هاشم بن عتيبة بن أبي وقاص
مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهري، المعروف بالمرقال قيل: إن له صحبة، ولم يثبت. ولد في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عنه. وروي عنه حديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أصيبت عينه يوم اليرموك، وكان مع علي في حروبه في الجمل وصفين. وقتل بصفين.
حدث هاشم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يظهر المسلمون على جزيرة العرب ".
وورد في موضع آخر أن هشاماً حدث عن أبيه قال: أقبلت نحو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في جماعة فهبت أن أتقدم، فتقدمت، فسمعته يقول: " يظهر المسلمون على فارس، وتظهر فارس على الروم، ثم يظهر المسلمون على الأعور الدجال ".
وأكثر ما روي هذا الحديث عن نافع بن عتبة أخي هاشم بن عتبة. فإنه روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "
تقاتلون جزيرة العرب فيفتح الله، ثم تقاتلون فارس فيفتح الله، ثم تقاتلون الروم فيفتح الله، ثم تقاتلون الدجال فيفتحه الله. " وكان جابر بن سمرة راويه عن نافع يقول: لا يخرج الدجال حتى تخرج الروم.
وهاشم بن عتبة هو القائل: مشطور الرجز
أعور يبغي أهله محلا
قد عالج الحياة حتى ملا
لا بد أن يفل أو يفلا
وكان بالشام، فأمد به عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص في سبعة عشر رجلاً من جند الشام. وفيه يقول عامر بن واثلة: مشطور الرجز
يا هاشم الخيرجزيت الجنه
قاتلت في الله عدو السنه
أفلج بما فزت به من منه
وقطعت رجله يوم صفين قبل أن يقتل، فجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك، ويتمثل: مشطور الرجز
الفحل يحمي شوله معقولا
كان هاشم بن عتبة يوم صفين على أربعة آلاف قد شروا بأنفسهم الموت. وكان أعور، وكانت راياتهم سوداً، وكان بإزائهم عمرو بن العاص مع معاوية، وكان هاشم يدب دبيباً، فقال عمرو: إن كان ذا دأب صاحب الرايات السود تفانت العرب اليوم،
يا وردان دونك رايتي فاجعلها عند باب الله ومحمد - ابني عمرو - فقال معاوية: أشهد لئن نقضت رايتك لينتقضن الصف، فقال: الليث يحمي شبليه، لا خير فيه بعد ابنيه، هما ابناي، ليسا ابنيك. فلما رآه يبطئ السير أتاه عمار بن ياسر فسفع رأسه بالرمح ثم قال: الرجز
أكل يوم لم ترع ولم ترع ... لا خير في أعور جناب الفزع
فقال عمار: من هؤلاء بإزائنا؟ فقالوا: عبد الله ومحمد ابنا عمرو، فخرج إليه عمار، فقال: يا عبد الله بن عمرو، فخرج إليه رجل، فقال: قد أسمعته، فمن أنت؟ قال: أنا عمار بن ياسر، ويحك! ما تقول لله عز وجل حين تفضي إليه؟! وقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ويح لعمار، تقتله الفئة الباغية، فوالله لأقتلن اليوم. قال: أنشدك الله يا عمار أسمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث جاء عمرو يستعدي علي فقال: إن عبد الله يعصيني، فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تعص عمراً، فهذا أمر عمرو، وقد أمرني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألا أعصيه، وأنا أكره الناس لهذا.
ورئي عمرو بن العاص وهو على المنبر من عجل يجر به جراً، مشرف على الناس ينظر إليهم، وهو يقول لابنه عبد الله بن عمرو: يا عبد الله، أقم الصف، قص الشارب، فإن هؤلاء أخطؤوا خطيئة قد بلغت السماء، ثم قال: علي السلاح، فألقي بين يديه مثل الحرة السوداء، ثم قال: خذ يا فلان، عليكم بالدجال هاشم بن عتبة.
