مالك بن طوق بن مالك
ابن عتاب بن زافر بن شريح بن مرة بن عبد الله بن عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار التغلبي أحد أجواد العرب وممدجبهم، ولي أمره الشام والأردن في ولاية الواثق ثم في ولاية المتوكل، وقدم عليه أبو تمام وامتدحه بدمشق.
قال بكر بن النطاح في مالك بن طوق " " من الطويل "
أقول لمرتاد الندى عند مالك ... كفى كل هذا الخلق بعض عداته
ولو خذلت أمواله جود كفه ... لقاسم من يرجوه شطر حياته
ولو لم يجد في العمر قسماً لسائل ... وجاز له الإعطاء من حسناته
لجاد بها من غير كفر بربه ... وأشركنا في صومه وصلاته
وقول أبي جعفر محمد بن يزيد الأموي في مالك بن طوق وقد عزل عن عمله: " من الطويل "
ليهنك أن أصبحت مجتمع الحمد ... وراعي المعالي والمحامي عن المجد
وأنك صنت المال فيما وليته ... وفرقت ما بين الغواية والرشد
فلا يحسب الأعداء عزلك مغنماً ... فإن لإلى الإصدار عاقبة الورد
وما كنت إلا السيف جرد في الوغى ... فأحمد فيه ثم رد إلى الغمد
حدث أبو عبد الله نوح بن عمرو بن حوي السكسكي، قال: وجه إلي مالك بن طوق وهو أمير دمشق والأردن: بلغني أن دعبلاً عندك، فوجه به إلي. وقد كان دعبل مكنا في منزلي. فركبت إليه فخبرته أن عيني ما وقعت عليه؛ وذلك أني خفته عليه. فقال: بلى، يا أبا عبد الله، ما أردنا لمكروه وإن أفرط وتمادى في هجونا، الغلام مصير إليك بكيس فيه ألف دينار، ما برذون ندب بسرجه ولجامه فإن لا يكن عندك أحتلت في ايصاله إليه حيث كان والله أن لو هجاني إلى أن يموت ما رفعت رأساً بهجوه، وهو الذي يقول في بني خالد بن يزيد بن مزيد: " من الطويل "
تراهم إذا ما جئت يوماً تجدهمو ... كأنهم أولاد طوق بن مالك
حدث أبو الحسين علي بن الحسين بن السفر بن اسماعيل بن سهل بن بشر بن مالك بن الأخطل، الشاعر التغلبي، حدثني أبي، عن أبيه السفر بن اسماعيل - وكان يحضر مجلس مالك بن طوق التغلبي وهو على الإمارة بدمشق، قال: كان الواثق ولى مالك بن طوق إمارة دمشق والأردن، فمات الواثق وهو عليها، فأقره المتوكل مدة ثم عزله.
قال: وكان إذا جاء شهر رمضان نادى منادي مالك بن طوق بدمشق كل يوم على باب الخضراء، بعد صلاة المغرب - وكانت دار الإمارة في الخضراء في ذلك الزمان -: الإفطار رحمكم الله، الإفطار رحمكم الله. والأبواب مفتحة، فكل من شاء دخل بلا إذن وأكل، لا يمنع أحد من ذلك.
قال: وكان مالك بن طوق من الأسخياء المشهورين.
قال السفر بن اسماعيل:
وتوفي ابن لمالك بن طوق وهو بدمشق، فدفنه في وطأة الأعراب خارج باب الصغير، فلما رجع من المقابر أمر بنصب الموائد للناس. فقال له نوح بن عمرو بن حوي
السكسكي: أيها الأمير، ليس هذا وقت أكل، هذا وقت مصيبة. فقال مالك بن طوق: المصيبة نجزع لها ما لم تقع، فإذا وقعت لم يكن لها إلا الصبر عليها. فأكل وأكل الناس.
قال السفر بن اسماعيل: وحضرنا مالك بن طوق في وقت علة أصابته عندنا بدمشق، فأنشد: " من الوافر "
وليس من الرزية فقد مال ... ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شخص ... يموت لموته ناس كثير
قال: ودخل سهل بن بشر بن مالك بن الأخطل التغلبي على مالك بن طوق، وهو نصراني وفي عنقه صليب، فقال له مالك بن طوق: من أنت؟ فانتسب له، وعرفه أنه من ولد الأخطل الشاعر التغلبي، وأنه ابن عم الأمير. فقال له مالك بن طوق: صدقت:، أنت ابن عمي، واللحم والدم واحد، ولكن ما تقدم من الكفر فألغوه، فلا تعتقدوه، فقد جاء الحق وزهق الباطل؛ وأمر بأثواب فأحضرت، فألبسه إياها، وأمر بجائزة فدفعت إليه، ولم يفارقه حتى أسلم، وضمن له أن يجمع ولده جده فيأخذهم بالإسلام، ففعل وأسلموا كلهم بين يدي مالك بن طوق.
