خريم بن فاتك بن الأخرم
أبو أيمن، ويقال أبو يحيى الأسدي صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
سكن دمشق؛ وهو أخو سبرة بن فاتك، وأبو أيمن بن خريم.
قيل: إنه شهد بدراً.
حدث شمر بن عطية عن خريم بن فاتك الأسدي أنه أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا خريم، لولا خلتان فيك لكنت أنت الرجل. قال: ما هما
بأبي أنت وأمي؟ تكفيني واحدة. قال: توفر شعرك، وتسبل إزارك. قال: لا جرم، فانطلق، فجز شعره، ورفع إزاره.
حدث معرور بن سويد عن خريم بن فاتك أنه أقبل وعليه حلة وقد رجل شعره وقد تخلق، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويح أم خريم لو أقل الخلوق، ونقص من الشعر، وشمر الإزار. فنظر إليه القوم، فعرف أنه قد تكلم في أمره بشيء، فسأل بعض القوم؟ فأخبره، فغسل الخلوق وشمر الإزار، وحلق الرأس.
قال أبو سعيد: كان خريم على قسم الدور بدمشق حين فتحت؛ وقيل، إن أخاه سبرة هو الذي قسم الدور.
قال محمد بن سعد: الفاتك جد جده، وهو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك، وهو القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة.
قال البخاري: خريم بن فاتك شهد بدراً مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله صحبة ورواية عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن أبي هريرة قال: قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين، ألا أخبرك كيف كان بدء إسلامي؟ قال: بلى، قال: بينا أنا في طلب نعم لي أنا منها على أثر، إذ جنني الليل بأبرق العزاف، فناديت بأعلى صوتي: أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فإذا هاتف يهتف:
ويحك عذ بالله ذي الجلال ... والمجد والنعماء والإفضال
واقتر آيات من الأنفال ... ووحد الله ولا تبال
قال: فذعرت ذعراً شديداً. فلما رجعت إلى نفسي قلت:
يا أيها الهاتف ما تقول؟ ... أرشد عندك أم تضليل؟
بين لنا هديت ما الحويل؟ قال:
إن رسول الله ذو الخيرات ... بيثرب يدعو إلى النجاة
يأمر بالصوم وبالصلاة ... ويزع الناس عن الهنات
قال: فانبعثت راحلتي فقلت:
أرشدني رشداً هديت ... لا جعت ولا عريت
ولا برحت سيداً مقيت ... ولا تؤثرني على الخير الذي أتيت
قال: فاتبعني، وهو يقول:
صاحبك الله وسلم نفسكا ... وبلغ الأهل وأدى رحلكا
آمن به أفلح ربي حقكا ... وانصر عن ربي فقد أخبرتكا
قال: فدخلت المدينة، ودخلت يوم جمعة، فاطلعت في المسجد، فخرج إلي أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: ادخل رحمك الله، فإنه قد بلغنا من إسلامك، قلت: لا أحسن الطهور، فعلمني، فدخلت المسجد، فرأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر يخطب كأنه البدر وهو يقول: ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى صلاة يحفظها ويعقلها، إلا دخل
الجنة. فقال لي عمر بن الخطاب: لتأتين على هذا ببينة أو لأنكلن بك. فشهد لي شيخ قريش عثمان بن عفان فأجاز شهادته.
وفي حديث آخر بمعناه:
هذا رسول الله ذو الخيرات ... جاء بياسين وحاميمات
وسور بعد مفصلات ... يأمر بالصلاة والزكاة
ويزجر الأقوام عن هنات ... قد كن في الأيام منكرات
قال: قلت له: من أنت؟ قال: أنا ملك بن مالك الجني، بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جن نجد. قال: قلت: أما لو كان من يؤدي إبلي هذه إلى أهلي لأتيته حتى أسلم. قال: فأنا أؤديها. قال: فركبت بعيراً منها ثم قدمت، فإذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر، فلما رآني قال: ما فعل الرجل الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك؟ أما أنه قد أداها سالمة؛ قال: قلت: رحمه الله. قال: أجل فرحمه الله.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: إن خريم بن فاتك الأسدي أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إني لأحب الجمال، حتى إني لأحبه في شراك نعلي وجلاد سوطي؛ وإن قومي يزعمون أنه من الكبر؟ قال: ليس الكبر أن يحب أحدكم الجمال، ولكن الكبر أن يسفه الحق ويغمص الناس.
روى الشعبي: أن عبد الملك بن مروان قال لأيمن بن خريم: تقاتل ناساً من المسلمين، فقال: إن أبي وعمي شهدا الحديبية، وإنهما عهدا إلي أن لا أقاتل مسلماً. وقال أبياتاً:
ولست بقاتل رجلاً يصلي ... على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلي إثمي ... معاذ الله من جهل وطيش
أأقتل مسلماً في غير شيء ... فليس بنافعي ما عشت عيشي
روى الأوزاعي عن يحيى قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نعم الفتى خريم بن فاتك، لو قص من شعره، وشمر من إزاره. فكان خريم يقول:
لا يجاوز شعري أذني أو شحمة أذني، ولا يجاوز إزاري عضلة ساقي؛ وكان حسن الساقين؛ وكان يدخل على معاوية. قال: فدخل عليه فقال: ما رأيت كاليوم ساقين أحسن لو أنهما لامرأة. قال: في مثل عجيزتك يا أمير المؤمنين.
قال أيوب: نبئت أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى على رجل قد قطعت يده في سرقة وهو في فسطاط فقال: من آوى هذا العبد المصاب؟ فقالوا: فاتك أو خريم بن فاتك، فقال: اللهم بارك على آل فاتك كما آوى هذا العبد المصاب.
قال خريم بن فاتك: قال لي كعب: إن أشد أحياء العرب على الدجال لقومك.
