Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=138591#65db60
عليّ بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عُمَر بن مسلم بن عبيد الله بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْنِ عُمَر بْن يَحْيَى بْن الْحُسَيْن بْن زيد بْن علي بْن الحسين بن علي ابن أبي طالب، أبو الحسن العلوي الحسني الزيدي نسبا الشافعي مذهبا.
وكذا رأيت نسبه بخط يده، كان أحد الأعيان المشار إليهم بالزهد والعبادة، والفضل والعفة والنزاهة، وحسن الطريقة وصحة العقيدة، وسلامة الطوية، قطع أوقاته في العبادة، ومواصلة الطاعة، وطلب العلم ودرسه وكتابته والسعي في تحصيله، حتى
مكن الله منزلته في قلوب الناس، فأحبه الخاص والعام، ووقع له القبول في الأرض حتى كان يقصده الأماثل والأعيان لزيارته والتبرك به، وهو مع ذلك متواضع في طلب العلم وحضور مجالس الحديث والسماع من كل راو وصحبة طلبة العلم والنسخ والتحصيل لا يفتر من ذلك، وكان موصوفًا بحسن الخَلق والْخُلق وطيب الملقى وحسن العشرة وحلاوة الألفاظ والجود والمروءة وبذل ما بيده، وتفقد المتحملين والأفضال عَلَى الناس، وسمع الحديث الكثير، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه، واستكتب بخط غيره، وحصل الأصول الكثيرة حتى صار له من الكتب المصنفة والمسانيد والأجزاء شيء كثير، فوقفه بمسجده الذي استجده بدار دينار الصغيرة، وشاركه في الوقفية شريكه رفيقه صبيح النصري ، وأضاف إلى كتبه ما حصله من كتب وما كتبه بخطه واستكتبه بخط غيره، وكانا عَلَى طريقة جميلة من حسن الصحبة وصحة النية وسلامة الطوية حتى كأنهما روحان في جسد.
سمع أبا بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بن الزاغوني وأبا عبد الله محمد بن عبيد الله ابن سلامة الكرخي وأبا الفضل مُحَمَّد بن ناصر الحافظ وأبوي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء ونصر بن نصر العكبري والشريفين أبا المظفر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز العباسي وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبا المظفر هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الشبلي وأبا محمد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الكريم بْن المادح وخلقًا كثيرًا من أصحاب طراد الزينبي وعاصم بن الحسن وأبي الخطاب بن البطر وأبي عبد الله بن طلحة وأبي القاسم الربعي وأبي الحسن بن العلاف، وأكثر عن أصحاب ابن الطيوري وابن بيان وابن نبهان وابن المهدي وابن المهتدي وأبي العباس بن النّرسيّ وأبي طالب ابن يوسف، ولم يزل يسمع ويطلب حتى كتب عن أصحاب ابن الحصين وأبي غالب بن البناء وابن كادش ومُحَمَّد بن عبد الباقي الأنصاري وأمثالهم، وبالغ في الطلب حتى طلب عن أقرانه وعمن هو دونه، وحدث باليسير لأنه مات شابا قبل أوان
الرواية، سمع منه أقرانه كإبراهيم بن محمود بن الشغار وأبي الخطاب عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله العليمي وأبي حفص عمر بن أَحْمَد بن بكرون وصبيح بن عبد الله النصري وغيرهم، وكان من الثقات الأثبات.
أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمد بن هبة الله بن المسلمة، أنبأنا الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي قراءة عليه [و] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْخَازِنُ وَأَبُو سَعِيدٍ الأَزَجِيُّ قالوا: أنبأنا الشَّرِيفُ أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن عَبْد العزيز العباسي [و] أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الورّاق، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَدِّي وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وشريح بن يونس وابن المقرئ قالوا: أنبأنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ» .
كتب إلي أبو غالب عَبْد الواحد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الواحد بن الحصين قال: سمعت الشريف الزاهد أبا الحسن علي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد الزيدي يقول: اجعل النوافل كالفرائض والمعاصي كالكفر والشهوات كالسموم ومخالطة الناس كالنار والغذاء كالدواء.
ذكر شيخنا عبد العزيز بن الأخضر أن الشريف أبا الحسن الزيدي أول سماعه للحديث كان في سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وأنه لم يسمع من القاضي أبي الفضل الأرموي شيئا. سمعت الشريف أبا البركات عمر بن أحمد بن مُحَمَّد الزيدي يقول: ولد أخي أبو الحسن علي بن أَحْمَد في سنة تسع وعشرين وخمسمائة. سمعت أبا الفتوح نصر بن الفرج الحصري الْحَافِظ بمكة يقول: توفي الشريف الزيدي رَضِيَ اللهُ عنه يوم الثلاثاء قبل غروب الشمس سادس عشري شوال من سنة خمس وسبعين وخمسمائة،
ودفن سحرا في بيت ملاصق لمسجده، وغسله العدل بن بكرون والشيخ صبيح ودفناه ليلا.
قرأت في كتاب القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي بخطه قال: وممن مات في شوال في هذه السنة في هذا الطاعون- يعني سنة خمس وسبعين وخمسمائة- الشريف الزاهد ولي الله أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الزيدي، وكان عالمًا فاضلا حافظًا عارفًا، له المجاهدات الكثيرة والمعرفة التامة، والأحوال الحسنة والكرامات الظاهرة، لو أتيت ما شاهدت له من الكرامات وما حدثني به الثقات من ذلك لقام من ذلك كراريس، ومات عن قريب من سبع وأربعين سنة، وكان رفيقي في السماع سنين كثيرة- رحمة الله عليه ورضوانه، مرض ستة أيام، ومات في أواخر يوم الثلاثاء السادس عشري الشهر ودفن ليلا بموضع وقفه جوار مسجده.