قال: وكان السفر يقول لأبنه: يا بني، ما لبسنا الثياب السرية من الدراريع وغيرها، وضحينا الضحايا إلا من مال مالك بن طوق، وكنا ندل عليه بالعشيرة.
قال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي: وقفت على باب مالك بن طوق الرحبي أشهراً، فلم أصل إليه، ولم يعلم بمكاني، فلما أردت الأنصراف قلت للحاجب: أتأذن لي عليه أم أنصرف؟ فقال: أما الإذن فلا سبيل
إليه. قلت: فإيصال رقعة؟ قال: ولا يمكن هذا، ولكن هو خارج اليوم إلى بستانه، فاكتب الرقعة وارم بها، في موضع أرانيه الحاجب. فكتب: " من المتقارب "
لعمري لئن حجبتني العبي ... د عنك فلن تحجب القافية
سأرمي بها من وراء الجدا ... ر شنعاء تأتيك بالداهية
تصم السميع وتعمي البصي ... ر ومن بعدها تسأل العافية
فكتبت بها ورميت في المكان الذي أرانيه، فوقعت بين يديه، فأخذها، ونظر فيها، وقال: علي بصاحب الرقعة. فخرج الخدم، فقالوا: من صاحب الرقعة؟ قلت: أنا؛ فأدخلت عليه. فقال لي: أنت صاحب الرقعة؟ فقلت: نعم. فاستنشدها، فأنشدته، فلما بلغت: ومن بعدها تسأل العافية. قال: لا، بل نسأل العافية من قبلها؛ ثم قال: حاجتك؛ فأنشدت أقول: " من الكامل "
ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي ... ماذا أصبت من الجواد المفضل
إن قلت أغاني كذبت وإن أقل ... ضن الجواد بماله لم يجمل
فاختر لنفسك ما أقول فإنني ... لابد أخبرهم وإن لم أسأل
فقال: إذا - والله - لا أختار إلا أحسنها، كم أقمت ببابي؟ قلت: أربعة أشهر. قال: تعطي بعدد أيامه ألوفاً. فقبضت مئة وعشرين ألف درهم.
حدث أبو الغوث ابن عبادة البحتري: أن أبا تمام حبيب بن أوس حدثه، أنه حضر مجلس مالك بن طوق، وقد عرضت عليه خيل له، فيها برذون حسن أعجب أبا تمام، فسأله أن يحمله عليه، فأراد مالك أن يولع به، فأخرجه عنه، فلما علم اختياره له قال أبو تمام، فسأله أن يحمله عليه، فأراد مالك أن يولع به، فأخرجه عنه، فلما علم اختياره له قال أبو تمام: اسمع ما جاء. فقال: وعلى هذه السرعة؟ قال: نعم؛ وأنشده: " من البسيط "
اسمع مقالي وخير القول أصدقه ... وإنما لك من ذي اللب منطقة
وبابك الدهر مفتوح لطارقه ... غيري ويطرق دوني حين أطرقه
إني أحبك فاسمع قول ذي ثقة ... ما المال مالك إلا حين تنفقه
والناس شتى فذو لؤم وذو كرم ... والعرض سور وبذل العرف خندقه
والسور ما لم يكن ذا خندق غدق ... بالماء هان على الراقي تسلقه
ها قد هززت وما في الهز منقصة ... والمسك يزداد طيباً حين تنشقه
بل قد كشفت قناع العتب معتذراً ... إلى السؤال فقل لي كيف أغلقه
فقال له: أغلقه، واقطع القول، وخذ البرذون بسرجه ولجامه.
حدث علي بن الحسين بن السفر، حدثني أبي عن أبيه. قال:
لما صرف مالك بن طوق عن دمشق. قال: ففي وقت رحيله عنها خرج إلى المسجد، وجلس في القبة التي في وسط جامع دمشق، ودعا بالذين لهم عليه الديون، وكان عليه لتجار أهل دمشق ثلاثون ألف دينار، فقال لهم ولجميع الناس: إني دخلت دمشق ومعي أموال كثيرة، وهو ذا أخرج عنها وعلي ثلاثون ألف دينار، دين لحقني في بلدكم، لأني صرفت هذا المال كله في الناس في بلدكم على الغني والفقير. ثم قال للدائنين: من شاء منكم أن يقيم في موضعه وأنفذ إليه ماله فعل، ومن شاء أن يخرج معي أكرمته، ووفيته حقه، وينصرف شاكراً إن شاء الله.
قال: فوفى لهم بما قال.
مات مالك بن طوق في شهر ربيع الأول سنة ستين ومئتين، وبالرحبة كانت وفاته.
