يحيى بن بختيار بن عبد الله
أبو زكريا الشيرازي القرقوبي، المعروف بابن كثامة العالمة حدث عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم بسنده إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليعلمه صلاة الحاجة، فأمر أن يتوضأ ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم، إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه إليك بربك عز وجل في حاجتي هذه لتقضى لي، فاللهم، شفعه في.
قال المقتدر أمير المؤمنين: كنت جالساً بين يدي المؤدب للتعلم إذا دخل صديق له، فبالغ في إكرامه وإعظامه، وأجلسه إلى جانبه فحادثه حتى انتهى به الحديث إلى موضع فقطعه، وأخذ يساره، فأصغيت إليهما لأسمع ما يساره به، فقال لي المؤدب: أيها السيد، ثمانية إن أهينوا فلا يلومن إلا أنفسهم: رجل أتى مائدة لم يدع إليها، والمتآمر على رب البيت في زيه، والداخل بين اثنين في حديثهما ولم يدخلاه فيه، والمستخف بحق السلطان، والجالس في مجلس ليس هو له بأهل، والمقبل بحديثه على من لا يسمع منه، وطالب الحوائج من أعدائه، وملتمس البر من اللئام. فإياك والمعاودة إلى مثل ما فعلت.
فقلت: السمع والطاعة، لست أعاود، فقال: اكتب: أنشدني بعض إخواني:
أيها الفاخر جهلاً بالنسب ... إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة ... أم نحاس أم حديد أم ذهب
فترى فضلهم في خلقهم ... هل سوى لحم وعظم وعصب
إنما الفخر بعلم راجح ... وبأخلاق حسان وأدب
قال: وحدثنا نصر قال: أنشدني نصر بن معروف المسافر:
نل ما بدا لك أن تنال من الغنى ... إن أنت لم تقنع فأنت فقير
يا جامع المال الكثير لغيره ... إن الصغير غداً يكون كبير
وبه قال:
وإذا ائتمنت على عيوب فاخفها ... واستر عيوب أخيك حين تطلع
لا تفش سرك ما حييت إلى امرئ ... يفشي إليك سرائراً تستودع
فكما تراه بسر غيرك صانعاً ... فكذا بسرك لا محالة يصنع
وكتاب ربك كن به متهجداً ... إن المحب لربه لا يهجع
توفي يحيى سنة سبع وخمسين وخمس مئة. وولد سنة خمس أو ست أو أربع وسبعين
أبو زكريا الشيرازي القرقوبي، المعروف بابن كثامة العالمة حدث عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم بسنده إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليعلمه صلاة الحاجة، فأمر أن يتوضأ ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم، إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه إليك بربك عز وجل في حاجتي هذه لتقضى لي، فاللهم، شفعه في.
قال المقتدر أمير المؤمنين: كنت جالساً بين يدي المؤدب للتعلم إذا دخل صديق له، فبالغ في إكرامه وإعظامه، وأجلسه إلى جانبه فحادثه حتى انتهى به الحديث إلى موضع فقطعه، وأخذ يساره، فأصغيت إليهما لأسمع ما يساره به، فقال لي المؤدب: أيها السيد، ثمانية إن أهينوا فلا يلومن إلا أنفسهم: رجل أتى مائدة لم يدع إليها، والمتآمر على رب البيت في زيه، والداخل بين اثنين في حديثهما ولم يدخلاه فيه، والمستخف بحق السلطان، والجالس في مجلس ليس هو له بأهل، والمقبل بحديثه على من لا يسمع منه، وطالب الحوائج من أعدائه، وملتمس البر من اللئام. فإياك والمعاودة إلى مثل ما فعلت.
فقلت: السمع والطاعة، لست أعاود، فقال: اكتب: أنشدني بعض إخواني:
أيها الفاخر جهلاً بالنسب ... إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة ... أم نحاس أم حديد أم ذهب
فترى فضلهم في خلقهم ... هل سوى لحم وعظم وعصب
إنما الفخر بعلم راجح ... وبأخلاق حسان وأدب
قال: وحدثنا نصر قال: أنشدني نصر بن معروف المسافر:
نل ما بدا لك أن تنال من الغنى ... إن أنت لم تقنع فأنت فقير
يا جامع المال الكثير لغيره ... إن الصغير غداً يكون كبير
وبه قال:
وإذا ائتمنت على عيوب فاخفها ... واستر عيوب أخيك حين تطلع
لا تفش سرك ما حييت إلى امرئ ... يفشي إليك سرائراً تستودع
فكما تراه بسر غيرك صانعاً ... فكذا بسرك لا محالة يصنع
وكتاب ربك كن به متهجداً ... إن المحب لربه لا يهجع
توفي يحيى سنة سبع وخمسين وخمس مئة. وولد سنة خمس أو ست أو أربع وسبعين