعض المراوزة عن ابن محبوب عنه سمع قتيبة وبالعراق عارما والقعنبي وهو عندهم مشهور بالأمانة والعلم مات بعد الثمانين ومائتين قلت والصواب نسبة ووفاته ما قدمنا ذكره.
أخبرنا أبو سعد البناء أنبا علي بن حمزة الموسوي إجازة أنبأ نجيب بن ميمون الواسطي الأصل الأديب الهروي عن أبي علي منصور بن عبد الله بن خالد بن احمد بن خالد بن حماد الذهلي قال قال أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي رحمه الله صنفت هذا الكتاب يعني المسند الصحيح فعرضته
على علماء الحجاز فرضوا به وعرضته على علماء العراق فرضوا به وعرضته على علماء خراسان فرضوا به ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما كان في بيته نبي يتكلم.
أنبانا عبد القادر بن عبد الله الفهمي ثنا عبد الرحيم بن أبي الوفاء الحاجي بأصبهان قال سمعت محمد بن طاهر المقدسي يقول سمعت أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري يقول كتاب أبي عيسى الترمذي عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم قلت لم قال لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من اهل المعرفة التامة وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبينها فيصل إلى فائدته كل أحد من الناس من الفقهاء والمحدثين وغيرهما.
أخبرنا أبو بكر المبارك بن صدقة بن يوسف الباجرزي أنبأ أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي أنبا أبو عامر الأزدي محمود بن القاسم وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر قالا أنبأ عبد الجبار بن محمد الجراحي المرزباني أنبأ محمد بن أحمد بن محبوب أنبا أبو عيسى الترمذي ثنا علي ابن المنذر ثنا محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك"1.
قال علي بن المنذر قلت لضرار بن صرد ما معنى بهذا الحديث قال لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك قال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه ألا من هذا الوجه ثم قال سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث
قال يوسف بن أحمد البغدادي الحافظ رحمه الله قرأت بخط المؤتمن بن احمد الساجي في نسحته العتيقة بالمسند روى الخالدي هذا الكتاب عن النسفي وهو أبو الفضل محمد بن محمود بن عنبر النسفي وأظن
التصنيف لأجله وبخطه أيضا هذا الكتاب يشتمل على أحد وخمسين كتابا وبخطه أيضا في آخر العلل زاد أبو عيسى العلل بسمرقند قال ورأيت في أحرى عتيقة فرغ من كتابته يوم الأضحى من سنة سبعين ومائتين.
أخبرتنا عفيفة بنت أحمد إجازة قالت أخبرنا أبو نصر الحسن بن أحمد اليونارتي إجازة أنبأ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ بنيسابور أنبأ أبو بشر عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن هارون النيسابوري أنبأ أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحارث المروزي يقول سمعت أبا عيسى محمد بن عيسى الحافظ يقول كنت في طريق مكة وكنت قد كتبت جزءين من أحاديث شيخ فمر بنا ذلك الشيخ فسألت عنه قالوا فلان فذهبت إليه وأنا أظن أن الجزءين معي وحملت معي من محملي جزءين كنت أظن أنهما الجزءان اللذان له فلما ظفرت به وسألته فأجابني إلى ذلك أخذت الجزءين فإذا هما بياض فتحيرت فجعل الشيخ يقرأ علي من حفظه ثم نظر إلى فرأى البياض في يدي فقال أما تستحي مني فقلت لا وقصصت عليه القصة وقلت احفظه كله فقال اقرأه فقرأت جميع ما قرأ على الولاء فلم يصدقني وقال استظهرت قبل أن تجيء فقلت حدثني بغيره فقرأ على أربعين حديثا من غرائب أحاديثه ثم قال هات اقرأ فقرأت عليه من أوله إلى آخره كما قرأ فما أخطأت في حرف فقال لي ما رأيت مثلك.
سمع بالحجاز من محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وبالبصرة من محمد بن بشار بندار ومحمد بن المثنى وعمر بن علي بن بحر بن كثير الفلاس وغيرهم وبواسط من أبي الشعثاء علي بن الحسن وبالكوفة من أبي كريب ومحمد بن عثمان بن كرامة وعبيد بن أسباط وعلي بن المنذر
الطريقي في آخرين وببغداد من الحسن بن الصباح واحمد بن حسان بن ميمون وأحمد بن منيع ومحمد بن إسحاق الصاغاني وبالري من أبي زرعة الرازي وبخراسان من علي بن حجر ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق وقتيبة بن سعيد ومحمد بن يحيى النيسابوري في خلق كثير.
