محمد بن العباس بن أحمد بن عصم، أبو عبد الله بن أبي ذهل الضبي، ويعرف بالعصمي :
من أهل هراة. سمع محمد بن عبد الله المخلدي الهروي، ومحمّد بن معاذ
الماليني، وحاتم بن محبوب الشامي، ونحوهم. وكان أول سماعه في سنة تسع وثلاثمائة بهراة، ثم ورد نيسابور. فسمع من مكي بن عبدان، وأبي عمرو الحيري، ونحوهما. وسمع بالري من أحمد بن خالد الحزوّري، وعبد الرّحمن بن أبي حاتم [الرّازيّ] . وسمع ببغداد من يحيى بن صاعد، وأَبِي عُمَر [مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن يَعْقُوبَ] القاضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي. وكان أول دخوله بغداد في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأبو القاسم البغوي عليل، فلم يسمع منه شيئا، ووردها بعد ذلك دفعات، وحدث بها فسمع منه محمد بْن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو الحسن بن الفرات، ومحمد بن أبي الفوارس. وحدثنا عنه ابن رزقويه، وأبو بكر البرقاني، وكان البرقاني سمع منه بهراة.
وكان العصمي ثبتا ثقة نبيلا رئيسا جليلا، من ذوى الأقدار العالية، وله إفضال بين على الصالحين والفقهاء والمستورين، وبلغني أنه كان يضرب له دنانير، وزن كل دينار منها مثقال ونصف، وأكثر من ذلك! فيتصدق بها ثم يقول: إن الفقير يفرح إذا ناولته كاغدًا فيتوهم أن فيه فضة، ثم يفتحه فيفرح إذا رأى صفرة الدينار، ثم يزنه فيفرح إذا زاد عن المثقال.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أبي ذهل العصمي الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يونس، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن منصور، حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا داود بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا أَبُو شُرَاعَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْبَيْتِ فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ غَرِيبٌ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: إِذَا خَرَجَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ فَاسْتَوْصُوا بِالْفُرْسِ خَيْرًا. فَإِنَّ دَوْلَتَنَا مَعَهُمْ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
أَلا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وإنك ها هنا؟ هات. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَإِنَّ أَوَّلَهَا فِتْنَةٌ وَأَوْسَطُهَا هَرْجٌ، وَآخِرُهَا ضَلالَةٌ » .
أَبُو شِرَاعَةَ مَجْهُولٌ وَدَاوُدُ بْنُ عبد الجبار متروك.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عبد الله قَالَ: وجدت بخط محمد بن عبد الله بن القاسم الحرمي- وكان ضابطا فهما- نسب العصمي مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عصم بن بلال بن عصم بن العبّاس بن شعبة بن المحش بن عامر ابن حسل بن بجادة بْن ذهل بْن مالك بْن بَكْر بْن سَعْد بْن ضبة بْن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر.
حدثت عن أبي عبد الله العصمي. قَالَ: ولدت سنة أربع وتسعين ومائتين، وكتب عني الحديث سنة عشرين وثلاثمائة إملاء، وقد توفي جماعة من أئمة العلم حدثوا عني وأودعوها مصنفاتهم.
سمعت أبا بكر البرقاني يقول: حَدَّثَنَا الرئيس أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن العَبَّاس العصمي- وكان تليق به الرياسة لان ملك هراة كان تحت أمره لأبوته وقدره-.
حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب عَن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النيسابوري الحافظ قَالَ: سمعت الإمام أبا بكر أَحْمَد بْن إسحاق غير مرة- إذا ذكر الرياسة- يقول: بخراسان رئيسان ونصف أبو بكر بن أبي الحسن بنيسابور، وأبو عبد الله بن أبي ذهل بهراة، ويشير بالنصف إلى أبي الفضل بن أبي النضر.
قَالَ أبو عبد الله: استشهد أبو عبد الله بن أبي ذهل برستاق خواف من نيسابور لسبع بقين من صفر سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة؛ وأوصى أن يحمل تابوته إلى هراة؛ فنقل إليها ودفن بها.
