معن بن أوس بن نصر بن زيادة
ويقال: زياد بن أسحم، ويقال: ابن زيادة ابن أسعد بن أسحم بن ربيعة المزني
شاعر مجيد، أدرك عمر بن الخطاب، وعاش إلى فتنة ابن الزبير، ومروان بن الحكم، وكان معاوية يفضله ويقول: كان أشعر أهل الجاهلية من مزينة وهو زهير وكان أشعر أهل الإسلام منهم ابنه كعب ومعن بن أوس.
دخل معن بن أوس على معاوية فاستنشده معاوية، فأنشده: من الطويل
فو الله ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تغدو المنية أول
فقال له معاوية: أنشدنيها عبد الله بن الزبير. فقال معن: اشتركنا فيها يا أمير المؤمنين،
عقدت القوافي وحشا فيها الكلام. فضحك معاوية وقال: فلثوالي أيكما شاءت. قال معن: فذكرت ذلك لابن أبي عتيق فقال: والله لولا شغل معاوية بالخلافة لكنتما معه في الطين، فأيكما والت؟ قلت: إياي، أسلمها لي أبو بكر ورجع إلى حظه من قراءته وصلاته. قال ابن أبي عتيق: رجعت الإبل إلى مباركها. وكان عبد الله بن الزبير راضع بعض ولد معن بلبان قديم. فكان معن أباه من الرضاعة.
سافر معن بن أوس إلى الشام، وخلف ابنته ليلى في جوار عمر بن أبي سلمة، وأم سلمة أم المؤمنين، وفي جوار عاصم بن عمر بن الخطاب، فقال له بعض عشيرته: على من خلفت ابنتك ليلى بالحجاز وهي صبية ليس لها من يكفلها؟ فقال معن: من الطويل
لعمرك ما ليلى بدار مضيعة ... وما شيخها إذ غاب عنها بخائف
وإن لها جارين لن يغدرا بها ... ربيب النبي وابن خير الخلائف
وقد قيل: إنه قال هذين البيتين في نخله بأحوس من الأكحل وهي:
لعمرك ما نخلي بحال مضيعة ... ولا ربها إن غاب عنها بخائف
والبيت الثاني.
وقال مصعب بن عبد الله: أراد معن بقوله: وابن خير الخلائف عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، كانت صدقة عاصم بالأكحل له قبل عاصم، فلما قدم مصعب بن الزبير من العراق يريد ابن الزبير بمكة قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لعاصم بن عمر: اذهب بنا إلى مصعب حتى نستجديه من مال العراق. فجاءه فأعطى عبد الله بن جعفر أربعين ألف دينار، وأعطى عاصم بن
عمر عشرين ألف دينار حكمه فيها فاحتكمها، فاشترى بها صدقته بالأكحل، وقد كانت قبله لعبد الرحمن بن أبي بكر، فقال عبد الله بن جعفر. مالك لم تحكمني كما حكمت عاصم بن عمر؟ قال: كرهت أن تخزيني أو تبخلني. قال: لو فعلت لفعلت.
ومن شعر معن بن أوس من قصيده التي أولها: من الطويل
لعمرك ما أدري وإني لأوجل....................................
