علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب، أبو الحسن الباخرزي الكاتب :
من أهل باخرز، ناحية من نواحي نيسابور، كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة وحسن النظم والنثر. سدا في صباه طرفا من الفقه عَلَى أبي محمد الجويني، وسمع منه ومن أبي عثمان الصابوني وأبي الفضل عبيد الله بن أحمد المكيالي. ثم اشتغل بالكتابة، وخدم في ديوان الرسائل. وقدم بغداد في أيام القائم بالله ومدحه، وصنف كتابا سماه «دمية القصر» ذكر فيه شعراء عصره، وله ديوان شعر مشهور.
روى عنه أبو شجاع الذهلي.
وله قصيدة أولها:
هبت نسيم صبا تكاد تقول ... إني إليك من الحبيب رسول
سكرى تجشمت الربى لتزورني ... من علتي وهبوبها معلول
قال أبو سعد بن السمعاني: قتل الباخرزي في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وأربعمائة بباخرز، ودفن بها وهو في أيام الكهولة. قتل في مجلس أنس على يدي بعض المخاذيل في الدولة النظامية وظل دمه هدرا- رحمه الله تعالى.
من أهل باخرز، ناحية من نواحي نيسابور، كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة وحسن النظم والنثر. سدا في صباه طرفا من الفقه عَلَى أبي محمد الجويني، وسمع منه ومن أبي عثمان الصابوني وأبي الفضل عبيد الله بن أحمد المكيالي. ثم اشتغل بالكتابة، وخدم في ديوان الرسائل. وقدم بغداد في أيام القائم بالله ومدحه، وصنف كتابا سماه «دمية القصر» ذكر فيه شعراء عصره، وله ديوان شعر مشهور.
روى عنه أبو شجاع الذهلي.
وله قصيدة أولها:
هبت نسيم صبا تكاد تقول ... إني إليك من الحبيب رسول
سكرى تجشمت الربى لتزورني ... من علتي وهبوبها معلول
قال أبو سعد بن السمعاني: قتل الباخرزي في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وأربعمائة بباخرز، ودفن بها وهو في أيام الكهولة. قتل في مجلس أنس على يدي بعض المخاذيل في الدولة النظامية وظل دمه هدرا- رحمه الله تعالى.
علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب، أبو الحسن الباخرزي الكاتب:
من أهل باخرز ناحية من نواحي نيسابور، كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة وحسن النظم والنثر، يبدأ في صباه طرفا من الفقه عَلَى أبي مُحَمَّد الجويني، وسمع الحديث منه ومن أبي عثمان الصابوني وأبي الفضل عبيد الله بن أحمد المكيال
وأبي عبيد الله محمد بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المزكي، ثم اشتغل بالكتابة وخدم في ديوان الرسائل، وقدم بغداد في أيام الإمام القائم بأمر الله- صلوات الله عليه وسلامه- ومدحه، واتصل بالوزير أبي نصر الكندري وزير السلطان طغرلبك، وخدم بالبصرة مدة وصنف كتابا سماه «دمية القصر» ذكر فيه شعراء عصره، وله ديوان شعر مشهور، روى ببغداد شيئًا من شعره، روى عنه أبو شجاع فارس بن الحسين الذهلي.
أخبرني شهاب الحاتمي، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: ولما ورد علي بن الحسن الباخرزي بغداد مدح القائم بأمر الله بقصيدته التي صدرها ديوانه وهي:
عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا ... كل الشهور وفي الأمثال عش رجبا
أليس من عجب أبي ضحى ارتحلوا ... أوقدت من ماء دمعي في الحشا لهبا
وإن أجفان عيني أمطرت ورقا ... وأن ساحة خدي أنبتت ذهبا
وإن تلهب برق من جوانبهم ... توقد الشوق في جنبي والتهبا
فاستهجن البغداديون شعره وقالوا: فيه برودة العجم، وانتقل إلى الكرخ وسكنها وخالط فضلاءها وسوقتها مدة، وتخلق بأخلاقهم، واقتبس من اصطلاحاتهم، ثم أنشأ قصيدته التي أولها:
هبت نسيم صبا تكاد تقول ... إني إليك من الحبيب رسول
سكرى تجشمت الربى لتزورني ... من علتي وهبوبها معلول
فاستحسنوا وقالوا: تغيّر شعره ورقّ طبعه.
