سراقة بن مرداس الأزدي البارقي
شاعر من شعراء العراق. قدم دمشق في أيام عبد الملك هارباً من المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان قد هجاه، ثم رجع إلى العراق مع بشر بن مروان. وكان بينه وبي جرير مهاجاة قال أبان بن عثمان البجلي الكوفي: كان سراقة البارقي شاعراً ظريفاً تحبه الملوك، وكان قاتل المختار، فأخذه أسيراً، فأمر
بقتله فقال: والله لا تقتلني حتى تنقض دمشق حجراً حجراً. فقال المختار لأبي عمرة: من يخرج أسرارنا؟ ثم قال: من أسرك؟ قال: قومٌ على خيلٍ بلق، عليهم ثيابٌ بيضٌ لا أراهم في عسكرك. قال: فأقبل المختار على أصحابه فقال: إن عدوكم يرى من هذا ما لا ترون، قال: إني قاتلك؟ قال: والله يا أمين آل محمد، إنك تعلم أن هذا ليس باليوم الذي تقتلني فيه. قال: ففي أي يومٍ أقتلك؟ قال: يوم تضع كرسيك على باب مدينة دمشق، فتدعو بي يومئذٍ، فتضرب عنقي. فقال المختار لأصحابه: يا شرطة الله، من يذيع حديثي؟ ثم خلى عنه فقال سراقة وكان المختار يكنى أبا إسحاق: من الوافر
ألا أبلغ أبا إسحاق أني ... رأيت البلق دهماً مصمتات
كفرت بوحيكم وجعلت نذراً ... علي هجاءكم حتى الممات
أري عيني ما لم تر أياه ... كلانا عالمٌ بالترهات
ثم قدم سراقة بعد ذلك العراق مع بشر بن مروان، وكان بشرٌ من فتيان قريش سخاء ونجدة، وكان ممدحاً، فمدحه جرير، والفرزدق، والأخطل، وكثيرٌ، وأعشى بني شيبان، وكان يغري بين الشعراء، وهو أغرى بين جرير والأخطل، فحمل سراقة على جرير حتى هجاه، وهجاه جرير أيضاُ بأبيات، ثم نزعا، فمر جرير بسراقة بمنًى والناس مجتمعون على سراقة وهو ينشد، فجهره جماله، واستحسن نشيده، قال: من أنت؟ قال: بعض من أخزى الله على يديك. قال: أما والله لو عرفتك لوهبتك لظرفك.
شاعر من شعراء العراق. قدم دمشق في أيام عبد الملك هارباً من المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان قد هجاه، ثم رجع إلى العراق مع بشر بن مروان. وكان بينه وبي جرير مهاجاة قال أبان بن عثمان البجلي الكوفي: كان سراقة البارقي شاعراً ظريفاً تحبه الملوك، وكان قاتل المختار، فأخذه أسيراً، فأمر
بقتله فقال: والله لا تقتلني حتى تنقض دمشق حجراً حجراً. فقال المختار لأبي عمرة: من يخرج أسرارنا؟ ثم قال: من أسرك؟ قال: قومٌ على خيلٍ بلق، عليهم ثيابٌ بيضٌ لا أراهم في عسكرك. قال: فأقبل المختار على أصحابه فقال: إن عدوكم يرى من هذا ما لا ترون، قال: إني قاتلك؟ قال: والله يا أمين آل محمد، إنك تعلم أن هذا ليس باليوم الذي تقتلني فيه. قال: ففي أي يومٍ أقتلك؟ قال: يوم تضع كرسيك على باب مدينة دمشق، فتدعو بي يومئذٍ، فتضرب عنقي. فقال المختار لأصحابه: يا شرطة الله، من يذيع حديثي؟ ثم خلى عنه فقال سراقة وكان المختار يكنى أبا إسحاق: من الوافر
ألا أبلغ أبا إسحاق أني ... رأيت البلق دهماً مصمتات
كفرت بوحيكم وجعلت نذراً ... علي هجاءكم حتى الممات
أري عيني ما لم تر أياه ... كلانا عالمٌ بالترهات
ثم قدم سراقة بعد ذلك العراق مع بشر بن مروان، وكان بشرٌ من فتيان قريش سخاء ونجدة، وكان ممدحاً، فمدحه جرير، والفرزدق، والأخطل، وكثيرٌ، وأعشى بني شيبان، وكان يغري بين الشعراء، وهو أغرى بين جرير والأخطل، فحمل سراقة على جرير حتى هجاه، وهجاه جرير أيضاُ بأبيات، ثم نزعا، فمر جرير بسراقة بمنًى والناس مجتمعون على سراقة وهو ينشد، فجهره جماله، واستحسن نشيده، قال: من أنت؟ قال: بعض من أخزى الله على يديك. قال: أما والله لو عرفتك لوهبتك لظرفك.