عقيل بن علّفة بن الحارث بن معاوية
ابن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة أبو العملّس، ويقال: أبو الخرقاء، ويقال: أبو علّفة ويقال: أبو الوليد المرّي من أشراف بني مرة ووجوههم.
كان يسكن البادية، ووفد على عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز وغيرهما من خلفاء بني أمية.
وعلّفة: بعين مهملة مضمومة ولام مشددة بعدها فاء. شاعر شريف شديد الغيرة، كانت الملوك تخطب إليه وأمه عمرة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة المرّي، وأختها البرصاء بنت عمرو أم شبيب بن البرصاء.
تزوج إليه يزيد بن عبد الملك بن مروان، ويحيى بن الحكم أخو مروان. وخطب إليه إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي، وهو خال هشام بن عبد الملك فأبى أن يزوجه، وكان غيوراً جافياً، وأراد أن يضرب ابنته بالسيف غيرةً عليها فمنعه أخوها منها، ورماه بسهم فانتظم فخذيه، فقال عقيل: من الرجز
إنّ بنيّ ضرّجوني بالدم ... شنشنةٌ أعرفها من أخزم
من يلق أبطال الرجال يكلم ... ومن يكن ذا أودٍ يقوّم
قوله: شنشنة أعرفها من أخزم قال: جد أبي حاتم الطائي. وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن أخزم بن أبي أخزم. وإنما اجتلبه عقيل، لما جاء موضعه وهو القائل: من الطويل
وللدّهر أثوابٌ فكن في ثيابه ... كلبسته يوماً أجدّ وأخلقا
وكن أكيس الكيسى إذا كنت فيهم ... وإن كنت في الحمقى فكن أنت أحمقا
وله يرثي ابنه: من الطويل
لتمض المنايا حيث شئن فإنّها ... مجلّلةٌ بعد الفتى ابن عقيل
فتى كان أحيا من فتاةٍ حييّةٍ ... وأقطع من ذي شفرتين صقيل
فتىً كان مولاه يحلّ بنجوةٍ ... فخلّ الموالي عبده بمسيل
وقيل في نسبه موضع ضباب: صبار، بالصاد المهملة والراء، قالوا: وهو وهم قبيح من الدارقطني، وهو ضباب، بضادٍ معجمة مكسورة، وآخرها باء معجمة بواحدة، وهذا على أن الدارقطني ذكره على الصحة في باب الضباب.
قال أبو عبد الله الجمحي: قيل لعقيل بن علفة: ما نرك تقرأ شيئاً من كتاب الله! قال: بلى والله، وإني لأقرأ. قالوا: فاقرأ، قال: إنا بعثنا نوحاً. وقيل: ما قال: إنا فرطنا نوحاً، قالوا: فقد والله أخطأت، قال: فكيف أقول؟ قال: قالوا: تقول: " إنا أرسلنا نوحاً " قال: إنا أرسلنا وبعثنا، أشهد أنكم تعلمون أنهما سواء. ثم قال: من الطويل
خذا صدر هرشى أو قفاها فإنّه ... كلا جانبي هرشى لهنّ طريق
وكان عقيل زوج ابنته الجرباء يحيى بن الحكم بن أبي العاص، فطلقها يحيى، فأقبل إليها عقيل ومعه ابناه: العملس وحزام فحملها، وقال عقيل في ذلك: من الطويل
قضت وطراً من دير يحيى وطالما ... على عجل ناطحنه بالجماجم
فأصبحن بالموماة ينقلن فتيةً ... نشاوى من الإدلاج ميل العمائم
ثم قال: أجز يا حزام فأرتج عليه، فقالت الجرباء: من الطويل
كأن الكرى يسقيهم صرخديّةً ... عقاراً تمشّت في القرا والقوائم
فقال عقيل: شربتها ورب الكعبة، وشد عليها بالسيف، فطرح حزام نفسه عليها، فضربها فأصاب حزاماً.
ومن شعر عقيل بن علفة: من الرجز
إني وإن سيق إليّ المهر ... ألفٌ وعبدانٌ وذودٌ عشر
أحبّ أصهاري إليّ القبر
وله: من الرجز
سميتها إذ ولدت تموت ... والقبر صهرٌ ضامنٌ زمّيت
ليس لمن يسكنه تربيت
يقال: ربّيته وربّبته.
كان لعقيل بن علفة جار من بني سلامان فخطب إليه، فأخذه فقمّطه، ودهن استه بشحم، وألقاه في قرية النمل، فأكلن خصيتيه، ثم خلاه، وقال؛ يخطب إليّ عبد الملك فأرده، وتجترئ أنت عليّ؟! ثم إنه بعد ذلك ورد وادي القرى فثار به بنو حنّ بن ربيعة فعقروا به، فقال في ذلك: من الطويل
لقد عقرت حنٌّ بنا وتلاعبت ... وما لعبت حنٌّ بذي حسبٍ قبلي
رويد بني حنٍّ تسيحوا وتأمنوا ... وتنتشر الأنعام في بلدٍ سهل
وقيل: إن عقيل بن علفة جاور جذاماً، فبينا هو ذات يوم بفنائه إذ أتته جماعة منهم فخطبوا إليه ابنته، فقام يسعى حتى صعد شرفاً، ثم رمى ببصره نحو الحجاز، ثم عوى عواء الكلب: فقالوا: لقد جنّ، ثم قاموا، فقالت له ابنته: إنه ما أنت ببلاد غطفان، تقول ما أحببت لا تخاف أحداً، والله إني لأخاف أن يغتالك القوم، فالحق ببلادك، فعرف ما قالت، فلما أمسى قربٍ رواحله وانصرف إلى قومه، وقال شعراً.
