سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطر
أبو القاسم اللخمي الطبراني أحد الحفاظ المكثرين، والرحالين الجوالين، سمع بدمشق وبمصر وباليمن. وصنف المعجم الكبير في أسماء الصحابة، والأوسط في غرائب شيوخه، والصغير في أسماء شيوخه، وكتباً.
حدث سليمان بن أحمد الطبراني عن أبي زرعة الدمشقي بسنده عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رحم الله عبداً سمحاً قاضياً وسمحاً مقتضياً ".
وحدث عن يحيى بن عثمان بن صالح بسنده عن جابر بن عبد الله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " نعم الإدام الخل ".
كان مولده سنة ستين ومئتين. توفي سنة ستين وثلاث مئة، وهو ابن مئة سنة كملاً.
قال أبو الحسين بن فارس اللغوي: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة سليمان بن أحمد الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته وذكاء أهل بغداد، حتى ارتفعت أصواتهما ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه. فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هاته. قال: حدثنا أبو خليفة حدثنا سليمان بن أيوب. وحدث بالحديث فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب، ومني سمع أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو إسنادك، ولا تروي عن أبي خليفة عني، فخجل الجعابي، وغلبه الطبراني. قال ابن العميد: فوددت في مكاني الوزارة والرئاسة لم تكن لي وكنت الطبراني وفرحت مثل الفرح الذي فرح الطبراني وفرحت مثل الفرح الذي فرح الطبراني لأجل الحديث. أو كما قال.
قال أبو جعفر بن أبي السري محمد بن عبد الله بن الهيثم الدميري قال: لقيت أبا العباس بن عقدة بالكوفة في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة، فسألته أن يعيد ما فاتني من المجلس، فامتنع، وشددت عليه، فقال لي: من أي بلد أنت؟ قلت: من أهل أصبهان، فقال: ناصبة ينصبون العداوة لأهل بيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت له: لا تقولن يا شيخ هذا، لأن أهل أصبهان منهم متفقهة ومتقون وفاضلون ومتشيعة. فقال: شيعة معاوية؟ قلت: لا والله شيعة علي بن أبي طالب، وما فيهم أحد إلا وعلي أعز عليه من عينه وأهله وولده، فأعاد علي ما فاتني ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي؟ فقلت: لا أعرفه فقال: يا سبحان الله أبو القاسم ببلدكم ولا تسمع منه وتؤذيني هذا الأذى بالكوفة؟! ما أعرف لأبي القاسم نظيراً، سمعت منه، وسمع مني، وسمعنا من
مشايخنا، ثم قال لي: سمعت مسند أبي داود؟ فقلت: لا، فقال لي: ضيعت الحزم لأن مسند أبي داود منبعه أصبهان، وقال لي: تعرف محمد بن حمزة بن عمارة؟ فقلت: شديداً رجلاً من أهل الفضل، قال: فتعرف ابنه إبراهيم؟ قلت: نعم. قال: كان عندنا ورأيته حافظاً للحديث، وقال: ما رأيت مثله في الحفظ.
قال أبو القاسم الطبراني:
رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، كأنه جالس على كرسي على صفته التي انتهت إلينا الصحيحة، فوقفت فسلمت عليه، فرد علي السلام، ثم جلست بين يديه، ورفعت يدي، فدعوت لنفسي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات بدعاء حسن فتحه الله علي، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبل علي، يتبسم، فقل: يا رسول الله، أخبرني عن حديث الشعبي عن النعمان بن بشير عنك أنك قلت: مثل المؤمنين في توادهم وتواصلهم وتراحمهم. كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، فأشار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صحيح صحيح صحيح ثلاث مرات. فقال: فحدثونا عن أبي نعيم عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن النعمان بن بشير عنك فتبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذكر التشهد. فذكرت التشهد الذي رواه ابن مسعود: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله. فقال لي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذكر التشهد، فذهبت إلى أنه أراد التشهد الذي رواه ابن عباس فذكرته، وهو: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأشار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده فقال: هذا هو التشهد هذا هو التشهد هذا هو التشهد.
قال أبو القاسم الطبراني: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكتاب فصب على رجله خمس مئة درهم. فلما خرج قال: ارفع أبا القاسم هذا فرفعته، فجعلت أحدث إلى أن دخلت أم عدنان ابنته، فصب على رجله خمس مئة درهم فقتل، فقال: إلى أين يا أبا القاسم؟ فقلت: قمت لأنك تقول إنما جلست لهذا، فقال: ارفع هذا أيضا، فلما كان
آخر أمره تكلم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ببعض شيء فخرجت من عنده ولم أعد إليه بعد.
قال سليمان بن إبراهيم: سألت أحمد بن عبد الله الحافظ عن حال الطبراني وسيرته وحفظه فقال: لم ير الطبراني مثل نفسه.
قال: وذكر سليمان بن إبراهيم أن الصاحب قال: من الخفيف
قد وجدنا في معجم الطبراني ... ما فقدنا في سائر البلدان
بأسانيد ليس فيها سناد ... ومتون إذا رُفعن متان
قال أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي: سمعت أبا القاسم سليمان بن أحمد يقول: من الكامل
طلب الحديث مذلة وصغار ... والصبر عنه تندم وشنار
فاصبر على طلب الحديث فإنه ... من بعد ذل عزة ووقار
أبو القاسم اللخمي الطبراني أحد الحفاظ المكثرين، والرحالين الجوالين، سمع بدمشق وبمصر وباليمن. وصنف المعجم الكبير في أسماء الصحابة، والأوسط في غرائب شيوخه، والصغير في أسماء شيوخه، وكتباً.
