جرير بن حَازِم الْأَزْدِيّ إِمَام حجَّة مَشْهُور إِلَّا أَن ابْن معِين قَالَ هُوَ فِي قَتَادَة ضَعِيف
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
جرير بْن زيد عم جرير بْن حازم الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ
سَمِعَ تبيعا روى عَنْهُ يزيد وجرير ابنا حازم، ويروى ايضا عن عامر ابن سعد قَالَ لِي (1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ نا أَبِي عَنْ عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ (2) : كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَلَى باب دَارِهِ فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ مُعْجَبَةٌ بِهِ نَفْسُهُ إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ الأَرْضَ [فَهُوَ - 3] يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَقَالَ يونس وابْن مسافر عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ سالم أن ابْن عُمَر حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [مثلَهُ - 3] ولم يرفعه شعيب بْن أَبِي حمزة عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ سالم عَنِ
ابْن عُمَر، وَقَالَ سُلَيْمَان [بْن حرب - 4] حَدَّثَنَا حماد بْن زَيْد عَنْ يزيد بْن حازم عَنْ سُلَيْمَان بْن يسار أَنَّهُ قَالَ لعمي (5) جرير: يا أبا سلمة.
سَمِعَ تبيعا روى عَنْهُ يزيد وجرير ابنا حازم، ويروى ايضا عن عامر ابن سعد قَالَ لِي (1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ نا أَبِي عَنْ عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ (2) : كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَلَى باب دَارِهِ فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ مُعْجَبَةٌ بِهِ نَفْسُهُ إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ الأَرْضَ [فَهُوَ - 3] يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَقَالَ يونس وابْن مسافر عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ سالم أن ابْن عُمَر حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [مثلَهُ - 3] ولم يرفعه شعيب بْن أَبِي حمزة عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ سالم عَنِ
ابْن عُمَر، وَقَالَ سُلَيْمَان [بْن حرب - 4] حَدَّثَنَا حماد بْن زَيْد عَنْ يزيد بْن حازم عَنْ سُلَيْمَان بْن يسار أَنَّهُ قَالَ لعمي (5) جرير: يا أبا سلمة.
جرير بن حازم، أبو النضر الأزدي
قال ابن هانئ: قال أحمد: صاحب سنة، وهو أحب إلى من همام، وكان جرير يحفظ عن العلماء.
"مسائل ابن هانئ" (2250).
وقال ابن هانئ: وسمعته يقول: كنية جرير بن حازم أبو النضر.
"مسائل ابن هانئ" (2362).
وقال ابن هانئ: قيل له: فجرير وأبو هلال؟
فقال: جرير أحسن حديثًا، وأحب إلى وأوسع في العلم، وأقرب إلى السنة، من أبي هلال.
وأما أبو هلال فقال: لا يحفظ، ولين حديثه.
"مسائل ابن هانئ" (2133).
وقال ابن هانئ: وسئل عن: أبي الأحوص، وجرير؟
قال: هما متقاربان في الحديث، وهما ثقتان.
"مسائل ابن هانئ" (2175)
قال المروذي: سألته عن جرير بن حازم، فقال: فْي بعض حديثه شيء، وليس به بأس.
"العلل" رواية المروذي وغيره (81).
وقال المروذي: وذكر جرير بن حازم، فقال: كان حافظًا، وقال مرة: في بعض حديثه شيء.
"العلل" رواية المروذي وغيره (143).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال عفان: جاء أبو جُزي -واسمه نصر بن طريف- إلى جرير بن حازم، فقال جرير: حدثنا قتادة، عن أنس قال: كانت قبيعة سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من فضة (1)، قال: فقال
أبو جزي: كذب واللَّه، ما حدثنا قتادة إلا عن سعيد بن أبي الحسن (1).
قال أبي: وهو قول أبي جزي -يعني: أصاب وأخطأ جرير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (312)، (1288).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: كان سجية في جرير بن حازم يقول: حدثنا الحسن قال: حدثنا عمرو بن تغلب، وأبو الأشهب يقول: عن الحسن قال: بلغني أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لعمرو بن تغلب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (398).
قال عبد اللَّه: قال أبي: يزيد بن حازم وجرير بن حازم أخوان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (521).
قال عبد اللَّه: قال أبي: كان جرير بن حازم صاحب سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1482).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال: حدثتُ حمَاد بن زيد بحديث جرير، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني" (2)، فأنكره، قال: إنما سمعه من الحجاج الصواف، عن يحيى، عن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه (3) في مجلس ثابت فظن أنه سمعه -يعني: من ثابت.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1625)، (4550).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا جرير بن حازم، عن المقدام أبي فروة قال: حدثني جار لي أن شريحًا قضي لنصراني بالشفعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2292).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن جرير بن حازم قال: سمعت أبا فروة يقول: أخبرني جار لي أنه خاصم نصرانيًا إلى شريح في شفعة فقضى بالشفعة للنصراني.
سألت أبي قلت: للنصراني أو اليهودي الشفعة؟
قال: لا.
قلت: للمجوسي؟
قال: ذلك أبعد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2293).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: ذكرت للأغضف -يعني: حديث جرير عن أبي فروة- فقال: حدثني عن الحسن بن عُمارة، عن أبي فروة، قال عفان: حدثنا جرير قال: سمعت أبا فروة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2294)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت عفان يقول: اجتمع جرير بن حازم وحماد بن زيد فجعل جرير بن حازم يقول: سمعت محمدا، سمعت شريحًا، فجعل حماد يقول: يا أبا النضر عن محمد بن شريح، عن محمد عن شريح؟ !
"العلل" رواية عبد اللَّه (4394).
قال عبد اللَّه: سمعته يقول: جرير بن حازم، أبو النضر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4638).
قال الفضل بن زياد: سئل أحمد: عن جرير بن حازم وأبي هلال؟
فقال: لا، جرير صاحب سنة وأكثر حديثًا، وأما أبو هلال فإنه لا يحفظها.
وقال: إن جرير أوهم في أحاديث قتادة.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 167.
قال الميموني: قال أبو عبد اللَّه: جرير بن حازم روى عن الأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود قال: المحرم. ينكح، والناس يروونه عن الأعمش، عن إبراهيم موقوفًا.
قال أبو عبد اللَّه: ما أراه إلا من الشيخ.
قلتُ: مِنْ جرير؟
قال: نعم.
وذكر أبو عبد اللَّه حديثه عن قتادة، فقال: كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس، يوقف أشياء ويسند أشياء. وسمعته في هذا المجلس يثني عليه يترحم عليه، ويقول: رجل صالح، صاحب سنة وفضل وديانة.
"الضعفاء" للعقيلي 1/ 199.
قال الأثرم: ثنا أحمد بن حنبل، ثنا عفان، ثنا حماد بن زيد: كان الغرباء إذا قدموا أتيناهم، فيقول هشام الدستوائي: هاتوها، وكان أحفظنا جرير بن حازم.
"الكامل" 2/ 345.
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه ذكر قول حماد بن زيد: كان جرير أحفظنا، ثم نظر إليَّ أبو عبد اللَّه فتبسم، قال أبو عبد اللَّه: ولكنه بأخرة.
فقلت: يحفظ عن يحيى عن عمرة، عن عائشة، قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين (1). فأنكره، قال أبو عبد اللَّه: من رواه؟ قلت: جرير. قال: جرير كان يحدث بالتوهم.
قلت: أكان يحدثهم بالتوهم بمصر خاصة، أو غيرها؟ قال: في غيرها وفيها.
وقال أبو عبد اللَّه: أشياء يسندها عن قتادة باطل.
"سنن البيهقي" 4/ 281، "سير أعلام النبلاء" 7/ 103، "شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 509
قال الأثرم عن أحمد: جرير بن حازم يروي عن أيوب عجائب.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 513
قال ابن هانئ: قال أحمد: صاحب سنة، وهو أحب إلى من همام، وكان جرير يحفظ عن العلماء.
"مسائل ابن هانئ" (2250).
وقال ابن هانئ: وسمعته يقول: كنية جرير بن حازم أبو النضر.
"مسائل ابن هانئ" (2362).
وقال ابن هانئ: قيل له: فجرير وأبو هلال؟
فقال: جرير أحسن حديثًا، وأحب إلى وأوسع في العلم، وأقرب إلى السنة، من أبي هلال.
وأما أبو هلال فقال: لا يحفظ، ولين حديثه.
"مسائل ابن هانئ" (2133).
وقال ابن هانئ: وسئل عن: أبي الأحوص، وجرير؟
قال: هما متقاربان في الحديث، وهما ثقتان.
"مسائل ابن هانئ" (2175)
قال المروذي: سألته عن جرير بن حازم، فقال: فْي بعض حديثه شيء، وليس به بأس.
"العلل" رواية المروذي وغيره (81).
وقال المروذي: وذكر جرير بن حازم، فقال: كان حافظًا، وقال مرة: في بعض حديثه شيء.
"العلل" رواية المروذي وغيره (143).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال عفان: جاء أبو جُزي -واسمه نصر بن طريف- إلى جرير بن حازم، فقال جرير: حدثنا قتادة، عن أنس قال: كانت قبيعة سيف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من فضة (1)، قال: فقال
أبو جزي: كذب واللَّه، ما حدثنا قتادة إلا عن سعيد بن أبي الحسن (1).
قال أبي: وهو قول أبي جزي -يعني: أصاب وأخطأ جرير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (312)، (1288).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: كان سجية في جرير بن حازم يقول: حدثنا الحسن قال: حدثنا عمرو بن تغلب، وأبو الأشهب يقول: عن الحسن قال: بلغني أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لعمرو بن تغلب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (398).
قال عبد اللَّه: قال أبي: يزيد بن حازم وجرير بن حازم أخوان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (521).
قال عبد اللَّه: قال أبي: كان جرير بن حازم صاحب سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1482).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال: حدثتُ حمَاد بن زيد بحديث جرير، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني" (2)، فأنكره، قال: إنما سمعه من الحجاج الصواف، عن يحيى، عن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه (3) في مجلس ثابت فظن أنه سمعه -يعني: من ثابت.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1625)، (4550).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا جرير بن حازم، عن المقدام أبي فروة قال: حدثني جار لي أن شريحًا قضي لنصراني بالشفعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2292).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن جرير بن حازم قال: سمعت أبا فروة يقول: أخبرني جار لي أنه خاصم نصرانيًا إلى شريح في شفعة فقضى بالشفعة للنصراني.
سألت أبي قلت: للنصراني أو اليهودي الشفعة؟
قال: لا.
قلت: للمجوسي؟
قال: ذلك أبعد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2293).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: ذكرت للأغضف -يعني: حديث جرير عن أبي فروة- فقال: حدثني عن الحسن بن عُمارة، عن أبي فروة، قال عفان: حدثنا جرير قال: سمعت أبا فروة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2294)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت عفان يقول: اجتمع جرير بن حازم وحماد بن زيد فجعل جرير بن حازم يقول: سمعت محمدا، سمعت شريحًا، فجعل حماد يقول: يا أبا النضر عن محمد بن شريح، عن محمد عن شريح؟ !
"العلل" رواية عبد اللَّه (4394).
قال عبد اللَّه: سمعته يقول: جرير بن حازم، أبو النضر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4638).
قال الفضل بن زياد: سئل أحمد: عن جرير بن حازم وأبي هلال؟
فقال: لا، جرير صاحب سنة وأكثر حديثًا، وأما أبو هلال فإنه لا يحفظها.
وقال: إن جرير أوهم في أحاديث قتادة.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 167.
قال الميموني: قال أبو عبد اللَّه: جرير بن حازم روى عن الأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود قال: المحرم. ينكح، والناس يروونه عن الأعمش، عن إبراهيم موقوفًا.
قال أبو عبد اللَّه: ما أراه إلا من الشيخ.
قلتُ: مِنْ جرير؟
قال: نعم.
وذكر أبو عبد اللَّه حديثه عن قتادة، فقال: كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس، يوقف أشياء ويسند أشياء. وسمعته في هذا المجلس يثني عليه يترحم عليه، ويقول: رجل صالح، صاحب سنة وفضل وديانة.
"الضعفاء" للعقيلي 1/ 199.
قال الأثرم: ثنا أحمد بن حنبل، ثنا عفان، ثنا حماد بن زيد: كان الغرباء إذا قدموا أتيناهم، فيقول هشام الدستوائي: هاتوها، وكان أحفظنا جرير بن حازم.
"الكامل" 2/ 345.
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه ذكر قول حماد بن زيد: كان جرير أحفظنا، ثم نظر إليَّ أبو عبد اللَّه فتبسم، قال أبو عبد اللَّه: ولكنه بأخرة.
فقلت: يحفظ عن يحيى عن عمرة، عن عائشة، قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين (1). فأنكره، قال أبو عبد اللَّه: من رواه؟ قلت: جرير. قال: جرير كان يحدث بالتوهم.
قلت: أكان يحدثهم بالتوهم بمصر خاصة، أو غيرها؟ قال: في غيرها وفيها.
وقال أبو عبد اللَّه: أشياء يسندها عن قتادة باطل.
"سنن البيهقي" 4/ 281، "سير أعلام النبلاء" 7/ 103، "شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 509
قال الأثرم عن أحمد: جرير بن حازم يروي عن أيوب عجائب.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 513
جرير بن حازم
قال القتيبى: كان عفان يتكلم فيه.
قال القتيبى: كان عفان يتكلم فيه.
جرير بن حازم: بصري، ثقة أزدي وهو من موالي حماد بن زيد من فوق.
جرير بن حازم.
* قال أحمد بن حنبل: جرير كان يحدّث بالتوهّم (السنن الكبرى: 4/ 281).
* قال أحمد بن حنبل: جرير كان يحدّث بالتوهّم (السنن الكبرى: 4/ 281).
جرير بن حازم:
من رجال الصحيحين الأثبات.
قال أبو حاتم تغير قبل موته بسنة.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: اختلط فحجبه أولاده فلم يسمع منه أحد في حال اختلاطه.
فهو من القسم الأول كما تقدم وإنما ذكرته وأمثاله استطرادا
من رجال الصحيحين الأثبات.