ابن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة أبو العملّس، ويقال: أبو الخرقاء، ويقال: أبو علّفة ويقال: أبو الوليد المرّي من أشراف بني مرة ووجوههم.
كان يسكن البادية، ووفد على عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز وغيرهما من خلفاء بني أمية.
وعلّفة: بعين مهملة مضمومة ولام مشددة بعدها فاء. شاعر شريف شديد الغيرة، كانت الملوك تخطب إليه وأمه عمرة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة المرّي، وأختها البرصاء بنت عمرو أم شبيب بن البرصاء.
تزوج إليه يزيد بن عبد الملك بن مروان، ويحيى بن الحكم أخو مروان. وخطب إليه إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي، وهو خال هشام بن عبد الملك فأبى أن يزوجه، وكان غيوراً جافياً، وأراد أن يضرب ابنته بالسيف غيرةً عليها فمنعه أخوها منها، ورماه بسهم فانتظم فخذيه، فقال عقيل: من الرجز
إنّ بنيّ ضرّجوني بالدم ... شنشنةٌ أعرفها من أخزم
من يلق أبطال الرجال يكلم ... ومن يكن ذا أودٍ يقوّم
قوله: شنشنة أعرفها من أخزم قال: جد أبي حاتم الطائي. وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن أخزم بن أبي أخزم. وإنما اجتلبه عقيل، لما جاء موضعه وهو القائل: من الطويل
وللدّهر أثوابٌ فكن في ثيابه ... كلبسته يوماً أجدّ وأخلقا
وكن أكيس الكيسى إذا كنت فيهم ... وإن كنت في الحمقى فكن أنت أحمقا
وله يرثي ابنه: من الطويل
لتمض المنايا حيث شئن فإنّها ... مجلّلةٌ بعد الفتى ابن عقيل
فتى كان أحيا من فتاةٍ حييّةٍ ... وأقطع من ذي شفرتين صقيل
فتىً كان مولاه يحلّ بنجوةٍ ... فخلّ الموالي عبده بمسيل
وقيل في نسبه موضع ضباب: صبار، بالصاد المهملة والراء، قالوا: وهو وهم قبيح من الدارقطني، وهو ضباب، بضادٍ معجمة مكسورة، وآخرها باء معجمة بواحدة، وهذا على أن الدارقطني ذكره على الصحة في باب الضباب.
قال أبو عبد الله الجمحي: قيل لعقيل بن علفة: ما نرك تقرأ شيئاً من كتاب الله! قال: بلى والله، وإني لأقرأ. قالوا: فاقرأ، قال: إنا بعثنا نوحاً. وقيل: ما قال: إنا فرطنا نوحاً، قالوا: فقد والله أخطأت، قال: فكيف أقول؟ قال: قالوا: تقول: " إنا أرسلنا نوحاً " قال: إنا أرسلنا وبعثنا، أشهد أنكم تعلمون أنهما سواء. ثم قال: من الطويل
خذا صدر هرشى أو قفاها فإنّه ... كلا جانبي هرشى لهنّ طريق
وكان عقيل زوج ابنته الجرباء يحيى بن الحكم بن أبي العاص، فطلقها يحيى، فأقبل إليها عقيل ومعه ابناه: العملس وحزام فحملها، وقال عقيل في ذلك: من الطويل
قضت وطراً من دير يحيى وطالما ... على عجل ناطحنه بالجماجم
فأصبحن بالموماة ينقلن فتيةً ... نشاوى من الإدلاج ميل العمائم
ثم قال: أجز يا حزام فأرتج عليه، فقالت الجرباء: من الطويل
كأن الكرى يسقيهم صرخديّةً ... عقاراً تمشّت في القرا والقوائم
فقال عقيل: شربتها ورب الكعبة، وشد عليها بالسيف، فطرح حزام نفسه عليها، فضربها فأصاب حزاماً.
ومن شعر عقيل بن علفة: من الرجز
إني وإن سيق إليّ المهر ... ألفٌ وعبدانٌ وذودٌ عشر
أحبّ أصهاري إليّ القبر
وله: من الرجز
سميتها إذ ولدت تموت ... والقبر صهرٌ ضامنٌ زمّيت
ليس لمن يسكنه تربيت
يقال: ربّيته وربّبته.
كان لعقيل بن علفة جار من بني سلامان فخطب إليه، فأخذه فقمّطه، ودهن استه بشحم، وألقاه في قرية النمل، فأكلن خصيتيه، ثم خلاه، وقال؛ يخطب إليّ عبد الملك فأرده، وتجترئ أنت عليّ؟! ثم إنه بعد ذلك ورد وادي القرى فثار به بنو حنّ بن ربيعة فعقروا به، فقال في ذلك: من الطويل
لقد عقرت حنٌّ بنا وتلاعبت ... وما لعبت حنٌّ بذي حسبٍ قبلي
رويد بني حنٍّ تسيحوا وتأمنوا ... وتنتشر الأنعام في بلدٍ سهل
وقيل: إن عقيل بن علفة جاور جذاماً، فبينا هو ذات يوم بفنائه إذ أتته جماعة منهم فخطبوا إليه ابنته، فقام يسعى حتى صعد شرفاً، ثم رمى ببصره نحو الحجاز، ثم عوى عواء الكلب: فقالوا: لقد جنّ، ثم قاموا، فقالت له ابنته: إنه ما أنت ببلاد غطفان، تقول ما أحببت لا تخاف أحداً، والله إني لأخاف أن يغتالك القوم، فالحق ببلادك، فعرف ما قالت، فلما أمسى قربٍ رواحله وانصرف إلى قومه، وقال شعراً.