عُثْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبٍ بْنِ سَعْدِ بْنُ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ أَبُو قُحَافَةَ وَالِدُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أُمُّهُ أَمِينَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ حَرْثَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنِ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَرِثَ ابْنَهُ أَبَا بَكْرٍ، وَعَاشَ بَعْدَ ابْنِهِ أَبِي بَكْرٍ سَنَةً، شَيَّخَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِابْنِهِ لَمَّا جَاءَ بِهِ يُبَايِعُ: «أَلَا تَرَكْتَ الشَّيْخَ حَتَّى نَأْتِيَهُ، فَأَمَرَ بِشَيْبَتِهِ أَنْ تُخْضَبَ وَتَغَيَّرَ بشَيْءٍ سِوَى السَّوَادِ، فَحَمَّرُوهَا»
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي طُوًى قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِابْنَةٍ لَهُ مِنْ أَصْغَرِ وَلَدِهِ: أَيْ بُنَيَّةُ، أَظَهِيرٌ بِي عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، قَالَتْ - وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ - قَالَتْ: فَأَشْرَفْتُ بِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ مَاذَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا، قَالَ: تِلْكَ الْخَيْلُ، قَالَتْ: وَأَرَى رَجُلًا يَسْعَى بَيْنَ ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا، قَالَ: ذَاكَ يَا بُنَيَّةُ الْوَازِعُ - يَعْنِي الَّذِي يَأَمْرُ بِالْخَيْلِ وَيَتَقَدَّمُ إِلَيْهَا - قَالَتْ: ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ وَاللهِ انْتَشَرَ السَّوَادُ، فَقَالَ: إِذًا وَاللهِ دُفِعَتِ الْخَيْلُ، فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي، فَانْحَطَّتْ بِهِ، وَتَلَقَّى الْخَيْلَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى بَيْتِهِ قَالتْ - وَفِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ - قَالَ: فَتَلَقَّاهَا رَجُلٌ فَاقْتَلَعَهُ مِنْ عُنُقِهَا، قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ يَقُودُهُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَسْلِمْ؛ فَأَسْلَمَ، قَالَ: وَدَخَلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ رَأْسُهُ ثَغَامَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا هَذَا مِنْ شَعْرِهِ» ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ فَقَالَ: أَنْشُدُ بِاللهِ وَالْإِسْلَامِ طَوْقُ أُخْتِي فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ: يَا أُخَيَّةُ احْتَسِبِي طَوْقَكِ، فَوَاللهِ إِنَّ الْأَمَانَةَ الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَقَلِيلٌ رَوَاهُ النَّاسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُلَّوَيَّةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى، ثنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَلَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جِيءَ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ كَأَنَّ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ ثَغَامَةٌ مِثْلَ الطَّيْرِ الْأَبْيَضِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ تُغَيِّرُهُ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ» رَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْعَمِّيُّ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ نَحْوَهُ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا بِهِ فَحَمِّرُوهَا»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَورَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ مَطَرٍ، بِهِ. حَدَّثَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَلْجٍ، ثنا ابْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ مَطَرٍ، بِهِ