ثوبان بن جحدر ويقال ابن يجدد
أبو عبد الله ويقال: أبو عبد الرحمن مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل اليمن أصابه سباء فأعتقه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحدث عنه.
قال سالم بن أبي الجعد: قيل لثوبان: حدثنا عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كذبتم علي وقلتم ما لم أقل! قالوا: حدثنا، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ما من عبدٍ يسجد لله سجدةً إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة ".
وعنه قال: أتاه أناسٌ فقالوا: حدثنا فقد ذهب أصحابك، وافتقرنا إلى ما عندك، فحدثنا ما ينفعنا ولا يضرك، قال: عليكم بكتاب الله عز وجل، فإنه أحسن الحديث، وأبلغ الموعظة.
قالوا: صدقت، ولكن حدثنا بما سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " تلقوني بجنبات الحوض أزود أهل اليمن بعصاي حتى يرفض عنهم ".
فقال رجل: من أهل اليمن؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نعم أهل اليمن ".
فقال رجل:
كم طوله؟ قال: " من مقامي إلى عمان - وهو يومئذٍ بالمدينة - شرابه أطيب من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها حتى يفرغ من الحساب - أو كما ذكر - له ميزابان يصبان فيه من ورق ".
حدث أبو الدرداء أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاء فأفطر، فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فقال: أنا صببت عليه وضوءه.
كان ثوبان من العرب من حكم بن سعد، كان يسكن بالرملة، وكانت له هناك دار، ولا عقب له، وكان من ناحية اليمن.
ومات ثوبان بمصر سنة أربعٍ وخمسين، وقيل: مات بحمص، وله بها دار صدقة، حبسٌ على مهاجري فقراء ألهان.
ولثوبان في اليمن نسب.
ولما أعتقه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: " يا ثوبان، إن شئت أن تلحق بمن أنت منه فعلت، فأنت منهم، وإن شئت أن تثبت فأنت منا أهل البيت ".
فثبت على ولاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قبض بحمص.
وشهد ثوبان فتح مصر واختط بها داراً.
قال يوسف بن عبد الحميد: لقيت ثوبان فرأى علي ثياباً، فقال: ما تصنع بهذه الثياب؟ ورأى علي خاتماً فقال: ما تصنع بهذا الخاتم؟ إنما الخواتيم للملوك.
قال: فما اتخذت خاتماً بعد.
قال: فحدثني ثوبان أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا أهله، فذكر علياً وفاطمة وغيرهما، قال: قلت: يا رسول الله، أمن أهل البيت أنا؟ فسكت، ثم قلت: يا رسول الله أمن أهل البيت أنا؟ فسكت.
فقال في الثالثة: " نعم، على أن لا تقف على باب سدة ولا تأتي أميراً ".
وعن ثوبان أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من يتكفل لي أن لا يسأل شيئاً وأتكفل له بالجنة؟ " قال ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا.
قال: " فكان يعلم أن ثوبان لا يسأل أحداً شيئاً.
قال معمر: وبلغني أنا عائشة كانت تقول: تعاهدوا ثوبان فإنه لا يسأل أحداً شيئاً، فكان يسقط منه العصا والسوط، فما يسأل أحداً أن يناوله إياه حتى ينزل فيأخذه.
قال أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي، قال: قوله " من يطع الله والرسول " قال الكلبي: نزلت في ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان شديد الحب له، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا ثوبان ما غير لونك؟ " فقال: يا رسول الله ما بي مرض ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك فاستوحشت وحشةً شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة، فأخاف أن لا أراك هنالك لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين، وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلةٍ أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة فذلك حين لا أراك أبداً.
فأنزل الله عز وجل هذه الآية.
قال شريح بن عبيد:
مرض ثوبان بحمص وعليها عبد الله بن قرط الأزدي فلم يعده، فدخل على ثوبان رجلٌ من الكلاعيين عائداً له، فقال له ثوبان: أتكتب؟ فقال: نعم، فقال: أكتب، فكتب: للأمير عبد الله بن قرط من ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما لعد، فإنه لو كان لموسى وعيسى صلى الله عليهما مولى بحضرتك لعدته.
ثم طوى الكتاب، وقال له: أتبلغه إياه؟ فقال: نعم.
فانطلق الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن قرط، فلما قرأه قام فزعاً، فقال الناس: ما شأنه؟ أحدث أمر؟ فأتى ثوبان حتى دخل عليه، فعاده وجلس عنده ساعةً، ثم قام، فأخذ ثوبان بردائه وقال جالس حتى أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمعته يقول: " ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً، لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفاً ".
قال محمد بن زياد الألهاني: كان ثوبان جاراً لنا، وكان يدخل الحمام فقلت له، فقال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخل الحمام، قال: وكان يتنور.
