عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يعقوب بْن نصر بْن طالب، يعرف بابن أَبِي زيد:
كان أديبا راوية للأخبار والأشعار، حدث ببغداد بكتاب الخط والقلم من جمعه.
[و] روي فيه عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المعطى وإسحاق بْن موسى الرملي وإسماعيل بْن إِبْرَاهِيم بْن خلاد وأبي عَبْد الرحمن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحبيب بْن بديل الضرير الكوفي ومفضل بْن عَبْد العزيز الكاتب وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه مولى عمر بْن الخطاب ومحمد بْن عمر الغالبي والحسين بْن عَلِيّ بْن مصعب بْن بدر أَبِي الأشنان وسهل بْن أَحْمَد بْن عثمان بْن مخلد الأسلمي وأبي زرعة أَحْمَد بْن موسى المكي ومحمد ابن حنيفة بْن ماهان وجبير بْن مُحَمَّد السمسار وأبي بَكْر بْن أَبِي داود السجستاني وَمُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن سليم المصيصي والحسن بْن مُحَمَّد بْن عبدان الشمشاطي ويوسف بْن يعقوب القاضي ومحمد بْن خلف المرزبان، سمع منه أَبُو الفوارس القَاسِم بْن مُحَمَّد بْن جعفر المزني في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وحدث أيضا عن أَبِي العباس أَحْمَد بْن يحيى ثعلب وأبي بكر مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني وأبي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عمار ويوسف بْن موسى المروروذي ويموت بْن المزرع وابنه مهلهل بْن يموت وأبي عثمان الناجم وسهل بْن أَبِي سهل الواسطي وسوار بْن أَبِي شراعة وعلي بْن بسام الشاعر، روى عنه أَبُو مُحَمَّد هارون بْن
موسى العكبري وأبو بكر مُحَمَّد بْن زهير بْن أخطل بْن زهير وأبو الْحُسَيْن عَلِيّ بْن عَبْد الرحيم بْن دينار الواسطي وعبد الصمد بْن مُحَمَّد بْن خنبش الخولاني وأبو الحَسَن أَحْمَد ابن مُحَمَّد بْن عمران الجندي، وكان من شيوخ الشيعة.
أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ كَامِلٍ الحذاء قال: أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي، أنبأنا جعفر بن أحمد السراج، أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّسَفِيُّ بِمَكَّةَ، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَخْطَلَ بن زهير، حدثنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري، حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَرُوذِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنَّ أَزْهَرَ بْنَ زُفَرَ بْنِ صَدَقَةَ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَهُمْ قال: أنبأنا أبو غيلان محمد بن الحسن، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن خفتان، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سَعْدٍ: «اللَّهُمَّ! سَدِّدْ سهمه وأجب دعوته وحببه» .
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا محمد بن نصر، أنبأنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي، أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي، أنبأنا أبو الحسين بن دينار، أنبأنا أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري، حدثنا يموت بْن المزرع بْن يموت عن المبرد قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن المعدل البصري قَالَ: كنت جالسا عند عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز الماجشون فجاءه بعض جلسائه فَقَالَ: يا أَبَا مروان! أعجوبة، قَالَ: وما هي؟ قَالَ: خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن صحرت وبعدت عن البيوت بيوت المدينة تعرض إليّ رجل فَقَالَ أخلع ثيابك! قلت: وما يدعوني إلى خلع ثيابي؟ قَالَ: أنا أولى بها منك، قلت: ومن أين؟ قَالَ: لأني أخوك وأنا عريان وأنت مكس، قلت: فالمؤاساة، قَالَ: كلا قد لبستها برهة وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها، قلت: فتعريني وتبدي عورتي، قَالَ: لا بأس بذلك، قد روينا عن مالك أنه قَالَ: لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا، قلت: فيلقاني- يعني الناس- فيرون عورتي، قَالَ: لو كان الناس يلقونك فِي هذه الطريق ما عرضت لك فيها، قال: فقلت: أراك
طريقا فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب فأوجه بها إليك، قَالَ: كلا، أردت أن توجه إليّ أربعة من عبيدك فيقيموا عليّ ويحملوني إلى السلطان فيحبسني ويمزق جلدي ويطرح فِي رجلي القيد، قلت: كلا، أحلف أيمانا أفي لك بما وعدتك ولا أسوءك، قَالَ: لا إنا روينا عن مالك أنه قَالَ: لا تلزم الأيمان التي يحلف بها اللصوص، قلت: فأحلف ألّا أحتال فِي إيماني هذه، قَالَ: هذه يمين مركبة عَلَى أيمان اللصوص، قلت: فدع المناظرة بيننا، فو الله لأوجهن لك بهذه الثياب طيبة بها نفسي، فأطرق ثم رفع رأسه وَقَالَ: تدري فيما فكرت؟ قلت: لا، قَالَ: تصفحت أمر اللصوص من عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإلى وقتنا هَذَا فلم أجد لصا أخذ بنسيئة، وأكره أن أبتدع فِي الإسلام بدعة يكون عليّ وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك، قَالَ: فخلعتها ودفعتها إليه- فأخذها وأنصرف.
