داود بن دينار أبي هند بن غدافر
أبو بكر ويقال: أبو محمد، ويقال اسم أبي هند: طهمان القشيري مولاهم البصري قدم دمشق وحدث بها.
روى عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تنكح المرأة على خالتها أو على عمتها، وأن تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ بما في صحفتها، فإن الله عز وجل رازقها.
قال داود بن أبي هند: قدمت دمشق فسألوني عن أولاد المشركين، فحدثتهم عن الحسن، عن أبي هلاريرة أنه قال: كل مولود يولد على الفطرة. وحدثتهم عن الشعبي، عن علقمة، أن ابني مليكة قالا: يا رسول الله إن أمنا وأدت موءودة في الجاهلية، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الوائدة والموءودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم.
قال داود بن أبي هند: أتيت الشام، فلقيني غيلان، فقال: يا داود إني أريد أن أسلك عن مسائل، قلت: سلني عن خمسين مسألة وأسألك عن مسألتين، قال: سل يا داود، قلت: أخبرني: ما أفضل ما أعطي ابن آدم؟ قال: العقل، قلت: فأخبرني عن العق، هو شيء مباح للناس، من شاء أخذه، ومن شاء تركه، أو هو مقسوم بينهم؟ قال: فمضى ولم يجبني.
توفي داود سنة تسع وثلاثين ومئة. وكان ثقة؛ وكان من أهل سرخس، وبها ولده. وقيل: مات في طريق مكة.
أرسل ابن هبيرة إلى داود بن أبي هند وإلى حميد الطويل وإلى ابن شبرمة وابن أبي ليلى؛ فكانوا يحضرونه فيسألهم عن الشيء؛ فيبتدر ابن شبرمة وابن أبي ليلى الجواب، ويسكت هذان؛ قال ابن هبيرة: ما بالكما تسكتان؟ قال داود لهذين: أخبراني عما تجيبان فيه، أشيئاً سمعتما فيه شيئاً، أم برأيكما؟ فقالا: بل برأينا؛ قال داود: ما بال الرأي يبادر إليه، أو يسارع إليه؟!.؟؟؟؟؟؟ قال ابن جريج: ما رأيت مثل داود بن أبي هند، إن كان ليفرع العلم فرعاً.
وكان داود بن أبي هند خياطاًن رجلاً صالحاً، ثقةً، حسن الإسناد.
فال حماد بن زيد: قلت لداود بن أبي هند: يا أبا بكر؛ ما تقول في القدر؟ فقال: أقول كما قال مطرف بن عبد الله؛ لم توكلوا إلى القدر، وإلى القدر تصيرون.
قال ابن أبي عدي: أقبل علينا داود بن أبي هند فقال: يا فتيان، أخبركم لعل بعضكم أن ينتفع به: كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق، فإذا انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله
إلى مكان كذا وكذا؛ فإذا بلغت ذلك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا حتى آتي المنزل.
قال ابن أبي عدي: صام داود أربعين سنةً لا يعلم به أهله. وكان خزازاً يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشاءً فيفطر معهم.
قال داود بن أبي هند: جالست الفقهاء، فوجدت ديني عندهم، وجالست أصحاب المواعظ فوجدت الرقة قلبي بهم، وجالست كبار الناس فوجدت المروءة فيهم، وجالست شرار الناس فوجدت أحدهم يطلق امرأته على شيء لا يساوي شعيرة.
قال داود بن أبي هند: مرضت مرضاً شديداً حتى ظننت أنه الموت. فكان باب بيتي قبالة باب حجرتي، وكان باب حجرتي قبالة باب داري، قال: فنظرت إلى رجل قد أقبل ضخم الهامة ضخم المناكب، كأنه من هؤلاء الذين يقال لهم: الزط، قال: فلما رأيته شبهته بهؤلاء الذين يعملون الرب؟ فاسترجعت وقلت: يقبضني وأنا كافر. قال: وسمعت أنه يقبض أنفس الكفار ملك أسود. قال: فبينا أنا كذلك إذ سمعت سقف البيت ينتقض، ثم انفرج حتى رأيت السماء. قال: ثم نزل علي رجل عليه ثياب بياض، ثم أتبعه آخر فصارا اثنين، فصاحا بالأسود، فأدبر وجعل ينظر إلي من بعيد. قال: وهم يزجرانه، قال داود: فقال صاحب الرأس لصاحب الرجلين: المس، فلمس بين أصابعي ثم قال له: كثر النقل بهما إلى الصلوات، ثم قال صاحب الرجلين لصاحب الرأس: المس، فلمس لهواتي ثم قال: رطبة بذكر الله عز وجل. قال: ثم قال أحدهما لصاحبه: لم يأن له بعد. قال: ثم انفرج السقف فخرجا؛ ثم عاد السقف كما كان.
توفي داود بن أبي هند سنة تسع وثلاثين. وقيل: سنة سبع وثلاثين ومئة، في طريق مكة؛ وهو ابن خمس وسبعين سنة.
