عفراء بنت عقال بن مهاصر العذرية
صاحبة عروة بن حزام بن مهاصر وابنة عمه قدمت الشام ونزلت البلقاء، وكانت بنواحي بصرى، وهي شاعرة.
مر ركب بوادي القرى يريدون البلقاء، فوجدوا جنازةٌ، فسألوا: من الميت؟ فقالوا: عروة بن حزام، فقال بعضهم لبعض: لنأتين عفراء بما يسوؤها. فساروا حتى مروا بمنزلها ليلاً، فصاح صائح بأعلى صوته: من الطويل
ألا أيها القصر المغفل أهله ... إليكم نعينا عروةً بن حزام
فسمعت عفراء الصوت ففهمته ونادت بهم: من الطويل
ألا أيها الركب المخبون ويحكم ... أحقاً نعيتم عروة بن حزام
فقال بعضهم:
نعم قد دفناه بارضٍ بعيدةٍ ... مقيم بها في سبسبٍ وإكام
فقالت:
فإن كان حقاً ما تقولون فاعلموا ... بأن قد نعيتم بدر كل ظلام
نعيتم فتى يسقى الغمام بوجهه ... إذا هي أمست غير ذات غمام
فلا نفع الفتيان بعدك لذةٌ ... ولا مالقوا من صحةٍ وسلام
ولا لبس الطيقان بعدك لابسٌ ... ولا جممت بعد الحبيب جمام
وقل للحبالى لا يرجين غائباً ... ولا فرحاتٍ بعده بغلام
ثم أقبلت على زوجها فقالت: يا هناه! إنه قد كان من أمر ذلك الرجل ما بلغك، والله ما كان إلا على الحسن الجميل، وقد بلغني أنه مات قبل أن يصل إلى أهله، فإن رأيت أن تأذن لي فأخرج في نسوةٍ من قومه فنندبه ونبكي عليه فعلت. فإذن لها، فخرجت تنوح بهذه الأبيات حتى ماتت.
وعن ابن أبي الزناد قال: قال عمر بن الخطاب: لو أدركت عفراء وعروة جمعت بينهما.
قال معاذ بن يحيى الصنعاني: خرجت من مكة إلى صنعاء، فلما كان بيننا وبين صنعاء خمس مراحل رأيت الناس ينزلون عن محاملهم ويركبون دوابهم، فقلت: أين تريدون؟ قالوا: نريد أن ننظر إلى قبر عفراء وعروة، فنزلت عن محملي وركبت حماري واتصلت بهم، فانتهيت إلى
قبرين متلاصقين، قد خرج من هذا القبر ساق شجرة، ومن هذا القبر ساق شجرة، حتى إذا صارا على قامةٍ التفا، فكان الناس يقولون تآلفا في الحياة وفي الموت.
قال إسحاق: فقلت لمعاذ: أترى أي ضربٍ هو من الشجرة؟ فقال: لا أدري، ولقد سألت أهل القرية عنه فقالوا لا تعرف هذا الشجر ببلادنا.
صاحبة عروة بن حزام بن مهاصر وابنة عمه قدمت الشام ونزلت البلقاء، وكانت بنواحي بصرى، وهي شاعرة.
مر ركب بوادي القرى يريدون البلقاء، فوجدوا جنازةٌ، فسألوا: من الميت؟ فقالوا: عروة بن حزام، فقال بعضهم لبعض: لنأتين عفراء بما يسوؤها. فساروا حتى مروا بمنزلها ليلاً، فصاح صائح بأعلى صوته: من الطويل
ألا أيها القصر المغفل أهله ... إليكم نعينا عروةً بن حزام
فسمعت عفراء الصوت ففهمته ونادت بهم: من الطويل
ألا أيها الركب المخبون ويحكم ... أحقاً نعيتم عروة بن حزام
فقال بعضهم:
نعم قد دفناه بارضٍ بعيدةٍ ... مقيم بها في سبسبٍ وإكام
فقالت:
فإن كان حقاً ما تقولون فاعلموا ... بأن قد نعيتم بدر كل ظلام
نعيتم فتى يسقى الغمام بوجهه ... إذا هي أمست غير ذات غمام
فلا نفع الفتيان بعدك لذةٌ ... ولا مالقوا من صحةٍ وسلام
ولا لبس الطيقان بعدك لابسٌ ... ولا جممت بعد الحبيب جمام
وقل للحبالى لا يرجين غائباً ... ولا فرحاتٍ بعده بغلام
ثم أقبلت على زوجها فقالت: يا هناه! إنه قد كان من أمر ذلك الرجل ما بلغك، والله ما كان إلا على الحسن الجميل، وقد بلغني أنه مات قبل أن يصل إلى أهله، فإن رأيت أن تأذن لي فأخرج في نسوةٍ من قومه فنندبه ونبكي عليه فعلت. فإذن لها، فخرجت تنوح بهذه الأبيات حتى ماتت.
وعن ابن أبي الزناد قال: قال عمر بن الخطاب: لو أدركت عفراء وعروة جمعت بينهما.
قال معاذ بن يحيى الصنعاني: خرجت من مكة إلى صنعاء، فلما كان بيننا وبين صنعاء خمس مراحل رأيت الناس ينزلون عن محاملهم ويركبون دوابهم، فقلت: أين تريدون؟ قالوا: نريد أن ننظر إلى قبر عفراء وعروة، فنزلت عن محملي وركبت حماري واتصلت بهم، فانتهيت إلى
قبرين متلاصقين، قد خرج من هذا القبر ساق شجرة، ومن هذا القبر ساق شجرة، حتى إذا صارا على قامةٍ التفا، فكان الناس يقولون تآلفا في الحياة وفي الموت.
قال إسحاق: فقلت لمعاذ: أترى أي ضربٍ هو من الشجرة؟ فقال: لا أدري، ولقد سألت أهل القرية عنه فقالوا لا تعرف هذا الشجر ببلادنا.