الهياج بن بسطام، أبو بسطام- وقيل: أبو خالد، وقيل: أبو يحيى- التميمي الحنظلي الهروي :
رحلَ إلى العراق وسمع علماء عصره، مثل يونس بْن عُبَيْد، وداود بْن أبي هند،
وعبد الله بْن عون، ويزيد بْن كيسان، وإسماعيل بْن أبي خَالِد، وليث بْن أبي سليم، وسعيد الجريري، وهشام الدستوائي، وعَوْف الأعرابي، وحُسين بْن ذكوان المعلم، وحبيب بْن أبي العالية، وأبي حنيفة الفقيه. رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ خَالِدٌ، وَغَيْرُهُ مِنَ الْخُرَاسَانِيِّينَ. وَقَدِمَ بَغْدَاد وَحَدَّثَ بِهَا. فرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِهَا يَحْيَى بْن أبي بكير، وداود ابن عمرو، ومحمّد بن بكّار الرَّيَّانِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ، وَعَلِيُّ بْنُ أبي هاشم طِبْرَاخٍ، وَيَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ. وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضًا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُوهِسْتَانِيُّ، وَمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إبراهيم الخفاف، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الجرجرائي، حدثنا محمّد بن بكّار بن الرّيّان، حدثنا الهيّاج بن بسطام التّميميّ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ:
إِنِّي لَعَلِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ تَصْلُحُ لَكُمْ، وَآمُرُكُمْ بِأَشْيَاءَ لا تَصْلُحُ لَكُمْ، وَإِنَّ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ نُزُولا آيَةَ الرِّبَا، وَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّنْهَا لَنَا. فدعوا ما يريبكم إلى مالا يُرِيبُكُمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصفار الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ياسين، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن- هُوَ السامي- حدثنا خالد بن الهيّاج بن بسطام، حدثنا أبو الهيّاج بن بسطام أبو بسطام قال: حدثنا ابن ياسين.
وسمعتُ يزيد بْن خَالِد ابْن ابْنَة الهَيَّاج يذكرُ عَن أهل بيته أن كنية الهياج بن بسطام أَبُو خَالِد. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز- بِمكة- قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا الهَيَّاج بْن بسطام الْهَرَويّ أَبُو يَحْيَى.
قرأتُ فِي كتاب أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن القزّاز- بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَوِيّ، حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد ابن ياسين الهرويّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم قَالَ: سمعتُ أَبَا الهذيل خَالِد بْن الهياج يَقُولُ: أنا خَالِد بْن الهياج بْن بسطام بْن الهياج بن عمران بن الفضيل بن عابد ابن قنبرة بْن عجر بْن همس بْن غالب بْن حنظلة بْن مَالِك بْن زيد مناة بْن تميم بن مر ابن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن مُضَر بْن نزار بْن مَعَد بْن عدنان.
قلت: وكان خَالِد بْن الهياج يروي عَن أَبِيهِ عَن جده أن عمران بْن الفضيل أَبَا الهياج وفَد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، فأقام بِحضرة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ملازمًا لَهُ إلى أن مات، وأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عَلَيْهِ ودفنه بيده.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بُكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصّفّار، أخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين قَالَ: سمعتُ محمّد بن عاصم يَقُولُ: سمعتُ أبي يحكيه عَن أَبِيهِ قَالَ: حج الهَيَّاج بْن بسطام معنا، فلمّا أن قدمنا بغداد حدث الناس، اجتمعَ عَلَيْهِ من الخلائق ما لا يُحصون، فلمَا أراد الخروج مَعَ الناس قَالَ أصحاب الحديث: فَنِيَ ما فِي جراب الخراساني فهو يهرب، ففاسخ الكرى وأقام فيهم أشهرًا يُحدثهم.
قَالَ ابن ياسين: وسمعتُ الْحُسَيْن بْن إدريس يَحْكي هذه الحكاية.