قال أبو حاتم تغير قبل موته بسنة.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: اختلط فحجبه أولاده فلم يسمع منه أحد في حال اختلاطه.
فهو من القسم الأول كما تقدم وإنما ذكرته وأمثاله استطرادا
جَرِيرُ بْنُ حَازِمِ
- جَرِيرُ بْنُ حَازِمِ بْنِ زَيْدٍ الْجَهْضَمِيُّ. من الأزد ويكنى أبا النضر. وكان ثقة إلا أنه اختلط في آخر عمره. أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: وُلِدَ أبي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَقَالَ وَهْبٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: مَاتَ جَرِيرٌ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
- جَرِيرُ بْنُ حَازِمِ بْنِ زَيْدٍ الْجَهْضَمِيُّ. من الأزد ويكنى أبا النضر. وكان ثقة إلا أنه اختلط في آخر عمره. أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: وُلِدَ أبي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَقَالَ وَهْبٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: مَاتَ جَرِيرٌ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
جرير بن حازم
قال ابن مهدي هو أثبت من قرة قال واختلط ـ يعني جرير ـ فحجبه أولاده فلم يسمع منه أحد في حال اختلاطه وقال أبو حاتم تغير قبل موته بسنة.
[التعليق]
قلت وجرير بن حازم بن الأزدي أبو النضر البصري، هو كما قال الذهبي: أحد الأئمة الكبار الثقات، مستقيم الحديث إلا عن قتادة فإن حديثه عنه فيه ضعف، روى عنه مناكير، وهذا لا يسقط الرجل جملة وإنما ينفي هذا الموضع من حديثهن كما أن له أوهام إذا حدث من حفظه، والوهم اليسير لا يضر الراوي، فقد يقع فيه الكبار. أما عن اختلاطه وتغيره فقد وقت أبو حاتم وأبو نعيم الفترة التي اختلط فيها قبل موته بسنة، ولكن اختلاطه هذا لا يضره، ولا يقدح في حديثه، فقد كان أولاده أصحاب حديث فحجبوه، ولم يسمع منه أحد حال اختلاطه، فكل من روى عنه إنما روى عنه قبل الاختلاط، قال أحمد بن سنان عن ابن مهدي: " جرير بن حازم اختلط وكان أولاده أصحاب حديث، فلما أحسوا ذلك منه حجبوه، فلم يسمع أحد منه حال اختلاطه شيئاً". وروايته في الكتب الستة جميعاً.
قال ابن مهدي هو أثبت من قرة قال واختلط ـ يعني جرير ـ فحجبه أولاده فلم يسمع منه أحد في حال اختلاطه وقال أبو حاتم تغير قبل موته بسنة.
[التعليق]
قلت وجرير بن حازم بن الأزدي أبو النضر البصري، هو كما قال الذهبي: أحد الأئمة الكبار الثقات، مستقيم الحديث إلا عن قتادة فإن حديثه عنه فيه ضعف، روى عنه مناكير، وهذا لا يسقط الرجل جملة وإنما ينفي هذا الموضع من حديثهن كما أن له أوهام إذا حدث من حفظه، والوهم اليسير لا يضر الراوي، فقد يقع فيه الكبار. أما عن اختلاطه وتغيره فقد وقت أبو حاتم وأبو نعيم الفترة التي اختلط فيها قبل موته بسنة، ولكن اختلاطه هذا لا يضره، ولا يقدح في حديثه، فقد كان أولاده أصحاب حديث فحجبوه، ولم يسمع منه أحد حال اختلاطه، فكل من روى عنه إنما روى عنه قبل الاختلاط، قال أحمد بن سنان عن ابن مهدي: " جرير بن حازم اختلط وكان أولاده أصحاب حديث، فلما أحسوا ذلك منه حجبوه، فلم يسمع أحد منه حال اختلاطه شيئاً". وروايته في الكتب الستة جميعاً.
جرير بن حَازِم
- جرير بن حازم. من الأزد, يكنى أبا النضر. مات سنة سبعين ومائة.
جرير بن حازم
قال القتيبى: كان عفان يتكلم فيه. على قال: قال يحيى: كان جرير بن حازم يقول فى حديث الضبع، عن جابر، عن عمر، ثم جعله بعد ذلك عن جابر، عن النبى عليه السلام .
قال: وسئل عن حديث جرير بن حازم عن قتادة، عن أنس: أن النبى عليه السلام احتجم الأخدعين والكاهل . فقال: ليس بشئ.
وقال ابن المدينى قلت ليحيى: أبو الأشهب أحب إليك أم جرير بن حازم؟
قال: ما أقربهما، ولكن كان جرير أكرمهما، وكان يهم فى الشئ .
قال القتيبى: كان عفان يتكلم فيه. على قال: قال يحيى: كان جرير بن حازم يقول فى حديث الضبع، عن جابر، عن عمر، ثم جعله بعد ذلك عن جابر، عن النبى عليه السلام .
قال: وسئل عن حديث جرير بن حازم عن قتادة، عن أنس: أن النبى عليه السلام احتجم الأخدعين والكاهل . فقال: ليس بشئ.
وقال ابن المدينى قلت ليحيى: أبو الأشهب أحب إليك أم جرير بن حازم؟
قال: ما أقربهما، ولكن كان جرير أكرمهما، وكان يهم فى الشئ .
جرير بن حازم.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا أبو داود قال سمعت شعبة يقول: إذا قدم جرير بن حازم فوحشو أبي.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن الحسين بن أشكاب نا قراد قال سمعت شعبة يقول: عليك بجرير بن حازم فأسمع منه.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد ابن يحيى نا محمود بن غيلان نا وهب بن جرير قال: كان شعبة يأتى أبي وهو على حمار فيسأله عن أحاديث الأعمش فإذا حدثه قال: هكذا والله سمعته من الأعمش.
ثم يضرب حماره ويذهب.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا أبو داود قال سمعت شعبة يقول: إذا قدم جرير بن حازم فوحشو أبي.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن الحسين بن أشكاب نا قراد قال سمعت شعبة يقول: عليك بجرير بن حازم فأسمع منه.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد ابن يحيى نا محمود بن غيلان نا وهب بن جرير قال: كان شعبة يأتى أبي وهو على حمار فيسأله عن أحاديث الأعمش فإذا حدثه قال: هكذا والله سمعته من الأعمش.
ثم يضرب حماره ويذهب.
جَرِيْرُ بنُ حَازِمِ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ شُجَاعٍ الأَزْدِيُّ
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، المُعَمَّرُ، أَبُو النَّضْرِ الأَزْدِيُّ، ثُمَّ العَتَكِيُّ، البَصْرِيُّ.
حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ، وَأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ - وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ، وَحَدِيْثُه عَنْهُ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) - وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي فَزَارَةَ العَبْسِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَطَاوُوْسٍ، وَحُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ، وَعَمِّهِ؛ جَرِيْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَزُبَيْدٍ اليَامِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَجَمِيْلِ بنِ مُرَّةَ، وَثَابِتٍ، وَأَيُّوْبَ، وَالزُّبَيْرِ بنِ الحُرَيْثِ، وَالزُّبَيْرِ بنِ سَعِيْدٍ الهَاشِمِيِّ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَأَسْمَاءَ بنِ
عُبَيْدٍ الضُّبَعِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزِيْدَ الثَّاتِيِّ المِصْرِيِّ القَاضِي - وَثَاتُ، بِمُثَلَّثَةٍ ثُمَّ مُثَنَّاةٍ: قَبِيْلٌ مِنْ حِمْيَرٍ - وَحَرْمَلَةَ بنِ عِمْرَانَ المِصْرِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَحَنْظَلَةَ السَّدُوْسِيِّ، وَالأَعْمَشِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مَلاَذٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ السَّرَّاجِ، وَعَدِيِّ بنِ عَدِيٍّ الكِنْدِيِّ، وَغَيْلاَنَ بنِ جَرِيْرٍ، وَقَتَادَةَ، وَقَيْسِ بنِ سَعْدٍ، وَكُلْثُوْمِ بنِ جَبْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، وَمَنْصُوْرِ بنِ زَاذَانَ، وَالنُّعْمَانِ بنِ رَاشِدٍ، وَيَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ، وَيَعْلَى بنِ حَكِيْمٍ، وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ المِصْرِيِّ - وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ -.وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ، وَالمَحْفُوْظُ أَنَّهُ رَأَى جِنَازَتَه بِمَكَّةَ.
وَرَأَيتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يَعُدُّ جَرِيْراً فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ.
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي الطُّفَيْلِ خَاتِمَةِ الصَّحَابَةِ، وَهُوَ خَاتِمَةُ مَنْ لَحِقَ أَبَا الطُّفَيْلِ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ الحَافِظُ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ - وَهُمْ مِنْ شُيُوْخِهِ - وَالثَّوْرِيُّ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَطَائِفَةٌ مِنْ أَقْرَانِهِ.
وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ عَوْنٍ رَوَى عَنْهُ.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَةَ، وَعَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ المِنْقَرِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَشَيْبَانُ، وَهُدْبَةُ، وَأَبُو النَّصْرِ التَّمَّارُ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.
قَالَ أَبُو نُوْحٍ قُرَادٌ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، فَاسْمَعْ مِنْهُ.
وَرَوَى: مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ:
كَانَ شُعْبَةُ يَأْتِي أَبِي، فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيْثِ الأَعْمَشِ، فَإِذَا حَدَّثَهُ، قَالَ: هَكَذَا -وَاللهِ- سَمِعْتُهُ مِنَ الأَعْمَشِ.
ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَبُو الأَشْهَبِ أَوْ جَرِيْرُ بنُ
حَازِمٍ؟قَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا! وَلَكِنْ جَرِيْرٌ كَانَ أَكْثَرَهُمَا وَهْماً.
قُلْتُ: اغْتُفِرَتْ أَوهَامُهُ فِي سَعَةِ مَا رَوَى، وَقَدِ ارْتَحَلَ فِي الكُهُولَةِ إِلَى مِصْرَ، وَحَمَلَ الكَثِيْرَ، وَحَدَّثَ بِهَا.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: جَرِيْرٌ أَثْبتُ عِنْدِي مِنْ قُرَّةَ بنِ خَالِدٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: هُوَ أَمْثلُ مِنْ أَبِي هِلاَلٍ، وَكَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ.
وَرَوَى: عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ.
وَرَوَى: عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: هُوَ أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنِ ابْنِ أَبِي الأَشْهَبِ، وَأَسنَدُ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: بَصْرِيٌّ، ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، صَالِحٌ، قَدِمَ هُوَ وَالسَّرِيُّ بنُ يَحْيَى مِصْرَ، وَهُوَ أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنَ السَّرِيِّ، وَالسَّرِيُّ أَحْلَى مِنْهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
فَقُلْتُ: إِنَّهُ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيْثَ مَنَاكِيْرَ.
فَقَالَ: هُوَ عَنْ قَتَادَةَ ضَعِيْفٌ.
وَرَوَى: يَعْقُوْبُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، عَنْ وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، قَالَ:
قَرَأَ أَبِي عَلَى أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ، فَقَالَ: أَنْتَ أَفصَحُ مِنْ مَعَدٍّ.
قَالَ سُلَيْمُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عَمَّارٍ: عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ، قَالَ:
كَانَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ يُحَدِّثُ، فَإِذَا جَاءهُ إِنْسَانٌ لاَ يَشتَهِي أَنْ يُحَدِّثَهُ، ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى ضِرْسِهِ، وَقَالَ: أَوَّهْ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: جَرِيْرٌ مِنْ أَجِلَّةِ أَهْلِ البَصْرَةِ وَرُفَعَائِهِم، اشْتَرَى وَالِدَ
حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَعتَقَهُ، فَحَمَّادٌ مَوْلَى جَرِيْرٍ.قَالَ: وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ جَرِيْرٍ مِنَ الكِبَارِ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ نُسْخَةً طَوِيْلَةً.
قَالَ: وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ المُسْلِمِيْنَ.
حَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ: أَيُّوْبُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَاللَّيْثُ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، وَابْنُ لَهِيْعَةَ، وَهُوَ مُسْتقِيْمُ الحَدِيْثِ، إِلاَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ قَتَادَةَ، فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْهُ أَشْيَاءَ لاَ يَروِيهَا غَيْرُه.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَ عَنْهُ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا مائَةٌ وَثَمَانِ سِنِيْنَ.
قَالَ أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ: حَكَى عَنْ جَرِيْرٍ ابْنُهُ وَهْبٌ، قَالَ:
مَاتَ أَنَسٌ سَنَةَ تِسْعِيْنَ، وَلِي خَمْسَ سِنِيْنَ، وَمَاتَ جَرِيْرٌ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ:
اخْتُلِطَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَكَانَ لَهُ أَوْلاَدٌ أَصْحَابُ حَدِيْثٍ، فَلَمَّا أَحسُّوا ذَلِكَ مِنْهُ، حَجَبُوْهُ، فَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي حَالِ اخْتِلاَطِهِ شَيْئاً.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ: مَا رَأَيتُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ يَكَادُ يُعَظِّمُ أَحَداً تَعْظِيْمَهُ لِجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِملاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بن سَمُرَةَ، قَالَ:
خَطَبَنَا عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ:
قَامَ فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ
الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم... ) ، الحَدِيْثَ.وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، وَعَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ البَصْرِيُّ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَلَفْظُ شَيْبَانَ: سَمِعْتُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ:
خَطَبَنَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ:
قَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقَامِي فِيْكُمُ اليَوْمَ، فَقَالَ: (أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم) .
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ الغَسُّوْلِيُّ، قَالاَ:
أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ:
خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَامَ فِي مِثْل مَقَامِي هَذَا، فَقَالَ: (أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم، ثُمَّ يَجِيْءُ قَوْمٌ يَحْلِفُ أَحَدُهُم عَلَى اليَمِيْنَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ عَلَيْهَا، وَيَشْهَدُ عَلَى الشَّهَادَةِ قَبْل أَنْ يُسْتَشْهَدَ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُم أَنْ يَنَالَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ، فَلْيَلْزَمِ الجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنَ أَبْعَدُ، أَلاَ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُم تَسُرُّهُ حَسَنتُهُ، وَتَسُوؤُهُ سَيِّئتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ) .
هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، اتَّفَقَ الجَرِيْرَانِ عَلَى رِوَايتِهِ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ.أَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ، مِنْ طَرِيْقِ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عَالِياً.
وَأَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ حَازِمٍ، فَقَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى السَّامِيِّ، عَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، عَنْ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ: فَوَقَعَ لَنَا عَالِياً جِدّاً.
قَالَ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ذَكَرَ قَوْلَ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ: كَانَ جَرِيْرٌ أَحْفَظَنَا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللهِ، فَتَبَسَّمَ، وَقَالَ: وَلَكِنَّهُ بِأَخَرَةٍ.
فَقُلْتُ: يَحْفَظُ عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
أَصْبَحتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ، فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: مَنْ وَرَاءهُ؟
قُلْتُ: جَرِيْرٌ.
قَالَ: جَرِيْرٌ كَانَ يُحَدِّثُ بِالتَّوَهُّمِ.
قُلْتُ: أَكَانَ يُحَدِّثُهُم بِالتَّوَهُّمِ بِمِصْرَ خَاصَّةً، أَوْ غَيْرِهَا؟
قَالَ: فِي غَيْرِهَا، وَفِيْهَا.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: أَشْيَاءُ يُسنِدُهَا عَنْ قَتَادَةَ بَاطِلٌ.
قُلْتُ: قَدَّمْتُ جَرِيْراً، وَإِنْ كَانَتْ وَفَاتُهُ تَأَخَّرَتْ، وَالخَطبُ يَسِيْرٌ فِي مِثْلِ هَذَا.
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، المُعَمَّرُ، أَبُو النَّضْرِ الأَزْدِيُّ، ثُمَّ العَتَكِيُّ، البَصْرِيُّ.
حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ، وَأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ - وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ، وَحَدِيْثُه عَنْهُ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) - وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي فَزَارَةَ العَبْسِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَطَاوُوْسٍ، وَحُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ، وَعَمِّهِ؛ جَرِيْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَزُبَيْدٍ اليَامِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَجَمِيْلِ بنِ مُرَّةَ، وَثَابِتٍ، وَأَيُّوْبَ، وَالزُّبَيْرِ بنِ الحُرَيْثِ، وَالزُّبَيْرِ بنِ سَعِيْدٍ الهَاشِمِيِّ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَأَسْمَاءَ بنِ
عُبَيْدٍ الضُّبَعِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزِيْدَ الثَّاتِيِّ المِصْرِيِّ القَاضِي - وَثَاتُ، بِمُثَلَّثَةٍ ثُمَّ مُثَنَّاةٍ: قَبِيْلٌ مِنْ حِمْيَرٍ - وَحَرْمَلَةَ بنِ عِمْرَانَ المِصْرِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَحَنْظَلَةَ السَّدُوْسِيِّ، وَالأَعْمَشِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مَلاَذٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ السَّرَّاجِ، وَعَدِيِّ بنِ عَدِيٍّ الكِنْدِيِّ، وَغَيْلاَنَ بنِ جَرِيْرٍ، وَقَتَادَةَ، وَقَيْسِ بنِ سَعْدٍ، وَكُلْثُوْمِ بنِ جَبْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، وَمَنْصُوْرِ بنِ زَاذَانَ، وَالنُّعْمَانِ بنِ رَاشِدٍ، وَيَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ، وَيَعْلَى بنِ حَكِيْمٍ، وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ المِصْرِيِّ - وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ -.وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ، وَالمَحْفُوْظُ أَنَّهُ رَأَى جِنَازَتَه بِمَكَّةَ.
وَرَأَيتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يَعُدُّ جَرِيْراً فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ.
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي الطُّفَيْلِ خَاتِمَةِ الصَّحَابَةِ، وَهُوَ خَاتِمَةُ مَنْ لَحِقَ أَبَا الطُّفَيْلِ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ الحَافِظُ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ - وَهُمْ مِنْ شُيُوْخِهِ - وَالثَّوْرِيُّ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَطَائِفَةٌ مِنْ أَقْرَانِهِ.
وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ عَوْنٍ رَوَى عَنْهُ.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَةَ، وَعَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ المِنْقَرِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَشَيْبَانُ، وَهُدْبَةُ، وَأَبُو النَّصْرِ التَّمَّارُ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.
قَالَ أَبُو نُوْحٍ قُرَادٌ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، فَاسْمَعْ مِنْهُ.
وَرَوَى: مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ:
كَانَ شُعْبَةُ يَأْتِي أَبِي، فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيْثِ الأَعْمَشِ، فَإِذَا حَدَّثَهُ، قَالَ: هَكَذَا -وَاللهِ- سَمِعْتُهُ مِنَ الأَعْمَشِ.
ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَبُو الأَشْهَبِ أَوْ جَرِيْرُ بنُ
حَازِمٍ؟قَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا! وَلَكِنْ جَرِيْرٌ كَانَ أَكْثَرَهُمَا وَهْماً.
قُلْتُ: اغْتُفِرَتْ أَوهَامُهُ فِي سَعَةِ مَا رَوَى، وَقَدِ ارْتَحَلَ فِي الكُهُولَةِ إِلَى مِصْرَ، وَحَمَلَ الكَثِيْرَ، وَحَدَّثَ بِهَا.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: جَرِيْرٌ أَثْبتُ عِنْدِي مِنْ قُرَّةَ بنِ خَالِدٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: هُوَ أَمْثلُ مِنْ أَبِي هِلاَلٍ، وَكَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ.
وَرَوَى: عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ.
وَرَوَى: عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: هُوَ أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنِ ابْنِ أَبِي الأَشْهَبِ، وَأَسنَدُ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: بَصْرِيٌّ، ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، صَالِحٌ، قَدِمَ هُوَ وَالسَّرِيُّ بنُ يَحْيَى مِصْرَ، وَهُوَ أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنَ السَّرِيِّ، وَالسَّرِيُّ أَحْلَى مِنْهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
فَقُلْتُ: إِنَّهُ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيْثَ مَنَاكِيْرَ.
فَقَالَ: هُوَ عَنْ قَتَادَةَ ضَعِيْفٌ.
وَرَوَى: يَعْقُوْبُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، عَنْ وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، قَالَ:
قَرَأَ أَبِي عَلَى أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ، فَقَالَ: أَنْتَ أَفصَحُ مِنْ مَعَدٍّ.
قَالَ سُلَيْمُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عَمَّارٍ: عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ، قَالَ:
كَانَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ يُحَدِّثُ، فَإِذَا جَاءهُ إِنْسَانٌ لاَ يَشتَهِي أَنْ يُحَدِّثَهُ، ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى ضِرْسِهِ، وَقَالَ: أَوَّهْ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: جَرِيْرٌ مِنْ أَجِلَّةِ أَهْلِ البَصْرَةِ وَرُفَعَائِهِم، اشْتَرَى وَالِدَ
حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَعتَقَهُ، فَحَمَّادٌ مَوْلَى جَرِيْرٍ.قَالَ: وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ جَرِيْرٍ مِنَ الكِبَارِ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ نُسْخَةً طَوِيْلَةً.
قَالَ: وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ المُسْلِمِيْنَ.
حَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ: أَيُّوْبُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَاللَّيْثُ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، وَابْنُ لَهِيْعَةَ، وَهُوَ مُسْتقِيْمُ الحَدِيْثِ، إِلاَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ قَتَادَةَ، فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْهُ أَشْيَاءَ لاَ يَروِيهَا غَيْرُه.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَ عَنْهُ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا مائَةٌ وَثَمَانِ سِنِيْنَ.
قَالَ أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ: حَكَى عَنْ جَرِيْرٍ ابْنُهُ وَهْبٌ، قَالَ:
مَاتَ أَنَسٌ سَنَةَ تِسْعِيْنَ، وَلِي خَمْسَ سِنِيْنَ، وَمَاتَ جَرِيْرٌ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ:
اخْتُلِطَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَكَانَ لَهُ أَوْلاَدٌ أَصْحَابُ حَدِيْثٍ، فَلَمَّا أَحسُّوا ذَلِكَ مِنْهُ، حَجَبُوْهُ، فَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي حَالِ اخْتِلاَطِهِ شَيْئاً.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ: مَا رَأَيتُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ يَكَادُ يُعَظِّمُ أَحَداً تَعْظِيْمَهُ لِجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِملاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بن سَمُرَةَ، قَالَ:
خَطَبَنَا عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ:
قَامَ فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ
الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم... ) ، الحَدِيْثَ.وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، وَعَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ البَصْرِيُّ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَلَفْظُ شَيْبَانَ: سَمِعْتُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ:
خَطَبَنَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ:
قَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقَامِي فِيْكُمُ اليَوْمَ، فَقَالَ: (أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم) .
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ الغَسُّوْلِيُّ، قَالاَ:
أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ:
خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَامَ فِي مِثْل مَقَامِي هَذَا، فَقَالَ: (أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم، ثُمَّ يَجِيْءُ قَوْمٌ يَحْلِفُ أَحَدُهُم عَلَى اليَمِيْنَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ عَلَيْهَا، وَيَشْهَدُ عَلَى الشَّهَادَةِ قَبْل أَنْ يُسْتَشْهَدَ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُم أَنْ يَنَالَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ، فَلْيَلْزَمِ الجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنَ أَبْعَدُ، أَلاَ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُم تَسُرُّهُ حَسَنتُهُ، وَتَسُوؤُهُ سَيِّئتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ) .
هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، اتَّفَقَ الجَرِيْرَانِ عَلَى رِوَايتِهِ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ.أَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ، مِنْ طَرِيْقِ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عَالِياً.
وَأَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ حَازِمٍ، فَقَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى السَّامِيِّ، عَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، عَنْ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ: فَوَقَعَ لَنَا عَالِياً جِدّاً.
قَالَ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ذَكَرَ قَوْلَ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ: كَانَ جَرِيْرٌ أَحْفَظَنَا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللهِ، فَتَبَسَّمَ، وَقَالَ: وَلَكِنَّهُ بِأَخَرَةٍ.
فَقُلْتُ: يَحْفَظُ عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
أَصْبَحتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ، فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: مَنْ وَرَاءهُ؟
قُلْتُ: جَرِيْرٌ.
قَالَ: جَرِيْرٌ كَانَ يُحَدِّثُ بِالتَّوَهُّمِ.
قُلْتُ: أَكَانَ يُحَدِّثُهُم بِالتَّوَهُّمِ بِمِصْرَ خَاصَّةً، أَوْ غَيْرِهَا؟
قَالَ: فِي غَيْرِهَا، وَفِيْهَا.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: أَشْيَاءُ يُسنِدُهَا عَنْ قَتَادَةَ بَاطِلٌ.
قُلْتُ: قَدَّمْتُ جَرِيْراً، وَإِنْ كَانَتْ وَفَاتُهُ تَأَخَّرَتْ، وَالخَطبُ يَسِيْرٌ فِي مِثْلِ هَذَا.
جرير بن عبد الله بن جَابر هُوَ الشليل بن مَالك بن نصر بن ثَعْلَبَة بن جشم بن عويف بن حزيمة بن حَرْب بن عَليّ بن مدرك بن سعد بن يزِيد بن قيس وَهُوَ مَالك بن عبقر بن أغار بن أراش بن عَمْرو بن العون البَجلِيّ الأحمسي كنيته أَبُو عَمْرو وَيُقَال ابو عبد الله لَهُ صُحْبَة من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
عداده فِي الْكُوفِيّين سكنها زَمَانا وتحول الى قرقيسياء وَمَات بهَا سنة إِحْدَى وَخمسين
روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَوَاضِع وروى عَن مُعَاوِيَة فِي سنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
روى عَنهُ قيس بن أبي حَازِم فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة وَزِيَاد بن علاقَة وَالشعْبِيّ وَأَبُو زرْعَة وَالْمُنْذر بن جرير فِي الزَّكَاة وعامر بن سعد البَجلِيّ وَأنس بن مَالك وعبد الرحمن بن هِلَال
عداده فِي الْكُوفِيّين سكنها زَمَانا وتحول الى قرقيسياء وَمَات بهَا سنة إِحْدَى وَخمسين
روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَوَاضِع وروى عَن مُعَاوِيَة فِي سنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
روى عَنهُ قيس بن أبي حَازِم فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة وَزِيَاد بن علاقَة وَالشعْبِيّ وَأَبُو زرْعَة وَالْمُنْذر بن جرير فِي الزَّكَاة وعامر بن سعد البَجلِيّ وَأنس بن مَالك وعبد الرحمن بن هِلَال
جرير بن عَبْد الله بن جابر
وهو الشّلبل بن مالك بن نصر بن ثعلبة ابن جشم بن عويف بن خزيمة [بن حرب] بن على بن مالك بن سعد ابن نذير بن قسر، وهو مالك بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث البجلي.
يكنى أبا عمرو. وقيل: أبا عبد الله، واختلف في بجيلة فقيل ما ذكرنا، وقيل: إنهم من ولد أنمار بن نزار على ما ذكرناه في (كتاب القبائل) ، ولم يختلفوا أنّ بجيلة أمهم نسبوا إليها، وهي بجيلة بنت صعب بن على بن سعد العشيرة. قال ابن إسحاق: جرير بن عَبْد الله البجلي سيد قبيلته، يعني بجيلة. قَالَ: وبجيلة هو ابن أنمار بن نزار بن معد بن عدنان. وقال مصعب: أنمار بن نزار بن معد بن عدنان، منهم بجيلة.
