سُلَيْمَان بن دَاوُد بن دَاوُد بن عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو أَيُّوب الْهَاشِمِي سكن بَغْدَاد يروي عَن أبي الزِّنَاد وَإِبْرَاهِيم بن سعد رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن سَعِيد الشالنجي وَالنَّاس
47618. سليمان بن داود بن المبارك وقيل سليمان بن محمد بن سليمان بن المبار...1 47619. سليمان بن داود بن بشر أبو أيوب الشاذكوني...1 47620. سليمان بن داود بن بشر بن زياد ابو ايوب المنقري البصري الشاذكوني...1 47621. سليمان بن داود بن حماد بن سعد2 47622. سليمان بن داود بن داود أبو أيوب الهاشمي...2 47623. سليمان بن داود بن داود بن علي147624. سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب...1 47625. سليمان بن داود بن رشيد ابو الربيع الاحوال الختلي...1 47626. سليمان بن داود بن سالم بن زياد التبالي...1 47627. سليمان بن داود بن سليمان –1 47628. سليمان بن داود بن سليمان ابو علي الفرائضي...1 47629. سليمان بن داود بن سليمان المخزومي1 47630. سليمان بن داود بن سليمان بن ايوب1 47631. سليمان بن داود بن سليمان مولى يحيى بن يعمر...1 47632. سليمان بن داود بن صالح بن حسان1 47633. سليمان بن داود بن قيس الصنعاني1 47634. سليمان بن داود بن قيس الفراء1 47635. سليمان بن داود بن قيس المدني1 47636. سليمان بن داود بن كثير بن وقدان ابو محمد الطوسي...1 47637. سليمان بن داود بن محمد بن شعبة بن يزيد بن النجار اليمامي...1 47638. سليمان بن ذكوان1 47639. سليمان بن ذكوان ابو قحذم2 47640. سليمان بن راشد3 47641. سليمان بن ربيع العدوي1 47642. سليمان بن رجاء2 47643. سليمان بن رزين4 47644. سليمان بن رفيع الجمال1 47645. سليمان بن زرعة1 47646. سليمان بن زياد2 47647. سليمان بن زياد الحضرمي2 47648. سليمان بن زياد الحضرمي المصري2 47649. سليمان بن زياد الفراء المصري1 47650. سليمان بن زياد الواسطي1 47651. سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم1 47652. سليمان بن زيد1 47653. سليمان بن زيد أبوإدام المحاربي الكوفى...1 47654. سليمان بن زيد ابو ادام2 47655. سليمان بن زيد ابو ادام المحاربي2 47656. سليمان بن زيد الازدي1 47657. سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري المدني...1 47658. سليمان بن زيد بن ثابت الانصاري1 47659. سليمان بن سالم1 47660. سليمان بن سالم أبو أيوب1 47661. سليمان بن سالم ابو ايوب1 47662. سليمان بن سالم ابو داود القرشي القطان...1 47663. سليمان بن سالم القاضي1 47664. سليمان بن سالم القرشي3 47665. سليمان بن سالم المديني ابو الربيع مولى عبد الرحمن بن حميد...1 47666. سليمان بن سحيم7 47667. سليمان بن سحيم ابو ايوب الهاشمي المديني...1 47668. سليمان بن سحيم ابو ايوب مولى بني كعب1 47669. سليمان بن سحيم المدني1 47670. سليمان بن سعد5 47671. سليمان بن سعد الخشني1 47672. سليمان بن سعيد1 47673. سليمان بن سعيد ابو داود المؤدب1 47674. سليمان بن سعيد القومسي1 47675. سليمان بن سفيان4 47676. سليمان بن سفيان ابو سفيان المديني3 47677. سليمان بن سفيان الجهني1 47678. سليمان بن سفيان الجهني المدائني2 47679. سليمان بن سفيان المدني أبو سفيان1 47680. سليمان بن سلم2 47681. سليمان بن سلمان الزبادي1 47682. سليمان بن سلمة2 47683. سليمان بن سلمة ابو ايوب الخبائري الحمصي...1 47684. سليمان بن سلمة الخبائري1 47685. سليمان بن سلمة الخبائري أبو أيوب الحمصي...1 47686. سليمان بن سلمة الخبائري ابو ايوب الحمصى...1 47687. سليمان بن سلمة الغساني3 47688. سليمان بن سلمة بن عبد الجبار1 47689. سليمان بن سلمة بن عبد الجبار الخبائري...2 47690. سليمان بن سليم1 47691. سليمان بن سليم أبو سلمة1 47692. سليمان بن سليم أبو سلمة الكناني2 47693. سليمان بن سليم ابو حمام المطوعي1 47694. سليمان بن سليم ابو سلمة الكناني1 47695. سليمان بن سليم ابو سلمة الكناني كنانة...1 47696. سليمان بن سليم الحمصي1 47697. سليمان بن سليم الكناني ابو سلمة1 47698. سليمان بن سليم الكندي1 47699. سليمان بن سليم بن كيسان1 47700. سليمان بن سليمان2 47701. سليمان بن سمرة بن جندب1 47702. سليمان بن سمرة بن جندب الفزاري2 47703. سليمان بن سمير1 47704. سليمان بن سمير الالهاني1 47705. سليمان بن سنان المزني4 47706. سليمان بن سويد3 47707. سليمان بن سيار الحضرمي1 47708. سليمان بن سيف أبو داود الحراني محدث حران...1 47709. سليمان بن سيف الحراني ابو داود1 47710. سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم1 47711. سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم أبو داود الحراني الطائي...1 47712. سليمان بن شرحبيل أبو القاسم الجبلاني...1 47713. سليمان بن شرحبيل ابو القاسم الجبلاني...1 47714. سليمان بن شرحبيل الجبلاني1 47715. سليمان بن شعيب بن الليث بن سعد1 47716. سليمان بن شعيب بن الليث بن سعد المصري...1 47717. سليمان بن شفى المصري1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس بن عبد المطلب، أبو أيوب الهاشمي :
كان داود بن علي مات وابنه حمل. فلما ولد سموه باسمه داود. سمع سليمان عبد الرحمن بن أبي الزناد، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وعبثر بن القاسم، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن إدريس الشافعي. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وهارون بْن عبد الله الحمال، وأبو يحيى صاعقة والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس بن محمد الدوري، والحسن بن سلام السواق، والحارث بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النرسي، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن المعدل، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيّ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن خالد الرازي قال: سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت أبا الوليد الجارودي يقول: قدم علينا الشافعي فقال: ما خلفت بالعراق رجلين أعقل منهما، سليمان بن داود، وأحمد بن حنبل.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي الأزجي- بلفظه من كتابه- أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا إبراهيم بن خالد الرازي قال:
سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت الحسن بن محمد بن الصباح يقول: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من رجلين، أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: بلغني عَنْ مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارة قَالَ: سمعت سليمان بن داود الهاشمي يقول: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيّات.
وقال ابن خراش: بلغني عن أحمد بن حنبل قال: لو قيل لي اختر للأمة رجلا استخلفه عليهم، استخلفت سليمان بن داود الهاشمي.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حدثنا أبو مسلم صالح بْن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سليمان بن داود الهاشمي ثقة كان يسكن بغداد.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قال: سليمان بن داود الهاشمي كان صدوقا ثقة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النِّيسَابُورِيّ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو أيوب سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبَّاسٍ، ثقة مأمون سكن بغداد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: قَالَ أَبُو الحسن الدارقطني: سليمان بن داود الهاشمي ثقة.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس توفي ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين، وكان ثقة.
أخبرنا الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أَخْبَرَنَا أحمد بن زهير قال: سليمان بن داود الهاشمي توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
مات سليمان بن داود الهاشمي سنة تسع عشرة ومائتين ببغداد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري أن أَحْمَد بن حمدان بن الخضر أخبرهم حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قال: سنة عشرين ومائتين فيها مات سليمان بن داود بن داود بن علي الهاشمي.
كان داود بن علي مات وابنه حمل. فلما ولد سموه باسمه داود. سمع سليمان عبد الرحمن بن أبي الزناد، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وعبثر بن القاسم، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن إدريس الشافعي. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وهارون بْن عبد الله الحمال، وأبو يحيى صاعقة والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس بن محمد الدوري، والحسن بن سلام السواق، والحارث بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النرسي، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن المعدل، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيّ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن خالد الرازي قال: سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت أبا الوليد الجارودي يقول: قدم علينا الشافعي فقال: ما خلفت بالعراق رجلين أعقل منهما، سليمان بن داود، وأحمد بن حنبل.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي الأزجي- بلفظه من كتابه- أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا إبراهيم بن خالد الرازي قال:
سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت الحسن بن محمد بن الصباح يقول: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من رجلين، أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: بلغني عَنْ مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارة قَالَ: سمعت سليمان بن داود الهاشمي يقول: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيّات.
وقال ابن خراش: بلغني عن أحمد بن حنبل قال: لو قيل لي اختر للأمة رجلا استخلفه عليهم، استخلفت سليمان بن داود الهاشمي.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حدثنا أبو مسلم صالح بْن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سليمان بن داود الهاشمي ثقة كان يسكن بغداد.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قال: سليمان بن داود الهاشمي كان صدوقا ثقة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النِّيسَابُورِيّ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو أيوب سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبَّاسٍ، ثقة مأمون سكن بغداد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: قَالَ أَبُو الحسن الدارقطني: سليمان بن داود الهاشمي ثقة.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سليمان بن داود بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس توفي ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين، وكان ثقة.
أخبرنا الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أَخْبَرَنَا أحمد بن زهير قال: سليمان بن داود الهاشمي توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
مات سليمان بن داود الهاشمي سنة تسع عشرة ومائتين ببغداد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري أن أَحْمَد بن حمدان بن الخضر أخبرهم حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قال: سنة عشرين ومائتين فيها مات سليمان بن داود بن داود بن علي الهاشمي.
- وسليمان بن داود. يكنى أبا داود, صاحب الطيالسة, مولى بني أسد بن عبد العزى. مات سنة أربع ومائتين في شهر ربيع الآخر.
سليمان بن داود
- سليمان بن داود. أبو الربيع الزهراني. تُوُفّي بالبصرة في آخر سنة أربع وثلاثين.
- سليمان بن داود. أبو الربيع الزهراني. تُوُفّي بالبصرة في آخر سنة أربع وثلاثين.
سليمان بن داود
قال: وسئل عن سليمان بن داود الذي يحدث عن الزهرى روى عنه يحيى بن حمزة فقال: ليس بشئ.
(هذا رأي يحيى بن معين)
قال: وسئل عن سليمان بن داود الذي يحدث عن الزهرى روى عنه يحيى بن حمزة فقال: ليس بشئ.
(هذا رأي يحيى بن معين)
سُلَيْمَان بْن دَاوُد
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد: قَالَ السَّاجِي: سُلَيْمَان بْن دَاوُد الَّذِي يروي حَدِيث الصَّدقَات، قَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَيْسَ بِشَيْء.
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد: قَالَ السَّاجِي: سُلَيْمَان بْن دَاوُد الَّذِي يروي حَدِيث الصَّدقَات، قَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَيْسَ بِشَيْء.
سليمان بن داود
- سليمان بن داود بن علي بن عبد الله. بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ ابن عبد مناف بن قصي. ويكنى أبا أيوب. وكان ثقة. سمع من إبراهيم بن سعد وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهما. وكتب عنه البغداديون ورووا عنه. تُوُفّي ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين.
- سليمان بن داود بن علي بن عبد الله. بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ ابن عبد مناف بن قصي. ويكنى أبا أيوب. وكان ثقة. سمع من إبراهيم بن سعد وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهما. وكتب عنه البغداديون ورووا عنه. تُوُفّي ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين.
سليمان بن داود
ابن إيشى بن عويد بن ناعر بن سلمون بن يخشون بن عميناذب بن أرم بن خضرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبو الربيع نبي الله ابن نبي الله جاء في الآثار أنه دخل دمشق قال الكلبي: أول نبي بعث إدريس ثم نوح ثم إبراهيم ثم إسماعيل وإسحاق ثم يعقوب ثم يوسف ثم لوط ثم هود ثم صالح ثم شعيب ثم موسى وهارون ثم إلياس ثم اليسع ثم يونس ثم أيوب ثم داود ثم سليمان ثم زكريا بن يشوى من بني يهوذا بن يعقوب ثم يحيى بن زكريا ثم عيسى بن مريم بنت عمران بن مابان من بني يهوذا بن يعقوب ثم سيدنا محمد رسول الله بن عبد الله بن عبد المطلب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليهم أجمعين.
فارص بصاد مهملة ابن يهوذا بن يعقوب.
وعن الحسن في قوله: " غدوّها شهر ورواحها شهر " قال: كان يغدو من دمشق فيقيل باصطخر ويروح من اصطخر فيبيت بكابل، وما بين اصطخر ودمشق مسيرة شهر للمسرع، وما بين اصطخر إلى كابل مسيرة شهر للمسرع. قال: وكان يتغدى باليمن ويتعشى بالشام، ويتغدى بالشام ويتعشى باصطخر، ويغدو من اصطخر فيقيل بالعراق، ويروح منها إلى الشام.
وقال في قوله عزّ وجلّ: " وأسلنا له عين القطر " يعني النحاس، فجرى له.
مر سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة، فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟ قالوا: وما يقول يا نبي الله؟ قال: يخطبها إلى نفسه، ويقول: زوجتي، أسكنك أي غرف دمشق إن شئت قال سليمان: لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد، ولكن كل خاطب كذاب.
وعن ابن مسعود في قوله عزّ وجلّ: " وداود وسليمان إذ يحكما في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم " فالكرم قد أنبتت عناقيده فأفسدته، قال: فقضى داود عليه السلام بالغنم لصاحب الكرم. فقال سليمان: غير هذا يا نبي الله، قال: وما ذاك؟ قال: تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا كان الكرم كما كان دفعت الكرم إلى صاحبه ودفعت الغنم إلى صاحبها قال الله عزّ وجلّ: " ففهمناك سليمان وكلاً أتينا حُكما وعلما ".
وعن أبي هريرة قال: نزل كتاب من السماء إلى داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مختوماً فيه عشر مسائل: أنْ سل ابنك سليمان، فإن هو أخرجهن فهو الخليفة من بعدك، قال: فدعا داود سبعين قساً وسبعين حبراً، وأجلس سليمان بين أيديهم، وقال: يا بني، نزل كتاب من السماء فيه عشر مسائل، أمرت أن أسألكهن، فإن أنت أخرجتهن فأنت الخليفة من بعد، قال سليمان: ليسأل نبي الله عما بدا له، وما توفيقي إلا بالله. قال: أخبرني يا بين ما أبعد الأشياء؟ وما أقرب الأشياء؟ وما آنس الأشياء؟ وما أوحش الأشياء؟ وما القائمان؟ وما المختلفان؟ وما المتباغضان؟ وما الأمر إذا ركبه الرج حُمد آخره؟ وما الأمر إذا ركبه الرجل ذُم آخره؟ فقال سليمان: أما أقرب الأشياء فالآخرة، وأما أبعد الأشياء فما فاتك من الدنيا، وأما آنس الأشياء فجسد فيه روح، وأما أوحش الأشياء فجسد لا روح فيه، وأما القائمان فالسماء والأرض، وأما المختلفان فالليل والنهار، وأما المتباغضان فالموت والحياة كل يبغض صاحبه، وأما الأمر إذا ركبه رجل خمد آخره فالحلم على الغضب، وأما الأمر إذا ركبه الرجل ذم آخره فالحدة على الغضب، قال: ففك الخاتم فإذا هو بالمسائل سواء على ما نزل من السماء. فقال القسيسون والأحبار: لن نرضى حتى نسأله عن مسألة فإن هو أخرجها فهو الخليفة من بعدك، قال: فسلوه. قال سليمان: سلوني، وما توفيقي إلا بالله. قالوا: ما الشيء إذا صلح صلح كل شيء منه وإذا فسد فسد كل شيء منه؟ قال سليمان: هو القلب إذا صلح صلح كل شيء منه، وإذا فسد فسد كل شيء منه، فقالوا: صدقت، أنت الخليفة من بعده، فدفع إليه داود قضيب الملك، ومات من الغد.
وعن ابن عباس قال: استخلف داود سليمان " على سيدنا محمد رسول الله وعليهما الصلاة والسلام - في حياته، وكان سليمان يوم استخلف أتى عليه اثنتا عشرة سنة، وذلك أنه لما نفذ في الحكم، وأبصر داود فهمه، وكان الله عزّ وجلّ جعله فهِماً. قال: فبينا داود جالس مع أحبار بني إسرائيل، فذكروا العقل عند داود فقال له داود: يا بني، ما العقل؟ قال: يا أبه، ما ارتدى العبد برداء أجمل من فضل عقل يرتدي به عبد مؤمن، إن انكسر جبره على عقله، وإن صرع نعشه، وإن زل عمده، وإن ذل أعزه، وإن اعوج أقامه، وإن عثر رفعه، وإن افتقر أغناه، وإن جاع أشبعه، وإن ظمئ أرواه، وإن حزن فرحه، وإن جمع كبحه، وإن استوحش
آنسه وإن خاف أمنه، وإن غوى أرشده، وإن تكلم صدقه، وإن كانت سوءة زينها، وإن انكشف ستره، وإن أقام بين ظهراني قوم اغتبطوا به، وإن غاب عنهم أسفوا عليه، وإن خطب إليهم وهو صعلوك اغتفروا ذلك منه، وإن شهد شهادة وهو غريب تفرسوا فيه فأحسنوا به الظن فقبلوها، وإن نطق قالوا: بليغ، وإن سكت قالوا: لبيب، وإن بسط يده قالوا: جواد، وإن قبضها قالوا: مقتصد، وإن عنف قالوا: لم يأل، وإن رفق قالوا: شفيق، وإن أفطر قالوا: معذور، وإن صام قالوا مجتهد. فالعقل رأس الإيمان ووسط الإيمان وآخر الإيمان، فبه يصل العبد إلى الجنة وبه يتفاضل أهل الدنيا في دنياهم، وأهل الجنة في درجاتهم، لأن العاقل إذا أخطأ رجع، وإذا أساء أحسن، والعقل يرد صاحبه إلى خير العواقب، قال: فتعجب داود عليه السلام، فقال: يا بني، فأين موضع العقل؟ قال: في الدماغ، يكون صاحب العقل زريناً زميتاً، لا يكون عجولاً جهولاً، ولا يستخفه الفرح، ولا يغلبه هواه قال: فعجب داود من حكمته فاستخلفه.
وعن عبد الله بن عباس قال:
لما تزوج داود عليه السلام بتلك المرأة ولدت له سليمان بن داود بعد ما تاب الله عليه، غلاماً، طاهراً، نقياً، فهماً، عاقلاً، عالماً، وكان من أجمل الناس وأعظمه وأطوله، فبلغ مع أبيه حتى كان يشاوره في أموره، ويدخله في حكمه، فكان أول ما عرف داود من حكمته، وتفرس فيه النبوة أن امرأة كانت كسبت جمالاً، فجاءت إلى القاضي تخاصم عنده، فأعجبته فأرسل إليها يخطبها، فقالت: ما أريد النكاح فراودها على القبيح، فقالت: أنا عن القبيح أبعد، فانقلبت منه إلى صاحب الشرطة، فأصابها منه مثل الذي أصابها من القاضي، فانقلبت إلى صاحب السوق، فكان منه مثل ذلك فانقلبت منه إلى حاجب داود فأصابها منه مثلما أصابها من القوم فرفضت حقها ولزمت بيتها، فبينا القاضي وصحب الشرطة وصاحب السوق والحاجب جلوس في مجلس يتحدثون، فوقع ذكرها فتصادق القوم بينهم وشكى كل واحد منهم إلى صاحبه ما أصابه من العجب بها. قال بعضهم: ما يمنعكم وأنت ولاة الأمر أن تتلطفوا لها حتى تستريحوا منها، فاجتمع رأي القوم على أن يشهدوا لها أن لها كلباً وأنها تضطجع فترسله على نفسها حتى ينال منها ما ينال الرجل من المرأة، فدخلوا على داود عليه السلام فذكروا له أن امرأة لها كلب تسمنه وترسله على نفسها حتى يفعل بها ما يفعل الرجل بالمرأة، فكرهنا أن نرفع أمرها إليك حتى
نتحققه، فمشينا حتى دخلنا منزلاً قريباً منها في الساعة التي بلغنا أنها تفعل ذلك، فنظرنا إليها كيف حلته من رباطه ثم اضطجعت له حتى نال منها ما ينال الرجل من المرأة، ونظرنا إلى الميل يدخل في المكحلة ويخرج منها، فبعث داود فأتى بها فرجمها، فخرج سليمان وهو يومئذ غلام حين ترعرع ومعه الغلمان ومعه حضانه يلعب، فجعل منهم صبياً قاضياً وآخر على الشرطة، وآخر على السوق، وآخر حاجباً، وآخر كالمرأة، ثم جاؤوا يشهدون عن سليمان كهيئة ما شهد أولئك عن داود، يريدون رجم ذلك الصبي كما رجمت امرأة، قال سليمان عند شهادتهم: فرقوا بينهم ثم دعا بالصبي الذي جعله قاضياً، فقال: أيقنت الشهادة، قال: نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أسود، قال: نحوه ودعا بالذي جعل على الشرطة فقال: تيقنت الشهادة؟ قال: نعم، قال فما كان لون الكلب؟ قال: أحمر، قال نحوه، ثم دعا صاحب السوق، فقال: أيقنت الشهادة؟ قال: نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أبيض قال: نحوه، ثم دعا بالذي جعل حاجباً، فقال تيقنت الشهادة؟ قال نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أغبش، قال: أردتم أن تغشوني حتى أرجم امرأة من المسلمين؟ فقال للصبيان: ارجموهم، وخلى سبيل الصبي الذي جعله امرأة، ورجع حضانه، فدخلوا على داود فأخبروه الخبر فقال داود: علي بالشهود الساعة واحداً واحداً، فأتي بهم. قال للقاضي: ما كان لون الكلب؟ فقال: أسود، ثم أتي بصاحب الشرطة وسأله فقال: أبيض، ثم أتي بصاحب السوق فسأله فقال: كان أحمر، ثم أتي بالحاجب فسأله فقال: كان أغبش. فأمر بهم داود فقتلوا مكان المرأة، فكان هذا أول ما استبان لداود من فهم سليمان عليه السلام.
وعن عبد الله بن سلام قالوا: لم يبعث الله عزّ وجلّ رسولاً إلى قومه حتى وجده أرجحهم عقلاً.
قال كعب: وبعض النبيين أرجح عقلاً من بعض، وما استخلف داود سليمان واختاره على جميع ولده وبني إسرائيل حتى عرف فضل عقله في حداثة سنه، وإنما استخلاف الأنبياء قبل سيدنا محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبوة ما خلا سيدنا محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه لا نبي بعده وأعطى الله سليمان من العقل ما لو وزن عقله بعقل أهل زمانه لرجحهم.
حدث أبو بشير قال:
لما كبر داود " صلى الله على سيدنا محمد نبينا وعليه وسلم " وظن أنه الموت أرسل إلى فقهاء بني إسرائيل وخيارهم، فقال لهم: إني لا أرى إلا قد احتضرت، فابغوني رجلاً منكم ترضونه فأوليه الخلافة من بعدي. قال: فطافوا زماناً لا يذكر لهم رجل من بني إسرائيل بخير إلا أتوه به، فلا ينصرفون عنه حتى يجدوا فيه عيباً. فلما طال ذلك عليهم قال بعضهم: قد رأينا هذا الغلام قد نشأ على أحسن ما ينشأ عليه أحد، وقد عجزنا أن نجد هذا الرجل فلو أتينا سليمان. قال: فغضبت المشيخة وقالوا: ما لسليمان وهذا الأمر؟! قالوا ليس نجد هذا الرجل وما علينا أن نأتيه؟ قال: فطلبوه في أهله فلم يجدوه، فطلبوه فوجدوه في جدار وحده مسنداً ظهره إلى الجدار فسلموا وقعدوا حوله، ففزع سليمان لما رأى أحبار بني إسرائيل وفقهاءهم، فجعلوا لا يسألونه عن شيء يعلمه إلا أخبرهم به، وإن سألوه عن شيء لا علم له به رد علمه إلى الله تعالى، قال: فنظر القوم بعضهم إلى بعض، فقالوا: هذا صاحبنا. فلما فرغوا مما أرادوا أن يسألوه عنه واجتمع رأيهم على أنه صاحبهم ضحك سليمان فغضبت المشيخة، وقالوا: غلام أتيناه لأعظم أمر في الدنيا وليس أهل ذلك ضحك واستهزأ بنا؟ ثم قال بعضهم: والله لأخبرن بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فأرسل إليهم داود فقال: ألا تبغوني هذا الرجل، قالوا: ما وجدنا في بني إسرائيل رجلاً يصلح للخلافة، فأتينا سليمان قال: فغضب داود وقال: ما لسليمان وما لهذا؟ قالوا: يا رسول الله، لم نجد الرجل فأتيناه فلم نر إلا خيراً. فلما ذهبنا نقوم ضحك سليمان، قال داود: ضحك! قالوا: نعم، قال: علي بسليمان، قال: فأتي به فقال: أتاك أحبار بني إسرائيل وفقهاؤهم لأعظم أمر في الدنيا. ولست لذلك بأهل، فضحكت بهم وسخرت منهم؟ والله لأعاقبنك بعقوبة لم أعاقبها أحداً مثلك. قال سليمان: يا رسول الله، أو آتيك بعذر! قال: أو تأتيني بعذر! قال: أتاني هؤلاء القوم، فسألوني عن أشياء ما علمت منها أخبرتهم، وما لم أعلم رددت علمه إلى الله، فإنهم حولي إذ سمعت كلاماً من خلفي فالتفت إلى الحائط فإذا أنا بدودة، وإذا هي تقول: يا للعجب من قوم يسألون سليمان، وقد فرغ الله من أمره، فما ملكت نفسي أن ضحكت فرحاً لما قالت. قال: فقال داود لسليمان ولهم: اخرجوا عني، فخرجوا ونزل الوحي على داود: يا داود أعرض عن سليمان فقد ولاه الله الأمر من بعدك.
قيل: إن داود قال: إلهي، كن لسليمان كما كنت لي، فأوحى الله إليه أن قل لسليمان يكون لي كما كنت لي أكون له كما كنت لك.
ولما مات نبي الله داود أوحى الله إلى سليمان أن سلني حاجتك، قال أسألك أن تجعل قلبي يخشاك كما كان قلب أبي، وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي فقال الله عزّ وجلّ: أرسلت إلى عبدي أسأله حاجته فكانت حاجته أن أجعل قلبه يخشاني وأن أجعل قبله يحبني، لأهبن له ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده. قال الله عزّ وجلّ: " فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد، هذا عطاؤنا فمنن أو أمسك بغير حساب " قال: فأعطاه الله ما أعطاه، وفي الآخرة لا حساب عليه.
وعن الحسن في قوله عزّ وجلّ: " ولقد آتينا داود وسليمان علماً " يعني علم التوراة والزبور والفقه في الدين وفصل القضاء وعلم كلام الطير والدواب " وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثر من عباده المؤمنين "، يعني بالتفضيل: النبوة مع الملك.
قال وهب بن منبه: استُخلف سليمان عليه السلام وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وداود حي، وأحدث الله له النبوة بعد داود، وأعطاه الله ما لم يعد أحداً من الأنبياء، وكان الله سخر له الجن والإنس والريح والطير، وكان رجلاً وضيئاً أبيض جسيماً كبير العينين يلبس البياض.
ولما عرضت الخيل على سليمان شغله النظر إليها حتى فاتته صلاة العصر، وتوارت بالحجاب. قال: فعقر الخيل غضباً لله. قال: فأعقبها الله أسرع منها، الريح فسخرها له تجري بأمره رخاء حيث شاء.
وعن إبراهيم التيمي قال: كانت الخيل التي شغلت سليمان ألف فرس فعقرها.
وقال عكرمة: كانت عشرين ألفاً فعقرها.
وعن وهب قال:
قيل لسليمان: إن خيلاً بلقاً لها أجنحة تطير بها وإنها ترد ما كذا وكذا من جزيرة بحر كذا وكذا، فقال: كيف لي بها؟ قالت الشياطين: نحن لك بها، قال: فانطلقوا فهيئوا لي سلاسل ولجماً، ثم انطلقوا إلى العين التي تردها، فنزحوا ماءها، وسدوا عيونها، وصبوا فيها الخمر، فجاءت الخيل واردة فشمت فأصابت ريح الخمر، فتخبطتها بقوائمها، ولم تشرب، ثم صدرت، ثم عادت للغد، فشمت الخمر فخبطتها ولم تشرب، ثم صدرت عنها. فلما أجهدها العطش جاءت فاقتحمت فيها فشربت فسكرت، فذهبت لتنهض فلم تقدر عليه، فجاءت الشياطين حتى وضعت عليها اللجم والسلاسل ثم قعدت عليها. فلما أفاقت وطارت وعليها اللجم وقد استولت عليها الشياطين، فلم تزل ترفق بها الشياطين وتعالجها حتى هبطت الخيل إلى القرار، فلم يزالوا بها حتى جاؤوا بها سليمان فربطها ووكل بها من يسوسها حتى استأنست وأذعنت، فكان سليمان قد أعجب بها فعرضها ذات يوم فنظر إليها " حتى توارت بالحجاب " وغفل عن صلاة العصر، فقال: " أحببت حب الخير " يعني الخيل " عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي " قال: فردت عليه فمسح سوقها وأعناقها بالسيف، فلم يدع لها نسلاً، فالله أعلم أي ذلك كان.
وقال الزهري: ما عقرها ولكن مسح يده عليها.
وقال الحسن: إن الله كان أعطى سليمان ما لم يعط أحداً من الملك والسلطان وكانت عجائب تكون في زمانه، وكان الله سخر له الشياطين من يغوصون له، ويعملون عملاً دون ذلك، يعني من دون الغوص بنيان المدائن. قال: " والشياطين كل بناء وغواص " قال: "
يعملون له ما يشاء من محاريب " يعني المساجد " وتماثيل " يعني ما كانوا يزخرفون له البيوت والمساجد فيمثلون بالشجر وما أشبهه ن نحو النقش في الحيطان ثم قال " وجفان كالجواب " يعني القصاع العظام يجتمع على القصعة الخمس مئة والثلاث مئة مثل الجوبة العظيمة ثم قال: " وقدور راسيات "، يعني به القدور العظام مثل الحياض لا يستقلها أحد، أثافيها منها راسية في الأرض. وقال الله تعالى لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب " يعني مطيعاً " إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت؛ب الخير عن ذكر ربي " قال الحسن: كانت خيلاً بلقاً جياداً، وكانت أحب الخيل إليه البلق فعرضت عليه، فجعل ينظر إليها " حتى توارت بالحجاب " يعني الشمس، فغفل عن صلاة العصر.
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: أنه سئل عن صلاة الوسطى فقال: هي التي غفل عنها نبي الله سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب. يعني العصر.
وعن الحسن " فطفق مسحاً بالسوق والأعناق " قال: قطع سوقها وأعناقها بالسيف أسفاً على ما فاته من ذكر الله يعني من فوت صلاة العصر لوقتها.
وعن الحسن قال: ولد له ابن به عاهة، قد كسرته الرياح، ولم يقل شق إنسان. قال: فأعجب به سليمان ولم يكن له ولد ذكر، فخاف عليه الموت وآفات الأرض، فطلب له الرضاع، فجاءت الإنس، فطلبوا الرضاع فأبى، وجاءت الجن فطلبوه فأبى، وجاءت السحاب فطلبته، فقال: كيف ترضعينه؟ قالت: أحمله بين السماء والأرض وأربيه بماء المزن، قال: فدعا الريح، فقال لها: كوني مع السحاب في كفالة هذا الولد، فقالت: أفعل، قال: فمهدوا لابن سليمان على السحاب، ثم صار السحاب من فوقه كهيئة القبة، وجعل
معه وصيفة تناغيه، ثم أمر الريح أن تحمله فكانت السحاب تنحدر به كل يوم مرتين غدوة وعشية إلى أمه ترضعه وتغسله وتطيبه ثم تضعه في السحاب، فتحمله الريح بين السماء والأرض، فكانت إذا حنت إليه أأراده سليمان تكلما أو أحدهما، فتحمل الريح كلامهما إلى السحاب فينقض السحاب به إليهما حتى ينظرا إليه، ثم يأمر سليمان عليه السلام برده إلى موضعه، وإنما فعل ذلك شفقة عليه، قال: فأمر الله ملك الموت بقبض روحه، فقبضه ثم قال للسحاب: أرسليه فإنك تكفلت به وهو حي، فأرسلته، فوقع على كرسيه ميتاً، فذلك قوله عزّ وجلّ: " ولقد فتنّا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ".
قال الشعبي: قالت الجن:
لئن ولد لسليمان ذكر لنلقين منه مثل ما لقينا من أبيه، فتعالوا حتى نرصد أرحام نسائه حتى لا يولد له. قال: فولد له غلام، فلم يأمن عليه الإنس ولا الجن فاسترضعه في المزن يعني السحاب. وكان يزيد في السنة كذا وكذا، وفي الشهر كذا وكذا وفي الجمعة كذا وكذا، قال: فلم يشعر إلا وقد وضع على كرسيه، وقد مات. فذلك قوله عزّ وجلّ " وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ".
وقال غيره: الشيطان الذي كان أخذ خاتمه.
وقال ابن عباس: قوله: " وألقينا على كرسيه " يعني الجسد: صخراً المارد حين غلب على ملكه، وجلس على كرسي سليمان أربعين يوماً، فالله أعلم أي ذلك كان.
قال ابن عباس:
وإنما ابتلي سليمان بذهاب ملكه للصنم الذي صُور في داره. قال: كان سليمان رجلاً غزّاء، يغزو البحر والبر، فسمع بملك في جزيرة من جزائر البحر يقال لها: صندور، بها ملك عظيم لم يكن للناس إليه سبيل لمكانه من البحر، وكان الله عزّ وجلّ أعطى سليمان في ملكه سلطاناً لا يمتنع منه شيء في بر ولا بحر، إنما يركب الريح فتخرج به حيث يريد
قال: فركب سليمان الريح وجنوده من الجن والإنس حتى نزل تلك الجزيرة، فقتل ملكها، وسبى من فيها، وأصاب جارية لم ير مثلها حسناً وجمالاً، وكانت ابنة ذلك الملك، فاصطفاها لنفسه، فكان يجد بها ما لا يجد بأحد، ويؤثرها على نسائه، فلما رأى ذلك إبليس قال: لأنتهزن فرصتي من سليمان بهذه المرأة، فدس إليها صخراً المارد، فأتاها في صورة حاضنها إلى الباب، ثم قال للحاجب: قل لفلانة إن حاضنك فلاناً بالباب، فأرسلت إلى سليمان، وسألته أن يأذن له عليها، فأذن له فدخل عليها، وهي لا تشك إلا أنه أخوها من الرضاعة، فبكت وبكى وقال لها: قد رضيت من سليمان بما صنع بأبيك وأهل بيتك، فصرت مملوكة بعد أن كنت ملكة بنت ملك! فقالت له: كيف لي بذلك؟ فقال لها: أما تشتاقين إلى أبيك؟ فقالت: وكيف لي وقد سلى الحزن علي جسمي؟ فقال لها: فإني سأرشدك إلى أمر يكون لك فيه فرج، وتسل عن حزنك، إذا دخل سليمان عليك فلا تكلميه إلا نزراً ولا تنظري إليه إلا شزراً، فإذا قال لك: ما لك؟ وما تريدين؟ فقولي له: إني أحب أن تأمر بعض الشياطين، فيصوروا لي أبي في داري التي أنا فيها، فأراه بكرة وعشية، فيذهب عني حزني ويسلى عني بعض ما أجد، قال: فلما دخل سليمان فعلت ما أمرها الشيطان، فقال لها: ما لك؟ قالت: إني أذكر أبي، وأذكر ملكه، وما أصابه فيحزنني ذلك، فقال لها: فقد أبدلك الله ملكاً وسلطاناً أعظم من ملكه وسلطانه، وهداك إلى دينه، فهو أعظم من ذلك كله، قال: إن ذلك كذلك ولكن إذا ذكرته أصابني ما ترى، فإن رأيت أن تأمر بعض الشياطين فيصوروا لي صورة أبي في داري التي أنا فيها، فأراه بكرة وعشية رجوت أن يذهب عني حزني ويسلى عني بعض ما أجد في نفسي، فأمر سليمان صخراً المارد فمثل لها أباها في هيئته في ناحية دارها حتى لا تنكر منه شيئاً، فمثل لها حتى نظرت إلى أبيها لا تنكر في نفسها شيئاً غلا أنه لا روح فيه، فعمدت إليه، فزينته وألبسته، حتى تركته كهيئة أبيها ولباسه، فإذا خرج سليمان من دارها تغدو عليه كل غدوة مع جواريها، فتطيبه وتسجد له وتسجد جواريها، وتروح بمثله، وسليمان لا علم له بشيء من ذلك، وأتاها الشيطان من حيث لا يعلم سليمان، حتى أتى لذلك أربعون يوماً، وبلغ ذلك الناس، وبلغ آصف بن برخيا، وكان صديقاً، فقال له الناس هل بلغك
ما بلغنا؟ قال: نعم. قالوا: كيف لنا أن نعلم سليمان؟ قال: أنا أكفيكم ذلك، فدخل عليه فقال: يا نبي الله، إني ((قد كبرت ودق عظمي، ونفد عمري، وقد أحببت أن أقوم مقاماً قبل أن أموت، أذكر فيه من مضى من أنبياء الله عزّ وجلّ، وأثني عليهم بعلمي فيهم، وأعلم الناس بعض ما يجهلون من كثير من أمرهم، قال: فافعل. قال: فجمع الناس سليمان، فقام فيهم خطيباً، فذكر من مضى من أنبياء الله عزّ وجلّ، وأثنى على كل نبي بما فيه، وذكر ما فضلهم الله به، حتى انتهى إلى سليمان، فذكر فضله وما أعطاه الله في حداثة سنه وصغره، وما كان أعطي في حياة أبيه داود من الفضل ثم سكت فامتلأ سليمان غيظاً، فلما دخل أرسل إليه فدعاه فقال: يا آصف، ذكرت من مضى من أنبياء الله فأثنيت عليهم، بما كانوا في زمانهم، فلما ذكرتني جعلت تثني علي بخير في صغري، وسكت عما سوى ذلك من أمري في كبري، فما هذا الذي أحدثت من أمري في كبري؟ قال: أحدثت أن غير الله يعبد في دارك منذ أربعين يوماً في هوى امرأة، قال: في داري؟! قال في دارك، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون عرفت، ما قلت هذا إلا عن شيء بلغك، ثم رجع إلى داره فكسر ذلك الصنم، وعاقب تلك المرأة وولائدها، ثم أمر بثياب الطهر فأتي بها، لا يغزلها إلا الأبكار، ولا ينسجها إلا الأبكار، ولم تمسها امرأة ذات الدم، فلبس ثم خرج إلى فلاة من الأرض، ففرش له الرماد ثم أقبل دائباً إلى الله عزّ وجلّ، فجلس على ذلك الرماد يتمعك في ذلك الرماد في ثيابه متذللاً متضرعاً يبكي ويستغفر مما كان في داره، يقولك يا رب، ما هذا بلاؤك عند داود أن يعبدوا غيرك، وأن
يقروا في دارهم وليهم عبادة غيرك. فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع، وكانت له جارية سماها الأمينة، فكان إذا الخلاء أو أراد إتيان امرأة وضع خاتمه عندها، وكان لا يمس خاتمه، إلا وهو طاهر، وكان الله جعل ملكه في خاتمه. قروا في دارهم وليهم عبادة غيرك. فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع، وكانت له جارية سماها الأمينة، فكان إذا الخلاء أو أراد إتيان امرأة وضع خاتمه عندها، وكان لا يمس خاتمه، إلا وهو طاهر، وكان الله جعل ملكه في خاتمه.