أَخْبَرَنَا محمّد بن عمر بن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصّفّار، حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ يَقُولُ:
سمعتُ مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن هَنَّاد يَقُولُ: سمعتُ أبي يَقُولُ: ما رأيتُ محدثًا أفصح لسانًا من الهياج بْن بسطام الحنظلي ولقد حَدَّث بالعراق واجتمعَ عَلَيْهِ مائة ألف من الناس يتعجبونَ من فصاحته يكتبونَ عَنْهُ. قَالَ أبي: فكنتُ عِنْدَ جَرير بْن عبد الحميد وكنت مقدمًا عنده فذكرت له الهياج فقلت له: أكنت تراه عند المحدثين؟ فقال:
كنت أراهُ عِنْدَ ليث بْن أبي سليم، وكان نبيل الطيلسان ما علمته.
وقال ابن ياسين: سمعتُ يوسف بْن إدريس يحكي عَن أَحْمَد بْن جرير قَالَ:
سمعتُ ابن مكي بْن إِبْرَاهِيم يَقُولُ: قَالَ الْمَكِّيّ بْن إِبْرَاهِيم: ما علمنا الهَيَّاج إلا ثقة صادقًا عالِمًا، وكانت فتيا بغداد عَلَيْهِ ما كَانَ بِهَا، ومحدثهم، لَم يجتمع ببغداد عَلَى أحد ما اجتمعَ عَلَيْهِ، وكان أكبرهم وأفصحهم لسانًا.
قَالَ: وسمعتُ الْمَكِّيّ يَقُولُ: فتيا بغداد كانت إلى الهياج، وكان فقيهًا أديب النفس.
وقال ابن ياسين: سمعتُ الفضل بْن عَبْد الله يَقُولُ: سمعتُ مالك بْن سُلَيْمَان يَقُولُ: كَانَ الهياج أعلم الناس، وأحلم الناس، وأفقه الناس، وأسخى الناس، وأشجع الناس، وأكمل الناس، وأرحم الناس، وأشد الناس فِي دين الله عَزَّ وَجَلَّ.
وقال: سمعتُ الفضل بْن عَبْد الله يَقُولُ: سمعتُ مالك بْن سُليمان يَقُولُ: كُنَّا نكتب عَن الهياج بْن بسطام، فكلما فرغنا من الحديث دعا بالوضوء والخوان، فلم يَدَع أحدًا منا شاء أو أبي حتى أكلنا الجميع.
وقال: أخبرنا الفضل، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عمير الأعمش قَالَ: كان الهياج بْن بسطام لا يُمكن أحدًا من حديثه حتى يطعم من طعامه، كَانَ لَهُ مائدة مبسوطة لأصحاب الحديث، كل من يأتيه لا يُحدثه إلا من يأكل من طعامه.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- عَن هَيَّاج بْن بسطام فقال: لَيْسَ بشيء.
أخبرنا السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: هَيَّاج بْن بسطام لَيْسَ بثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: هَيَّاج بْن بسطام هروي ضعيف الحديث.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: هياج بْن بسطام حديثه ليس بشيء.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود عَن هياج بْن بسطام فقال: هروي تركوا حديثه لَيْسَ بشيء.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النّسائيّ قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عَن الهياج بْن بسطام فقال: تركوا حديثه.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرنا إبراهيم ابن مُحَمَّد الفقيه الْبُخَاريّ قَالَ: قَالَ صالِح بْن مُحَمَّد: هَيَّاج بْن بسطام شيخٌ هروي منكر الحديث، لَيْسَ فِيهِ معنى، لا يُكتب من حديثه إلا حديثين ثلاثة للاختبار. ولَمْ أعلم أَنَّهُ بكل ذَلِكَ منكر الحديث حتى قدمت هراة، فرأيتُ عِنْدَ الهرويين حديثًا كثيرًا مناكير.
قَالَ ابن نُعَيْم: تِلْكَ المناكير التي رواها صالِح بْن مُحَمَّد بِهراة من حديث الهَيَّاج لَيْسَ الذنب فيها للهياج، إنَّما الذنب فيها لابنه خَالِد والحملُ عَلَيْهِ فيها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن سُلَيْمَان يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادٍ الْهَرَويّ يَقُولُ: كل ما أنكر عَلَى الهياج من جهة ابنه خَالِد، فإن الهيّاج في نفسه ثقة.