حدث عنه الهيثم بن كليب الشاشي قال ابن ماكولا في كتابه بعد أن نسبه كما تقدم توفي بالترمذ ليلة الإثنين لثلاث عشرة ليلة مضت من رجب سنة تسع وسيعين ومائتين.
أخبرنا عبد القادر بن عبد الله الرهاوي إجازة أنبا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي بالإسكندرية ثنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي وأبو علي أحمد بن محمد البرداني ببغداد قالا أحبرنا أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي أنبأ أبو عبد الله محمد بن احمد بن سليمان الغنجار البخاري في تاريخ بخارى قال أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي الحافظ دخل بخاري وحدث بها وهو صاحب الجامع والتاريخ توفي أبو عيسى محمد بن عيسى بالترمذ ليلة الإثنين لثلاث عشرة ليلة مضت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين.
أخبرنا جعفر بن أبي الحسن الهمداني ثنا أبو طاهر السلفي قراءة عليه ثنا أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار الماكي قال سمعت الخليل بن عبد الله الخليلي يقول محمد بن عيسى بن شداد الحافظ ثقة متفق عليه له كتاب في السنن وكلام في الجرح والتعديل روى عنه ابن محبوب الإملاء بمرو وسمعنا نسبة من بعض المراوزة عن ابن محبوب عنه سمع قتيبة وبالعراق عارما والقعنبي وهو عندهم مشهور بالأمانة والعلم مات بعد الثمانين ومائتين قلت والصواب نسبة ووفاته ما قدمنا ذكره.
أخبرنا أبو سعد البناء أنبا علي بن حمزة الموسوي إجازة أنبأ نجيب بن ميمون الواسطي الأصل الأديب الهروي عن أبي علي منصور بن عبد الله بن خالد بن احمد بن خالد بن حماد الذهلي قال قال أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي رحمه الله صنفت هذا الكتاب يعني المسند الصحيح فعرضته
على علماء الحجاز فرضوا به وعرضته على علماء العراق فرضوا به وعرضته على علماء خراسان فرضوا به ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما كان في بيته نبي يتكلم.
أنبانا عبد القادر بن عبد الله الفهمي ثنا عبد الرحيم بن أبي الوفاء الحاجي بأصبهان قال سمعت محمد بن طاهر المقدسي يقول سمعت أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري يقول كتاب أبي عيسى الترمذي عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم قلت لم قال لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من اهل المعرفة التامة وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبينها فيصل إلى فائدته كل أحد من الناس من الفقهاء والمحدثين وغيرهما.
أخبرنا أبو بكر المبارك بن صدقة بن يوسف الباجرزي أنبأ أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي أنبا أبو عامر الأزدي محمود بن القاسم وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر قالا أنبأ عبد الجبار بن محمد الجراحي المرزباني أنبأ محمد بن أحمد بن محبوب أنبا أبو عيسى الترمذي ثنا علي ابن المنذر ثنا محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك"1.
قال علي بن المنذر قلت لضرار بن صرد ما معنى بهذا الحديث قال لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك قال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه ألا من هذا الوجه ثم قال سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث
قال يوسف بن أحمد البغدادي الحافظ رحمه الله قرأت بخط المؤتمن بن احمد الساجي في نسحته العتيقة بالمسند روى الخالدي هذا الكتاب عن النسفي وهو أبو الفضل محمد بن محمود بن عنبر النسفي وأظن
التصنيف لأجله وبخطه أيضا هذا الكتاب يشتمل على أحد وخمسين كتابا وبخطه أيضا في آخر العلل زاد أبو عيسى العلل بسمرقند قال ورأيت في أحرى عتيقة فرغ من كتابته يوم الأضحى من سنة سبعين ومائتين.
