علي بن ناصر بن مكي، أبو الحسن المدائني:
من ساكني باب الأزج، وهو أخو نصر بن ناصر، وكان الأكبر، كان أديبا فاضلا شاعرا، سافر إلى الموصل، ومضى إلى مكة، ودخل ديار مصر، وكان يمدح الناس ويجتدى .
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أنه لقيه بالموصل في سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
أنشدني أبو الحسن [بن] القطيعي قال: أنشدني علي بن ناصر المدائني لنفسه بالموصل:
أعهد الهوى إني لذكراك واصل ... وطيف الكرى إني لمسراك راقب
وعهد التداني هل إلى أربع الحمى ... معاد وهل يقضي بهن المآرب
فمنذ سرى الركب العراقي لم يزل ... تسامر قلبي بالبكاء النواعب
ومذ حبس الحادي المطي عن النقا ... وحبت إلى الوفد القلاص النجائب
أراق دمي للبين دمع أرقته ... غداة اعتنقنا للفراق الحبائب
وأصمي فؤادي سهم لحظ رمت به ... وقد ودعتني بالسلام الحواجب
بنفسي فتاة أيقظ الصبح طرفها ... وقد كحلته بالظلام الغياهب
وقامت لفرط الدك تسلى مريبه ... وقد ذعرتها بالرغاء الركائب
رنت فرنا الريم الحجازي كل وهبت ... له ماها الصبا والحبائب
وماست فماس البان زهوا فغردت ... شجو فغناها الحمام المجاوب
وسايلت الأتراب ولهى ورددت ... تنفسها حتى اهتززن الترائب
وقالت وقد هاج الهوى ما تخبه ... وقد رمقتها بالملام العوائب
أذاك الفتى المري عفر شمله ... واعفينه شط المزار النوائب
فقلن لها بل فوض البين ربعه ... وسرت به تلو الركاب الحقائب
وأقفر منه الواديان وأوحشت ... بمسراه من بطن العقيق الجوائب
فأقطر منها الطرف دمعا كأنه ... لآلئ فضتها الأكف الخواضب
وكلل منها المقلتين فحدقت ... كما حدقت بالفرقدين الكواكب
وترجسها فرط التألف والأسى ... وورد خديها الحياء المغالب
من ساكني باب الأزج، وهو أخو نصر بن ناصر، وكان الأكبر، كان أديبا فاضلا شاعرا، سافر إلى الموصل، ومضى إلى مكة، ودخل ديار مصر، وكان يمدح الناس ويجتدى .
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أنه لقيه بالموصل في سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
أنشدني أبو الحسن [بن] القطيعي قال: أنشدني علي بن ناصر المدائني لنفسه بالموصل:
أعهد الهوى إني لذكراك واصل ... وطيف الكرى إني لمسراك راقب
وعهد التداني هل إلى أربع الحمى ... معاد وهل يقضي بهن المآرب
فمنذ سرى الركب العراقي لم يزل ... تسامر قلبي بالبكاء النواعب
ومذ حبس الحادي المطي عن النقا ... وحبت إلى الوفد القلاص النجائب
أراق دمي للبين دمع أرقته ... غداة اعتنقنا للفراق الحبائب
وأصمي فؤادي سهم لحظ رمت به ... وقد ودعتني بالسلام الحواجب
بنفسي فتاة أيقظ الصبح طرفها ... وقد كحلته بالظلام الغياهب
وقامت لفرط الدك تسلى مريبه ... وقد ذعرتها بالرغاء الركائب
رنت فرنا الريم الحجازي كل وهبت ... له ماها الصبا والحبائب
وماست فماس البان زهوا فغردت ... شجو فغناها الحمام المجاوب
وسايلت الأتراب ولهى ورددت ... تنفسها حتى اهتززن الترائب
وقالت وقد هاج الهوى ما تخبه ... وقد رمقتها بالملام العوائب
أذاك الفتى المري عفر شمله ... واعفينه شط المزار النوائب
فقلن لها بل فوض البين ربعه ... وسرت به تلو الركاب الحقائب
وأقفر منه الواديان وأوحشت ... بمسراه من بطن العقيق الجوائب
فأقطر منها الطرف دمعا كأنه ... لآلئ فضتها الأكف الخواضب
وكلل منها المقلتين فحدقت ... كما حدقت بالفرقدين الكواكب
وترجسها فرط التألف والأسى ... وورد خديها الحياء المغالب