حدث سليمان بن أحمد الطبراني عن أبي زرعة الدمشقي بسنده عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رحم الله عبداً سمحاً قاضياً وسمحاً مقتضياً ".
وحدث عن يحيى بن عثمان بن صالح بسنده عن جابر بن عبد الله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " نعم الإدام الخل ".
كان مولده سنة ستين ومئتين. توفي سنة ستين وثلاث مئة، وهو ابن مئة سنة كملاً.
قال أبو الحسين بن فارس اللغوي: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة سليمان بن أحمد الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته وذكاء أهل بغداد، حتى ارتفعت أصواتهما ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه. فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هاته. قال: حدثنا أبو خليفة حدثنا سليمان بن أيوب. وحدث بالحديث فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب، ومني سمع أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو إسنادك، ولا تروي عن أبي خليفة عني، فخجل الجعابي، وغلبه الطبراني. قال ابن العميد: فوددت في مكاني الوزارة والرئاسة لم تكن لي وكنت الطبراني وفرحت مثل الفرح الذي فرح الطبراني وفرحت مثل الفرح الذي فرح الطبراني لأجل الحديث. أو كما قال.
قال أبو جعفر بن أبي السري محمد بن عبد الله بن الهيثم الدميري قال: لقيت أبا العباس بن عقدة بالكوفة في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة، فسألته أن يعيد ما فاتني من المجلس، فامتنع، وشددت عليه، فقال لي: من أي بلد أنت؟ قلت: من أهل أصبهان، فقال: ناصبة ينصبون العداوة لأهل بيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت له: لا تقولن يا شيخ هذا، لأن أهل أصبهان منهم متفقهة ومتقون وفاضلون ومتشيعة. فقال: شيعة معاوية؟ قلت: لا والله شيعة علي بن أبي طالب، وما فيهم أحد إلا وعلي أعز عليه من عينه وأهله وولده، فأعاد علي ما فاتني ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي؟ فقلت: لا أعرفه فقال: يا سبحان الله أبو القاسم ببلدكم ولا تسمع منه وتؤذيني هذا الأذى بالكوفة؟! ما أعرف لأبي القاسم نظيراً، سمعت منه، وسمع مني، وسمعنا من
مشايخنا، ثم قال لي: سمعت مسند أبي داود؟ فقلت: لا، فقال لي: ضيعت الحزم لأن مسند أبي داود منبعه أصبهان، وقال لي: تعرف محمد بن حمزة بن عمارة؟ فقلت: شديداً رجلاً من أهل الفضل، قال: فتعرف ابنه إبراهيم؟ قلت: نعم. قال: كان عندنا ورأيته حافظاً للحديث، وقال: ما رأيت مثله في الحفظ.
قال أبو القاسم الطبراني:
رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، كأنه جالس على كرسي على صفته التي انتهت إلينا الصحيحة، فوقفت فسلمت عليه، فرد علي السلام، ثم جلست بين يديه، ورفعت يدي، فدعوت لنفسي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات بدعاء حسن فتحه الله علي، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبل علي، يتبسم، فقل: يا رسول الله، أخبرني عن حديث الشعبي عن النعمان بن بشير عنك أنك قلت: مثل المؤمنين في توادهم وتواصلهم وتراحمهم. كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، فأشار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صحيح صحيح صحيح ثلاث مرات. فقال: فحدثونا عن أبي نعيم عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن النعمان بن بشير عنك فتبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذكر التشهد. فذكرت التشهد الذي رواه ابن مسعود: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله. فقال لي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذكر التشهد، فذهبت إلى أنه أراد التشهد الذي رواه ابن عباس فذكرته، وهو: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأشار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده فقال: هذا هو التشهد هذا هو التشهد هذا هو التشهد.
قال أبو القاسم الطبراني: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكتاب فصب على رجله خمس مئة درهم. فلما خرج قال: ارفع أبا القاسم هذا فرفعته، فجعلت أحدث إلى أن دخلت أم عدنان ابنته، فصب على رجله خمس مئة درهم فقتل، فقال: إلى أين يا أبا القاسم؟ فقلت: قمت لأنك تقول إنما جلست لهذا، فقال: ارفع هذا أيضا، فلما كان
آخر أمره تكلم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ببعض شيء فخرجت من عنده ولم أعد إليه بعد.
قال سليمان بن إبراهيم: سألت أحمد بن عبد الله الحافظ عن حال الطبراني وسيرته وحفظه فقال: لم ير الطبراني مثل نفسه.
قال: وذكر سليمان بن إبراهيم أن الصاحب قال: من الخفيف
قد وجدنا في معجم الطبراني ... ما فقدنا في سائر البلدان
بأسانيد ليس فيها سناد ... ومتون إذا رُفعن متان
قال أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي: سمعت أبا القاسم سليمان بن أحمد يقول: من الكامل
طلب الحديث مذلة وصغار ... والصبر عنه تندم وشنار
فاصبر على طلب الحديث فإنه ... من بعد ذل عزة ووقار