ابن عتاب بن زافر بن شريح بن مرة بن عبد الله بن عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار التغلبي أحد أجواد العرب وممدجبهم، ولي أمره الشام والأردن في ولاية الواثق ثم في ولاية المتوكل، وقدم عليه أبو تمام وامتدحه بدمشق.
قال بكر بن النطاح في مالك بن طوق " " من الطويل "
أقول لمرتاد الندى عند مالك ... كفى كل هذا الخلق بعض عداته
ولو خذلت أمواله جود كفه ... لقاسم من يرجوه شطر حياته
ولو لم يجد في العمر قسماً لسائل ... وجاز له الإعطاء من حسناته
لجاد بها من غير كفر بربه ... وأشركنا في صومه وصلاته
وقول أبي جعفر محمد بن يزيد الأموي في مالك بن طوق وقد عزل عن عمله: " من الطويل "
ليهنك أن أصبحت مجتمع الحمد ... وراعي المعالي والمحامي عن المجد
وأنك صنت المال فيما وليته ... وفرقت ما بين الغواية والرشد
فلا يحسب الأعداء عزلك مغنماً ... فإن لإلى الإصدار عاقبة الورد
وما كنت إلا السيف جرد في الوغى ... فأحمد فيه ثم رد إلى الغمد
حدث أبو عبد الله نوح بن عمرو بن حوي السكسكي، قال: وجه إلي مالك بن طوق وهو أمير دمشق والأردن: بلغني أن دعبلاً عندك، فوجه به إلي. وقد كان دعبل مكنا في منزلي. فركبت إليه فخبرته أن عيني ما وقعت عليه؛ وذلك أني خفته عليه. فقال: بلى، يا أبا عبد الله، ما أردنا لمكروه وإن أفرط وتمادى في هجونا، الغلام مصير إليك بكيس فيه ألف دينار، ما برذون ندب بسرجه ولجامه فإن لا يكن عندك أحتلت في ايصاله إليه حيث كان والله أن لو هجاني إلى أن يموت ما رفعت رأساً بهجوه، وهو الذي يقول في بني خالد بن يزيد بن مزيد: " من الطويل "
تراهم إذا ما جئت يوماً تجدهمو ... كأنهم أولاد طوق بن مالك
حدث أبو الحسين علي بن الحسين بن السفر بن اسماعيل بن سهل بن بشر بن مالك بن الأخطل، الشاعر التغلبي، حدثني أبي، عن أبيه السفر بن اسماعيل - وكان يحضر مجلس مالك بن طوق التغلبي وهو على الإمارة بدمشق، قال: كان الواثق ولى مالك بن طوق إمارة دمشق والأردن، فمات الواثق وهو عليها، فأقره المتوكل مدة ثم عزله.
قال: وكان إذا جاء شهر رمضان نادى منادي مالك بن طوق بدمشق كل يوم على باب الخضراء، بعد صلاة المغرب - وكانت دار الإمارة في الخضراء في ذلك الزمان -: الإفطار رحمكم الله، الإفطار رحمكم الله. والأبواب مفتحة، فكل من شاء دخل بلا إذن وأكل، لا يمنع أحد من ذلك.
قال: وكان مالك بن طوق من الأسخياء المشهورين.
قال السفر بن اسماعيل:
وتوفي ابن لمالك بن طوق وهو بدمشق، فدفنه في وطأة الأعراب خارج باب الصغير، فلما رجع من المقابر أمر بنصب الموائد للناس. فقال له نوح بن عمرو بن حوي
السكسكي: أيها الأمير، ليس هذا وقت أكل، هذا وقت مصيبة. فقال مالك بن طوق: المصيبة نجزع لها ما لم تقع، فإذا وقعت لم يكن لها إلا الصبر عليها. فأكل وأكل الناس.
قال السفر بن اسماعيل: وحضرنا مالك بن طوق في وقت علة أصابته عندنا بدمشق، فأنشد: " من الوافر "
وليس من الرزية فقد مال ... ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شخص ... يموت لموته ناس كثير
قال: ودخل سهل بن بشر بن مالك بن الأخطل التغلبي على مالك بن طوق، وهو نصراني وفي عنقه صليب، فقال له مالك بن طوق: من أنت؟ فانتسب له، وعرفه أنه من ولد الأخطل الشاعر التغلبي، وأنه ابن عم الأمير. فقال له مالك بن طوق: صدقت:، أنت ابن عمي، واللحم والدم واحد، ولكن ما تقدم من الكفر فألغوه، فلا تعتقدوه، فقد جاء الحق وزهق الباطل؛ وأمر بأثواب فأحضرت، فألبسه إياها، وأمر بجائزة فدفعت إليه، ولم يفارقه حتى أسلم، وضمن له أن يجمع ولده جده فيأخذهم بالإسلام، ففعل وأسلموا كلهم بين يدي مالك بن طوق.
