حكيم بن عياش الكلبي الأعور
شاعر، كان منقطعاً إلى بني أمية، وسكن المزة، وانتقل إلى الكوفة، وله شعر يفتخر فيه باليمن، نقضه عليه الكميت بن زيد، وافتخر بمضر.
حكى نفطويه عن حكيم بن عياش الكلبي وهو الأعور، قال: اجتمع عند عبد الملك وجوه الناس من قريش والعرب. فبينا هم في المجلس، دخل عليه أعرابي، كان عبد الملك يعجب به، فسر به عبد الملك وقال: هذا يوم سرور، وأجلسه إلى جنبه، ودعا بقوس فرمى عنها، وأعطاها من عن يمينه فرمى عنها حتى صارت إلى الأعرابي، فلما نزع فيها ضرط فرمى بها مستحياً، فقال عبد الملك: دهينا في الأعرابي وكنا نطمع في أنسه، وإني لأعلم أنه لا يسلي ما به إلا الطعام، فدعا بالمائدة فقال: تقدم يا أعرابي لتضرط، وإنما أراد لتأكل، فقال: قد فعلت، فقال عبد الملك: إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد امتحنا فيه اليوم، والله لأجعلنها مذكورة، يا غلام جئني بعشرة آلاف، فجاء بها فأعطاها الأعرابي، فلما صارت إليه سلا وانبسط ونسي ما كان منه، فقال حكيم بن عياش: من الوافر
ويضرب ضارطٌ من غمز قوسٍ ... فيحبوه الأمير بها بدورا
فيالك ضرطةً جرّت كثيراً ... ويالك ضرطةً أغنت فقيرا
فودّ القوم لو ضرطوا جميعاً ... وكان حباؤهم منها عشيرا
أتقبل ضارطاً ألفاً بألفٍ ... فأضرط أصلح الله الأميرا
فأمر له بعشرة آلاف درهم، وقال: لا تضرط يا حكيم.
جاء رجل إلى عبد الله بن جعفر بن محمد عليهم السلام فقال: يا بن رسول الله، هذا حكيم بن عياش الكلبي ينشد الناس بالكوفة هجاءكم فقال: هل علقت منه بشيء؟ قال: نعم، فأنشده: من الطويل
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة ... ولم نر مهديّاً على الجذع يصلب
وقستم بعثمانٍ عليّاً سفاهةً ... وعثمان خيرٌ من عليٍّ وأطيب
فرفع أبو عبد الله يديه إلى السماء وهما تنتفضان رعدة فقال: اللهم إن كان كاذباً فسلط عليه كلبك، قال: فخرج حكيم من الكوفة فأدلج فافترسه الأسد فأكله، وأتى البشير أبا عبد الله وهو في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخر لله ساجداً وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده.
شاعر، كان منقطعاً إلى بني أمية، وسكن المزة، وانتقل إلى الكوفة، وله شعر يفتخر فيه باليمن، نقضه عليه الكميت بن زيد، وافتخر بمضر.
حكى نفطويه عن حكيم بن عياش الكلبي وهو الأعور، قال: اجتمع عند عبد الملك وجوه الناس من قريش والعرب. فبينا هم في المجلس، دخل عليه أعرابي، كان عبد الملك يعجب به، فسر به عبد الملك وقال: هذا يوم سرور، وأجلسه إلى جنبه، ودعا بقوس فرمى عنها، وأعطاها من عن يمينه فرمى عنها حتى صارت إلى الأعرابي، فلما نزع فيها ضرط فرمى بها مستحياً، فقال عبد الملك: دهينا في الأعرابي وكنا نطمع في أنسه، وإني لأعلم أنه لا يسلي ما به إلا الطعام، فدعا بالمائدة فقال: تقدم يا أعرابي لتضرط، وإنما أراد لتأكل، فقال: قد فعلت، فقال عبد الملك: إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد امتحنا فيه اليوم، والله لأجعلنها مذكورة، يا غلام جئني بعشرة آلاف، فجاء بها فأعطاها الأعرابي، فلما صارت إليه سلا وانبسط ونسي ما كان منه، فقال حكيم بن عياش: من الوافر
ويضرب ضارطٌ من غمز قوسٍ ... فيحبوه الأمير بها بدورا
فيالك ضرطةً جرّت كثيراً ... ويالك ضرطةً أغنت فقيرا
فودّ القوم لو ضرطوا جميعاً ... وكان حباؤهم منها عشيرا
أتقبل ضارطاً ألفاً بألفٍ ... فأضرط أصلح الله الأميرا
فأمر له بعشرة آلاف درهم، وقال: لا تضرط يا حكيم.
جاء رجل إلى عبد الله بن جعفر بن محمد عليهم السلام فقال: يا بن رسول الله، هذا حكيم بن عياش الكلبي ينشد الناس بالكوفة هجاءكم فقال: هل علقت منه بشيء؟ قال: نعم، فأنشده: من الطويل
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة ... ولم نر مهديّاً على الجذع يصلب
وقستم بعثمانٍ عليّاً سفاهةً ... وعثمان خيرٌ من عليٍّ وأطيب
فرفع أبو عبد الله يديه إلى السماء وهما تنتفضان رعدة فقال: اللهم إن كان كاذباً فسلط عليه كلبك، قال: فخرج حكيم من الكوفة فأدلج فافترسه الأسد فأكله، وأتى البشير أبا عبد الله وهو في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخر لله ساجداً وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده.