إبراهيم بن شيبان القرميسيني
من مشايخ الصّوفيّة سمع وأسمع، واجتاز في سياحته بمعان من البلقاء، من أعمال دمشق.
روى عن علي بن الحسن بن أبي العنبر، بسنده عن العبّاس، قال: نظر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى حنظلة الرّاهب، وحمزة بن عبد المطّلب تغسلهما الملائكة.
قال: خرجت مع أبي عبد الله المغربي على طريق تبوك، فلّما أشرفنا على معان، وكان له بمعان شيخ يقال له: أبو الحسن المعاني، فنزل عليه وما كنت رأيته قبل، ولكن سمعت باسمه، فوقع في خاطري إذا دخلت إلى معان قلت له: يصلح لنا عدساً بخل، فالتفت إلينا الشيخ، وقال لي: احفظ خاطرك، فقلت له: ليس إلاّ خير، فاخذ الرّكوة من يدي، فجعلت أتقلّب على الرّمضاء، وأقول: لا أعود؛ فلمّا رضي عنّي ردّ الرّكوة إليّ.
فلّما دخلنا إلى معان، قال الشيخ أبو الحسن المعاني وما رآني قط: قد عاد خاطرك على الجماعة، كل، ما عندنا عدس بخلّ.
قال أبو عبد الرحمن السّلمي: إبراهيم بن شيبان، أبو إسحاق، من جملة مشايخ الجبل، نزل قرميسين، ومات بها، وقبره بها ظاهر يتبرك بحضوره، صحب أبا عبد الله المغربي وإبراهيم الخوّاص وغيرهما من المشايخ، وهو من جملة المشايخ وأورعهم وأحسنهم حالاً.
وسئل ابن المبارك عنه فقال: إبراهيم حجة الله على الفقراء والمساكين والمعاملات.
وقال الإمام القشيري: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: من أراد أن يتعطّل ويتبطّل فليلزم الرّخص.
وقال: علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبوديّة، وما كان هذا فهو المغاليط والزّندقة.
وقال: الخلق محلّ الآفات، وأكثر منهم آفة من يأنس بهم أو يسكن إليهم.
وسئل عن الورع، قال: الورع أن تسلم مما يختلج منه صدرك من الشّبهات، ويسلم المسلمون من شرّ أعضائك ظاهراً وباطناً.
قال الحسن بن إبراهيم القرميسينيّ: دخلت على إبراهيم بن شيبان، فقال: لم جئتني؟ قلت: لأخدمك، قال: أستأذنت والديك؟ قلت: نعم، وأذنا لي.
فدخل عليه قوم من السّوقة، وقوم من الفقراء، فقال لي: قم واخدمهم، فنظرت في البيت إلى سفرتين إحداهما جديدة والأخرى خلقة، فقدّمت الجديدة إلى الفقراء، والخلقة إلى السّوقة، وحملت الطّعام النّظيف إلى الفقراء، وغيره إلى السّوقة، فنظر إليّ واستبشر، وقال: من علمك هذا؟ قلت: حسن نيّتي فيك، فقال لي: بارك الله عليك.
فما حلفت بعد ذلك بارّاً ولا حانثاً، وما عققت والديّ، ولا عقّني أحدّ من أولادي.
مات سنة ثلاثين وثلاثمئة.
من مشايخ الصّوفيّة سمع وأسمع، واجتاز في سياحته بمعان من البلقاء، من أعمال دمشق.
روى عن علي بن الحسن بن أبي العنبر، بسنده عن العبّاس، قال: نظر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى حنظلة الرّاهب، وحمزة بن عبد المطّلب تغسلهما الملائكة.
قال: خرجت مع أبي عبد الله المغربي على طريق تبوك، فلّما أشرفنا على معان، وكان له بمعان شيخ يقال له: أبو الحسن المعاني، فنزل عليه وما كنت رأيته قبل، ولكن سمعت باسمه، فوقع في خاطري إذا دخلت إلى معان قلت له: يصلح لنا عدساً بخل، فالتفت إلينا الشيخ، وقال لي: احفظ خاطرك، فقلت له: ليس إلاّ خير، فاخذ الرّكوة من يدي، فجعلت أتقلّب على الرّمضاء، وأقول: لا أعود؛ فلمّا رضي عنّي ردّ الرّكوة إليّ.
فلّما دخلنا إلى معان، قال الشيخ أبو الحسن المعاني وما رآني قط: قد عاد خاطرك على الجماعة، كل، ما عندنا عدس بخلّ.
قال أبو عبد الرحمن السّلمي: إبراهيم بن شيبان، أبو إسحاق، من جملة مشايخ الجبل، نزل قرميسين، ومات بها، وقبره بها ظاهر يتبرك بحضوره، صحب أبا عبد الله المغربي وإبراهيم الخوّاص وغيرهما من المشايخ، وهو من جملة المشايخ وأورعهم وأحسنهم حالاً.
وسئل ابن المبارك عنه فقال: إبراهيم حجة الله على الفقراء والمساكين والمعاملات.
وقال الإمام القشيري: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: من أراد أن يتعطّل ويتبطّل فليلزم الرّخص.
وقال: علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبوديّة، وما كان هذا فهو المغاليط والزّندقة.
وقال: الخلق محلّ الآفات، وأكثر منهم آفة من يأنس بهم أو يسكن إليهم.
وسئل عن الورع، قال: الورع أن تسلم مما يختلج منه صدرك من الشّبهات، ويسلم المسلمون من شرّ أعضائك ظاهراً وباطناً.
قال الحسن بن إبراهيم القرميسينيّ: دخلت على إبراهيم بن شيبان، فقال: لم جئتني؟ قلت: لأخدمك، قال: أستأذنت والديك؟ قلت: نعم، وأذنا لي.
فدخل عليه قوم من السّوقة، وقوم من الفقراء، فقال لي: قم واخدمهم، فنظرت في البيت إلى سفرتين إحداهما جديدة والأخرى خلقة، فقدّمت الجديدة إلى الفقراء، والخلقة إلى السّوقة، وحملت الطّعام النّظيف إلى الفقراء، وغيره إلى السّوقة، فنظر إليّ واستبشر، وقال: من علمك هذا؟ قلت: حسن نيّتي فيك، فقال لي: بارك الله عليك.
فما حلفت بعد ذلك بارّاً ولا حانثاً، وما عققت والديّ، ولا عقّني أحدّ من أولادي.
مات سنة ثلاثين وثلاثمئة.