عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ عبد الله بن نصر- بفتح النون والصاد المهملة، أبو شجاع بن أبى الحسن بن أبى محمد البسطامي:
من أهل بلخ، كان إماما في التفسير والحديث والفقه والنظر والأدب، سمع ببلخ أباه وأبا القاسم الخليلي وأبا إسحاق إبراهيم بن أبى نصر التاجر الأصبهانى وطاهر بن المحتسب القاضي وأستاذه أبا جعفر السمنجانى وعليه تفقه وعبد الله بن طاهر التميمي وأخاه عبد القاهر بن طاهر وإسماعيل بن أحمد البيهقي، وبنيسابور أبا سعد بن أبى صادق وإسماعيل ابن الحسين الفرائضى وأبا بكر الشيروى وإسماعيل بن عبد الغافر وظريف بن محمد الحيرى ومحمد بن عبد الحميد البيوردى، وبمرو أبا بكر محمد بن منصور السمعاني وعبد الرحمن بن عبد الرحيم الفامي ومحمد بن محمد الماهانى ومحمد ابن أبى جعفر الكنبى الأصم والموفق بن عبد الكريم الهروي وعبد الله بن أحمد النيسابوري، وبسمرقند على بن أحمد بن الحسن الفارسي الصوفي وخلقا كثيرا سوى هؤلاء، وقدم بغداد حاجا بعد علو سنه وسمع بها من محمد بن عبد الباقي الأنصارىّ
وأبى القاسم بن السمرقندي وجماعة غيرهما، وحدث بكتاب «شمائل النبي» صلّى الله عليه وسلّم للترمذي وبكتاب «غريب الحديث» لابن قتيبة، سمع منه شيخ الشيوخ وأبو البركات إسماعيل بن أبى سعد الصوفي وأبو الفضل بن ناصر وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وسعد الخير بن محمد بن سهل الأنصارىّ، وروى لنا عنه جماعة ببغداد وحلب ومرو.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد الرحمن بن محمد بن هبة الله البصري وابن إبراهيم بن أحمد الحداد قراءة عليهم قالوا أنبأ أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي قدم علينا- قال عبد الرحمن: بغداد في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمسمائة ومحمد بن عبد الوهاب حاجّا في ربيع الأول سنة ثلاثين أنبأ أَبُو القاسم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الخليلي أنبأ الشاشي حدثنا أبو عيسى بن عيسى الترمذي حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا أبو داود الطيالسي عن عباد بن منصور عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر»
وزعم أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثا في هذه. وثلاثا في هذه.
أخبرنى محمد بن محمود العدل بهراة قال أنشدنا عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي لنفسه:
أودعكم سادتي من هراة ... وأودعكم قلب مولاكم
فإن سرت مرتحلا عنكم ... فقلبي مقيم بمغناكم
فللعين نور من أبشاركم ... وللروح روح بمعناكم
وليس لروحي مستروح ... على البعد إلا برؤياكم
وما في طريقي من راحة ... توقعتها غير ذكراكم
رعيتم حقوق نزولي بكم ... وودى فالله يرعاكم
فلا تنسوا العهد يا سادتي ... فما أنا والله أنساكم
أنبأنا عمر بن أحمد بن بكرون المشاهد أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن محمويه اليزدي الفقيه حدثنا الإمام أبو شجاع عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نصر البسطامي ثم البلخي- وأقل ما رأيت في مشايخ أصحابنا مثله عقلا وعلما ولطفا رأيته ببغداد- أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي أبو شجاع إمام مسجد راعوم مجموع
حسن وجملة مليحة مفت مناظر محدث مفسر واعظ أديب حاسب شاعر، وكان مع هذه الفضائل حسن السيرة جميل الأمر مليح الأخلاق مأمون الصحبة نظيف الظاهر والباطن لطيف العشرة، أقام ببغداد مدة يسمع الحديث ويحصل الأصول والنسخ شراء ونسخا، وحدث ببغداد ووعظ فأحسن، وكان فصيحا مجيدا، ومجلس وعظه كثير النكت والفوائد، وقدم علينا مرو في محرم سنة أربعين وخمسمائة لتجديد العهد وخرجنا صحبة واحدة إلى هراة، ورأيت منه في حفظ دقائق الصحبة وحسن المعاشرة ورعاية الجوانب وقلة المخالفة ما تحيرت منه، وحدث بهراة واملى سنة مجالس، وكان على كبر السن حريصا على طلب الحديث والعلم ومقتبسا من كل احد، ومتثبتا لكل ما سمعه من الطرق بخطه، كتبت عنه الكثير وكتب عنى الكثير، سألته عَن مولده فَقَالَ: فِي ذي الحجة سنة خمس وسبعين وأربعمائة ببلخ.
بلغنا أن ابن شجاع البسطامي توفى ببلخ في شهر ربيع الآخر من سنة اثنين وسبعين وخمسمائة.
من أهل بلخ، كان إماما في التفسير والحديث والفقه والنظر والأدب، سمع ببلخ أباه وأبا القاسم الخليلي وأبا إسحاق إبراهيم بن أبى نصر التاجر الأصبهانى وطاهر بن المحتسب القاضي وأستاذه أبا جعفر السمنجانى وعليه تفقه وعبد الله بن طاهر التميمي وأخاه عبد القاهر بن طاهر وإسماعيل بن أحمد البيهقي، وبنيسابور أبا سعد بن أبى صادق وإسماعيل ابن الحسين الفرائضى وأبا بكر الشيروى وإسماعيل بن عبد الغافر وظريف بن محمد الحيرى ومحمد بن عبد الحميد البيوردى، وبمرو أبا بكر محمد بن منصور السمعاني وعبد الرحمن بن عبد الرحيم الفامي ومحمد بن محمد الماهانى ومحمد ابن أبى جعفر الكنبى الأصم والموفق بن عبد الكريم الهروي وعبد الله بن أحمد النيسابوري، وبسمرقند على بن أحمد بن الحسن الفارسي الصوفي وخلقا كثيرا سوى هؤلاء، وقدم بغداد حاجا بعد علو سنه وسمع بها من محمد بن عبد الباقي الأنصارىّ
وأبى القاسم بن السمرقندي وجماعة غيرهما، وحدث بكتاب «شمائل النبي» صلّى الله عليه وسلّم للترمذي وبكتاب «غريب الحديث» لابن قتيبة، سمع منه شيخ الشيوخ وأبو البركات إسماعيل بن أبى سعد الصوفي وأبو الفضل بن ناصر وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وسعد الخير بن محمد بن سهل الأنصارىّ، وروى لنا عنه جماعة ببغداد وحلب ومرو.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد الرحمن بن محمد بن هبة الله البصري وابن إبراهيم بن أحمد الحداد قراءة عليهم قالوا أنبأ أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي قدم علينا- قال عبد الرحمن: بغداد في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمسمائة ومحمد بن عبد الوهاب حاجّا في ربيع الأول سنة ثلاثين أنبأ أَبُو القاسم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الخليلي أنبأ الشاشي حدثنا أبو عيسى بن عيسى الترمذي حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا أبو داود الطيالسي عن عباد بن منصور عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر»
وزعم أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثا في هذه. وثلاثا في هذه.
أخبرنى محمد بن محمود العدل بهراة قال أنشدنا عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي لنفسه:
أودعكم سادتي من هراة ... وأودعكم قلب مولاكم
فإن سرت مرتحلا عنكم ... فقلبي مقيم بمغناكم
فللعين نور من أبشاركم ... وللروح روح بمعناكم
وليس لروحي مستروح ... على البعد إلا برؤياكم
وما في طريقي من راحة ... توقعتها غير ذكراكم
رعيتم حقوق نزولي بكم ... وودى فالله يرعاكم
فلا تنسوا العهد يا سادتي ... فما أنا والله أنساكم
أنبأنا عمر بن أحمد بن بكرون المشاهد أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن محمويه اليزدي الفقيه حدثنا الإمام أبو شجاع عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نصر البسطامي ثم البلخي- وأقل ما رأيت في مشايخ أصحابنا مثله عقلا وعلما ولطفا رأيته ببغداد- أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي أبو شجاع إمام مسجد راعوم مجموع
حسن وجملة مليحة مفت مناظر محدث مفسر واعظ أديب حاسب شاعر، وكان مع هذه الفضائل حسن السيرة جميل الأمر مليح الأخلاق مأمون الصحبة نظيف الظاهر والباطن لطيف العشرة، أقام ببغداد مدة يسمع الحديث ويحصل الأصول والنسخ شراء ونسخا، وحدث ببغداد ووعظ فأحسن، وكان فصيحا مجيدا، ومجلس وعظه كثير النكت والفوائد، وقدم علينا مرو في محرم سنة أربعين وخمسمائة لتجديد العهد وخرجنا صحبة واحدة إلى هراة، ورأيت منه في حفظ دقائق الصحبة وحسن المعاشرة ورعاية الجوانب وقلة المخالفة ما تحيرت منه، وحدث بهراة واملى سنة مجالس، وكان على كبر السن حريصا على طلب الحديث والعلم ومقتبسا من كل احد، ومتثبتا لكل ما سمعه من الطرق بخطه، كتبت عنه الكثير وكتب عنى الكثير، سألته عَن مولده فَقَالَ: فِي ذي الحجة سنة خمس وسبعين وأربعمائة ببلخ.
بلغنا أن ابن شجاع البسطامي توفى ببلخ في شهر ربيع الآخر من سنة اثنين وسبعين وخمسمائة.