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كل يعقل
ويركب حد السيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف مرحل
قال محمد بن عبيد: لم يترك عروة بن الزبير ورده في الليلة التي قطعت فيها رجله، وتمثل بأبيات معن بن أوس: من الطويل
لعمري ما أهويت كفي لريبة ... ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة ... من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي
كان عبد الملك يوماً في عدة من ولده وأهل بيته فقال: لينشد كل رجل منكم أشعر ما يروى من الشعر. فأنشدوه لزهير والنابغة وامرئ القيس وطرفة ولبيد، فقال عبد الملك: أشعر منهم الذي يقول - والشعر لمعن بن أوس المزني -: من الطويل
وذي رحم قلمت أظفار ظغنه ... بحلمي عنه وهو ليس له حلم
يحاول رغمي لا يحاول غيره ... وكالموت عندي أن يحل به الرغم
فإن أعف عنه أغض عيناً على قذى ... وليس له بالصفح عن ذنبه علم
وإن أنتصر منه أكن مثل رائش ... سهام عدو يستهاض بها العظم
صبرت على ما كان بيني وبينه ... وما يستوي حرب الأقارب والسلم
ويشتم عرضي بالمغيب جاهداً ... وليس له عندي هوان ولا شتم
إذا سمته وصل القرابة سامني ... قطيعتها تلك السفاهة والإثم
وإن أدعه للنصف يأب ويعصني ... ويدع لحكم جائر غيره الحكم
وقد كنت أكوي الكاشحين وأشتفي ... وأقطع قطعاً ليس ينفعه الحسم
وقد كنت أجزي النكر بالنكر مثله ... وأحلم أحياناً ولو عظم الجرم
ولولا اتقاء الله والرحم التي ... رعايتها حق وتعطيلها ظلم
إذاً لعلاه بارقي وحطمته ... بوسم سنان لا يشاكله وسم
ويسعى إذا أبني ليهدم صالحي ... وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم
يود لو أني معدم ذو خصاصة ... وأكره جهدي أن يخالطه العدم
ويعتد غنماً في الحوادث نكبتي ... وما إن له فيها شفاء ولا غنم
أكون له إن ينكب الدهر مدرهاً ... أكالب عنه الخصم إذ عضه الخصم
وألجم عنه كل أبلخ ظالم ... ألد شديد الخصم غايته الغشم
فما زلت في لين له وتعطف ... عليه كما تحنو على الولد الأم
وقولي إذ أخشى عليه مصيبة ... ألا اسلم فذاك الخال والرفد والعم
وصبري على أشياء منه تريبني ... وكظم على غيظي وقد ينفع الكظم
لأستل منه الضغن حتى استللته ... وقد كان ذا حقد يضيق به الخرم
رأيت انثلاماً بيننا فرقعته ... برفقي وإحنائي وقد يرقع الثلم
وأبرأت غل الصدر منه توسعاً ... بحلمي كما يشفي بالأدوية الكلم
فأطفأت نار الحرب بيني وبينه ... وأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم
ومن شعر معن بن أوس بن زهير بن أبي سلمى: من البسيط
ما مسني من غنى يوماً ولا عدم ... إلا وقولي عليه الحمد لله
قد يرزق المرء لا من حسن حيلته ... ويصرف الرزق عن ذي الحيلة الداهي
ويقال: زياد بن أسحم، ويقال: ابن زيادة ابن أسعد بن أسحم بن ربيعة المزني
شاعر مجيد، أدرك عمر بن الخطاب، وعاش إلى فتنة ابن الزبير، ومروان بن الحكم، وكان معاوية يفضله ويقول: كان أشعر أهل الجاهلية من مزينة وهو زهير وكان أشعر أهل الإسلام منهم ابنه كعب ومعن بن أوس.
دخل معن بن أوس على معاوية فاستنشده معاوية، فأنشده: من الطويل
فو الله ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تغدو المنية أول
فقال له معاوية: أنشدنيها عبد الله بن الزبير. فقال معن: اشتركنا فيها يا أمير المؤمنين،
عقدت القوافي وحشا فيها الكلام. فضحك معاوية وقال: فلثوالي أيكما شاءت. قال معن: فذكرت ذلك لابن أبي عتيق فقال: والله لولا شغل معاوية بالخلافة لكنتما معه في الطين، فأيكما والت؟ قلت: إياي، أسلمها لي أبو بكر ورجع إلى حظه من قراءته وصلاته. قال ابن أبي عتيق: رجعت الإبل إلى مباركها. وكان عبد الله بن الزبير راضع بعض ولد معن بلبان قديم. فكان معن أباه من الرضاعة.
سافر معن بن أوس إلى الشام، وخلف ابنته ليلى في جوار عمر بن أبي سلمة، وأم سلمة أم المؤمنين، وفي جوار عاصم بن عمر بن الخطاب، فقال له بعض عشيرته: على من خلفت ابنتك ليلى بالحجاز وهي صبية ليس لها من يكفلها؟ فقال معن: من الطويل
لعمرك ما ليلى بدار مضيعة ... وما شيخها إذ غاب عنها بخائف
وإن لها جارين لن يغدرا بها ... ربيب النبي وابن خير الخلائف
وقد قيل: إنه قال هذين البيتين في نخله بأحوس من الأكحل وهي:
لعمرك ما نخلي بحال مضيعة ... ولا ربها إن غاب عنها بخائف
والبيت الثاني.