قال وهب بن منبه: إن خاتم سليمان عليه السلام كان أتي به من السماء له أربع نواح، في ناحية منه: لا إله غلا اله وحده لا شريك له محمد عبده ورسوله، وفي الثانية: اللهم، مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، وفي الثالثة: كل شيء هالك إلا الله، وفي الرابعة: تباركت إلهي لا شريك لك. وكان له نور يتلألأ، إذا تختم به اجتمع إليه الجن والإنس والطير والريح والشياطين والسحاب.
قال: فجاء يوماً يريد الوضوء فدفع الخاتم إليها، صخر المارد حتى سبق سليمان فدخل المتوضأ، فقام خلف الباب فدخل سليمان لحاجته، وخرج الشيطان على صورة سليمان ينفض لحيته من الوضوء، لا تنكر من سليمان شيئاً، فقال: خاتمي يا أمينة، فناولته إياه، ولا تحسب إلا أنه سليمان، فجعله في يده، ثم خرج حتى جلس على سرير سليمان، وعكفت عليه الطير والجن والإنس، وخرج سليمان فقال للأمينة: خاتمي، قالت: ومن أنت؟ قال: أنا سليمان بن داود، وقد تغير عن حاله وذهب عنه بهاؤه، قالت: كذبت إن سليمان قد أخذ خاتمه وهو جالس على سريره في ملكه فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته.
وقال وهب بن منبه:
إنه كان في جزيرة من جزائر البحر ملك عظيم السلطان، فبعث إليه سليمان يدعوه إلى ما قبله، فأبى عليه لعظم سلطانه، فبعث إليه بالريح، فنسفته وملكه وجميع ما قبله حتى وضعته بين يديه، وكان لذلك الملك ابنة تدعى أبرهة، فأعجب سليمان بها فعرض عليها الإسلام فكرهته، فخوفها بالقتل، فأصرت فخوفها بقتل أبيها، فقالت: إن قتلته قتلت نفسي، فخاف سليمان أن يكرهها فتقتل نفسها وأحبها حباً شديداً، وهي يومئذ على دينها فتركها، فلما غلبته تزوجها، وكانت تعتكف على صنم من ياقوت وكان الصنم من الفيء الذي نسفته الريح، فسألته سليمان فوهبه لها، وكان لا يصبر عنها وكان يتودد لها، ويرفق بها، رجاء أن تسلم، فظل معها ذات يوم. فلما أراد الانصراف وثبت إليه فاعتنقته وقالت له: أسألك بحياتي وبحبي وبحقي إلا ما جزرت لإلهي، فقال سليمان: إن ذلك لا يحل لي وما زيارتي إياك وأنت معتكفة على الشرك إلا رجاء أن تسلمي، ثم قالت: لئن لم تجزر لصنمي لأقتلن نفسي، وكان ذلك من تعليم أبيها. فلما سمع سليمان قولها خافها على نفسها وخدعها وقال لها: إني إن جزرت لصنمك على رؤوس الناس خلعت ملكي، وانخلعت من ديني، قالت: فإني قد حلفت بإلهي لئن لم تفعل لأقتلن نفسي، فابرر يميني فدعا سليمان بجرادة وسكين فذبحها، فبساعة قطع رأسها أنكر نفسه وأنكرته هي، وانقشعت عنه هيبة الملك والسلطان، ثم خرج من عندها فوجد ماله من الشياطين عوداً على منبره، وكان قبل ذلك لا يرام، ووجد على كرسيه أشبه الناس صورة به، ويقال إن ذلك معنى
قوله: " وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ". قال: ثم قام إليه خادم له من الجن فاستل خاتمه من أصبه فأبق به، وكانت الجن قبل ذلك لا يرومونه. فلما أخذ الجني الخاتم وكان عفريتاً مارداً ذا رأي في نفسه فقال: ما أخذت خاتم سليمان ولا وصلت إليه إلا بذنب بينه وبين الله عزّ وجلّ، وما آمن أن يرد اله ملكه فلأطرحن هذا الخاتم مطرحاً لا يقدر عليه أبدً ثم انطلق سريعاً حتى ألقاه في اللجة الخضراء. وأوحى الله إلى سليمان لمن ذبحت الجرادة التي قربتها لامرأتك؟ فإن كنت ذبحتها لي فقد صغرت أمري، وما سبقك إلى ذلك أحد، وقد علمت أنه لا يذبح لي إلا رُغاء أو خوار أو ثغاء، وإن كنت قد ذبحتها لصنم امرأتك فلأقلبك من العزة بي، أما كفاك أنك تزوجتها وهي مشركة فلم أعاتبك فيها! فلما فرغ إليه من القول شذ من أهله مرعوباً أربعين ليلة، يعير كما تعير الدابة، يبكي على نفسه، ويعدد على خطيئته، ويستغفر ربه. فلما أخبرته امرأته بالذي أصابه في سببها أحزنها ذلك وأبكاها، فأسلمت رجاء أن يرد الله إليه ملكه، فلما مضت لسليمان أربعون ليلة تاب الله عليه، وغفر له، وانصرف وقد أجهده الجوع، فمر بساحل من سواحل البحر، وإذا بحوت يضطرب فضرب بيده إلى الحوت، فأخذه ليأكله فلما فرى بطنه وجد فيه خاتمه فازداد بذلك خوفاً وعجباً ووجلاً فعاد إليه ملكه.
وقيل: إن سليمان كان عنده مجوسية امرأة، فقالت له يوماً في عيد كان لها: أعطني بقرة أذبحها لعيدنا، قال: لا، قال: فأعطني شاة، قال: لا، قالت: فأعطني دجاجة، قال: لا، قالت: فأعطني حمامة، قال: لا. فبينما هو كذلك إذ وقعت على يده جرادة، فقالت: أعطني هذه الجرادة، قال: نعم، ثم قطع رأسها بيده، فسال منها دم كثير حتى أفزع سليمان، ثم أنساه الله إياه، حتى أصابه بعدما سلب ملكه.
وقيل عن عباس أنه اختصم إلى سليمان فريقان أحدهما من أهل جرادة " امرأة كانت له يعجب بها -
وهوي أن يكون الحق لهم، ثم إن الحق كان للآخرين، فقضى لهم به، فإنما أصابه الذي أصابه لذلك الهوى الذي سبق إلى قلبه.
وقيل إنه احتجب عن الناس ثلاثة أيام، فأوحى الله إليه: يا سليمان احتجبت عن الناس ثلاثة أيام، فلم تنظر في أمور عبادي، ولم تنصف مظلوماً من ظالم. وكان ملكه في خاتمه، وكان إذا دخل الحمام وضع خاتمه تحت فراشه، فدخل ذات يوم الحمام والخاتم تحت فراشه، فجاء الشيطان فأخذه وألقاه في البحر، فأقبل الناس نحو الشيطان، فأقبل سليمان يقول: يا أنها الناس، أنا نبي الله، فدفعوه أربعين يوماً، فأتى أهل سفينة فأعطوه حوتاً فشقها فإذا هو بالخاتم فيها، فتختم به ثم جاء فأخذ بناصية الشيطان، وعند ذلك " قال: رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب " وكان أول من أنكره نساؤه فقلن بعضهن لبعض تنكرن ما ينكرن؟ فقلن: نعم، فكان يأتيهن وهن حيض.
قال علي بن زيد رضي الله عنه: فذكرت ذلك للحسن رحمه الله فقال: ما كان الله ليسلطه على نسائه.
وذكر ابن إسحاق وابن سمعان وغيرهما على فتنة سليمان عليه السلام أن الناس شكوا إلى سليمان شدة ما يلقون من شدة الطحن بأيديهم. فجمع سليمان الجن والشياطين فذكر ذلك لهم وقال لهم: هل من حيلة في هذا الطحن،، وفي أن تتخذوا لي آنية أشرب فيها أرى من حولي، فإنه قد بلغني أن بعض الجن إذا أنا شربت وسترن الإناء منهم غمز بي، قالوا: يا رسول الله، إن هذا لشيء ما نطيقه، ولكنه قد تمرد عفريت، وهو في جزيرة من جزائر البحر فإن قدرنا عليه صنع هذا كله، قال: احتالوا حيلة تأتوني به. فانطلقوا إليه وأعلموه أن سليمان قد هلك، وأن الأرض قد بقيت لهم. فلما اطمأن إليهم أخذوه فأوثقوه بالحديد، ثم جاؤوا به سليمان. فلما أدخل عليه أراه الخاتم، فأذله اله عز وجل له، فقال له سليمان: يا صخر، إني هممت بقتلك لفرارك مني، وبلغني رفقك وصنائعك، فأنا أحب أن يتخذ الناس شيئاً يستريحون به مما يلقون من الطحن بأيديهم،
وأتخذ لي آنية اشرب فيها ولا تحول بيني وبين النظر إلى الناس. قال: نعم يا رسول الله، أعنّي بطائفة من الجن فأعانه بما أراد. فلم يدع قرية إلا نصب فيها رحاً يطحن أهل البيت في اليوم والليلة ما يكفيهم سنة، ووجد الناس من ذلك راحة فسموها لمكان الراحة الرحا، وعمل لسليمان الزجاج فجاء على ما أراد، فأكرمه سليمان، وقربه حتى كان يشاوره في الأمر، وركب سليمان ذات يوم حتى أتى ساحل البحر فأدركه المساء، وغابت الشمس، وبدت النجوم، فاطلع كوكب فقال سليمان: يا صخر، ما هذا الكوكب؟ قال: هذا نجم كذا وكذا، ثم لم يزل يسأله عن النجوم. فقال سليمان: لقد أعطيت من أمر النجوم علماً، فصف لي كيف علمت ذلك، فقال: يا رسول اله، إن خاتم المملكة في يديك، وإني أفرق أن أدنو منك، ولولا ذلك لأخبرتك بأشياء تعجب، فنزع سليمان الخاتم، ثم قال: امسكه معك، وأخبرني. فلما وقع الخاتم في يده قذفه في البحر فالتقمه حوت، وتمثل صخر مكانه على تمثال سليمان، وقعد على كرسيه. فاجتمع له الجن والإنس والشياطين، وملك كل شيء كان يملكه سليمان، إلا أنه لم يسلّط على نسائه، وخرج سليمان يسأل الناس ويتضيفهم ويقول: أطعموني، فإني سليمان بن داود، فيطردونه ويقولون له: ما يكفيك ما أنت فيه من البلاء حتى تكذب على سليمان، وهذا سليمان على ملكه؟ حتى أصابه الجهد وطال عليه البلاء، فلما تم أربعون يوماً جاء إلى ساحل البحر فإذا بقوم يصيدون السمك فقال لهم: أطعموني، فأبوا فقال لهم: لو تعلمون من أنا لأطعمتموني، أنا سليمان بن داود، فخرج صاحب السفينة فطرده وضربه بمردي في يده وقال: ما يكفيك ما أنت فيه حتى تكذب على سليمان؟ إن كنت جائعاً فخذ من هذا السمك الذي أروح، فأخذ سليمان سمكتين، فدنا من ساحل البحر، فشق بطنهما فإذا في جوفها خاتمه فأخذه فلبسه، ورد الله عليه ملكه، وجاءت الوحوش والطير فقامت الوحوش حوله والطير فوق رأسه، فقال أهل السفينة: هذا والله سليمان فقفزوا بين يديه وقالوا:
يا نبي الله، إنما فعلنا ما فعلنا غضباً لك قال: أما إني لا أعاتبكم على ما صنعتم قبل، ولا أحمدكم على ما تصنعون بي لأن الأمر من السماء.
وقيل: إن صخراً أمسك الخاتم أربعين يوماً، فمن ثم دانت له الإنس والجن، وعطفت عليه الطير والوحش. فلما أنكر آصف وعظماء بني إسرائيل حكم عدو الله الشيطان في تلك الأربعين يماً قال آصف: يا معشر بني إسرائيل، هل رأيتم من خلاف حكم ابن داود ما رأيت؟ قالوا: نعم، فعند عند ذلك صخر فألقى بالخاتم في البحر فاستقبله جري فابتلع الخاتم فصار في جوفه مثل الحريق من نور الخاتم، فاستقبل جريه الماء فوقع في شبك الصيادين الذين كان سليمان معهم، فلما أمسوا قسموا السمك، فأسقطوا الجري فجعلوه لسليمان، فذهب به إلى أهله فأمرهم أن يصنعوه، فلما شقوا بطنه أضاء البيت نوراً من خاتمه، فدعت المرأة سليمان فأرته الخاتم فتختم به، وخر لله ساجداً فقال: إلهي، لك الحمد على قديم بلائك وحسن صنيعك إلى آل داود، إلهي، أنت الذي ابتدأتهم بالنعم وأورثتهم الكتاب والحكم والنبوة فلك الحمد، إلهي، تجود بالكثير وتلطف بالصغير، إلهي، فلك الحمد، نعمائك ظهرت فلا تخفى، وبطنت فلا تحصى، فلك الحمد، إلهي لم تسلمني بذنوبي، فلك الحمد، تغفر الذنوب وتستجيب الدعاء، ولك الحمد، إلهي، لم تسلمني بجريرتي، فلك الحمد، ولم تخذلني بخطيئتي، فلك الحمد، فتمم إلهي نعمتك علي، واغفر لي ما سلف " وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي " فذلك قوله: " ولق فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ".
وقيل إن سليمان عليه السلام قال للشياطين: كيف تضلون الناس؟ فقال له شيطان: أعطني خاتمك حتى أخبرك، فأعطاه خاتمه، فذهب به حتى ألقاه في البحر وذهب ملك سليمان، فصار يطوف ويؤاجر نفسه، ويأتي المرأة من بني إسرائيل فيقول لها: أنا سليمان، أطعميني، فتبصق في وجهه، حتى وجد الخاتم في بطن حوت، فرد الله إليه ملكه وله الحمد.
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان في نقش خاتم سليمان لا إله إلا الله محمد رسول الله ".
وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان فص خاتم سليمان بن داود سماوي، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه، وكان نقشه: أنا الله لا إله إلا أنا محمد عبدي ورسولي ".
وعن الحسن
أن سليمان لما غلبه صخر المارد على ملكه خرج هارباً مخافة على نفسه أن يقتله، بغير حذاء ولا قلنسوة في قميص وإزار. قال: فمر بباب شارع على الطريق وقد جهده الجوع والعطش والحر، فقرع الباب، فخرجت امرأة فقالت: ما حاجتك؟ قال: ضيافة ساعة، فقد ترين ما أصابني من الحر والرمضاء، وقد احترقت رجلاي وبلغ مجهودي من الجوع والعطش. قالت المرأة: إن زوجي لغائب وليس يسعني أن أدخل رجلاً غريباً علي، وهذا أوان انصراف زوجي، فادخل البستان فإن فيه ماء وثماراً، فأصب من ثماره، وتبرد فيه، فإذا جاء وزجي استأذنته في ضيافتك،، فإن أذن لي فذاك، وإن أبى أصبت مما رزق الله ومضيت، فعلم أنها تكلمت بعقل، فدخل البستان، فاغتسل ووضع رأسه فنام، فأذاه الذباب، فجاءت حية سوداء فمرت بسليمان فعرفته، فانطلقت فأخذت ريحانة من البستان بفيها يقال لها العبهر، فجاءت إلى سليمان عند رأسه، فجعلت تذب عنه حتى جاء زوج المرأة، فقصت عليه القصة، فدخل الزوج إلى سليمان. فلما رأى الحية وصنيعها دعا امرأته، فقال لها: تعالي فانظري العجب، فنظرت ثم مشت إليه، فلما رأتها الحية تنحت عن سليمان، فأيقظاه وقالا له: يا فتى، هذا منزلنا فهو لك لا يسعنا شيء يعجزك، وهذه ابنتي وقد زوجناكها، وكانت من أجمل نساء أهل زمانها، قال: فتزوجها وأقام عندهم ثلاثة أيام، ثم قال: لا يسعني إلا طلب المعيشة لي ولأهلي، فانطلق إلى الصيادين، فقال لهم: هل لكم في رجل يعينكم وترضخون له شيئاً من صيدكم، وكل يأتيه الله برزقه، فقالوا: قد انقطع عنا الصيد، وليس عندنا فضل نعطيكه، فمضى إلى غيره، فقال لهم مثل هذه المقالة، فقالوا: نعم، وكرامة، نواسيك بما عندنا، فأقام معهم يختلف
كل ليلة إلى أهله بما أصاب من الصيد، حتى أنكر الناس قضاء سليمان وأفعاله، فقالوا لآصف: هل تنكر من سليمان الذي أنكرنا؟ قال: نعم، ولكن دعوني أعلم علم نسائه، فانطلق آصف، وكان لا يحتجب عنهن، فسألنه عن فعاله قلن: أنكرنا جميع فعاله، ولا يطلب النساء إلا عند الحيض، فقال: هل تواتينه؟ قلن: لا. قال ابن عباس رحمه الله: من زعم أنه أتى نساءه فقد كذب. كان سليمان عليه السلام أكرم على الله تعالى وتقدس من أن يسلط الشيطان على نسائه. قال فختم الله عليه، ولم يردهن. قال واحترس نساؤه، واجتمع الناس يدعون الله أن يفرّج ما بسليمان. قال: فلما رأى الخبيث أن الناس قد فطنوا له عمد فكتب كتاب السحر وختمه بخاتم سليمان ودفنه من تحت قائمة سرير سليمان وانطلق بالخاتم فألقاه في البحر.
وعن قتادة قال: كتبت الشياطين كتباً فيها سحر وشرك، ثم دفنت تلك الكتب تحت كرسي سليمان، فلما مات سليمان استخرج الناس تلك الكتب، فقالوا: هذا علم كتمناه سليمان فقال الله تعالى: " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل وهاروت وماروت ".
وعن عمران بن الحارث قال: بينا نحن عند ابن عباس إذ دخل عليه رجل، فقال له ابن عباس: من أين جئت؟ قال: من العراق، قال: من أين؟ قال من الكوفة، قال: فما الخبر؟ قال: تركتهم يتحدثون أن علياً خرج إليهم. قال: ففزع ثم قال: ما يقولون لا أبا لك؟! لو شعرنا ما نكحنا نساؤه ولا قسمنا ميراثه سأحدثكم عن ذلك: كانت لشياطين يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلمة حق قد سمعها، فإذا جربت صدق، وكذب معها سبعين كذبة، فتشربتها قلوب الناس، فأطلع الله عليها سليمان عليه السلام، فأخذها فدفنها تحت كرسيه، فلما توفي سليمان قام شيطان بالطريق فقال: ألا أدلكم على كنزه الممتنع الذي لا كنز له مثله؟ تحت الكرسي. فأخرجوه فقالوا: هذا سحر، فتناسختها الأمم حتى
بقاياها ما يحدث به أهل العراق فأنزل الله في عذر سليمان عليه السلام " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولك الشياطين كفروا " إلى آخر الآية.
وعن الحسن
أن صخراً المارد حين كان غلب على ملك سليمان. فلما فطن له الناس كتب كتاب السحر، ودعا الشياطين، فأخبرهم أنه قد غلب سليمان على ملكه، وأنه ألقى خاتمه في البحر، فلا يقدر عليه ويستريحوا منه، وأن هذا كتاب كتبته فيه أصناف السحر، وختمته بخاتم سليمان، وإني أدفنه تحت كرسيه، وكتب في عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود من العلم. فلما مات سليمان جاءت الشياطين في صورة الإنس فقالوا لبني إسرائيل: إن لسليمان كنزاً من دفاتر من كنوز العلم، وكان يعمل به هذه العجائب فهل لكم فيه؟ قالوا: نعم، فحفروا ذلك الموضع واستخرجوا ذلك الكتاب. فلما نظروا فيه أنكر الأحبار ذلك، وقالوا: ما هذا من أمر سليمان. وأخذه قوم وقالوا: والله ما كان سليمان يعمل إلا بهذا، ففشا فيهم السحر، فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود. فلما ذكر الله لرسوله أمر سليمان وأنزل عليه في سليمان وفي المرسلين وعده فيهم، قال من كان بالمدينة من اليهود: ألا تعجبون من محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزعم أن سليمان كان نبياً. والله ما كان إلا ساحراً فأنزل الله عزّ وجلّ فيما قالوا: " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان " يقول: ما كتبت الشياطين يعني أيام غلب صخر سليمان على ملكه " ولكن الشياطين كفروا " هم كتبوا السحر، وما عمل سليمان بالسحر " وما أنزل " السحر " على الملكين ببابل هاروت وماروت " حين فرغ من قصتهما.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلها تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل، فطاف عليهن جميعاً فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، وايم الذي نفسي بيده إنه لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون.
وفي رواية: لأطوفن الليلة على مئة امرأة.
وفي حديث عن أبي هريرة أيضاً أن سليمان كان له أربع مئة امرأة وست مئة سرية. فقال يوماً: لأطوفن الليلة على ألف امرأة، فتحمل كل واحدة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله، ولم يستثن، فطاف عليهن، فلم تحم واحدة منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق إنسان، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والذي نفسي بيده لو استثنى فقال: إن شاء الله لولد له ما قال، فرسان ولجاهدوا في سبيل الله ".
وعن ابن عباس قال: كان لداود تسع وأربعون امرأة وكان لسليمان مئتا امراة.
وعن أبي هريرة قال: كان اليوم الذي رد الله تعالى إلى سليمان بن داود خاتمه يوم النيروز، فجاءت الشياطين بالتحف، وكانت تحفة الخطاطيف أن جاءت بالماء في مناقيرها فرشته بين يدي سليمان فاتخذ البعض رش الماء من ذلك اليوم.
وقال سفيان الثوري: بلغني أن سليمان يوم رد الله عليه ملكه، أمر الريح أن تحمله، فحملته فانتهى إلى مفرق الطريقين، استقبله خطاف فقال: أيها املك، إن لي عشاً فيه بيضات قد حضنتهن، وأنا أرجو إفراخي أيامي، فاعدل رحمك الله، فإنك إن مررت بالعش حطمت بيضات، فشفقه وترك ذلك الطريق، فانطلق الخطاف إلى البحر حين نزل سليمان فحمل ماء في منقاره، فنضح بين يديه، فسأله أصحابه عن ذلك فقال: إنه سألني أن أعدل عن الطريق الذي فيه عشه، فهو يحمل الماء من البحر بمنقاره ينضحه بين يدي شكراً لي.
وفي حديث آخر: أتاه برجل جرادة فوضعه بين يدي سليمان، فقال له سليمان: ما هذا؟ قال: هدية لك فقال سليمان: لقد شكر هذا، ومن لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صلى صلاة فقال: " إن الشيطان عرض ليفسد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله
منه فذعته، ولقد هممت أن أوثقه في سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان: رب هب لي ملكا لا يبغي لأحد، فرده الله خائباً ".
قال الضحاك:
لما رد الله ملك سليمان بعث سليمان إلى صخر، فأتي به، فلما أدخل عليه أمر بوثاقه، فأوثقوه حديداً، ثم سأل الجن: أي قتلة أشد حتى أقتله؟ قالوا: نأتيك بصخرة ثم نجوفها ثم نوثقه فنضعه فيها ونسدها عليه ونطبقها بالحديد ثم نلقيه في البحر، ففعلوا ذلك به، فألقوه في أعمق مكان في البحر، فهو فيه إلى يوم القيامة فذلك قول الله عزّ وجلّ " وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن " يعني سليمان على من شئت من الشياطين " أو أمسك يعني أقره في الوثاق في البحر " بغير حساب " يعني لا تبعة عليك فيه إلى يوم القيامة.
قال عبد الله بن عبيد بن عمير: بعث سليمان إلى مارد من مردة الجن كان في البحر، فأتي به. فلما كان على باب داره أخذ عوداً فذرعه بذراعه، ثم ألقاه من وراء الحائط فوقع بين يدي سليمان فقال سليمان: ما هذا؟ فأخبر بالذي صنع المارد، فقال: تدرون ما أراد؟ قالوا: لا، قال: فإنه يقول اصنع ما شئت فإنما تصير إلى مثل هذا من الأرض.
وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها، فملك سبع مئة سنة وستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والأنس والشياطين والدواب والطير والسباع، وأعطي علم كل شيء ومنطق كل شيء، وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة التي سمع بها الناس وذلك قوله: " علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء ".
قالوا: وكان سليمان غزاء، يغزو البر والبحر ولا يسمع بملك في ناحية من الأرض إلا أتاه حتى يذله، وكان إذا أراد الغزو أمر بعسكره فضرب، وكان اتخذ ألواحاً من خشب وضم بعضها إلى بعض وعمل لها عمداً من تحتها وسددها بالمسامير الحديد على قدر عسكره، فربما كان عسكره فرسخاً في فرسخ أو أقل أو اكثر، ثم تجيء الشياطين فتدخل تحت الخشب، فتحمل تلك العمد، ثم يأمر الريح وعسكره مسيرة شهر، وكانت الريح تغدو به شهراً، وتروح به شهراً وبعسكره، فذلك قول الله عزّ وجلّ: " رخاء حيث أصاب " مطيعة حيث أراد، وكان الرخاء ريحاً تحمل عسكره إلى حيث أراد سليمان، وإنه ليمر بالزراعة فما تحركها الريح.
وقيل: كانت الشياطين عملوا لسليمان مدينة من قوارير، إذا خرج في المغازي كان يحمل تلك المدينة معه وحشمه وأهل بيته، وكانت ألف ذراع في عشرة آلاف ذراع، فيها ألف سقف كل سقف ألف ذراع، بين كل سقفين عشرة أذرع على كل سقف ما يحتاج إليه من المساكن والقباب والمرافق، فجعل الأعلى قبة فيها مجلسه، على قبتها علم أخمر يضيء منه بالليل للعسكر، وترى بالليل من الأرض البعيدة كما ترى النار، ولتلك المدينة ألف ركن على مناكب الشياطين، تحت كل ركن عشرة من الشياطين.
قال كعب:
وكان سليمان إذا ركب حمل أهله وسار بجيشه وخدمه وكتائبه، وتلك السقوف بعضها فوق بعض على قدر درجاتهم، وقد اتخذ مطابخ ومخابز، يحمل فيها تنانير الحديد وقدوراً عظاماً، يسع كل قدر عشر جرائر وقد اتخذ فيه ميادين للدواب أمامه فيطبخ الطباخون، وخبز الخبازون، وتجري الدواب بين يديه بين السماء والأرض ولريح تهوي بهم، فسار من إصطخر إلى اليمن فسلك المدينة مدينة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال سليمان: هذه دار هجرة نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، وطوبى لمن اتبعه، وطوبى لمن اقتدى به. ثم مضى حتى مر بمكة فقال: هذا مولد نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، وطوبى لمن اتبعه، وطوبى لمن اقتدى به، ورأى حول البيت أصناماً تعبد من دون الله. فلما جاوز
سليمان البيت بكى البيت، فأوحى الله إلى البيت فقال: ما يبكيك؟ قال: يا رب، أبكاني هذا نبي من أنبيائك وقوم من أوليائك مروا علي، فلم يهبطوا في، ولم يصلوا عندي، ولم يذكروك بحضرتي، والأصنام تعبد حولي من دونك فأوحى الله إليه أن لا بتك، فإني سوف أملؤك وجوهاً سجوداً، وأنزل فيك قرآناً جديداً، وأبعث منك نبياً في آخر الزمان، أحب أنبيائي إلي، وأجعل فيك عمارً من خلقي يعبدوني، وأفرض على عبادي فريضة يدفون إليك دفوف النسور إلى وكورها، ويحنون إليك حنين الناقة إلى ولدها والحمامة إلى بيضها، وأطهرك من الأوثان وعبدة الشياطين. ثم مضى سليمان حتى مر بوادي النسرين من الطائف فأتى على وادي النمل فقالت نملة تسمى جيرين من قبيلة تسمى الشيصبان وكانت عرجاء تتكاوس، وكانت مثل الذئب العظيم فنادت النمل " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحكمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون " يعني أن سليمان يفهم مقالها، وكان لا يتكلم خلق إلا حملت الريح ذلك، فألقته في مسامع سليمان قال: " فتبسم سليمان ضاحكاً من قولها وقال: رب أوزعني " يعني ألهمني " أن أشكر نعمتك " يعني: أن أؤدي شكر ما أنعمت " علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين " يعني مع الصالحين.
ذكر وهب بن منبه سليمان وتعظيم ملكه: أنه كان في رباطه اثنا عشر ألف حصان، وكان يذبح لغذائه كل يوم سبعين ثوراً معلوفاً وستين كراً من الطعام سوى الكباش والصيد والطير، فقيل لوهب: يا أبا عبد الله، أكان يسع هذا ماله؟ قال: كان إذا ملك الملك على بني إسرائيل اشترط عليهم أنهم رقيقه وأن أموالهم له، ما شاء أخذ منها، وما شاء ترك.
قال ابن عباس: كان سليمان بن داود يوضع له ست مئة ألف كرسي، ثم يجيء بأشراف الإنس فيجلسون مما يليه، ثم يجيء بأشراف الجن حتى يجلسوا مما يلي الإنس، ثم يدعو الطير فتظلهم ثم يدعو
الريح، فتحملهم فيسيرون. وقيل: يسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر. فبينا هو ذات يوم يسير إذ احتاج إلى الماء، وهو في فلاة من الأرض، فدعا الهدهد فنقر الأرض، فأصاب موضع الماء، فجاءت الشياطين إلى المكان فيسلخونه كما يسلخ الإهاب حتى استخرجوا الماء: فكيف يعرف هذا ولا يعف الفخ حتى يقع في عنقه؟ فقال ابن عباس: ويحك إن القدر حال دون البصر.
حدث إدريس بن سنان أبو إلياس قال:
بلغنا " والله أعلم " عن صفة كرسي سليمان بن داود بحكمته أنه صنع دفوف الكرسي من عظام الفيلة، وفصصها بالدر وبالياقوت والزبرجد واللؤلؤ، صنعت صنعة لم يصنع مثلها من مضى، ولا صنعها من بقي بعده، ثم جعل له ست درجات بعضها فوق بعض، وجعل بين كل درجتين شبراً، وجعل كل درجة منها مفصصة بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ، وحفف الكرسي من جانبيه كليهما بنخل من ذهب، وعناقيدها ياقوت وزبرجد ولؤلؤ، وجعل رؤوس النخل من أحد جانبي الكرسي طواويس من ذهب، وجعل من جانبه الآخر سوراً من ذهب مقابلة للطواويس، وجعل عن يمين الدرجة الأولى شجرة صنوبر من ذهب، وعن يسارها أسداً من ذهب، وعلى رؤوس الأسدين عموداً من زبرجد، ومن جانبي الأسدين شجرتين كلتاهما كرم من ذهب معرشتين، فأظلتا الكرسي كله بتعريشها وورقها، وفوق أعلى درج الكرسي أسدين عظيمين من ذهب مجوفين محشوين مسكاً وعنبراًً، فإذا أراد سليمان بن داود الملك أن يصعد على كرسيه استدار الأسدان كما يستدير المنجنون فينفخان ما في أجوافهما من الطيب، ومن جانبي الكرسي منبران من ذهب أحدهما مجلس خليفة سليمان، والآخر مجلس الأحبار والقضاة، وسبعين منبراً من ذهب لسبعين قاضياً من أحبار بني إسرائيل وعلمائهم وكهولهم، من كل جانب من الكرسي خمسة وثلاثون منبراً، فإذا أراد الملك أن يصعد إلى كرسيه وضع قدميه على الدرجة الأولى من الكرسي استدار الكرسي كما يستدير المنجنون، فيبسط الأسد يده اليمنى والنسر جناحه الأيسر، فيتكئ سليمان عليها إلى الدرجة التي تليها وكذلك تصنع الأسد والنسور من كل درجة إلى درجة
حتى يستوي إلى أعلى الكرسي، فإذا استوى سليمان على كرسيه جالساً أخذ التنين العظيم تاج الملك فوضعه على راس سليمان، وكان الذي يستدير بالكرسي وما فيه من العجائب تنين عظيم حتى تمر الأسود والنسور والطواويس التي على الدرجة السفلى إلى أعلى الكرسي فيظلون من فوق رأس سليمان، وهو جالس على الكرسي، فينضحون ما في أجوافها من الطيب على رأس سليمان، وكانت حمامة على عمود جوهر تأخذ التوراة، حتى تجعلها في يد سليمان فيقرأها على الناس فإذا جلس سليمان على كرسيه للقضاء، وجلس قضاة بني إسرائيل على كراسيها عن يمينه وشماله جانبي الكرسي فدخلت الشهود للشهادات استدار منجنون الكرسي، فيزأر الأسد، وتخفق النسور بأجنحتها، وترجع الطواويس لترعب قلوب الشهود أن لا يشهدوا بالزور، ويقول الشهود عندما يرون من العجائب وما دخلهم من الرعب: لا نشهد إلا بالحق، فإنا إن نشهد بالزور يهلك العالم، فلم يكن مثل كرسي سليمان في الأولين ولا يكون مثله في الآخرين.
فلما قبض الله سليمان وجاء بخت نصر، فأخذ ذلك الكرسي فحمله معه إلى أنطاكية، فأراد أن يصعد فيه ليقعد عليه، ولم يكن له علم كيف يصعد فيه، فلما وضع قدمه على الدرجة الأولى ولم تصب موضعها رفع الأسد يده اليمنى فكسر ساق بخت نصر الأيسر فعرج فلم يزل بخت نصر يعرج منها حتى مات، ثم بعث الله ملكاً من ملوك فارس يقال له: كارس بن سورس ويقال الفرريا بن يساريا فحمل الكرسي من بابل حتى رده إلى بيت المقدس، فوضعوه تحت الصخرة فلم يقعد أحد على كرسي سليمان من بعده، ولم يقدر عليه منذ وضع تحت الصخرة.
فذلك ما يذكر من حديث الكرسي وما فيه من العجائب.
قال إسحاق بن بشر: وكان سليمان إذا ركب يسمع حفيف قبته من اثني عشر ميلاً، فلا يبقى غلام ولا جارية ولا رجل ولا امرأة إلا وهم متشوفون ينظرون إلى مركب سليمان ويتعجبون. فبينا سليمان في مسيره بهذه الحال، وقد اشرفوا عليه من كل جانب، غذ مر
على رجل من بين إسرائيل يعمل بالمسحاة في حرث له يقال له: مرعبدا، فقال مرعبدا ولم يرفع طرفه إليه: لقد أوتي آل داود ملكاً عظيماً، ثم أقبل على مسحاته، فلم يلتفت له، ولم ينظر إليه، والناس متشوفون من كل جانب، فلما رأى سليمان ذلك رفع رأسه فنظر إلى الطير فوقفن، فإذا وقفت الطير تركت الشياطين الأركان، وتجيء الريح فتحمل له البيت بقدرة الله. فلما نظر سليمان إلى العابد وهو مرعبدا قطع به فقال: والله ما هذا إلا رجل في قلبه إيمان ومعرفة ليس في قلب أحد.
قال عبد الله بن عمر: قال لنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله لينظر إلى الكافر ولا ينظر إلى المزهي، ولقد حملت سليمان بن داود الريح وهو متكئ، فأعجب واختال بنفسه فطرح على الأرض.
