مخلد بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة
أبو خداش الأزدي أحد الأسخياء الممدوحين، وفد على عمر بن عبد العزيز يكلمه في أمر أبيه لما حبس، ومات في حياة أبيه بالشام.
عن روح بن قبيصة المهلبي، عن أبيه، قال: قال يزيد بن المهلب لأبنه مخلد: يا بني، استفره الكاتب واستحد الحاجب، فإن كاتب الرجل لسانه وحاجبه وجهه.
وعن الزيادي، قال: قال يزيد بن المهلب لأبنه مخلد حين ولاه جرجان: استطرف كاتبك، واستعطر حاجبك.
عن شعيب بن صفوان؛ أن حمزة بن بيض دخل على مخلد بن يزيد بن المهلب - في السجن - فأنشده: " من التقارب "
أتيناك في حاجة فاقضها ... وقل مرحباً يجب المرحب
فقال: مرحباً.
ولا تكلنا إلى معشر ... متى يعدوا عدة يكذبوا
فإنك في الفرع من أسرة ... لهم خضع الشرق والمغرب
وفي أدب فيهم ما نشأت ... فنعم لعمرك ما أكسبوا
بلغت لعشر مضت من سني ... ك كما يبلغ السيد الأشيب
فهمك فيها جسام الأمو ... ر وهم لداتك أن يلعبوا
وجدت فقلت إلا سائل ... فيسأل أو راغب يرغب
فمنك العطية للسائلي ... ن وممن ينوبك أن يطلبوا
قال: هات حاجتك؛ فقضاها. قال أبو الحسين: ولا أحسبه إلا قال: وأمرله بعشرة آلاف.
عن عبد الرحمن بن حسن. عن أبيه؛ أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى الجراح بن عبد الله: أما بعد، فإنه بلغني أنك كنت لمخلد بن يزيد، وللمهلب بن يزيد زلآل المهلب أماً فرشت فأنامت أولادها.
فكتب إليه الجراح: أما بعد يا أمير المؤمنين، كتبت إلي في عهدك أن لا أوثق أحداً من خلق الله تعالى وثاقاً يمنع الصلاة، ولا أبسط على أحد من خلق الله تعالى عذاباً، فأنت - يا أمير المؤمنين - الأم التي فرشت فأنامت، لمخلد بن يزيد ولآل المهلب ولجميع رعيتك.
قال: وكان قد أوثقه في سلسلة بركن. قال: فدعا مخلداً فقال: إن شئت أن تفتر عندنا على حالك التي أنت عليها، وإن شئت أن ألحقك بأمير المؤمنين، ولا أراه إلا خيراً لك. قال: فألحقني بأمير المؤمنين.
قال: فدفعته إليه فأطلقه عمر بن عبد العزيز.
عن قبيصة بن عمر المهلبي، قال: لما حبس عمر بن عبد العزيز يزيد بن المهلب، وقد كان فتح جرجان وطبرستان، وأخذ صول رئيساً من رؤسائهم، فأصاب أموالاً كثيرة وعروضاً كثيرة، فكتب إلى سليمان بن عبد الملك: إني قد فنحت طبرستان وجرجان، ولم يفتحهما أحد من
الأكاسرة ولا أحد ممن كان بعدهم غيري، وأنا باعث إليك بقطران عليها الأموال والهدايا يكون أولها عندك وآخرها عندي.
فلما أفضت الخلافة إلى عمر بعد ذلك بيسير، وهلك سليمان، أخذه عمر بهذه العدة لسليمان، فحبسه، فقدم مخلد ابنه، فلما صار بالكوفة أتاه حمزة بن بيض في جماعة من أهل الكوفة، فقام بين يديه، فقال:
أتيناك في حاجة فاقضها ... وقل مرحباً يجب المرحب
الأبيات.
قال: فكلمه في عشر ديات فأعطاه مئة ألف درهم، فلما دخل دمشق وأراد الدخول على عمر لبس ثياباً مستنكرة وقلنسوة لاطئة، فقال له عمر: لقد شمرت. قال: إذا شمرتم شمرنا، وإذا أسبلتم أسبلنا، ثم قال: ما بالك وقد وسع الناس عفوك حبست هذا الشيخ، فإن تكن عليه بينة عادلة فاحكم عليه، وإلا فيمينه، أو فصالحه على ضياعه.
فقال يزيد بن المهلب: أما اليمين فلا تتحدث العرب أن يزيد بن المهلب صبر عليها، ولكن ضياعي فيها وفاء لما تطلب.
ومات مخلد وهو ابن سبع وعشرين سنة، فقال عمر: لو أراد الله بهذا الشيخ خيراً لأبقى له هذا الفتى.
وقال غيره: إن مخلد بن يزيد أصابه الطاعون فملت.
وعن ابن عائشة، قال: لما مات مخلد بن يزيد بن المهلب صلى عليه عمر بن عبد العزيز، وتمثل: " من الكامل "
بكوا حذيفة لن تبكوا مثله ... حتى تبيد قبائل لم تخلق
وقيل: تمثل: " من الطويل "
على مثل عمرو يهلك المرء حسرة ... وتضحي وجوه القوم مسودة غبرا
ورثاه حمزة بن بيض، فقال: " من الوافر "
أبو خداش الأزدي أحد الأسخياء الممدوحين، وفد على عمر بن عبد العزيز يكلمه في أمر أبيه لما حبس، ومات في حياة أبيه بالشام.