أخبرنا البرقانيّ، حدثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: هَيَّاج بْن بسطام هروي ضعيف.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: باب من يرغب عَنِ الرواية عنهم وكنت أسمعُ أصحابنا يضعفونهم، فذكر جماعة منهم الهياج بْن بسطام.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصّفّار، حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين قال: سمعتُ الْحُسَيْن بْن إدريس يَقُولُ: سمعتُ خَالِد بْن الهياج يَقُولُ: مَرِضَ أبي فوجه إِلَيْهِ الأمير خزيمة بن حازم بطبيب هندي، فنهاه سبعة أيام أن لا يأكل شيئًا، فصبرَ وجهد فجاءه فِي السبع الآخر فنهاهُ سبعة أيام أخر، فوجه أبي إلى خزيمة بن حازم: أي شيطان وجهت إليّ تريد أن تقتلني! قَالَ: فوجه إِلَيْهِ طبيبًا آخر قَالَ: فقال لَهُ اعمد إلى حَملٍ سمين فيشوى ثُمَّ كل حتى تشبع، قَالَ: ففعل أبي فبرأ.
قال ابن ياسين: سمعتُ يزيد بْن خَالِد ابْن بِنْت الهياج يَقُولُ: قَالَ خَالِد بْن الهياج جدي قَالَ أبي الهياج: لولا الأكل والباه ما أردتُ الدُّنْيَا، ولولا لقاء الله والجنة ونعيمها والحور وحُسنها ما أردت الآخرة، ولولا الله ما أردتُ الدُّنْيَا والآخرة.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد، حدثنا ابن ياسين قال: سمعت محمّد ابن عَبْد الرَّحْمَن السامي يَقُولُ: مات الهياج قبل الفزع سنة سبع وسبعين ومائة.
وكذلك سمعتُ أَحْمَد بْن حيويه قَالَ: سمعتُ أَبَا الصلت يَقُولُ: مات الهياج سنة سبع وسبعين.
قَالَ أَبُو الصلت: وسمعتُ من الهياج قبل أن أدخل إلى العراق.
رحلَ إلى العراق وسمع علماء عصره، مثل يونس بْن عُبَيْد، وداود بْن أبي هند،
وعبد الله بْن عون، ويزيد بْن كيسان، وإسماعيل بْن أبي خَالِد، وليث بْن أبي سليم، وسعيد الجريري، وهشام الدستوائي، وعَوْف الأعرابي، وحُسين بْن ذكوان المعلم، وحبيب بْن أبي العالية، وأبي حنيفة الفقيه. رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ خَالِدٌ، وَغَيْرُهُ مِنَ الْخُرَاسَانِيِّينَ. وَقَدِمَ بَغْدَاد وَحَدَّثَ بِهَا. فرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِهَا يَحْيَى بْن أبي بكير، وداود ابن عمرو، ومحمّد بن بكّار الرَّيَّانِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ، وَعَلِيُّ بْنُ أبي هاشم طِبْرَاخٍ، وَيَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ. وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضًا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُوهِسْتَانِيُّ، وَمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إبراهيم الخفاف، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الجرجرائي، حدثنا محمّد بن بكّار بن الرّيّان، حدثنا الهيّاج بن بسطام التّميميّ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ:
إِنِّي لَعَلِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ تَصْلُحُ لَكُمْ، وَآمُرُكُمْ بِأَشْيَاءَ لا تَصْلُحُ لَكُمْ، وَإِنَّ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ نُزُولا آيَةَ الرِّبَا، وَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّنْهَا لَنَا. فدعوا ما يريبكم إلى مالا يُرِيبُكُمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصفار الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ياسين، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن- هُوَ السامي- حدثنا خالد بن الهيّاج بن بسطام، حدثنا أبو الهيّاج بن بسطام أبو بسطام قال: حدثنا ابن ياسين.
وسمعتُ يزيد بْن خَالِد ابْن ابْنَة الهَيَّاج يذكرُ عَن أهل بيته أن كنية الهياج بن بسطام أَبُو خَالِد. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز- بِمكة- قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا الهَيَّاج بْن بسطام الْهَرَويّ أَبُو يَحْيَى.