أخبرتنا عفيفة بنت أحمد إجازة قالت أخبرنا أبو نصر الحسن بن أحمد اليونارتي إجازة أنبأ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ بنيسابور أنبأ أبو بشر عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن هارون النيسابوري أنبأ أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحارث المروزي يقول سمعت أبا عيسى محمد بن عيسى الحافظ يقول كنت في طريق مكة وكنت قد كتبت جزءين من أحاديث شيخ فمر بنا ذلك الشيخ فسألت عنه قالوا فلان فذهبت إليه وأنا أظن أن الجزءين معي وحملت معي من محملي جزءين كنت أظن أنهما الجزءان اللذان له فلما ظفرت به وسألته فأجابني إلى ذلك أخذت الجزءين فإذا هما بياض فتحيرت فجعل الشيخ يقرأ علي من حفظه ثم نظر إلى فرأى البياض في يدي فقال أما تستحي مني فقلت لا وقصصت عليه القصة وقلت احفظه كله فقال اقرأه فقرأت جميع ما قرأ على الولاء فلم يصدقني وقال استظهرت قبل أن تجيء فقلت حدثني بغيره فقرأ على أربعين حديثا من غرائب أحاديثه ثم قال هات اقرأ فقرأت عليه من أوله إلى آخره كما قرأ فما أخطأت في حرف فقال لي ما رأيت مثلك.
محمد بن سعد بن منيع أبو عبد الله مولى بني هاشم.
أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني بدمشق أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن قبيس أنا أبو بكر الخطيب قال محمد بن سعد بن منيع وهو أبو عبد الله وهو كاتب الواقدي سمع سفيان بن عيينة وإسماعيل بن علية ومحمد بن أبي فديك وأبا حمزة أنس بن عياض
ومعن بن عيسى والوليد بن مسلم ومن بعدهم وكان من أهل الفضل والعلم وصنف كتابا كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين والخالفين إلى وقته فأجاد فيه وأحسن.
روى عنه الحارث بن أبي أسامة والحسين بن فهم وأبو بكر بن أبي الدنيا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أنا احمد بن كامل القاضي قال سمعت الحسين بن فهم يقول كنت عند مصعب الزبيري فمر بنا يحيى بن معين فقال له مصعب يا أبا زكريا أنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا وذكر حديثا فقال له يحيى كذب قال الخطيب ومحمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقة فإنه يتحرى في كثير من رواياته ولعل مصعبا الزبيري ذكر ليحيى عنه حديثا من المناكير يرويها الواقدي فنسبه إلى الكذب وقد قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن محمد بن سعد فقال يصدق رأيته جاء إلى القواريري وسأله عن احاديث فحدثه.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري أنا محمد بن العباس أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق قال سمعت إبراهيم الحربي يقول كان أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد يأخذ منه جزءين من حديث الواقدي ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى ثم يردهما ويأخذ غيرهما قال إبراهيم ولو ذهب سمعهما كان خيرا له.
أخبرنا الأزهري أنا محمد بن العباس أنا أحمد بن معروف الخشاب أنا الحسين بن فهم قال محمد بن سعد صاحب الواقدي وهو مولى الحسين بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب توفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ودفن في مقبرة باب الشام وهو ابن اثنتين وستين سنة وكان كثير العلم كثير الحديث والرواية كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني بدمشق أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن قبيس أنا أبو بكر الخطيب قال محمد بن سعد بن منيع وهو أبو عبد الله وهو كاتب الواقدي سمع سفيان بن عيينة وإسماعيل بن علية ومحمد بن أبي فديك وأبا حمزة أنس بن عياض
ومعن بن عيسى والوليد بن مسلم ومن بعدهم وكان من أهل الفضل والعلم وصنف كتابا كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين والخالفين إلى وقته فأجاد فيه وأحسن.
روى عنه الحارث بن أبي أسامة والحسين بن فهم وأبو بكر بن أبي الدنيا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أنا احمد بن كامل القاضي قال سمعت الحسين بن فهم يقول كنت عند مصعب الزبيري فمر بنا يحيى بن معين فقال له مصعب يا أبا زكريا أنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا وذكر حديثا فقال له يحيى كذب قال الخطيب ومحمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقة فإنه يتحرى في كثير من رواياته ولعل مصعبا الزبيري ذكر ليحيى عنه حديثا من المناكير يرويها الواقدي فنسبه إلى الكذب وقد قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن محمد بن سعد فقال يصدق رأيته جاء إلى القواريري وسأله عن احاديث فحدثه.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري أنا محمد بن العباس أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق قال سمعت إبراهيم الحربي يقول كان أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد يأخذ منه جزءين من حديث الواقدي ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى ثم يردهما ويأخذ غيرهما قال إبراهيم ولو ذهب سمعهما كان خيرا له.
أخبرنا الأزهري أنا محمد بن العباس أنا أحمد بن معروف الخشاب أنا الحسين بن فهم قال محمد بن سعد صاحب الواقدي وهو مولى الحسين بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب توفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ودفن في مقبرة باب الشام وهو ابن اثنتين وستين سنة وكان كثير العلم كثير الحديث والرواية كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه.