ذكر أبو الحسن على بن أبي القاسم زيد البيهقي في كتاب «مشارب التجارب» في أخبار الوزير أبي نصر الكندري قال: كان علي بن الحسن الباخرزي شريكه في مجلس الإفادة من الموفق النيسابوري في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة فهجاه علي بن الحسن فقال مداعبا:
أقبل من كندر مسيخرة ... للنحس في وجهه علامات
وذكر أبياتًا، فلما تمكن الكندري في أيام السلطان طغرلبك وصار وزيرا محكما
ورد عليه علي بن الحسن وهو ببغداد في صدر الوزارة في ديوان السلطان، فلما رآه الوزير قال له: أنت صاحب «أقبل» ؟ فقال له: نعم، فقال الوزير: مرحبًا وأهلا، قال:
قد تفاءلت بقولك «أقبل» ثم خلع عليه قبل إنشاده وقال له: عد غدا وأنشد! فعاد في اليوم الثاني وأنشد هذه القصيدة:
أقوت معاهدهم بشط الوادي ... فبقيت مقتولا وشط الوادي
وسكرت من خمر الفراق ورقصت ... عيني الدموع عَلَى غناء الحادي
في ليلة من هجره شتوية ... ممدودة مخضوبة بمداد
عقمت بميلاد الصباح وإنها ... في الامتداد كليلة الميلاد
منها [أيضًا] :
غر الأعادي منه رونق بشره ... وأفادهم بردا عَلَى الأكباد
هيهات لا يخدعهم إيماضه ... فالغيظ تحت تبسم الآساد
فالبهو منه بالبهاء موشح ... والسرح منه مورق الأعواد
واذا شياطين الضلال تمردوا ... خلاهم قرناء في الأصفاد
فلما فرغ من إنشاد هذه القصيدة أمر له بألف دينار مغربية.
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي إذنا أنشدني أبو شجاع فارس بن الحسين بن فارس الذهلي أنشدني أبو الحسن علي بن أبي طالب الباخرزي لنفسه بمدينة السلام:
القبر أحفى من ستره للبنات ... ودفنها يروي من المكرمات
أما رأيت الله سبحانه قد ... وضع النعش بجنب النبات
قرأت في كتاب أبي شجاع فارس بن الحسين الذهلي بخطه وأنبأنيه عبد الوهاب الأمين عن أبي القاسم بن أبي غالب عنه أنشدني الأستاذ الجليل أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الطيب الباخرزي:
سلام عَلَى وكري وإن طوى الحشا ... عَلَى حسرات من فراخ بها رعب
[و] والهة غيرى إذا اشتكت النوى ... سقى نرجساها الورد باللؤلؤ الرطب
أأذكر أيام الحمى لا وحقها ... فلي إيناسي إن ذكر الحمى يصبى
آلم ترني ويترك بالشرق عزمه ... رمتني كالسهم المريش إلى الغرب
وطيرت نفسي فهي أسرى من القطا ... وعهدي بها من قبل أرسى من القطب
أخبرني الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قتل علي بن الحسن الباخرزي في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة بباخرز ودفن بها وهو في أيام الكهولة، قتل في مجلس أنس عَلَى يد بعض المجاديل في الدولة النظامية وظل دمه هدرًا.
من أهل باخرز ناحية من نواحي نيسابور، كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة وحسن النظم والنثر، يبدأ في صباه طرفا من الفقه عَلَى أبي مُحَمَّد الجويني، وسمع الحديث منه ومن أبي عثمان الصابوني وأبي الفضل عبيد الله بن أحمد المكيال
وأبي عبيد الله محمد بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المزكي، ثم اشتغل بالكتابة وخدم في ديوان الرسائل، وقدم بغداد في أيام الإمام القائم بأمر الله- صلوات الله عليه وسلامه- ومدحه، واتصل بالوزير أبي نصر الكندري وزير السلطان طغرلبك، وخدم بالبصرة مدة وصنف كتابا سماه «دمية القصر» ذكر فيه شعراء عصره، وله ديوان شعر مشهور، روى ببغداد شيئًا من شعره، روى عنه أبو شجاع فارس بن الحسين الذهلي.
