يحيى بن يحيى بن قيس بن الحارثة
ابن عمرو بن زيد بن عبد مناة بن الحسحاس، أبو عثمان الغساني، سيد أهل دمشق.
حدث عن عمرة عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " القطع في ربع دينار فصاعداً ".
كان يحيى بن يحيى عالماً بالفتيا والقضاء، توفي سنة خمس وثلاثين ومئة. وقيل: سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين ومئة. يقال أنه شرب شربة، فشرق بها فمات.
وعن يحيى أنه نام، فاستيقظ، فقال: ما غلب علي النوم قط إلا خشيت ألا أستيقظ حتى أموت.
وعن يحيى قال: امش ميلاً عد مريضاً، امش ميلين أصلح بين اثنين، امش ثلاثة أميال زر أخاً في الله.
قال يحيى: أربع كلمات لا يقولهن عبد مؤمن بهن إلا بوأه الله بيتاً في الجنة: شهادة أن لا إله إلا الله، فإن الله عز وجل يقول: " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم " والثانية: العبد إذا أصاب ذنباً قال: أستغفر
الله، فإن عز وجل يقول: " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا " إلى " أجر العاملين " والثالثة: العبد إذا مرت به نعمة من نعم الله قال: الحمد لله، فإن الله عز وجل يقول: " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً " إلى " فنعم أجر العاملين " والرابعة: العبد إذا أصابته مصيبة رجع، فإن الله عز وجل يقول: " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله " إلى " وأولئك هم المهتدون "، كان يحيى يوصي ولده وأهل بيته فقال: أنزلوا الأضياف، ولا تكلفوا لهم مؤونة، فإنكم إذا تكلفتم لهم ثقلوا عليكم، فأطعموهم مما حضر. ولما خرجت المسودة، ولم يدخلوا الشام بعد قال ابن سراقة - يعني عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة ليحيى بن يحيى -: يا أبا عثمان، هل كتبت إلى المسودة؟ فقال يحيى: لا، إني أشهد الله أن ديني واحد، ووجهي واحد، ولساني واحد، فقال له ابن سراقة: تنام، وابن هند لا ينام. يعني: أنه قد كتب إليهم، فقال له يحيى: لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون عند الله أميناً.
قال يحيى بن يحيى: لما نزل عبد الله بن علي بالمسودة وحصروا دمشق، استغاث الناس بيحيى بن يحيى، فسأله الوليد بن معاوية أن يخرج إلى عبد الله بن علي ليأخذ لهم أماناً، فخرج إلى عبد الله بن علي، فأجابه إلى ذلك، فاضطرب بذلك الصوت حتى دخل المدينة، وقال الناس: الأمان، الأمان، فخرج من المدينة ناس كثير، وأصعدوا إليهم من المسودة خلقاً كثيراً، فقال له يحيى: اكتب لنا كتاباً بالأمان الذي جعلته لنا، فدعا بدواة
وقرطاس، ثم ضرب ببصرة نحو المدينة، فإذا الحائط قد غشيه المسودة، فقال: نح هذا القرطاس عني، فإني قد دخلتها قسراً، فقال له يحيى: لا، والله ولكن دخلتها غدراً، لأنك جعلت لنا أماناً، فخرج عليه من خرج، ودخل عليه من دخل، فإن كان كما تقول فاردد رجالك عنها، وارددنا إلى مدينتنا، فقال له عبد الله بن علي: إنه والله لولا ما أعرف من مودتك لنا أهل البيت ما استقبلتني بهذا، فقال له يحيى: إن الله جعلك من أهل بيت الحق والرحمة والبركة، الذين لا يعرف لهم ولا يقبل منهم إلا العمل بتقوى الله وطاعته، واعلم أن قرابتك من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم تزد حق الله عليك إلا عظماً ووجوباً، ولم تزد الناس إلا إنكاراً للمنكر ومعرفة لكل ما وافق الحق، فقال عبد الله: تنح عني، ثم تذمم عبد الله بن علي فقال: يا غلام، اذهب به إلى حجرتي، تخوفاً عليه، لأنه كان عليه قميص أبيض وعمامة، فقد سود الناس كلهم، فليس يرى على أحد شيء من البياض غيره، ثم قال عبد الله: يا غلام، اذهب بهذا العلم واركزه في داره، وناد: من دخل دار يحيى بن يحيى فهو آمن، فلم يقتل فيها أحد، ولا في الدار التي أجير من بها، وانحشروا فيها فسلموا.