قال: وكان السفر يقول لأبنه: يا بني، ما لبسنا الثياب السرية من الدراريع وغيرها، وضحينا الضحايا إلا من مال مالك بن طوق، وكنا ندل عليه بالعشيرة.
قال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي: وقفت على باب مالك بن طوق الرحبي أشهراً، فلم أصل إليه، ولم يعلم بمكاني، فلما أردت الأنصراف قلت للحاجب: أتأذن لي عليه أم أنصرف؟ فقال: أما الإذن فلا سبيل
إليه. قلت: فإيصال رقعة؟ قال: ولا يمكن هذا، ولكن هو خارج اليوم إلى بستانه، فاكتب الرقعة وارم بها، في موضع أرانيه الحاجب. فكتب: " من المتقارب "
لعمري لئن حجبتني العبي ... د عنك فلن تحجب القافية
سأرمي بها من وراء الجدا ... ر شنعاء تأتيك بالداهية
تصم السميع وتعمي البصي ... ر ومن بعدها تسأل العافية
فكتبت بها ورميت في المكان الذي أرانيه، فوقعت بين يديه، فأخذها، ونظر فيها، وقال: علي بصاحب الرقعة. فخرج الخدم، فقالوا: من صاحب الرقعة؟ قلت: أنا؛ فأدخلت عليه. فقال لي: أنت صاحب الرقعة؟ فقلت: نعم. فاستنشدها، فأنشدته، فلما بلغت: ومن بعدها تسأل العافية. قال: لا، بل نسأل العافية من قبلها؛ ثم قال: حاجتك؛ فأنشدت أقول: " من الكامل "
ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي ... ماذا أصبت من الجواد المفضل
إن قلت أغاني كذبت وإن أقل ... ضن الجواد بماله لم يجمل
فاختر لنفسك ما أقول فإنني ... لابد أخبرهم وإن لم أسأل
فقال: إذا - والله - لا أختار إلا أحسنها، كم أقمت ببابي؟ قلت: أربعة أشهر. قال: تعطي بعدد أيامه ألوفاً. فقبضت مئة وعشرين ألف درهم.
حدث أبو الغوث ابن عبادة البحتري: أن أبا تمام حبيب بن أوس حدثه، أنه حضر مجلس مالك بن طوق، وقد عرضت عليه خيل له، فيها برذون حسن أعجب أبا تمام، فسأله أن يحمله عليه، فأراد مالك أن يولع به، فأخرجه عنه، فلما علم اختياره له قال أبو تمام، فسأله أن يحمله عليه، فأراد مالك أن يولع به، فأخرجه عنه، فلما علم اختياره له قال أبو تمام: اسمع ما جاء. فقال: وعلى هذه السرعة؟ قال: نعم؛ وأنشده: " من البسيط "
اسمع مقالي وخير القول أصدقه ... وإنما لك من ذي اللب منطقة
وبابك الدهر مفتوح لطارقه ... غيري ويطرق دوني حين أطرقه
إني أحبك فاسمع قول ذي ثقة ... ما المال مالك إلا حين تنفقه
والناس شتى فذو لؤم وذو كرم ... والعرض سور وبذل العرف خندقه
والسور ما لم يكن ذا خندق غدق ... بالماء هان على الراقي تسلقه
ها قد هززت وما في الهز منقصة ... والمسك يزداد طيباً حين تنشقه
بل قد كشفت قناع العتب معتذراً ... إلى السؤال فقل لي كيف أغلقه
فقال له: أغلقه، واقطع القول، وخذ البرذون بسرجه ولجامه.
حدث علي بن الحسين بن السفر، حدثني أبي عن أبيه. قال:
لما صرف مالك بن طوق عن دمشق. قال: ففي وقت رحيله عنها خرج إلى المسجد، وجلس في القبة التي في وسط جامع دمشق، ودعا بالذين لهم عليه الديون، وكان عليه لتجار أهل دمشق ثلاثون ألف دينار، فقال لهم ولجميع الناس: إني دخلت دمشق ومعي أموال كثيرة، وهو ذا أخرج عنها وعلي ثلاثون ألف دينار، دين لحقني في بلدكم، لأني صرفت هذا المال كله في الناس في بلدكم على الغني والفقير. ثم قال للدائنين: من شاء منكم أن يقيم في موضعه وأنفذ إليه ماله فعل، ومن شاء أن يخرج معي أكرمته، ووفيته حقه، وينصرف شاكراً إن شاء الله.
قال: فوفى لهم بما قال.
مات مالك بن طوق في شهر ربيع الأول سنة ستين ومئتين، وبالرحبة كانت وفاته.