وعن الفضيل بن عياض قال: كان سليمان بن داود إذا أراد أن يركب وُضع له ست مئة ألف كرسي، تحتمله الريح، وتظله الطير والغمام فوق ذلك، فبينا هو يسير إذ مر بحرّاث يعمل في زرعه، فاستوقفه فوقف غير مستكبر، فإما أتاه أو ساءله فقال له: يا نبي الله، حك في نفسي شيء، لم أجد له موضعاً غيرك، قال: وما هو؟ قال: أرأيت ما مضى من ملكك هذا هل تجد لشيء منه لذة؟ قال: لا. قال: فما بقي؟ قال: ولا. قال: ما أراك سبقتني من الدنيا إلا باليسير، قيل: فقال له سليمان: هل لك أن تصحبني؟ قال: فما تصنع بي؟ قال: أصنع بك خيراً، قال: هل تزيد في رزقي؟ قال: لا، قال: فهل تزيد في عمري؟ قال: لا، قال: فما أصنع بصحبتك!! وعن ابن كعب القرظي في قوله عزّ وجلّ " ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلا من قبل " الآية قال: يعني يتزوج ما يشاء من النساء، هذا فريضة، وكان من الأنبياء هذا سننهم، وقد كان لسليمان بن داود ألف امرأة، سبع مئة مهيرة
وثلاث مئة سرية، وكان لداود مئة امرأة فيهن أم لسيمان امرأة أورياء تزوجها داود بعد الفتنة. فهذا أكثر مما كان لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال وهب بن منبه: أمر الله الريح فقال: لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء في الأرض بينهم إلا حملته فوضعته في أذن سليمان، فلذلك سمع كلام النملة.
قيل: إن سليمان النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم، كان جالساً، فرأى عصفوراً، يدير زوجته على السفاد وهي تمتنع منه، فضرب بمنقاره في الأرض ثم رفعه إلى السماء، فقال سليمان: هل تدرون ما قال لها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال لها: ورب السماء والأرض ما أريد السفاد لك، ولكن أردت أن يكون من نسلي ونسلك من يسبح الله في الأرض.
قال مالك بن دينار: صنع سليمان بن داود قبة من ذهب أربعين ذراعاً في أربعين ذراعاً، وركب فيها من صنوف الجوهر، فبينا سليمان جالس فيها غذ سقط فيها خطافان، فراود الذكر الأنثى فامتنعت عليه فقال لها: لم تمنعين نفسك؟ فوالله لو كلفتني حمل هذه القبة لحملتها، فسمع سليمان قوله فأمر فأتي بهما فقال: من القائل كذا وكذا؟ قال الذكر: أنا يا نبي الله، قال فما حملك على ذلك؟ قال: يا نبي الله، أنا محب والمحب لا يلام.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أرأيتم ما أعطي سليمان من ملكه، فإن ذلك لم يزده إلا تخشعاً، وما كان يرفع طرفه إلى السماء تخشعاً من ربه عزّ وجلّ.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُير سليمان بين المال والملك والعلم فاختار العلم، فأعطي الملك والمال لاختيار العلم.
حدث أبو عمران الجوني قال: مر سليمان بن داود في موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه وعن
شماله، فمر بعابد من عباد بني إسرائيل. قال: فقال: لقد آتاك الله يا بن داود ملكاً عظيماً فسمع كلامه فقال: تسبيحة في صحيفة مؤمن أفضل مما أوتي آل داود، وما أوتي ابن داود يذهب وتسبيحته تبقى.
قال الفضيل بن عياض: كان عسكر سليمان مئة فرسخ، وكان يذبح في كل يوم ألف شاة وثلاثين ألف بقرة سوى ما يلقى الطير من نواهضها، ويطعم الناس الحوارى، ويطعم أهله الخشكار، ويأكل هو الشعير قال: " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ".
وعن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قالت أم سليمان لسليمان: يا بني، لا تكثر النوم بالليل، فإن من كثر نومه بالليل يلقى الله يوم القيامة فقيراً ".
وعن أبي موسى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن أول من صنعت له النورة ودخل الحمام سليمان بن داود، فلما دخله وجد حره وغمه، قال: أوه من عذاب بالله أوه قبل أن لا يكون أوه.
وفي رواية: أول من صنع له الحمام سليمان بن داود.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: بينما امرأتان ومعهما أبناهما إذ جاء الذئب فذهب بأحدهما، فقالت هذه لصاحبتها إنما ذهب بابنكن، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فاختصمتا إلى داود فقضى به للكبرى، فمرتا على سليمان، فأخبرتاه فقال ائتوني بسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: لا ويرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى.
قال أبو هريرة: فوالله إن سمعت بالسكين قبل ذلك اليوم، ما كنت أقول إلا المدية.
وعن محمد بن كغب القرظي قال:
جاء رجل إلى سليمان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا نبي الله، إن لي جيراناً سرقوني إوزاً، فنادى: الصلاة جامعة ثم خطبهم فقال في خطبته: واحد كم يسرق إوزة جاره، ثم يدخل المسجد والريش على رأسه، فمسح رجل رأسه، فقال سليمان: خذوه فإنه صاحبكم.
وعن الحسن قال: بلغني أن داود قال لابنه: يا بني، أي شيء أبرد؟ قال: عفو الله عن العباد وعفو العباد بعضهم عن بعضهم. قال: فأي شيء أحلى؟ قال: روح الله بين عباده.
وعن داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال لسليمان حين استخلفه: يا بني، أي شيء أحسن؟ قال: روح الله بين عباده، وصورة حسنة في عمل صالح وخلق حسن.
وعن ابن أبي نجيح قال: قال سليمان: أوتينا مما أوتي الناس ومما لم يؤتوا، وعُلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئاً أفضل من خشية الله في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى.
وعن قتادة قال: ذُكر لنا أن سليمان بن داود كان يقول: اذكر الجائع إذا شبعت، واذكر الفقير إذا استغنيت.
وعن يحيى بن كثير أن سليمان بن داود قال: يا بني إسرائيل، من خشي الله في السر والعلانية، وقصد في الغنى والفقر، وعدل في الغضب والرضا، وذكر الله على كل حال فقد أعطي مثل ما أعطيت أو أفضل منه.
وعن سعيد بن عبد العزيز قال سليمان بن داود: نظرت في الحكمة فكثر همي، ونظرت في العلم فكثر شيبي، فذهبت أنظر في الأمر
فإذا مع الشباب كبر، وإذا مع الغنى فقر، وإذا مع الصحة سقم، وإذا مع الحياة موت، وإذا تربتي وتربة السفيه الأحمق يصيران إلى أن يكونا سواء، إلا أن أفضله يوم القيامة بعمل صالح، فكيف يهنأني مع هذا طعام أو شراب؟ وعن خيثمة قال: قال سليمان بن داود النبي صلى الله على نبينا وعليهما وسلم: كل العيش قد جربناه، ليّنه وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه.
وعن الحسن قال: بلغني أن سليمان بن داود قال: العقل نجاة العاقل بطاعته ربه، وحجته على معصية الله، وإن العمل القليل من العاقل أرجح من الكثير من الجاهل، ومجامعة العاقل على البرادع خير للمؤمن من مجامعة الجاهل على حشايا السندس والاستبرق، ومجامعة المرء العاقل على المزابل خير من مجامعة الجاهل على الزرابي.
قال سليمان بن داود: يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا وضع المنبر للقضاء؟ يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا لقيتم ربكم الجبار فرادى؟ وقال سليمان بن داود: يا بني، إياك وكثرة الغضب، فإن كثرة الغضب تستخف فؤاد الرجل الحليم.
وعن الأوزاعي قال: قال سليمان: إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: يا بني، عليك بخشية الله فإنها غاية كل شيء، يا بني، لا تقطع أمراً حتى تشاور فيه مرشداً، يا بني، عليك بالحبيب الأول فإن الأخير لا يعدله.
وعنه قال: قال سليمان لابنه: يا بني، لا تقطعن أمراً حتى تؤامر مرشداً، فإنك إذا فعلت ذلك لم تحزن عليه يا بني، إياك وكثرة الغيرة من غير سوء تراه على أهلك فترمى بالسوء من أجلك.
قال سليمان: من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا على ولده.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: يا بني، لا تكثر الغيرة على أهلك، فترمى بالشر من أجلك، وإن كانت بريئة، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تستخف فؤاد الرجل الحليم، قال: وعليك بخشية الله فإنها غلبت كل شيء.
وعنه أن سليمان قال لابنه: يا بني، إياك والمراء، فإن نفعه قليل وهو يهيج العداوة بين الإخوان.
وعن مالك بن دينار قال: خرج سليمان في موكبه فمر ببلبل على غصن شوك يصفر ويضرب بذنبه فقال: أتدرون ما يقول هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه يقول: قد أصبت اليوم نصف تمرة فعلى الدنيا السلام.
وعن كعب الأحبار قال: خرج سليمان بن داود نبي الله عليه الصلاة والسلام يستقي لقومه فإذا نملة قائمة على رجليها رافعة يديها تقول: اللهم، إنا خلق من خلقك ولا غنى لنا عن رزقك، فأنزل علينا غيثك، ولا تؤاخذنا بذنوب عبادك، فقال سليمان عليه السلام: أرجعوا، فقد استجاب الله لكم بدعاء غيركم فرجعوا يخوضون الماء إلى الركب.
وفي حديث آخر: فلا تهلكنا بذنوب بني آدم.
وقيل: إن داود كان له صديق من بني إسرائيل يُدني مجلسه ويشاوره، فمات داود وولي سليمان. قال: فنظر من أحق الناس أن يشاوره ويُدني مجلسه منه؟ قال: ما أعلم أحداً أحق من الشيخ الذي مات نبي الله وهو عنه راض، فأرسل إليه فأدنى مجلسه، وكان الله وكل بسليمان ملك الموت أن يدخل إليه كل يوم دخلة، فيسأله كيف هو، ويقول له: هل لك من حاجة أقضيها لك؟ فإن قال: نعم لم يبرح ملك الموت حتى يقضيها، ثم
لا يعود إليه من الغد، فدخل عليه يوماً والشيخ مسند ظهره إلى سرير سليمان فقال له: كيف كنت الليلة؟ قال: بخير، قال: ألك حاجة؟ قال: لا، فانصرف ملك الموت والناس يحسبون أنه رجل من الناس، فلما خرج أقبل الشيخ على رجل سليمان، فجعل يقبلها، ويقول: يا نبي الله، كيف رضي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عني؟ قال: حسن، قال: وكيف رضاك عني منذ صحبتك؟ قال: حسن إني أسألك بحق الله إلا ما أمرت الريح أن تحملني فتلقيني بأقصى مدرة من أرض الهند، قال: فأخذه أفكل شديد، قال سليمان: ولم؟ قال: هو ما أقول لك، قال: فاخبرني فإني فاعل، قال أم تر إلي الرجل الذي دخل عليك، فإنه لحظ إلي لحظة، فما أتمالك رعدة، فقال سليمان: سبحان الله، وهل إلا رجل نظر إليك؟ قال: هو ما أقول لك، قال: وأراده سليمان على ألا يفعل فأبى، قال: فدعا الريح، فقال: احمليه فألقيه بأقصى مدرة بالند، وظل سليمان لا ينتفع بشيء حزناً على الشيخ، قال: فقعد على سريره قبل ساعته التي كان يقعد فيها حزناً على الشيخ، ودخل عليه ملك الموت ثم قال: ألك حاجة؟ قال: الحاجة غدت بي إلى هذا المكان، قال: مه. فذكر الشيخ ومنزلته، وذكر ما سأله. وذكر ما سأله. قال له ملك الموت: يا رسول الله، منذ جئتك ما ينقضي عجبي منه، إنه سقط إلي أمس كتاب أن أقبض روحه مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند، فهبطت وما أحسبه إلا هناك، فدخلت عليه فإذا هو قاعد، وقد أمرت أن أقبض روحه مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند، فجعلت أتعجب، فوا للذي بعثك بالحق إني هبطت عليه مع طلوع الفجر، فوجدته بأقصى مدرة من أرض الهند فقبضت روحه، وتركت جسده هنالك.
قال كعب: أمر داود ببناء بيت المقدس، فبنى فيه قدر قعدة، ثم أحدث شيئاً، فقيل له: إنك لست بصاحبه. قال: رب، فمن ذريتي؟ قال: نعم، فبناه سليمان حتى فرغ من بناه جعل عليه مأدبة، ذبح أربعة آلاف بقرة وسبعة آلاف شاة، ودعا بني إسرائيل فأكلوا حتى قام فدخله فقال: اللهم، أما عبد لك دخل بيتك هذا مستجيراً فأجره،
فأوحى الله إليه أن قد استجبت لك. فلما أوحى إليه أن قد استجبت لك، أن خلص الدعوة لآل داود عليه السلام.
قال قرة: أمر سليمان ببناء بيت المقدس فقالوا لسليمان: إن زوبعة الشيطان له عين في الجزيرة، يردها كل سبعة أيام، فأتوها فنزحوها فصبوا فيها خمراً، فجاء لورده، فلما أبصر الخمر قال كلاماً له: أما علمت أنك إذا شربك صاحبك ظهر عليه عدوه " في أساجيع " ألا لا وردتك اليوم، فذهب ثم رجع لظمأ آخر. فلما رآها قال كما قال أول مرة، ثم ذهب ولم يشرب، ثم جاء لورده لإحدى وعشرين ليلة، وقال: ما علمتك إنك لتذهبن الهم " في أساجيع له " فشرب فسكر فجاؤوا إليه، فأروه خاتم السحر فانطلق معهم إلى سليمان، فأمره ببناء بيت المقدس، فقال دلوني على بيض الهدهد فدل على عشه فأكب عليه بحمحمة، فانطلق الهدهد فجاء بالماس الذي يثقب به اللؤلؤ والياقوت فغط الزجاجة، فذهب ليأخذه فأزعجوه عنه فجاء بالماس إلى سليمان، فجعلوا يستعرضون له الجبال كأنما يخطون في الطين.
وحدث كعب:
أن الله أوحى إلى سليمان أن ابن بيت المقدس، فجمع حكماء الإنس وعفاريت الجن وعظما الشياطين، ثم فرق الشياطين فجعل منهم فريقاً يبنون، وفريقاً يقطعون الصخر والعمد من معادن الرخام، وفريقاً يغوصون في البحر فيخرجون منه الدر والمرجان، الدرة منها مثل بيضة النعام، ومثل بيض الدجاج، وأخذ في بناء المسجد، فلم يثبت البناء، وكان عليه حين بناه داود، فأمر بهدمه، ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء، فقال: أسسوا على الماء فألقوا فيه الحجارة، فكان الماء يلف، فدعا سليمان الحكماء والأحبار، ورأسهم آصف فقال: أشيروا علي، فقال آصف ومن قال منهم: إنا نرى أن نتخذ قلالاً من نحاس، ثم نملأها حجارة، ثم نكت عليها هذا الكتاب الذي في خاتمك لا إله إلا الله وحده لا شريك له ومحمد عبده ورسوله، ثم نلقي تلك القلال عليه في الماء، فيكون أساس البناء عليه ففعل
فثبتت القلال، وألقوا الصخر والحجارة عليها، وبنى حتى ارتفع البناء وفرق الشياطين في أنواع العمل، فكانت الشياطين دأبوا في عمله وجعل فرقة منهم يقطعون معادن الياقوت والزمرد وألوان الجوهر، فجعل الشياطين صفاً مرصوصاً ما بين معدن الرخام إلى حائط المسجد، فإذا قطعوا من المعدن حجراً أو اسطوانة يلقاه الأول منهم الذي يلي المعدن ثم الذي يليه، فيلقى بعضهم بعضاَ حتى ينتهي إلى المسجد، وجعل يقطع الرخام الأبيض منه مثل بياض اللبن من معدن يقال له السامور ليس بهذا السامور الذي في أيدي الناس، ولكن هذا به سمي، وإنما دل على معدن السامور عفريت من الشياطين كان في جزيرة من جزائر البحر، فدلوا سليمان عليه، فأرسل إليه بطابع من حديد، وكان خاتمه يرسخ في الحديد والنحاس فيطبع إلى الجن بالنحاس، ويطبع على الشياطين بالحديد فلا يجيبه أقاصيهم إلا بذلك، وكان خاتمه أنزل عليه من السماء، حلقته بيضاء، وطابعه كالبرق لا يستطيع أحد يملأ منه بصره.
فلما بعث إلى العفريت وجاءه قال له: هل عندك من حيلة أقطع بها الصخر فإني أكره صوت الحديد في مسجدنا هذا وصريره للذي أمرنا به من الوقار والسكينة، فقال له العفريت: ابغني وكر عقاب، فإني لا أعلم في الطير أشد من العقاب فنفحه برجله ليقطعه فلم يقدر عليه، فحلق في السماء متلطفاً، فلبث يومه وليلته، ثم أقبل ومعه خصين من السامور معترض، فتفرقت الشياطين حتى أخذوه منه، وأتوا به على سليمان فكان به يقطع الصخر، وعمل سليمان بيت المقدس عملاً لا يوصف ولا يبلغ كنهه أحد، وزينه بالذهب والفضة والدر والياقوت والمرجان وألوان الجوهر في سمائه وأرضه وأبوابه وجدره وأركانه شيئاً لم ير مثله، ولم يعلم يومئذ كان على ظهر الأرض موضع كان أعظم منه، ولا عرض من عرض الدنيا أكبر منه، فتسامعت به الخلائق، وشهدته ملوك الأرض، وكان نصب أعينهم، ولكنهم لم يكونوا يرومونه مع سليمان.
فلما فرغ سليمان منه جمع الناس، وأخبرهم أنه مسجد لله تعالى هو أمر ببنائه، وأن كل شيء فيه لله عزّ وجلّ، وأن من انتقصه شيئاً قد خان الله، وأن داود كان الله عزّ وجلّ عهد إليه بذلك من قبل، وأوصى سليمان بذلك من بعده، فلما انتهى عمله اتخذ طعاماً وجمع سليمان الناس فلم يُر قط جمع في موضع أكبر منه يومئذ ولا طعام اتخذ أكثر منه ثم أمر بالقربان فقرب لله عزّ وجلّ قبل أن يطعم الناس، فوضع القران في رحبة المسجد وبين ثورين، فأوقفهما قريباً من الصخرة، ثم قام على الصخرة فقال: اللهم، أنت وهبت لي هذا الملك مَناً منك علي وطولاً علي وعلى والدي من قبلي، وأنت الذي ابتدأتني وإياه بالنعمة والكرامة، وجعلته حكماً بين عبادك وخليفة في أرضك، وجعلتني وارثه من بعده وخليفته في قومه، وأنت الذي خصصتني بولاية مسجدك هذا قبل، وأكرمتني به قبل أن تخلقني، فلك الحمد على ذلك والمن والطول، اللهم، وأسألك لمن دخل هذا المسجد خمس خصال: لا يدخل إليه مذنب لم يتعمده إلا طلب التوبة أن تتقبل منه وتتوب عليه وتغفر له، ولا يدخل إليه خائف لم يتعمده إلا طلب الأمن أن تؤمنه من خوفه وتغفر له ذنبه، ولا يدخل إليه مقحط لم يتعمده إلا طلب الاستسقاء أن تسقي بلاده، ولا يدخل إليه سقيم لم يتعمده إلا طلب الشفاء أن تشفيه من سقمه وتغفر ذنبه، وأن لا تصرف بصرك عمن دخله حتى يخرج منه، اللهم إن أجبت دعوتي وأعطيتني مسألتي فاجعل علامة ذلك أن تتقبل قرباني. قال: فنزلت نار من السماء فأخذت ما بين الأفقين ثم امتد منها عنق فاحتمل القربان ثم صعد به إلى السماء.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما بنى سليمان البيت سأل ربه ثلاثاً فأعطاه اثنتين، وأنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة، سأله ملكاً لا يبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، وسأله حكماً أو علماً لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، وسأله أن لا يأتي أحد هذا البيت فيصلي فيه إلا رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وأنا أرجو أن قد أعطاه ذلك.
وعن جابر بن عبد الله قال:
وجد في حكمة سليمان أن الله عزّ وجلّ كان مثّل لسليمان بناء ثلاثين ميلاً
في مثل حائط البيت، أرق من قشر البيض، وليس للبيت سقف، وله سبعون باباً على كل باب حاجب قائم، وكان الله عزّ وجلّ علم سليمان منطق الطير، وكان لا يقدر أحد من ولد آدم أو من بني الجان أو من دواب الأرض أو من هوام الأرض يدخ على سليمان حتى يستأذن سبعين حاجباً، وفي صدر البيت سرير من ذهب مكلل بالجوهر واللؤلؤ والمرجان، ووجه السرير مكلل باللؤلؤ والجوهر، وقوائمه مثل ذلك، والسرير سبعة أميال، وهو في السماء سبعة أميال، وعلى السرير سبعون فراشاً من ألوان السندس والإستبرق والديباج، وفي كل زاوية من زوايا السرير سبعون مرفقة على لون صاحبتها، وكل واحدة من ألوان شتى، وعن يمين السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، وعن يسار السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، وصدر الأسدين وقوائمهما مكلل باللؤلؤ والجوهر من ألوان شتى، وفي عين كل أسد ياقوتتان حمراوان يضيء البيت منهما، وخلف السرير صقر من ذهب إذا بسط جناحيه غطى السرير والأسدين، وإذا ضمهما كان قائماً جناحه مكلل بألوان الجوهر والدر، وعن يسار السرير عشرة آلاف كرسي من ذهب مكلل بألوان الدر والجواهر، وعلى الكراسي أحبار بني إسرائيل وعلماؤهم وألو الألباب من أهل الفهم والبصر والمعرفة بالله عزّ وجلّ، وخلف السرير ألف مسجد، في كل مسجد رجل قائم يضج إلى الله عزّ وجلّ ويضرع بالبكاء عليه المسوح لا يفترون، وبين يدي السرير سلم عارضته من ذهب وقوائمه من فضة، وكان سليمان إذا جلس على هذا المجلس يضطجع الناس سبعة أميال، فيكون خطما الأسدين مقابل خديه ومنقار الصقر مقابل أنفه. فإذا نشر جناحيه يضيء البيت طرائق من نور بين أحمر وأخضر وأصفر وألوان شتى، وكان الريح يدخل في الصقر فينشر جناحيه، فإذا أراد أن يضمهما خرجت الريح عنه، وكان سليمان إذا نظر بين يديه نظر للأسدين إلى جانبيه ونظر إلى منقار الصقر مقابل أنفه ونظر إلى بني إسرائيل وهم جلوس على الكراسي، فازداد لله رغبة وشوقاً، وإذا نظر إلى خلفه نظر إلى أولئك العباد وبكائهم، فازداد من الله رهبة وله خشية، فكان يسمي مجلسه ذلك مجلس رغبة ورهبة، وكان للبيت ألف ركن، يحمل كل ركن مئة ألف شيطان، وهم يعملون أعمالاً شتى. وكان سبعون ألف طير يظلون سقف ذلك البيت.
وعن خيثمة قال: قال سليمان بن داود لملك الموت: إذا أردت أن تقبض روحي فأعلمني، قال: ما أنا بأعلم بذلك منك، إنما هي كتب تلقى إلي فيها تسمية من يموت.
وعن الحسن أن سليمان لما فرغ من بناء بيت المقدس وأراد الله تعالى قبضه دخل المسجد فإذا أمامه في القبلة شجرة خضراء بين عينيه. فلما فرغ من صلاته تكلمت الشجرة فقالت: ألا تسألني ما أنا؟ فقال سليمان: ما أنت؟ قالت: أنا شجرة كذا وكذا دواء كذا من داء كذا، فأمر سليمان بقطعها. فلما كان من الغد فإذا بمثلها قد نبتت، فسألها سليمان فقال: ما أنت؟ قالت أنا شجرة كذا وكذا دواء كذا من داء كذا، فأمر بقطعها. فكان كل يوم إذا دخل المسجد يرى شجرة قد نبتت، فيسألها فتخبره، فوضع عند ذلك كتاب الطب حتى وضعوا الطب وكتبوا الأدوية وأسماء الشجر التي نبتت في المسجد، فلما فرغ من ذلك نبتت شجرة فدخل المسجد. فلما صلى قال لها: ما أنت؟ قالت: أنا الخرنوب قال: وما الخرنوب؟ قالت: لا أنبت في بيت غلا كان سريعاً خرابه، فقال سليمان: الآن قد علمت، إن الله قد أذن في خراب هذا المسجد وذهاب هذا الملك، فقطع سليمان تلك الشجرة فاتخذ منها عصاً يتوكأ عليها، فكانت تلك منسأته.
وكان سليمان يتعبد في كل سنة أربعين يوماً لا يخرج من محرابه إلى الناس عدة الأيام التي كلم الله تعالى موسى وعدة أيام توبة داود النبي صلى الله على نبينا وعليهم وسلم، فكان يلبس الصوف ويصوم ويقوم في محرابه، فيصف بين رجليه، وربما اتكأ على عصاه يواصل فيها الصوم، ثم يخرج بعد الأربعين. فلما افتنن وغفر الله له، ورد عليه ملكه اجتهد في العبادة، فكان يتعبد كل سنة ثمانين يوماً، فلما أراد الله قبضه دخل محرابه فقام يصلي واتكأ على عصاه، فبعث الله ملك الموت، فقبض روحه، فبقي سنة على عصاه، فانتظره الناس ثمانين يوماً فلم يخرج فقالوا: قد اجتهد في العبادة، إنه كان مدتهاً أربعين يوماً، ثم زاد حتى بلغ ثمانين يوماً فلم يخرج، وإنه قد اجتهد أيضاً فكانوا لا يعلمون بموته، لا الجن ولا الإنس، وكانت الجن والشياطين متفرقين في أصناف الأعمال وليس أحد يعلم بموته حتى سلط الله الأرَضَة على عصاه التي كان يتوكأ عليها فأكلتها فوقع سليمان والعصا فذلك قول الله عزّ
وجلّ: " فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته " يعني عصاه " فلما خرّ تبينت الجن " أنه ميت " أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ".
وفي رواية أخرى أن سليمان قال: اللهم، عمّ على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن كانوا لا يعلمون الغيب. فلما أكلتها الأرضة وتبينوا موته شكرت الجن ذلك للأرضة، فأينما كانوا يأتونها بالماء حيث تبني شكراً لما صنعت بعصا سليمان.
وفي رواية: وقدروا مقدار أكلها للعصا فكان سنة.
وقوله تعالى: " وإن عندنا لزلفى وحسن مآب " قال: يُسقي شربة يوم القيامة في الموقف على رؤوس الخلائق.
وقيل: لا يزال يدنيه ويدنيه حتى يمس بعضه.
وعن عبيد بن عمير: " وإن له عندنا لزلفى ". قال: ذكر الدنو منه يوم القيامة حتى ذكر أنه يمس بعضه. هذا في حق داود عليه السلام لأنه يوافي القيامة خائفاً من ذنبه، فيؤمنه الله بإكرامه بقربه. وقد روي أنه يدنيه حتى يلصق بقائمة من قوائم عرشه فحينئذ يأمن من أليم بطشه.
وعن الزهري وغيره: أن سليمان عاش اثنتين وخمسين سنة، وكان ملكه أربعين سنة.
وعن ابن عباس: أن ملكه عاش عشرين سنة. والله أعلم.
ابن إيشى بن عويد بن ناعر بن سلمون بن يخشون بن عميناذب بن أرم بن خضرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبو الربيع نبي الله ابن نبي الله جاء في الآثار أنه دخل دمشق قال الكلبي: أول نبي بعث إدريس ثم نوح ثم إبراهيم ثم إسماعيل وإسحاق ثم يعقوب ثم يوسف ثم لوط ثم هود ثم صالح ثم شعيب ثم موسى وهارون ثم إلياس ثم اليسع ثم يونس ثم أيوب ثم داود ثم سليمان ثم زكريا بن يشوى من بني يهوذا بن يعقوب ثم يحيى بن زكريا ثم عيسى بن مريم بنت عمران بن مابان من بني يهوذا بن يعقوب ثم سيدنا محمد رسول الله بن عبد الله بن عبد المطلب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليهم أجمعين.
فارص بصاد مهملة ابن يهوذا بن يعقوب.
وعن الحسن في قوله: " غدوّها شهر ورواحها شهر " قال: كان يغدو من دمشق فيقيل باصطخر ويروح من اصطخر فيبيت بكابل، وما بين اصطخر ودمشق مسيرة شهر للمسرع، وما بين اصطخر إلى كابل مسيرة شهر للمسرع. قال: وكان يتغدى باليمن ويتعشى بالشام، ويتغدى بالشام ويتعشى باصطخر، ويغدو من اصطخر فيقيل بالعراق، ويروح منها إلى الشام.
وقال في قوله عزّ وجلّ: " وأسلنا له عين القطر " يعني النحاس، فجرى له.
مر سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة، فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟ قالوا: وما يقول يا نبي الله؟ قال: يخطبها إلى نفسه، ويقول: زوجتي، أسكنك أي غرف دمشق إن شئت قال سليمان: لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد، ولكن كل خاطب كذاب.
وعن ابن مسعود في قوله عزّ وجلّ: " وداود وسليمان إذ يحكما في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم " فالكرم قد أنبتت عناقيده فأفسدته، قال: فقضى داود عليه السلام بالغنم لصاحب الكرم. فقال سليمان: غير هذا يا نبي الله، قال: وما ذاك؟ قال: تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا كان الكرم كما كان دفعت الكرم إلى صاحبه ودفعت الغنم إلى صاحبها قال الله عزّ وجلّ: " ففهمناك سليمان وكلاً أتينا حُكما وعلما ".
وعن أبي هريرة قال: نزل كتاب من السماء إلى داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مختوماً فيه عشر مسائل: أنْ سل ابنك سليمان، فإن هو أخرجهن فهو الخليفة من بعدك، قال: فدعا داود سبعين قساً وسبعين حبراً، وأجلس سليمان بين أيديهم، وقال: يا بني، نزل كتاب من السماء فيه عشر مسائل، أمرت أن أسألكهن، فإن أنت أخرجتهن فأنت الخليفة من بعد، قال سليمان: ليسأل نبي الله عما بدا له، وما توفيقي إلا بالله. قال: أخبرني يا بين ما أبعد الأشياء؟ وما أقرب الأشياء؟ وما آنس الأشياء؟ وما أوحش الأشياء؟ وما القائمان؟ وما المختلفان؟ وما المتباغضان؟ وما الأمر إذا ركبه الرج حُمد آخره؟ وما الأمر إذا ركبه الرجل ذُم آخره؟ فقال سليمان: أما أقرب الأشياء فالآخرة، وأما أبعد الأشياء فما فاتك من الدنيا، وأما آنس الأشياء فجسد فيه روح، وأما أوحش الأشياء فجسد لا روح فيه، وأما القائمان فالسماء والأرض، وأما المختلفان فالليل والنهار، وأما المتباغضان فالموت والحياة كل يبغض صاحبه، وأما الأمر إذا ركبه رجل خمد آخره فالحلم على الغضب، وأما الأمر إذا ركبه الرجل ذم آخره فالحدة على الغضب، قال: ففك الخاتم فإذا هو بالمسائل سواء على ما نزل من السماء. فقال القسيسون والأحبار: لن نرضى حتى نسأله عن مسألة فإن هو أخرجها فهو الخليفة من بعدك، قال: فسلوه. قال سليمان: سلوني، وما توفيقي إلا بالله. قالوا: ما الشيء إذا صلح صلح كل شيء منه وإذا فسد فسد كل شيء منه؟ قال سليمان: هو القلب إذا صلح صلح كل شيء منه، وإذا فسد فسد كل شيء منه، فقالوا: صدقت، أنت الخليفة من بعده، فدفع إليه داود قضيب الملك، ومات من الغد.
وعن ابن عباس قال: استخلف داود سليمان " على سيدنا محمد رسول الله وعليهما الصلاة والسلام - في حياته، وكان سليمان يوم استخلف أتى عليه اثنتا عشرة سنة، وذلك أنه لما نفذ في الحكم، وأبصر داود فهمه، وكان الله عزّ وجلّ جعله فهِماً. قال: فبينا داود جالس مع أحبار بني إسرائيل، فذكروا العقل عند داود فقال له داود: يا بني، ما العقل؟ قال: يا أبه، ما ارتدى العبد برداء أجمل من فضل عقل يرتدي به عبد مؤمن، إن انكسر جبره على عقله، وإن صرع نعشه، وإن زل عمده، وإن ذل أعزه، وإن اعوج أقامه، وإن عثر رفعه، وإن افتقر أغناه، وإن جاع أشبعه، وإن ظمئ أرواه، وإن حزن فرحه، وإن جمع كبحه، وإن استوحش
آنسه وإن خاف أمنه، وإن غوى أرشده، وإن تكلم صدقه، وإن كانت سوءة زينها، وإن انكشف ستره، وإن أقام بين ظهراني قوم اغتبطوا به، وإن غاب عنهم أسفوا عليه، وإن خطب إليهم وهو صعلوك اغتفروا ذلك منه، وإن شهد شهادة وهو غريب تفرسوا فيه فأحسنوا به الظن فقبلوها، وإن نطق قالوا: بليغ، وإن سكت قالوا: لبيب، وإن بسط يده قالوا: جواد، وإن قبضها قالوا: مقتصد، وإن عنف قالوا: لم يأل، وإن رفق قالوا: شفيق، وإن أفطر قالوا: معذور، وإن صام قالوا مجتهد. فالعقل رأس الإيمان ووسط الإيمان وآخر الإيمان، فبه يصل العبد إلى الجنة وبه يتفاضل أهل الدنيا في دنياهم، وأهل الجنة في درجاتهم، لأن العاقل إذا أخطأ رجع، وإذا أساء أحسن، والعقل يرد صاحبه إلى خير العواقب، قال: فتعجب داود عليه السلام، فقال: يا بني، فأين موضع العقل؟ قال: في الدماغ، يكون صاحب العقل زريناً زميتاً، لا يكون عجولاً جهولاً، ولا يستخفه الفرح، ولا يغلبه هواه قال: فعجب داود من حكمته فاستخلفه.
وعن عبد الله بن عباس قال:
لما تزوج داود عليه السلام بتلك المرأة ولدت له سليمان بن داود بعد ما تاب الله عليه، غلاماً، طاهراً، نقياً، فهماً، عاقلاً، عالماً، وكان من أجمل الناس وأعظمه وأطوله، فبلغ مع أبيه حتى كان يشاوره في أموره، ويدخله في حكمه، فكان أول ما عرف داود من حكمته، وتفرس فيه النبوة أن امرأة كانت كسبت جمالاً، فجاءت إلى القاضي تخاصم عنده، فأعجبته فأرسل إليها يخطبها، فقالت: ما أريد النكاح فراودها على القبيح، فقالت: أنا عن القبيح أبعد، فانقلبت منه إلى صاحب الشرطة، فأصابها منه مثل الذي أصابها من القاضي، فانقلبت إلى صاحب السوق، فكان منه مثل ذلك فانقلبت منه إلى حاجب داود فأصابها منه مثلما أصابها من القوم فرفضت حقها ولزمت بيتها، فبينا القاضي وصحب الشرطة وصاحب السوق والحاجب جلوس في مجلس يتحدثون، فوقع ذكرها فتصادق القوم بينهم وشكى كل واحد منهم إلى صاحبه ما أصابه من العجب بها. قال بعضهم: ما يمنعكم وأنت ولاة الأمر أن تتلطفوا لها حتى تستريحوا منها، فاجتمع رأي القوم على أن يشهدوا لها أن لها كلباً وأنها تضطجع فترسله على نفسها حتى ينال منها ما ينال الرجل من المرأة، فدخلوا على داود عليه السلام فذكروا له أن امرأة لها كلب تسمنه وترسله على نفسها حتى يفعل بها ما يفعل الرجل بالمرأة، فكرهنا أن نرفع أمرها إليك حتى
نتحققه، فمشينا حتى دخلنا منزلاً قريباً منها في الساعة التي بلغنا أنها تفعل ذلك، فنظرنا إليها كيف حلته من رباطه ثم اضطجعت له حتى نال منها ما ينال الرجل من المرأة، ونظرنا إلى الميل يدخل في المكحلة ويخرج منها، فبعث داود فأتى بها فرجمها، فخرج سليمان وهو يومئذ غلام حين ترعرع ومعه الغلمان ومعه حضانه يلعب، فجعل منهم صبياً قاضياً وآخر على الشرطة، وآخر على السوق، وآخر حاجباً، وآخر كالمرأة، ثم جاؤوا يشهدون عن سليمان كهيئة ما شهد أولئك عن داود، يريدون رجم ذلك الصبي كما رجمت امرأة، قال سليمان عند شهادتهم: فرقوا بينهم ثم دعا بالصبي الذي جعله قاضياً، فقال: أيقنت الشهادة، قال: نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أسود، قال: نحوه ودعا بالذي جعل على الشرطة فقال: تيقنت الشهادة؟ قال: نعم، قال فما كان لون الكلب؟ قال: أحمر، قال نحوه، ثم دعا صاحب السوق، فقال: أيقنت الشهادة؟ قال: نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أبيض قال: نحوه، ثم دعا بالذي جعل حاجباً، فقال تيقنت الشهادة؟ قال نعم، قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أغبش، قال: أردتم أن تغشوني حتى أرجم امرأة من المسلمين؟ فقال للصبيان: ارجموهم، وخلى سبيل الصبي الذي جعله امرأة، ورجع حضانه، فدخلوا على داود فأخبروه الخبر فقال داود: علي بالشهود الساعة واحداً واحداً، فأتي بهم. قال للقاضي: ما كان لون الكلب؟ فقال: أسود، ثم أتي بصاحب الشرطة وسأله فقال: أبيض، ثم أتي بصاحب السوق فسأله فقال: كان أحمر، ثم أتي بالحاجب فسأله فقال: كان أغبش. فأمر بهم داود فقتلوا مكان المرأة، فكان هذا أول ما استبان لداود من فهم سليمان عليه السلام.
وعن عبد الله بن سلام قالوا: لم يبعث الله عزّ وجلّ رسولاً إلى قومه حتى وجده أرجحهم عقلاً.
قال كعب: وبعض النبيين أرجح عقلاً من بعض، وما استخلف داود سليمان واختاره على جميع ولده وبني إسرائيل حتى عرف فضل عقله في حداثة سنه، وإنما استخلاف الأنبياء قبل سيدنا محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبوة ما خلا سيدنا محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه لا نبي بعده وأعطى الله سليمان من العقل ما لو وزن عقله بعقل أهل زمانه لرجحهم.