وبه: قَالَ أنشدنا أَبُو غالب بْن بشران قَالَ: أنشدنا ابن دينار قَالَ: أنشدنا أَبُو طالب الأنباري، أنشدنا الناجم يعني أَبَا عثمان، أنشدنا ابن الرومي لنفسه:
إذا ما مدحت الباخلين فإنما ... تذكرهم ما فِي سواهم من الفضل
وتهدى لهم غما طويلًا وحسرة ... فإن منعوا منك النوال فبالعدل
أَنْبَأَنَا عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ عن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الوراق قال: أنبأنا أبو علي محمد بن وشاح الزينبي، أنبأنا عبد الصمد بن أحمد الخولابي، أنشدني أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بن يعقوب الأنباري، أنبأنا ثعلب أَبُو العباس أَحْمَد بْن يحيى الشيباني:
متى تؤنس العينان الطلال دمنه ... بنعف اللوى يرفض دمعها رفضا
ألا ربما تقضى بما يعجب الفتى ... ويا ربما تقضى بغير الذي ترضا
إذا فرقت بين الخليلين نية ... فإن لتفريق الهوى وجعا مضا
فما بال ديني أن يحل عليكم ... أرى الناس يقضون الديون ولا أقضا
لقد كان ذاك الدين نقدا وبعضه ... بقرض فما أديت نقدا ولا قرضا
ولكن ما كان الذي كان بيننا ... أماني ما لاقت سماء ولا أرضا
فإن كنت تنوين القضاء لديننا ... لعجلت لي بعضا وأخرت لي بعضا
وبه: قَالَ أنشدنا أَبُو طالب الأنباري قَالَ: أنشدنا سهل بْن أَبِي سهل الواسطي، أنشدنا أَبُو حاتم الواسطي السجستاني لنفسه:
جراك عفوي عَلَى الذنوب فقد ... أمنت عند الذنوب إعراضي
أشد يوما أكونه غضبا علي ... ك فالقلب ضاحك راضي
أنت أمير عليّ محتكم حك ... مك فِي سفك مهجتي ماضي
والمرء لا يرتجى النجاح يو ... ما إذا كان خصمه القاضي
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَد الصوفي عن [أَبِي] بكر الأنصاري قَالَ: كتب إلى أَبُو غالب بْن بشران قَالَ: أنشدنا ابن دينار، أنشدنا أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يعقوب الأنباري، أنشدنا أبو العباس بْن عمار، أنشدنا محمود الوراق لنفسه:
يا عامر الدنيا عَلَى شيبه ... فيك أعاجيب لمن يعجب
ما عذر من يعمر بنيانه ... وجسمه مستهدم يخرب
ابن عَلَى نفسك بيتا ولا ... تلعب فإن الشيب لا يلعب
أَنْبَأَنَا زاهر بْن رستم الأصبهاني عن أَبِي عَبْد الله محمد بن محمد الوراق قال: أنبأنا عَلِيّ بْن وشاح، أنشدنا عَبْد الصمد بْن أَحْمَد بْن خنبش الخولاني، أنشدني أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري، أنشدني مهلهل بن يموت بن المزارع لنفسه:
جلت محاسنه عن كل تشبيه ... وجل عن واصف فِي الناس يحكيه
أنظر إلى حسنه واستغن عن صفتي ... سبحان خالقه سبحان باريه
النرجس الغض والورد الجنى له ... والأقحوان النضير النضر فِي فيه
دعا بألحاظه قلبي إلى عطبي ... فجاءه مسرعا طوعا يفديه
مثل الفراشة تأتي أن ترى لهبا ... إلى السراج فتلقى نفسها فيه
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلى أبو غالب بن بشران قال: أنشدنا أَبُو الْحُسَيْن بْن دينار، أنشدنا أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الأنباري يعرف بابن أَبِي يزيد، أنشدنا عَلِيّ بْن بسام لنفسه:
سنصبر إن جفوت وكم صبرنا ... لمثلك من أمير أو وزير
وجزناهم فلما أخلفونا ... أذالت منهم عقب الدهور
ولما لم ننل منهم سرورا ... رأينا فيهم كل السرور
وأبنا بالسلامة وهي حظ ... وأبوا بالمحابس والقبور
أخبرني عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الشيباني قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قَالَ: حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن جعفر الهاشمي قَالَ: أنشدنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن فِي الصبر راحة ... ولكن إنفاقي عَلَى الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
قَرَأْتُ فِي كتاب «فهرست العلماء» لمحمد بْن إسحاق النديم بخطه قَالَ: مات أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يعقوب الأنباري وكان مقيما بواسط، وقيل إنه من الشيعة البابوشية قَالَ لي أَبُو الْقَاسِمِ بوباش بْن الحَسَن: إن له مائة وأربعين كتابا ورسالة، من ذلك كتاب «البيان عن حقيقة الإنسان» كتاب «الشافي فِي علم الدين» كتاب «الإمامة» .
كان أديبا راوية للأخبار والأشعار، حدث ببغداد بكتاب الخط والقلم من جمعه.
[و] روي فيه عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المعطى وإسحاق بْن موسى الرملي وإسماعيل بْن إِبْرَاهِيم بْن خلاد وأبي عَبْد الرحمن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحبيب بْن بديل الضرير الكوفي ومفضل بْن عَبْد العزيز الكاتب وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه مولى عمر بْن الخطاب ومحمد بْن عمر الغالبي والحسين بْن عَلِيّ بْن مصعب بْن بدر أَبِي الأشنان وسهل بْن أَحْمَد بْن عثمان بْن مخلد الأسلمي وأبي زرعة أَحْمَد بْن موسى المكي ومحمد ابن حنيفة بْن ماهان وجبير بْن مُحَمَّد السمسار وأبي بَكْر بْن أَبِي داود السجستاني وَمُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن سليم المصيصي والحسن بْن مُحَمَّد بْن عبدان الشمشاطي ويوسف بْن يعقوب القاضي ومحمد بْن خلف المرزبان، سمع منه أَبُو الفوارس القَاسِم بْن مُحَمَّد بْن جعفر المزني في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وحدث أيضا عن أَبِي العباس أَحْمَد بْن يحيى ثعلب وأبي بكر مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني وأبي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عمار ويوسف بْن موسى المروروذي ويموت بْن المزرع وابنه مهلهل بْن يموت وأبي عثمان الناجم وسهل بْن أَبِي سهل الواسطي وسوار بْن أَبِي شراعة وعلي بْن بسام الشاعر، روى عنه أَبُو مُحَمَّد هارون بْن
موسى العكبري وأبو بكر مُحَمَّد بْن زهير بْن أخطل بْن زهير وأبو الْحُسَيْن عَلِيّ بْن عَبْد الرحيم بْن دينار الواسطي وعبد الصمد بْن مُحَمَّد بْن خنبش الخولاني وأبو الحَسَن أَحْمَد ابن مُحَمَّد بْن عمران الجندي، وكان من شيوخ الشيعة.
أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ كَامِلٍ الحذاء قال: أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي، أنبأنا جعفر بن أحمد السراج، أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّسَفِيُّ بِمَكَّةَ، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَخْطَلَ بن زهير، حدثنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري، حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَرُوذِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنَّ أَزْهَرَ بْنَ زُفَرَ بْنِ صَدَقَةَ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَهُمْ قال: أنبأنا أبو غيلان محمد بن الحسن، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن خفتان، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سَعْدٍ: «اللَّهُمَّ! سَدِّدْ سهمه وأجب دعوته وحببه» .
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا محمد بن نصر، أنبأنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي، أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي، أنبأنا أبو الحسين بن دينار، أنبأنا أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري، حدثنا يموت بْن المزرع بْن يموت عن المبرد قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن المعدل البصري قَالَ: كنت جالسا عند عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز الماجشون فجاءه بعض جلسائه فَقَالَ: يا أَبَا مروان! أعجوبة، قَالَ: وما هي؟ قَالَ: خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن صحرت وبعدت عن البيوت بيوت المدينة تعرض إليّ رجل فَقَالَ أخلع ثيابك! قلت: وما يدعوني إلى خلع ثيابي؟ قَالَ: أنا أولى بها منك، قلت: ومن أين؟ قَالَ: لأني أخوك وأنا عريان وأنت مكس، قلت: فالمؤاساة، قَالَ: كلا قد لبستها برهة وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها، قلت: فتعريني وتبدي عورتي، قَالَ: لا بأس بذلك، قد روينا عن مالك أنه قَالَ: لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا، قلت: فيلقاني- يعني الناس- فيرون عورتي، قَالَ: لو كان الناس يلقونك فِي هذه الطريق ما عرضت لك فيها، قال: فقلت: أراك
طريقا فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب فأوجه بها إليك، قَالَ: كلا، أردت أن توجه إليّ أربعة من عبيدك فيقيموا عليّ ويحملوني إلى السلطان فيحبسني ويمزق جلدي ويطرح فِي رجلي القيد، قلت: كلا، أحلف أيمانا أفي لك بما وعدتك ولا أسوءك، قَالَ: لا إنا روينا عن مالك أنه قَالَ: لا تلزم الأيمان التي يحلف بها اللصوص، قلت: فأحلف ألّا أحتال فِي إيماني هذه، قَالَ: هذه يمين مركبة عَلَى أيمان اللصوص، قلت: فدع المناظرة بيننا، فو الله لأوجهن لك بهذه الثياب طيبة بها نفسي، فأطرق ثم رفع رأسه وَقَالَ: تدري فيما فكرت؟ قلت: لا، قَالَ: تصفحت أمر اللصوص من عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإلى وقتنا هَذَا فلم أجد لصا أخذ بنسيئة، وأكره أن أبتدع فِي الإسلام بدعة يكون عليّ وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك، قَالَ: فخلعتها ودفعتها إليه- فأخذها وأنصرف.