محمد بن سعد بن منيع، أبو عبد الله مولى بني هاشم، وهو كاتب الواقدي :
سمع: سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عُلَيَّةَ، ومحمد بن أبي فديك، وأبا حمزة أنس بن عياض، ومعن بن عيسى، والوليد بن مسلم، ومن بعدهم. وكان من أهل الفضل والعلم، وصنف كتابا كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين، والخالفين إلى وقته، فأجاد فيه وأحسن. روى عنه: الحارث بْن أَبِي أسامة، وَالحسين بْن فهم وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا .
أَنْبَأَنَا إبراهيم بن مخلد، حَدَّثَنَا أحمد بن كامل القاضي قَالَ: قَالَ لي محمد بن موسى: الذين اجتمعت عندهم كتب الواقدي أربعة أنفس: محمد بن سعد الكاتب أولهم.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كامل الْقَاضِي قَالَ: سَمِعْتُ الحسين ابن فهم يقول: كنت عند مصعب الزبيري فمر بنا يحيى بن معين فقال له مصعب: يا أبا زكريا حدثنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا- وذكر حديثا- فقال له يحيى:
كذب.
[قلت] : ومحمد بن سعد عندنا من أهل العدالة، وحديثه يدل على صدقه، فإنه يتحرى في كثير من رواياته، ولعل مصعبا الزبيري ذكر ليحيى عنه حديثا من المناكير التي يرويها الواقديّ فنسبه إلى الكذب.
وقد قَالَ ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن محمد بن سعد فقال: يصدق، جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان ابن إسحاق بن الخليل قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان أحمد بن حنبل
يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد، يأخذ منه جزءين من حديث الواقدي، ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى، ثم يردهما ويأخذ غيرهما، قَالَ إبراهيم:
ولو ذهب سمعهما، كان خيرا له.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حدّثنا محمّد بن عبد الله ابن سليمان الأزرقي قَالَ: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات محمد بن سعد كاتب الواقدي.
أخبرني الأزهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قَالَ: محمد بن سعد صاحب الواقدي، وهو مولى الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن العباس بن عبد المطلب؛ توفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ودفن في مقبرة باب الشام، وهو ابن اثنتين وستين سنة. وكان كثير العلم، كثير الحديث والرواية، وكثير الطلب، وكثير الكتب، كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سعدان
سمع: سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عُلَيَّةَ، ومحمد بن أبي فديك، وأبا حمزة أنس بن عياض، ومعن بن عيسى، والوليد بن مسلم، ومن بعدهم. وكان من أهل الفضل والعلم، وصنف كتابا كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين، والخالفين إلى وقته، فأجاد فيه وأحسن. روى عنه: الحارث بْن أَبِي أسامة، وَالحسين بْن فهم وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا .
أَنْبَأَنَا إبراهيم بن مخلد، حَدَّثَنَا أحمد بن كامل القاضي قَالَ: قَالَ لي محمد بن موسى: الذين اجتمعت عندهم كتب الواقدي أربعة أنفس: محمد بن سعد الكاتب أولهم.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كامل الْقَاضِي قَالَ: سَمِعْتُ الحسين ابن فهم يقول: كنت عند مصعب الزبيري فمر بنا يحيى بن معين فقال له مصعب: يا أبا زكريا حدثنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا- وذكر حديثا- فقال له يحيى:
كذب.
[قلت] : ومحمد بن سعد عندنا من أهل العدالة، وحديثه يدل على صدقه، فإنه يتحرى في كثير من رواياته، ولعل مصعبا الزبيري ذكر ليحيى عنه حديثا من المناكير التي يرويها الواقديّ فنسبه إلى الكذب.
وقد قَالَ ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن محمد بن سعد فقال: يصدق، جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان ابن إسحاق بن الخليل قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان أحمد بن حنبل
يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد، يأخذ منه جزءين من حديث الواقدي، ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى، ثم يردهما ويأخذ غيرهما، قَالَ إبراهيم:
ولو ذهب سمعهما، كان خيرا له.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حدّثنا محمّد بن عبد الله ابن سليمان الأزرقي قَالَ: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات محمد بن سعد كاتب الواقدي.
أخبرني الأزهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قَالَ: محمد بن سعد صاحب الواقدي، وهو مولى الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن العباس بن عبد المطلب؛ توفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ودفن في مقبرة باب الشام، وهو ابن اثنتين وستين سنة. وكان كثير العلم، كثير الحديث والرواية، وكثير الطلب، وكثير الكتب، كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سعدان
محمد بن صالح الفزاري، الخياط :
سمع شريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة وأبا عبيدة الحداد. روى عنه: جعفر بن محمد بن كزال، وصالح بن محمّد جزرة، وأبو العباس بن واصل المقرئ، وإسحاق ابن إبراهيم بن سنين الختلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ العباس النعالي، أخبرنا عبيد الله بن العبّاس الشّطويّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْخَيَّاطُ الْفَزَارِيُّ- سَنَةَ تسع وعشرين- حدّثنا أبو عبيدة الحدّاد، حدّثنا عبد الرّحمن بن
بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ لأَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتِهِ»
. قرأت على أبي بكر الْبَرْقَانِيّ، عن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد ابن مسعدة الفزاريّ، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن مُحْرِز قَالَ: وسألت يَحْيَى بْن مَعِين عَن مُحَمَّد بْن صالح الخياط- شيخ كان يكون على الدجيل في مربعة الخوارزمية يحدث عن أبي عبيدة الحداد وغيره- قَالَ: ليس به بأس.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا محمد بن العباس الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد الأسدي قَالَ: محمد بن صالح الخيّاط ثقة.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حدّثنا محمّد ابن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات محمد بن صالح البغدادي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن صالح الخياط ببغداد سنة ثلاثين.
أَخْبَرَنَا السمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن صالح الخياط مات فِي شهر ربيع الآخر من سنة ثلاثين ومائتين.
سمع شريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة وأبا عبيدة الحداد. روى عنه: جعفر بن محمد بن كزال، وصالح بن محمّد جزرة، وأبو العباس بن واصل المقرئ، وإسحاق ابن إبراهيم بن سنين الختلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ العباس النعالي، أخبرنا عبيد الله بن العبّاس الشّطويّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْخَيَّاطُ الْفَزَارِيُّ- سَنَةَ تسع وعشرين- حدّثنا أبو عبيدة الحدّاد، حدّثنا عبد الرّحمن بن
بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ لأَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتِهِ»
. قرأت على أبي بكر الْبَرْقَانِيّ، عن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد ابن مسعدة الفزاريّ، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن مُحْرِز قَالَ: وسألت يَحْيَى بْن مَعِين عَن مُحَمَّد بْن صالح الخياط- شيخ كان يكون على الدجيل في مربعة الخوارزمية يحدث عن أبي عبيدة الحداد وغيره- قَالَ: ليس به بأس.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا محمد بن العباس الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد الأسدي قَالَ: محمد بن صالح الخيّاط ثقة.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حدّثنا محمّد ابن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات محمد بن صالح البغدادي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن صالح الخياط ببغداد سنة ثلاثين.
أَخْبَرَنَا السمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن صالح الخياط مات فِي شهر ربيع الآخر من سنة ثلاثين ومائتين.
محمد بن سهل بن عسكر بن عمارة بن دويد، أبو بكر مولى بني تميم :
بخاري سكن بغداد، وحدث بها عَنْ: عبد الرزاق بن همام، وآدم بن أبي إياس، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وأشباههم. روى عنه:
إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وغيرهم.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم، حدّثنا الخالدي- يعني جعفرا- حدّثنا أحمد بن مسروق قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن سهل ابن عسكر البخاري قَالَ: كنت أمشي في طريق مكة إذ سمعت رجلا مغربيا على بغل، وبين يديه مناد ينادي: من أصاب هميانا له ألف دينار. قَالَ: وإذا إنسان أعرج عليه أطمار رثة خلقان يقول للمغربي: أيش علامة الهميان؟ قال: كذا وكذا وفيه بضائع لقوم، وأنا أعطي من مالي ألف دينار. فقال الفقير: من يقرأ الكتابة؟ قَالَ ابن عسكر: فقلت: أنا أقرأ. قَالَ: اعدلوا بنا ناحية من الطريق، فعدلنا، فأخرج الهميان فجعل المغربي يقول: حبتين لفلانة ابنة فلان بخمسمائة دينار، وحبة لفلان بمائة دينار، وجعل يعد، فإذا هو كما قَالَ. فحل المغربي هميانه وَقَالَ: خذ ألف دينار الذي وعدت على وجادة الهميان. فقال الأعرج: لو كان قيمة الهميان الذي أعطيتك عندي بعرتين ما كنت تراه! فكيف آخذ منك ألف دينار على ما هذا قيمته؟ وقام ومضى ولم يأخذ منه شيئا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ، عن أبيه. ثم حدّثني محمّد ابن عليّ الصّوريّ، أخبرنا الخضيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قَالَ: ناولني عَبْد الكريم
ابن أبي عبد الرحمن- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن سهل بن عسكر بخاري ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عيسى بْن حامد الرخجي قَالَ: حَدَّثَنِي جدي- يعني محمد بن الحسين القنبيطي- قَالَ: مات محمد بن سهل بن عسكر البخاري سنة إحدى وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن سهل بن عسكر البخاري في شعبان سنة إحدى وخمسين.