وقال مصعب بن عبد الله: أراد معن بقوله: وابن خير الخلائف عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، كانت صدقة عاصم بالأكحل له قبل عاصم، فلما قدم مصعب بن الزبير من العراق يريد ابن الزبير بمكة قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لعاصم بن عمر: اذهب بنا إلى مصعب حتى نستجديه من مال العراق. فجاءه فأعطى عبد الله بن جعفر أربعين ألف دينار، وأعطى عاصم بن
عمر عشرين ألف دينار حكمه فيها فاحتكمها، فاشترى بها صدقته بالأكحل، وقد كانت قبله لعبد الرحمن بن أبي بكر، فقال عبد الله بن جعفر. مالك لم تحكمني كما حكمت عاصم بن عمر؟ قال: كرهت أن تخزيني أو تبخلني. قال: لو فعلت لفعلت.
ومن شعر معن بن أوس من قصيده التي أولها: من الطويل
لعمرك ما أدري وإني لأوجل....................................
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كل يعقل
ويركب حد السيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف مرحل
قال محمد بن عبيد: لم يترك عروة بن الزبير ورده في الليلة التي قطعت فيها رجله، وتمثل بأبيات معن بن أوس: من الطويل
لعمري ما أهويت كفي لريبة ... ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة ... من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي
كان عبد الملك يوماً في عدة من ولده وأهل بيته فقال: لينشد كل رجل منكم أشعر ما يروى من الشعر. فأنشدوه لزهير والنابغة وامرئ القيس وطرفة ولبيد، فقال عبد الملك: أشعر منهم الذي يقول - والشعر لمعن بن أوس المزني -: من الطويل
وذي رحم قلمت أظفار ظغنه ... بحلمي عنه وهو ليس له حلم
يحاول رغمي لا يحاول غيره ... وكالموت عندي أن يحل به الرغم
فإن أعف عنه أغض عيناً على قذى ... وليس له بالصفح عن ذنبه علم
وإن أنتصر منه أكن مثل رائش ... سهام عدو يستهاض بها العظم
صبرت على ما كان بيني وبينه ... وما يستوي حرب الأقارب والسلم
ويشتم عرضي بالمغيب جاهداً ... وليس له عندي هوان ولا شتم
إذا سمته وصل القرابة سامني ... قطيعتها تلك السفاهة والإثم
وإن أدعه للنصف يأب ويعصني ... ويدع لحكم جائر غيره الحكم
وقد كنت أكوي الكاشحين وأشتفي ... وأقطع قطعاً ليس ينفعه الحسم
وقد كنت أجزي النكر بالنكر مثله ... وأحلم أحياناً ولو عظم الجرم
ولولا اتقاء الله والرحم التي ... رعايتها حق وتعطيلها ظلم
إذاً لعلاه بارقي وحطمته ... بوسم سنان لا يشاكله وسم
ويسعى إذا أبني ليهدم صالحي ... وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم
يود لو أني معدم ذو خصاصة ... وأكره جهدي أن يخالطه العدم
ويعتد غنماً في الحوادث نكبتي ... وما إن له فيها شفاء ولا غنم
أكون له إن ينكب الدهر مدرهاً ... أكالب عنه الخصم إذ عضه الخصم
وألجم عنه كل أبلخ ظالم ... ألد شديد الخصم غايته الغشم
فما زلت في لين له وتعطف ... عليه كما تحنو على الولد الأم
وقولي إذ أخشى عليه مصيبة ... ألا اسلم فذاك الخال والرفد والعم
وصبري على أشياء منه تريبني ... وكظم على غيظي وقد ينفع الكظم
لأستل منه الضغن حتى استللته ... وقد كان ذا حقد يضيق به الخرم
رأيت انثلاماً بيننا فرقعته ... برفقي وإحنائي وقد يرقع الثلم
وأبرأت غل الصدر منه توسعاً ... بحلمي كما يشفي بالأدوية الكلم
فأطفأت نار الحرب بيني وبينه ... وأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم
ومن شعر معن بن أوس بن زهير بن أبي سلمى: من البسيط
ما مسني من غنى يوماً ولا عدم ... إلا وقولي عليه الحمد لله
قد يرزق المرء لا من حسن حيلته ... ويصرف الرزق عن ذي الحيلة الداهي