أبو عبد الله ويقال: أبو عبد الرحمن مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل اليمن أصابه سباء فأعتقه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحدث عنه.
قال سالم بن أبي الجعد: قيل لثوبان: حدثنا عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كذبتم علي وقلتم ما لم أقل! قالوا: حدثنا، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ما من عبدٍ يسجد لله سجدةً إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة ".
وعنه قال: أتاه أناسٌ فقالوا: حدثنا فقد ذهب أصحابك، وافتقرنا إلى ما عندك، فحدثنا ما ينفعنا ولا يضرك، قال: عليكم بكتاب الله عز وجل، فإنه أحسن الحديث، وأبلغ الموعظة.
قالوا: صدقت، ولكن حدثنا بما سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " تلقوني بجنبات الحوض أزود أهل اليمن بعصاي حتى يرفض عنهم ".
فقال رجل: من أهل اليمن؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نعم أهل اليمن ".
فقال رجل:
كم طوله؟ قال: " من مقامي إلى عمان - وهو يومئذٍ بالمدينة - شرابه أطيب من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها حتى يفرغ من الحساب - أو كما ذكر - له ميزابان يصبان فيه من ورق ".
حدث أبو الدرداء أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاء فأفطر، فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فقال: أنا صببت عليه وضوءه.
كان ثوبان من العرب من حكم بن سعد، كان يسكن بالرملة، وكانت له هناك دار، ولا عقب له، وكان من ناحية اليمن.
ومات ثوبان بمصر سنة أربعٍ وخمسين، وقيل: مات بحمص، وله بها دار صدقة، حبسٌ على مهاجري فقراء ألهان.
ولثوبان في اليمن نسب.
ولما أعتقه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: " يا ثوبان، إن شئت أن تلحق بمن أنت منه فعلت، فأنت منهم، وإن شئت أن تثبت فأنت منا أهل البيت ".
فثبت على ولاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قبض بحمص.
وشهد ثوبان فتح مصر واختط بها داراً.
قال يوسف بن عبد الحميد: لقيت ثوبان فرأى علي ثياباً، فقال: ما تصنع بهذه الثياب؟ ورأى علي خاتماً فقال: ما تصنع بهذا الخاتم؟ إنما الخواتيم للملوك.
قال: فما اتخذت خاتماً بعد.
قال: فحدثني ثوبان أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا أهله، فذكر علياً وفاطمة وغيرهما، قال: قلت: يا رسول الله، أمن أهل البيت أنا؟ فسكت، ثم قلت: يا رسول الله أمن أهل البيت أنا؟ فسكت.
فقال في الثالثة: " نعم، على أن لا تقف على باب سدة ولا تأتي أميراً ".
وعن ثوبان أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من يتكفل لي أن لا يسأل شيئاً وأتكفل له بالجنة؟ " قال ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا.
قال: " فكان يعلم أن ثوبان لا يسأل أحداً شيئاً.
قال معمر: وبلغني أنا عائشة كانت تقول: تعاهدوا ثوبان فإنه لا يسأل أحداً شيئاً، فكان يسقط منه العصا والسوط، فما يسأل أحداً أن يناوله إياه حتى ينزل فيأخذه.
قال أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي، قال: قوله " من يطع الله والرسول " قال الكلبي: نزلت في ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان شديد الحب له، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا ثوبان ما غير لونك؟ " فقال: يا رسول الله ما بي مرض ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك فاستوحشت وحشةً شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة، فأخاف أن لا أراك هنالك لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين، وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلةٍ أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة فذلك حين لا أراك أبداً.
فأنزل الله عز وجل هذه الآية.
قال شريح بن عبيد:
مرض ثوبان بحمص وعليها عبد الله بن قرط الأزدي فلم يعده، فدخل على ثوبان رجلٌ من الكلاعيين عائداً له، فقال له ثوبان: أتكتب؟ فقال: نعم، فقال: أكتب، فكتب: للأمير عبد الله بن قرط من ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما لعد، فإنه لو كان لموسى وعيسى صلى الله عليهما مولى بحضرتك لعدته.
ثم طوى الكتاب، وقال له: أتبلغه إياه؟ فقال: نعم.
فانطلق الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن قرط، فلما قرأه قام فزعاً، فقال الناس: ما شأنه؟ أحدث أمر؟ فأتى ثوبان حتى دخل عليه، فعاده وجلس عنده ساعةً، ثم قام، فأخذ ثوبان بردائه وقال جالس حتى أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمعته يقول: " ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً، لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفاً ".
قال محمد بن زياد الألهاني: كان ثوبان جاراً لنا، وكان يدخل الحمام فقلت له، فقال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخل الحمام، قال: وكان يتنور.