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن محمّد المزكي، أَخْبَرَنَا محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ: محمد بن سهل بن عسكر- أبو بكر البخاري- سكن بغداد، مات بها لسبع أو لعشر بقين من شعبان سنة إحدى وخمسين ومائتين.
قَالَ لي محمد بن سهل: أنا مولى بني تميم.
ذكر بعض أهل العلم أن وفاته كانت ليلة الثلاثاء لسبع بقين من شعبان.
بخاري سكن بغداد، وحدث بها عَنْ: عبد الرزاق بن همام، وآدم بن أبي إياس، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وأشباههم. روى عنه:
إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وغيرهم.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم، حدّثنا الخالدي- يعني جعفرا- حدّثنا أحمد بن مسروق قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن سهل ابن عسكر البخاري قَالَ: كنت أمشي في طريق مكة إذ سمعت رجلا مغربيا على بغل، وبين يديه مناد ينادي: من أصاب هميانا له ألف دينار. قَالَ: وإذا إنسان أعرج عليه أطمار رثة خلقان يقول للمغربي: أيش علامة الهميان؟ قال: كذا وكذا وفيه بضائع لقوم، وأنا أعطي من مالي ألف دينار. فقال الفقير: من يقرأ الكتابة؟ قَالَ ابن عسكر: فقلت: أنا أقرأ. قَالَ: اعدلوا بنا ناحية من الطريق، فعدلنا، فأخرج الهميان فجعل المغربي يقول: حبتين لفلانة ابنة فلان بخمسمائة دينار، وحبة لفلان بمائة دينار، وجعل يعد، فإذا هو كما قَالَ. فحل المغربي هميانه وَقَالَ: خذ ألف دينار الذي وعدت على وجادة الهميان. فقال الأعرج: لو كان قيمة الهميان الذي أعطيتك عندي بعرتين ما كنت تراه! فكيف آخذ منك ألف دينار على ما هذا قيمته؟ وقام ومضى ولم يأخذ منه شيئا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ، عن أبيه. ثم حدّثني محمّد ابن عليّ الصّوريّ، أخبرنا الخضيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قَالَ: ناولني عَبْد الكريم
ابن أبي عبد الرحمن- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن سهل بن عسكر بخاري ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عيسى بْن حامد الرخجي قَالَ: حَدَّثَنِي جدي- يعني محمد بن الحسين القنبيطي- قَالَ: مات محمد بن سهل بن عسكر البخاري سنة إحدى وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن سهل بن عسكر البخاري في شعبان سنة إحدى وخمسين.
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن محمّد المزكي، أَخْبَرَنَا محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ: محمد بن سهل بن عسكر- أبو بكر البخاري- سكن بغداد، مات بها لسبع أو لعشر بقين من شعبان سنة إحدى وخمسين ومائتين.
قَالَ لي محمد بن سهل: أنا مولى بني تميم.
ذكر بعض أهل العلم أن وفاته كانت ليلة الثلاثاء لسبع بقين من شعبان.
محمد بن سعيد بن زياد، أبو سعيد القرشي البصري الأثرم، المعروف بالكريزي :
سكن بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِها عَنْ: حَمَّاد بْن سلمة، وهمّام بن يحيى، وأبان العطّار،
وربيعة بن كلثوم، وأبي هلال الراسبي؛ وأبي الأشهب، وأبي عوانة. روى عنه: عبد الرحمن بن الأزهر، ويعقوب بن سفيان، ومحمد بن غالب التمتام.
وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمع منه أبا ولم يحدث عنه، سمعته يقول: هو منكر الحديث، مضطرب الحديث، ضعيف. كان عفان اتكأ عليه.
وَقَالَ ابن أَبِي حاتم أَيْضًا: سألت أَبِي زرعة عن محمد بن سعيد بن زياد البصري فقال: ضعيف الحديث. كتبت عنه بالبصرة، وكتب عنه أبو حاتم ببغداد، وليس بشيء، وترك حديثه ولم يقرأ علينا.
ذَكَرَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ: أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ مُوسَى الأَرْدُبِيلِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ طَاهِرِ بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأَبِي زُرْعَةَ:
مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الأَثْرَمِ؟ قَالَ: لَيْسَ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ أَنْكَرَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: عَنْ هَمَّامٍ وَأَبِي هِلالٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «ليس المسلم من يشبع وجاره طاوى»
. أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا محمّد ابن غالب، حدّثنا محمّد بن سعيد القرشيّ، حدّثنا همّام بن يحيى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ قَالَ: أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حدّثنا محمّد بن عبد الله ابن سُلَيْمَان الحضرمي قَالَ: سنة إحدى وثلاثين ومائتين، فيها مات محمد بن سعيد الأثرم البصري.
أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن سعيد الأثرم مات بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
محمد السمين :
من مشايخ الصوفية. حكى عنه الجنيد بن محمد.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن السلمي قَالَ: محمد السمين بغدادي كان أستاذ الجنيد. ويقال إنه كان مجاب الدعوة.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي الحسن قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جهضم الصوفي- بمكة- يقول: حدّثنا الخالدي قَالَ: قَالَ جنيد: قَالَ لي محمد السمين: كنت في طريق الكوفة بقرب الصحراء التي ببريقيا- قال جنيد: وأحسب أنه قال ذلك في وقت الظهيرة- والطريق منقطع، فرأيت على الطريق جملا قد سقط ومات، ورأيت عليه سبعة أو ثمانية من السباع تتناهش وتحمل بعضها على بعض، فلما أن رأيتهم كأن نفسي اضطربت- وكانوا على قارعة الطريق- فقالت لي نفسي تميل يمينا أو شمالا.
فأبيت عليها إلا أن آخذ على قارعة الطريق، فحملتها على أن مشيت حتى وقفت عليهم بالقرب منهم كأحدهم، ثم رجعت إلى نفسي لأنظر كيف هي! فإذا الروع معي قائم، فأبيت أن أبرح وهذه صفتي، فوضعت جنبي فنمت مضطجعا فتغشاني النوم، فنمت وأنا علي تلك الحالة والسباع في المكان على ذلك الذي كانوا عليه، فمضى بي وقت وأنا نائم ثم استيقظت، فإذا السباع قد تفرقت ولم يبق منها شيء، وإذا الذي كنت أجده قد زال عني، فقمت وأنا على تلك الهيئة فمشيت.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ:
سمعتُ مُحَمَّد بن الحسن البغدادي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الله الفرغاني يقول:
سمعت مؤملا المغازلي يقول: كنت أصحب محمد السمين، فسافرت معه حتى بلغت ما بين تكريت والموصل، فبينا نحن في برية نسير إذ زأر السبع من قريب، فجزعت وتغيرت وظهر ذلك على صفتي، وهممت أبادر فضبطني وَقَالَ لي:
يا مؤمل! التوكل ها هنا ليس في مسجد الجامع.
من مشايخ الصوفية. حكى عنه الجنيد بن محمد.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن السلمي قَالَ: محمد السمين بغدادي كان أستاذ الجنيد. ويقال إنه كان مجاب الدعوة.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي الحسن قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جهضم الصوفي- بمكة- يقول: حدّثنا الخالدي قَالَ: قَالَ جنيد: قَالَ لي محمد السمين: كنت في طريق الكوفة بقرب الصحراء التي ببريقيا- قال جنيد: وأحسب أنه قال ذلك في وقت الظهيرة- والطريق منقطع، فرأيت على الطريق جملا قد سقط ومات، ورأيت عليه سبعة أو ثمانية من السباع تتناهش وتحمل بعضها على بعض، فلما أن رأيتهم كأن نفسي اضطربت- وكانوا على قارعة الطريق- فقالت لي نفسي تميل يمينا أو شمالا.