قال الأحنف بن قيس: أتى إلي كاتب عمار بن ياسر يؤمئذ، وبيني وبينه رجل من بني السمين فتقدمنا معه، ودنونا من هاشم بن عتبة فقال له عمار: احمل فداك أبي وأمي، ونظر عمار إلى رقة في الميمنة، فقال هاشم: يا عمار، إنك رجل تأخذك خفة في الحرب، وإنما
أزحف باللواء زحفاً، وأرجو أن أنال بذلك حاجتي، وإني إن خففت لم آمن الهلكة، وقال معاوية لعمرو بن العاص: ويحك يا عمرو! أرى اللواء مع هاشم كأنه يرقل به إرقالاً، وإنه إن زحف به زحفاً إنه لليوم الأطم بأهل الشام. فلم يزل به عمار حتى حمل، فبصر به معاوية، فوجه نحوه حماة أصحابه، ومن يزن بالبأس والشدة إلى ناحيته. وكان ذلك الجمع إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، ومعه يؤمئذ سفيان قد تقلد واحداً، وهو يضرب بالآخر، فأطافت به خيل علي، فقال عمرو: ابني، ابني، فقال له معاوية: اصبر، فإنه لا بأس عليه، فقال عمرو: لو كان يزيد بن معاوية لصبرت، فلم يزل حماة أهل الشام يدعون عنه حتى نجا هارباً على فرسه، هو ومن معه. وقال عمار حين نظر إلى راية عمرو بن العاص: والله إن هذه لراية قاتلها ثلاث عركات، وما هذه بأرشدهن.
حدث أبو إسحاق أن علياً صلى على عمار بن ياسر، وهاشم بن عتبة، فجعل عماراً مما يليه، وهاشماً أمام ذلك، وكبر عليهما تكبيراً واحداً خمساً أو ستاً أو سبعاً. والشك من أشعث بن سوار راويه عن أبي إسحاق. وكانت صفين سنة سبع وثلاثين.
مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهري، المعروف بالمرقال قيل: إن له صحبة، ولم يثبت. ولد في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عنه. وروي عنه حديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أصيبت عينه يوم اليرموك، وكان مع علي في حروبه في الجمل وصفين. وقتل بصفين.
حدث هاشم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يظهر المسلمون على جزيرة العرب ".
وورد في موضع آخر أن هشاماً حدث عن أبيه قال: أقبلت نحو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في جماعة فهبت أن أتقدم، فتقدمت، فسمعته يقول: " يظهر المسلمون على فارس، وتظهر فارس على الروم، ثم يظهر المسلمون على الأعور الدجال ".
وأكثر ما روي هذا الحديث عن نافع بن عتبة أخي هاشم بن عتبة. فإنه روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "
تقاتلون جزيرة العرب فيفتح الله، ثم تقاتلون فارس فيفتح الله، ثم تقاتلون الروم فيفتح الله، ثم تقاتلون الدجال فيفتحه الله. " وكان جابر بن سمرة راويه عن نافع يقول: لا يخرج الدجال حتى تخرج الروم.