قَالَ أبو عمر رحمه الله: كان إسلامه في العام الذي توفي فيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. وقال جرير: أسلمت قبل موت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بأربعين يومًا. وَرَوَى شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ عَنْ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلا رَآنِي قَطُّ إِلا ضَحِكَ وَتَبَسَّمَ وَقَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ حِينَ أَقْبَلَ وَافِدًا عَلَيْهِ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ خَيْرُ ذِي يَمَنٍ، كَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ مِسْحَةَ مَلَكٍ، فَطَلَعَ جَرِيرٌ وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ إِلَى ذِي كُلاعٍ وَذِي رُعَيْنٍ بِالْيَمَنِ. وفيه فيما روى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ. وَرَوَى أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ فِي صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ الْجُمَحِيِّ. وفي جرير قال الشاعر:
لَوْلا جَرِيرٌ هَلَكَتْ بَجِيلَهْ ... نِعْمَ الْفَتَى وَبِئْسَتِ الْقَبِيلَهْ
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا مَدَحَ من هجى قومه، وكان عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُوسُفُ هَذِهِ الأُمَّةِ، يَعْنِي فِي حُسْنِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لِعُمَرَ حِينَ وَجَدَ فِي مَجْلِسِهِ رَائِحَةً مِنْ بَعْضِ جُلَسَائِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: عَزَمْتُ عَلَى صَاحِبِ هَذِهِ الرَّائِحَةِ إِلا قَامَ فَتَوَضَّأَ، فَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَلَيْنَا كُلِّنِا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَاعْزِمْ. قَالَ: عَلَيْكُمْ كُلُّكُمْ عَزَمْتُ. ثُمَّ قَالَ: يَا جَرِيرُ، مَا زِلْتَ سَيِّدًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ.
ونزل جرير الكوفة وسكنها، وكان له بها دار، ثم تحول إلى قرقيسياء، ومات بها سنة أربع وخمسين.
وقد قيل: إن جريرًا توفي سنة إحدى وخمسين. وقيل: مات بالسراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة لمعاوية.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَلا تَكْفِينِي ذَا الْخَلَصَةِ ؟ فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ لا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَصَكَّ فِي صَدْرِي، فَقَالَ:
اللَّهمّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، فَخَرَجْتُ فِي خَمْسِينَ مِنْ قومي فأتيناها فأحرقناها.
وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى ذِي الْكُلاعِ وَذِي ظُلَيْمٍ بِالْيَمَنِ، وَقَدِمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ عِنْدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ سَعْدًا فِي وِلايَتِهِ؟ فَقَالَ: تَرَكْتُهُ أَكْرَمَ الناس مقدرة، وأحسنهم معذرة، هو لهم كَالأُمِّ الْبَرَّةِ، يَجْمَعُ لَهُمْ كَمَا تُجْمَعُ الذَّرَّةُ ، مَعَ أَنَّهُ مَيْمُونُ الأَثَرِ، مَرْزُوقُ الظَّفْرِ، أَشَدُّ النَّاسِ عِنْدَ الْبَأْسِ، وَأَحَبُّ قُرَيْشٍ إِلَى النَّاسِ.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ حَالِ النَّاسِ. قَالَ: هَمْ كَسِهَامِ الْجَعْبَةِ، مِنْهَا الْقَائِمُ الرَّائِشُ ، وَمِنْهَا الْعَضِلُ الطَّائِشُ، وَابْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ثَقَافُهَا يَغْمِزُ عَضِلَهَا، وَيُقِيمُ مَيْلَهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالسَّرَائِرِ يَا عُمَرُ.
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ إِسْلامِهِمْ. قَالَ: يُقِيمُونَ الصَّلاةَ لأَوْقَاتِهَا، وَيُؤْتُونَ الطَّاعَةَ لِوُلاتِهَا.
فَقَالَ عُمَرُ: الْحَمْدُ للَّه إِذَا كَانَتِ الصَّلاةُ أُوتِيَتِ الزَّكَاةُ، وَإِذَا كَانَتِ الطَّاعَةُ كَانَتِ الْجَمَاعَةُ.
وَجِريرٌ الْقَائِلُ: الْخَرَسُ خَيْرٌ مِنَ الْخِلابَةِ وَالْبَكْمُ خَيْرٌ مِنَ الْبَذَاءِ.
وَكَانَ جَرِيرُ رَسُولَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى معاوية، فحبسه مدة طويلة،
ثُمَّ رَدَّهُ بِرَقٍّ مَطْبُوعٍ غَيْرِ مَكْتُوبٍ، وَبَعَثَ مَعَهُ مَنْ يُخْبِرُهُ بِمُنَابَذَتِهِ [لَهُ] فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ مَشْهُورٍ.
رَوَى عَنْهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَالشَّعْبِيُّ وَبَنُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ وَالْمُنْذِرُ وَإِبْرَاهِيمُ.
وهو الشّلبل بن مالك بن نصر بن ثعلبة ابن جشم بن عويف بن خزيمة [بن حرب] بن على بن مالك بن سعد ابن نذير بن قسر، وهو مالك بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث البجلي.
يكنى أبا عمرو. وقيل: أبا عبد الله، واختلف في بجيلة فقيل ما ذكرنا، وقيل: إنهم من ولد أنمار بن نزار على ما ذكرناه في (كتاب القبائل) ، ولم يختلفوا أنّ بجيلة أمهم نسبوا إليها، وهي بجيلة بنت صعب بن على بن سعد العشيرة. قال ابن إسحاق: جرير بن عَبْد الله البجلي سيد قبيلته، يعني بجيلة. قَالَ: وبجيلة هو ابن أنمار بن نزار بن معد بن عدنان. وقال مصعب: أنمار بن نزار بن معد بن عدنان، منهم بجيلة.
قَالَ أبو عمر رحمه الله: كان إسلامه في العام الذي توفي فيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. وقال جرير: أسلمت قبل موت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بأربعين يومًا. وَرَوَى شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ عَنْ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلا رَآنِي قَطُّ إِلا ضَحِكَ وَتَبَسَّمَ وَقَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ حِينَ أَقْبَلَ وَافِدًا عَلَيْهِ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ خَيْرُ ذِي يَمَنٍ، كَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ مِسْحَةَ مَلَكٍ، فَطَلَعَ جَرِيرٌ وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ إِلَى ذِي كُلاعٍ وَذِي رُعَيْنٍ بِالْيَمَنِ. وفيه فيما روى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ. وَرَوَى أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ فِي صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ الْجُمَحِيِّ. وفي جرير قال الشاعر:
لَوْلا جَرِيرٌ هَلَكَتْ بَجِيلَهْ ... نِعْمَ الْفَتَى وَبِئْسَتِ الْقَبِيلَهْ
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا مَدَحَ من هجى قومه، وكان عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُوسُفُ هَذِهِ الأُمَّةِ، يَعْنِي فِي حُسْنِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لِعُمَرَ حِينَ وَجَدَ فِي مَجْلِسِهِ رَائِحَةً مِنْ بَعْضِ جُلَسَائِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: عَزَمْتُ عَلَى صَاحِبِ هَذِهِ الرَّائِحَةِ إِلا قَامَ فَتَوَضَّأَ، فَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَلَيْنَا كُلِّنِا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَاعْزِمْ. قَالَ: عَلَيْكُمْ كُلُّكُمْ عَزَمْتُ. ثُمَّ قَالَ: يَا جَرِيرُ، مَا زِلْتَ سَيِّدًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ.
ونزل جرير الكوفة وسكنها، وكان له بها دار، ثم تحول إلى قرقيسياء، ومات بها سنة أربع وخمسين.
وقد قيل: إن جريرًا توفي سنة إحدى وخمسين. وقيل: مات بالسراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة لمعاوية.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَلا تَكْفِينِي ذَا الْخَلَصَةِ ؟ فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ لا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَصَكَّ فِي صَدْرِي، فَقَالَ:
اللَّهمّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، فَخَرَجْتُ فِي خَمْسِينَ مِنْ قومي فأتيناها فأحرقناها.
وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى ذِي الْكُلاعِ وَذِي ظُلَيْمٍ بِالْيَمَنِ، وَقَدِمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ عِنْدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ سَعْدًا فِي وِلايَتِهِ؟ فَقَالَ: تَرَكْتُهُ أَكْرَمَ الناس مقدرة، وأحسنهم معذرة، هو لهم كَالأُمِّ الْبَرَّةِ، يَجْمَعُ لَهُمْ كَمَا تُجْمَعُ الذَّرَّةُ ، مَعَ أَنَّهُ مَيْمُونُ الأَثَرِ، مَرْزُوقُ الظَّفْرِ، أَشَدُّ النَّاسِ عِنْدَ الْبَأْسِ، وَأَحَبُّ قُرَيْشٍ إِلَى النَّاسِ.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ حَالِ النَّاسِ. قَالَ: هَمْ كَسِهَامِ الْجَعْبَةِ، مِنْهَا الْقَائِمُ الرَّائِشُ ، وَمِنْهَا الْعَضِلُ الطَّائِشُ، وَابْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ثَقَافُهَا يَغْمِزُ عَضِلَهَا، وَيُقِيمُ مَيْلَهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالسَّرَائِرِ يَا عُمَرُ.
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ إِسْلامِهِمْ. قَالَ: يُقِيمُونَ الصَّلاةَ لأَوْقَاتِهَا، وَيُؤْتُونَ الطَّاعَةَ لِوُلاتِهَا.
فَقَالَ عُمَرُ: الْحَمْدُ للَّه إِذَا كَانَتِ الصَّلاةُ أُوتِيَتِ الزَّكَاةُ، وَإِذَا كَانَتِ الطَّاعَةُ كَانَتِ الْجَمَاعَةُ.
وَجِريرٌ الْقَائِلُ: الْخَرَسُ خَيْرٌ مِنَ الْخِلابَةِ وَالْبَكْمُ خَيْرٌ مِنَ الْبَذَاءِ.
وَكَانَ جَرِيرُ رَسُولَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى معاوية، فحبسه مدة طويلة،
ثُمَّ رَدَّهُ بِرَقٍّ مَطْبُوعٍ غَيْرِ مَكْتُوبٍ، وَبَعَثَ مَعَهُ مَنْ يُخْبِرُهُ بِمُنَابَذَتِهِ [لَهُ] فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ مَشْهُورٍ.
رَوَى عَنْهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَالشَّعْبِيُّ وَبَنُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ وَالْمُنْذِرُ وَإِبْرَاهِيمُ.
جرير بن عبد الله بن جابر
ب د ع: جرير بْن عَبْد اللَّهِ بْن جابر وهو الشليل بْن مالك بْن نصر بْن ثعلبة بْن جشم بْن عوف بْن خزيمة بْن حرب بْن عَلِيِّ بْنِ مالك بْن سعد بْن نذير بْن قسر بْن عبقر بْن أنمار بْن إراش، أَبُو عمرو، وقيل: أَبُو عَبْد اللَّهِ البجلي.
وقد اختلف النسابون في بجيلة، فمنهم من جعلهم من اليمن، وقال: إراش بْن عمرو بْن الغوث بْن نبت، وعمرو هذا هو أخو الأزد، وهو قول الكلبي، وأكثر أهل النسب، ومنهم من قال: هم من نزار، وقال: هو أنمار بْن نزار بْن معد بْن عدنان، وهو قول ابن إِسْحَاق، ومصعب، والله أعلم.
نسبوا إِلَى أمهم: بجيلة بنت صعب بْن عَلِيِّ بْنِ سعد العشيرة.
أسلم جرير قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأربعين يوما، وكان حسن الصورة، قال عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه: جرير يوسف هذه الأمة، وهو سيد قومه، وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما دخل عليه جرير فأكرمه: " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ".
وكان له في الحروب بالعراق: القادسية، وغيرها، أثر عظيم، وكانت بجيلة متفرقة، فجمعهم عمر بْن الخطاب، وجعل عليهم جريرًا.
(207) أخبرنا الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُكَارِمٍ الْمُؤَدِّبُ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ وَالْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، أخبرنا أَبُو الْمَنْصُورِ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عن مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، عن سَلَمَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا انْتَهَتْ إِلَى عُمَرَ مُصِيبَةُ أَهْلِ الْجِسْرِ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ فَلُّهُمْ، قَدِمَ عَلَيْهِ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الْيَمَنِ فِي رَكْبٍ مِنْ بَجِيلَةَ، وَعَرْفَجَةُ بْنُ هَرْثَمَةَ، وَكَانَ عَرْفَجَةُ يَوْمَئِذٍ سَيُّدَ بَجِيلَةَ، وَكَانَ حَلِيفًا لَهُمْ مِنَ الأَزْدِ، فَكَلَّمَهُمْ وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُمْ مَا كَانَ مِنَ الْمُصِيبَةِ فِي إِخْوَانِكُمْ بِالْعِرَاقِ، فَسِيرُوا إِلَيْهِمْ، وَأَنَا أُخْرِجُ إِلَيْكُمْ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَأَجْمَعُهُمْ إِلَيْكُمْ، قَالُوا: نَفْعَلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِمْ قَيْسَ كُبَّةَ، وَسَحْمَةَ، وَعُرَيْنَةَ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَهَذِهِ بُطُونٌ مِنْ بَجِيلَةَ، وَأَمَرَ عَلَيْهِمْ عَرْفَجَةَ بْنَ هَرْثَمَةَ، فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ لِبَجِيلَةَ: كَلِّمُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالُوا: اسْتَعْمَلْتَ عَلَيْنَا رَجُلا لَيْسَ مِنَّا، فَأَرْسَلَ إِلَى عَرْفَجَةَ فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: صَدَقُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَسْتَ مِنْهُمْ، لَكِنِّي مِنَ الأَزْدِ، كُنَّا أَصَبْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَمًا فِي قَوْمِنَا، فَلَحِقْنَا بِبَجِيلَةَ، فَبَلَغْنَا فِيهِمْ مِنَ السُّؤْدَدِ مَا بَلَغَكَ، فَقَالَ عُمَرُ: فَاثْبَتْ عَلَى مَنْزِلَتِكَ، فَدَافِعْهُمْ كَمَا يُدَافِعُونَكَ، فَقَالَ: لَسْتُ فَاعِلًا، وَلا سَائِرًا مَعَهُمْ، فَسَارَ عَرْفَجَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ بَعْدَ أَنْ نَزَلْتُ، وَأَمَرَ عُمَرُ جَرِيرًا عَلَى بَجِيلَةَ، فَسَارَ بِهِمْ مَكَانَهُ إِلَى الْعِرَاقِ، وَأَقَامَ جَرِيرٌ بِالْكُوفَةِ، وَلَمَّا أَتَى عَلِيٌّ الْكُوفَةَ وَسَكَنَهَا، وَسَارَ جَرِيرٌ عَنْهَا إِلَى قَرْقِيسْيَاءَ فَمَاتَ بِهَا، وَقِيلَ: مَاتَ بِالسَّرَاةِ.
