أخضر القيسيّ والد مخارق بن الأخضر
وفد على عبد الملك، وحكى عن جرير بن الخطفي الشاعر حدّث أبو الأخضر المخارق بن الأخضر القيسيّ، قال: قال أبي: كنت والله الذي لا إله إلا هو أخصّ النّاس بجرير، وكان ينزل إذا قدم على الوليد بن عبد الملك عند سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وكان عديّ بن الرّقاع خاصّاً بالوليد مدّاحاً له.
فكان جرير يجيء إلى باب الوليد فلا يجالس أحداً من النّزاريّة، ولا يجلس إلاّ إلى
رجل من اليمن؛ بحيث يقرب من مجلس ابن الرّقاع، إلى أن يأذن الوليد للنّاس فيدخل.
فقلت له: يا أبا حزرة، اختصصت عدوّك بمجلسك؟ فقال: إنّي والله ما أجلس غلي إلاّ لأنشده أشعاراً تخزيه وتخزي قومه.
قال: ولم يكن ينشد شيئاً من شعره، إنّما كان ينشد من شعر غيره ليذلّه ويخوّفه نفسه؛ فأذن الوليد للنّاس ذات عشية، فدخلوا ودخلنا، فاخذ النّاس مجالسهم، وتخلّف جرير، فلم يدخل حتى دخل النّاس، وأخذوا مجالسهم، واطمأنوا فيها؛ فبينما هم كذلك إذا بجرير قد مثل بين السّماطين، فقال: السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، إن رأى المؤمنين أن يأذن لي في ابن الرّقاع المتفرّقة أؤلف بعضها إلى بعض! قال: وأنا جالس اسمع؛ فقال الوليد: والله لقد هممت أن أخرجه على ظهرك للنّاس! فقال جرير وهو قائم كما هو: من الطويل
فإن تنهني عنه فسمعاً وطاعةً ... وإلاّ فإني عرضةً للمراجم
قال: فقال له الوليد: لا كثّر الله في النّاس أمثالك؛ فقال جرير: يا أمير المؤمنين، إنما أنا واحد قد سعرت الأمّة، فلو كثر أمثالي لأكلوا النّاس أكلاً.
قال: فنظرت والله إلى الوليد تبسّم حتى بدت ثناياه تعجباً من جرير وجلده. قال: ثم أمره فجلس.
وفد على عبد الملك، وحكى عن جرير بن الخطفي الشاعر حدّث أبو الأخضر المخارق بن الأخضر القيسيّ، قال: قال أبي: كنت والله الذي لا إله إلا هو أخصّ النّاس بجرير، وكان ينزل إذا قدم على الوليد بن عبد الملك عند سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وكان عديّ بن الرّقاع خاصّاً بالوليد مدّاحاً له.
فكان جرير يجيء إلى باب الوليد فلا يجالس أحداً من النّزاريّة، ولا يجلس إلاّ إلى
رجل من اليمن؛ بحيث يقرب من مجلس ابن الرّقاع، إلى أن يأذن الوليد للنّاس فيدخل.
فقلت له: يا أبا حزرة، اختصصت عدوّك بمجلسك؟ فقال: إنّي والله ما أجلس غلي إلاّ لأنشده أشعاراً تخزيه وتخزي قومه.
قال: ولم يكن ينشد شيئاً من شعره، إنّما كان ينشد من شعر غيره ليذلّه ويخوّفه نفسه؛ فأذن الوليد للنّاس ذات عشية، فدخلوا ودخلنا، فاخذ النّاس مجالسهم، وتخلّف جرير، فلم يدخل حتى دخل النّاس، وأخذوا مجالسهم، واطمأنوا فيها؛ فبينما هم كذلك إذا بجرير قد مثل بين السّماطين، فقال: السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، إن رأى المؤمنين أن يأذن لي في ابن الرّقاع المتفرّقة أؤلف بعضها إلى بعض! قال: وأنا جالس اسمع؛ فقال الوليد: والله لقد هممت أن أخرجه على ظهرك للنّاس! فقال جرير وهو قائم كما هو: من الطويل
فإن تنهني عنه فسمعاً وطاعةً ... وإلاّ فإني عرضةً للمراجم
قال: فقال له الوليد: لا كثّر الله في النّاس أمثالك؛ فقال جرير: يا أمير المؤمنين، إنما أنا واحد قد سعرت الأمّة، فلو كثر أمثالي لأكلوا النّاس أكلاً.
قال: فنظرت والله إلى الوليد تبسّم حتى بدت ثناياه تعجباً من جرير وجلده. قال: ثم أمره فجلس.