حدث أبو بشير قال:
لما كبر داود " صلى الله على سيدنا محمد نبينا وعليه وسلم " وظن أنه الموت أرسل إلى فقهاء بني إسرائيل وخيارهم، فقال لهم: إني لا أرى إلا قد احتضرت، فابغوني رجلاً منكم ترضونه فأوليه الخلافة من بعدي. قال: فطافوا زماناً لا يذكر لهم رجل من بني إسرائيل بخير إلا أتوه به، فلا ينصرفون عنه حتى يجدوا فيه عيباً. فلما طال ذلك عليهم قال بعضهم: قد رأينا هذا الغلام قد نشأ على أحسن ما ينشأ عليه أحد، وقد عجزنا أن نجد هذا الرجل فلو أتينا سليمان. قال: فغضبت المشيخة وقالوا: ما لسليمان وهذا الأمر؟! قالوا ليس نجد هذا الرجل وما علينا أن نأتيه؟ قال: فطلبوه في أهله فلم يجدوه، فطلبوه فوجدوه في جدار وحده مسنداً ظهره إلى الجدار فسلموا وقعدوا حوله، ففزع سليمان لما رأى أحبار بني إسرائيل وفقهاءهم، فجعلوا لا يسألونه عن شيء يعلمه إلا أخبرهم به، وإن سألوه عن شيء لا علم له به رد علمه إلى الله تعالى، قال: فنظر القوم بعضهم إلى بعض، فقالوا: هذا صاحبنا. فلما فرغوا مما أرادوا أن يسألوه عنه واجتمع رأيهم على أنه صاحبهم ضحك سليمان فغضبت المشيخة، وقالوا: غلام أتيناه لأعظم أمر في الدنيا وليس أهل ذلك ضحك واستهزأ بنا؟ ثم قال بعضهم: والله لأخبرن بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فأرسل إليهم داود فقال: ألا تبغوني هذا الرجل، قالوا: ما وجدنا في بني إسرائيل رجلاً يصلح للخلافة، فأتينا سليمان قال: فغضب داود وقال: ما لسليمان وما لهذا؟ قالوا: يا رسول الله، لم نجد الرجل فأتيناه فلم نر إلا خيراً. فلما ذهبنا نقوم ضحك سليمان، قال داود: ضحك! قالوا: نعم، قال: علي بسليمان، قال: فأتي به فقال: أتاك أحبار بني إسرائيل وفقهاؤهم لأعظم أمر في الدنيا. ولست لذلك بأهل، فضحكت بهم وسخرت منهم؟ والله لأعاقبنك بعقوبة لم أعاقبها أحداً مثلك. قال سليمان: يا رسول الله، أو آتيك بعذر! قال: أو تأتيني بعذر! قال: أتاني هؤلاء القوم، فسألوني عن أشياء ما علمت منها أخبرتهم، وما لم أعلم رددت علمه إلى الله، فإنهم حولي إذ سمعت كلاماً من خلفي فالتفت إلى الحائط فإذا أنا بدودة، وإذا هي تقول: يا للعجب من قوم يسألون سليمان، وقد فرغ الله من أمره، فما ملكت نفسي أن ضحكت فرحاً لما قالت. قال: فقال داود لسليمان ولهم: اخرجوا عني، فخرجوا ونزل الوحي على داود: يا داود أعرض عن سليمان فقد ولاه الله الأمر من بعدك.
قيل: إن داود قال: إلهي، كن لسليمان كما كنت لي، فأوحى الله إليه أن قل لسليمان يكون لي كما كنت لي أكون له كما كنت لك.
ولما مات نبي الله داود أوحى الله إلى سليمان أن سلني حاجتك، قال أسألك أن تجعل قلبي يخشاك كما كان قلب أبي، وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي فقال الله عزّ وجلّ: أرسلت إلى عبدي أسأله حاجته فكانت حاجته أن أجعل قلبه يخشاني وأن أجعل قبله يحبني، لأهبن له ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده. قال الله عزّ وجلّ: " فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد، هذا عطاؤنا فمنن أو أمسك بغير حساب " قال: فأعطاه الله ما أعطاه، وفي الآخرة لا حساب عليه.
وعن الحسن في قوله عزّ وجلّ: " ولقد آتينا داود وسليمان علماً " يعني علم التوراة والزبور والفقه في الدين وفصل القضاء وعلم كلام الطير والدواب " وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثر من عباده المؤمنين "، يعني بالتفضيل: النبوة مع الملك.
قال وهب بن منبه: استُخلف سليمان عليه السلام وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وداود حي، وأحدث الله له النبوة بعد داود، وأعطاه الله ما لم يعد أحداً من الأنبياء، وكان الله سخر له الجن والإنس والريح والطير، وكان رجلاً وضيئاً أبيض جسيماً كبير العينين يلبس البياض.
ولما عرضت الخيل على سليمان شغله النظر إليها حتى فاتته صلاة العصر، وتوارت بالحجاب. قال: فعقر الخيل غضباً لله. قال: فأعقبها الله أسرع منها، الريح فسخرها له تجري بأمره رخاء حيث شاء.
وعن إبراهيم التيمي قال: كانت الخيل التي شغلت سليمان ألف فرس فعقرها.
وقال عكرمة: كانت عشرين ألفاً فعقرها.
وعن وهب قال:
قيل لسليمان: إن خيلاً بلقاً لها أجنحة تطير بها وإنها ترد ما كذا وكذا من جزيرة بحر كذا وكذا، فقال: كيف لي بها؟ قالت الشياطين: نحن لك بها، قال: فانطلقوا فهيئوا لي سلاسل ولجماً، ثم انطلقوا إلى العين التي تردها، فنزحوا ماءها، وسدوا عيونها، وصبوا فيها الخمر، فجاءت الخيل واردة فشمت فأصابت ريح الخمر، فتخبطتها بقوائمها، ولم تشرب، ثم صدرت، ثم عادت للغد، فشمت الخمر فخبطتها ولم تشرب، ثم صدرت عنها. فلما أجهدها العطش جاءت فاقتحمت فيها فشربت فسكرت، فذهبت لتنهض فلم تقدر عليه، فجاءت الشياطين حتى وضعت عليها اللجم والسلاسل ثم قعدت عليها. فلما أفاقت وطارت وعليها اللجم وقد استولت عليها الشياطين، فلم تزل ترفق بها الشياطين وتعالجها حتى هبطت الخيل إلى القرار، فلم يزالوا بها حتى جاؤوا بها سليمان فربطها ووكل بها من يسوسها حتى استأنست وأذعنت، فكان سليمان قد أعجب بها فعرضها ذات يوم فنظر إليها " حتى توارت بالحجاب " وغفل عن صلاة العصر، فقال: " أحببت حب الخير " يعني الخيل " عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي " قال: فردت عليه فمسح سوقها وأعناقها بالسيف، فلم يدع لها نسلاً، فالله أعلم أي ذلك كان.
وقال الزهري: ما عقرها ولكن مسح يده عليها.
وقال الحسن: إن الله كان أعطى سليمان ما لم يعط أحداً من الملك والسلطان وكانت عجائب تكون في زمانه، وكان الله سخر له الشياطين من يغوصون له، ويعملون عملاً دون ذلك، يعني من دون الغوص بنيان المدائن. قال: " والشياطين كل بناء وغواص " قال: "
يعملون له ما يشاء من محاريب " يعني المساجد " وتماثيل " يعني ما كانوا يزخرفون له البيوت والمساجد فيمثلون بالشجر وما أشبهه ن نحو النقش في الحيطان ثم قال " وجفان كالجواب " يعني القصاع العظام يجتمع على القصعة الخمس مئة والثلاث مئة مثل الجوبة العظيمة ثم قال: " وقدور راسيات "، يعني به القدور العظام مثل الحياض لا يستقلها أحد، أثافيها منها راسية في الأرض. وقال الله تعالى لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب " يعني مطيعاً " إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت؛ب الخير عن ذكر ربي " قال الحسن: كانت خيلاً بلقاً جياداً، وكانت أحب الخيل إليه البلق فعرضت عليه، فجعل ينظر إليها " حتى توارت بالحجاب " يعني الشمس، فغفل عن صلاة العصر.
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: أنه سئل عن صلاة الوسطى فقال: هي التي غفل عنها نبي الله سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب. يعني العصر.
وعن الحسن " فطفق مسحاً بالسوق والأعناق " قال: قطع سوقها وأعناقها بالسيف أسفاً على ما فاته من ذكر الله يعني من فوت صلاة العصر لوقتها.
وعن الحسن قال: ولد له ابن به عاهة، قد كسرته الرياح، ولم يقل شق إنسان. قال: فأعجب به سليمان ولم يكن له ولد ذكر، فخاف عليه الموت وآفات الأرض، فطلب له الرضاع، فجاءت الإنس، فطلبوا الرضاع فأبى، وجاءت الجن فطلبوه فأبى، وجاءت السحاب فطلبته، فقال: كيف ترضعينه؟ قالت: أحمله بين السماء والأرض وأربيه بماء المزن، قال: فدعا الريح، فقال لها: كوني مع السحاب في كفالة هذا الولد، فقالت: أفعل، قال: فمهدوا لابن سليمان على السحاب، ثم صار السحاب من فوقه كهيئة القبة، وجعل
معه وصيفة تناغيه، ثم أمر الريح أن تحمله فكانت السحاب تنحدر به كل يوم مرتين غدوة وعشية إلى أمه ترضعه وتغسله وتطيبه ثم تضعه في السحاب، فتحمله الريح بين السماء والأرض، فكانت إذا حنت إليه أأراده سليمان تكلما أو أحدهما، فتحمل الريح كلامهما إلى السحاب فينقض السحاب به إليهما حتى ينظرا إليه، ثم يأمر سليمان عليه السلام برده إلى موضعه، وإنما فعل ذلك شفقة عليه، قال: فأمر الله ملك الموت بقبض روحه، فقبضه ثم قال للسحاب: أرسليه فإنك تكفلت به وهو حي، فأرسلته، فوقع على كرسيه ميتاً، فذلك قوله عزّ وجلّ: " ولقد فتنّا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ".
قال الشعبي: قالت الجن:
لئن ولد لسليمان ذكر لنلقين منه مثل ما لقينا من أبيه، فتعالوا حتى نرصد أرحام نسائه حتى لا يولد له. قال: فولد له غلام، فلم يأمن عليه الإنس ولا الجن فاسترضعه في المزن يعني السحاب. وكان يزيد في السنة كذا وكذا، وفي الشهر كذا وكذا وفي الجمعة كذا وكذا، قال: فلم يشعر إلا وقد وضع على كرسيه، وقد مات. فذلك قوله عزّ وجلّ " وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ".
وقال غيره: الشيطان الذي كان أخذ خاتمه.
وقال ابن عباس: قوله: " وألقينا على كرسيه " يعني الجسد: صخراً المارد حين غلب على ملكه، وجلس على كرسي سليمان أربعين يوماً، فالله أعلم أي ذلك كان.
قال ابن عباس:
وإنما ابتلي سليمان بذهاب ملكه للصنم الذي صُور في داره. قال: كان سليمان رجلاً غزّاء، يغزو البحر والبر، فسمع بملك في جزيرة من جزائر البحر يقال لها: صندور، بها ملك عظيم لم يكن للناس إليه سبيل لمكانه من البحر، وكان الله عزّ وجلّ أعطى سليمان في ملكه سلطاناً لا يمتنع منه شيء في بر ولا بحر، إنما يركب الريح فتخرج به حيث يريد
قال: فركب سليمان الريح وجنوده من الجن والإنس حتى نزل تلك الجزيرة، فقتل ملكها، وسبى من فيها، وأصاب جارية لم ير مثلها حسناً وجمالاً، وكانت ابنة ذلك الملك، فاصطفاها لنفسه، فكان يجد بها ما لا يجد بأحد، ويؤثرها على نسائه، فلما رأى ذلك إبليس قال: لأنتهزن فرصتي من سليمان بهذه المرأة، فدس إليها صخراً المارد، فأتاها في صورة حاضنها إلى الباب، ثم قال للحاجب: قل لفلانة إن حاضنك فلاناً بالباب، فأرسلت إلى سليمان، وسألته أن يأذن له عليها، فأذن له فدخل عليها، وهي لا تشك إلا أنه أخوها من الرضاعة، فبكت وبكى وقال لها: قد رضيت من سليمان بما صنع بأبيك وأهل بيتك، فصرت مملوكة بعد أن كنت ملكة بنت ملك! فقالت له: كيف لي بذلك؟ فقال لها: أما تشتاقين إلى أبيك؟ فقالت: وكيف لي وقد سلى الحزن علي جسمي؟ فقال لها: فإني سأرشدك إلى أمر يكون لك فيه فرج، وتسل عن حزنك، إذا دخل سليمان عليك فلا تكلميه إلا نزراً ولا تنظري إليه إلا شزراً، فإذا قال لك: ما لك؟ وما تريدين؟ فقولي له: إني أحب أن تأمر بعض الشياطين، فيصوروا لي أبي في داري التي أنا فيها، فأراه بكرة وعشية، فيذهب عني حزني ويسلى عني بعض ما أجد، قال: فلما دخل سليمان فعلت ما أمرها الشيطان، فقال لها: ما لك؟ قالت: إني أذكر أبي، وأذكر ملكه، وما أصابه فيحزنني ذلك، فقال لها: فقد أبدلك الله ملكاً وسلطاناً أعظم من ملكه وسلطانه، وهداك إلى دينه، فهو أعظم من ذلك كله، قال: إن ذلك كذلك ولكن إذا ذكرته أصابني ما ترى، فإن رأيت أن تأمر بعض الشياطين فيصوروا لي صورة أبي في داري التي أنا فيها، فأراه بكرة وعشية رجوت أن يذهب عني حزني ويسلى عني بعض ما أجد في نفسي، فأمر سليمان صخراً المارد فمثل لها أباها في هيئته في ناحية دارها حتى لا تنكر منه شيئاً، فمثل لها حتى نظرت إلى أبيها لا تنكر في نفسها شيئاً غلا أنه لا روح فيه، فعمدت إليه، فزينته وألبسته، حتى تركته كهيئة أبيها ولباسه، فإذا خرج سليمان من دارها تغدو عليه كل غدوة مع جواريها، فتطيبه وتسجد له وتسجد جواريها، وتروح بمثله، وسليمان لا علم له بشيء من ذلك، وأتاها الشيطان من حيث لا يعلم سليمان، حتى أتى لذلك أربعون يوماً، وبلغ ذلك الناس، وبلغ آصف بن برخيا، وكان صديقاً، فقال له الناس هل بلغك
ما بلغنا؟ قال: نعم. قالوا: كيف لنا أن نعلم سليمان؟ قال: أنا أكفيكم ذلك، فدخل عليه فقال: يا نبي الله، إني ((قد كبرت ودق عظمي، ونفد عمري، وقد أحببت أن أقوم مقاماً قبل أن أموت، أذكر فيه من مضى من أنبياء الله عزّ وجلّ، وأثني عليهم بعلمي فيهم، وأعلم الناس بعض ما يجهلون من كثير من أمرهم، قال: فافعل. قال: فجمع الناس سليمان، فقام فيهم خطيباً، فذكر من مضى من أنبياء الله عزّ وجلّ، وأثنى على كل نبي بما فيه، وذكر ما فضلهم الله به، حتى انتهى إلى سليمان، فذكر فضله وما أعطاه الله في حداثة سنه وصغره، وما كان أعطي في حياة أبيه داود من الفضل ثم سكت فامتلأ سليمان غيظاً، فلما دخل أرسل إليه فدعاه فقال: يا آصف، ذكرت من مضى من أنبياء الله فأثنيت عليهم، بما كانوا في زمانهم، فلما ذكرتني جعلت تثني علي بخير في صغري، وسكت عما سوى ذلك من أمري في كبري، فما هذا الذي أحدثت من أمري في كبري؟ قال: أحدثت أن غير الله يعبد في دارك منذ أربعين يوماً في هوى امرأة، قال: في داري؟! قال في دارك، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون عرفت، ما قلت هذا إلا عن شيء بلغك، ثم رجع إلى داره فكسر ذلك الصنم، وعاقب تلك المرأة وولائدها، ثم أمر بثياب الطهر فأتي بها، لا يغزلها إلا الأبكار، ولا ينسجها إلا الأبكار، ولم تمسها امرأة ذات الدم، فلبس ثم خرج إلى فلاة من الأرض، ففرش له الرماد ثم أقبل دائباً إلى الله عزّ وجلّ، فجلس على ذلك الرماد يتمعك في ذلك الرماد في ثيابه متذللاً متضرعاً يبكي ويستغفر مما كان في داره، يقولك يا رب، ما هذا بلاؤك عند داود أن يعبدوا غيرك، وأن
يقروا في دارهم وليهم عبادة غيرك. فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع، وكانت له جارية سماها الأمينة، فكان إذا الخلاء أو أراد إتيان امرأة وضع خاتمه عندها، وكان لا يمس خاتمه، إلا وهو طاهر، وكان الله جعل ملكه في خاتمه. قروا في دارهم وليهم عبادة غيرك. فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع، وكانت له جارية سماها الأمينة، فكان إذا الخلاء أو أراد إتيان امرأة وضع خاتمه عندها، وكان لا يمس خاتمه، إلا وهو طاهر، وكان الله جعل ملكه في خاتمه.
قال وهب بن منبه: إن خاتم سليمان عليه السلام كان أتي به من السماء له أربع نواح، في ناحية منه: لا إله غلا اله وحده لا شريك له محمد عبده ورسوله، وفي الثانية: اللهم، مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، وفي الثالثة: كل شيء هالك إلا الله، وفي الرابعة: تباركت إلهي لا شريك لك. وكان له نور يتلألأ، إذا تختم به اجتمع إليه الجن والإنس والطير والريح والشياطين والسحاب.
قال: فجاء يوماً يريد الوضوء فدفع الخاتم إليها، صخر المارد حتى سبق سليمان فدخل المتوضأ، فقام خلف الباب فدخل سليمان لحاجته، وخرج الشيطان على صورة سليمان ينفض لحيته من الوضوء، لا تنكر من سليمان شيئاً، فقال: خاتمي يا أمينة، فناولته إياه، ولا تحسب إلا أنه سليمان، فجعله في يده، ثم خرج حتى جلس على سرير سليمان، وعكفت عليه الطير والجن والإنس، وخرج سليمان فقال للأمينة: خاتمي، قالت: ومن أنت؟ قال: أنا سليمان بن داود، وقد تغير عن حاله وذهب عنه بهاؤه، قالت: كذبت إن سليمان قد أخذ خاتمه وهو جالس على سريره في ملكه فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته.
وقال وهب بن منبه:
إنه كان في جزيرة من جزائر البحر ملك عظيم السلطان، فبعث إليه سليمان يدعوه إلى ما قبله، فأبى عليه لعظم سلطانه، فبعث إليه بالريح، فنسفته وملكه وجميع ما قبله حتى وضعته بين يديه، وكان لذلك الملك ابنة تدعى أبرهة، فأعجب سليمان بها فعرض عليها الإسلام فكرهته، فخوفها بالقتل، فأصرت فخوفها بقتل أبيها، فقالت: إن قتلته قتلت نفسي، فخاف سليمان أن يكرهها فتقتل نفسها وأحبها حباً شديداً، وهي يومئذ على دينها فتركها، فلما غلبته تزوجها، وكانت تعتكف على صنم من ياقوت وكان الصنم من الفيء الذي نسفته الريح، فسألته سليمان فوهبه لها، وكان لا يصبر عنها وكان يتودد لها، ويرفق بها، رجاء أن تسلم، فظل معها ذات يوم. فلما أراد الانصراف وثبت إليه فاعتنقته وقالت له: أسألك بحياتي وبحبي وبحقي إلا ما جزرت لإلهي، فقال سليمان: إن ذلك لا يحل لي وما زيارتي إياك وأنت معتكفة على الشرك إلا رجاء أن تسلمي، ثم قالت: لئن لم تجزر لصنمي لأقتلن نفسي، وكان ذلك من تعليم أبيها. فلما سمع سليمان قولها خافها على نفسها وخدعها وقال لها: إني إن جزرت لصنمك على رؤوس الناس خلعت ملكي، وانخلعت من ديني، قالت: فإني قد حلفت بإلهي لئن لم تفعل لأقتلن نفسي، فابرر يميني فدعا سليمان بجرادة وسكين فذبحها، فبساعة قطع رأسها أنكر نفسه وأنكرته هي، وانقشعت عنه هيبة الملك والسلطان، ثم خرج من عندها فوجد ماله من الشياطين عوداً على منبره، وكان قبل ذلك لا يرام، ووجد على كرسيه أشبه الناس صورة به، ويقال إن ذلك معنى
قوله: " وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ". قال: ثم قام إليه خادم له من الجن فاستل خاتمه من أصبه فأبق به، وكانت الجن قبل ذلك لا يرومونه. فلما أخذ الجني الخاتم وكان عفريتاً مارداً ذا رأي في نفسه فقال: ما أخذت خاتم سليمان ولا وصلت إليه إلا بذنب بينه وبين الله عزّ وجلّ، وما آمن أن يرد اله ملكه فلأطرحن هذا الخاتم مطرحاً لا يقدر عليه أبدً ثم انطلق سريعاً حتى ألقاه في اللجة الخضراء. وأوحى الله إلى سليمان لمن ذبحت الجرادة التي قربتها لامرأتك؟ فإن كنت ذبحتها لي فقد صغرت أمري، وما سبقك إلى ذلك أحد، وقد علمت أنه لا يذبح لي إلا رُغاء أو خوار أو ثغاء، وإن كنت قد ذبحتها لصنم امرأتك فلأقلبك من العزة بي، أما كفاك أنك تزوجتها وهي مشركة فلم أعاتبك فيها! فلما فرغ إليه من القول شذ من أهله مرعوباً أربعين ليلة، يعير كما تعير الدابة، يبكي على نفسه، ويعدد على خطيئته، ويستغفر ربه. فلما أخبرته امرأته بالذي أصابه في سببها أحزنها ذلك وأبكاها، فأسلمت رجاء أن يرد الله إليه ملكه، فلما مضت لسليمان أربعون ليلة تاب الله عليه، وغفر له، وانصرف وقد أجهده الجوع، فمر بساحل من سواحل البحر، وإذا بحوت يضطرب فضرب بيده إلى الحوت، فأخذه ليأكله فلما فرى بطنه وجد فيه خاتمه فازداد بذلك خوفاً وعجباً ووجلاً فعاد إليه ملكه.
وقيل: إن سليمان كان عنده مجوسية امرأة، فقالت له يوماً في عيد كان لها: أعطني بقرة أذبحها لعيدنا، قال: لا، قال: فأعطني شاة، قال: لا، قالت: فأعطني دجاجة، قال: لا، قالت: فأعطني حمامة، قال: لا. فبينما هو كذلك إذ وقعت على يده جرادة، فقالت: أعطني هذه الجرادة، قال: نعم، ثم قطع رأسها بيده، فسال منها دم كثير حتى أفزع سليمان، ثم أنساه الله إياه، حتى أصابه بعدما سلب ملكه.
وقيل عن عباس أنه اختصم إلى سليمان فريقان أحدهما من أهل جرادة " امرأة كانت له يعجب بها -
وهوي أن يكون الحق لهم، ثم إن الحق كان للآخرين، فقضى لهم به، فإنما أصابه الذي أصابه لذلك الهوى الذي سبق إلى قلبه.
وقيل إنه احتجب عن الناس ثلاثة أيام، فأوحى الله إليه: يا سليمان احتجبت عن الناس ثلاثة أيام، فلم تنظر في أمور عبادي، ولم تنصف مظلوماً من ظالم. وكان ملكه في خاتمه، وكان إذا دخل الحمام وضع خاتمه تحت فراشه، فدخل ذات يوم الحمام والخاتم تحت فراشه، فجاء الشيطان فأخذه وألقاه في البحر، فأقبل الناس نحو الشيطان، فأقبل سليمان يقول: يا أنها الناس، أنا نبي الله، فدفعوه أربعين يوماً، فأتى أهل سفينة فأعطوه حوتاً فشقها فإذا هو بالخاتم فيها، فتختم به ثم جاء فأخذ بناصية الشيطان، وعند ذلك " قال: رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب " وكان أول من أنكره نساؤه فقلن بعضهن لبعض تنكرن ما ينكرن؟ فقلن: نعم، فكان يأتيهن وهن حيض.
قال علي بن زيد رضي الله عنه: فذكرت ذلك للحسن رحمه الله فقال: ما كان الله ليسلطه على نسائه.
وذكر ابن إسحاق وابن سمعان وغيرهما على فتنة سليمان عليه السلام أن الناس شكوا إلى سليمان شدة ما يلقون من شدة الطحن بأيديهم. فجمع سليمان الجن والشياطين فذكر ذلك لهم وقال لهم: هل من حيلة في هذا الطحن،، وفي أن تتخذوا لي آنية أشرب فيها أرى من حولي، فإنه قد بلغني أن بعض الجن إذا أنا شربت وسترن الإناء منهم غمز بي، قالوا: يا رسول الله، إن هذا لشيء ما نطيقه، ولكنه قد تمرد عفريت، وهو في جزيرة من جزائر البحر فإن قدرنا عليه صنع هذا كله، قال: احتالوا حيلة تأتوني به. فانطلقوا إليه وأعلموه أن سليمان قد هلك، وأن الأرض قد بقيت لهم. فلما اطمأن إليهم أخذوه فأوثقوه بالحديد، ثم جاؤوا به سليمان. فلما أدخل عليه أراه الخاتم، فأذله اله عز وجل له، فقال له سليمان: يا صخر، إني هممت بقتلك لفرارك مني، وبلغني رفقك وصنائعك، فأنا أحب أن يتخذ الناس شيئاً يستريحون به مما يلقون من الطحن بأيديهم،
وأتخذ لي آنية اشرب فيها ولا تحول بيني وبين النظر إلى الناس. قال: نعم يا رسول الله، أعنّي بطائفة من الجن فأعانه بما أراد. فلم يدع قرية إلا نصب فيها رحاً يطحن أهل البيت في اليوم والليلة ما يكفيهم سنة، ووجد الناس من ذلك راحة فسموها لمكان الراحة الرحا، وعمل لسليمان الزجاج فجاء على ما أراد، فأكرمه سليمان، وقربه حتى كان يشاوره في الأمر، وركب سليمان ذات يوم حتى أتى ساحل البحر فأدركه المساء، وغابت الشمس، وبدت النجوم، فاطلع كوكب فقال سليمان: يا صخر، ما هذا الكوكب؟ قال: هذا نجم كذا وكذا، ثم لم يزل يسأله عن النجوم. فقال سليمان: لقد أعطيت من أمر النجوم علماً، فصف لي كيف علمت ذلك، فقال: يا رسول اله، إن خاتم المملكة في يديك، وإني أفرق أن أدنو منك، ولولا ذلك لأخبرتك بأشياء تعجب، فنزع سليمان الخاتم، ثم قال: امسكه معك، وأخبرني. فلما وقع الخاتم في يده قذفه في البحر فالتقمه حوت، وتمثل صخر مكانه على تمثال سليمان، وقعد على كرسيه. فاجتمع له الجن والإنس والشياطين، وملك كل شيء كان يملكه سليمان، إلا أنه لم يسلّط على نسائه، وخرج سليمان يسأل الناس ويتضيفهم ويقول: أطعموني، فإني سليمان بن داود، فيطردونه ويقولون له: ما يكفيك ما أنت فيه من البلاء حتى تكذب على سليمان، وهذا سليمان على ملكه؟ حتى أصابه الجهد وطال عليه البلاء، فلما تم أربعون يوماً جاء إلى ساحل البحر فإذا بقوم يصيدون السمك فقال لهم: أطعموني، فأبوا فقال لهم: لو تعلمون من أنا لأطعمتموني، أنا سليمان بن داود، فخرج صاحب السفينة فطرده وضربه بمردي في يده وقال: ما يكفيك ما أنت فيه حتى تكذب على سليمان؟ إن كنت جائعاً فخذ من هذا السمك الذي أروح، فأخذ سليمان سمكتين، فدنا من ساحل البحر، فشق بطنهما فإذا في جوفها خاتمه فأخذه فلبسه، ورد الله عليه ملكه، وجاءت الوحوش والطير فقامت الوحوش حوله والطير فوق رأسه، فقال أهل السفينة: هذا والله سليمان فقفزوا بين يديه وقالوا:
يا نبي الله، إنما فعلنا ما فعلنا غضباً لك قال: أما إني لا أعاتبكم على ما صنعتم قبل، ولا أحمدكم على ما تصنعون بي لأن الأمر من السماء.
وقيل: إن صخراً أمسك الخاتم أربعين يوماً، فمن ثم دانت له الإنس والجن، وعطفت عليه الطير والوحش. فلما أنكر آصف وعظماء بني إسرائيل حكم عدو الله الشيطان في تلك الأربعين يماً قال آصف: يا معشر بني إسرائيل، هل رأيتم من خلاف حكم ابن داود ما رأيت؟ قالوا: نعم، فعند عند ذلك صخر فألقى بالخاتم في البحر فاستقبله جري فابتلع الخاتم فصار في جوفه مثل الحريق من نور الخاتم، فاستقبل جريه الماء فوقع في شبك الصيادين الذين كان سليمان معهم، فلما أمسوا قسموا السمك، فأسقطوا الجري فجعلوه لسليمان، فذهب به إلى أهله فأمرهم أن يصنعوه، فلما شقوا بطنه أضاء البيت نوراً من خاتمه، فدعت المرأة سليمان فأرته الخاتم فتختم به، وخر لله ساجداً فقال: إلهي، لك الحمد على قديم بلائك وحسن صنيعك إلى آل داود، إلهي، أنت الذي ابتدأتهم بالنعم وأورثتهم الكتاب والحكم والنبوة فلك الحمد، إلهي، تجود بالكثير وتلطف بالصغير، إلهي، فلك الحمد، نعمائك ظهرت فلا تخفى، وبطنت فلا تحصى، فلك الحمد، إلهي لم تسلمني بذنوبي، فلك الحمد، تغفر الذنوب وتستجيب الدعاء، ولك الحمد، إلهي، لم تسلمني بجريرتي، فلك الحمد، ولم تخذلني بخطيئتي، فلك الحمد، فتمم إلهي نعمتك علي، واغفر لي ما سلف " وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي " فذلك قوله: " ولق فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ".
وقيل إن سليمان عليه السلام قال للشياطين: كيف تضلون الناس؟ فقال له شيطان: أعطني خاتمك حتى أخبرك، فأعطاه خاتمه، فذهب به حتى ألقاه في البحر وذهب ملك سليمان، فصار يطوف ويؤاجر نفسه، ويأتي المرأة من بني إسرائيل فيقول لها: أنا سليمان، أطعميني، فتبصق في وجهه، حتى وجد الخاتم في بطن حوت، فرد الله إليه ملكه وله الحمد.
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان في نقش خاتم سليمان لا إله إلا الله محمد رسول الله ".
وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان فص خاتم سليمان بن داود سماوي، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه، وكان نقشه: أنا الله لا إله إلا أنا محمد عبدي ورسولي ".
وعن الحسن
أن سليمان لما غلبه صخر المارد على ملكه خرج هارباً مخافة على نفسه أن يقتله، بغير حذاء ولا قلنسوة في قميص وإزار. قال: فمر بباب شارع على الطريق وقد جهده الجوع والعطش والحر، فقرع الباب، فخرجت امرأة فقالت: ما حاجتك؟ قال: ضيافة ساعة، فقد ترين ما أصابني من الحر والرمضاء، وقد احترقت رجلاي وبلغ مجهودي من الجوع والعطش. قالت المرأة: إن زوجي لغائب وليس يسعني أن أدخل رجلاً غريباً علي، وهذا أوان انصراف زوجي، فادخل البستان فإن فيه ماء وثماراً، فأصب من ثماره، وتبرد فيه، فإذا جاء وزجي استأذنته في ضيافتك،، فإن أذن لي فذاك، وإن أبى أصبت مما رزق الله ومضيت، فعلم أنها تكلمت بعقل، فدخل البستان، فاغتسل ووضع رأسه فنام، فأذاه الذباب، فجاءت حية سوداء فمرت بسليمان فعرفته، فانطلقت فأخذت ريحانة من البستان بفيها يقال لها العبهر، فجاءت إلى سليمان عند رأسه، فجعلت تذب عنه حتى جاء زوج المرأة، فقصت عليه القصة، فدخل الزوج إلى سليمان. فلما رأى الحية وصنيعها دعا امرأته، فقال لها: تعالي فانظري العجب، فنظرت ثم مشت إليه، فلما رأتها الحية تنحت عن سليمان، فأيقظاه وقالا له: يا فتى، هذا منزلنا فهو لك لا يسعنا شيء يعجزك، وهذه ابنتي وقد زوجناكها، وكانت من أجمل نساء أهل زمانها، قال: فتزوجها وأقام عندهم ثلاثة أيام، ثم قال: لا يسعني إلا طلب المعيشة لي ولأهلي، فانطلق إلى الصيادين، فقال لهم: هل لكم في رجل يعينكم وترضخون له شيئاً من صيدكم، وكل يأتيه الله برزقه، فقالوا: قد انقطع عنا الصيد، وليس عندنا فضل نعطيكه، فمضى إلى غيره، فقال لهم مثل هذه المقالة، فقالوا: نعم، وكرامة، نواسيك بما عندنا، فأقام معهم يختلف
كل ليلة إلى أهله بما أصاب من الصيد، حتى أنكر الناس قضاء سليمان وأفعاله، فقالوا لآصف: هل تنكر من سليمان الذي أنكرنا؟ قال: نعم، ولكن دعوني أعلم علم نسائه، فانطلق آصف، وكان لا يحتجب عنهن، فسألنه عن فعاله قلن: أنكرنا جميع فعاله، ولا يطلب النساء إلا عند الحيض، فقال: هل تواتينه؟ قلن: لا. قال ابن عباس رحمه الله: من زعم أنه أتى نساءه فقد كذب. كان سليمان عليه السلام أكرم على الله تعالى وتقدس من أن يسلط الشيطان على نسائه. قال فختم الله عليه، ولم يردهن. قال واحترس نساؤه، واجتمع الناس يدعون الله أن يفرّج ما بسليمان. قال: فلما رأى الخبيث أن الناس قد فطنوا له عمد فكتب كتاب السحر وختمه بخاتم سليمان ودفنه من تحت قائمة سرير سليمان وانطلق بالخاتم فألقاه في البحر.
وعن قتادة قال: كتبت الشياطين كتباً فيها سحر وشرك، ثم دفنت تلك الكتب تحت كرسي سليمان، فلما مات سليمان استخرج الناس تلك الكتب، فقالوا: هذا علم كتمناه سليمان فقال الله تعالى: " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل وهاروت وماروت ".
وعن عمران بن الحارث قال: بينا نحن عند ابن عباس إذ دخل عليه رجل، فقال له ابن عباس: من أين جئت؟ قال: من العراق، قال: من أين؟ قال من الكوفة، قال: فما الخبر؟ قال: تركتهم يتحدثون أن علياً خرج إليهم. قال: ففزع ثم قال: ما يقولون لا أبا لك؟! لو شعرنا ما نكحنا نساؤه ولا قسمنا ميراثه سأحدثكم عن ذلك: كانت لشياطين يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلمة حق قد سمعها، فإذا جربت صدق، وكذب معها سبعين كذبة، فتشربتها قلوب الناس، فأطلع الله عليها سليمان عليه السلام، فأخذها فدفنها تحت كرسيه، فلما توفي سليمان قام شيطان بالطريق فقال: ألا أدلكم على كنزه الممتنع الذي لا كنز له مثله؟ تحت الكرسي. فأخرجوه فقالوا: هذا سحر، فتناسختها الأمم حتى
بقاياها ما يحدث به أهل العراق فأنزل الله في عذر سليمان عليه السلام " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولك الشياطين كفروا " إلى آخر الآية.
وعن الحسن
أن صخراً المارد حين كان غلب على ملك سليمان. فلما فطن له الناس كتب كتاب السحر، ودعا الشياطين، فأخبرهم أنه قد غلب سليمان على ملكه، وأنه ألقى خاتمه في البحر، فلا يقدر عليه ويستريحوا منه، وأن هذا كتاب كتبته فيه أصناف السحر، وختمته بخاتم سليمان، وإني أدفنه تحت كرسيه، وكتب في عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود من العلم. فلما مات سليمان جاءت الشياطين في صورة الإنس فقالوا لبني إسرائيل: إن لسليمان كنزاً من دفاتر من كنوز العلم، وكان يعمل به هذه العجائب فهل لكم فيه؟ قالوا: نعم، فحفروا ذلك الموضع واستخرجوا ذلك الكتاب. فلما نظروا فيه أنكر الأحبار ذلك، وقالوا: ما هذا من أمر سليمان. وأخذه قوم وقالوا: والله ما كان سليمان يعمل إلا بهذا، ففشا فيهم السحر، فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود. فلما ذكر الله لرسوله أمر سليمان وأنزل عليه في سليمان وفي المرسلين وعده فيهم، قال من كان بالمدينة من اليهود: ألا تعجبون من محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزعم أن سليمان كان نبياً. والله ما كان إلا ساحراً فأنزل الله عزّ وجلّ فيما قالوا: " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان " يقول: ما كتبت الشياطين يعني أيام غلب صخر سليمان على ملكه " ولكن الشياطين كفروا " هم كتبوا السحر، وما عمل سليمان بالسحر " وما أنزل " السحر " على الملكين ببابل هاروت وماروت " حين فرغ من قصتهما.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلها تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل، فطاف عليهن جميعاً فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، وايم الذي نفسي بيده إنه لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون.
وفي رواية: لأطوفن الليلة على مئة امرأة.