وَرَوَى عَنْهُ بَنُوهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ، وَالْمُنْذِرُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَرَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
(208) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ السُّلَمِيِّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أخبرنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ، عن زَائِدَةَ، عن بَيَانٍ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلا رَآنِي إِلا ضَحِكَ.
وَرَوَاهُ زَائِدَةُ أَيْضًا، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن جَرِيرٍ، مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَأَرْسَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى ذِي الْخَلَصَةِ، وَهِيَ بَيْتٌ فِيهِ صَنَمٌ لِخَثْعَمَ لِيَهْدِمَهَاَ، فَقَالَ: إِنِّي لا أَثْبِتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَصَكَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًّا مَهْدِيًّا، فَخَرَجَهُ فِي مِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَاكِبًا مِنْ قَوْمِهِ، فَأَحْرَقَهَا، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا.
(209) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْخَطِيبُ، أخبرنا أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ الْبَطِرِ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُعَلِّمُ، أخبرنا الْحُسَيْنُ الْمَحَامِلِيُّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ، أخبرنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عن زَائِدَةَ، عن بَيَانٍ الْبَجَلِيِّ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أخبرنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ.
وَتُوُفِّيَ جَرِيرٌ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ، وَكَانَ يُخَضِّبُ بِالصُّفْرَةِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. الشليل: بفتح الشين المعجمة، وبلامين بينهما ياء تحتها نقطتان، وحزيمة: بفتح الحاء المهملة، وكسر الزاي، ونذير: بفتح النون، وكسر الذال المعجمة.
ب د ع: جرير بْن عَبْد اللَّهِ بْن جابر وهو الشليل بْن مالك بْن نصر بْن ثعلبة بْن جشم بْن عوف بْن خزيمة بْن حرب بْن عَلِيِّ بْنِ مالك بْن سعد بْن نذير بْن قسر بْن عبقر بْن أنمار بْن إراش، أَبُو عمرو، وقيل: أَبُو عَبْد اللَّهِ البجلي.
وقد اختلف النسابون في بجيلة، فمنهم من جعلهم من اليمن، وقال: إراش بْن عمرو بْن الغوث بْن نبت، وعمرو هذا هو أخو الأزد، وهو قول الكلبي، وأكثر أهل النسب، ومنهم من قال: هم من نزار، وقال: هو أنمار بْن نزار بْن معد بْن عدنان، وهو قول ابن إِسْحَاق، ومصعب، والله أعلم.
نسبوا إِلَى أمهم: بجيلة بنت صعب بْن عَلِيِّ بْنِ سعد العشيرة.
أسلم جرير قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأربعين يوما، وكان حسن الصورة، قال عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه: جرير يوسف هذه الأمة، وهو سيد قومه، وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما دخل عليه جرير فأكرمه: " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ".
وكان له في الحروب بالعراق: القادسية، وغيرها، أثر عظيم، وكانت بجيلة متفرقة، فجمعهم عمر بْن الخطاب، وجعل عليهم جريرًا.
(207) أخبرنا الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُكَارِمٍ الْمُؤَدِّبُ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ وَالْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، أخبرنا أَبُو الْمَنْصُورِ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عن مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، عن سَلَمَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا انْتَهَتْ إِلَى عُمَرَ مُصِيبَةُ أَهْلِ الْجِسْرِ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ فَلُّهُمْ، قَدِمَ عَلَيْهِ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الْيَمَنِ فِي رَكْبٍ مِنْ بَجِيلَةَ، وَعَرْفَجَةُ بْنُ هَرْثَمَةَ، وَكَانَ عَرْفَجَةُ يَوْمَئِذٍ سَيُّدَ بَجِيلَةَ، وَكَانَ حَلِيفًا لَهُمْ مِنَ الأَزْدِ، فَكَلَّمَهُمْ وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُمْ مَا كَانَ مِنَ الْمُصِيبَةِ فِي إِخْوَانِكُمْ بِالْعِرَاقِ، فَسِيرُوا إِلَيْهِمْ، وَأَنَا أُخْرِجُ إِلَيْكُمْ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَأَجْمَعُهُمْ إِلَيْكُمْ، قَالُوا: نَفْعَلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِمْ قَيْسَ كُبَّةَ، وَسَحْمَةَ، وَعُرَيْنَةَ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَهَذِهِ بُطُونٌ مِنْ بَجِيلَةَ، وَأَمَرَ عَلَيْهِمْ عَرْفَجَةَ بْنَ هَرْثَمَةَ، فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ لِبَجِيلَةَ: كَلِّمُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالُوا: اسْتَعْمَلْتَ عَلَيْنَا رَجُلا لَيْسَ مِنَّا، فَأَرْسَلَ إِلَى عَرْفَجَةَ فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: صَدَقُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَسْتَ مِنْهُمْ، لَكِنِّي مِنَ الأَزْدِ، كُنَّا أَصَبْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَمًا فِي قَوْمِنَا، فَلَحِقْنَا بِبَجِيلَةَ، فَبَلَغْنَا فِيهِمْ مِنَ السُّؤْدَدِ مَا بَلَغَكَ، فَقَالَ عُمَرُ: فَاثْبَتْ عَلَى مَنْزِلَتِكَ، فَدَافِعْهُمْ كَمَا يُدَافِعُونَكَ، فَقَالَ: لَسْتُ فَاعِلًا، وَلا سَائِرًا مَعَهُمْ، فَسَارَ عَرْفَجَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ بَعْدَ أَنْ نَزَلْتُ، وَأَمَرَ عُمَرُ جَرِيرًا عَلَى بَجِيلَةَ، فَسَارَ بِهِمْ مَكَانَهُ إِلَى الْعِرَاقِ، وَأَقَامَ جَرِيرٌ بِالْكُوفَةِ، وَلَمَّا أَتَى عَلِيٌّ الْكُوفَةَ وَسَكَنَهَا، وَسَارَ جَرِيرٌ عَنْهَا إِلَى قَرْقِيسْيَاءَ فَمَاتَ بِهَا، وَقِيلَ: مَاتَ بِالسَّرَاةِ.
وَرَوَى عَنْهُ بَنُوهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ، وَالْمُنْذِرُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَرَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
(208) أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ السُّلَمِيِّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أخبرنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ، عن زَائِدَةَ، عن بَيَانٍ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلا رَآنِي إِلا ضَحِكَ.
وَرَوَاهُ زَائِدَةُ أَيْضًا، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن جَرِيرٍ، مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَأَرْسَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى ذِي الْخَلَصَةِ، وَهِيَ بَيْتٌ فِيهِ صَنَمٌ لِخَثْعَمَ لِيَهْدِمَهَاَ، فَقَالَ: إِنِّي لا أَثْبِتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَصَكَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًّا مَهْدِيًّا، فَخَرَجَهُ فِي مِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَاكِبًا مِنْ قَوْمِهِ، فَأَحْرَقَهَا، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا.
(209) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْخَطِيبُ، أخبرنا أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ الْبَطِرِ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُعَلِّمُ، أخبرنا الْحُسَيْنُ الْمَحَامِلِيُّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ، أخبرنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عن زَائِدَةَ، عن بَيَانٍ الْبَجَلِيِّ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أخبرنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ.
وَتُوُفِّيَ جَرِيرٌ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ، وَكَانَ يُخَضِّبُ بِالصُّفْرَةِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. الشليل: بفتح الشين المعجمة، وبلامين بينهما ياء تحتها نقطتان، وحزيمة: بفتح الحاء المهملة، وكسر الزاي، ونذير: بفتح النون، وكسر الذال المعجمة.
جرير بن عبد الله بن جابر
ابن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعيد بن مالك بن نذير بن قسر، وهو مالك بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث ابن نبت بن مالك بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو عمرو وقيل أبو عبد الله البجلي القسري.
صحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه أحاديث صالحة. قدم دمشق رسولاً من علي عليه السلام إلى معاوية، وقدم على معاوية مرة أخرى في خلافته.
حدث جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النصح لكل مسلم.
حدث جرير بن عبد الله قال: بعثني علي بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان يأمره أن يبايع هو ومن قبله، قال: فخرجت لا أرى أحداً سبقني إليه حتى قدمت على معاوية، وإذا هو يخطب الناس وهم حوله يبكون حول قميص عثمان، وهو معلق في رمح، فدفعت إليه كتاب علي، ومثل رجل إلى جنبي كان يسير بمسيري، ويقوم بمقامي لا أشعر به فقال لمعاوية:
إن بني عمك عبد المطلب ... هم قتلوا شيخكم غير كذب
وأنت أولى الناس بالوثب فثب ... واغضب معاوي للإله وارتقب
بادر بخيل الأمه الغار الأشب ... بجمع أهل الشام ترشد وتصب
وسر مسير المحزئل المتلئب ... وهزهز الصعدة للبأس الشغب
قال ثم دفع إليه كتاباً من الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه فإذا فيه:
معاوي إن الملك قد جب غاربه ... وأنت بما في كفك اليوم صاحبه
أتاك كتاب من علي بخطة ... هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه
فإن كنت تنوي أن تجيب كتابه ... فقبح ممليه وقبح كاتبه
وإن كنت تنوي ترك رجع جوابه ... فأنت بأمر لا محالة راكبه
فألق إلى الحي اليمانين كلمة ... تنال بها الأمر الذي أنت طالبه
تقول أمير المؤمنين أصابه ... عدو وما لا هم عليه أقاربه
وكنت أميراً قبل بالشام فيكم ... وحسبي من الحق الذي هو واجبه
فجيئوا ومن أرسى ثبيراً مكانه ... ندافع بحراً لا ترد غواربه
فأكثر وأقلل ما لها الدهر صاحب ... سواك فصرح لست ممن تواربه
قال: فقال: أقم، فإن الناس قد نفروا عند قتل عثمان حتى يسكنوا. قال: فأقمت أربعة أشهر، ثم جاءه كتاب من الوليد بن عقبة فيه:
ألا أبلغ معاوية بن حرب ... فإنك من أخي ثقة مليم
قطعت الدهر كالسدم المعنى ... تهدر في دمشق وما تريم
فإنك والكتاب إلى علي ... كرابعة وقد حلم الأديم
فلو كنت القتيل وكان حياً ... لشمر لا ألف ولا سؤوم
فلما جاءه كتابه وصل ما بين طومارين، ثم طواهما أبيضين، وكتب عنوانهما: من
معاوية بن أبي سفيان، إلى علي بن أبي طالب، ودفعهما إلي، وبعث معي رجلاً من عبس، لا أدري ما مع العبسي، قال: فقدمنا الكوفة فاجتمع الناس إلى علي في المسجد، ولا يشكون أنها بيعة أهل الشام، فلما فتح الكتاب لم يوجد شيء، وقام العبسي فقال: من ها هنا من أفناء قيس، إني أخص من قيس غطفان، وأخص من غطفان عبساً، وإني أحلف بالله لقد تركت تحت قميص عثمان أكثر من خمسين ألف شيخ، خاضبي لحاهم بدموع أعينهم متعاقدين متحالفين ليقتلن قتلته، وإني أحلف بالله ليقتحمنها عليكم ابن أبي سفيان بأكثر من أربعة آلاف من خصيان الخيل، في ظنكم بعد بما فيها من الفحول! فقال له قيس بن سعد: يا أخا عبس لا نبالي بخصيان خيلك ولا ببكاء كهولك، ولا يكون بكاؤه بكاء يعقوب على يوسف. ثم دفع العبسي كتاباً من معاوية فيه:
أتاني أمر فيه للناس غمة ... وفيه اجتداع للأنوف أصيل
مصاب أمير المؤمنين وهذه ... تكاد لها صم الجبال تزول
فلله عينا من رأى مثل هالك ... أصيب بلا ذنب وذاك جليل
دعاهم فصموا عنه عند دعائه ... وذاك على ما في النفوس دليل
ندمت على ما كان من تبع الهوى ... وحسبي منه حسرة وعويل
سأبغي أبا عمرو بكل مهند ... وبيض لها في الدار عين صليل
فأما التي فيها المودة بيننا ... فليس إليها ما حييت سبيل
سألقحها حرباً عواناً ملحة ... وإني بها من عامها لكفيل
قال: فأمر علي قيس بن سعد أن يجيبه في كتابه، فكتب إليه قيس:
معاوي لا تعجل علينا معاويا ... فقد هجت بالرأي السخيف الأفاعيا
وحركت منا كل شيء كرهته ... وأبقيت حزات النفوس كما هيا
بعثت بقرطاسين صفرين ضلة ... إلى خير من يمشي بنعل وحافيا
مضى أو بقي بعد النبي محمد ... عليه سلام الله عوداً وباديا
ألا ليت شعري والأماني ضلة ... على أي ما تنوي أردت الأمانيا
على أن فينا للموارث مطمعاً ... وأنك متروك بشامك عاصيا
أبى الله إلا أن ذا غير كائن ... فدع عنك ما منتك نفسك خاليا
وأكثر وأقلل إن شامك شحمة ... يعجلها طاه يبادر شاويا
من العام أو من قابل كل كائن ... قريب وأبعد بالذي ليس جائيا
حدث قيس قال: قال جرير لعبد الله بن رباح: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ". فكتب معاوية: أن أرسل إلي جريراً على المربد فأتاه فقال: أنت سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله "؟ قال: نعم. قال: لا جرم لا أغزي جيشاً وراء الدرب في شتاء أبداً. وبعث إليهم بطعام ولحف.