قرأتُ فِي كتاب أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن القزّاز- بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَوِيّ، حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد ابن ياسين الهرويّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم قَالَ: سمعتُ أَبَا الهذيل خَالِد بْن الهياج يَقُولُ: أنا خَالِد بْن الهياج بْن بسطام بْن الهياج بن عمران بن الفضيل بن عابد ابن قنبرة بْن عجر بْن همس بْن غالب بْن حنظلة بْن مَالِك بْن زيد مناة بْن تميم بن مر ابن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن مُضَر بْن نزار بْن مَعَد بْن عدنان.
قلت: وكان خَالِد بْن الهياج يروي عَن أَبِيهِ عَن جده أن عمران بْن الفضيل أَبَا الهياج وفَد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، فأقام بِحضرة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ملازمًا لَهُ إلى أن مات، وأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عَلَيْهِ ودفنه بيده.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بُكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصّفّار، أخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين قَالَ: سمعتُ محمّد بن عاصم يَقُولُ: سمعتُ أبي يحكيه عَن أَبِيهِ قَالَ: حج الهَيَّاج بْن بسطام معنا، فلمّا أن قدمنا بغداد حدث الناس، اجتمعَ عَلَيْهِ من الخلائق ما لا يُحصون، فلمَا أراد الخروج مَعَ الناس قَالَ أصحاب الحديث: فَنِيَ ما فِي جراب الخراساني فهو يهرب، ففاسخ الكرى وأقام فيهم أشهرًا يُحدثهم.
قَالَ ابن ياسين: وسمعتُ الْحُسَيْن بْن إدريس يَحْكي هذه الحكاية.
أَخْبَرَنَا محمّد بن عمر بن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصّفّار، حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ يَقُولُ:
سمعتُ مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن هَنَّاد يَقُولُ: سمعتُ أبي يَقُولُ: ما رأيتُ محدثًا أفصح لسانًا من الهياج بْن بسطام الحنظلي ولقد حَدَّث بالعراق واجتمعَ عَلَيْهِ مائة ألف من الناس يتعجبونَ من فصاحته يكتبونَ عَنْهُ. قَالَ أبي: فكنتُ عِنْدَ جَرير بْن عبد الحميد وكنت مقدمًا عنده فذكرت له الهياج فقلت له: أكنت تراه عند المحدثين؟ فقال:
كنت أراهُ عِنْدَ ليث بْن أبي سليم، وكان نبيل الطيلسان ما علمته.
وقال ابن ياسين: سمعتُ يوسف بْن إدريس يحكي عَن أَحْمَد بْن جرير قَالَ:
سمعتُ ابن مكي بْن إِبْرَاهِيم يَقُولُ: قَالَ الْمَكِّيّ بْن إِبْرَاهِيم: ما علمنا الهَيَّاج إلا ثقة صادقًا عالِمًا، وكانت فتيا بغداد عَلَيْهِ ما كَانَ بِهَا، ومحدثهم، لَم يجتمع ببغداد عَلَى أحد ما اجتمعَ عَلَيْهِ، وكان أكبرهم وأفصحهم لسانًا.
قَالَ: وسمعتُ الْمَكِّيّ يَقُولُ: فتيا بغداد كانت إلى الهياج، وكان فقيهًا أديب النفس.
وقال ابن ياسين: سمعتُ الفضل بْن عَبْد الله يَقُولُ: سمعتُ مالك بْن سُلَيْمَان يَقُولُ: كَانَ الهياج أعلم الناس، وأحلم الناس، وأفقه الناس، وأسخى الناس، وأشجع الناس، وأكمل الناس، وأرحم الناس، وأشد الناس فِي دين الله عَزَّ وَجَلَّ.
وقال: سمعتُ الفضل بْن عَبْد الله يَقُولُ: سمعتُ مالك بْن سُليمان يَقُولُ: كُنَّا نكتب عَن الهياج بْن بسطام، فكلما فرغنا من الحديث دعا بالوضوء والخوان، فلم يَدَع أحدًا منا شاء أو أبي حتى أكلنا الجميع.