وفي حديث عن أبي هريرة أيضاً أن سليمان كان له أربع مئة امرأة وست مئة سرية. فقال يوماً: لأطوفن الليلة على ألف امرأة، فتحمل كل واحدة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله، ولم يستثن، فطاف عليهن، فلم تحم واحدة منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق إنسان، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والذي نفسي بيده لو استثنى فقال: إن شاء الله لولد له ما قال، فرسان ولجاهدوا في سبيل الله ".
وعن ابن عباس قال: كان لداود تسع وأربعون امرأة وكان لسليمان مئتا امراة.
وعن أبي هريرة قال: كان اليوم الذي رد الله تعالى إلى سليمان بن داود خاتمه يوم النيروز، فجاءت الشياطين بالتحف، وكانت تحفة الخطاطيف أن جاءت بالماء في مناقيرها فرشته بين يدي سليمان فاتخذ البعض رش الماء من ذلك اليوم.
وقال سفيان الثوري: بلغني أن سليمان يوم رد الله عليه ملكه، أمر الريح أن تحمله، فحملته فانتهى إلى مفرق الطريقين، استقبله خطاف فقال: أيها املك، إن لي عشاً فيه بيضات قد حضنتهن، وأنا أرجو إفراخي أيامي، فاعدل رحمك الله، فإنك إن مررت بالعش حطمت بيضات، فشفقه وترك ذلك الطريق، فانطلق الخطاف إلى البحر حين نزل سليمان فحمل ماء في منقاره، فنضح بين يديه، فسأله أصحابه عن ذلك فقال: إنه سألني أن أعدل عن الطريق الذي فيه عشه، فهو يحمل الماء من البحر بمنقاره ينضحه بين يدي شكراً لي.
وفي حديث آخر: أتاه برجل جرادة فوضعه بين يدي سليمان، فقال له سليمان: ما هذا؟ قال: هدية لك فقال سليمان: لقد شكر هذا، ومن لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صلى صلاة فقال: " إن الشيطان عرض ليفسد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله
منه فذعته، ولقد هممت أن أوثقه في سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان: رب هب لي ملكا لا يبغي لأحد، فرده الله خائباً ".
قال الضحاك:
لما رد الله ملك سليمان بعث سليمان إلى صخر، فأتي به، فلما أدخل عليه أمر بوثاقه، فأوثقوه حديداً، ثم سأل الجن: أي قتلة أشد حتى أقتله؟ قالوا: نأتيك بصخرة ثم نجوفها ثم نوثقه فنضعه فيها ونسدها عليه ونطبقها بالحديد ثم نلقيه في البحر، ففعلوا ذلك به، فألقوه في أعمق مكان في البحر، فهو فيه إلى يوم القيامة فذلك قول الله عزّ وجلّ " وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن " يعني سليمان على من شئت من الشياطين " أو أمسك يعني أقره في الوثاق في البحر " بغير حساب " يعني لا تبعة عليك فيه إلى يوم القيامة.
قال عبد الله بن عبيد بن عمير: بعث سليمان إلى مارد من مردة الجن كان في البحر، فأتي به. فلما كان على باب داره أخذ عوداً فذرعه بذراعه، ثم ألقاه من وراء الحائط فوقع بين يدي سليمان فقال سليمان: ما هذا؟ فأخبر بالذي صنع المارد، فقال: تدرون ما أراد؟ قالوا: لا، قال: فإنه يقول اصنع ما شئت فإنما تصير إلى مثل هذا من الأرض.
وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها، فملك سبع مئة سنة وستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والأنس والشياطين والدواب والطير والسباع، وأعطي علم كل شيء ومنطق كل شيء، وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة التي سمع بها الناس وذلك قوله: " علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء ".
قالوا: وكان سليمان غزاء، يغزو البر والبحر ولا يسمع بملك في ناحية من الأرض إلا أتاه حتى يذله، وكان إذا أراد الغزو أمر بعسكره فضرب، وكان اتخذ ألواحاً من خشب وضم بعضها إلى بعض وعمل لها عمداً من تحتها وسددها بالمسامير الحديد على قدر عسكره، فربما كان عسكره فرسخاً في فرسخ أو أقل أو اكثر، ثم تجيء الشياطين فتدخل تحت الخشب، فتحمل تلك العمد، ثم يأمر الريح وعسكره مسيرة شهر، وكانت الريح تغدو به شهراً، وتروح به شهراً وبعسكره، فذلك قول الله عزّ وجلّ: " رخاء حيث أصاب " مطيعة حيث أراد، وكان الرخاء ريحاً تحمل عسكره إلى حيث أراد سليمان، وإنه ليمر بالزراعة فما تحركها الريح.
وقيل: كانت الشياطين عملوا لسليمان مدينة من قوارير، إذا خرج في المغازي كان يحمل تلك المدينة معه وحشمه وأهل بيته، وكانت ألف ذراع في عشرة آلاف ذراع، فيها ألف سقف كل سقف ألف ذراع، بين كل سقفين عشرة أذرع على كل سقف ما يحتاج إليه من المساكن والقباب والمرافق، فجعل الأعلى قبة فيها مجلسه، على قبتها علم أخمر يضيء منه بالليل للعسكر، وترى بالليل من الأرض البعيدة كما ترى النار، ولتلك المدينة ألف ركن على مناكب الشياطين، تحت كل ركن عشرة من الشياطين.
قال كعب:
وكان سليمان إذا ركب حمل أهله وسار بجيشه وخدمه وكتائبه، وتلك السقوف بعضها فوق بعض على قدر درجاتهم، وقد اتخذ مطابخ ومخابز، يحمل فيها تنانير الحديد وقدوراً عظاماً، يسع كل قدر عشر جرائر وقد اتخذ فيه ميادين للدواب أمامه فيطبخ الطباخون، وخبز الخبازون، وتجري الدواب بين يديه بين السماء والأرض ولريح تهوي بهم، فسار من إصطخر إلى اليمن فسلك المدينة مدينة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال سليمان: هذه دار هجرة نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، وطوبى لمن اتبعه، وطوبى لمن اقتدى به. ثم مضى حتى مر بمكة فقال: هذا مولد نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، وطوبى لمن اتبعه، وطوبى لمن اقتدى به، ورأى حول البيت أصناماً تعبد من دون الله. فلما جاوز
سليمان البيت بكى البيت، فأوحى الله إلى البيت فقال: ما يبكيك؟ قال: يا رب، أبكاني هذا نبي من أنبيائك وقوم من أوليائك مروا علي، فلم يهبطوا في، ولم يصلوا عندي، ولم يذكروك بحضرتي، والأصنام تعبد حولي من دونك فأوحى الله إليه أن لا بتك، فإني سوف أملؤك وجوهاً سجوداً، وأنزل فيك قرآناً جديداً، وأبعث منك نبياً في آخر الزمان، أحب أنبيائي إلي، وأجعل فيك عمارً من خلقي يعبدوني، وأفرض على عبادي فريضة يدفون إليك دفوف النسور إلى وكورها، ويحنون إليك حنين الناقة إلى ولدها والحمامة إلى بيضها، وأطهرك من الأوثان وعبدة الشياطين. ثم مضى سليمان حتى مر بوادي النسرين من الطائف فأتى على وادي النمل فقالت نملة تسمى جيرين من قبيلة تسمى الشيصبان وكانت عرجاء تتكاوس، وكانت مثل الذئب العظيم فنادت النمل " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحكمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون " يعني أن سليمان يفهم مقالها، وكان لا يتكلم خلق إلا حملت الريح ذلك، فألقته في مسامع سليمان قال: " فتبسم سليمان ضاحكاً من قولها وقال: رب أوزعني " يعني ألهمني " أن أشكر نعمتك " يعني: أن أؤدي شكر ما أنعمت " علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين " يعني مع الصالحين.
ذكر وهب بن منبه سليمان وتعظيم ملكه: أنه كان في رباطه اثنا عشر ألف حصان، وكان يذبح لغذائه كل يوم سبعين ثوراً معلوفاً وستين كراً من الطعام سوى الكباش والصيد والطير، فقيل لوهب: يا أبا عبد الله، أكان يسع هذا ماله؟ قال: كان إذا ملك الملك على بني إسرائيل اشترط عليهم أنهم رقيقه وأن أموالهم له، ما شاء أخذ منها، وما شاء ترك.
قال ابن عباس: كان سليمان بن داود يوضع له ست مئة ألف كرسي، ثم يجيء بأشراف الإنس فيجلسون مما يليه، ثم يجيء بأشراف الجن حتى يجلسوا مما يلي الإنس، ثم يدعو الطير فتظلهم ثم يدعو
الريح، فتحملهم فيسيرون. وقيل: يسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر. فبينا هو ذات يوم يسير إذ احتاج إلى الماء، وهو في فلاة من الأرض، فدعا الهدهد فنقر الأرض، فأصاب موضع الماء، فجاءت الشياطين إلى المكان فيسلخونه كما يسلخ الإهاب حتى استخرجوا الماء: فكيف يعرف هذا ولا يعف الفخ حتى يقع في عنقه؟ فقال ابن عباس: ويحك إن القدر حال دون البصر.
حدث إدريس بن سنان أبو إلياس قال:
بلغنا " والله أعلم " عن صفة كرسي سليمان بن داود بحكمته أنه صنع دفوف الكرسي من عظام الفيلة، وفصصها بالدر وبالياقوت والزبرجد واللؤلؤ، صنعت صنعة لم يصنع مثلها من مضى، ولا صنعها من بقي بعده، ثم جعل له ست درجات بعضها فوق بعض، وجعل بين كل درجتين شبراً، وجعل كل درجة منها مفصصة بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ، وحفف الكرسي من جانبيه كليهما بنخل من ذهب، وعناقيدها ياقوت وزبرجد ولؤلؤ، وجعل رؤوس النخل من أحد جانبي الكرسي طواويس من ذهب، وجعل من جانبه الآخر سوراً من ذهب مقابلة للطواويس، وجعل عن يمين الدرجة الأولى شجرة صنوبر من ذهب، وعن يسارها أسداً من ذهب، وعلى رؤوس الأسدين عموداً من زبرجد، ومن جانبي الأسدين شجرتين كلتاهما كرم من ذهب معرشتين، فأظلتا الكرسي كله بتعريشها وورقها، وفوق أعلى درج الكرسي أسدين عظيمين من ذهب مجوفين محشوين مسكاً وعنبراًً، فإذا أراد سليمان بن داود الملك أن يصعد على كرسيه استدار الأسدان كما يستدير المنجنون فينفخان ما في أجوافهما من الطيب، ومن جانبي الكرسي منبران من ذهب أحدهما مجلس خليفة سليمان، والآخر مجلس الأحبار والقضاة، وسبعين منبراً من ذهب لسبعين قاضياً من أحبار بني إسرائيل وعلمائهم وكهولهم، من كل جانب من الكرسي خمسة وثلاثون منبراً، فإذا أراد الملك أن يصعد إلى كرسيه وضع قدميه على الدرجة الأولى من الكرسي استدار الكرسي كما يستدير المنجنون، فيبسط الأسد يده اليمنى والنسر جناحه الأيسر، فيتكئ سليمان عليها إلى الدرجة التي تليها وكذلك تصنع الأسد والنسور من كل درجة إلى درجة
حتى يستوي إلى أعلى الكرسي، فإذا استوى سليمان على كرسيه جالساً أخذ التنين العظيم تاج الملك فوضعه على راس سليمان، وكان الذي يستدير بالكرسي وما فيه من العجائب تنين عظيم حتى تمر الأسود والنسور والطواويس التي على الدرجة السفلى إلى أعلى الكرسي فيظلون من فوق رأس سليمان، وهو جالس على الكرسي، فينضحون ما في أجوافها من الطيب على رأس سليمان، وكانت حمامة على عمود جوهر تأخذ التوراة، حتى تجعلها في يد سليمان فيقرأها على الناس فإذا جلس سليمان على كرسيه للقضاء، وجلس قضاة بني إسرائيل على كراسيها عن يمينه وشماله جانبي الكرسي فدخلت الشهود للشهادات استدار منجنون الكرسي، فيزأر الأسد، وتخفق النسور بأجنحتها، وترجع الطواويس لترعب قلوب الشهود أن لا يشهدوا بالزور، ويقول الشهود عندما يرون من العجائب وما دخلهم من الرعب: لا نشهد إلا بالحق، فإنا إن نشهد بالزور يهلك العالم، فلم يكن مثل كرسي سليمان في الأولين ولا يكون مثله في الآخرين.
فلما قبض الله سليمان وجاء بخت نصر، فأخذ ذلك الكرسي فحمله معه إلى أنطاكية، فأراد أن يصعد فيه ليقعد عليه، ولم يكن له علم كيف يصعد فيه، فلما وضع قدمه على الدرجة الأولى ولم تصب موضعها رفع الأسد يده اليمنى فكسر ساق بخت نصر الأيسر فعرج فلم يزل بخت نصر يعرج منها حتى مات، ثم بعث الله ملكاً من ملوك فارس يقال له: كارس بن سورس ويقال الفرريا بن يساريا فحمل الكرسي من بابل حتى رده إلى بيت المقدس، فوضعوه تحت الصخرة فلم يقعد أحد على كرسي سليمان من بعده، ولم يقدر عليه منذ وضع تحت الصخرة.
فذلك ما يذكر من حديث الكرسي وما فيه من العجائب.
قال إسحاق بن بشر: وكان سليمان إذا ركب يسمع حفيف قبته من اثني عشر ميلاً، فلا يبقى غلام ولا جارية ولا رجل ولا امرأة إلا وهم متشوفون ينظرون إلى مركب سليمان ويتعجبون. فبينا سليمان في مسيره بهذه الحال، وقد اشرفوا عليه من كل جانب، غذ مر
على رجل من بين إسرائيل يعمل بالمسحاة في حرث له يقال له: مرعبدا، فقال مرعبدا ولم يرفع طرفه إليه: لقد أوتي آل داود ملكاً عظيماً، ثم أقبل على مسحاته، فلم يلتفت له، ولم ينظر إليه، والناس متشوفون من كل جانب، فلما رأى سليمان ذلك رفع رأسه فنظر إلى الطير فوقفن، فإذا وقفت الطير تركت الشياطين الأركان، وتجيء الريح فتحمل له البيت بقدرة الله. فلما نظر سليمان إلى العابد وهو مرعبدا قطع به فقال: والله ما هذا إلا رجل في قلبه إيمان ومعرفة ليس في قلب أحد.
قال عبد الله بن عمر: قال لنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله لينظر إلى الكافر ولا ينظر إلى المزهي، ولقد حملت سليمان بن داود الريح وهو متكئ، فأعجب واختال بنفسه فطرح على الأرض.
وعن الفضيل بن عياض قال: كان سليمان بن داود إذا أراد أن يركب وُضع له ست مئة ألف كرسي، تحتمله الريح، وتظله الطير والغمام فوق ذلك، فبينا هو يسير إذ مر بحرّاث يعمل في زرعه، فاستوقفه فوقف غير مستكبر، فإما أتاه أو ساءله فقال له: يا نبي الله، حك في نفسي شيء، لم أجد له موضعاً غيرك، قال: وما هو؟ قال: أرأيت ما مضى من ملكك هذا هل تجد لشيء منه لذة؟ قال: لا. قال: فما بقي؟ قال: ولا. قال: ما أراك سبقتني من الدنيا إلا باليسير، قيل: فقال له سليمان: هل لك أن تصحبني؟ قال: فما تصنع بي؟ قال: أصنع بك خيراً، قال: هل تزيد في رزقي؟ قال: لا، قال: فهل تزيد في عمري؟ قال: لا، قال: فما أصنع بصحبتك!! وعن ابن كعب القرظي في قوله عزّ وجلّ " ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلا من قبل " الآية قال: يعني يتزوج ما يشاء من النساء، هذا فريضة، وكان من الأنبياء هذا سننهم، وقد كان لسليمان بن داود ألف امرأة، سبع مئة مهيرة
وثلاث مئة سرية، وكان لداود مئة امرأة فيهن أم لسيمان امرأة أورياء تزوجها داود بعد الفتنة. فهذا أكثر مما كان لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال وهب بن منبه: أمر الله الريح فقال: لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء في الأرض بينهم إلا حملته فوضعته في أذن سليمان، فلذلك سمع كلام النملة.
قيل: إن سليمان النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم، كان جالساً، فرأى عصفوراً، يدير زوجته على السفاد وهي تمتنع منه، فضرب بمنقاره في الأرض ثم رفعه إلى السماء، فقال سليمان: هل تدرون ما قال لها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال لها: ورب السماء والأرض ما أريد السفاد لك، ولكن أردت أن يكون من نسلي ونسلك من يسبح الله في الأرض.
قال مالك بن دينار: صنع سليمان بن داود قبة من ذهب أربعين ذراعاً في أربعين ذراعاً، وركب فيها من صنوف الجوهر، فبينا سليمان جالس فيها غذ سقط فيها خطافان، فراود الذكر الأنثى فامتنعت عليه فقال لها: لم تمنعين نفسك؟ فوالله لو كلفتني حمل هذه القبة لحملتها، فسمع سليمان قوله فأمر فأتي بهما فقال: من القائل كذا وكذا؟ قال الذكر: أنا يا نبي الله، قال فما حملك على ذلك؟ قال: يا نبي الله، أنا محب والمحب لا يلام.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أرأيتم ما أعطي سليمان من ملكه، فإن ذلك لم يزده إلا تخشعاً، وما كان يرفع طرفه إلى السماء تخشعاً من ربه عزّ وجلّ.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُير سليمان بين المال والملك والعلم فاختار العلم، فأعطي الملك والمال لاختيار العلم.
حدث أبو عمران الجوني قال: مر سليمان بن داود في موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه وعن
شماله، فمر بعابد من عباد بني إسرائيل. قال: فقال: لقد آتاك الله يا بن داود ملكاً عظيماً فسمع كلامه فقال: تسبيحة في صحيفة مؤمن أفضل مما أوتي آل داود، وما أوتي ابن داود يذهب وتسبيحته تبقى.
قال الفضيل بن عياض: كان عسكر سليمان مئة فرسخ، وكان يذبح في كل يوم ألف شاة وثلاثين ألف بقرة سوى ما يلقى الطير من نواهضها، ويطعم الناس الحوارى، ويطعم أهله الخشكار، ويأكل هو الشعير قال: " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ".
وعن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قالت أم سليمان لسليمان: يا بني، لا تكثر النوم بالليل، فإن من كثر نومه بالليل يلقى الله يوم القيامة فقيراً ".
وعن أبي موسى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن أول من صنعت له النورة ودخل الحمام سليمان بن داود، فلما دخله وجد حره وغمه، قال: أوه من عذاب بالله أوه قبل أن لا يكون أوه.
وفي رواية: أول من صنع له الحمام سليمان بن داود.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: بينما امرأتان ومعهما أبناهما إذ جاء الذئب فذهب بأحدهما، فقالت هذه لصاحبتها إنما ذهب بابنكن، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فاختصمتا إلى داود فقضى به للكبرى، فمرتا على سليمان، فأخبرتاه فقال ائتوني بسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: لا ويرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى.
قال أبو هريرة: فوالله إن سمعت بالسكين قبل ذلك اليوم، ما كنت أقول إلا المدية.
وعن محمد بن كغب القرظي قال:
جاء رجل إلى سليمان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا نبي الله، إن لي جيراناً سرقوني إوزاً، فنادى: الصلاة جامعة ثم خطبهم فقال في خطبته: واحد كم يسرق إوزة جاره، ثم يدخل المسجد والريش على رأسه، فمسح رجل رأسه، فقال سليمان: خذوه فإنه صاحبكم.
وعن الحسن قال: بلغني أن داود قال لابنه: يا بني، أي شيء أبرد؟ قال: عفو الله عن العباد وعفو العباد بعضهم عن بعضهم. قال: فأي شيء أحلى؟ قال: روح الله بين عباده.
وعن داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال لسليمان حين استخلفه: يا بني، أي شيء أحسن؟ قال: روح الله بين عباده، وصورة حسنة في عمل صالح وخلق حسن.
وعن ابن أبي نجيح قال: قال سليمان: أوتينا مما أوتي الناس ومما لم يؤتوا، وعُلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئاً أفضل من خشية الله في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى.
وعن قتادة قال: ذُكر لنا أن سليمان بن داود كان يقول: اذكر الجائع إذا شبعت، واذكر الفقير إذا استغنيت.
وعن يحيى بن كثير أن سليمان بن داود قال: يا بني إسرائيل، من خشي الله في السر والعلانية، وقصد في الغنى والفقر، وعدل في الغضب والرضا، وذكر الله على كل حال فقد أعطي مثل ما أعطيت أو أفضل منه.
وعن سعيد بن عبد العزيز قال سليمان بن داود: نظرت في الحكمة فكثر همي، ونظرت في العلم فكثر شيبي، فذهبت أنظر في الأمر
فإذا مع الشباب كبر، وإذا مع الغنى فقر، وإذا مع الصحة سقم، وإذا مع الحياة موت، وإذا تربتي وتربة السفيه الأحمق يصيران إلى أن يكونا سواء، إلا أن أفضله يوم القيامة بعمل صالح، فكيف يهنأني مع هذا طعام أو شراب؟ وعن خيثمة قال: قال سليمان بن داود النبي صلى الله على نبينا وعليهما وسلم: كل العيش قد جربناه، ليّنه وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه.
وعن الحسن قال: بلغني أن سليمان بن داود قال: العقل نجاة العاقل بطاعته ربه، وحجته على معصية الله، وإن العمل القليل من العاقل أرجح من الكثير من الجاهل، ومجامعة العاقل على البرادع خير للمؤمن من مجامعة الجاهل على حشايا السندس والاستبرق، ومجامعة المرء العاقل على المزابل خير من مجامعة الجاهل على الزرابي.
قال سليمان بن داود: يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا وضع المنبر للقضاء؟ يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا لقيتم ربكم الجبار فرادى؟ وقال سليمان بن داود: يا بني، إياك وكثرة الغضب، فإن كثرة الغضب تستخف فؤاد الرجل الحليم.
وعن الأوزاعي قال: قال سليمان: إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: يا بني، عليك بخشية الله فإنها غاية كل شيء، يا بني، لا تقطع أمراً حتى تشاور فيه مرشداً، يا بني، عليك بالحبيب الأول فإن الأخير لا يعدله.
وعنه قال: قال سليمان لابنه: يا بني، لا تقطعن أمراً حتى تؤامر مرشداً، فإنك إذا فعلت ذلك لم تحزن عليه يا بني، إياك وكثرة الغيرة من غير سوء تراه على أهلك فترمى بالسوء من أجلك.
قال سليمان: من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا على ولده.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: يا بني، لا تكثر الغيرة على أهلك، فترمى بالشر من أجلك، وإن كانت بريئة، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تستخف فؤاد الرجل الحليم، قال: وعليك بخشية الله فإنها غلبت كل شيء.
وعنه أن سليمان قال لابنه: يا بني، إياك والمراء، فإن نفعه قليل وهو يهيج العداوة بين الإخوان.
وعن مالك بن دينار قال: خرج سليمان في موكبه فمر ببلبل على غصن شوك يصفر ويضرب بذنبه فقال: أتدرون ما يقول هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه يقول: قد أصبت اليوم نصف تمرة فعلى الدنيا السلام.
وعن كعب الأحبار قال: خرج سليمان بن داود نبي الله عليه الصلاة والسلام يستقي لقومه فإذا نملة قائمة على رجليها رافعة يديها تقول: اللهم، إنا خلق من خلقك ولا غنى لنا عن رزقك، فأنزل علينا غيثك، ولا تؤاخذنا بذنوب عبادك، فقال سليمان عليه السلام: أرجعوا، فقد استجاب الله لكم بدعاء غيركم فرجعوا يخوضون الماء إلى الركب.
وفي حديث آخر: فلا تهلكنا بذنوب بني آدم.
وقيل: إن داود كان له صديق من بني إسرائيل يُدني مجلسه ويشاوره، فمات داود وولي سليمان. قال: فنظر من أحق الناس أن يشاوره ويُدني مجلسه منه؟ قال: ما أعلم أحداً أحق من الشيخ الذي مات نبي الله وهو عنه راض، فأرسل إليه فأدنى مجلسه، وكان الله وكل بسليمان ملك الموت أن يدخل إليه كل يوم دخلة، فيسأله كيف هو، ويقول له: هل لك من حاجة أقضيها لك؟ فإن قال: نعم لم يبرح ملك الموت حتى يقضيها، ثم
لا يعود إليه من الغد، فدخل عليه يوماً والشيخ مسند ظهره إلى سرير سليمان فقال له: كيف كنت الليلة؟ قال: بخير، قال: ألك حاجة؟ قال: لا، فانصرف ملك الموت والناس يحسبون أنه رجل من الناس، فلما خرج أقبل الشيخ على رجل سليمان، فجعل يقبلها، ويقول: يا نبي الله، كيف رضي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عني؟ قال: حسن، قال: وكيف رضاك عني منذ صحبتك؟ قال: حسن إني أسألك بحق الله إلا ما أمرت الريح أن تحملني فتلقيني بأقصى مدرة من أرض الهند، قال: فأخذه أفكل شديد، قال سليمان: ولم؟ قال: هو ما أقول لك، قال: فاخبرني فإني فاعل، قال أم تر إلي الرجل الذي دخل عليك، فإنه لحظ إلي لحظة، فما أتمالك رعدة، فقال سليمان: سبحان الله، وهل إلا رجل نظر إليك؟ قال: هو ما أقول لك، قال: وأراده سليمان على ألا يفعل فأبى، قال: فدعا الريح، فقال: احمليه فألقيه بأقصى مدرة بالند، وظل سليمان لا ينتفع بشيء حزناً على الشيخ، قال: فقعد على سريره قبل ساعته التي كان يقعد فيها حزناً على الشيخ، ودخل عليه ملك الموت ثم قال: ألك حاجة؟ قال: الحاجة غدت بي إلى هذا المكان، قال: مه. فذكر الشيخ ومنزلته، وذكر ما سأله. وذكر ما سأله. قال له ملك الموت: يا رسول الله، منذ جئتك ما ينقضي عجبي منه، إنه سقط إلي أمس كتاب أن أقبض روحه مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند، فهبطت وما أحسبه إلا هناك، فدخلت عليه فإذا هو قاعد، وقد أمرت أن أقبض روحه مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند، فجعلت أتعجب، فوا للذي بعثك بالحق إني هبطت عليه مع طلوع الفجر، فوجدته بأقصى مدرة من أرض الهند فقبضت روحه، وتركت جسده هنالك.
قال كعب: أمر داود ببناء بيت المقدس، فبنى فيه قدر قعدة، ثم أحدث شيئاً، فقيل له: إنك لست بصاحبه. قال: رب، فمن ذريتي؟ قال: نعم، فبناه سليمان حتى فرغ من بناه جعل عليه مأدبة، ذبح أربعة آلاف بقرة وسبعة آلاف شاة، ودعا بني إسرائيل فأكلوا حتى قام فدخله فقال: اللهم، أما عبد لك دخل بيتك هذا مستجيراً فأجره،
فأوحى الله إليه أن قد استجبت لك. فلما أوحى إليه أن قد استجبت لك، أن خلص الدعوة لآل داود عليه السلام.
قال قرة: أمر سليمان ببناء بيت المقدس فقالوا لسليمان: إن زوبعة الشيطان له عين في الجزيرة، يردها كل سبعة أيام، فأتوها فنزحوها فصبوا فيها خمراً، فجاء لورده، فلما أبصر الخمر قال كلاماً له: أما علمت أنك إذا شربك صاحبك ظهر عليه عدوه " في أساجيع " ألا لا وردتك اليوم، فذهب ثم رجع لظمأ آخر. فلما رآها قال كما قال أول مرة، ثم ذهب ولم يشرب، ثم جاء لورده لإحدى وعشرين ليلة، وقال: ما علمتك إنك لتذهبن الهم " في أساجيع له " فشرب فسكر فجاؤوا إليه، فأروه خاتم السحر فانطلق معهم إلى سليمان، فأمره ببناء بيت المقدس، فقال دلوني على بيض الهدهد فدل على عشه فأكب عليه بحمحمة، فانطلق الهدهد فجاء بالماس الذي يثقب به اللؤلؤ والياقوت فغط الزجاجة، فذهب ليأخذه فأزعجوه عنه فجاء بالماس إلى سليمان، فجعلوا يستعرضون له الجبال كأنما يخطون في الطين.
وحدث كعب:
أن الله أوحى إلى سليمان أن ابن بيت المقدس، فجمع حكماء الإنس وعفاريت الجن وعظما الشياطين، ثم فرق الشياطين فجعل منهم فريقاً يبنون، وفريقاً يقطعون الصخر والعمد من معادن الرخام، وفريقاً يغوصون في البحر فيخرجون منه الدر والمرجان، الدرة منها مثل بيضة النعام، ومثل بيض الدجاج، وأخذ في بناء المسجد، فلم يثبت البناء، وكان عليه حين بناه داود، فأمر بهدمه، ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء، فقال: أسسوا على الماء فألقوا فيه الحجارة، فكان الماء يلف، فدعا سليمان الحكماء والأحبار، ورأسهم آصف فقال: أشيروا علي، فقال آصف ومن قال منهم: إنا نرى أن نتخذ قلالاً من نحاس، ثم نملأها حجارة، ثم نكت عليها هذا الكتاب الذي في خاتمك لا إله إلا الله وحده لا شريك له ومحمد عبده ورسوله، ثم نلقي تلك القلال عليه في الماء، فيكون أساس البناء عليه ففعل
فثبتت القلال، وألقوا الصخر والحجارة عليها، وبنى حتى ارتفع البناء وفرق الشياطين في أنواع العمل، فكانت الشياطين دأبوا في عمله وجعل فرقة منهم يقطعون معادن الياقوت والزمرد وألوان الجوهر، فجعل الشياطين صفاً مرصوصاً ما بين معدن الرخام إلى حائط المسجد، فإذا قطعوا من المعدن حجراً أو اسطوانة يلقاه الأول منهم الذي يلي المعدن ثم الذي يليه، فيلقى بعضهم بعضاَ حتى ينتهي إلى المسجد، وجعل يقطع الرخام الأبيض منه مثل بياض اللبن من معدن يقال له السامور ليس بهذا السامور الذي في أيدي الناس، ولكن هذا به سمي، وإنما دل على معدن السامور عفريت من الشياطين كان في جزيرة من جزائر البحر، فدلوا سليمان عليه، فأرسل إليه بطابع من حديد، وكان خاتمه يرسخ في الحديد والنحاس فيطبع إلى الجن بالنحاس، ويطبع على الشياطين بالحديد فلا يجيبه أقاصيهم إلا بذلك، وكان خاتمه أنزل عليه من السماء، حلقته بيضاء، وطابعه كالبرق لا يستطيع أحد يملأ منه بصره.
فلما بعث إلى العفريت وجاءه قال له: هل عندك من حيلة أقطع بها الصخر فإني أكره صوت الحديد في مسجدنا هذا وصريره للذي أمرنا به من الوقار والسكينة، فقال له العفريت: ابغني وكر عقاب، فإني لا أعلم في الطير أشد من العقاب فنفحه برجله ليقطعه فلم يقدر عليه، فحلق في السماء متلطفاً، فلبث يومه وليلته، ثم أقبل ومعه خصين من السامور معترض، فتفرقت الشياطين حتى أخذوه منه، وأتوا به على سليمان فكان به يقطع الصخر، وعمل سليمان بيت المقدس عملاً لا يوصف ولا يبلغ كنهه أحد، وزينه بالذهب والفضة والدر والياقوت والمرجان وألوان الجوهر في سمائه وأرضه وأبوابه وجدره وأركانه شيئاً لم ير مثله، ولم يعلم يومئذ كان على ظهر الأرض موضع كان أعظم منه، ولا عرض من عرض الدنيا أكبر منه، فتسامعت به الخلائق، وشهدته ملوك الأرض، وكان نصب أعينهم، ولكنهم لم يكونوا يرومونه مع سليمان.
فلما فرغ سليمان منه جمع الناس، وأخبرهم أنه مسجد لله تعالى هو أمر ببنائه، وأن كل شيء فيه لله عزّ وجلّ، وأن من انتقصه شيئاً قد خان الله، وأن داود كان الله عزّ وجلّ عهد إليه بذلك من قبل، وأوصى سليمان بذلك من بعده، فلما انتهى عمله اتخذ طعاماً وجمع سليمان الناس فلم يُر قط جمع في موضع أكبر منه يومئذ ولا طعام اتخذ أكثر منه ثم أمر بالقربان فقرب لله عزّ وجلّ قبل أن يطعم الناس، فوضع القران في رحبة المسجد وبين ثورين، فأوقفهما قريباً من الصخرة، ثم قام على الصخرة فقال: اللهم، أنت وهبت لي هذا الملك مَناً منك علي وطولاً علي وعلى والدي من قبلي، وأنت الذي ابتدأتني وإياه بالنعمة والكرامة، وجعلته حكماً بين عبادك وخليفة في أرضك، وجعلتني وارثه من بعده وخليفته في قومه، وأنت الذي خصصتني بولاية مسجدك هذا قبل، وأكرمتني به قبل أن تخلقني، فلك الحمد على ذلك والمن والطول، اللهم، وأسألك لمن دخل هذا المسجد خمس خصال: لا يدخل إليه مذنب لم يتعمده إلا طلب التوبة أن تتقبل منه وتتوب عليه وتغفر له، ولا يدخل إليه خائف لم يتعمده إلا طلب الأمن أن تؤمنه من خوفه وتغفر له ذنبه، ولا يدخل إليه مقحط لم يتعمده إلا طلب الاستسقاء أن تسقي بلاده، ولا يدخل إليه سقيم لم يتعمده إلا طلب الشفاء أن تشفيه من سقمه وتغفر ذنبه، وأن لا تصرف بصرك عمن دخله حتى يخرج منه، اللهم إن أجبت دعوتي وأعطيتني مسألتي فاجعل علامة ذلك أن تتقبل قرباني. قال: فنزلت نار من السماء فأخذت ما بين الأفقين ثم امتد منها عنق فاحتمل القربان ثم صعد به إلى السماء.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما بنى سليمان البيت سأل ربه ثلاثاً فأعطاه اثنتين، وأنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة، سأله ملكاً لا يبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، وسأله حكماً أو علماً لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، وسأله أن لا يأتي أحد هذا البيت فيصلي فيه إلا رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وأنا أرجو أن قد أعطاه ذلك.
وعن جابر بن عبد الله قال:
وجد في حكمة سليمان أن الله عزّ وجلّ كان مثّل لسليمان بناء ثلاثين ميلاً
في مثل حائط البيت، أرق من قشر البيض، وليس للبيت سقف، وله سبعون باباً على كل باب حاجب قائم، وكان الله عزّ وجلّ علم سليمان منطق الطير، وكان لا يقدر أحد من ولد آدم أو من بني الجان أو من دواب الأرض أو من هوام الأرض يدخ على سليمان حتى يستأذن سبعين حاجباً، وفي صدر البيت سرير من ذهب مكلل بالجوهر واللؤلؤ والمرجان، ووجه السرير مكلل باللؤلؤ والجوهر، وقوائمه مثل ذلك، والسرير سبعة أميال، وهو في السماء سبعة أميال، وعلى السرير سبعون فراشاً من ألوان السندس والإستبرق والديباج، وفي كل زاوية من زوايا السرير سبعون مرفقة على لون صاحبتها، وكل واحدة من ألوان شتى، وعن يمين السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، وعن يسار السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، وصدر الأسدين وقوائمهما مكلل باللؤلؤ والجوهر من ألوان شتى، وفي عين كل أسد ياقوتتان حمراوان يضيء البيت منهما، وخلف السرير صقر من ذهب إذا بسط جناحيه غطى السرير والأسدين، وإذا ضمهما كان قائماً جناحه مكلل بألوان الجوهر والدر، وعن يسار السرير عشرة آلاف كرسي من ذهب مكلل بألوان الدر والجواهر، وعلى الكراسي أحبار بني إسرائيل وعلماؤهم وألو الألباب من أهل الفهم والبصر والمعرفة بالله عزّ وجلّ، وخلف السرير ألف مسجد، في كل مسجد رجل قائم يضج إلى الله عزّ وجلّ ويضرع بالبكاء عليه المسوح لا يفترون، وبين يدي السرير سلم عارضته من ذهب وقوائمه من فضة، وكان سليمان إذا جلس على هذا المجلس يضطجع الناس سبعة أميال، فيكون خطما الأسدين مقابل خديه ومنقار الصقر مقابل أنفه. فإذا نشر جناحيه يضيء البيت طرائق من نور بين أحمر وأخضر وأصفر وألوان شتى، وكان الريح يدخل في الصقر فينشر جناحيه، فإذا أراد أن يضمهما خرجت الريح عنه، وكان سليمان إذا نظر بين يديه نظر للأسدين إلى جانبيه ونظر إلى منقار الصقر مقابل أنفه ونظر إلى بني إسرائيل وهم جلوس على الكراسي، فازداد لله رغبة وشوقاً، وإذا نظر إلى خلفه نظر إلى أولئك العباد وبكائهم، فازداد من الله رهبة وله خشية، فكان يسمي مجلسه ذلك مجلس رغبة ورهبة، وكان للبيت ألف ركن، يحمل كل ركن مئة ألف شيطان، وهم يعملون أعمالاً شتى. وكان سبعون ألف طير يظلون سقف ذلك البيت.
وعن خيثمة قال: قال سليمان بن داود لملك الموت: إذا أردت أن تقبض روحي فأعلمني، قال: ما أنا بأعلم بذلك منك، إنما هي كتب تلقى إلي فيها تسمية من يموت.
وعن الحسن أن سليمان لما فرغ من بناء بيت المقدس وأراد الله تعالى قبضه دخل المسجد فإذا أمامه في القبلة شجرة خضراء بين عينيه. فلما فرغ من صلاته تكلمت الشجرة فقالت: ألا تسألني ما أنا؟ فقال سليمان: ما أنت؟ قالت: أنا شجرة كذا وكذا دواء كذا من داء كذا، فأمر سليمان بقطعها. فلما كان من الغد فإذا بمثلها قد نبتت، فسألها سليمان فقال: ما أنت؟ قالت أنا شجرة كذا وكذا دواء كذا من داء كذا، فأمر بقطعها. فكان كل يوم إذا دخل المسجد يرى شجرة قد نبتت، فيسألها فتخبره، فوضع عند ذلك كتاب الطب حتى وضعوا الطب وكتبوا الأدوية وأسماء الشجر التي نبتت في المسجد، فلما فرغ من ذلك نبتت شجرة فدخل المسجد. فلما صلى قال لها: ما أنت؟ قالت: أنا الخرنوب قال: وما الخرنوب؟ قالت: لا أنبت في بيت غلا كان سريعاً خرابه، فقال سليمان: الآن قد علمت، إن الله قد أذن في خراب هذا المسجد وذهاب هذا الملك، فقطع سليمان تلك الشجرة فاتخذ منها عصاً يتوكأ عليها، فكانت تلك منسأته.
وكان سليمان يتعبد في كل سنة أربعين يوماً لا يخرج من محرابه إلى الناس عدة الأيام التي كلم الله تعالى موسى وعدة أيام توبة داود النبي صلى الله على نبينا وعليهم وسلم، فكان يلبس الصوف ويصوم ويقوم في محرابه، فيصف بين رجليه، وربما اتكأ على عصاه يواصل فيها الصوم، ثم يخرج بعد الأربعين. فلما افتنن وغفر الله له، ورد عليه ملكه اجتهد في العبادة، فكان يتعبد كل سنة ثمانين يوماً، فلما أراد الله قبضه دخل محرابه فقام يصلي واتكأ على عصاه، فبعث الله ملك الموت، فقبض روحه، فبقي سنة على عصاه، فانتظره الناس ثمانين يوماً فلم يخرج فقالوا: قد اجتهد في العبادة، إنه كان مدتهاً أربعين يوماً، ثم زاد حتى بلغ ثمانين يوماً فلم يخرج، وإنه قد اجتهد أيضاً فكانوا لا يعلمون بموته، لا الجن ولا الإنس، وكانت الجن والشياطين متفرقين في أصناف الأعمال وليس أحد يعلم بموته حتى سلط الله الأرَضَة على عصاه التي كان يتوكأ عليها فأكلتها فوقع سليمان والعصا فذلك قول الله عزّ
وجلّ: " فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته " يعني عصاه " فلما خرّ تبينت الجن " أنه ميت " أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ".
وفي رواية أخرى أن سليمان قال: اللهم، عمّ على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن كانوا لا يعلمون الغيب. فلما أكلتها الأرضة وتبينوا موته شكرت الجن ذلك للأرضة، فأينما كانوا يأتونها بالماء حيث تبني شكراً لما صنعت بعصا سليمان.
وفي رواية: وقدروا مقدار أكلها للعصا فكان سنة.
وقوله تعالى: " وإن عندنا لزلفى وحسن مآب " قال: يُسقي شربة يوم القيامة في الموقف على رؤوس الخلائق.
وقيل: لا يزال يدنيه ويدنيه حتى يمس بعضه.
وعن عبيد بن عمير: " وإن له عندنا لزلفى ". قال: ذكر الدنو منه يوم القيامة حتى ذكر أنه يمس بعضه. هذا في حق داود عليه السلام لأنه يوافي القيامة خائفاً من ذنبه، فيؤمنه الله بإكرامه بقربه. وقد روي أنه يدنيه حتى يلصق بقائمة من قوائم عرشه فحينئذ يأمن من أليم بطشه.
وعن الزهري وغيره: أن سليمان عاش اثنتين وخمسين سنة، وكان ملكه أربعين سنة.
وعن ابن عباس: أن ملكه عاش عشرين سنة. والله أعلم.
سليمان بن داود بن المبارك وقيل: سليمان بن محمد بن سليمان بن المبارك أبو داود المباركي كان يكون ببغداد.
روى عن: أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط صاحب الطعام المدائني.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب الحج.
وروى عنه: أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار الرمادي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو الحسين أسيد بن عاصم الأصبهاني، وأبو بكر محمد بن علي بن داود البغدادي وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سئل أبو زرعة عنه فقال: سألت يحيى بن معين عنه فقال: لا بأس به.
روى عن: أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط صاحب الطعام المدائني.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب الحج.
وروى عنه: أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار الرمادي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو الحسين أسيد بن عاصم الأصبهاني، وأبو بكر محمد بن علي بن داود البغدادي وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سئل أبو زرعة عنه فقال: سألت يحيى بن معين عنه فقال: لا بأس به.
- سُلَيْمَان بن دَاوُد بن الْجَارُود أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ أَصله فَارسي سكن الْبَصْرَة ذكره أَبُو عبد الله فِيمَن اتفقَا على الْإِخْرَاج عَنهُ وَقد ذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث أخرجه عَن بنْدَار عَن غنْدر عَن شُعْبَة سَمِعت عَمْرو بن عَامر الْأنْصَارِيّ عَن أنس بن مَالك كَانَ الْمُؤَذّن إِذا أذن قَامَ نَاس من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبتدرون السَّوَارِي حَتَّى يخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهم كَذَلِك يصلونَ الرَّكْعَتَيْنِ قبل الْمغرب وَلم يكن بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة شَيْء ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك وَقَالَ عُثْمَان بن جبلة وَابْن دَاوُد عَن شُعْبَة لم يكن بَينهمَا إِلَّا قَلِيل وَأخرج البُخَارِيّ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم حَدثنَا أَبُو معمر إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي التياح عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يهْلك النَّاس هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش ثمَّ قَالَ قَالَ مَحْمُود حَدثنَا أَبُو دَاوُد أخبرنَا شُعْبَة عَن أبي التياح سَمِعت أَبَا زرْعَة
وَقَالَ البُخَارِيّ فِي بعث أبي مُوسَى ومعاذ الى الْيمن حَدثنَا مُسلم عَن شُعْبَة عَن سعيد بن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جده ثمَّ قَالَ تَابعه الْعَقدي ووهب عَن شُعْبَة ثمَّ قَالَ من رِوَايَة أبي إِسْحَاق وَأبي الْهَيْثَم وَقَالَ وَكِيع وَالنضْر وَأَبُو دَاوُد عَن شُعْبَة عَن سعيد عَن أَبِيه عَن جده وَذكر مثل هَذَا فِي مَوَاضِع وَمثل هَذَا لَيْسَ بِإِخْرَاج عَنهُ وَإِنَّمَا هُوَ استشهاد بِهِ على وَجه مَا وَلم يسند عَنهُ شَيْئا قَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم قَالَ أبي سَمِعت عبد الله بن عمرَان الْأَصْبَهَانِيّ يَقُول سَمِعت وكيعا يَقُول مَا بَقِي أحد أحفظ لحَدِيث طَوِيل من أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ قَالَ أَبُو دَاوُد رويت عَن شُعْبَة سِتَّة آلَاف وَسبع مائَة حَدِيث قَالَ أَبُو دَاوُد قَالَ عبد الله بن عمرَان قدم علينا أَبُو دَاوُد فَكَانَ يملي من حفظه قَالَ أَبُو حَاتِم أَبُو دَاوُد مُحدث صَدُوق كثير الْخَطَأ أَبُو الْوَلِيد وَعَفَّان أحب إِلَيّ مِنْهُ قَالَ عبد الرَّحْمَن سُئِلَ أبي عَن أبي دَاوُد وَأبي أَحْمد الزبيرِي أَيهمَا أحفظ فَقَالَ أَبُو دَاوُد قَالَ عبد الرَّحْمَن كتب إِلَيّ يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْهَرَوِيّ قَالَ عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ قلت ليحيى بن معِين أَبُو دَاوُد أحب إِلَيْك فِي شُعْبَة وحرمي يَعْنِي بن عمَارَة فَقَالَ أَبُو دَاوُد صَدُوق أَبُو دَاوُد أحب إِلَيّ قلت فَأَبُو دَاوُد أَو عبد الرَّحْمَن بن مهْدي فَقَالَ أَبُو دَاوُد أعلم بِهِ وَهَذَا الْكَلَام فِيهِ نظر لِأَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي إِمَام مقدم فِي طبقته لَا يوازيه إِلَّا يحيى بن سعيد الْقطَّان وَلَيْسَ أَبُو دَاوُد من هَذَا النمط وَلَا قريب وَإِن كَانَ أَكثر رِوَايَة عَن شُعْبَة وَهُوَ الَّذِي أَرَادَهُ يحيى بن معِين فَإِن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي أعلم وَأبْصر بِصَحِيح الحَدِيث من سقيمه وَإِمَام فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَأما أَبُو دَاوُد فكثير الرِّوَايَة وَلَيْسَ لَهُ ذَلِك الميز وَلذَلِك يخطىء كثيرا وحسبك أَن أَبَا حَاتِم قَالَ أَبُو الْوَلِيد وَعَفَّان أحب إِلَيّ مِنْهُ ولعمري لقد رَفعه إِلَى أَن فَاضل بَينه وَبَين أرفع من طبقته لِأَن أَبَا الْوَلِيد وَعَفَّان متقدمان فِي الْحِفْظ والإتقان وَقد ترك البُخَارِيّ الْإِخْرَاج عَنهُ وَقَول أبي حَاتِم هُوَ أحفظ من أبي أَحْمد الزبيرِي يُرِيد سَعَة الرِّوَايَة واستظهاره بِمَا يرويهِ وَأَبُو أَحْمد أنقى حَدِيثا مِنْهُ وَكَذَلِكَ حرمي بن عمَارَة وَالله أعلم
وَقَالَ البُخَارِيّ فِي بعث أبي مُوسَى ومعاذ الى الْيمن حَدثنَا مُسلم عَن شُعْبَة عَن سعيد بن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جده ثمَّ قَالَ تَابعه الْعَقدي ووهب عَن شُعْبَة ثمَّ قَالَ من رِوَايَة أبي إِسْحَاق وَأبي الْهَيْثَم وَقَالَ وَكِيع وَالنضْر وَأَبُو دَاوُد عَن شُعْبَة عَن سعيد عَن أَبِيه عَن جده وَذكر مثل هَذَا فِي مَوَاضِع وَمثل هَذَا لَيْسَ بِإِخْرَاج عَنهُ وَإِنَّمَا هُوَ استشهاد بِهِ على وَجه مَا وَلم يسند عَنهُ شَيْئا قَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم قَالَ أبي سَمِعت عبد الله بن عمرَان الْأَصْبَهَانِيّ يَقُول سَمِعت وكيعا يَقُول مَا بَقِي أحد أحفظ لحَدِيث طَوِيل من أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ قَالَ أَبُو دَاوُد رويت عَن شُعْبَة سِتَّة آلَاف وَسبع مائَة حَدِيث قَالَ أَبُو دَاوُد قَالَ عبد الله بن عمرَان قدم علينا أَبُو دَاوُد فَكَانَ يملي من حفظه قَالَ أَبُو حَاتِم أَبُو دَاوُد مُحدث صَدُوق كثير الْخَطَأ أَبُو الْوَلِيد وَعَفَّان أحب إِلَيّ مِنْهُ قَالَ عبد الرَّحْمَن سُئِلَ أبي عَن أبي دَاوُد وَأبي أَحْمد الزبيرِي أَيهمَا أحفظ فَقَالَ أَبُو دَاوُد قَالَ عبد الرَّحْمَن كتب إِلَيّ يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْهَرَوِيّ قَالَ عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ قلت ليحيى بن معِين أَبُو دَاوُد أحب إِلَيْك فِي شُعْبَة وحرمي يَعْنِي بن عمَارَة فَقَالَ أَبُو دَاوُد صَدُوق أَبُو دَاوُد أحب إِلَيّ قلت فَأَبُو دَاوُد أَو عبد الرَّحْمَن بن مهْدي فَقَالَ أَبُو دَاوُد أعلم بِهِ وَهَذَا الْكَلَام فِيهِ نظر لِأَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي إِمَام مقدم فِي طبقته لَا يوازيه إِلَّا يحيى بن سعيد الْقطَّان وَلَيْسَ أَبُو دَاوُد من هَذَا النمط وَلَا قريب وَإِن كَانَ أَكثر رِوَايَة عَن شُعْبَة وَهُوَ الَّذِي أَرَادَهُ يحيى بن معِين فَإِن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي أعلم وَأبْصر بِصَحِيح الحَدِيث من سقيمه وَإِمَام فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَأما أَبُو دَاوُد فكثير الرِّوَايَة وَلَيْسَ لَهُ ذَلِك الميز وَلذَلِك يخطىء كثيرا وحسبك أَن أَبَا حَاتِم قَالَ أَبُو الْوَلِيد وَعَفَّان أحب إِلَيّ مِنْهُ ولعمري لقد رَفعه إِلَى أَن فَاضل بَينه وَبَين أرفع من طبقته لِأَن أَبَا الْوَلِيد وَعَفَّان متقدمان فِي الْحِفْظ والإتقان وَقد ترك البُخَارِيّ الْإِخْرَاج عَنهُ وَقَول أبي حَاتِم هُوَ أحفظ من أبي أَحْمد الزبيرِي يُرِيد سَعَة الرِّوَايَة واستظهاره بِمَا يرويهِ وَأَبُو أَحْمد أنقى حَدِيثا مِنْهُ وَكَذَلِكَ حرمي بن عمَارَة وَالله أعلم
سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي مولى قريش :
وأصله فارسي سكن البصرة وحدث عن شعبة، والثوري، وهشام بن أبي عبد الله،
وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وقرة بن خالد، وزائدة بن قدامة، وأبي عوانة، وغيرهم. روى عنه جرير بن عبد الحميد، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن المديني، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وعمرو بن علي، ومحمد بْن سعد كاتب الواقدي، ومحمد بْن بشار، ومحمد بن المثنى، ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم الدورقيان، وعليّ ابن مسلم الطوسي، وعباس الدوري، وجماعة سواهم.
وكان حافظا مكثرا، ثقة ثبتا، وقدم بغداد وشعبة والمسعودي بها فسمع منهما، وكان يذاكر في ذلك الوقت.
فذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم ثم أن يونس بن حبيب حدثهم. قال: قال أبو داود: كنا ببغداد وكان شعبة وابن إدريس يجتمعون بعد العصر يتذاكرون، فذكروا باب المجذوم فقلت: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ خارجة بن زيد. قال: كان معيقيب يحضر طعام عمر، فقال له عمر: يا معيقيب كل مما يليك. الحديث. فقال شعبة: يا أبا داود لم تجئ بشيء أحسن مما جئت به.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدّل، حدّثنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري قَالَ: سمعت سُلَيْمَان بن حرب يقول: كان شعبة إذا قام من المجلس أملى عليهم أبو داود- أي ما مر لشعبة-.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: أبو داود الطيالسي مولى لموالي الزبير بن العوام، وأمه مولاة لبني نصر بن معاوية.
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي الحافظ، حَدَّثَنَا أبو يعلى- يعني الموصلي- قال: سمعت محمد بن المنهال الضرير يقول: قلت لأبي داود صاحب الطيالسة يوما: سمعت من ابن عون شيئا؟ قال: لا، قال: فتركته سنة، وكنت أتهمه بشيء قبل ذلك حتى نسي ما قال، فلما كان [بعد] سنة قلت له: يا أبا داود سمعت من ابن عون شيئا؟ قال: نعم، قلت: كم؟ قال: عشرون حديثا ونيف، قلت:
عدها علي فعدها كلها، فإذا هي أحاديث يزيد، ما خلا واحدا له لم أعرفه، قال ابن عدي: أراد به يزيد بن زريع.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن
الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ. فَأَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ فَتَرَكَهُ ثُمَّ حَدَّثَ بِهِ، وَحَدَّثَ بِهِ شَبَابَةُ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ كِتَابِهِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: إِنَّمَا هُوَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ، فَأَخْطَأَ فِيهِ شُعْبَةُ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا شبابة بن سوار، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ.
قَالَ الدُّورِيُّ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فَحَدَّثَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي الْمَجْلِسِ، فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ، يَا أَبَا دَاوُدَ لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ هَذَا حَدِيثُ شَبَابَةَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: فَدَعُوهُ إِذَنْ، فَدَعُوهُ.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري قَالَ: قال أحمد بن محمد الخلّال: حدّثني يزيد ابن عَبْد اللَّه الأصبهاني قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن بندار قال: سمعت أبا مسعود يقول:
قلت لأحمد بن حنبل في خطأ أبي داود؟ قال: لا يعد لأبي داود خطأ، إنما الخطأ إذا قيل له لم يعرفه، وأما أبو داود قيل له فعرف، ليس هو خطأ.
قال الخلال: وَحَدَّثَنِي إسماعيل بن الفضل، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال: سمعت أبا مسعود قال: كتبوا إلي من أصبهان أن أبا داود أخطأ في تسعمائة- أو قالوا ألف- فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل فقال: يحتمل لأبي داود.
قلت: كان أبو داود يحدث من حفظه، والحفظ خوان فكان يغلط، مع أن غلطه يسير في جنب ما روى على الصحة والسلامة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقَزْوِينِيُّ، حَدَّثَنَا محمد بن موسى الحلواني قَالَ: سمعت بندارا- محمد بن بشار- يقول: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: حدّثت بأصبهان أحدا وأربعين ألف حديث ابتداء من غير أن أسأل.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: أبو داود الطيالسي بصري ثقة، وكان كثير الحفظ، رحلت إليه فأصبته مات قبل قدومي بيوم، وكان قد
شرب البلاذر هو وعبد الرحمن بن مهدي، فجذم أبو داود، وبرص عبد الرحمن، فحفظ أبو داود أربعين ألف حديث وحفظ عبد الرّحمن عشرة آلاف حديث.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبريّ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا أبي قال: سمعت عبد الله بن عمران الأصبهاني يقول:
سمعت وكيعا يقول: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود. قال: فذكر ذلك لأبي داود، فقال: قل له ولا قصير. قال عبد الله: قدم علينا أبو داود فكان يملي من حفظه وكان يحفظ ثلاثين ألف حديث.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الخلال وأبو عامر علي بن محمد بن أحمد بن سليمان القرشي قالا: حَدَّثَنَا عمر بن أحمد المروروذي، حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أحمد بن الرواس- بالبصرة- قال: سمعت عمرو بن علي الفلاس يقول: ما رأيت في المحدثين أحفظ من أبي داود الطيالسي، سمعته يقول: أسرد ثلاثين ألف حديث ولا فخر، وفي صدري اثنا عشر ألف حديث لعثمان البري ما سألني عنها أحد من أهل البصرة فخرجت إلى أصبهان فبثثتها فيهم.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين المتوثي، أخبرنا أحمد بن عمر القزوينيّ، حدّثنا محمّد ابن موسى الحلواني قال: سمعت عمرو بن علي- أبا حفص- قال: سمعت أبا داود الطيالسي قال: في صدري عشرة آلاف حديث لعثمان البري، لعلي ما حدثت منها بحرف.
أَخْبَرَنَا هبة الله الطّبريّ، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا عبد الرّحمن- وهو ابن أبي حاتم- قال: سمعت عمر بن شبة يقول: كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث وليس معه كتاب.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر قَالَ: سمعت عليّ بن المَدِينِيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا أحفظ من أبي داود الطيالسي.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني قال: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: سمعت بندارا محمد بن بشار يقول: ما بكيت على أحد من المحدثين ما بكيت على أبي داود الطيالسي، قال:
فقلت له: وكيف؟ قال: فقال لما كان من حفظه، ومعرفته، وحسن مذاكرته.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أحمد بن بندار الفقيه، حدّثنا محمّد بن يحيى بن مندة، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أبو داود الطيالسي أصدق الناس.
وأخبرنا أبو نعيم، حدّثنا محمّد بن جعفر بن يوسف، حدّثنا أحمد بن محمود بن صبيح، حَدَّثَنَا الحجاج بن يوسف بن قتيبة قال: سئل أبو المنذر النعمان بن عبد السلام- وأنا حاضر- عن أبي داود الطيالسي فقال: هو ثقة مأمون.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قال: وسأله- يعني أحمد بن حنبل- الهيثم بن خارجة فقال:
أبو داود أحب إليك أم أبو عبيدة الحدّاد؟ فقال أبو داود أحفظهما، وكان أبو عبيدة قليل الغلط، كثير الكتاب.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدّل، حدّثنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد الدارمي قال: سألت أحمد بن حنبل: عمن أكتب حديث شعبة؟ قال: كنا نقول- وأبو داود حي- يكتب عن أبي داود.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بْن سَعِيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين- يعني عن أصحاب شعبة- قلت: فأبو داود الطيالسي أحب إليك، أو حرمي؟
فقال: أبو داود صدوق، أبو داود أحب إلي. قلت: فأبو داود أحب إليك أو عبد الرحمن بن مهدي؟ فقال: أبو داود أعلم به.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يزيد قَالَ: سمعت أبا مسعود يقول: ما رأيت أحدا أكبر في شعبة من أبي داود.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ومحمّد بن محمّد ابن عثمان السواق قالوا: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا محمد بن يونس القرشي قال: مات أبو داود الطيالسي سنة أربع عشرة ومائتين. وهذا القول خطأ لا شك فيه.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: أبو داود الطيالسي سليمان بن داود كان كثير الحديث ثقة وربما غلط، توفي بالبصرة سنة ثلاث ومائتين وهو يومئذ
ابن اثنتين وسبعين سنة لم يستكملها، وصلى عليه يحيى بن عبد الله بن عم الحسن بن سهل، وهو يومئذ والي البصرة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أبو داود سليمان بن داود سنة ثلاث ومائتين- أو أربع-.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
مات أبو داود الطيالسي سنة أربع ومائتين.
أخبرنا علي بن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن، حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قَالَ: ومات أبو داود سنة أربع ومائتين وهو ابن إحدى وسبعين، ولد سنة ثلاث وثلاثين.
سمعت أبا نعيم الحافظ يذكر أن أبا داود توفي في صفر من سنة أربع ومائتين.
وأَخْبَرَنَا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: وسليمان بن داود يكنى أبا داود- صاحب الطيالسة- مات سنة أربع ومائتين في شهر ربيع الأول.
وأصله فارسي سكن البصرة وحدث عن شعبة، والثوري، وهشام بن أبي عبد الله،
وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وقرة بن خالد، وزائدة بن قدامة، وأبي عوانة، وغيرهم. روى عنه جرير بن عبد الحميد، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن المديني، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وعمرو بن علي، ومحمد بْن سعد كاتب الواقدي، ومحمد بْن بشار، ومحمد بن المثنى، ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم الدورقيان، وعليّ ابن مسلم الطوسي، وعباس الدوري، وجماعة سواهم.
وكان حافظا مكثرا، ثقة ثبتا، وقدم بغداد وشعبة والمسعودي بها فسمع منهما، وكان يذاكر في ذلك الوقت.
فذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم ثم أن يونس بن حبيب حدثهم. قال: قال أبو داود: كنا ببغداد وكان شعبة وابن إدريس يجتمعون بعد العصر يتذاكرون، فذكروا باب المجذوم فقلت: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ خارجة بن زيد. قال: كان معيقيب يحضر طعام عمر، فقال له عمر: يا معيقيب كل مما يليك. الحديث. فقال شعبة: يا أبا داود لم تجئ بشيء أحسن مما جئت به.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدّل، حدّثنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري قَالَ: سمعت سُلَيْمَان بن حرب يقول: كان شعبة إذا قام من المجلس أملى عليهم أبو داود- أي ما مر لشعبة-.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: أبو داود الطيالسي مولى لموالي الزبير بن العوام، وأمه مولاة لبني نصر بن معاوية.
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي الحافظ، حَدَّثَنَا أبو يعلى- يعني الموصلي- قال: سمعت محمد بن المنهال الضرير يقول: قلت لأبي داود صاحب الطيالسة يوما: سمعت من ابن عون شيئا؟ قال: لا، قال: فتركته سنة، وكنت أتهمه بشيء قبل ذلك حتى نسي ما قال، فلما كان [بعد] سنة قلت له: يا أبا داود سمعت من ابن عون شيئا؟ قال: نعم، قلت: كم؟ قال: عشرون حديثا ونيف، قلت:
عدها علي فعدها كلها، فإذا هي أحاديث يزيد، ما خلا واحدا له لم أعرفه، قال ابن عدي: أراد به يزيد بن زريع.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن
الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ. فَأَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ فَتَرَكَهُ ثُمَّ حَدَّثَ بِهِ، وَحَدَّثَ بِهِ شَبَابَةُ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ كِتَابِهِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: إِنَّمَا هُوَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ، فَأَخْطَأَ فِيهِ شُعْبَةُ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا شبابة بن سوار، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ.
قَالَ الدُّورِيُّ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فَحَدَّثَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي الْمَجْلِسِ، فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ، يَا أَبَا دَاوُدَ لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ هَذَا حَدِيثُ شَبَابَةَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: فَدَعُوهُ إِذَنْ، فَدَعُوهُ.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري قَالَ: قال أحمد بن محمد الخلّال: حدّثني يزيد ابن عَبْد اللَّه الأصبهاني قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن بندار قال: سمعت أبا مسعود يقول:
قلت لأحمد بن حنبل في خطأ أبي داود؟ قال: لا يعد لأبي داود خطأ، إنما الخطأ إذا قيل له لم يعرفه، وأما أبو داود قيل له فعرف، ليس هو خطأ.
قال الخلال: وَحَدَّثَنِي إسماعيل بن الفضل، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال: سمعت أبا مسعود قال: كتبوا إلي من أصبهان أن أبا داود أخطأ في تسعمائة- أو قالوا ألف- فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل فقال: يحتمل لأبي داود.
قلت: كان أبو داود يحدث من حفظه، والحفظ خوان فكان يغلط، مع أن غلطه يسير في جنب ما روى على الصحة والسلامة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقَزْوِينِيُّ، حَدَّثَنَا محمد بن موسى الحلواني قَالَ: سمعت بندارا- محمد بن بشار- يقول: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: حدّثت بأصبهان أحدا وأربعين ألف حديث ابتداء من غير أن أسأل.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: أبو داود الطيالسي بصري ثقة، وكان كثير الحفظ، رحلت إليه فأصبته مات قبل قدومي بيوم، وكان قد
شرب البلاذر هو وعبد الرحمن بن مهدي، فجذم أبو داود، وبرص عبد الرحمن، فحفظ أبو داود أربعين ألف حديث وحفظ عبد الرّحمن عشرة آلاف حديث.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبريّ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا أبي قال: سمعت عبد الله بن عمران الأصبهاني يقول:
سمعت وكيعا يقول: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود. قال: فذكر ذلك لأبي داود، فقال: قل له ولا قصير. قال عبد الله: قدم علينا أبو داود فكان يملي من حفظه وكان يحفظ ثلاثين ألف حديث.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الخلال وأبو عامر علي بن محمد بن أحمد بن سليمان القرشي قالا: حَدَّثَنَا عمر بن أحمد المروروذي، حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أحمد بن الرواس- بالبصرة- قال: سمعت عمرو بن علي الفلاس يقول: ما رأيت في المحدثين أحفظ من أبي داود الطيالسي، سمعته يقول: أسرد ثلاثين ألف حديث ولا فخر، وفي صدري اثنا عشر ألف حديث لعثمان البري ما سألني عنها أحد من أهل البصرة فخرجت إلى أصبهان فبثثتها فيهم.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين المتوثي، أخبرنا أحمد بن عمر القزوينيّ، حدّثنا محمّد ابن موسى الحلواني قال: سمعت عمرو بن علي- أبا حفص- قال: سمعت أبا داود الطيالسي قال: في صدري عشرة آلاف حديث لعثمان البري، لعلي ما حدثت منها بحرف.
أَخْبَرَنَا هبة الله الطّبريّ، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا عبد الرّحمن- وهو ابن أبي حاتم- قال: سمعت عمر بن شبة يقول: كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث وليس معه كتاب.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر قَالَ: سمعت عليّ بن المَدِينِيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا أحفظ من أبي داود الطيالسي.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني قال: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: سمعت بندارا محمد بن بشار يقول: ما بكيت على أحد من المحدثين ما بكيت على أبي داود الطيالسي، قال:
فقلت له: وكيف؟ قال: فقال لما كان من حفظه، ومعرفته، وحسن مذاكرته.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أحمد بن بندار الفقيه، حدّثنا محمّد بن يحيى بن مندة، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أبو داود الطيالسي أصدق الناس.
وأخبرنا أبو نعيم، حدّثنا محمّد بن جعفر بن يوسف، حدّثنا أحمد بن محمود بن صبيح، حَدَّثَنَا الحجاج بن يوسف بن قتيبة قال: سئل أبو المنذر النعمان بن عبد السلام- وأنا حاضر- عن أبي داود الطيالسي فقال: هو ثقة مأمون.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قال: وسأله- يعني أحمد بن حنبل- الهيثم بن خارجة فقال:
أبو داود أحب إليك أم أبو عبيدة الحدّاد؟ فقال أبو داود أحفظهما، وكان أبو عبيدة قليل الغلط، كثير الكتاب.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدّل، حدّثنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد الدارمي قال: سألت أحمد بن حنبل: عمن أكتب حديث شعبة؟ قال: كنا نقول- وأبو داود حي- يكتب عن أبي داود.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بْن سَعِيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين- يعني عن أصحاب شعبة- قلت: فأبو داود الطيالسي أحب إليك، أو حرمي؟
فقال: أبو داود صدوق، أبو داود أحب إلي. قلت: فأبو داود أحب إليك أو عبد الرحمن بن مهدي؟ فقال: أبو داود أعلم به.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يزيد قَالَ: سمعت أبا مسعود يقول: ما رأيت أحدا أكبر في شعبة من أبي داود.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ومحمّد بن محمّد ابن عثمان السواق قالوا: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا محمد بن يونس القرشي قال: مات أبو داود الطيالسي سنة أربع عشرة ومائتين. وهذا القول خطأ لا شك فيه.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: أبو داود الطيالسي سليمان بن داود كان كثير الحديث ثقة وربما غلط، توفي بالبصرة سنة ثلاث ومائتين وهو يومئذ
ابن اثنتين وسبعين سنة لم يستكملها، وصلى عليه يحيى بن عبد الله بن عم الحسن بن سهل، وهو يومئذ والي البصرة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أبو داود سليمان بن داود سنة ثلاث ومائتين- أو أربع-.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
مات أبو داود الطيالسي سنة أربع ومائتين.
أخبرنا علي بن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن، حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قَالَ: ومات أبو داود سنة أربع ومائتين وهو ابن إحدى وسبعين، ولد سنة ثلاث وثلاثين.
سمعت أبا نعيم الحافظ يذكر أن أبا داود توفي في صفر من سنة أربع ومائتين.
وأَخْبَرَنَا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ، حَدَّثَنَا خليفة بن خياط قال: وسليمان بن داود يكنى أبا داود- صاحب الطيالسة- مات سنة أربع ومائتين في شهر ربيع الأول.
سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَلِيٍّ الفرائضي:
حدث عن محمد بن هارون بن المجدر. حَدَّثَنَا عنه أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْجُنَيْدِ الخطبي.
حدّثنا ابن الجنيد- لفظا- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سليمان الفرائضيّ- إملاء من لفظه- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ- يَعْنِي ابْنَ الْمُجَدَّرِ- حدّثنا داود- يعني ابن رشيد- حدّثنا عبد الله بن جعفر، أَخْبَرَنِي سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة. سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعْطِنِي أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا يُعْقَرُ جَوَادُكَ، وَتَهْرِيقُ مُهْجَتُكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
. ذكر من اسمه سعيد
حدث عن محمد بن هارون بن المجدر. حَدَّثَنَا عنه أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْجُنَيْدِ الخطبي.
حدّثنا ابن الجنيد- لفظا- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سليمان الفرائضيّ- إملاء من لفظه- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ- يَعْنِي ابْنَ الْمُجَدَّرِ- حدّثنا داود- يعني ابن رشيد- حدّثنا عبد الله بن جعفر، أَخْبَرَنِي سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة. سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعْطِنِي أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا يُعْقَرُ جَوَادُكَ، وَتَهْرِيقُ مُهْجَتُكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
. ذكر من اسمه سعيد
سليمان بن عمرو بن عبد الله، أبو داود النخعي الكوفي :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أبي حازم سلمة بن دينار، وعبد الملك بن عمير.
ومختار بن فلفل، ومعبد بن خالد الجدلي، ومهاجر أبي الحسن، وخصيف بن عبد الرحمن الجزري وسالم الأفطس، ويزيد بن أبي حبيب. روى عنه عمار بن أبي مالك الحبني، وبشر بن محمد بن أبان السكري، ويحيى بن أيوب العابد، وأبو الربيع الزهراني، وسلم بن المغيرة الأزدي. وكان أبو داود ابن عم شريك بن عبد الله القاضي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن الحسن بن أحمد الجواليقيّ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز، حدّثنا يحيى بن أيّوب، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ الرِّجَالِ الْخِيَاطَةُ، وَعَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ.
كذا رواه يحيى بن أيوب عن أبي داود، خالفه سلم بن المغيرة فرواه عن أبي داود عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ مرفوعا.
أخبرناه الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا إسماعيل بن العبّاس بن مهران، حدّثنا عبّاد بن الوليد، حدّثنا سلم بن المغيرة، حدّثنا أبو داود
النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ رِجَالِ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ، وعمل الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ»
وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْوَلِيدِ.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنِي أبو سلمة الواسطي قال: قال إسحاق الأزرق:
كنا عند شريك بن عبد الله، فجاء ابن عمه أبو داود النخعي فجرى شيء من ذكر علي بن أبي طالب، فقال أبو داود: نعم الرجل علي، فقام إليه شريك فقال: ألمثل علي تقول هذا؟ قال أَبُو دَاوُدَ يَا جَاهِلُ؟ إِنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ
[المرسلات 23] وأثنى على نبيه فقال: نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ*
[ص 30] فقال شريك: وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
[الكهف 54] .
أخبرنا الصّيمريّ، أخبرنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب قال: بلغني أن أبا داود كان في مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائما يصلي، وابن أبي حازم قاعد. قال: فقال لي الذي حَدّثني أنا قلت لابن أبي حازم، كم كان حديث أبيك يا أبا تمام؟ قال: والله ما عددتها، قال: قلت ترى هذا الشيخ؟ يحدث عنه بأكثر من ألف حديث. قال: فبعث إليه فدعي، فأتاه وهو قريب من قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسلم على النبي ثم ذكر محامده، ثم بدأ بأبي بكر فذكر منه محامد، وبعمر مثل ذلك. قال: فأطرق ابن أبي حازم، ثم التفت إلينا فسلم وقعد، وقال: ابن أبي حازم؟ وابن أبي حازم مطرق لما رأى منه ومن لسانه، قال: قلت له: يا أبا داود إني ذكرت لأبي تمام أنك تروي ألف حديث عن أبي حازم فأنكر ذلك، قال: وكيف ينكر ذلك؟ فلقد كان يكرمني وكنت آتيه، وكان اسم خادمته فلانة، وكان وكان فعدد من هذا أشياء حتى كأنه الساعة خرج من بيتهم، ثم التفت إلى ابن أبي حازم فقال: فلكأني بك تدرج بين أيدينا، قال:
فأخذ ابن أبي حازم يعجب وقال: لا عليك أيها الشيخ أن تكثر، قال فقام وتركنا.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي، حدّثنا المفضل بن غسان الغلابي، حَدَّثَنَا المعيطي عن شريك قال: ذكر له
أبو داود النخعي فقال: كذاب النخع؟ قال أبو عبد الرحمن- يعني الغلابي- وسئل عنه يحيى بن معين فقال: قد كان له أب ثقة.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حدّثني محمّد بن إدريس قال: سمعت أبا الوليد يقول: سمعت شريكا يقول: ما لقينا من ابن عمنا- يعني سليمان بن عمرو- يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال سَعِيدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَمْرٍو فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لِقَوْمٍ مَعِي: نَنْظُرُ هَلْ لِمَا يُقَالُ فِيهِ أَصْلٌ؟ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً، فَقُلْتُ لَهُمْ: قُومُوا مِنْ عِنْدِ هَذَا الْكَذَّابِ.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنِي أبو معمر قال: سئل شريك عن أبي داود النّخعيّ فقال:
ذاك كذاب.
قال: وَحَدَّثَنِي أبو معمر قال: حَدَّثَنِي رجل قال: أتيت أبا داود النخعي فوجدته يحدث بمصنفات سعيد بن أبي عروبة يقول: حَدَّثَنَا سالم عن سعيد بن جبير، وحَدَّثَنَا عبد الملك بن عمير، يضع لها أسانيد.
قال أبو معمر: وكان كذابا- يعني أبا داود النخعي-.
قال أبو معمر: وكان بشر المريسي ممن أخذ من أبي داود النخعي- رأي جهم.
قال أبو معمر: وكان كذابا جهميا.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سألت أبي قلت له: فأبو داود النخعي؟ قال: كان يضع الحديث.
وَقَالَ عبد اللَّه فِي موضع آخر: سمعت أبي يقول: أَخْبَرَنِي سهل بن حسان قال:
كان في حجر أبي داود النخعي كتاب فيه مصنف ابن أبي عروبة، وهو يركب عليه الأسانيد، يقول: حَدَّثَنَا خصيف، وحَدَّثَنَا حصين، وحدث عن مشيخة حسبت مولده وموتهم فإذا موتهم قبل مولده، منهم معبد بن خالد، ومهاجر أبو الحسن.
