إسماعيل بن عبّاد بن العباس بن عباد بن أحمد بن إدريس الطالقاني، أبو القاسم بن أبي الحسن الوزير الملقب بالصاحب :
كان والده يلي الوزارة لركن الدولة الحسن بن بويه، وهو من طالقان، وولى ولده إسماعيل الكتابة لمؤيد الدولة أبي منصور بويه بن ركن الدولة أبي علي في أول أمره.
ورد معه إلى بغداد في أيام معز الدولة وجالس بها العلماء. وسمع الحديث من شيوخ ذاك الوقت.
قال أبو بكر محمد بن منصور بن إسماعيل: كنت في مجلس الصاحب بن عباد بالري لوقعة وقعت لي مع الباعة فرفعتها إليه وقد حضر جماعة من الفضلاء والأدباء، وتجاروا في طلب التجانس في أشعار المحدثين، فقال صاحبه الخاص أبو القاسم الكاتب: كان مولانا الصاحب ببغداد في مجلس عضد الدولة، فتجاروا بمثل ذلك؛ فأنشدنا كاتب الأمير بالحضرة، وعضد الدولة حاضر، فقال: ومن أطرف التجانس قول مولانا:
طربت من الصبوح إلى الصباح ... ونثرت الراح بالعدد الملاح
وكان الثلج والكافور تبرا ... ونارا بين نارنج وراح
فمشمومي ومشروبي وزادي ... وصبحي والصبوح مع الصباح
حريق في حريق في حريق ... صباح في صباح في صباح
قال أبو القاسم الكاتب: فقلت مسرعا: ولمولانا الصاحب على هذا الوزن والقافية، وأنشدت بحضرتهما:
تبسم إذ تبسم عن أقاح ... وأسفر حين أسفر عن صباح
وأتحفني بكأس من رضاب ... وكأس من حنى ورد وراح
له وجه يدل به وطرف ... يمرضه فيسكر كل صاحي
حبيبك والمجلد والثنايا ... صباح في صباح في صباح
وللصاحب بن عباد في السمعة:
وباكيات على الدجى أسفا ... يقطع منهن أدمع صفر
تحيى إذا ما رءوسها قطعت ... وهن بالليل أنجم زهر
وله:
ومهفهف أبهى من القمر ... سلب الفؤاد بفاتر النظر
جالسه تفاح وجنته ... من غير ما خوف ولا حذر
فأخافني قومي فقلت لهم ... لا قطع في ثمر ولا كثر
وله في الثلج:
أقبل الثلج في علالة نور ... يتهادى كلؤلؤ منثور
فكأن السماء زفّت على الأر ... ض فصار النثار من كافور
وله:
الحب سكر خماره التلف ... يحسن فيه الذبول والدنف
عابوه إذ لج في تصلفه ... والحسن ثوب طرازه الصلف
رأى الصاحب ابن عباد بعض غلمانه الأتراك الحسان الوجوه ينكر على رجل شيئا من المنكر، فأنشأ يقول في الحال:
يا حاجّا سيف مقلتيه ... يمنع عن درعه الدلاص
جميل الليل ما لسار ... فيها إلى الصبح من خلاص
ووجهك البدر ليس يخشى ... تمامه عهدة انتقاص
وجهك عذر لكل عاص ... وأنت تنهى عن المعاصي
توفي الصاحب ابن عباد في يوم الجمعة لست بقين منه- أعني من صفر، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة بالري، ودفن من غد في داره. ونظر في الأمور بعده أبو العباس أحمد ابن إبراهيم الضبي، ثم نقل إلى مدينة أصبهان. ومولده سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
كان والده يلي الوزارة لركن الدولة الحسن بن بويه، وهو من طالقان، وولى ولده إسماعيل الكتابة لمؤيد الدولة أبي منصور بويه بن ركن الدولة أبي علي في أول أمره.
ورد معه إلى بغداد في أيام معز الدولة وجالس بها العلماء. وسمع الحديث من شيوخ ذاك الوقت.
قال أبو بكر محمد بن منصور بن إسماعيل: كنت في مجلس الصاحب بن عباد بالري لوقعة وقعت لي مع الباعة فرفعتها إليه وقد حضر جماعة من الفضلاء والأدباء، وتجاروا في طلب التجانس في أشعار المحدثين، فقال صاحبه الخاص أبو القاسم الكاتب: كان مولانا الصاحب ببغداد في مجلس عضد الدولة، فتجاروا بمثل ذلك؛ فأنشدنا كاتب الأمير بالحضرة، وعضد الدولة حاضر، فقال: ومن أطرف التجانس قول مولانا:
طربت من الصبوح إلى الصباح ... ونثرت الراح بالعدد الملاح
وكان الثلج والكافور تبرا ... ونارا بين نارنج وراح
فمشمومي ومشروبي وزادي ... وصبحي والصبوح مع الصباح
حريق في حريق في حريق ... صباح في صباح في صباح
قال أبو القاسم الكاتب: فقلت مسرعا: ولمولانا الصاحب على هذا الوزن والقافية، وأنشدت بحضرتهما:
تبسم إذ تبسم عن أقاح ... وأسفر حين أسفر عن صباح
وأتحفني بكأس من رضاب ... وكأس من حنى ورد وراح
له وجه يدل به وطرف ... يمرضه فيسكر كل صاحي
حبيبك والمجلد والثنايا ... صباح في صباح في صباح
وللصاحب بن عباد في السمعة:
وباكيات على الدجى أسفا ... يقطع منهن أدمع صفر
تحيى إذا ما رءوسها قطعت ... وهن بالليل أنجم زهر
وله:
ومهفهف أبهى من القمر ... سلب الفؤاد بفاتر النظر
جالسه تفاح وجنته ... من غير ما خوف ولا حذر
فأخافني قومي فقلت لهم ... لا قطع في ثمر ولا كثر
وله في الثلج:
أقبل الثلج في علالة نور ... يتهادى كلؤلؤ منثور
فكأن السماء زفّت على الأر ... ض فصار النثار من كافور
وله:
الحب سكر خماره التلف ... يحسن فيه الذبول والدنف
عابوه إذ لج في تصلفه ... والحسن ثوب طرازه الصلف
رأى الصاحب ابن عباد بعض غلمانه الأتراك الحسان الوجوه ينكر على رجل شيئا من المنكر، فأنشأ يقول في الحال:
يا حاجّا سيف مقلتيه ... يمنع عن درعه الدلاص
جميل الليل ما لسار ... فيها إلى الصبح من خلاص
ووجهك البدر ليس يخشى ... تمامه عهدة انتقاص
وجهك عذر لكل عاص ... وأنت تنهى عن المعاصي
توفي الصاحب ابن عباد في يوم الجمعة لست بقين منه- أعني من صفر، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة بالري، ودفن من غد في داره. ونظر في الأمور بعده أبو العباس أحمد ابن إبراهيم الضبي، ثم نقل إلى مدينة أصبهان. ومولده سنة ست وعشرين وثلاثمائة.