وقال: أخبرنا الفضل، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عمير الأعمش قَالَ: كان الهياج بْن بسطام لا يُمكن أحدًا من حديثه حتى يطعم من طعامه، كَانَ لَهُ مائدة مبسوطة لأصحاب الحديث، كل من يأتيه لا يُحدثه إلا من يأكل من طعامه.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- عَن هَيَّاج بْن بسطام فقال: لَيْسَ بشيء.
أخبرنا السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: هَيَّاج بْن بسطام لَيْسَ بثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: هَيَّاج بْن بسطام هروي ضعيف الحديث.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: هياج بْن بسطام حديثه ليس بشيء.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود عَن هياج بْن بسطام فقال: هروي تركوا حديثه لَيْسَ بشيء.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النّسائيّ قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عَن الهياج بْن بسطام فقال: تركوا حديثه.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرنا إبراهيم ابن مُحَمَّد الفقيه الْبُخَاريّ قَالَ: قَالَ صالِح بْن مُحَمَّد: هَيَّاج بْن بسطام شيخٌ هروي منكر الحديث، لَيْسَ فِيهِ معنى، لا يُكتب من حديثه إلا حديثين ثلاثة للاختبار. ولَمْ أعلم أَنَّهُ بكل ذَلِكَ منكر الحديث حتى قدمت هراة، فرأيتُ عِنْدَ الهرويين حديثًا كثيرًا مناكير.
قَالَ ابن نُعَيْم: تِلْكَ المناكير التي رواها صالِح بْن مُحَمَّد بِهراة من حديث الهَيَّاج لَيْسَ الذنب فيها للهياج، إنَّما الذنب فيها لابنه خَالِد والحملُ عَلَيْهِ فيها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن سُلَيْمَان يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادٍ الْهَرَويّ يَقُولُ: كل ما أنكر عَلَى الهياج من جهة ابنه خَالِد، فإن الهيّاج في نفسه ثقة.
أخبرنا البرقانيّ، حدثنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: هَيَّاج بْن بسطام هروي ضعيف.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: باب من يرغب عَنِ الرواية عنهم وكنت أسمعُ أصحابنا يضعفونهم، فذكر جماعة منهم الهياج بْن بسطام.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصّفّار، حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين قال: سمعتُ الْحُسَيْن بْن إدريس يَقُولُ: سمعتُ خَالِد بْن الهياج يَقُولُ: مَرِضَ أبي فوجه إِلَيْهِ الأمير خزيمة بن حازم بطبيب هندي، فنهاه سبعة أيام أن لا يأكل شيئًا، فصبرَ وجهد فجاءه فِي السبع الآخر فنهاهُ سبعة أيام أخر، فوجه أبي إلى خزيمة بن حازم: أي شيطان وجهت إليّ تريد أن تقتلني! قَالَ: فوجه إِلَيْهِ طبيبًا آخر قَالَ: فقال لَهُ اعمد إلى حَملٍ سمين فيشوى ثُمَّ كل حتى تشبع، قَالَ: ففعل أبي فبرأ.
قال ابن ياسين: سمعتُ يزيد بْن خَالِد ابْن بِنْت الهياج يَقُولُ: قَالَ خَالِد بْن الهياج جدي قَالَ أبي الهياج: لولا الأكل والباه ما أردتُ الدُّنْيَا، ولولا لقاء الله والجنة ونعيمها والحور وحُسنها ما أردت الآخرة، ولولا الله ما أردتُ الدُّنْيَا والآخرة.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد، حدثنا ابن ياسين قال: سمعت محمّد ابن عَبْد الرَّحْمَن السامي يَقُولُ: مات الهياج قبل الفزع سنة سبع وسبعين ومائة.
وكذلك سمعتُ أَحْمَد بْن حيويه قَالَ: سمعتُ أَبَا الصلت يَقُولُ: مات الهياج سنة سبع وسبعين.
قَالَ أَبُو الصلت: وسمعتُ من الهياج قبل أن أدخل إلى العراق.