وهاشم بن عتبة هو القائل: مشطور الرجز
أعور يبغي أهله محلا
قد عالج الحياة حتى ملا
لا بد أن يفل أو يفلا
وكان بالشام، فأمد به عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص في سبعة عشر رجلاً من جند الشام. وفيه يقول عامر بن واثلة: مشطور الرجز
يا هاشم الخيرجزيت الجنه
قاتلت في الله عدو السنه
أفلج بما فزت به من منه
وقطعت رجله يوم صفين قبل أن يقتل، فجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك، ويتمثل: مشطور الرجز
الفحل يحمي شوله معقولا
كان هاشم بن عتبة يوم صفين على أربعة آلاف قد شروا بأنفسهم الموت. وكان أعور، وكانت راياتهم سوداً، وكان بإزائهم عمرو بن العاص مع معاوية، وكان هاشم يدب دبيباً، فقال عمرو: إن كان ذا دأب صاحب الرايات السود تفانت العرب اليوم،
يا وردان دونك رايتي فاجعلها عند باب الله ومحمد - ابني عمرو - فقال معاوية: أشهد لئن نقضت رايتك لينتقضن الصف، فقال: الليث يحمي شبليه، لا خير فيه بعد ابنيه، هما ابناي، ليسا ابنيك. فلما رآه يبطئ السير أتاه عمار بن ياسر فسفع رأسه بالرمح ثم قال: الرجز
أكل يوم لم ترع ولم ترع ... لا خير في أعور جناب الفزع
فقال عمار: من هؤلاء بإزائنا؟ فقالوا: عبد الله ومحمد ابنا عمرو، فخرج إليه عمار، فقال: يا عبد الله بن عمرو، فخرج إليه رجل، فقال: قد أسمعته، فمن أنت؟ قال: أنا عمار بن ياسر، ويحك! ما تقول لله عز وجل حين تفضي إليه؟! وقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ويح لعمار، تقتله الفئة الباغية، فوالله لأقتلن اليوم. قال: أنشدك الله يا عمار أسمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث جاء عمرو يستعدي علي فقال: إن عبد الله يعصيني، فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تعص عمراً، فهذا أمر عمرو، وقد أمرني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألا أعصيه، وأنا أكره الناس لهذا.
ورئي عمرو بن العاص وهو على المنبر من عجل يجر به جراً، مشرف على الناس ينظر إليهم، وهو يقول لابنه عبد الله بن عمرو: يا عبد الله، أقم الصف، قص الشارب، فإن هؤلاء أخطؤوا خطيئة قد بلغت السماء، ثم قال: علي السلاح، فألقي بين يديه مثل الحرة السوداء، ثم قال: خذ يا فلان، عليكم بالدجال هاشم بن عتبة.
قال الأحنف بن قيس: أتى إلي كاتب عمار بن ياسر يؤمئذ، وبيني وبينه رجل من بني السمين فتقدمنا معه، ودنونا من هاشم بن عتبة فقال له عمار: احمل فداك أبي وأمي، ونظر عمار إلى رقة في الميمنة، فقال هاشم: يا عمار، إنك رجل تأخذك خفة في الحرب، وإنما
أزحف باللواء زحفاً، وأرجو أن أنال بذلك حاجتي، وإني إن خففت لم آمن الهلكة، وقال معاوية لعمرو بن العاص: ويحك يا عمرو! أرى اللواء مع هاشم كأنه يرقل به إرقالاً، وإنه إن زحف به زحفاً إنه لليوم الأطم بأهل الشام. فلم يزل به عمار حتى حمل، فبصر به معاوية، فوجه نحوه حماة أصحابه، ومن يزن بالبأس والشدة إلى ناحيته. وكان ذلك الجمع إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، ومعه يؤمئذ سفيان قد تقلد واحداً، وهو يضرب بالآخر، فأطافت به خيل علي، فقال عمرو: ابني، ابني، فقال له معاوية: اصبر، فإنه لا بأس عليه، فقال عمرو: لو كان يزيد بن معاوية لصبرت، فلم يزل حماة أهل الشام يدعون عنه حتى نجا هارباً على فرسه، هو ومن معه. وقال عمار حين نظر إلى راية عمرو بن العاص: والله إن هذه لراية قاتلها ثلاث عركات، وما هذه بأرشدهن.
حدث أبو إسحاق أن علياً صلى على عمار بن ياسر، وهاشم بن عتبة، فجعل عماراً مما يليه، وهاشماً أمام ذلك، وكبر عليهما تكبيراً واحداً خمساً أو ستاً أو سبعاً. والشك من أشعث بن سوار راويه عن أبي إسحاق. وكانت صفين سنة سبع وثلاثين.