الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي، أبو أحمد الكاتب:
من أهل شيراز، قدم بغداد، وكان يكتب بين يدي الوزير أبى على بن مقلة وله به اختصاص، وتنقلت به الأحوال حتى استكتبه المستكفى بالله مدة قبل خلافته وبعدها، ثم كتب للمطيع مدة، ثم عزله عن الكتابة، فلحق عضد الدولة بشيراز فأقام عنده إلى حين وفاته، وكان كاتبا شديدا يكتب خطا مليحا شبيها بخط أبى على بن مقلة، وله ترسل وشعر مليح، وقد روى عنه أبو محمد يحيى بن محمد بن سليمان بن فهد الأزدى حكايات.
أنبأ أبو القاسم الأزجى عن أبى سعد بن الطيوري أنبأنا أبو القاسم التنوخي إذنا عن أبيه أبى على قال: أخرج إلى أَبُو الفتح أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هارون بن المنجم رقعة بخط أبى أحمد الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي الذي أعرفه وأخبرنى أنه كتب بها إلى أبى الحسن بن طرخان فقرأها فإذا فيها كلام لم يستحق مثله أن يصنع في شعرين له أثبتهما بخطه في آخر الرقعة صنيعين: الأول:
يا سفرة أسفرت عن كل محبوب ... ففرجت كربة عن قلب مكروب
أديت إلى حنينا كنت أكتمه ... وجدي فصاحبت منه خير مصحوب
وظللت في ظل عيش مونق رغد ... علىّ بالراح والكأسات والكوب
ناهيك من ثوب نسك قد لبست ومن ... ذيل إلى اللهو واللذات مسحوب
ومن حبيب أطعت الحب فيه ... أصح لعذل ولم أحفل لتأنيب
ولمؤمن منى فيه قد بلغت غايتها ... عفوا وظن جميل غير مكذوب
ومن زمان بقربى منه قد عمرت ... أيامه بتمام الحسن والطيب
والثاني:
أهلا وسهلا بالحبيب الذي ... يصفينى الوداد وأصفيه
محاسن الناس التي فرقت ... فيهم غدت مجموعة فيه
قد فضح البدر باشراقه ... والغصن غصنا بتنبيه
وجل في سائر أوصافه ... عن كل ممتثل وتشبيه
أفديه أحميه وقلت له ... من عنده أفديه أحميه
قرأت في كتاب الوزراء لهلال بن المحسن الكاتب قال: الفضل بن عبد الرحمن الشيرازي كان ظريفا نظيفا أديبا ظاهر المروءة كبير التحمل، له ترسل وشعر مطبوع، فمن شعره:
أروع حين يأتينى رسول ... وأكمد حين لا يأتى الرسول
أؤملكم وقد أيقنت أنى ... إلى تكذيب آمالى أؤول
قال: وكان قد أنفذ إلى أبى الحسن على بن هارون يدعوه فتوارى عن رسله وكتب أبو أحمد إليه:
تأخرت عمن أنت غاية همه ... وأقوى دواعي أنسه وسروره
أخفيت عن رسلي مكانك جاهدا ... وكيف يطيق البدر إخفاء نوره
ذكر ثابت بن سنان في تأريخه: أن الفضل بن عبد الرحمن الشيرازي مات فِي يوم الخميس لسبع بقين من المحرم سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة بشيراز.
من أهل شيراز، قدم بغداد، وكان يكتب بين يدي الوزير أبى على بن مقلة وله به اختصاص، وتنقلت به الأحوال حتى استكتبه المستكفى بالله مدة قبل خلافته وبعدها، ثم كتب للمطيع مدة، ثم عزله عن الكتابة، فلحق عضد الدولة بشيراز فأقام عنده إلى حين وفاته، وكان كاتبا شديدا يكتب خطا مليحا شبيها بخط أبى على بن مقلة، وله ترسل وشعر مليح، وقد روى عنه أبو محمد يحيى بن محمد بن سليمان بن فهد الأزدى حكايات.
أنبأ أبو القاسم الأزجى عن أبى سعد بن الطيوري أنبأنا أبو القاسم التنوخي إذنا عن أبيه أبى على قال: أخرج إلى أَبُو الفتح أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هارون بن المنجم رقعة بخط أبى أحمد الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي الذي أعرفه وأخبرنى أنه كتب بها إلى أبى الحسن بن طرخان فقرأها فإذا فيها كلام لم يستحق مثله أن يصنع في شعرين له أثبتهما بخطه في آخر الرقعة صنيعين: الأول:
يا سفرة أسفرت عن كل محبوب ... ففرجت كربة عن قلب مكروب
أديت إلى حنينا كنت أكتمه ... وجدي فصاحبت منه خير مصحوب
وظللت في ظل عيش مونق رغد ... علىّ بالراح والكأسات والكوب
ناهيك من ثوب نسك قد لبست ومن ... ذيل إلى اللهو واللذات مسحوب
ومن حبيب أطعت الحب فيه ... أصح لعذل ولم أحفل لتأنيب
ولمؤمن منى فيه قد بلغت غايتها ... عفوا وظن جميل غير مكذوب
ومن زمان بقربى منه قد عمرت ... أيامه بتمام الحسن والطيب
والثاني:
أهلا وسهلا بالحبيب الذي ... يصفينى الوداد وأصفيه
محاسن الناس التي فرقت ... فيهم غدت مجموعة فيه
قد فضح البدر باشراقه ... والغصن غصنا بتنبيه
وجل في سائر أوصافه ... عن كل ممتثل وتشبيه
أفديه أحميه وقلت له ... من عنده أفديه أحميه
قرأت في كتاب الوزراء لهلال بن المحسن الكاتب قال: الفضل بن عبد الرحمن الشيرازي كان ظريفا نظيفا أديبا ظاهر المروءة كبير التحمل، له ترسل وشعر مطبوع، فمن شعره:
أروع حين يأتينى رسول ... وأكمد حين لا يأتى الرسول
أؤملكم وقد أيقنت أنى ... إلى تكذيب آمالى أؤول
قال: وكان قد أنفذ إلى أبى الحسن على بن هارون يدعوه فتوارى عن رسله وكتب أبو أحمد إليه:
تأخرت عمن أنت غاية همه ... وأقوى دواعي أنسه وسروره
أخفيت عن رسلي مكانك جاهدا ... وكيف يطيق البدر إخفاء نوره
ذكر ثابت بن سنان في تأريخه: أن الفضل بن عبد الرحمن الشيرازي مات فِي يوم الخميس لسبع بقين من المحرم سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة بشيراز.