وقال عبد الله مرة أخرى: سمعت أبي يقول: أبو داود النخعي كان يحدث عن الناس، وهو من الدجالين. روى أبو داود عن مهاجر أبي الحسن، وزيد بن سعد، وشريك بن عبد الله، ومشايخ ماتوا قبل أن يولد.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار قَالَ: أخبرنا محمّد بن عمران ابن موسى، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ النَّخَعِيِّ فَقَالَ: كَانَ مِنَ الدَّجَّالِينَ. وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ- يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ- ببغداد وليس في بيته إلا بورى فرد، عَلَيْهِ ثِيَابُهُ وَالْكُتُبُ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنَا فَاتَّهَمْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: عِكْرِمَةُ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن طعام المتنابزين؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ عَنْ عِكْرِمَةَ.
فَبَانَ أَمْرُهُ وَلَمْ يَرْوِ هَذَا غَيْرُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو داود النخعي كذاب النخع.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن سُلَيْمَان البَزَّاز المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: المعروف بالكذب ووضع الحديث، أبو داود النخعي، وذكر جماعة غَيْرَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث، منهم أبو داود النخعي سليمان بن عمرو، وكان لأبي داود أب ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وأبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو، وكان رجل سوء كذابا خبيثا قدريا، ولم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من أبي داود النخعي، كان يضع الحديث.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أَبُو سَعِيد الصيرفي أَنَّهُ سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم- وذهب أصله به-.
ثم أخبرني العتيقي قراءة، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ، أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن حاتم حدثهم. قال: سمعت يحيى يقول: سمعت أبا داود
النخعي- وكان عند درب البقر- يقول: سمعت خصيفا وخصافا ومخصفا، قال يحيى: وكان أكذب الناس.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني قال: قال يحيى بن معين: أبو داود النخعي كذاب.
قال يحيى بن معين: وأَخْبَرَنِي رجل كان صدوقا أنه نزل عليه باب الكرخ فقال كان عنده أصحاب الحديث يوما وهو يملي عليهم. قال: فأطلعت فإذا في حجره كتاب من كتب أبي حنيفة، وهو يملي عليهم خصيف عن سعيد بن جبير، وسالم عن سعيد- يعني معناه أنه يضع لكل مسألة إسنادا-. دَفَع إليَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنَا يزيد بْن الهيثم قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: أبو داود النخعي رجل سوء كذاب يضع الأحاديث. انصرفنا من عند هشيم ونحن في أبواب من الطلاق فقال:
ليس منها شيء إلا وهو عندي بإسناد، كان يدخل ويضع الحديث ويخرج.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أبو داود النخعي هاهنا شيخ مصفر يصفه. وقال له رجل: أين سمعت من رجل ذكره؟ فقال له: يا مائق تراني لم أعد له جوابا! سمعت منه بالباب والأبواب.
قال: وكان أبو داود صاحب جدل يحب الكلام.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق وابن الفضل قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت مجاهد بن موسى عن أبي داود النخعي فقال قلت له: يزيد بن أبي حبيب أين لقيته؟ فقال: ما حدثت عنه حتى هيأت له الجواب، لقيته بالباب والأبواب. قال مجاهد: دلني على مكان لا أقدر عليه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قال: أبو داود النخعي سليمان بن عمرو لا شيء.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري- بواسط- أَخْبَرَنَا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قال: قال لي أبي: كان ببغداد رجال يكذبون ويضعون الحديث منهم أبو داود النخعي.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْقُهُسْتَانِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي الرَّاهِنِ وَالْمُرْتَهِنِ يَخْتَلِفَانِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وحَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالا: الْقَوْلُ قَوْلُ الرَّاهِنِ. فَقُلْتُ: لا أَرَى فِي الدُّنْيَا أَكْذَبَ مِنْ هَذَا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقاق، حدّثنا سهل بن أبي سهل الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وأبو داود سليمان بن عمرو النخعي كان كذابا يضع الحديث، يحدث عن معبد بن خالد، ومهاجر أبي الحسن، وهؤلاء قد ماتوا قبل مولده، وكان يأخذ مصنف ابن أبي عروبة فيضع لكل حديث إسنادا.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي محمد بن إبراهيم ابن شعيب قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: سليمان بن عمرو الكوفي أبو داود النخعي العامري معروف بالكذب.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو قَدَرِيٌّ رَجُلُ سُوءٍ كَذَّابٌ، كَانَ يَكْذِبُ مُجَاوَبَةً.
قَالَ إِسْحَاقُ: أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ: أَيْشِ تَعْرِفُ فِي أَقَلِّ الْحَيْضِ وَأَكْثَرِهِ، وَمَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ مِنَ الطُّهْرِ؟ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم.
وحدّثنا أَبُو طُوَالَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَقَلُّ الْحَيْضِ ثَلاثٌ وَأَكْثَرُهُ عَشْرٌ وَأَقَلُّ مَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا»
وَكَانَ هُوَ وَأَبُو البختري يضعون الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي، حَدَّثَنَا عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم المشعراني. وحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: أَبُو داود سليمان بن عمرو النخعي كان يضع الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد بن عمرو الأسدي. قَالَ:
وأَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفقيه الْبُخَاريّ قَالَ: قال صالح بن محمد: أبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو كوفي كان يضع الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، حَدَّثَنَا أبي قال: سليمان بن عمرو النخعي أبو داود متروك الحديث.
أخبرني الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن عمرو يروي عنه عبد الله بن رجاء هو سليمان النخعي أبو داود متروك الحديث.
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أبي حازم سلمة بن دينار، وعبد الملك بن عمير.
ومختار بن فلفل، ومعبد بن خالد الجدلي، ومهاجر أبي الحسن، وخصيف بن عبد الرحمن الجزري وسالم الأفطس، ويزيد بن أبي حبيب. روى عنه عمار بن أبي مالك الحبني، وبشر بن محمد بن أبان السكري، ويحيى بن أيوب العابد، وأبو الربيع الزهراني، وسلم بن المغيرة الأزدي. وكان أبو داود ابن عم شريك بن عبد الله القاضي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن الحسن بن أحمد الجواليقيّ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز، حدّثنا يحيى بن أيّوب، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ الرِّجَالِ الْخِيَاطَةُ، وَعَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ.
كذا رواه يحيى بن أيوب عن أبي داود، خالفه سلم بن المغيرة فرواه عن أبي داود عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ مرفوعا.
أخبرناه الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا إسماعيل بن العبّاس بن مهران، حدّثنا عبّاد بن الوليد، حدّثنا سلم بن المغيرة، حدّثنا أبو داود
النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ رِجَالِ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ، وعمل الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ»
وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْوَلِيدِ.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنِي أبو سلمة الواسطي قال: قال إسحاق الأزرق:
كنا عند شريك بن عبد الله، فجاء ابن عمه أبو داود النخعي فجرى شيء من ذكر علي بن أبي طالب، فقال أبو داود: نعم الرجل علي، فقام إليه شريك فقال: ألمثل علي تقول هذا؟ قال أَبُو دَاوُدَ يَا جَاهِلُ؟ إِنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ
[المرسلات 23] وأثنى على نبيه فقال: نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ*
[ص 30] فقال شريك: وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
[الكهف 54] .
أخبرنا الصّيمريّ، أخبرنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب قال: بلغني أن أبا داود كان في مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائما يصلي، وابن أبي حازم قاعد. قال: فقال لي الذي حَدّثني أنا قلت لابن أبي حازم، كم كان حديث أبيك يا أبا تمام؟ قال: والله ما عددتها، قال: قلت ترى هذا الشيخ؟ يحدث عنه بأكثر من ألف حديث. قال: فبعث إليه فدعي، فأتاه وهو قريب من قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسلم على النبي ثم ذكر محامده، ثم بدأ بأبي بكر فذكر منه محامد، وبعمر مثل ذلك. قال: فأطرق ابن أبي حازم، ثم التفت إلينا فسلم وقعد، وقال: ابن أبي حازم؟ وابن أبي حازم مطرق لما رأى منه ومن لسانه، قال: قلت له: يا أبا داود إني ذكرت لأبي تمام أنك تروي ألف حديث عن أبي حازم فأنكر ذلك، قال: وكيف ينكر ذلك؟ فلقد كان يكرمني وكنت آتيه، وكان اسم خادمته فلانة، وكان وكان فعدد من هذا أشياء حتى كأنه الساعة خرج من بيتهم، ثم التفت إلى ابن أبي حازم فقال: فلكأني بك تدرج بين أيدينا، قال:
فأخذ ابن أبي حازم يعجب وقال: لا عليك أيها الشيخ أن تكثر، قال فقام وتركنا.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي، حدّثنا المفضل بن غسان الغلابي، حَدَّثَنَا المعيطي عن شريك قال: ذكر له
أبو داود النخعي فقال: كذاب النخع؟ قال أبو عبد الرحمن- يعني الغلابي- وسئل عنه يحيى بن معين فقال: قد كان له أب ثقة.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حدّثني محمّد بن إدريس قال: سمعت أبا الوليد يقول: سمعت شريكا يقول: ما لقينا من ابن عمنا- يعني سليمان بن عمرو- يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال سَعِيدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَمْرٍو فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لِقَوْمٍ مَعِي: نَنْظُرُ هَلْ لِمَا يُقَالُ فِيهِ أَصْلٌ؟ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً، فَقُلْتُ لَهُمْ: قُومُوا مِنْ عِنْدِ هَذَا الْكَذَّابِ.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنِي أبو معمر قال: سئل شريك عن أبي داود النّخعيّ فقال:
ذاك كذاب.
قال: وَحَدَّثَنِي أبو معمر قال: حَدَّثَنِي رجل قال: أتيت أبا داود النخعي فوجدته يحدث بمصنفات سعيد بن أبي عروبة يقول: حَدَّثَنَا سالم عن سعيد بن جبير، وحَدَّثَنَا عبد الملك بن عمير، يضع لها أسانيد.
قال أبو معمر: وكان كذابا- يعني أبا داود النخعي-.
قال أبو معمر: وكان بشر المريسي ممن أخذ من أبي داود النخعي- رأي جهم.
قال أبو معمر: وكان كذابا جهميا.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سألت أبي قلت له: فأبو داود النخعي؟ قال: كان يضع الحديث.
وَقَالَ عبد اللَّه فِي موضع آخر: سمعت أبي يقول: أَخْبَرَنِي سهل بن حسان قال:
كان في حجر أبي داود النخعي كتاب فيه مصنف ابن أبي عروبة، وهو يركب عليه الأسانيد، يقول: حَدَّثَنَا خصيف، وحَدَّثَنَا حصين، وحدث عن مشيخة حسبت مولده وموتهم فإذا موتهم قبل مولده، منهم معبد بن خالد، ومهاجر أبو الحسن.
وقال عبد الله مرة أخرى: سمعت أبي يقول: أبو داود النخعي كان يحدث عن الناس، وهو من الدجالين. روى أبو داود عن مهاجر أبي الحسن، وزيد بن سعد، وشريك بن عبد الله، ومشايخ ماتوا قبل أن يولد.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار قَالَ: أخبرنا محمّد بن عمران ابن موسى، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ النَّخَعِيِّ فَقَالَ: كَانَ مِنَ الدَّجَّالِينَ. وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ- يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ- ببغداد وليس في بيته إلا بورى فرد، عَلَيْهِ ثِيَابُهُ وَالْكُتُبُ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنَا فَاتَّهَمْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: عِكْرِمَةُ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن طعام المتنابزين؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ عَنْ عِكْرِمَةَ.
فَبَانَ أَمْرُهُ وَلَمْ يَرْوِ هَذَا غَيْرُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو داود النخعي كذاب النخع.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، أَخْبَرَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن سُلَيْمَان البَزَّاز المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: المعروف بالكذب ووضع الحديث، أبو داود النخعي، وذكر جماعة غَيْرَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث، منهم أبو داود النخعي سليمان بن عمرو، وكان لأبي داود أب ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وأبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو، وكان رجل سوء كذابا خبيثا قدريا، ولم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من أبي داود النخعي، كان يضع الحديث.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أَبُو سَعِيد الصيرفي أَنَّهُ سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم- وذهب أصله به-.
ثم أخبرني العتيقي قراءة، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ، أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن حاتم حدثهم. قال: سمعت يحيى يقول: سمعت أبا داود
النخعي- وكان عند درب البقر- يقول: سمعت خصيفا وخصافا ومخصفا، قال يحيى: وكان أكذب الناس.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني قال: قال يحيى بن معين: أبو داود النخعي كذاب.
قال يحيى بن معين: وأَخْبَرَنِي رجل كان صدوقا أنه نزل عليه باب الكرخ فقال كان عنده أصحاب الحديث يوما وهو يملي عليهم. قال: فأطلعت فإذا في حجره كتاب من كتب أبي حنيفة، وهو يملي عليهم خصيف عن سعيد بن جبير، وسالم عن سعيد- يعني معناه أنه يضع لكل مسألة إسنادا-. دَفَع إليَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرنا الأزهري، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنَا يزيد بْن الهيثم قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: أبو داود النخعي رجل سوء كذاب يضع الأحاديث. انصرفنا من عند هشيم ونحن في أبواب من الطلاق فقال:
ليس منها شيء إلا وهو عندي بإسناد، كان يدخل ويضع الحديث ويخرج.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أبو داود النخعي هاهنا شيخ مصفر يصفه. وقال له رجل: أين سمعت من رجل ذكره؟ فقال له: يا مائق تراني لم أعد له جوابا! سمعت منه بالباب والأبواب.
قال: وكان أبو داود صاحب جدل يحب الكلام.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق وابن الفضل قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت مجاهد بن موسى عن أبي داود النخعي فقال قلت له: يزيد بن أبي حبيب أين لقيته؟ فقال: ما حدثت عنه حتى هيأت له الجواب، لقيته بالباب والأبواب. قال مجاهد: دلني على مكان لا أقدر عليه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قال: أبو داود النخعي سليمان بن عمرو لا شيء.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري- بواسط- أَخْبَرَنَا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قال: قال لي أبي: كان ببغداد رجال يكذبون ويضعون الحديث منهم أبو داود النخعي.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْقُهُسْتَانِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي الرَّاهِنِ وَالْمُرْتَهِنِ يَخْتَلِفَانِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وحَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالا: الْقَوْلُ قَوْلُ الرَّاهِنِ. فَقُلْتُ: لا أَرَى فِي الدُّنْيَا أَكْذَبَ مِنْ هَذَا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقاق، حدّثنا سهل بن أبي سهل الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وأبو داود سليمان بن عمرو النخعي كان كذابا يضع الحديث، يحدث عن معبد بن خالد، ومهاجر أبي الحسن، وهؤلاء قد ماتوا قبل مولده، وكان يأخذ مصنف ابن أبي عروبة فيضع لكل حديث إسنادا.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي محمد بن إبراهيم ابن شعيب قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: سليمان بن عمرو الكوفي أبو داود النخعي العامري معروف بالكذب.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو قَدَرِيٌّ رَجُلُ سُوءٍ كَذَّابٌ، كَانَ يَكْذِبُ مُجَاوَبَةً.
قَالَ إِسْحَاقُ: أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ: أَيْشِ تَعْرِفُ فِي أَقَلِّ الْحَيْضِ وَأَكْثَرِهِ، وَمَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ مِنَ الطُّهْرِ؟ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم.
وحدّثنا أَبُو طُوَالَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَقَلُّ الْحَيْضِ ثَلاثٌ وَأَكْثَرُهُ عَشْرٌ وَأَقَلُّ مَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا»
وَكَانَ هُوَ وَأَبُو البختري يضعون الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي، حَدَّثَنَا عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم المشعراني. وحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: أَبُو داود سليمان بن عمرو النخعي كان يضع الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد بن عمرو الأسدي. قَالَ:
وأَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفقيه الْبُخَاريّ قَالَ: قال صالح بن محمد: أبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو كوفي كان يضع الحديث.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، حَدَّثَنَا أبي قال: سليمان بن عمرو النخعي أبو داود متروك الحديث.
أخبرني الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن عمرو يروي عنه عبد الله بن رجاء هو سليمان النخعي أبو داود متروك الحديث.
سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي القرشي البصري مولى الزبير بن العوام.
سمع شعبة بن الحجاج وحماد بن سلمة وعمران القطان حدث عنه أحمد ابن جنبل وعلي بن عبد الله المديني وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وعمرو بن علي بن ابن بحر بن كثير الفلاس ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ومحمد بن بشار بندار وأبو موسى محمد بن المثنى العنزي وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن الحسن الديري قال أنبأ أبو منصور القزاز قال أنبأ أبو بكر الخطيب قال أنبا هبة الله الطبري قال ثنا محمد بن عبد الله قال ثنا عبد الرحمن هو ابن أبي حاتم قال سمعت عمر بن شبة يقول كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث وليس معه كتاب.
أخبرنا الخطيب قال أنبا حمزة بن محمد بن طاهر قال أنبا الوليد بن بكر قال ثنا علي بن أحمد بن زكريا قال ثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي قال حدثني أبي قال أبو داود الطيالسي بصري ثقة وكان كثير الحفظ رحلت إليه
فأصبته مات قبل قدومي بيوم وكان قد شرب البلاذر هو وعبد الرحمن بن مهدي فجذم أبو داود وبرص عبد الرحمن وحفظ أبو داود أربعين ألف حديث وحفظ عبد الرحمن عشرة آلاف حديث.
وبالإسناد ثنا هبة الله بن الحسن الطبري قال ثنا أحمد بن محمد الخلال قال حدثني إسماعيل بن الفضل قال ثنا محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال سمعت أبا مسعود قال كتبوا إلي من أصبهان أن أبا داود أخطا في تسعمائة أو قالوا ألف فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل فقال يحتمل لأبي داود.
أخبرنا محمد بن الحسين بن المتوئي قال أنبأ أحمد بن عمر بن العباس القزويني قال ثنا محمد بن موسى الحلواني قال سمعت بندارا محمد بن بشار يقول سمعت أبا داود الطيالسي يقول حدثت بأصبهان بأحد وأربعين ألف حديث ابتداء من غير أن أسأل.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأ أحمد بن إسحاق بن وهب البندار قال ثنا علي بن أحمد بن النضر قال سمعت علي بن المديني يقول ما رأيت أحفظ من أبي داود الطيالسي.
وبه أخبرنا الخطيب قال ثنا الأزهري قال ثنا محمد بن المظفر قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني قال سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول سمعت بندارا محمد بن بشار يقول ما بكيت على أحد من المحدثين ما بكيت على أبي داود الطيالسي قال فقلت له وكيف قال فقال لما كان من حفظه ومعرفته وحسن مذكراته.
أخبرنا أبو الفخر أسعد بن سعيد بن روح التاجر بأصبهان قال أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله قالت أنبا أبو بكر بن ريذة قال أخبرنا الطبراني قال أنبأ محمد بن أسد بن يزيد الأصبهاني بمدينة أصبهان سنة تسعين ومائتين قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} 1،
فقال: "لو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه" 1.
أخبرنا عمر بن محمد بن معمر قال أنبأ أحمد بن الحسن الحريري قال أنبأ الحسين بن علي الجوهري قال أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" 2
أخبرنا محمد بن عبد الله الرشيدي قال أنبأ أبو الكرم بن الشهرزوري قال أنبأ عبد الواحد بن علي بن أحمد بن محمد قال أنبأ علي بن أحمد الحمامي قال ثنا الحسن بن محمد السكوني قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال مات أبو داود الطيالسي سنة أربع ومائتين.
سمع شعبة بن الحجاج وحماد بن سلمة وعمران القطان حدث عنه أحمد ابن جنبل وعلي بن عبد الله المديني وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وعمرو بن علي بن ابن بحر بن كثير الفلاس ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ومحمد بن بشار بندار وأبو موسى محمد بن المثنى العنزي وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن الحسن الديري قال أنبأ أبو منصور القزاز قال أنبأ أبو بكر الخطيب قال أنبا هبة الله الطبري قال ثنا محمد بن عبد الله قال ثنا عبد الرحمن هو ابن أبي حاتم قال سمعت عمر بن شبة يقول كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث وليس معه كتاب.
أخبرنا الخطيب قال أنبا حمزة بن محمد بن طاهر قال أنبا الوليد بن بكر قال ثنا علي بن أحمد بن زكريا قال ثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي قال حدثني أبي قال أبو داود الطيالسي بصري ثقة وكان كثير الحفظ رحلت إليه
فأصبته مات قبل قدومي بيوم وكان قد شرب البلاذر هو وعبد الرحمن بن مهدي فجذم أبو داود وبرص عبد الرحمن وحفظ أبو داود أربعين ألف حديث وحفظ عبد الرحمن عشرة آلاف حديث.
وبالإسناد ثنا هبة الله بن الحسن الطبري قال ثنا أحمد بن محمد الخلال قال حدثني إسماعيل بن الفضل قال ثنا محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال سمعت أبا مسعود قال كتبوا إلي من أصبهان أن أبا داود أخطا في تسعمائة أو قالوا ألف فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل فقال يحتمل لأبي داود.
أخبرنا محمد بن الحسين بن المتوئي قال أنبأ أحمد بن عمر بن العباس القزويني قال ثنا محمد بن موسى الحلواني قال سمعت بندارا محمد بن بشار يقول سمعت أبا داود الطيالسي يقول حدثت بأصبهان بأحد وأربعين ألف حديث ابتداء من غير أن أسأل.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأ أحمد بن إسحاق بن وهب البندار قال ثنا علي بن أحمد بن النضر قال سمعت علي بن المديني يقول ما رأيت أحفظ من أبي داود الطيالسي.
وبه أخبرنا الخطيب قال ثنا الأزهري قال ثنا محمد بن المظفر قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني قال سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول سمعت بندارا محمد بن بشار يقول ما بكيت على أحد من المحدثين ما بكيت على أبي داود الطيالسي قال فقلت له وكيف قال فقال لما كان من حفظه ومعرفته وحسن مذكراته.
أخبرنا أبو الفخر أسعد بن سعيد بن روح التاجر بأصبهان قال أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله قالت أنبا أبو بكر بن ريذة قال أخبرنا الطبراني قال أنبأ محمد بن أسد بن يزيد الأصبهاني بمدينة أصبهان سنة تسعين ومائتين قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} 1،
فقال: "لو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه" 1.
أخبرنا عمر بن محمد بن معمر قال أنبأ أحمد بن الحسن الحريري قال أنبأ الحسين بن علي الجوهري قال أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" 2
أخبرنا محمد بن عبد الله الرشيدي قال أنبأ أبو الكرم بن الشهرزوري قال أنبأ عبد الواحد بن علي بن أحمد بن محمد قال أنبأ علي بن أحمد الحمامي قال ثنا الحسن بن محمد السكوني قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال مات أبو داود الطيالسي سنة أربع ومائتين.
سُلَيْمَان بن دَاوُد أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ الْقرشِي مولى الزبير بن الْعَوام الْبَصْرِيّ أَصله فَارسي وَأمه مولاة لهذيل
قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَسبعين سنة وَولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ
روى عَن شُعْبَة فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالصَّوْم وَغَيرهَا وهَاشِم بن أبي عبد الله فِي الصَّلَاة والمناقب وحبِيب بن يزِيد فِي الْحَج ومعروف بن خَرَّبُوذ فِي الْحَج وَسليمَان بن معَاذ فِي الطَّلَاق وزائدة فِي الْحُدُود وَهَمَّام فِي الْجِهَاد وَأبي عوَانَة فِي الصَّيْد وَحرب بن شَدَّاد فِي الْفَضَائِل وَأَبَان بن يزِيد فِي الْغيرَة وَإِبْرَاهِيم بن سعد فِي الْفِتَن وعبد العزيز بن أبي سَلمَة فِي الزّهْد
روى عَنهُ مُحَمَّد بن بشار وَمُحَمّد بن الْمثنى فِي الصَّلَاة وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن مَنْصُور وَأحمد بن عُثْمَان النَّوْفَلِي وَهَارُون بن عبد الله وَأحمد بن عَبدة وَمُحَمّد بن أبي بكر الْمقدمِي وَأحمد بن حَنْبَل وَاحْمَدْ بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي وَعَمْرو بن عَليّ وحجاج بن الشَّاعِر
قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَسبعين سنة وَولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ
روى عَن شُعْبَة فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالصَّوْم وَغَيرهَا وهَاشِم بن أبي عبد الله فِي الصَّلَاة والمناقب وحبِيب بن يزِيد فِي الْحَج ومعروف بن خَرَّبُوذ فِي الْحَج وَسليمَان بن معَاذ فِي الطَّلَاق وزائدة فِي الْحُدُود وَهَمَّام فِي الْجِهَاد وَأبي عوَانَة فِي الصَّيْد وَحرب بن شَدَّاد فِي الْفَضَائِل وَأَبَان بن يزِيد فِي الْغيرَة وَإِبْرَاهِيم بن سعد فِي الْفِتَن وعبد العزيز بن أبي سَلمَة فِي الزّهْد
روى عَنهُ مُحَمَّد بن بشار وَمُحَمّد بن الْمثنى فِي الصَّلَاة وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن مَنْصُور وَأحمد بن عُثْمَان النَّوْفَلِي وَهَارُون بن عبد الله وَأحمد بن عَبدة وَمُحَمّد بن أبي بكر الْمقدمِي وَأحمد بن حَنْبَل وَاحْمَدْ بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي وَعَمْرو بن عَليّ وحجاج بن الشَّاعِر
سليمان بن داود بن بشر بن زياد، أبو أيوب المنقري البصري المعروف بالشاذكوني :
حدث عن عبد الواحد بن زياد، وحماد بن زيد، ومن بعدهما. وكان حافظا مكثرا، وقدم بغداد وجالس الحفاظ بها وذاكرهم، ثم خرج إلى أصبهان فسكنها، وانتشر حديثه بها. روى عنه أبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن يونس الكديمي، وحمدون بن أحمد بن سلم السمسار، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قَالَ: قَالَ أبو عبد الله- يعني أحمد بن حنبل-: قدم ابن الشاذكوني فنزل على هشيم.
حدثت عَن عبيد اللَّه بْن عُثْمَان الدقاق، أخبرنا الحسن بن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ مُطَيَّنٌ قال: ذكرنا لأبي عبد الله بن الشاذكوني فقال أحمد: قدم علينا هاهنا سنة ثمانين، فنزل على هشيم في دهليزه، وكان يلقي على هشيم تلك الأبواب. قال أحمد: وكان حافظا، وكانت هيئته هيئة حسنة، ثم قدم علينا بعد فإذا هيئته سوى تلك الهيئة، ثياب طوال وهيئة.
قال أحمد: فقلت في نفسي كم بين تلك الهيئة إلى هذه؟! أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: في كتابي عن محمد بن أحمد بن بطة عن عبد الله ابن أحمد بن أسيد قال أبو نعيم: وأظن أن أبا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن
حبّان حَدَّثَنَا قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أسيد قال: حَدَّثَنِي أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل القاضي قال: حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قال: سمعت عمرو الناقد يقول: قدم سليمان الشاذكوني بغداد فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي مهزول قال: سمعت محمد بن حفص يقول:
سمعت عمرو الناقد يقول: ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل، ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني، ولا أعلم بالإسناد من يحيى ما قدر أحد يقلب عليه إسنادا قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، وكان عليّ أحفظنا للطوال.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قال: سئل عباس العنبري أيهما كان أعلم بالحديث؟ هو- يعني الشاذكوني- أو عليّ بن المديني فقال: ابن الشاذكوني بصغير الحديث، وعلي بجليله.
قال: وسمعت عباسا العنبري يقول: التقى ابن الشاذكوني وابن أبي شيبة بالكوفة- أظنه قال عند أبي نعيم- قال: فقال ابن أبي شيبة: أيش تحفظ «لا تقطع الخمس إلا في خمس » قال: فقال ابن الشاذكوني: إنما سألتني عن هذا الباب لأنك كتبت حديث فلان ولم أكتبه أنا قال: فأجابه، ثم تذاكرا، قال: فترك ابن الشاذكوني ابن أبي شيبة وأنا أرحمه.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا أبو يحيى الساجي قال: حَدَّثَنِي أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي زياد القطواني قَالَ: سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يقول: انتهى العلم- يعني علم الحديث- إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ويحيى بْن معين، وأبي بكر بْن أَبِي شيبة، فكان أحمد أفقههم به، وكان علي أعلمهم به، وكان يحيى بن معين أجمعهم له، وكان أبو بكر بن أبي شيبة أحفظهم له، قال أبو يحيى: وهم أبو عبيد وأخطأ، أحفظهم له سليمان بن داود الشاذكوني.
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الجرجانيّ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن بخيت، حدّثنا يزيد بن محمّد بن فضيل، حَدَّثَنَا أبو نعيم قال: كان ابن الشاذكوني يسألني عن الحديث، فإذا أجبته فيه قال: لبيك اللهم لبيك.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قال: سمعت إبراهيم بن الأصبهاني يقول: كان أبو داود الطيالسي بأصبهان، فلما أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له يا أبا داود إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح واستبشر، وأنت تبكي؟! فقال: إنكم لا تعلمون إلى من أرجع، إنما أرجع إلى شياطين الإنس، علي بن المديني، وابن الشاذكوني، وابن بحر السقاء- يعني عمرو بن علي-.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قَالَ: سمعت أبا عَلِيّ صَالِح بْن مُحَمَّد البغدادي يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي بحديث، فقال عبيد بن بطة، فقلت له: يا أبا سعيد هو عبيد بن نضلة، حَدَّثَنَا فلان عن فلان وذكر الحديث، قال حتى أنظر، فدخل البيت ثم خرج فقال: هو كذا ولكنه اتصل اللام بالضاد.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن عليّ المؤدّب، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ، حدّثنا عمر بن إسحاق الشّيرازيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ التَّمَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ الْكُوفَةَ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ دَخْلَةً أَكْتُبُ الْحَدِيثَ فَأَتَيْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ فَكَتَبْتُ حَدِيثَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَصِرْتُ فِي بَنَانِهِ لَقِيَنِي ابْنُ أَبِي خَدُّوَيْهً فَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ مِنَ الْكُوفَةِ، قَالَ: حَدِيثَ مَنْ كَتَبْتَ؟ قُلْتُ: حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: أَفَكَتَبْتَ عِلْمَهُ كُلَّهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَذَهَبَ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَكَتَبْتَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ ابن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشٍ فَحِيلٍ، كَانَ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَأَسْخَنَ اللَّهُ عَيْنَكَ، أَيْشِ كُنْتَ تَعْمَلُ بِالْكُوفَةِ!! قَالَ: فَوَضَعْتُ خَرْجِي عِنْدَ النَّرْسِيَيْنِ، وَرَجَعْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَأَتَيْتُ حَفْصًا فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الْبَصْرَةِ، قَالَ: لِمَ رَجَعْتَ؟
قُلْتُ: إِنَّ ابْنَ أَبِي خَدَّوَيْهِ ذَاكَرَنِي عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَحَدَّثَنِي وَرَجَعْتُ، وَلَمْ يَكُنْ لِي بِالْكُوفَةِ حَاجَةٌ غَيْرُهَا.
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، أخبرنا زكريّا بن يحيى- يعني الساجي- حدّثني أحمد بن محمّد، حَدَّثَنَا ابن عرعرة قال: كنت عند يحيى بن سعيد وعنده بلبل، وابن أبي خدويه، وعلي. فأقبل ابن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى القطّان: طارق وإبراهيم بن مهاجر؟ فقال يحيى: يجريان مجرى واحدا، فقال الشاذكوني: نسألك عما لا ندري، وتكلف لنا ما لا تحسن، إنما نكتب عليك ذنوبك، حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة، وحديث طارق مائتين، عندك عن إبراهيم مائة، وعن طارق عشرة، فأقبل بعضنا على بعض فقلنا هذا ذل. فقال يحيى:
دعوه فإن كلمتموه لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول:
كان يحيى بن سعيد يسمي الشاذكوني الخائب.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي- وَقُلْتُ لَهُ- شَيْئًا رَوَاهُ الشَّاذَكُونِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أريت بني أميه فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي، فَشُقَّ على ذلك، فأنزلت: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
[الْقَدْرِ 1] »
. فَأُنْكِرَ فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
قَالَ: حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُرِيتُ بَنِي أُمَيَّةَ يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي فَشُقَّ عَلِيَّ، فَأُنْزِلَتْ: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
»
. وَأُنْكِرَ أَوَّلُ حَدِيثِ ابْنِ الشَّاذَكُونِيِّ أَشَدَّ الإِنْكَارِ، وَقِيلَ لَهُ حَدِّثْ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ- فَذَهَبَ عَنِّي- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ. قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَثَنِي- أَرَاهُ قَالَ إِلَى الْيَمَنِ- قَالَ: «إِنَّهُمْ سَائِلُوكَ عَنِ الْمَجَرَّةِ، فَإِذَا سَأَلُوكَ فَقُلْ إِنَّهَا مِنْ عَرَقِ الأَفْعَى الَّتِي تَحْتَ الْعَرْشِ» .
فَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ شَيْئًا، وَأَبُو بَكْرٍ شَامِيٌّ، وَهِشَامٌ صَنْعَانِيٌّ. ثُمَّ قَالَ: أُرَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَهَ.
أنبأني أحمد بن علي اليزدي، أَخْبَرَنَا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: سمعتُ محمد بن إسماعيل الصائغ قال: سمعت عفان يقول: جاءني الشاذكوني فأمليت عليه عبد الواحد بن زياد من أوله إلى آخره شيخا شيخا، فبلغني بعد خمس سنين- أو ست- أنه يحدث به عن عبد الواحد، فقلت لهم: ويحكم مني سمع هذا.
أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أَخْبَرَنَا عبد المؤمن بن خلف قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سليمان الشاذكوني فقال: ما رأيت أحفظ منه، فقلت له بأي شيء كان يتهم؟ فقال في الكذب، وكان يكذب في الحديث، وكان بلية يرمى باللواطه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ سفيان الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن الحسين الأنصاري يقول: قدم علينا ابن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أصبهان في أيام سليمان بن داود الشاذكوني، وذكر أن سليمان الشاذكوني وسفيان الرؤاسي وبلبل كانوا في رفقة يكتبون الحديث، فأخذوا غلاما نصرانيا فلم يكن لهم موضع فأدخلوه مسجدا، فقالوا لسليمان الشاذكوني أين ترى ننحره؟ فقال: أَخْبَرَنَا جرير عن مغيره عن إبراهيم قال: المحاريب محدثة فأبى الغلام دخول المحراب، فقال سليمان: عبد صالح اجتنب المنحر، فلما ضرب الدهر ضرباته، وقدم ابن عمرو بن مرزوق أصبهان سأل الشاذكوني وتوسل إليه بأبوته وبالبلديه فلم يسعفه بشيء، فأراد أن يخجل الشاذكوني فقام يوم مجلسه فقال: يا أبا أيوب إن رأيت أن تُحَدِّثَنَا بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر؟ وإذا أبو أيوب أعظم تجربة وأشد حكمة من أن يخجله شاب، فقال: هذا عهد بعيد، والحديث طويل، ولم أذاكر به منذ حين، فإذا فرغنا من المجلس فأتنا ونحن في المنزل لنحدثك بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر. فرجع خجلا وخرج عن البلد.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أخبرنا أحمد ابن إبراهيم الجمال، حدّثنا الحسين بن عليل العنزي، حَدَّثَنَا محمد بن يوسف الخاركي قال: حَدَّثَنِي عليّ بن المديني قال: كنا عند عبد الرحمن بن مهدي عشية، إذ
جيء بسليمان الشاذكوني وهو سكران في بنيجة، فلما رآه عبد الرحمن قال لغلمانه:
احملوه فأدخل إلى منزله، فلم أزل حتى أفاق فلما أتاه ابن مهدي فوعظه. فقال: والله ما سكرت ولكنهم بنجوني، فقال ابن مهدي: دع النبيذ ولك عندي ألف درهم، فقال نعم، فأعطاه ألف درهم، فأقام عنده حتى تغدى ثم انصرف، قال: علي فما تركه حتى عاد إليه.
أَخْبَرَنِي عبد الملك بن عمر الرّزّاز، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا يزيد بن الهيثم بن طهمان- أبو خالد- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ قَالَ: جاء رجل إلى عبد الرزاق فدفع إليه كتابا، فأخذه فقرأه، فتغير وجهه ثم قال:
العدو الله الكذاب الخبيث جاء إلى هاهنا؟ كان يفعل كذا، ويفعل كذا، ثم ذهب إلى العراق فذكر أني حدثته بأحاديث، والله ما حدثته بها عن معمر، ولا عن الثوري، ولا عن ابن جريج، ولا سمعتها منهم، ثم رمى بكتابه ثم قال: ذاك الشاذكوني. ثم ذكر يحيى بن معين فقال: ما رأيت مثله، ولا أعلم بالحديث منه من غير سرد، وأما عليّ بن المديني فحافظ سراد، وأما أحمد بن حنبل فما رأيت أفقه منه ولا أورع.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد اللخمي- بالأنبار- أخبرنا الحسين بن ميمون البزّاز- بمصر- أخبرنا الحسين بن عليّ بن شعبان بن زكير، حدّثنا محمّد بن سعيد التستري، حَدَّثَنَا القاسم بن نصر المخرمي قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَن سليمان الشاذكوني فقال: جالس حماد بن زيد، وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع وذكر جماعة فما نفعه الله بواحد منهم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا مُحَمَّد بْن نُعيم قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق يقول:
سمعت صالحا جزرة يقول: قال لي أبو زرعة الرازي ببغداد: أريد أن أجتمع مع سليمان الشاذكوني فأناظره، قال صالح فذهبت به إليه، فلما دخل عليه قلت له: هذا أبو زرعة الرازي أراد مذاكرتك، فتذاكرا حديث أستار الكعبة وما قطع منها، فكان الشاذكوني يصنع الأسانيد في الوقت ويذاكره بها، فتحير أبو زرعة وسكت، فلما قمنا من عنده قال لي أبو زرعة: اغتممت والله مما فعل هذا الشيخ! قلت له: هذه الأحاديث وضعها الساعة، ولو ذاكرته بشيء آخر لوضع مثلها.