قيل إن جريراً تنقل من الكوفة إلى قرقيسياء وقال: لا أقيم ببلدة يشتم فيها عثمان. وتوفي في زمن معاوية بعد الخمسين، يقال سنة إحدى وخمسين. وقيل: مات سنة أربع وخمسين. وكان سيداً في قومه، وبسط له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثوباً ليجلس عليه وقت مبايعته له، وقال لأصحابه: " إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه "، وجهه إلى الخلصة طاغية دوس فهدمها. ودعا له حين بعثه إليها، وشهد جرير مع المسلمين يوم المدائن وله فيها أخبار مأثورة. وجرير هذا هو الذي يقول له الشاعر:
لولا جرير هلكت بجيله ... نعم الفتى وبئست القبيله
قال جرير: لما دنوت من مدينة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنخت راحلتي وحللت عيبتي فلبست
حلتي، فدخلت ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب، فسلم علي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي: يا عبد الله، هل ذكر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أمري شيئاً؟ قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر، بينا هو يخطب إذ عرض له في خطبته قال: " إنه سيدخل عليكم من هذا الباب، أو من هذا الفج، من خير ذي يمن، وإن على وجهه لمسحة ملك ". قال: فحمدت الله على ما أبلاني.
قال جرير: ما رآني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا تبسم في وجهي. في حديث.
حدث عبد الله بن ضمرة أنه بينما هو ذات يوم عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جماعة من أصحابه أكثرهم اليمن، إذ قال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سيطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي يمن "، فبقي القوم كل رجل منهم يرجو أن يكون من أهل بيته، فإذا هم بجرير بن عبد الله قد طلع عليهم من الثنية، فجاء حتى سلم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى أصحابه، فردوا عليه بأجمعهم السلام، ثم بسط له عرض ردائه وقال له: على ذا يا جرير فاقعد. فقعد معهم ثم قام وانصرف. فقال جماعة أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد رأينا اليوم منك منظراً لجرير ما رأينا منك لأحد، قال: " نعم، هذا كريم قوم. إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
وقال عدي بن حاتم: لما دخل جرير على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ألقى له وسادة فجلس على الأرض، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أشهد أنك لا تبغي علواً في الأرض ولا فساداً "، فأسلم. من حديث.
وفي حديث: قال جرير: فبسط رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده فبايعني وقال: " على أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتنصح المسلم، وتطيع الوالي، وإن كان عبداً حبشياً ". فقال: نعم. قال: فبايعه.
حدث عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى الفجر لم يرم مجلسه حتى تطلع الشمس، فقال لنا ذات يوم حين طلعت الشمس: " يطلع عليكم من هذا الفج خير ذي يمن، على وجهه مسحة
ملك ". فطلع جرير بن عبد الله البجلي ثم القسري على راحلته حتى نزل على باب المسجد، ثم دخل فقال: يا معشر قريش، أين رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: هذا هو، يعني نفسه عليه السلام، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم: " أتاكم أهل اليمن، وهم أرق أفئدة. الإيمان يمان والحكمة يمانية والغلظة والقسوة والكبرياء والفخر والجفاء عند أصحاب الوبر والصوف، نحو هذا المشرق في ربيعة ومضر ".
فلما جلس جرير بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: ما اسمك؟ قال: أنا جرير بن عبد الله البجلي. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا جرير، إنك لن تدرك شريعة الإسلام، ولن تدرك حقيقة الإيمان حتى تترك عبادة الأوثان ". قال جرير: يا رسول الله، قد أسلمت، فادعوا الله أن يشرح قلبي للإسلام. قال: " اللهم، اشرح قلبه للإيمان، ولا تجعله من أهل الردة، ولا تكثر له فيطغى، ولا تملي عينيه فينسى "، قال جرير: يا رسول الله، حدثني عما جئت أسألك عنه. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تسأل عن حق الوالد على ولده، وحق الولد على والده. وإن من حق الوالد على ولده أن يخشع له عند الغضب، ويؤثره عند الشكاية والوصب، فإن المجافي ليس بالواصل، ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها. ومن حق الولد على والده أن لا يجحد نسبه، وأن يحسن أدبه ". قال جرير: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، هذا - والله الذي بعثك نبياً - الذي جئت له، وأنا أريد أن أسألك عنه، آمنت بالله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أين منزلك يا جرير؟ قال: نحن بأكناف بيشة بين سلم وأراك وسهل ودكداك وحمض وعلاك،
في نخلة وضالة ونجمة وأثلة، ونجل وتالة. ربيعنا مريع، وشتاؤنا ربيع، وماؤنا نبيع، لا يقام ماتحها ولا يحسر مائحها ولا يعزب سارحها، فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: " خير الماء الشبم، وأفضل الأموال الغنم، وأجود المراعي الأراك والسلم. وإذا أخلف كان لجينا، وإذا سقط كان درينا، وإذا أكل كان لبينا.
قال جرير: يا رسول الله، أخبرني عن السماء الدنيا والأرض السفلى. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما السماء الدنيا فإن الله خلقها من دخان وماء، ثم رفعها وجعل فيها سراجاً مضيئاً، وقمراً منيراً، وزينها بمصابيح النجوم، وجعلها رجوماً للشياطين، وحفظها من كل شيطان رجيم. وأما الأرض السفلى، فإن الله تعالى خلقها من الزبد الجفاء والماء الكباء، حملها على ظهر حوت، تحته ملك على صخرة يتفجر منها الماء، لو انخرق منها خرق لأذهب من على ظهر الأرض سبحان خالق النور.
قال جرير: يا رسول الله، ابسط يدك أبايعك على الإسلام فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتسمع وتطيع الوالي وإن كان حبشياً، قال جرير: نعم
يا رسول الله. فبايعه، ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا جرير ما فعل قومك؟ قال: يا رسول الله، ليس ينتظرون أحداً غيري. قال: فانطلق فادعهم إلى الإسلام. فخرج جرير حتى أتى بلاد قومه فسار فيهم حياً حياً، ودعاهم إلى الإسلام، وأمرهم بالهجرة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أول من أجابه إلى ذلك قيس بن غزية الأحمسي ثم الذهني، وهو أبو عروة.
وروي عن جرير بن عبد الله قال: كنت لا أثبت على الخيل، فشكوت ذلك إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً، فما قلعت عن فرسي بعد ذلك.
وفي حديث آخر: فقال لي بعد إسلامي: يا جرير، إن ربي قد أعلمني أن إبليس قد أيس من أن تعبد الأصنام في أرض العرب، فتهيأ حتى تسير إلى بيت قومك خثعم ذي الخلصة فتدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وعلى أن تكسر أصنامهم وتحرق بيتهم، قال: فقلت: يا رسول الله؛ إني رجل قلع: لا أثبت في السرج، قال: فادن إلي، قال: فدنوت إليه، فضرب في صدري وقال: اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً. قال: ثم ندب الناس معي فانتدب معي مئتان جلهم من أحمس، وانطلقت.
حدث إبراهيم قال: توضأ جرير ثم مسح على خفيه، فقيل له: أتمسح على خفيك! قال: ومالي لا أمسح، وقد رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح! قال: فكان حديث جرير أوثق حديث في المسح، لأنه أسلم في العام الذي قبض فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد نزول المائدة.
وعن جرير بن عبد الله قال: ما حجبني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك.
وعن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا تسبوا جرير بن عبد الله، إن جريراً منا أهل البيت.
وعنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جرير بن عبد الله منا أهل البيت ظهر لبطن ظهر لبطن ظهر لبطن.
وعن جرير قال: بايعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ما بايعت عليه النساء، لمن مات منا ولم يأت شيئاً ضمن له الجنة، ومن مات منا وأتى شيئاً منهن فأقيم عليه الحد فهو كفارته، ومن مات منا وأتى شيئاً منهن فستر عليه فعلى الله عز وجل حسابه.
وروي عن جرير أنه كان إذا باع رجلاً قال له: إن الذي آخذ منك أحب إليك من الذي أعطيك، فقال له بنوه: إذا فعلت لم ترتفع إلى بيع سلعة، فقال: إني بايعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الإسلام والنصح لكل مسلم.
وعن جرير قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنك امرؤ قد حسن الله خلقك فأحسن خلقك.
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن جريراً يوسف هذه الأمة، يعني حسنه.
وعن عبد الملك بن عمير قال: رأيت جرير بن عبد الله وكأن وجهه شقة قمر.
وقال عبد الله بن عمير: رأيت جرير بن عبد الله يخضب لحيته بالزعفران.
وحدث ابن لجرير قال: كان نعل جرير بن عبد الله طولها ذراع.
وعن جرير قال: تنفس رجل ونحن خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه نصلي، وفي رواية يعني: أحدث، فلما انصرف قال: اعزم على صاحبها إلا قام فتوضأ وأعاد الصلاة، قال: فلم يقم أحد. قال جرير: فقلت: يا أمير المؤمنين لا تعزم عليه، ولكن اعزم علينا كلنا فتكون صلاتنا تطوعاً وصلاته الفريضة، قال عمر: فإني أعزم عليكم وعلى نفسي قال: فتوضأ وأعادوا الصلاة.
وفي حديث بمعناه فقال: يرحمك الله، نعم السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام.
وفي رواية فقال: رحمك الله إن كنت لسيداً في الجاهلية، فقيها في الإسلام.
وعن جرير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له - والناس يتحامون العراق وقتال الأعاجم -: سر بقومك، فما غلبت عليه فلك ربعه، فلما جمعت الغنائم غنائم جلولاء. ادعى جرير أن له ربع ذلك كله، فكتب سعد رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكتب عمر رضي الله عنه: صدق جرير، قد قلت ذلك له، فإن شاء أن يكون قاتل هو وقومه على جعل فأعطوه جعله، وأن يكون إنما قاتل لله ولدينه وجاهد فهو رجل من المسلمين له مالهم وعليه ماعليهم. وكتب عمر رضي الله عنه بذلك إلى سعد رضي الله عنه، فلما قدم الكتاب على سعد دعا جريراً فأخبره ما كتب به إليه عمر، فقال جرير: صدق أمير المؤمنين، لاحاجة لي به، بل أنا رجل من المسلمين لي مالهم وعلي ماعليهم.
وقال ابن عباس رضي الله عنه: جرير بن عبد الله ذهبت عينه بهمذان حيث وليها في زمان عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ومات جرير سنة إحدى وخمسين.
وعن محمد بن سلام قال: قال جرير بن عبد الله - وسأله رجل حاجة فقضاها فعاتبه بعض أهله فقال -: المال ودائع الله في الدنيا ونحن وكلاؤها، فمن غرثان نشبعه، ومن ظمآن نرويه.
وقيل: مات جرير سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين.
ابن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعيد بن مالك بن نذير بن قسر، وهو مالك بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث ابن نبت بن مالك بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو عمرو وقيل أبو عبد الله البجلي القسري.
صحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه أحاديث صالحة. قدم دمشق رسولاً من علي عليه السلام إلى معاوية، وقدم على معاوية مرة أخرى في خلافته.
حدث جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النصح لكل مسلم.
حدث جرير بن عبد الله قال: بعثني علي بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان يأمره أن يبايع هو ومن قبله، قال: فخرجت لا أرى أحداً سبقني إليه حتى قدمت على معاوية، وإذا هو يخطب الناس وهم حوله يبكون حول قميص عثمان، وهو معلق في رمح، فدفعت إليه كتاب علي، ومثل رجل إلى جنبي كان يسير بمسيري، ويقوم بمقامي لا أشعر به فقال لمعاوية:
إن بني عمك عبد المطلب ... هم قتلوا شيخكم غير كذب
وأنت أولى الناس بالوثب فثب ... واغضب معاوي للإله وارتقب
بادر بخيل الأمه الغار الأشب ... بجمع أهل الشام ترشد وتصب
وسر مسير المحزئل المتلئب ... وهزهز الصعدة للبأس الشغب
قال ثم دفع إليه كتاباً من الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه فإذا فيه:
معاوي إن الملك قد جب غاربه ... وأنت بما في كفك اليوم صاحبه
أتاك كتاب من علي بخطة ... هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه
فإن كنت تنوي أن تجيب كتابه ... فقبح ممليه وقبح كاتبه
وإن كنت تنوي ترك رجع جوابه ... فأنت بأمر لا محالة راكبه
فألق إلى الحي اليمانين كلمة ... تنال بها الأمر الذي أنت طالبه
تقول أمير المؤمنين أصابه ... عدو وما لا هم عليه أقاربه
وكنت أميراً قبل بالشام فيكم ... وحسبي من الحق الذي هو واجبه
فجيئوا ومن أرسى ثبيراً مكانه ... ندافع بحراً لا ترد غواربه
فأكثر وأقلل ما لها الدهر صاحب ... سواك فصرح لست ممن تواربه
قال: فقال: أقم، فإن الناس قد نفروا عند قتل عثمان حتى يسكنوا. قال: فأقمت أربعة أشهر، ثم جاءه كتاب من الوليد بن عقبة فيه:
ألا أبلغ معاوية بن حرب ... فإنك من أخي ثقة مليم
قطعت الدهر كالسدم المعنى ... تهدر في دمشق وما تريم
فإنك والكتاب إلى علي ... كرابعة وقد حلم الأديم
فلو كنت القتيل وكان حياً ... لشمر لا ألف ولا سؤوم
فلما جاءه كتابه وصل ما بين طومارين، ثم طواهما أبيضين، وكتب عنوانهما: من
معاوية بن أبي سفيان، إلى علي بن أبي طالب، ودفعهما إلي، وبعث معي رجلاً من عبس، لا أدري ما مع العبسي، قال: فقدمنا الكوفة فاجتمع الناس إلى علي في المسجد، ولا يشكون أنها بيعة أهل الشام، فلما فتح الكتاب لم يوجد شيء، وقام العبسي فقال: من ها هنا من أفناء قيس، إني أخص من قيس غطفان، وأخص من غطفان عبساً، وإني أحلف بالله لقد تركت تحت قميص عثمان أكثر من خمسين ألف شيخ، خاضبي لحاهم بدموع أعينهم متعاقدين متحالفين ليقتلن قتلته، وإني أحلف بالله ليقتحمنها عليكم ابن أبي سفيان بأكثر من أربعة آلاف من خصيان الخيل، في ظنكم بعد بما فيها من الفحول! فقال له قيس بن سعد: يا أخا عبس لا نبالي بخصيان خيلك ولا ببكاء كهولك، ولا يكون بكاؤه بكاء يعقوب على يوسف. ثم دفع العبسي كتاباً من معاوية فيه:
أتاني أمر فيه للناس غمة ... وفيه اجتداع للأنوف أصيل
مصاب أمير المؤمنين وهذه ... تكاد لها صم الجبال تزول
فلله عينا من رأى مثل هالك ... أصيب بلا ذنب وذاك جليل
دعاهم فصموا عنه عند دعائه ... وذاك على ما في النفوس دليل
ندمت على ما كان من تبع الهوى ... وحسبي منه حسرة وعويل
سأبغي أبا عمرو بكل مهند ... وبيض لها في الدار عين صليل
فأما التي فيها المودة بيننا ... فليس إليها ما حييت سبيل
سألقحها حرباً عواناً ملحة ... وإني بها من عامها لكفيل
قال: فأمر علي قيس بن سعد أن يجيبه في كتابه، فكتب إليه قيس:
معاوي لا تعجل علينا معاويا ... فقد هجت بالرأي السخيف الأفاعيا
وحركت منا كل شيء كرهته ... وأبقيت حزات النفوس كما هيا
بعثت بقرطاسين صفرين ضلة ... إلى خير من يمشي بنعل وحافيا
مضى أو بقي بعد النبي محمد ... عليه سلام الله عوداً وباديا
ألا ليت شعري والأماني ضلة ... على أي ما تنوي أردت الأمانيا
على أن فينا للموارث مطمعاً ... وأنك متروك بشامك عاصيا
أبى الله إلا أن ذا غير كائن ... فدع عنك ما منتك نفسك خاليا
وأكثر وأقلل إن شامك شحمة ... يعجلها طاه يبادر شاويا
من العام أو من قابل كل كائن ... قريب وأبعد بالذي ليس جائيا
حدث قيس قال: قال جرير لعبد الله بن رباح: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ". فكتب معاوية: أن أرسل إلي جريراً على المربد فأتاه فقال: أنت سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله "؟ قال: نعم. قال: لا جرم لا أغزي جيشاً وراء الدرب في شتاء أبداً. وبعث إليهم بطعام ولحف.
