نهار بن توسعة بن أبي عينان
ويقال: نهار بن توسعة بن تميم بن عرفجة بن عمرو بن حنتم التيمي أحد بني تيم اللات بن ثعلبة شاعر فارس من أهل خراسان، وذكر الحافظ الحاكم أنه العبدي، وردوا عليه هذا القول، لأن من يكون عبدياً لا يكون تيمياً، ومن يكون مدنياً لا يكون خراسانياً.
حدث نهار العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله يسأل العبد يوم القيامة، حتى يسأله: ما منعك إن رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقن عبداً حجته قال: يا رب، رجوتك وخفت الناس ".
ونهار بن توسعة هو القائل ليزيد بن المهلب ويعني قتيبة بن مسلم: من البسيط
كانت خراسان داراً إذ يزيد بها ... وكل باب من الخيرات مفتوح
فاستبدلت قتباً جعداً أنامله ... كأنما وجهه بالخل منضوح
ولما انصرف الترك إلى بلادهم بعث الجنيد سيف بن وصاف العجلي من سمرقند إلى هشام، فجبن عن المسير، وخاف الطريق، فاستعفاه فأعفاه، وبعث نهار بن توسعة وزميل بن سويد المري، وكتب إلى هشام، فدعا هشام نهار بن توسعة فسأله عن الخبر، فأخبره بما شهد، فقال نهار: من الطويل
لعمرك ما حابيتني إذ بعثتني ... ولكنما عرضتني للمتالف
دعوت لها قوماً فهابوا ركوبها ... وكنت أمراً ركابة للمخاوف
وأيقنت إن لم يدفع الله أنني ... طعام سباع أو لطير عوائف
قريني عراك، وهو أهون هالك ... عليك وقد زملته بصحائف
فإني وإن آثرت منه قرابة ... لأعظم حظاً في حباء الخلائف
على عهد عثمان وفدنا وقبله ... وكنا أولي مجد تليد وطارف
وكان عراك معهم في الوفد، وهو ابن عم الجنيد.
بينا المهلب بن أبي صفرة بخراسان في مجلسه وعنده الأزد بجماعتهم إذ أقبل نهار بن
توسعة التميمي، فقال المهلب: يا معشر الأزد، هل تدروه من الذي يقول: من الطويل
جزى الله فتيان العتيك وإن نأت ... بي الدار عنهم خير ما كان جازيا
هم خلطوني بالنفوس وأكرموا ال ... ثواية لما حم ما كان آتيا
متاعهم فوضى فضاً في رحالهم ... ولا يحسنون الشر إلا تباديا
كأن دنانيراً على قسماتهم ... إذا الموت في الأقوام كان التحاشيا
قالوا: لا ندري من يقوله، قال المهلب: يقوله هذا المقبل، فقام كل رجل منهم إلى غلامه وركوبه بسرجه ولجامه، فدفعه إلى نهار، فأحصي ما أخذه يومئذ مئة وصيف ومئة برذون.
دعا قتيبة نهار بن توسعة حين صالح السغد، فقال: يا نهار أين قولك؟ من الطويل
ألا ذهب المعروف والعز والغنى ... ومات الندى والجود بعد المهلب
أقاما بمرو الروذرهن ضريحه ... وقد غيبا عن كل شرق ومغرب
أتعرف هذا يا نهار؟ قال: هذا حسن، وأنا الذي أقول: من الطويل
وما كان مذ كنا ولا كان قبلنا ... ولا هو فيما بعدنا كابن مسلم
أعم لأهل الترك قبلاً بسيفه ... وأكثر فينا مقسماً بعد مقسم
ومن شعر نهار: من الطويل
عتبت على سلم فلما فقدته ... وجربت أقواماً بكيت على سلم
وكان نهار مداحاً للمهلب وبنيه، ولما عزل يزيد وولي قتيبة قال نهار: من البسيط
فاستبدلت قتباً جعداً أنامله
ثم مدح قتيبة فقال: من الطويل
أتيت خراسان ابن عمرو وأهلها ... عزيز وحرب بينهم تتحرق
فما زلت بالحلم الرضي وبالنهى ... وبالرفق حتى يخرجوا لك زردق
فمرنا أبا حفص بما شئت إننا ... إلى كل ما تهوى نخب ونعنق
وأنت لنا راع ونحن رعية ... وكفاك بالإحسان فينا تدفق
ينال الذي يرجوك ما كان راجياً ... لديك ويخشاك الألد المطرق
ويأمن منك الجور ما كان سامعاً ... وتأسر أعداءً مراراً وتطلق
وترجو بذاك الله لا شيء غيره ... وأنت لمن عاداك بالويل تطرق
فلا تأخذنا يا قتيب بما مضى ... من الجهل إن الحر يعفو ويعتق
فقال: أحسنت، مقبول منك، ورضي عنه.
