مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الفتح الكاتب :
سبط المبارك بن المبارك، المعروف بابن التعاويذي، من ساكني دار الخلافة، وكان شاعرا مجودا رشيق الألفاظ مليح المعاني رقيق الغزل حلو العبارة، أكثر القول في الغزل وحدّث بشعره.
أخبرنا أبو الحسين بن الوارث قال: أنشدنا ابن التعاويذي لنفسه:
أمط اللثام عن العذار السائل ... ليقوم عذري فيك عند عواذلي
واغمد لحاظك قد فللت تجلدي ... واكفف سهامك قد أصبت مقاتلي
لا تجمع الشوق المبرح والقلى ... والبين لي أحد الثلاثة قاتلي
يكفيك ما تذكيه بين جوانحي ... لهواك نار لواعجي وبلابلي
وهناك أني لا أدين صبابة ... لهوى سواك ولا ألين لعاذلي
بت لاهيا جذلا بحسنك إنني ... مذّ بتّ في شغل بحزني شاغل
واعطف على جلد كعهدك في الهوى ... واه وجسم مثل خصرك ناحل
ويلاه من هيف بقدك ضامن ... تلفي ومن كفل بوجدي كافل
وبنفسي الغضبان لا يرضيه غي ... ر دمي وما في سفكه من طائل
تصمي نبال جفونه قلبي فلا ... شلت وإن أصمت يمين النابل
ويهز قدا كالقناة لحاظه ... لمحبه منها مكان العامل
عانقته أبكي ويبسم ثغره ... كالبرق أو مض في غمام هاطل
فألين في الشكوى لفاس قلبه ... وأجد في وصف الغرام الهازل
أخبرنا علي بن المبارك بن علي الحلاوي ، قال: أنشدنا ابن التعاويذي لنفسه:
تعشقته واهي المواثيق مذاقا ... نرى كل يوم في الهوى منه أخلاقا
أشد نفارا من جفوني عن الكرى ... وأضعف من عزمي على الصبر سباقا
كثير التجني كما قل عطفه ... على عاشقيه زاده الله عشاقا
يجول على متنيه سود غدائر ... كما نفض الغصن المرنح أوراقا
وقالوا نجا من عقرب الصدغ خده ... فقلت اعترفتم أن [في] فيه درياقا
شكوت إليه ما أجن فقال لي ... هل الوجد إلا أن تجن وتشتاقا
إذا ما تعشقت الحسان ولم تكن ... صبورا على البلوى فلا تك عشاقا
مولده في يوم الجمعة عاشر رجب سنة تسع عشرة وخمسمائة، وتوفي يوم السبت ثامن عشر شوال سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وكان قد أضر في آخر عمره.
سبط المبارك بن المبارك، المعروف بابن التعاويذي، من ساكني دار الخلافة، وكان شاعرا مجودا رشيق الألفاظ مليح المعاني رقيق الغزل حلو العبارة، أكثر القول في الغزل وحدّث بشعره.
أخبرنا أبو الحسين بن الوارث قال: أنشدنا ابن التعاويذي لنفسه:
أمط اللثام عن العذار السائل ... ليقوم عذري فيك عند عواذلي
واغمد لحاظك قد فللت تجلدي ... واكفف سهامك قد أصبت مقاتلي
لا تجمع الشوق المبرح والقلى ... والبين لي أحد الثلاثة قاتلي
يكفيك ما تذكيه بين جوانحي ... لهواك نار لواعجي وبلابلي
وهناك أني لا أدين صبابة ... لهوى سواك ولا ألين لعاذلي
بت لاهيا جذلا بحسنك إنني ... مذّ بتّ في شغل بحزني شاغل
واعطف على جلد كعهدك في الهوى ... واه وجسم مثل خصرك ناحل
ويلاه من هيف بقدك ضامن ... تلفي ومن كفل بوجدي كافل
وبنفسي الغضبان لا يرضيه غي ... ر دمي وما في سفكه من طائل
تصمي نبال جفونه قلبي فلا ... شلت وإن أصمت يمين النابل
ويهز قدا كالقناة لحاظه ... لمحبه منها مكان العامل
عانقته أبكي ويبسم ثغره ... كالبرق أو مض في غمام هاطل
فألين في الشكوى لفاس قلبه ... وأجد في وصف الغرام الهازل
أخبرنا علي بن المبارك بن علي الحلاوي ، قال: أنشدنا ابن التعاويذي لنفسه:
تعشقته واهي المواثيق مذاقا ... نرى كل يوم في الهوى منه أخلاقا
أشد نفارا من جفوني عن الكرى ... وأضعف من عزمي على الصبر سباقا
كثير التجني كما قل عطفه ... على عاشقيه زاده الله عشاقا
يجول على متنيه سود غدائر ... كما نفض الغصن المرنح أوراقا
وقالوا نجا من عقرب الصدغ خده ... فقلت اعترفتم أن [في] فيه درياقا
شكوت إليه ما أجن فقال لي ... هل الوجد إلا أن تجن وتشتاقا
إذا ما تعشقت الحسان ولم تكن ... صبورا على البلوى فلا تك عشاقا
مولده في يوم الجمعة عاشر رجب سنة تسع عشرة وخمسمائة، وتوفي يوم السبت ثامن عشر شوال سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وكان قد أضر في آخر عمره.