عن روح بن قبيصة المهلبي، عن أبيه، قال: قال يزيد بن المهلب لأبنه مخلد: يا بني، استفره الكاتب واستحد الحاجب، فإن كاتب الرجل لسانه وحاجبه وجهه.
وعن الزيادي، قال: قال يزيد بن المهلب لأبنه مخلد حين ولاه جرجان: استطرف كاتبك، واستعطر حاجبك.
عن شعيب بن صفوان؛ أن حمزة بن بيض دخل على مخلد بن يزيد بن المهلب - في السجن - فأنشده: " من التقارب "
أتيناك في حاجة فاقضها ... وقل مرحباً يجب المرحب
فقال: مرحباً.
ولا تكلنا إلى معشر ... متى يعدوا عدة يكذبوا
فإنك في الفرع من أسرة ... لهم خضع الشرق والمغرب
وفي أدب فيهم ما نشأت ... فنعم لعمرك ما أكسبوا
بلغت لعشر مضت من سني ... ك كما يبلغ السيد الأشيب
فهمك فيها جسام الأمو ... ر وهم لداتك أن يلعبوا
وجدت فقلت إلا سائل ... فيسأل أو راغب يرغب
فمنك العطية للسائلي ... ن وممن ينوبك أن يطلبوا
قال: هات حاجتك؛ فقضاها. قال أبو الحسين: ولا أحسبه إلا قال: وأمرله بعشرة آلاف.
عن عبد الرحمن بن حسن. عن أبيه؛ أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى الجراح بن عبد الله: أما بعد، فإنه بلغني أنك كنت لمخلد بن يزيد، وللمهلب بن يزيد زلآل المهلب أماً فرشت فأنامت أولادها.
فكتب إليه الجراح: أما بعد يا أمير المؤمنين، كتبت إلي في عهدك أن لا أوثق أحداً من خلق الله تعالى وثاقاً يمنع الصلاة، ولا أبسط على أحد من خلق الله تعالى عذاباً، فأنت - يا أمير المؤمنين - الأم التي فرشت فأنامت، لمخلد بن يزيد ولآل المهلب ولجميع رعيتك.
قال: وكان قد أوثقه في سلسلة بركن. قال: فدعا مخلداً فقال: إن شئت أن تفتر عندنا على حالك التي أنت عليها، وإن شئت أن ألحقك بأمير المؤمنين، ولا أراه إلا خيراً لك. قال: فألحقني بأمير المؤمنين.
قال: فدفعته إليه فأطلقه عمر بن عبد العزيز.
عن قبيصة بن عمر المهلبي، قال: لما حبس عمر بن عبد العزيز يزيد بن المهلب، وقد كان فتح جرجان وطبرستان، وأخذ صول رئيساً من رؤسائهم، فأصاب أموالاً كثيرة وعروضاً كثيرة، فكتب إلى سليمان بن عبد الملك: إني قد فنحت طبرستان وجرجان، ولم يفتحهما أحد من
الأكاسرة ولا أحد ممن كان بعدهم غيري، وأنا باعث إليك بقطران عليها الأموال والهدايا يكون أولها عندك وآخرها عندي.
فلما أفضت الخلافة إلى عمر بعد ذلك بيسير، وهلك سليمان، أخذه عمر بهذه العدة لسليمان، فحبسه، فقدم مخلد ابنه، فلما صار بالكوفة أتاه حمزة بن بيض في جماعة من أهل الكوفة، فقام بين يديه، فقال:
أتيناك في حاجة فاقضها ... وقل مرحباً يجب المرحب
الأبيات.
قال: فكلمه في عشر ديات فأعطاه مئة ألف درهم، فلما دخل دمشق وأراد الدخول على عمر لبس ثياباً مستنكرة وقلنسوة لاطئة، فقال له عمر: لقد شمرت. قال: إذا شمرتم شمرنا، وإذا أسبلتم أسبلنا، ثم قال: ما بالك وقد وسع الناس عفوك حبست هذا الشيخ، فإن تكن عليه بينة عادلة فاحكم عليه، وإلا فيمينه، أو فصالحه على ضياعه.
فقال يزيد بن المهلب: أما اليمين فلا تتحدث العرب أن يزيد بن المهلب صبر عليها، ولكن ضياعي فيها وفاء لما تطلب.
ومات مخلد وهو ابن سبع وعشرين سنة، فقال عمر: لو أراد الله بهذا الشيخ خيراً لأبقى له هذا الفتى.
وقال غيره: إن مخلد بن يزيد أصابه الطاعون فملت.
وعن ابن عائشة، قال: لما مات مخلد بن يزيد بن المهلب صلى عليه عمر بن عبد العزيز، وتمثل: " من الكامل "
بكوا حذيفة لن تبكوا مثله ... حتى تبيد قبائل لم تخلق
وقيل: تمثل: " من الطويل "
على مثل عمرو يهلك المرء حسرة ... وتضحي وجوه القوم مسودة غبرا
ورثاه حمزة بن بيض، فقال: " من الوافر "