من أهل هراة. سمع محمد بن عبد الله المخلدي الهروي، ومحمّد بن معاذ
الماليني، وحاتم بن محبوب الشامي، ونحوهم. وكان أول سماعه في سنة تسع وثلاثمائة بهراة، ثم ورد نيسابور. فسمع من مكي بن عبدان، وأبي عمرو الحيري، ونحوهما. وسمع بالري من أحمد بن خالد الحزوّري، وعبد الرّحمن بن أبي حاتم [الرّازيّ] . وسمع ببغداد من يحيى بن صاعد، وأَبِي عُمَر [مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن يَعْقُوبَ] القاضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي. وكان أول دخوله بغداد في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأبو القاسم البغوي عليل، فلم يسمع منه شيئا، ووردها بعد ذلك دفعات، وحدث بها فسمع منه محمد بْن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو الحسن بن الفرات، ومحمد بن أبي الفوارس. وحدثنا عنه ابن رزقويه، وأبو بكر البرقاني، وكان البرقاني سمع منه بهراة.
وكان العصمي ثبتا ثقة نبيلا رئيسا جليلا، من ذوى الأقدار العالية، وله إفضال بين على الصالحين والفقهاء والمستورين، وبلغني أنه كان يضرب له دنانير، وزن كل دينار منها مثقال ونصف، وأكثر من ذلك! فيتصدق بها ثم يقول: إن الفقير يفرح إذا ناولته كاغدًا فيتوهم أن فيه فضة، ثم يفتحه فيفرح إذا رأى صفرة الدينار، ثم يزنه فيفرح إذا زاد عن المثقال.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أبي ذهل العصمي الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يونس، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن منصور، حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا داود بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا أَبُو شُرَاعَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْبَيْتِ فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ غَرِيبٌ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: إِذَا خَرَجَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ فَاسْتَوْصُوا بِالْفُرْسِ خَيْرًا. فَإِنَّ دَوْلَتَنَا مَعَهُمْ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
أَلا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وإنك ها هنا؟ هات. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَإِنَّ أَوَّلَهَا فِتْنَةٌ وَأَوْسَطُهَا هَرْجٌ، وَآخِرُهَا ضَلالَةٌ » .
أَبُو شِرَاعَةَ مَجْهُولٌ وَدَاوُدُ بْنُ عبد الجبار متروك.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عبد الله قَالَ: وجدت بخط محمد بن عبد الله بن القاسم الحرمي- وكان ضابطا فهما- نسب العصمي مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عصم بن بلال بن عصم بن العبّاس بن شعبة بن المحش بن عامر ابن حسل بن بجادة بْن ذهل بْن مالك بْن بَكْر بْن سَعْد بْن ضبة بْن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر.
حدثت عن أبي عبد الله العصمي. قَالَ: ولدت سنة أربع وتسعين ومائتين، وكتب عني الحديث سنة عشرين وثلاثمائة إملاء، وقد توفي جماعة من أئمة العلم حدثوا عني وأودعوها مصنفاتهم.
سمعت أبا بكر البرقاني يقول: حَدَّثَنَا الرئيس أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن العَبَّاس العصمي- وكان تليق به الرياسة لان ملك هراة كان تحت أمره لأبوته وقدره-.
حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب عَن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النيسابوري الحافظ قَالَ: سمعت الإمام أبا بكر أَحْمَد بْن إسحاق غير مرة- إذا ذكر الرياسة- يقول: بخراسان رئيسان ونصف أبو بكر بن أبي الحسن بنيسابور، وأبو عبد الله بن أبي ذهل بهراة، ويشير بالنصف إلى أبي الفضل بن أبي النضر.
قَالَ أبو عبد الله: استشهد أبو عبد الله بن أبي ذهل برستاق خواف من نيسابور لسبع بقين من صفر سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة؛ وأوصى أن يحمل تابوته إلى هراة؛ فنقل إليها ودفن بها.