يعقوب بن سفيان بن جوان
أبو يوسف بن أبي معاوية الفارسي الفسوي الحافظ قدم دمشق غير مرة. ذكر أسماء شيوخه، وروى عن كل واحد منهم حديثاً في أربعة
أجزاء. وصنف كتاب التاريخ والمعرفة فأكثر فائدته، وصنف غيره من الكتب. وكان كثير الشيوخ واسع الرحلة.
روى عن حاتم القزاز بسنده إلى أبي بكر الصديق: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أراد أمراً قال: اللهم خر لي واختر لي.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو إمام أهل الحديث بفارس.
قال يعقوب بن سفيان: كنت في رحلتي في طلب الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخاً احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار منه، وكانت نفقتي قد قلت، وقد بعدت عن بلدي ووطني، فكنت أدمن الكتبة ليلاً، وأقرأ عليه نهاراً، فلما كان ذات ليلة كنت جالساً أنسخ في السراج، وكان شتاءً، وقد تصرم الليل، فنزل الماء في عيني، فلم أبصر السراج، ولا الكتب، ولا البيت، ولا النسخ الذي كان في يدي، فبكيت على نفسي، لانقطاعي عن بلدي، وعلى ما فاتني من العلم الذي كتبت، وما يفوتني مما كنت عزمت على كتبه. فاشتد بكائي حتى انثنيت على جنبي، فحملتني عيناي، فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم، فناداني: يا يعبو بن سفيان، لم أنت كئيب؟ فقلت: يا سول الله، ذهب بصري، فتحسرت على ما فاتني من كتب سنتك، وعلى الانقطاع عن بلدي، فقال: أدن مني، فدنوت منه، فأمر يده على عيني، كأنه يقرأ عليهما، ثم استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسخي، وقعدت في السراج أكتب.
قال أبو زرعة الدمشقي: قدم علينا رجلان من نبلاء الناس، أحدهما وأرحلهما يعقوب بن سفيان أبو
يوسف، يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلاً. وذكر الثاني: يريد حرب بن إسماعيل، فقال: هو من الكتاب عني. وكان أبو يوسف يجيئني في التاريخ، ينتخب منه، وكان نبيلاً جليل القدر. فبينا أنا قاعد في المسجد إذ جاءني رجل من أهل خراسان، فقعد إلى جنبي، فقال: أنت أبو زرعة؟ قلت: نعم، فجعل يسألني عن هذه الدقائق، فقلت له: من أين جمعت هذه؟ فقال: هذه كتبناها عن أبي يوسف يعقوب بن سفيان.
قال أبو بكر أحمد بن عبدان: لما قدم يعقوب بن الليث، صاحب خراسان، فارس أخبر أن هناك رجلاً يتكلم في عثمان بن عفان رضي الله عنه وأراد بالرجل يعقوب بن سفيان الفسوي؛ فإنه كان يتشيع فأمر بإشخاصه من فسا إلى شيراز، فلما أن قدم علم الوزير ما وقع في قلب السلطان، فقال: أيها الأمير، إن هذا الرجل قد قدم، ولا يتكلم في أبي محمد عثمان بن عفان شيخنا يريد السجزي وإنما يتكلم في عثمان بن عفان صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما سمع ذلك قال: مالي ولأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟؟! توهمت أنه يتكلم في عثمان بن عفان السجزي. فلم يعرض له.
توفي يعقوب بن سفيان سنة سبع وسبعين ومائتين. وكان بين موت يعقوب وأبي حاتم شهر، فقدم موت يعقوب على أبي حاتم. ومات يعقوب بفسا.
أبو يوسف بن أبي معاوية الفارسي الفسوي الحافظ قدم دمشق غير مرة. ذكر أسماء شيوخه، وروى عن كل واحد منهم حديثاً في أربعة
أجزاء. وصنف كتاب التاريخ والمعرفة فأكثر فائدته، وصنف غيره من الكتب. وكان كثير الشيوخ واسع الرحلة.
روى عن حاتم القزاز بسنده إلى أبي بكر الصديق: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أراد أمراً قال: اللهم خر لي واختر لي.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو إمام أهل الحديث بفارس.
قال يعقوب بن سفيان: كنت في رحلتي في طلب الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخاً احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار منه، وكانت نفقتي قد قلت، وقد بعدت عن بلدي ووطني، فكنت أدمن الكتبة ليلاً، وأقرأ عليه نهاراً، فلما كان ذات ليلة كنت جالساً أنسخ في السراج، وكان شتاءً، وقد تصرم الليل، فنزل الماء في عيني، فلم أبصر السراج، ولا الكتب، ولا البيت، ولا النسخ الذي كان في يدي، فبكيت على نفسي، لانقطاعي عن بلدي، وعلى ما فاتني من العلم الذي كتبت، وما يفوتني مما كنت عزمت على كتبه. فاشتد بكائي حتى انثنيت على جنبي، فحملتني عيناي، فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم، فناداني: يا يعبو بن سفيان، لم أنت كئيب؟ فقلت: يا سول الله، ذهب بصري، فتحسرت على ما فاتني من كتب سنتك، وعلى الانقطاع عن بلدي، فقال: أدن مني، فدنوت منه، فأمر يده على عيني، كأنه يقرأ عليهما، ثم استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسخي، وقعدت في السراج أكتب.
قال أبو زرعة الدمشقي: قدم علينا رجلان من نبلاء الناس، أحدهما وأرحلهما يعقوب بن سفيان أبو
يوسف، يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلاً. وذكر الثاني: يريد حرب بن إسماعيل، فقال: هو من الكتاب عني. وكان أبو يوسف يجيئني في التاريخ، ينتخب منه، وكان نبيلاً جليل القدر. فبينا أنا قاعد في المسجد إذ جاءني رجل من أهل خراسان، فقعد إلى جنبي، فقال: أنت أبو زرعة؟ قلت: نعم، فجعل يسألني عن هذه الدقائق، فقلت له: من أين جمعت هذه؟ فقال: هذه كتبناها عن أبي يوسف يعقوب بن سفيان.
قال أبو بكر أحمد بن عبدان: لما قدم يعقوب بن الليث، صاحب خراسان، فارس أخبر أن هناك رجلاً يتكلم في عثمان بن عفان رضي الله عنه وأراد بالرجل يعقوب بن سفيان الفسوي؛ فإنه كان يتشيع فأمر بإشخاصه من فسا إلى شيراز، فلما أن قدم علم الوزير ما وقع في قلب السلطان، فقال: أيها الأمير، إن هذا الرجل قد قدم، ولا يتكلم في أبي محمد عثمان بن عفان شيخنا يريد السجزي وإنما يتكلم في عثمان بن عفان صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما سمع ذلك قال: مالي ولأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟؟! توهمت أنه يتكلم في عثمان بن عفان السجزي. فلم يعرض له.
توفي يعقوب بن سفيان سنة سبع وسبعين ومائتين. وكان بين موت يعقوب وأبي حاتم شهر، فقدم موت يعقوب على أبي حاتم. ومات يعقوب بفسا.