فأبيت عليها إلا أن آخذ على قارعة الطريق، فحملتها على أن مشيت حتى وقفت عليهم بالقرب منهم كأحدهم، ثم رجعت إلى نفسي لأنظر كيف هي! فإذا الروع معي قائم، فأبيت أن أبرح وهذه صفتي، فوضعت جنبي فنمت مضطجعا فتغشاني النوم، فنمت وأنا علي تلك الحالة والسباع في المكان على ذلك الذي كانوا عليه، فمضى بي وقت وأنا نائم ثم استيقظت، فإذا السباع قد تفرقت ولم يبق منها شيء، وإذا الذي كنت أجده قد زال عني، فقمت وأنا على تلك الهيئة فمشيت.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ:
سمعتُ مُحَمَّد بن الحسن البغدادي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الله الفرغاني يقول:
سمعت مؤملا المغازلي يقول: كنت أصحب محمد السمين، فسافرت معه حتى بلغت ما بين تكريت والموصل، فبينا نحن في برية نسير إذ زأر السبع من قريب، فجزعت وتغيرت وظهر ذلك على صفتي، وهممت أبادر فضبطني وَقَالَ لي:
يا مؤمل! التوكل ها هنا ليس في مسجد الجامع.
محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، الشيباني- واسمه: الضحاك- بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن رافع بن رفيع بن الأسود ابن عمرو بن زالان بن هلال بن ثعلبة بن شيبان، وكنية محمد: أبو علي :
نشأ بأصبهان وكتب بها الحديث. ثم انتقل إلى بغداد فسكنها. وروى بها عن عمه أحمد بن أبي عاصم كتاب «الآحاد والمثاني» ، حدث به عنه جعفر الخالدي.
وحدّث أبو علي أيضا عن أسيد بن عاصم وعمران بن عبد الرّحيم الأصبهانيّين، وعن أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، وأحمد بن عبد العزيز بن معاوية اليمامي، وسهل ابن عبد الله بن الفرخان الزاهد. روى عنه: أبو الصيدا ناجية بن حيّان القاضي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، ومُحَمَّد بْن المظفر الحافظ.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عمرو بن الضّحاك بن مخلد، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو سَعِيدٍ الأصبهانيّ، حدّثنا بكّار بن الحسن، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ، عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ، وَصَمْتُهَا إقرارها»
. أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن الضحاك بن أبي عاصم النبيل مات فِي شهر ربيع الأول من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
حرف الطاء من آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه طاهر
نشأ بأصبهان وكتب بها الحديث. ثم انتقل إلى بغداد فسكنها. وروى بها عن عمه أحمد بن أبي عاصم كتاب «الآحاد والمثاني» ، حدث به عنه جعفر الخالدي.
وحدّث أبو علي أيضا عن أسيد بن عاصم وعمران بن عبد الرّحيم الأصبهانيّين، وعن أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، وأحمد بن عبد العزيز بن معاوية اليمامي، وسهل ابن عبد الله بن الفرخان الزاهد. روى عنه: أبو الصيدا ناجية بن حيّان القاضي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، ومُحَمَّد بْن المظفر الحافظ.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عمرو بن الضّحاك بن مخلد، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو سَعِيدٍ الأصبهانيّ، حدّثنا بكّار بن الحسن، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ، عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ، وَصَمْتُهَا إقرارها»
. أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن الضحاك بن أبي عاصم النبيل مات فِي شهر ربيع الأول من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
حرف الطاء من آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه طاهر
محمد بن أبي داود الأنباري، واسم أبي داود سليمان :
سمع وكيع بن الجراح، وأبا أسامة، وعبد الوهاب بن عطاء، وأبا عامر العقدي.
روى عنه: يعقوب بن شيبة السدوسي، وأبو داود السجستاني، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ- بِالْبَصْرَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمر اللؤلؤي، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سهل ابن سعد، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الرِّجَالَ عَاقِدِي أُزُرِهِمْ فِي أَعْنَاقِهِمْ مِنْ ضِيقِ الأُزُرِ، خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلاةِ كَأَمْثَالِ الصِّبْيَانِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ لا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَرْفَعَ الرِّجَالُ.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قَالَ: سنة أربع وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فِيهَا مات محمد بْن أَبِي داود الأنباري.
سمع وكيع بن الجراح، وأبا أسامة، وعبد الوهاب بن عطاء، وأبا عامر العقدي.
روى عنه: يعقوب بن شيبة السدوسي، وأبو داود السجستاني، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ- بِالْبَصْرَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمر اللؤلؤي، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سهل ابن سعد، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الرِّجَالَ عَاقِدِي أُزُرِهِمْ فِي أَعْنَاقِهِمْ مِنْ ضِيقِ الأُزُرِ، خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلاةِ كَأَمْثَالِ الصِّبْيَانِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ لا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَرْفَعَ الرِّجَالُ.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قَالَ: سنة أربع وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فِيهَا مات محمد بْن أَبِي داود الأنباري.