قيل إن جريراً تنقل من الكوفة إلى قرقيسياء وقال: لا أقيم ببلدة يشتم فيها عثمان. وتوفي في زمن معاوية بعد الخمسين، يقال سنة إحدى وخمسين. وقيل: مات سنة أربع وخمسين. وكان سيداً في قومه، وبسط له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثوباً ليجلس عليه وقت مبايعته له، وقال لأصحابه: " إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه "، وجهه إلى الخلصة طاغية دوس فهدمها. ودعا له حين بعثه إليها، وشهد جرير مع المسلمين يوم المدائن وله فيها أخبار مأثورة. وجرير هذا هو الذي يقول له الشاعر:
لولا جرير هلكت بجيله ... نعم الفتى وبئست القبيله
قال جرير: لما دنوت من مدينة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنخت راحلتي وحللت عيبتي فلبست
حلتي، فدخلت ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب، فسلم علي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي: يا عبد الله، هل ذكر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أمري شيئاً؟ قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر، بينا هو يخطب إذ عرض له في خطبته قال: " إنه سيدخل عليكم من هذا الباب، أو من هذا الفج، من خير ذي يمن، وإن على وجهه لمسحة ملك ". قال: فحمدت الله على ما أبلاني.
قال جرير: ما رآني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا تبسم في وجهي. في حديث.
حدث عبد الله بن ضمرة أنه بينما هو ذات يوم عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جماعة من أصحابه أكثرهم اليمن، إذ قال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سيطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي يمن "، فبقي القوم كل رجل منهم يرجو أن يكون من أهل بيته، فإذا هم بجرير بن عبد الله قد طلع عليهم من الثنية، فجاء حتى سلم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى أصحابه، فردوا عليه بأجمعهم السلام، ثم بسط له عرض ردائه وقال له: على ذا يا جرير فاقعد. فقعد معهم ثم قام وانصرف. فقال جماعة أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد رأينا اليوم منك منظراً لجرير ما رأينا منك لأحد، قال: " نعم، هذا كريم قوم. إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
وقال عدي بن حاتم: لما دخل جرير على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ألقى له وسادة فجلس على الأرض، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أشهد أنك لا تبغي علواً في الأرض ولا فساداً "، فأسلم. من حديث.
وفي حديث: قال جرير: فبسط رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده فبايعني وقال: " على أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتنصح المسلم، وتطيع الوالي، وإن كان عبداً حبشياً ". فقال: نعم. قال: فبايعه.
حدث عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى الفجر لم يرم مجلسه حتى تطلع الشمس، فقال لنا ذات يوم حين طلعت الشمس: " يطلع عليكم من هذا الفج خير ذي يمن، على وجهه مسحة
ملك ". فطلع جرير بن عبد الله البجلي ثم القسري على راحلته حتى نزل على باب المسجد، ثم دخل فقال: يا معشر قريش، أين رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: هذا هو، يعني نفسه عليه السلام، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم: " أتاكم أهل اليمن، وهم أرق أفئدة. الإيمان يمان والحكمة يمانية والغلظة والقسوة والكبرياء والفخر والجفاء عند أصحاب الوبر والصوف، نحو هذا المشرق في ربيعة ومضر ".
فلما جلس جرير بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: ما اسمك؟ قال: أنا جرير بن عبد الله البجلي. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا جرير، إنك لن تدرك شريعة الإسلام، ولن تدرك حقيقة الإيمان حتى تترك عبادة الأوثان ". قال جرير: يا رسول الله، قد أسلمت، فادعوا الله أن يشرح قلبي للإسلام. قال: " اللهم، اشرح قلبه للإيمان، ولا تجعله من أهل الردة، ولا تكثر له فيطغى، ولا تملي عينيه فينسى "، قال جرير: يا رسول الله، حدثني عما جئت أسألك عنه. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تسأل عن حق الوالد على ولده، وحق الولد على والده. وإن من حق الوالد على ولده أن يخشع له عند الغضب، ويؤثره عند الشكاية والوصب، فإن المجافي ليس بالواصل، ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها. ومن حق الولد على والده أن لا يجحد نسبه، وأن يحسن أدبه ". قال جرير: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، هذا - والله الذي بعثك نبياً - الذي جئت له، وأنا أريد أن أسألك عنه، آمنت بالله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أين منزلك يا جرير؟ قال: نحن بأكناف بيشة بين سلم وأراك وسهل ودكداك وحمض وعلاك،
في نخلة وضالة ونجمة وأثلة، ونجل وتالة. ربيعنا مريع، وشتاؤنا ربيع، وماؤنا نبيع، لا يقام ماتحها ولا يحسر مائحها ولا يعزب سارحها، فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: " خير الماء الشبم، وأفضل الأموال الغنم، وأجود المراعي الأراك والسلم. وإذا أخلف كان لجينا، وإذا سقط كان درينا، وإذا أكل كان لبينا.
قال جرير: يا رسول الله، أخبرني عن السماء الدنيا والأرض السفلى. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما السماء الدنيا فإن الله خلقها من دخان وماء، ثم رفعها وجعل فيها سراجاً مضيئاً، وقمراً منيراً، وزينها بمصابيح النجوم، وجعلها رجوماً للشياطين، وحفظها من كل شيطان رجيم. وأما الأرض السفلى، فإن الله تعالى خلقها من الزبد الجفاء والماء الكباء، حملها على ظهر حوت، تحته ملك على صخرة يتفجر منها الماء، لو انخرق منها خرق لأذهب من على ظهر الأرض سبحان خالق النور.
قال جرير: يا رسول الله، ابسط يدك أبايعك على الإسلام فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتسمع وتطيع الوالي وإن كان حبشياً، قال جرير: نعم
يا رسول الله. فبايعه، ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا جرير ما فعل قومك؟ قال: يا رسول الله، ليس ينتظرون أحداً غيري. قال: فانطلق فادعهم إلى الإسلام. فخرج جرير حتى أتى بلاد قومه فسار فيهم حياً حياً، ودعاهم إلى الإسلام، وأمرهم بالهجرة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أول من أجابه إلى ذلك قيس بن غزية الأحمسي ثم الذهني، وهو أبو عروة.
وروي عن جرير بن عبد الله قال: كنت لا أثبت على الخيل، فشكوت ذلك إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً، فما قلعت عن فرسي بعد ذلك.
وفي حديث آخر: فقال لي بعد إسلامي: يا جرير، إن ربي قد أعلمني أن إبليس قد أيس من أن تعبد الأصنام في أرض العرب، فتهيأ حتى تسير إلى بيت قومك خثعم ذي الخلصة فتدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وعلى أن تكسر أصنامهم وتحرق بيتهم، قال: فقلت: يا رسول الله؛ إني رجل قلع: لا أثبت في السرج، قال: فادن إلي، قال: فدنوت إليه، فضرب في صدري وقال: اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً. قال: ثم ندب الناس معي فانتدب معي مئتان جلهم من أحمس، وانطلقت.
حدث إبراهيم قال: توضأ جرير ثم مسح على خفيه، فقيل له: أتمسح على خفيك! قال: ومالي لا أمسح، وقد رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح! قال: فكان حديث جرير أوثق حديث في المسح، لأنه أسلم في العام الذي قبض فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد نزول المائدة.
وعن جرير بن عبد الله قال: ما حجبني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك.
وعن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا تسبوا جرير بن عبد الله، إن جريراً منا أهل البيت.
وعنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جرير بن عبد الله منا أهل البيت ظهر لبطن ظهر لبطن ظهر لبطن.
وعن جرير قال: بايعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ما بايعت عليه النساء، لمن مات منا ولم يأت شيئاً ضمن له الجنة، ومن مات منا وأتى شيئاً منهن فأقيم عليه الحد فهو كفارته، ومن مات منا وأتى شيئاً منهن فستر عليه فعلى الله عز وجل حسابه.
وروي عن جرير أنه كان إذا باع رجلاً قال له: إن الذي آخذ منك أحب إليك من الذي أعطيك، فقال له بنوه: إذا فعلت لم ترتفع إلى بيع سلعة، فقال: إني بايعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الإسلام والنصح لكل مسلم.
وعن جرير قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنك امرؤ قد حسن الله خلقك فأحسن خلقك.
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن جريراً يوسف هذه الأمة، يعني حسنه.
وعن عبد الملك بن عمير قال: رأيت جرير بن عبد الله وكأن وجهه شقة قمر.
وقال عبد الله بن عمير: رأيت جرير بن عبد الله يخضب لحيته بالزعفران.
وحدث ابن لجرير قال: كان نعل جرير بن عبد الله طولها ذراع.
وعن جرير قال: تنفس رجل ونحن خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه نصلي، وفي رواية يعني: أحدث، فلما انصرف قال: اعزم على صاحبها إلا قام فتوضأ وأعاد الصلاة، قال: فلم يقم أحد. قال جرير: فقلت: يا أمير المؤمنين لا تعزم عليه، ولكن اعزم علينا كلنا فتكون صلاتنا تطوعاً وصلاته الفريضة، قال عمر: فإني أعزم عليكم وعلى نفسي قال: فتوضأ وأعادوا الصلاة.
وفي حديث بمعناه فقال: يرحمك الله، نعم السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام.
وفي رواية فقال: رحمك الله إن كنت لسيداً في الجاهلية، فقيها في الإسلام.
وعن جرير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له - والناس يتحامون العراق وقتال الأعاجم -: سر بقومك، فما غلبت عليه فلك ربعه، فلما جمعت الغنائم غنائم جلولاء. ادعى جرير أن له ربع ذلك كله، فكتب سعد رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكتب عمر رضي الله عنه: صدق جرير، قد قلت ذلك له، فإن شاء أن يكون قاتل هو وقومه على جعل فأعطوه جعله، وأن يكون إنما قاتل لله ولدينه وجاهد فهو رجل من المسلمين له مالهم وعليه ماعليهم. وكتب عمر رضي الله عنه بذلك إلى سعد رضي الله عنه، فلما قدم الكتاب على سعد دعا جريراً فأخبره ما كتب به إليه عمر، فقال جرير: صدق أمير المؤمنين، لاحاجة لي به، بل أنا رجل من المسلمين لي مالهم وعلي ماعليهم.
وقال ابن عباس رضي الله عنه: جرير بن عبد الله ذهبت عينه بهمذان حيث وليها في زمان عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ومات جرير سنة إحدى وخمسين.
وعن محمد بن سلام قال: قال جرير بن عبد الله - وسأله رجل حاجة فقضاها فعاتبه بعض أهله فقال -: المال ودائع الله في الدنيا ونحن وكلاؤها، فمن غرثان نشبعه، ومن ظمآن نرويه.
وقيل: مات جرير سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين.