أخبرني شهاب الحاتمي، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: ولما ورد علي بن الحسن الباخرزي بغداد مدح القائم بأمر الله بقصيدته التي صدرها ديوانه وهي:
عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا ... كل الشهور وفي الأمثال عش رجبا
أليس من عجب أبي ضحى ارتحلوا ... أوقدت من ماء دمعي في الحشا لهبا
وإن أجفان عيني أمطرت ورقا ... وأن ساحة خدي أنبتت ذهبا
وإن تلهب برق من جوانبهم ... توقد الشوق في جنبي والتهبا
فاستهجن البغداديون شعره وقالوا: فيه برودة العجم، وانتقل إلى الكرخ وسكنها وخالط فضلاءها وسوقتها مدة، وتخلق بأخلاقهم، واقتبس من اصطلاحاتهم، ثم أنشأ قصيدته التي أولها:
هبت نسيم صبا تكاد تقول ... إني إليك من الحبيب رسول
سكرى تجشمت الربى لتزورني ... من علتي وهبوبها معلول
فاستحسنوا وقالوا: تغيّر شعره ورقّ طبعه.
ذكر أبو الحسن على بن أبي القاسم زيد البيهقي في كتاب «مشارب التجارب» في أخبار الوزير أبي نصر الكندري قال: كان علي بن الحسن الباخرزي شريكه في مجلس الإفادة من الموفق النيسابوري في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة فهجاه علي بن الحسن فقال مداعبا:
أقبل من كندر مسيخرة ... للنحس في وجهه علامات
وذكر أبياتًا، فلما تمكن الكندري في أيام السلطان طغرلبك وصار وزيرا محكما
ورد عليه علي بن الحسن وهو ببغداد في صدر الوزارة في ديوان السلطان، فلما رآه الوزير قال له: أنت صاحب «أقبل» ؟ فقال له: نعم، فقال الوزير: مرحبًا وأهلا، قال:
قد تفاءلت بقولك «أقبل» ثم خلع عليه قبل إنشاده وقال له: عد غدا وأنشد! فعاد في اليوم الثاني وأنشد هذه القصيدة:
أقوت معاهدهم بشط الوادي ... فبقيت مقتولا وشط الوادي
وسكرت من خمر الفراق ورقصت ... عيني الدموع عَلَى غناء الحادي
في ليلة من هجره شتوية ... ممدودة مخضوبة بمداد
عقمت بميلاد الصباح وإنها ... في الامتداد كليلة الميلاد
منها [أيضًا] :
غر الأعادي منه رونق بشره ... وأفادهم بردا عَلَى الأكباد
هيهات لا يخدعهم إيماضه ... فالغيظ تحت تبسم الآساد
فالبهو منه بالبهاء موشح ... والسرح منه مورق الأعواد
واذا شياطين الضلال تمردوا ... خلاهم قرناء في الأصفاد
فلما فرغ من إنشاد هذه القصيدة أمر له بألف دينار مغربية.
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي إذنا أنشدني أبو شجاع فارس بن الحسين بن فارس الذهلي أنشدني أبو الحسن علي بن أبي طالب الباخرزي لنفسه بمدينة السلام:
القبر أحفى من ستره للبنات ... ودفنها يروي من المكرمات
أما رأيت الله سبحانه قد ... وضع النعش بجنب النبات
قرأت في كتاب أبي شجاع فارس بن الحسين الذهلي بخطه وأنبأنيه عبد الوهاب الأمين عن أبي القاسم بن أبي غالب عنه أنشدني الأستاذ الجليل أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الطيب الباخرزي:
سلام عَلَى وكري وإن طوى الحشا ... عَلَى حسرات من فراخ بها رعب
[و] والهة غيرى إذا اشتكت النوى ... سقى نرجساها الورد باللؤلؤ الرطب
أأذكر أيام الحمى لا وحقها ... فلي إيناسي إن ذكر الحمى يصبى
آلم ترني ويترك بالشرق عزمه ... رمتني كالسهم المريش إلى الغرب
وطيرت نفسي فهي أسرى من القطا ... وعهدي بها من قبل أرسى من القطب
أخبرني الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قتل علي بن الحسن الباخرزي في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة بباخرز ودفن بها وهو في أيام الكهولة، قتل في مجلس أنس عَلَى يد بعض المجاديل في الدولة النظامية وظل دمه هدرًا.