عَبْد المنعم بْن عليّ بْن نصر بْن منصور بن الصيقل، أبو محمد الفقيه الحنبلي :
من أهل حزان. قدم بغداد في صباه سنة ثمان وسبعين وخمسمائة طالبا للعلم، فأقام بها مدة يتفقه على أبي الفتح بن المنى حتى حصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف، وسمع الحديث من أبي الفتح بن شاتيل وأبي السعادات بن زريق وغيرهما ثم عاد إلى
حران، وقدمها علينا في سنة ست وتسعين ومعه ولده، فكان يسمع معنا على مشايخنا، ويكتب ويحصل، ويناظر في مجالس الفقهاء وحلق المناظرين، ويدرس ويعلم الطلبة، واستوطن بغداد، وكان يسكن بدرب نصير، وسكن عندنا مدة بالظفرية، وعقد مجلس الوعظ بمسجد ابن الواسطي، ثم كثر الناس فانتقل إلى المسجد الكبير بشارع الظفرية، ولما عاد إلى درب نصير صار يجلس في مسجد ابن حمدي عند مشرعة الصباغين، وكان مليح الكلام في الوعظ رشيق الألفاظ حلو العبارة كتبنا عنه شيئا يسيرا وكان ثقة صدوقا متحريا حسن الطريقة، متدينا متورعا نزها عفيفا عزيز النفس مع فقر شديد، وله مصنفات حسنة وشعر جيد وكلام في الوعظ بديع، وكان حسن الأخلاق، لطيف الطبع، متواضعا، جميل الصحبة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بن علي الحراني ببغداد قال: أنبأنا عبيد الله بن عبد الله الدباس، أنبأنا علي بن محمد بن العلاف، أنبأنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي، أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي [الدباس] حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، حدثنا عمران ابن أبي عمران الصوفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الشَّيْخِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لَكَ: تَدْرِي كَيْفَ رَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ! إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي» .
توفي يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول من سنة إحدى وستمائة ونودي بالصلاة عليه في جميع البلد فاجتمع له الناس من الغد بجامع القصر وصلينا عليه وكان
الجمع متوفرا، ثم صلى عليه نوبة ثانية بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب، وأظنه قارب الخمسين أو بلغها رحمة اللَّه عليه.
من أهل حزان. قدم بغداد في صباه سنة ثمان وسبعين وخمسمائة طالبا للعلم، فأقام بها مدة يتفقه على أبي الفتح بن المنى حتى حصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف، وسمع الحديث من أبي الفتح بن شاتيل وأبي السعادات بن زريق وغيرهما ثم عاد إلى
حران، وقدمها علينا في سنة ست وتسعين ومعه ولده، فكان يسمع معنا على مشايخنا، ويكتب ويحصل، ويناظر في مجالس الفقهاء وحلق المناظرين، ويدرس ويعلم الطلبة، واستوطن بغداد، وكان يسكن بدرب نصير، وسكن عندنا مدة بالظفرية، وعقد مجلس الوعظ بمسجد ابن الواسطي، ثم كثر الناس فانتقل إلى المسجد الكبير بشارع الظفرية، ولما عاد إلى درب نصير صار يجلس في مسجد ابن حمدي عند مشرعة الصباغين، وكان مليح الكلام في الوعظ رشيق الألفاظ حلو العبارة كتبنا عنه شيئا يسيرا وكان ثقة صدوقا متحريا حسن الطريقة، متدينا متورعا نزها عفيفا عزيز النفس مع فقر شديد، وله مصنفات حسنة وشعر جيد وكلام في الوعظ بديع، وكان حسن الأخلاق، لطيف الطبع، متواضعا، جميل الصحبة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بن علي الحراني ببغداد قال: أنبأنا عبيد الله بن عبد الله الدباس، أنبأنا علي بن محمد بن العلاف، أنبأنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي، أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي [الدباس] حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، حدثنا عمران ابن أبي عمران الصوفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الشَّيْخِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لَكَ: تَدْرِي كَيْفَ رَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ! إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي» .
توفي يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول من سنة إحدى وستمائة ونودي بالصلاة عليه في جميع البلد فاجتمع له الناس من الغد بجامع القصر وصلينا عليه وكان
الجمع متوفرا، ثم صلى عليه نوبة ثانية بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب، وأظنه قارب الخمسين أو بلغها رحمة اللَّه عليه.