ابن عمرو بن زيد بن عبد مناة بن الحسحاس، أبو عثمان الغساني، سيد أهل دمشق.
حدث عن عمرة عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " القطع في ربع دينار فصاعداً ".
كان يحيى بن يحيى عالماً بالفتيا والقضاء، توفي سنة خمس وثلاثين ومئة. وقيل: سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين ومئة. يقال أنه شرب شربة، فشرق بها فمات.
وعن يحيى أنه نام، فاستيقظ، فقال: ما غلب علي النوم قط إلا خشيت ألا أستيقظ حتى أموت.
وعن يحيى قال: امش ميلاً عد مريضاً، امش ميلين أصلح بين اثنين، امش ثلاثة أميال زر أخاً في الله.
قال يحيى: أربع كلمات لا يقولهن عبد مؤمن بهن إلا بوأه الله بيتاً في الجنة: شهادة أن لا إله إلا الله، فإن الله عز وجل يقول: " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم " والثانية: العبد إذا أصاب ذنباً قال: أستغفر
الله، فإن عز وجل يقول: " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا " إلى " أجر العاملين " والثالثة: العبد إذا مرت به نعمة من نعم الله قال: الحمد لله، فإن الله عز وجل يقول: " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً " إلى " فنعم أجر العاملين " والرابعة: العبد إذا أصابته مصيبة رجع، فإن الله عز وجل يقول: " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله " إلى " وأولئك هم المهتدون "، كان يحيى يوصي ولده وأهل بيته فقال: أنزلوا الأضياف، ولا تكلفوا لهم مؤونة، فإنكم إذا تكلفتم لهم ثقلوا عليكم، فأطعموهم مما حضر. ولما خرجت المسودة، ولم يدخلوا الشام بعد قال ابن سراقة - يعني عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة ليحيى بن يحيى -: يا أبا عثمان، هل كتبت إلى المسودة؟ فقال يحيى: لا، إني أشهد الله أن ديني واحد، ووجهي واحد، ولساني واحد، فقال له ابن سراقة: تنام، وابن هند لا ينام. يعني: أنه قد كتب إليهم، فقال له يحيى: لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون عند الله أميناً.
قال يحيى بن يحيى: لما نزل عبد الله بن علي بالمسودة وحصروا دمشق، استغاث الناس بيحيى بن يحيى، فسأله الوليد بن معاوية أن يخرج إلى عبد الله بن علي ليأخذ لهم أماناً، فخرج إلى عبد الله بن علي، فأجابه إلى ذلك، فاضطرب بذلك الصوت حتى دخل المدينة، وقال الناس: الأمان، الأمان، فخرج من المدينة ناس كثير، وأصعدوا إليهم من المسودة خلقاً كثيراً، فقال له يحيى: اكتب لنا كتاباً بالأمان الذي جعلته لنا، فدعا بدواة
وقرطاس، ثم ضرب ببصرة نحو المدينة، فإذا الحائط قد غشيه المسودة، فقال: نح هذا القرطاس عني، فإني قد دخلتها قسراً، فقال له يحيى: لا، والله ولكن دخلتها غدراً، لأنك جعلت لنا أماناً، فخرج عليه من خرج، ودخل عليه من دخل، فإن كان كما تقول فاردد رجالك عنها، وارددنا إلى مدينتنا، فقال له عبد الله بن علي: إنه والله لولا ما أعرف من مودتك لنا أهل البيت ما استقبلتني بهذا، فقال له يحيى: إن الله جعلك من أهل بيت الحق والرحمة والبركة، الذين لا يعرف لهم ولا يقبل منهم إلا العمل بتقوى الله وطاعته، واعلم أن قرابتك من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم تزد حق الله عليك إلا عظماً ووجوباً، ولم تزد الناس إلا إنكاراً للمنكر ومعرفة لكل ما وافق الحق، فقال عبد الله: تنح عني، ثم تذمم عبد الله بن علي فقال: يا غلام، اذهب به إلى حجرتي، تخوفاً عليه، لأنه كان عليه قميص أبيض وعمامة، فقد سود الناس كلهم، فليس يرى على أحد شيء من البياض غيره، ثم قال عبد الله: يا غلام، اذهب بهذا العلم واركزه في داره، وناد: من دخل دار يحيى بن يحيى فهو آمن، فلم يقتل فيها أحد، ولا في الدار التي أجير من بها، وانحشروا فيها فسلموا.