أبو أيمن، ويقال أبو يحيى الأسدي صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
سكن دمشق؛ وهو أخو سبرة بن فاتك، وأبو أيمن بن خريم.
قيل: إنه شهد بدراً.
حدث شمر بن عطية عن خريم بن فاتك الأسدي أنه أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا خريم، لولا خلتان فيك لكنت أنت الرجل. قال: ما هما
بأبي أنت وأمي؟ تكفيني واحدة. قال: توفر شعرك، وتسبل إزارك. قال: لا جرم، فانطلق، فجز شعره، ورفع إزاره.
حدث معرور بن سويد عن خريم بن فاتك أنه أقبل وعليه حلة وقد رجل شعره وقد تخلق، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويح أم خريم لو أقل الخلوق، ونقص من الشعر، وشمر الإزار. فنظر إليه القوم، فعرف أنه قد تكلم في أمره بشيء، فسأل بعض القوم؟ فأخبره، فغسل الخلوق وشمر الإزار، وحلق الرأس.
قال أبو سعيد: كان خريم على قسم الدور بدمشق حين فتحت؛ وقيل، إن أخاه سبرة هو الذي قسم الدور.
قال محمد بن سعد: الفاتك جد جده، وهو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك، وهو القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة.
قال البخاري: خريم بن فاتك شهد بدراً مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله صحبة ورواية عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن أبي هريرة قال: قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين، ألا أخبرك كيف كان بدء إسلامي؟ قال: بلى، قال: بينا أنا في طلب نعم لي أنا منها على أثر، إذ جنني الليل بأبرق العزاف، فناديت بأعلى صوتي: أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فإذا هاتف يهتف:
ويحك عذ بالله ذي الجلال ... والمجد والنعماء والإفضال
واقتر آيات من الأنفال ... ووحد الله ولا تبال
قال: فذعرت ذعراً شديداً. فلما رجعت إلى نفسي قلت:
يا أيها الهاتف ما تقول؟ ... أرشد عندك أم تضليل؟
بين لنا هديت ما الحويل؟ قال:
إن رسول الله ذو الخيرات ... بيثرب يدعو إلى النجاة
يأمر بالصوم وبالصلاة ... ويزع الناس عن الهنات
قال: فانبعثت راحلتي فقلت:
أرشدني رشداً هديت ... لا جعت ولا عريت
ولا برحت سيداً مقيت ... ولا تؤثرني على الخير الذي أتيت
قال: فاتبعني، وهو يقول:
صاحبك الله وسلم نفسكا ... وبلغ الأهل وأدى رحلكا
آمن به أفلح ربي حقكا ... وانصر عن ربي فقد أخبرتكا
قال: فدخلت المدينة، ودخلت يوم جمعة، فاطلعت في المسجد، فخرج إلي أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: ادخل رحمك الله، فإنه قد بلغنا من إسلامك، قلت: لا أحسن الطهور، فعلمني، فدخلت المسجد، فرأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر يخطب كأنه البدر وهو يقول: ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى صلاة يحفظها ويعقلها، إلا دخل
الجنة. فقال لي عمر بن الخطاب: لتأتين على هذا ببينة أو لأنكلن بك. فشهد لي شيخ قريش عثمان بن عفان فأجاز شهادته.
وفي حديث آخر بمعناه:
هذا رسول الله ذو الخيرات ... جاء بياسين وحاميمات
وسور بعد مفصلات ... يأمر بالصلاة والزكاة
ويزجر الأقوام عن هنات ... قد كن في الأيام منكرات
قال: قلت له: من أنت؟ قال: أنا ملك بن مالك الجني، بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جن نجد. قال: قلت: أما لو كان من يؤدي إبلي هذه إلى أهلي لأتيته حتى أسلم. قال: فأنا أؤديها. قال: فركبت بعيراً منها ثم قدمت، فإذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر، فلما رآني قال: ما فعل الرجل الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك؟ أما أنه قد أداها سالمة؛ قال: قلت: رحمه الله. قال: أجل فرحمه الله.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: إن خريم بن فاتك الأسدي أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إني لأحب الجمال، حتى إني لأحبه في شراك نعلي وجلاد سوطي؛ وإن قومي يزعمون أنه من الكبر؟ قال: ليس الكبر أن يحب أحدكم الجمال، ولكن الكبر أن يسفه الحق ويغمص الناس.
روى الشعبي: أن عبد الملك بن مروان قال لأيمن بن خريم: تقاتل ناساً من المسلمين، فقال: إن أبي وعمي شهدا الحديبية، وإنهما عهدا إلي أن لا أقاتل مسلماً. وقال أبياتاً:
ولست بقاتل رجلاً يصلي ... على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلي إثمي ... معاذ الله من جهل وطيش
أأقتل مسلماً في غير شيء ... فليس بنافعي ما عشت عيشي
روى الأوزاعي عن يحيى قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نعم الفتى خريم بن فاتك، لو قص من شعره، وشمر من إزاره. فكان خريم يقول:
لا يجاوز شعري أذني أو شحمة أذني، ولا يجاوز إزاري عضلة ساقي؛ وكان حسن الساقين؛ وكان يدخل على معاوية. قال: فدخل عليه فقال: ما رأيت كاليوم ساقين أحسن لو أنهما لامرأة. قال: في مثل عجيزتك يا أمير المؤمنين.
قال أيوب: نبئت أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى على رجل قد قطعت يده في سرقة وهو في فسطاط فقال: من آوى هذا العبد المصاب؟ فقالوا: فاتك أو خريم بن فاتك، فقال: اللهم بارك على آل فاتك كما آوى هذا العبد المصاب.
قال خريم بن فاتك: قال لي كعب: إن أشد أحياء العرب على الدجال لقومك.