ويقال: نهار بن توسعة بن تميم بن عرفجة بن عمرو بن حنتم التيمي أحد بني تيم اللات بن ثعلبة شاعر فارس من أهل خراسان، وذكر الحافظ الحاكم أنه العبدي، وردوا عليه هذا القول، لأن من يكون عبدياً لا يكون تيمياً، ومن يكون مدنياً لا يكون خراسانياً.
حدث نهار العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله يسأل العبد يوم القيامة، حتى يسأله: ما منعك إن رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقن عبداً حجته قال: يا رب، رجوتك وخفت الناس ".
ونهار بن توسعة هو القائل ليزيد بن المهلب ويعني قتيبة بن مسلم: من البسيط
كانت خراسان داراً إذ يزيد بها ... وكل باب من الخيرات مفتوح
فاستبدلت قتباً جعداً أنامله ... كأنما وجهه بالخل منضوح
ولما انصرف الترك إلى بلادهم بعث الجنيد سيف بن وصاف العجلي من سمرقند إلى هشام، فجبن عن المسير، وخاف الطريق، فاستعفاه فأعفاه، وبعث نهار بن توسعة وزميل بن سويد المري، وكتب إلى هشام، فدعا هشام نهار بن توسعة فسأله عن الخبر، فأخبره بما شهد، فقال نهار: من الطويل
لعمرك ما حابيتني إذ بعثتني ... ولكنما عرضتني للمتالف
دعوت لها قوماً فهابوا ركوبها ... وكنت أمراً ركابة للمخاوف
وأيقنت إن لم يدفع الله أنني ... طعام سباع أو لطير عوائف
قريني عراك، وهو أهون هالك ... عليك وقد زملته بصحائف
فإني وإن آثرت منه قرابة ... لأعظم حظاً في حباء الخلائف
على عهد عثمان وفدنا وقبله ... وكنا أولي مجد تليد وطارف
وكان عراك معهم في الوفد، وهو ابن عم الجنيد.
بينا المهلب بن أبي صفرة بخراسان في مجلسه وعنده الأزد بجماعتهم إذ أقبل نهار بن
توسعة التميمي، فقال المهلب: يا معشر الأزد، هل تدروه من الذي يقول: من الطويل
جزى الله فتيان العتيك وإن نأت ... بي الدار عنهم خير ما كان جازيا
هم خلطوني بالنفوس وأكرموا ال ... ثواية لما حم ما كان آتيا
متاعهم فوضى فضاً في رحالهم ... ولا يحسنون الشر إلا تباديا
كأن دنانيراً على قسماتهم ... إذا الموت في الأقوام كان التحاشيا
قالوا: لا ندري من يقوله، قال المهلب: يقوله هذا المقبل، فقام كل رجل منهم إلى غلامه وركوبه بسرجه ولجامه، فدفعه إلى نهار، فأحصي ما أخذه يومئذ مئة وصيف ومئة برذون.
دعا قتيبة نهار بن توسعة حين صالح السغد، فقال: يا نهار أين قولك؟ من الطويل
ألا ذهب المعروف والعز والغنى ... ومات الندى والجود بعد المهلب
أقاما بمرو الروذرهن ضريحه ... وقد غيبا عن كل شرق ومغرب
أتعرف هذا يا نهار؟ قال: هذا حسن، وأنا الذي أقول: من الطويل
وما كان مذ كنا ولا كان قبلنا ... ولا هو فيما بعدنا كابن مسلم
أعم لأهل الترك قبلاً بسيفه ... وأكثر فينا مقسماً بعد مقسم
ومن شعر نهار: من الطويل
عتبت على سلم فلما فقدته ... وجربت أقواماً بكيت على سلم
وكان نهار مداحاً للمهلب وبنيه، ولما عزل يزيد وولي قتيبة قال نهار: من البسيط
فاستبدلت قتباً جعداً أنامله
ثم مدح قتيبة فقال: من الطويل
أتيت خراسان ابن عمرو وأهلها ... عزيز وحرب بينهم تتحرق
فما زلت بالحلم الرضي وبالنهى ... وبالرفق حتى يخرجوا لك زردق
فمرنا أبا حفص بما شئت إننا ... إلى كل ما تهوى نخب ونعنق
وأنت لنا راع ونحن رعية ... وكفاك بالإحسان فينا تدفق
ينال الذي يرجوك ما كان راجياً ... لديك ويخشاك الألد المطرق
ويأمن منك الجور ما كان سامعاً ... وتأسر أعداءً مراراً وتطلق
وترجو بذاك الله لا شيء غيره ... وأنت لمن عاداك بالويل تطرق
فلا تأخذنا يا قتيب بما مضى ... من الجهل إن الحر يعفو ويعتق
فقال: أحسنت، مقبول منك، ورضي عنه.