أبو بكر ويقال: أبو محمد، ويقال اسم أبي هند: طهمان القشيري مولاهم البصري قدم دمشق وحدث بها.
روى عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تنكح المرأة على خالتها أو على عمتها، وأن تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ بما في صحفتها، فإن الله عز وجل رازقها.
قال داود بن أبي هند: قدمت دمشق فسألوني عن أولاد المشركين، فحدثتهم عن الحسن، عن أبي هلاريرة أنه قال: كل مولود يولد على الفطرة. وحدثتهم عن الشعبي، عن علقمة، أن ابني مليكة قالا: يا رسول الله إن أمنا وأدت موءودة في الجاهلية، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الوائدة والموءودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم.
قال داود بن أبي هند: أتيت الشام، فلقيني غيلان، فقال: يا داود إني أريد أن أسلك عن مسائل، قلت: سلني عن خمسين مسألة وأسألك عن مسألتين، قال: سل يا داود، قلت: أخبرني: ما أفضل ما أعطي ابن آدم؟ قال: العقل، قلت: فأخبرني عن العق، هو شيء مباح للناس، من شاء أخذه، ومن شاء تركه، أو هو مقسوم بينهم؟ قال: فمضى ولم يجبني.
توفي داود سنة تسع وثلاثين ومئة. وكان ثقة؛ وكان من أهل سرخس، وبها ولده. وقيل: مات في طريق مكة.
أرسل ابن هبيرة إلى داود بن أبي هند وإلى حميد الطويل وإلى ابن شبرمة وابن أبي ليلى؛ فكانوا يحضرونه فيسألهم عن الشيء؛ فيبتدر ابن شبرمة وابن أبي ليلى الجواب، ويسكت هذان؛ قال ابن هبيرة: ما بالكما تسكتان؟ قال داود لهذين: أخبراني عما تجيبان فيه، أشيئاً سمعتما فيه شيئاً، أم برأيكما؟ فقالا: بل برأينا؛ قال داود: ما بال الرأي يبادر إليه، أو يسارع إليه؟!.؟؟؟؟؟؟ قال ابن جريج: ما رأيت مثل داود بن أبي هند، إن كان ليفرع العلم فرعاً.
وكان داود بن أبي هند خياطاًن رجلاً صالحاً، ثقةً، حسن الإسناد.
فال حماد بن زيد: قلت لداود بن أبي هند: يا أبا بكر؛ ما تقول في القدر؟ فقال: أقول كما قال مطرف بن عبد الله؛ لم توكلوا إلى القدر، وإلى القدر تصيرون.
قال ابن أبي عدي: أقبل علينا داود بن أبي هند فقال: يا فتيان، أخبركم لعل بعضكم أن ينتفع به: كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق، فإذا انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله
إلى مكان كذا وكذا؛ فإذا بلغت ذلك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا حتى آتي المنزل.
قال ابن أبي عدي: صام داود أربعين سنةً لا يعلم به أهله. وكان خزازاً يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشاءً فيفطر معهم.
قال داود بن أبي هند: جالست الفقهاء، فوجدت ديني عندهم، وجالست أصحاب المواعظ فوجدت الرقة قلبي بهم، وجالست كبار الناس فوجدت المروءة فيهم، وجالست شرار الناس فوجدت أحدهم يطلق امرأته على شيء لا يساوي شعيرة.
قال داود بن أبي هند: مرضت مرضاً شديداً حتى ظننت أنه الموت. فكان باب بيتي قبالة باب حجرتي، وكان باب حجرتي قبالة باب داري، قال: فنظرت إلى رجل قد أقبل ضخم الهامة ضخم المناكب، كأنه من هؤلاء الذين يقال لهم: الزط، قال: فلما رأيته شبهته بهؤلاء الذين يعملون الرب؟ فاسترجعت وقلت: يقبضني وأنا كافر. قال: وسمعت أنه يقبض أنفس الكفار ملك أسود. قال: فبينا أنا كذلك إذ سمعت سقف البيت ينتقض، ثم انفرج حتى رأيت السماء. قال: ثم نزل علي رجل عليه ثياب بياض، ثم أتبعه آخر فصارا اثنين، فصاحا بالأسود، فأدبر وجعل ينظر إلي من بعيد. قال: وهم يزجرانه، قال داود: فقال صاحب الرأس لصاحب الرجلين: المس، فلمس بين أصابعي ثم قال له: كثر النقل بهما إلى الصلوات، ثم قال صاحب الرجلين لصاحب الرأس: المس، فلمس لهواتي ثم قال: رطبة بذكر الله عز وجل. قال: ثم قال أحدهما لصاحبه: لم يأن له بعد. قال: ثم انفرج السقف فخرجا؛ ثم عاد السقف كما كان.
توفي داود بن أبي هند سنة تسع وثلاثين. وقيل: سنة سبع وثلاثين ومئة، في طريق مكة؛ وهو ابن خمس وسبعين سنة.