وبه: قَالَ أنشدنا أَبُو غالب بْن بشران قَالَ: أنشدنا ابن دينار قَالَ: أنشدنا أَبُو طالب الأنباري، أنشدنا الناجم يعني أَبَا عثمان، أنشدنا ابن الرومي لنفسه:
إذا ما مدحت الباخلين فإنما ... تذكرهم ما فِي سواهم من الفضل
وتهدى لهم غما طويلًا وحسرة ... فإن منعوا منك النوال فبالعدل
أَنْبَأَنَا عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ عن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الوراق قال: أنبأنا أبو علي محمد بن وشاح الزينبي، أنبأنا عبد الصمد بن أحمد الخولابي، أنشدني أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بن يعقوب الأنباري، أنبأنا ثعلب أَبُو العباس أَحْمَد بْن يحيى الشيباني:
متى تؤنس العينان الطلال دمنه ... بنعف اللوى يرفض دمعها رفضا
ألا ربما تقضى بما يعجب الفتى ... ويا ربما تقضى بغير الذي ترضا
إذا فرقت بين الخليلين نية ... فإن لتفريق الهوى وجعا مضا
فما بال ديني أن يحل عليكم ... أرى الناس يقضون الديون ولا أقضا
لقد كان ذاك الدين نقدا وبعضه ... بقرض فما أديت نقدا ولا قرضا
ولكن ما كان الذي كان بيننا ... أماني ما لاقت سماء ولا أرضا
فإن كنت تنوين القضاء لديننا ... لعجلت لي بعضا وأخرت لي بعضا
وبه: قَالَ أنشدنا أَبُو طالب الأنباري قَالَ: أنشدنا سهل بْن أَبِي سهل الواسطي، أنشدنا أَبُو حاتم الواسطي السجستاني لنفسه:
جراك عفوي عَلَى الذنوب فقد ... أمنت عند الذنوب إعراضي
أشد يوما أكونه غضبا علي ... ك فالقلب ضاحك راضي
أنت أمير عليّ محتكم حك ... مك فِي سفك مهجتي ماضي
والمرء لا يرتجى النجاح يو ... ما إذا كان خصمه القاضي
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَد الصوفي عن [أَبِي] بكر الأنصاري قَالَ: كتب إلى أَبُو غالب بْن بشران قَالَ: أنشدنا ابن دينار، أنشدنا أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يعقوب الأنباري، أنشدنا أبو العباس بْن عمار، أنشدنا محمود الوراق لنفسه:
يا عامر الدنيا عَلَى شيبه ... فيك أعاجيب لمن يعجب
ما عذر من يعمر بنيانه ... وجسمه مستهدم يخرب
ابن عَلَى نفسك بيتا ولا ... تلعب فإن الشيب لا يلعب
أَنْبَأَنَا زاهر بْن رستم الأصبهاني عن أَبِي عَبْد الله محمد بن محمد الوراق قال: أنبأنا عَلِيّ بْن وشاح، أنشدنا عَبْد الصمد بْن أَحْمَد بْن خنبش الخولاني، أنشدني أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري، أنشدني مهلهل بن يموت بن المزارع لنفسه:
جلت محاسنه عن كل تشبيه ... وجل عن واصف فِي الناس يحكيه
أنظر إلى حسنه واستغن عن صفتي ... سبحان خالقه سبحان باريه
النرجس الغض والورد الجنى له ... والأقحوان النضير النضر فِي فيه
دعا بألحاظه قلبي إلى عطبي ... فجاءه مسرعا طوعا يفديه
مثل الفراشة تأتي أن ترى لهبا ... إلى السراج فتلقى نفسها فيه
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلى أبو غالب بن بشران قال: أنشدنا أَبُو الْحُسَيْن بْن دينار، أنشدنا أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الأنباري يعرف بابن أَبِي يزيد، أنشدنا عَلِيّ بْن بسام لنفسه:
سنصبر إن جفوت وكم صبرنا ... لمثلك من أمير أو وزير
وجزناهم فلما أخلفونا ... أذالت منهم عقب الدهور
ولما لم ننل منهم سرورا ... رأينا فيهم كل السرور
وأبنا بالسلامة وهي حظ ... وأبوا بالمحابس والقبور
أخبرني عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الشيباني قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قَالَ: حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن جعفر الهاشمي قَالَ: أنشدنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن فِي الصبر راحة ... ولكن إنفاقي عَلَى الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
قَرَأْتُ فِي كتاب «فهرست العلماء» لمحمد بْن إسحاق النديم بخطه قَالَ: مات أَبُو طالب عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يعقوب الأنباري وكان مقيما بواسط، وقيل إنه من الشيعة البابوشية قَالَ لي أَبُو الْقَاسِمِ بوباش بْن الحَسَن: إن له مائة وأربعين كتابا ورسالة، من ذلك كتاب «البيان عن حقيقة الإنسان» كتاب «الشافي فِي علم الدين» كتاب «الإمامة» .