لبطة بن همام الفرزدق
ابن غالب بن صعصعة بن ناجية ابن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع ابن دارم، أبو غالب التميمي البصري بعثه أبوه إلى هشام بن عبد الملك.
حدث عن أبيه أنه كان بالمدينة، فإذا قوم على باب، فقلت: من ذا؟ قالوا: أبو سعيد الخدري ننظره. قال: فجلست حتى أذن للقوم، فدخلوا، ودخلت معهم. قال: فجلست وسط الحلقة، فقلنا: يا أبا سعيد، إن قبلنا قوماً يصلون صلاة لا يصليها أحد، ويقرؤون قراءة لا يقرؤها أحد. قال: وكان متكئاً، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن قبل المشرق قوماً يقرؤون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم ".
وروى عن أبيه قال: حججت، فمررت بذات عرق، فإذا بها قباب منصوبة، فقلت: ماهذه؟ قالوا:
الحسين بن علي. فدخلت عليه، فقال: ما الخبر، ما وراءك؟ قال: قلت: القلوب معك، والسيوف مع بني أمية.
وفي رواية أخرى: فنزلت عن راحلتي، وكان بيني وبينه معرفة، فأخذت بزمام راحلته، قال: ما وراءك؟ قلت: أنت أحب الناس إلى الناس، والسيوف مع بني أمية، والقضاء في السماء. قال: فشهدت الموسم مع الناس، فلما كان يوم الصدر، وتقلع الناس، فإذا فسطاط، فقلت: لمن هذا يا فسطاط؟ فقالوا: لعبد الله بن عمرو، فأتيته، فإذا أغيلمة سود قصار يلعبون، قلت: يا غلمان، أين أبوكم؟ قالوا: في هذا الفسطاط يتوضأ. فخرج كأنه قد توضأ، فقلت: ما تقول في هذا الرجل الذي خرج؟ - يعني الحسين - قال: ليس يحيك فيه السلاح، قال: قلت: ألست القائل لفلان كذا وكذا؟ فسبني، قال: قلت: ما مثله إلا مثل موسى حين خرج هارباً من آل فرعون! قال الفرزدق: فلما كنت على ماء لنا يقال له تعشار، إذا رفقة من أهل الكوفة، قلت: ما الخبر؟ قالوا: قتل الحسين - عليه السلام.
لا يحيك فيه السلاح: أي لا يضره السلاح مع ما قد سبق له، ليس أنه لا يقتل.
قال محمد بن سلام بن عبيد الله: حدثني أبو يحيى قال: قال الفرزدق لابنه لبطة وهو محبوس: اشخص إلى هشام. ومدحه بقصيدة، وقال لابنه: استعن بالقيسية، ولا يمنعك منهم هجائي لهم؛ فإنهم سيغضبون لك. وقال: " من الطويل "
أنقتل فيكم أن قتلنا عدوكم ... على دينكم والحرب باد قتامها
فغير أمير المؤمنين فإنها ... يمانية حمقاء أنت هشامها
فأعانته القيسية، وقالوا: يا أمير المؤمنين، إذا ما كان في مضر ناب، أو شاعر، أو سيد وثب عليه خالد " فحبسه ".
قال الحافظ:
بلغني أن لبطة بن الفرزدق قتل مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو شيخ كبير، وذلك في خلافة المنصور سنة خمس وأربعين ومائة.
ابن غالب بن صعصعة بن ناجية ابن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع ابن دارم، أبو غالب التميمي البصري بعثه أبوه إلى هشام بن عبد الملك.
حدث عن أبيه أنه كان بالمدينة، فإذا قوم على باب، فقلت: من ذا؟ قالوا: أبو سعيد الخدري ننظره. قال: فجلست حتى أذن للقوم، فدخلوا، ودخلت معهم. قال: فجلست وسط الحلقة، فقلنا: يا أبا سعيد، إن قبلنا قوماً يصلون صلاة لا يصليها أحد، ويقرؤون قراءة لا يقرؤها أحد. قال: وكان متكئاً، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن قبل المشرق قوماً يقرؤون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم ".
وروى عن أبيه قال: حججت، فمررت بذات عرق، فإذا بها قباب منصوبة، فقلت: ماهذه؟ قالوا:
الحسين بن علي. فدخلت عليه، فقال: ما الخبر، ما وراءك؟ قال: قلت: القلوب معك، والسيوف مع بني أمية.
وفي رواية أخرى: فنزلت عن راحلتي، وكان بيني وبينه معرفة، فأخذت بزمام راحلته، قال: ما وراءك؟ قلت: أنت أحب الناس إلى الناس، والسيوف مع بني أمية، والقضاء في السماء. قال: فشهدت الموسم مع الناس، فلما كان يوم الصدر، وتقلع الناس، فإذا فسطاط، فقلت: لمن هذا يا فسطاط؟ فقالوا: لعبد الله بن عمرو، فأتيته، فإذا أغيلمة سود قصار يلعبون، قلت: يا غلمان، أين أبوكم؟ قالوا: في هذا الفسطاط يتوضأ. فخرج كأنه قد توضأ، فقلت: ما تقول في هذا الرجل الذي خرج؟ - يعني الحسين - قال: ليس يحيك فيه السلاح، قال: قلت: ألست القائل لفلان كذا وكذا؟ فسبني، قال: قلت: ما مثله إلا مثل موسى حين خرج هارباً من آل فرعون! قال الفرزدق: فلما كنت على ماء لنا يقال له تعشار، إذا رفقة من أهل الكوفة، قلت: ما الخبر؟ قالوا: قتل الحسين - عليه السلام.
لا يحيك فيه السلاح: أي لا يضره السلاح مع ما قد سبق له، ليس أنه لا يقتل.
قال محمد بن سلام بن عبيد الله: حدثني أبو يحيى قال: قال الفرزدق لابنه لبطة وهو محبوس: اشخص إلى هشام. ومدحه بقصيدة، وقال لابنه: استعن بالقيسية، ولا يمنعك منهم هجائي لهم؛ فإنهم سيغضبون لك. وقال: " من الطويل "
أنقتل فيكم أن قتلنا عدوكم ... على دينكم والحرب باد قتامها
فغير أمير المؤمنين فإنها ... يمانية حمقاء أنت هشامها
فأعانته القيسية، وقالوا: يا أمير المؤمنين، إذا ما كان في مضر ناب، أو شاعر، أو سيد وثب عليه خالد " فحبسه ".
قال الحافظ:
بلغني أن لبطة بن الفرزدق قتل مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو شيخ كبير، وذلك في خلافة المنصور سنة خمس وأربعين ومائة.