الوليد بن سريع المخزومي الكوفي
مولى عمرو بن حريث وفد على سليمان بن عبد الملك.
حدث عن عمرو بن حريث قال: صليت خلف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفجر، فسمعته يقرأ: " فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس " قال: وكان لا يحني رجل منا ظهره حتى يستتم ساجداً.
قال الوليد بن سريع: بعثني الجراح بن عبد الله، وكان خليفة يزيد بن المهلب على العراق، فبعثني إلى سليمان بن عبد الملك.
وكان سليمان يسأل عن الأخبار والأمطار، وكنت لا أرتق بين كلمتين، وكانت الرسل إذ ذاك إنما بريدها الإبل، وكان الطريق على السماوة سماوة كلب.
فمررت على أعرابي مشتمل بكسائه، فقلت له: هل لك في درهمين؟ قال: فكيف لي بهما؟ فناولته إياهما، وقلت: كيف أقول إذا سئلت عن المطر؟ قال: أي مطر؟ قلت: مطرنا هذا.
قال: تقول: أصابنا أحسن مطر، عقد منه الثرى، واستأصل العود، وفاضت منه الغدر، على أني لم أر في ذلك وادياً دارئاً.
قال: قلت: أملها علي، فكتبتها، وحفظتها
فلما أتيت باب سليمان أذن لي، وكان يؤذن لرسول صاحب العراق قبل الناس.
فلما دخلت استبطأت أن يسألني عن المطر حتى سألني، فقلت له الكلام.
فقال: أعد، فأعدت، فقال: إنه ليخيل إلى أمير المؤمنين أنك لست بأبي عذر هذا الكلام.
قلت: أجل، والله، يا أمير المؤمنين، ما أنا بأبي عذره، ولكني كنت لا أرتق بين كلمتين، وبلغني أن أمير المؤمنين يسأل عن الأخبار والأمطار. وحدثته حديث الكلبي.
فقال: قاتله الله، وقعت على ابن بجدتها، وفضلني في الجائزة والكسوة على الرسل.
اختصم الوليد بن سريع وأخته كلثم إلى عبد الملك بن عمير قاضي الكوفة، فتوجه للقضاء على الوليد، فحكم عليه عبد الملك، فقال هذيل: " من الطويل "
أتاه وليد بالشهود يقودهم ... على ما أدعى من صامت المال والخول
يسوق إليه كلثماً وكلامها ... شفاء من الداء المخامر والخبل
فأدلى وليد عند ذاك بحجة ... وكان وليد ذا كراء وذا جدل
وكان لها دل وعين كحيلة ... فأدلت بحسن الدل منها وبالكحل
فأفتنت القطي حتى قضى لها ... بغير قضاء الله في الحشر والطول
إذا ذات دل كلمته لحاجة ... فهم بأن يقضي تنحنح أو سعل
ومر بعينيه ولاك لسانه ... ورا كل شيء ما خلا شخصها جلل
فلو أن من في القصر يعلم علمه ... لما استعمل القبطي فينا على عمل
له حين يقضي للنساء تخاوص ... وكان وما منه التخاوص والحول
فقال عبد الملك: والله إن التنحنح ليأخذني ولياً في الخلاء فإرده.
وقيل لعبد الملك: القبطي: لأن بعض أمهاته كانت قبطية؛ فنسب إليها وقيل: إنما قيل له القبطي؛ لأنه كان له فرس يدعى القبطي؛ فغلب عليه.
ووقف رجل لعبد الملك بن عمير القبطي، فقال له: أين عبد الملك بن عمير القبطي؟ فقال له: إن كنت تريد عبد الملك بن عمير اللخمي فهو أنا، وإن كنت تريد القبطي فها هو ذا واقف على آريه، يعني الفرس.
مولى عمرو بن حريث وفد على سليمان بن عبد الملك.
حدث عن عمرو بن حريث قال: صليت خلف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفجر، فسمعته يقرأ: " فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس " قال: وكان لا يحني رجل منا ظهره حتى يستتم ساجداً.
قال الوليد بن سريع: بعثني الجراح بن عبد الله، وكان خليفة يزيد بن المهلب على العراق، فبعثني إلى سليمان بن عبد الملك.
وكان سليمان يسأل عن الأخبار والأمطار، وكنت لا أرتق بين كلمتين، وكانت الرسل إذ ذاك إنما بريدها الإبل، وكان الطريق على السماوة سماوة كلب.
فمررت على أعرابي مشتمل بكسائه، فقلت له: هل لك في درهمين؟ قال: فكيف لي بهما؟ فناولته إياهما، وقلت: كيف أقول إذا سئلت عن المطر؟ قال: أي مطر؟ قلت: مطرنا هذا.
قال: تقول: أصابنا أحسن مطر، عقد منه الثرى، واستأصل العود، وفاضت منه الغدر، على أني لم أر في ذلك وادياً دارئاً.
قال: قلت: أملها علي، فكتبتها، وحفظتها
فلما أتيت باب سليمان أذن لي، وكان يؤذن لرسول صاحب العراق قبل الناس.
فلما دخلت استبطأت أن يسألني عن المطر حتى سألني، فقلت له الكلام.
فقال: أعد، فأعدت، فقال: إنه ليخيل إلى أمير المؤمنين أنك لست بأبي عذر هذا الكلام.
قلت: أجل، والله، يا أمير المؤمنين، ما أنا بأبي عذره، ولكني كنت لا أرتق بين كلمتين، وبلغني أن أمير المؤمنين يسأل عن الأخبار والأمطار. وحدثته حديث الكلبي.
فقال: قاتله الله، وقعت على ابن بجدتها، وفضلني في الجائزة والكسوة على الرسل.
اختصم الوليد بن سريع وأخته كلثم إلى عبد الملك بن عمير قاضي الكوفة، فتوجه للقضاء على الوليد، فحكم عليه عبد الملك، فقال هذيل: " من الطويل "
أتاه وليد بالشهود يقودهم ... على ما أدعى من صامت المال والخول
يسوق إليه كلثماً وكلامها ... شفاء من الداء المخامر والخبل
فأدلى وليد عند ذاك بحجة ... وكان وليد ذا كراء وذا جدل
وكان لها دل وعين كحيلة ... فأدلت بحسن الدل منها وبالكحل
فأفتنت القطي حتى قضى لها ... بغير قضاء الله في الحشر والطول
إذا ذات دل كلمته لحاجة ... فهم بأن يقضي تنحنح أو سعل
ومر بعينيه ولاك لسانه ... ورا كل شيء ما خلا شخصها جلل
فلو أن من في القصر يعلم علمه ... لما استعمل القبطي فينا على عمل
له حين يقضي للنساء تخاوص ... وكان وما منه التخاوص والحول
فقال عبد الملك: والله إن التنحنح ليأخذني ولياً في الخلاء فإرده.
وقيل لعبد الملك: القبطي: لأن بعض أمهاته كانت قبطية؛ فنسب إليها وقيل: إنما قيل له القبطي؛ لأنه كان له فرس يدعى القبطي؛ فغلب عليه.
ووقف رجل لعبد الملك بن عمير القبطي، فقال له: أين عبد الملك بن عمير القبطي؟ فقال له: إن كنت تريد عبد الملك بن عمير اللخمي فهو أنا، وإن كنت تريد القبطي فها هو ذا واقف على آريه، يعني الفرس.