جرير بن حَازِم بن زيد أَبُو النَّضر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ أخرج البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة وَغير مَوضِع عَن أَبِيه وهب وَعَن بن وهب وَأبي عَاصِم وَسليمَان بن حَرْب وَغَيرهم عَنهُ عَن الْحسن وَابْن سِيرِين وَغَيرهمَا حكى عَنهُ ابْنه وهب أَنه قَالَ مَاتَ أنس بن مَالك سنة تسعين وَأَنا بن خمس سِنِين وَمَات سنة سبعين وَمِائَة قَالَه البُخَارِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ جرير بن حَازِم صَدُوق صَالح الحَدِيث قدم هُوَ وَالسري بن يحيى مصر وَجَرِير بن حَازِم أحسن حَدِيثا مِنْهُ وَالسري أحلى مِنْهُ قَالَ وَاخْتَلَطَ جريج قبل مَوته بعام يَعْنِي جرير بن حَازِم وَقَالَ أَبُو دَاوُد جرير بن حَازِم وَعبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ تغيرا فحجب النَّاس عَنْهُمَا قَالَ عبد الرَّحْمَن ثَنَا أَحْمد بن سِنَان سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن مهْدي يَقُول جرير بن حَازِم اخْتَلَط وَكَانَ لَهُ أَوْلَاد أَصْحَاب حَدِيث فَلَمَّا أحسوا ذَلِك مِنْهُ حجبوه فَلم يسمع مِنْهُ أحد شَيْئا فِي اخْتِلَاطه قَالَ عبد الرَّحْمَن ثَنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا عَليّ يَعْنِي بن الْمَدِينِيّ سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن مهْدي يَقُول جرير بن حَازِم أثبت عِنْدِي من قُرَّة بن خَالِد قَالَ عبد الرَّحْمَن حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إشكاب ثَنَا قراد سَمِعت شُعْبَة يَقُول عَلَيْك بجرير بن حَازِم فاسمع مِنْهُ
جرير بن حَازِم بن زيد [أَبُو النَّضر] الْأَزْدِيّ الْعَتكِي الْبَصْرِيّ سمع أَبَا رَجَاء العطاردي وَالْحسن وَابْن سِيرِين رَوَى عَنهُ ابْن وهب الْمصْرِيّ وَابْنه وهب بن جرير وَأَبُو عَاصِم وعدة فِي الصَّلَاة وَغير مَوضِع حَكَى عَنهُ ابْنه وهب انه قَالَ مَاتَ أنس بن مَالك سنة تسعين وَأَنا ابْن
خمس سِنِين وَمَات جرير سنة 107 قَالَ البُخَارِيّ نَا سُلَيْمَان بن جرير وَمُحَمّد بن مَحْبُوب بِهَذَا وَزَاد مُحَمَّد وَقَالَ فِي آخرهَا
خمس سِنِين وَمَات جرير سنة 107 قَالَ البُخَارِيّ نَا سُلَيْمَان بن جرير وَمُحَمّد بن مَحْبُوب بِهَذَا وَزَاد مُحَمَّد وَقَالَ فِي آخرهَا
جرير بن حَازِم بن زيد الْأَزْدِيّ الْعَتكِي من أهل الْبَصْرَة
كُنْيَتُهُ أَبُو النَّضْرِ يَرْوِي عَنِ الْحسن وَابْن سِيرِين وَمَات أنس بن مَالك وَجَرِير بن حَازِم بن خمس سِنِين فَكَانَ مولده سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ روى عَنهُ بن الْمُبَارك وَأهل الْبَصْرَة وَمَات سنة سبعين وَمِائَة وَقد قيل سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَكَانَ يخطىء لِأَن أَكثر مَا كَانَ يحدث من حفظه وَكَانَ شُعْبَة يَقُول مَا رَأَيْت بِالْبَصْرَةِ أحفظ من رجلَيْنِ هِشَام الدستوَائي وَجَرِير بن حَازِم
كُنْيَتُهُ أَبُو النَّضْرِ يَرْوِي عَنِ الْحسن وَابْن سِيرِين وَمَات أنس بن مَالك وَجَرِير بن حَازِم بن خمس سِنِين فَكَانَ مولده سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ روى عَنهُ بن الْمُبَارك وَأهل الْبَصْرَة وَمَات سنة سبعين وَمِائَة وَقد قيل سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَكَانَ يخطىء لِأَن أَكثر مَا كَانَ يحدث من حفظه وَكَانَ شُعْبَة يَقُول مَا رَأَيْت بِالْبَصْرَةِ أحفظ من رجلَيْنِ هِشَام الدستوَائي وَجَرِير بن حَازِم
جرير بن حَازِم الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ كنيته أَبُو النَّصْر ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمَات أنس بن مَالك وَهُوَ ابْن خمس سِنِين
يروي عَن الْحسن فِي الْإِيمَان والإمارة وَالْجهَاد وَنَافِع فِي الْجَنَائِز وَالْحج وَيُونُس بن يزِيد فِي الْحَج وَأبي فَزَارَة فِي النِّكَاح والنعمان بن رَاشد فِي النِّكَاح والفضائل وَقَتَادَة فِي الْعتْق وَصفَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويعلى بن حَكِيم فِي الْبيُوع والأشربة وَأَيوب فِي الْبيُوع وَالنُّذُور وَالْحَيَوَان وحرملة بن عمرَان الْمصْرِيّ فِي الْجِهَاد وَغَيره وغيلان بن جرير فِي الْجِهَاد وَعَطَاء بن أبي رَبَاح فِي الْأَشْرِبَة وَجَرِير بن زيد وعبد الرحمن السراج فِي الْأَطْعِمَة وَالْأَعْمَش فِي اللبَاس وَأَسْمَاء بن عبيد فِي ذكر الجان وَأبي رَجَاء العطاردي فِي الرُّؤْيَا وَيحيى بن أَيُّوب فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَمُحَمّد بن سِيرِين فِي الْبر
روى عَنهُ ابْنه وهب بن جرير وشيبان بن فروخ وَيحيى بن آدم وَابْن وهب وبهز بن أَسد وعبد الرحمن بن مهْدي وَيزِيد بن هَارُون
يروي عَن الْحسن فِي الْإِيمَان والإمارة وَالْجهَاد وَنَافِع فِي الْجَنَائِز وَالْحج وَيُونُس بن يزِيد فِي الْحَج وَأبي فَزَارَة فِي النِّكَاح والنعمان بن رَاشد فِي النِّكَاح والفضائل وَقَتَادَة فِي الْعتْق وَصفَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويعلى بن حَكِيم فِي الْبيُوع والأشربة وَأَيوب فِي الْبيُوع وَالنُّذُور وَالْحَيَوَان وحرملة بن عمرَان الْمصْرِيّ فِي الْجِهَاد وَغَيره وغيلان بن جرير فِي الْجِهَاد وَعَطَاء بن أبي رَبَاح فِي الْأَشْرِبَة وَجَرِير بن زيد وعبد الرحمن السراج فِي الْأَطْعِمَة وَالْأَعْمَش فِي اللبَاس وَأَسْمَاء بن عبيد فِي ذكر الجان وَأبي رَجَاء العطاردي فِي الرُّؤْيَا وَيحيى بن أَيُّوب فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَمُحَمّد بن سِيرِين فِي الْبر
روى عَنهُ ابْنه وهب بن جرير وشيبان بن فروخ وَيحيى بن آدم وَابْن وهب وبهز بن أَسد وعبد الرحمن بن مهْدي وَيزِيد بن هَارُون
جرير بن حازم بن زيد الأزدي أبو النضر معدود في البصريين
عن أيوب السختياني
والحسن البصري وحميد الطويل
وأبي رجاء العطاردي وعنه ولده وهب
وعبد الرحمن بن مهدى ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون
وهدبه بن خالد وشيبان وغيرهم
أطلق يحيى بن معين والعجلي وأبو حاتم بصلاحه وصدقه وهو أحسن حديثا من السرى بن يحيى
وعن يحيى بن معين ليس به بأس فقيل له هو يحدث عن قتادة عن أنس بمناكير فقال هو عن قتادة ضعيف وقيل له من أحب إليك هو أو أبو الأشهب فقال ما أقربهما وجرير أكثرهما وهما وقال بن مهدي هو أثبت عندي من قرة بن خالد
وقال بن عدي هو من أجلة أهل البصرة ورفعائهم حدث عنه الكبار وعنه هو مستقيم الحديث صالح إلا روايته عن قتادة فإنه يروى عنه ما لا يرويه غيره وهو من ثقات المسلمين قال بن مهدي اختلط فحجبه أولاده فلم يسمع أحد عليه زمان اختلاطه شيئا وقال أبو حاتم إن اختلاطه كان قبل موته بسنة وكان حماد بن سلمة يعظمه كثيرا حدث عنه شيبان بن فروخ ويزيد بن حبيب وبين وفاتهما مائة وثمان سنين وأيوب السختياني وبين
وفاته ووفاة شيبان مائة وخمس سنين روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وتوفى سنة سبعين ومئة.
عن أيوب السختياني
والحسن البصري وحميد الطويل
وأبي رجاء العطاردي وعنه ولده وهب
وعبد الرحمن بن مهدى ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون
وهدبه بن خالد وشيبان وغيرهم
أطلق يحيى بن معين والعجلي وأبو حاتم بصلاحه وصدقه وهو أحسن حديثا من السرى بن يحيى
وعن يحيى بن معين ليس به بأس فقيل له هو يحدث عن قتادة عن أنس بمناكير فقال هو عن قتادة ضعيف وقيل له من أحب إليك هو أو أبو الأشهب فقال ما أقربهما وجرير أكثرهما وهما وقال بن مهدي هو أثبت عندي من قرة بن خالد
وقال بن عدي هو من أجلة أهل البصرة ورفعائهم حدث عنه الكبار وعنه هو مستقيم الحديث صالح إلا روايته عن قتادة فإنه يروى عنه ما لا يرويه غيره وهو من ثقات المسلمين قال بن مهدي اختلط فحجبه أولاده فلم يسمع أحد عليه زمان اختلاطه شيئا وقال أبو حاتم إن اختلاطه كان قبل موته بسنة وكان حماد بن سلمة يعظمه كثيرا حدث عنه شيبان بن فروخ ويزيد بن حبيب وبين وفاتهما مائة وثمان سنين وأيوب السختياني وبين
وفاته ووفاة شيبان مائة وخمس سنين روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وتوفى سنة سبعين ومئة.
جرير أَبُو عُرْوَة
قَالَ الرَّازِيّ مَجْهُول
قَالَ الرَّازِيّ مَجْهُول
جرير أَبُو عُرْوَة يروي عَن عَطاء بن يسَار روى عَنهُ سُلَيْمَان بن بِلَال
جرير أبو عروة روى عن عطاء بن يسار روى عن سليمان ابن بلال سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول: هو مجهول - جرير بن حازم أبو النضر العتكي الأزدي روى عن الحسن وقتادة روى عنه الثوري ويحيى بن سعيد القطان وأبو نعيم وأبو الوليد وسليمان بن حرب سمعت أبي يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد ابن الحسين بن أشكاب حدثنا قراد قال سمعت شعبة يقول: عليك بجرير ابن حازم فأسمع منه.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان
نا وهب بن جرير قال كان شعبة يأتى أبي فيسأله عن أحاديث الأعمش فإذا حدثه قال هكذا والله سمعته من الأعمش.
حدثنا عبد الرحمن نا احمد ابن سنان ( ك) قال سمعت عبد الرحمن [بن مهدي - ] يقول: جرير بن حازم اختلط وكان له أولاد أصحاب حديث فلما خشوا ذلك منه حجبوه فلم يسمع منه أحد في اختلاطه شيئا.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن حنبل - ] نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن [بن مهدي - ] يقول: جرير بن حازم أثبت عندي من قرة بن خالد.
حدثنا عبد الرحمن أنا ابن أبي خيثمه فيما كتب ( م ) إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول: جرير بن حازم أمثل من أبي هلال، وكان صاحب كتاب.
سمعت أبي يقول: جرير بن حازم صدوق.
صالح قدم هو والسري بن يحيى مصر، وجرير بن حازم أحسن حديثا منه، والسري أحلى منه.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: تغير جرير بن حازم قبل موته بسنة.
حدثنا عبد الرحمن نا العباس ابن محمد الدوري قال سألت يحيى بن معين عن جرير بن حازم وأبي الأشهب فقال: جرير بن حازم أحسن حديثا منه وأسند.
حدثنا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق [الهروي - ] فيما كتب إلي قال نا عثمان بن سعيد [الدارمي - ] قال سألت يحيى بن معين عن جرير بن حازم فقال: ثقة.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد ابن الحسين بن أشكاب حدثنا قراد قال سمعت شعبة يقول: عليك بجرير ابن حازم فأسمع منه.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان
نا وهب بن جرير قال كان شعبة يأتى أبي فيسأله عن أحاديث الأعمش فإذا حدثه قال هكذا والله سمعته من الأعمش.
حدثنا عبد الرحمن نا احمد ابن سنان ( ك) قال سمعت عبد الرحمن [بن مهدي - ] يقول: جرير بن حازم اختلط وكان له أولاد أصحاب حديث فلما خشوا ذلك منه حجبوه فلم يسمع منه أحد في اختلاطه شيئا.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن حنبل - ] نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن [بن مهدي - ] يقول: جرير بن حازم أثبت عندي من قرة بن خالد.
حدثنا عبد الرحمن أنا ابن أبي خيثمه فيما كتب ( م ) إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول: جرير بن حازم أمثل من أبي هلال، وكان صاحب كتاب.
سمعت أبي يقول: جرير بن حازم صدوق.
صالح قدم هو والسري بن يحيى مصر، وجرير بن حازم أحسن حديثا منه، والسري أحلى منه.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: تغير جرير بن حازم قبل موته بسنة.
حدثنا عبد الرحمن نا العباس ابن محمد الدوري قال سألت يحيى بن معين عن جرير بن حازم وأبي الأشهب فقال: جرير بن حازم أحسن حديثا منه وأسند.
حدثنا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق [الهروي - ] فيما كتب إلي قال نا عثمان بن سعيد [الدارمي - ] قال سألت يحيى بن معين عن جرير بن حازم فقال: ثقة.
جرير بن زيد بن عبد الله الْأَزْدِيّ أَبُو سَلمَة الْعَتكِي الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو عبد الله جرير بن يزِيد وَقيل بن زيد هُوَ عَم جرير بن حَازِم أخرج البُخَارِيّ فِي اللبَاس عَن بن أَخِيه جرير بن حَازِم عَنهُ عَن سَالم بن عبد الله قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ سَأَلت أبي عَنهُ قَالَ لَا بَأْس بِهِ
جرير بن زيد الازدي
جرير بن زيد الْأَزْدِيّ عَم جرير بن حَازِم عداده فِي أهل الْبَصْرَة يروي عَن عَامر بْن سعد بْن أَبِي وَقاص روى عَنهُ ابْنا أَخِيه يزِيد وَجَرِير ابْنا حَازِم بن زيد