أخبرنا الجوهريّ، أنبأنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين- وذكر ابن الشاذكوني فقال: قد سمع إلا أنه يكذب ويضع الحديث.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: جربت علي ابن الشاذكوني الكذب.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حدّثنا محمّد بن عبد الحميد السهمي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الحضرمي قال: سألت يحيى بن معين عن سليمان الشاذكوني فقال: ليس بشيء.
حدثت عن دعلج بن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا العباس الأزهري قال: سمعت محمّد ابن إسماعيل البخاري- وذكر سليمان يعني الشاذكوني فقال: هو عندي أضعف من كل ضعيف.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري بلفظه، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أيّوب سليمان ابن داود الشاذكوني ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قال: سألت عبدان الأهوازي عن الشاذكوني كيف هو؟ فقال: معاذ الله أن يتهم الشاذكوني، وإنما كانت كتبه قد ذهبت، فكان يحدث فيغلظ.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الإسماعيلي قَالَ: سئل عَبْد الله بن محمد بن سيار عن الشاذكوني فقال: سمعت عباسا العنبري يقول: ما مات ابن الشاذكوني حتى انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: توفي سليمان بن داود السعدي الشاذكوني بأصبهان سنة ست وثلاثين ومائتين. وهذا القول وهم، والصواب في تاريخ وفاته.
ما أَخْبَرَنَا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قال: سليمان الشاذكوني توفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن داود الشاذكوني المنقري بأصبهان.
وكذلك ذكر محمد بن جرير الطبري أن وفاته كانت بأصبهان في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثين.
حدثت عن محمد بن المظفر الحافظ قال: سمعت أبا الحسين ابن قانع يقول:
سمعت إسماعيل بن الفضل بن طاهر يقول: رأيت سليمان الشاذكوني فِي النوم فقلتُ ما فعل اللَّه بك يا أبا أيوب؟ قال: غفر لي. قلت بماذا؟ قال: كنت في طريق أصبهان أمر إليها، فأخذني مطر وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شيء فانكببت على كتبي حتى أصبحت، وهدأ المطر، فغفر الله لي بذلك.
حدث عن عبد الواحد بن زياد، وحماد بن زيد، ومن بعدهما. وكان حافظا مكثرا، وقدم بغداد وجالس الحفاظ بها وذاكرهم، ثم خرج إلى أصبهان فسكنها، وانتشر حديثه بها. روى عنه أبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن يونس الكديمي، وحمدون بن أحمد بن سلم السمسار، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قَالَ: قَالَ أبو عبد الله- يعني أحمد بن حنبل-: قدم ابن الشاذكوني فنزل على هشيم.
حدثت عَن عبيد اللَّه بْن عُثْمَان الدقاق، أخبرنا الحسن بن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ مُطَيَّنٌ قال: ذكرنا لأبي عبد الله بن الشاذكوني فقال أحمد: قدم علينا هاهنا سنة ثمانين، فنزل على هشيم في دهليزه، وكان يلقي على هشيم تلك الأبواب. قال أحمد: وكان حافظا، وكانت هيئته هيئة حسنة، ثم قدم علينا بعد فإذا هيئته سوى تلك الهيئة، ثياب طوال وهيئة.
قال أحمد: فقلت في نفسي كم بين تلك الهيئة إلى هذه؟! أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: في كتابي عن محمد بن أحمد بن بطة عن عبد الله ابن أحمد بن أسيد قال أبو نعيم: وأظن أن أبا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن
حبّان حَدَّثَنَا قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أسيد قال: حَدَّثَنِي أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل القاضي قال: حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قال: سمعت عمرو الناقد يقول: قدم سليمان الشاذكوني بغداد فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي مهزول قال: سمعت محمد بن حفص يقول:
سمعت عمرو الناقد يقول: ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل، ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني، ولا أعلم بالإسناد من يحيى ما قدر أحد يقلب عليه إسنادا قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، وكان عليّ أحفظنا للطوال.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قال: سئل عباس العنبري أيهما كان أعلم بالحديث؟ هو- يعني الشاذكوني- أو عليّ بن المديني فقال: ابن الشاذكوني بصغير الحديث، وعلي بجليله.
قال: وسمعت عباسا العنبري يقول: التقى ابن الشاذكوني وابن أبي شيبة بالكوفة- أظنه قال عند أبي نعيم- قال: فقال ابن أبي شيبة: أيش تحفظ «لا تقطع الخمس إلا في خمس » قال: فقال ابن الشاذكوني: إنما سألتني عن هذا الباب لأنك كتبت حديث فلان ولم أكتبه أنا قال: فأجابه، ثم تذاكرا، قال: فترك ابن الشاذكوني ابن أبي شيبة وأنا أرحمه.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ، حَدَّثَنَا أبو يحيى الساجي قال: حَدَّثَنِي أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي زياد القطواني قَالَ: سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يقول: انتهى العلم- يعني علم الحديث- إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ويحيى بْن معين، وأبي بكر بْن أَبِي شيبة، فكان أحمد أفقههم به، وكان علي أعلمهم به، وكان يحيى بن معين أجمعهم له، وكان أبو بكر بن أبي شيبة أحفظهم له، قال أبو يحيى: وهم أبو عبيد وأخطأ، أحفظهم له سليمان بن داود الشاذكوني.
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الجرجانيّ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن بخيت، حدّثنا يزيد بن محمّد بن فضيل، حَدَّثَنَا أبو نعيم قال: كان ابن الشاذكوني يسألني عن الحديث، فإذا أجبته فيه قال: لبيك اللهم لبيك.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قال: سمعت إبراهيم بن الأصبهاني يقول: كان أبو داود الطيالسي بأصبهان، فلما أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له يا أبا داود إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح واستبشر، وأنت تبكي؟! فقال: إنكم لا تعلمون إلى من أرجع، إنما أرجع إلى شياطين الإنس، علي بن المديني، وابن الشاذكوني، وابن بحر السقاء- يعني عمرو بن علي-.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قَالَ: سمعت أبا عَلِيّ صَالِح بْن مُحَمَّد البغدادي يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي بحديث، فقال عبيد بن بطة، فقلت له: يا أبا سعيد هو عبيد بن نضلة، حَدَّثَنَا فلان عن فلان وذكر الحديث، قال حتى أنظر، فدخل البيت ثم خرج فقال: هو كذا ولكنه اتصل اللام بالضاد.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن عليّ المؤدّب، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ، حدّثنا عمر بن إسحاق الشّيرازيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ التَّمَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ الْكُوفَةَ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ دَخْلَةً أَكْتُبُ الْحَدِيثَ فَأَتَيْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ فَكَتَبْتُ حَدِيثَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَصِرْتُ فِي بَنَانِهِ لَقِيَنِي ابْنُ أَبِي خَدُّوَيْهً فَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ مِنَ الْكُوفَةِ، قَالَ: حَدِيثَ مَنْ كَتَبْتَ؟ قُلْتُ: حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: أَفَكَتَبْتَ عِلْمَهُ كُلَّهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَذَهَبَ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَكَتَبْتَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ ابن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشٍ فَحِيلٍ، كَانَ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَأَسْخَنَ اللَّهُ عَيْنَكَ، أَيْشِ كُنْتَ تَعْمَلُ بِالْكُوفَةِ!! قَالَ: فَوَضَعْتُ خَرْجِي عِنْدَ النَّرْسِيَيْنِ، وَرَجَعْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَأَتَيْتُ حَفْصًا فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الْبَصْرَةِ، قَالَ: لِمَ رَجَعْتَ؟
قُلْتُ: إِنَّ ابْنَ أَبِي خَدَّوَيْهِ ذَاكَرَنِي عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَحَدَّثَنِي وَرَجَعْتُ، وَلَمْ يَكُنْ لِي بِالْكُوفَةِ حَاجَةٌ غَيْرُهَا.
أخبرنا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، أخبرنا زكريّا بن يحيى- يعني الساجي- حدّثني أحمد بن محمّد، حَدَّثَنَا ابن عرعرة قال: كنت عند يحيى بن سعيد وعنده بلبل، وابن أبي خدويه، وعلي. فأقبل ابن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى القطّان: طارق وإبراهيم بن مهاجر؟ فقال يحيى: يجريان مجرى واحدا، فقال الشاذكوني: نسألك عما لا ندري، وتكلف لنا ما لا تحسن، إنما نكتب عليك ذنوبك، حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة، وحديث طارق مائتين، عندك عن إبراهيم مائة، وعن طارق عشرة، فأقبل بعضنا على بعض فقلنا هذا ذل. فقال يحيى:
دعوه فإن كلمتموه لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول:
كان يحيى بن سعيد يسمي الشاذكوني الخائب.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي- وَقُلْتُ لَهُ- شَيْئًا رَوَاهُ الشَّاذَكُونِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أريت بني أميه فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي، فَشُقَّ على ذلك، فأنزلت: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
[الْقَدْرِ 1] »
. فَأُنْكِرَ فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
قَالَ: حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُرِيتُ بَنِي أُمَيَّةَ يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي فَشُقَّ عَلِيَّ، فَأُنْزِلَتْ: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
»
. وَأُنْكِرَ أَوَّلُ حَدِيثِ ابْنِ الشَّاذَكُونِيِّ أَشَدَّ الإِنْكَارِ، وَقِيلَ لَهُ حَدِّثْ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ- فَذَهَبَ عَنِّي- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ. قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَثَنِي- أَرَاهُ قَالَ إِلَى الْيَمَنِ- قَالَ: «إِنَّهُمْ سَائِلُوكَ عَنِ الْمَجَرَّةِ، فَإِذَا سَأَلُوكَ فَقُلْ إِنَّهَا مِنْ عَرَقِ الأَفْعَى الَّتِي تَحْتَ الْعَرْشِ» .
فَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ شَيْئًا، وَأَبُو بَكْرٍ شَامِيٌّ، وَهِشَامٌ صَنْعَانِيٌّ. ثُمَّ قَالَ: أُرَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَهَ.
أنبأني أحمد بن علي اليزدي، أَخْبَرَنَا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: سمعتُ محمد بن إسماعيل الصائغ قال: سمعت عفان يقول: جاءني الشاذكوني فأمليت عليه عبد الواحد بن زياد من أوله إلى آخره شيخا شيخا، فبلغني بعد خمس سنين- أو ست- أنه يحدث به عن عبد الواحد، فقلت لهم: ويحكم مني سمع هذا.
أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أَخْبَرَنَا عبد المؤمن بن خلف قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سليمان الشاذكوني فقال: ما رأيت أحفظ منه، فقلت له بأي شيء كان يتهم؟ فقال في الكذب، وكان يكذب في الحديث، وكان بلية يرمى باللواطه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ سفيان الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن الحسين الأنصاري يقول: قدم علينا ابن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أصبهان في أيام سليمان بن داود الشاذكوني، وذكر أن سليمان الشاذكوني وسفيان الرؤاسي وبلبل كانوا في رفقة يكتبون الحديث، فأخذوا غلاما نصرانيا فلم يكن لهم موضع فأدخلوه مسجدا، فقالوا لسليمان الشاذكوني أين ترى ننحره؟ فقال: أَخْبَرَنَا جرير عن مغيره عن إبراهيم قال: المحاريب محدثة فأبى الغلام دخول المحراب، فقال سليمان: عبد صالح اجتنب المنحر، فلما ضرب الدهر ضرباته، وقدم ابن عمرو بن مرزوق أصبهان سأل الشاذكوني وتوسل إليه بأبوته وبالبلديه فلم يسعفه بشيء، فأراد أن يخجل الشاذكوني فقام يوم مجلسه فقال: يا أبا أيوب إن رأيت أن تُحَدِّثَنَا بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر؟ وإذا أبو أيوب أعظم تجربة وأشد حكمة من أن يخجله شاب، فقال: هذا عهد بعيد، والحديث طويل، ولم أذاكر به منذ حين، فإذا فرغنا من المجلس فأتنا ونحن في المنزل لنحدثك بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر. فرجع خجلا وخرج عن البلد.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أخبرنا أحمد ابن إبراهيم الجمال، حدّثنا الحسين بن عليل العنزي، حَدَّثَنَا محمد بن يوسف الخاركي قال: حَدَّثَنِي عليّ بن المديني قال: كنا عند عبد الرحمن بن مهدي عشية، إذ
جيء بسليمان الشاذكوني وهو سكران في بنيجة، فلما رآه عبد الرحمن قال لغلمانه:
احملوه فأدخل إلى منزله، فلم أزل حتى أفاق فلما أتاه ابن مهدي فوعظه. فقال: والله ما سكرت ولكنهم بنجوني، فقال ابن مهدي: دع النبيذ ولك عندي ألف درهم، فقال نعم، فأعطاه ألف درهم، فأقام عنده حتى تغدى ثم انصرف، قال: علي فما تركه حتى عاد إليه.
أَخْبَرَنِي عبد الملك بن عمر الرّزّاز، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا يزيد بن الهيثم بن طهمان- أبو خالد- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ قَالَ: جاء رجل إلى عبد الرزاق فدفع إليه كتابا، فأخذه فقرأه، فتغير وجهه ثم قال:
العدو الله الكذاب الخبيث جاء إلى هاهنا؟ كان يفعل كذا، ويفعل كذا، ثم ذهب إلى العراق فذكر أني حدثته بأحاديث، والله ما حدثته بها عن معمر، ولا عن الثوري، ولا عن ابن جريج، ولا سمعتها منهم، ثم رمى بكتابه ثم قال: ذاك الشاذكوني. ثم ذكر يحيى بن معين فقال: ما رأيت مثله، ولا أعلم بالحديث منه من غير سرد، وأما عليّ بن المديني فحافظ سراد، وأما أحمد بن حنبل فما رأيت أفقه منه ولا أورع.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد اللخمي- بالأنبار- أخبرنا الحسين بن ميمون البزّاز- بمصر- أخبرنا الحسين بن عليّ بن شعبان بن زكير، حدّثنا محمّد بن سعيد التستري، حَدَّثَنَا القاسم بن نصر المخرمي قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَن سليمان الشاذكوني فقال: جالس حماد بن زيد، وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع وذكر جماعة فما نفعه الله بواحد منهم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا مُحَمَّد بْن نُعيم قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الله محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق يقول:
سمعت صالحا جزرة يقول: قال لي أبو زرعة الرازي ببغداد: أريد أن أجتمع مع سليمان الشاذكوني فأناظره، قال صالح فذهبت به إليه، فلما دخل عليه قلت له: هذا أبو زرعة الرازي أراد مذاكرتك، فتذاكرا حديث أستار الكعبة وما قطع منها، فكان الشاذكوني يصنع الأسانيد في الوقت ويذاكره بها، فتحير أبو زرعة وسكت، فلما قمنا من عنده قال لي أبو زرعة: اغتممت والله مما فعل هذا الشيخ! قلت له: هذه الأحاديث وضعها الساعة، ولو ذاكرته بشيء آخر لوضع مثلها.
أخبرنا الجوهريّ، أنبأنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين- وذكر ابن الشاذكوني فقال: قد سمع إلا أنه يكذب ويضع الحديث.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: جربت علي ابن الشاذكوني الكذب.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حدّثنا محمّد بن عبد الحميد السهمي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الحضرمي قال: سألت يحيى بن معين عن سليمان الشاذكوني فقال: ليس بشيء.
حدثت عن دعلج بن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا العباس الأزهري قال: سمعت محمّد ابن إسماعيل البخاري- وذكر سليمان يعني الشاذكوني فقال: هو عندي أضعف من كل ضعيف.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري بلفظه، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أيّوب سليمان ابن داود الشاذكوني ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قال: سألت عبدان الأهوازي عن الشاذكوني كيف هو؟ فقال: معاذ الله أن يتهم الشاذكوني، وإنما كانت كتبه قد ذهبت، فكان يحدث فيغلظ.
أخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الإسماعيلي قَالَ: سئل عَبْد الله بن محمد بن سيار عن الشاذكوني فقال: سمعت عباسا العنبري يقول: ما مات ابن الشاذكوني حتى انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: توفي سليمان بن داود السعدي الشاذكوني بأصبهان سنة ست وثلاثين ومائتين. وهذا القول وهم، والصواب في تاريخ وفاته.
ما أَخْبَرَنَا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قال: سليمان الشاذكوني توفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن داود الشاذكوني المنقري بأصبهان.
وكذلك ذكر محمد بن جرير الطبري أن وفاته كانت بأصبهان في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثين.
حدثت عن محمد بن المظفر الحافظ قال: سمعت أبا الحسين ابن قانع يقول:
سمعت إسماعيل بن الفضل بن طاهر يقول: رأيت سليمان الشاذكوني فِي النوم فقلتُ ما فعل اللَّه بك يا أبا أيوب؟ قال: غفر لي. قلت بماذا؟ قال: كنت في طريق أصبهان أمر إليها، فأخذني مطر وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شيء فانكببت على كتبي حتى أصبحت، وهدأ المطر، فغفر الله لي بذلك.
سليمان بن داود الخولاني عن الزهري.
سليمان بن داود الخولاني
* وقد أثنى على سليمان بن داود الخولاني هذا أبو زرعة الرّازي، وأبو حاتم الرّازي، وعثمان بن سعيد الدّارمى، وجماعة من الحفّاظ (السنن الكبرى: 4/ 90).
* وقد أثنى على سليمان بن داود الخولاني هذا أبو زرعة الرّازي، وأبو حاتم الرّازي، وعثمان بن سعيد الدّارمى، وجماعة من الحفّاظ (السنن الكبرى: 4/ 90).
سليمان بن داود الخولاني
قال عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن حديث الصدقات هذا الذي يرويه يحيى بن حمزة أصحيح هو؟
فقال: أرجو أن يكون صحيحًا.
قال عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز: وقد حدثنا عن الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهري بحديث الصدقات، فقال: قد أخرج أحمد بن حنبل هذا الحديث في "مسنده" عن الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة.
"الكامل" لابن عدي 4/ 269
قال عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن حديث الصدقات هذا الذي يرويه يحيى بن حمزة أصحيح هو؟
فقال: أرجو أن يكون صحيحًا.
قال عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز: وقد حدثنا عن الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهري بحديث الصدقات، فقال: قد أخرج أحمد بن حنبل هذا الحديث في "مسنده" عن الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة.
"الكامل" لابن عدي 4/ 269
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ دِمَشْقِيٌّ.
سمعت أبا يعلى يقول سئل يَحْيى بْن مَعِين يعني، وَهو حاضر عن حديث الصدقات الذي كان يحدث به الحكم بْن موسى، عَن يَحْيى بْن حمزة عن سليمان بْن دَاوُد، عنِ الزُّهْريّ قال سليمان بْن دَاوُد ليس يعرف، ولاَ يصح هذا الحديث.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قالَ: قُلتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِين سليمان بْن دَاوُد الذي يروي حديث الزُّهْريّ في الصدقات من هُوَ قَالَ ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا أحمد بن علي المطير، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ قال حدث يَحْيى بْن حمزة عن
سليمان بْن دَاوُد حديثا في الصدقات شيخ شامي ضعيف.
سمعت عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد العزيز يقول: سَمعتُ أَحْمَد بْن حنبل وَسُئِل عن حديث الصدقات هذا الذي يرويه يَحْيى بْن حمزة أصحيح هو فقال أرجو أن يكون صحيحا.
سمعت عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد العزيز وقال، حَدَّثَنا عن الحكم بْن موسى، عَن يَحْيى بْن حمزة عن سليمان بْن دَاوُد، عنِ الزُّهْريّ بحديث الصدقات فقال قد أخرج أَحْمَد بْن حنبل هذا الحديث في مسنده عن الحكم بْن موسى، عَن يَحْيى بن حمزة.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَأَحْمَدُ بْنُ الحسين الصُّوفيّ، وأَبُو يعلى وحامد بن مُحَمد بن شُعَيب (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بن عَبد العزيز قَالُوا، حَدَّثَنا الحكم بن موسى، حَدَّثَنا يَحْيى بْن حمزة عن سليمان بْنِ دَاوُدَ، حَدَّثني الزُّهْريّ، عَن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمد بْنِ عَمْرو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ بِكِتَابٍ فِيهِ الْفَرَائِضُ وَالسُّنَنُ وَالدِّيَاتُ وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرو بْنِ حَزْمٍ فَذَكَرَ الحديث بِطُولِهِ فِي الصَّدَقَاتِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ صاعد، حَدَّثَنا أَبُو يَحْيى مُحَمد بْنُ عَبد الرحيم صاحب السابري، حَدَّثَنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى بإسنادِه، نَحوه (ح) وحدثنا موسى بن العباس، حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ الدمشقي قال عرضت على أبي عَبد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل حديث يَحْيى بْن حمزة الطويل بالديات فقال هذا رجل من أهل الجزيرة، يُقَال له: سليمان بْن أبي دَاوُد ليس بشَيْءٍ فحدثت أنه وجد في أصل يَحْيى بْن حمزة عن سليمان بْن أرقم، عنِ الزُّهْريّ ولكن الحكم بْن موسى لم يضبط
حَدَّثَنَا مُحَمد بن علي سمعت عثمان بْن سَعِيد يقول سليمان بْن دَاوُد الخولاني دمشقي يروي عنه يَحْيى بْن حمزة أحاديث كثيرة أرجو أنه ليس كما قال يَحْيى بْن مَعِين فإن يَحْيى بْن حمزة يروي عنه أحاديث حسان كأنها مستقيمة.
وهذا الذي ذكر عن أَحْمَد بْن حنبل مما قد ذكرته أن هذا سليمان بْن دَاوُد من أهل الجزيرة وما ذكرت أنه وجد في أصل يَحْيى بْن حمزة عن سليمان بْن أرقم ولكن الحكم لم يضبطه وجميعا خطأ والحكم بْن موسى قد ضبط ذلك وسليمان بْن دَاوُد الخولاني صحيح كما ذكره الحكم وقد رواه عنه غير يَحْيى بْن حمزة إلاَّ أنه مجهول.
أخبرناه بن سلم، حَدَّثَنا دحيم، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبد اللَّهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْخَوَلانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلابَةَ الْجِرْمِيُّ يَقُولُ، حَدَّثني عَشْرَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِيَامِهِ وَرُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ بِنَحْوٍ مِنْ صَلاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي عُمَر بْنَ عَبد الْعَزِيزِ قَالَ سُلَيْمَانُ فَرَمَقْتُ عُمَر فِي صَلَوَاتِهِ فَكَانَ بَصَرُهُ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ، وَإذا كَبَّرَ فَرَكَعَ لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى يَرَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَلْفَهُ قَدْ رَكَعَ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَعْتَدِلُ قَائِمًا حَتَّى يَرَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَلْفَهُ قَدْ رَفَعَ ثُمَّ يَسْجُدُ فَلا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى يَرَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَلْفَهُ قَدْ سَجَدَ ثُمَّ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ لِلْقِيَامِ رَجَعَ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ حَتَّى يَعْتَدِلَ قَائِمًا، وَإذا سَلَّمَ لَمْ يَقُمْ حَتَّى يأخذ به عمامته فَيَمْسَحُ بِهَا وَجْهَهُ.
قَالَ ابنُ عَدِي وَقَدْ رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ غَيْرُ يَحْيى بْنُ حَمْزَةَ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبد اللَّهِ كَمَا ذَكَرْتُهُ مِنَ الشَّامِيِّينَ.
وأما حديث الصدقات فله أصل في بعض رواة معمر، عنِ الزُّهْريّ، عَن أبي بكر بْن عَمْرو بْن حزم فأفسد إسناده وحديث سليمان بْن دَاوُد مجود الإسناد
سمعت أبا يعلى يقول سئل يَحْيى بْن مَعِين يعني، وَهو حاضر عن حديث الصدقات الذي كان يحدث به الحكم بْن موسى، عَن يَحْيى بْن حمزة عن سليمان بْن دَاوُد، عنِ الزُّهْريّ قال سليمان بْن دَاوُد ليس يعرف، ولاَ يصح هذا الحديث.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قالَ: قُلتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِين سليمان بْن دَاوُد الذي يروي حديث الزُّهْريّ في الصدقات من هُوَ قَالَ ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا أحمد بن علي المطير، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ قال حدث يَحْيى بْن حمزة عن
سليمان بْن دَاوُد حديثا في الصدقات شيخ شامي ضعيف.
سمعت عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد العزيز يقول: سَمعتُ أَحْمَد بْن حنبل وَسُئِل عن حديث الصدقات هذا الذي يرويه يَحْيى بْن حمزة أصحيح هو فقال أرجو أن يكون صحيحا.
سمعت عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد العزيز وقال، حَدَّثَنا عن الحكم بْن موسى، عَن يَحْيى بْن حمزة عن سليمان بْن دَاوُد، عنِ الزُّهْريّ بحديث الصدقات فقال قد أخرج أَحْمَد بْن حنبل هذا الحديث في مسنده عن الحكم بْن موسى، عَن يَحْيى بن حمزة.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَأَحْمَدُ بْنُ الحسين الصُّوفيّ، وأَبُو يعلى وحامد بن مُحَمد بن شُعَيب (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بن عَبد العزيز قَالُوا، حَدَّثَنا الحكم بن موسى، حَدَّثَنا يَحْيى بْن حمزة عن سليمان بْنِ دَاوُدَ، حَدَّثني الزُّهْريّ، عَن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمد بْنِ عَمْرو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ بِكِتَابٍ فِيهِ الْفَرَائِضُ وَالسُّنَنُ وَالدِّيَاتُ وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرو بْنِ حَزْمٍ فَذَكَرَ الحديث بِطُولِهِ فِي الصَّدَقَاتِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ صاعد، حَدَّثَنا أَبُو يَحْيى مُحَمد بْنُ عَبد الرحيم صاحب السابري، حَدَّثَنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى بإسنادِه، نَحوه (ح) وحدثنا موسى بن العباس، حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ الدمشقي قال عرضت على أبي عَبد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل حديث يَحْيى بْن حمزة الطويل بالديات فقال هذا رجل من أهل الجزيرة، يُقَال له: سليمان بْن أبي دَاوُد ليس بشَيْءٍ فحدثت أنه وجد في أصل يَحْيى بْن حمزة عن سليمان بْن أرقم، عنِ الزُّهْريّ ولكن الحكم بْن موسى لم يضبط
حَدَّثَنَا مُحَمد بن علي سمعت عثمان بْن سَعِيد يقول سليمان بْن دَاوُد الخولاني دمشقي يروي عنه يَحْيى بْن حمزة أحاديث كثيرة أرجو أنه ليس كما قال يَحْيى بْن مَعِين فإن يَحْيى بْن حمزة يروي عنه أحاديث حسان كأنها مستقيمة.
وهذا الذي ذكر عن أَحْمَد بْن حنبل مما قد ذكرته أن هذا سليمان بْن دَاوُد من أهل الجزيرة وما ذكرت أنه وجد في أصل يَحْيى بْن حمزة عن سليمان بْن أرقم ولكن الحكم لم يضبطه وجميعا خطأ والحكم بْن موسى قد ضبط ذلك وسليمان بْن دَاوُد الخولاني صحيح كما ذكره الحكم وقد رواه عنه غير يَحْيى بْن حمزة إلاَّ أنه مجهول.
أخبرناه بن سلم، حَدَّثَنا دحيم، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبد اللَّهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْخَوَلانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلابَةَ الْجِرْمِيُّ يَقُولُ، حَدَّثني عَشْرَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِيَامِهِ وَرُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ بِنَحْوٍ مِنْ صَلاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي عُمَر بْنَ عَبد الْعَزِيزِ قَالَ سُلَيْمَانُ فَرَمَقْتُ عُمَر فِي صَلَوَاتِهِ فَكَانَ بَصَرُهُ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ، وَإذا كَبَّرَ فَرَكَعَ لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى يَرَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَلْفَهُ قَدْ رَكَعَ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَعْتَدِلُ قَائِمًا حَتَّى يَرَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَلْفَهُ قَدْ رَفَعَ ثُمَّ يَسْجُدُ فَلا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى يَرَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَلْفَهُ قَدْ سَجَدَ ثُمَّ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ لِلْقِيَامِ رَجَعَ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ حَتَّى يَعْتَدِلَ قَائِمًا، وَإذا سَلَّمَ لَمْ يَقُمْ حَتَّى يأخذ به عمامته فَيَمْسَحُ بِهَا وَجْهَهُ.
قَالَ ابنُ عَدِي وَقَدْ رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ غَيْرُ يَحْيى بْنُ حَمْزَةَ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبد اللَّهِ كَمَا ذَكَرْتُهُ مِنَ الشَّامِيِّينَ.
وأما حديث الصدقات فله أصل في بعض رواة معمر، عنِ الزُّهْريّ، عَن أبي بكر بْن عَمْرو بْن حزم فأفسد إسناده وحديث سليمان بْن دَاوُد مجود الإسناد
سُلَيْمَان بن دَاوُد الْخَولَانِيّ من أهل دمشق يَرْوِي عَن الزُّهْرِيّ قصَّة الصَّدقَات روى عَنهُ يحيى بن حَمْزَة وَقد روى أَبُو الْيَمَان عَن شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ بعض ذَلِك الحَدِيث وَلَيْسَ هَذَا بِسُلَيْمَان بن دَاوُد اليمامي ذَلِك ضَعِيف وَهَذَا ثِقَة وَقد رويا جَمِيعًا عَن الزهرى
سليمان بْن دَاوُد أبو الطيالسي بصري.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عثمان بن سَعِيد، قالَ: قُلتُ ليحيى بْن مَعِين فأبو دَاوُد أحب إليك في شُعْبَة أو عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ أبو دَاوُد أعلم به قال عثمان عَبد الرحمن أحب إلينا في كل شيء، وأَبُو دَاوُد أكثر رواية عن شُعْبَة
أَخْبَرنا عُمَر بْن سنان، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيد الْجَوْهَرِيُّ يقول أخطأ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ في ألف حديث.
سمعت مُحَمد بْن موسى التمار الحلواني يقول: سَمعتُ بُنْدَار يقول: سَمعتُ أبا دَاوُد يقول حدثت بأصفهان أحدا وأربعين ألف حديث ابتداء من غير أن أسأل.
حَدَّثَنَا الْجُنَيْدِيُّ، حَدَّثَنا البُخارِيّ، قَال: قَال لِي مُحَمد بن بشار، حَدَّثَنا سهل بن حمادعن شُعْبَة عَنْ سَعِيد بْنِ قَطَنٍ، عَن أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا فَلَيْسَ مِنَّا.
وَأَسْنَدَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَة عَنْ سَعِيد بْنِ قَطَنٍ سَمِعَ أَبَا زَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ بِهَذَا فَنَظَرَ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِهِ فَلَمْ يَجِدْهُ وَالأَوَّلُ مَعَ إِرْسَالِهِ أثبت.
حَدَّثَنَا ابن صاعد، حَدَّثَنا سَوَّارُ بْنُ عَبد اللَّهِ، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنا شُعْبَة أخبرني سَعِيد بْن قطن سمعت أبا زيد الأنصاري أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ (ح) وحدثنا ابن صاعد قال وَحَدَّثنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ المخرمي، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ سَعِيد بْنِ قَطَنٍ سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا قال لنا ابْن صاعد وكانوا يرون أنه حديث متصل ويعد في حديث أبي زيد بْن أخطب الأنصاري إذ قد روى عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، وَهو وهم إنما رواه شُعْبَة عن قَطَن بْن كعب القطعي جد أبي قَطَن، عَن أبي يزيد المدني أنه بلغه عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فصار مرسلا.
حَدَّثَنَا بُنْدَار، حَدَّثَنا سهل بن حماد، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ قَطَنٍ الْقَطْعِيِّ، عَن أبي يزيد
الْمَدَنِيِّ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا.
قال ابْن صاعد حدثناه مُحَمد بْن عَبد الله المخرمي، حَدَّثَنا شاذان الأسود بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنِ قَطَن، عَن أبي يزيد عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نحوه.
سمعتُ ابْن صاعد يقول: سَمعتُ مُحَمد بْنَ عَبد اللَّهِ المخرمي يقول حديث أبي دَاوُد خطأ وهذا الصواب والبخاري، وابن صاعد جميعا نسبا أبا دَاوُد هذا الحديث إلى الخطأ فقالا روى عن شُعْبَة عن سَعِيد بْن قَطَن، عَن أبي زيد الأنصاري عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، وأَبُو زيد عَمْرو بْن أخطب من الأنصار وله صحبة وقالا إنما روى شُعْبَة عن قَطَن بْن كعب، عَن أبي يزيد المديني عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مُرْسَلا.
والذي رواه أبو دَاوُد فمحتمل وذلك أن حماد بْن سلمة روى عن سَعِيد بْن قَطَن، عَن أبي زيد الأنصاري حديث مقطوع ورواية حماد تنفي، عَن أبي دَاوُد خطأه حيث خطأه بروايته عن سَعِيد بْن قَطَن، عَن أبي زيد لأن حماد بْن سلمة قد روى عن سَعِيد بْنِ قَطَنٍ، عَن أَبِي زيد فصار لسعيد بْن قَطَن أصل ولسعيد، عَن أبي زيد أصل برواية حماد لابن سلمة فسقط الخطأ، عَن أبي دَاوُد وإن كان الحديث الذي ذكره رواه غيره عن قَطَن، عَن أبي يزيد مرسلا.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيد بْنِ قَطَنٍ قَالَ سألت يزيد الأنصاري عن المدني قَالَ لَيْسَ فِيهِ إلاَّ الطُّهُورِ.
حَدَّثَنَا أبو يعلى سمعت مُحَمد بْن المنهال الضرير قلت لأبي دَاوُد صاحب الطيالسة يوما سمعت من بن عون شيئا؟ قَال: لاَ فتركته سنة وكنت أتهمه بشَيْءٍ قبل ذلك حتى نسي ما قال فلما كان سنة قلت له يا أبا دَاوُد سمعت من بن عون شيئا؟ قَال: نَعم قلت كم قال عشرون حديثا ونيف قلت عدها علي فعدها كلها فإذا هي أحاديث يزيد ما خلا واحد له لم أعرفه.
قال الشيخ: أراد به يزيد بن زريع.
حَدَّثَنَا أبو يعلى، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بن المنهال، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا شُعْبَة، عَن أبي
إِسْرَائِيلَ عَنْ جَعْدَةَ بْنِ الصُّمَّةِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَكَ قَالَ لَنْ تُرَعْ ذَلِكَ لَمْ يُسِلِّطْهُ اللَّهُ عَلَيَّ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛ عَنْ جَعْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أُتِيَ بَرُجِلٍ سَمِينٍ فَوَضَعَ أُصْبُعَهُ فِي بَطْنِهِ فَقَالَ لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ ذَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُ قَالَ مُحَمد بْنُ الْمِنْهَالِ فَحَدَّثْتُ بِهَذِيْنِ الْحَدِيثَيْنِ أَبَا دَاوُدَ فَكَتَبَهُمَا عَنِّي ثُمَّ حَدَّثَ بِهِمَا عَنْ شُعْبَة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا مُحَمد بن المنهال، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَال: كَانَ يَقُولُ فِي النَّصْرَانِيَّةِ تَحْتَ النَّصْرَانِيِّ يُسْلِمُ، وَهو أَحَقُّ بِهَا فَكَتَبَ فِيهَا عَبد الْحَمِيدِ إِلَى عُمَر بْنِ عَبد الْعَزِيزِ أَنْ فَرِّقْ بَيْنَهُمَا فَكَتَبَ عُمَر أَنْ فَرِّقْ بَيْنَهُمَا.
قال حماد وكاتب عُمَر أحب إلي.
قال ابْن المنهال فحدثت بها أبا دَاوُد فقال لم أسمع هذا عن شُعْبَة ثم سمعت أصحابنا يروونه، عَن أبي دَاوُد عن شُعْبَة.
وقد وجدت أحد الحديثين الذي ذكره بن المنهال من حديثي أبي إسرائيل عن جعدة كما ذكره بن المنهال رواه أبو دَاوُد عن شُعْبَة.
حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ القافلاني.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمد أَبُو إِسْحَاقَ الحلبي، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنا شُعْبَة أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْرَائِيلَ الْخَثْعَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْدَةَ يَقُولُ شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ ورجل يَقُولُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَكَ فَقَالَ لَمْ تُرَعْ لَمْ تُرَعْ وَلَوْ أَرَدْتَ قَتْلِي لَمْ يُسَلِّطْكَ الله علي.
حَدَّثَنَا جعفر الفريابي، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، عَن أَبِي دَاوُدَ عَنْ شُعْبَة عَنْ مَنْصُورٍ عن
أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبد اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ قَالَ عَمْرو لا أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ أَبَا دَاوُدَ عَلَى رَفْعِهِ، وأَبُو دَاوُدَ ثقة وهذا الذي قَالَ عَمْرو لا أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ أَبَا دَاوُدَ عَلَى رَفْعِهِ إنما أراد من حديث شُعْبَة عَنْ مَنْصُورٍ، عَن أَبِي وَائِلٍ وأما، عَنِ الأَعْمَش، عَن أبي وائل عن عَبد اللَّه فقد رفعه غير واحد، عَنِ الأَعْمَش منهم مالك بْن سَعِيد، وَمُحمد بْن عُبَيد وغيرهما وقد أوقفه أَيضًا جماعة عن الأَعْمَش.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيب أبو الحسين الغازي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ حَمِيدٌ، حَدَّثَنا جرير، عَن أبي دَاوُد يعني الطيالسي عن شُعْبَة عن منصور عن مجاهد كان ابْن عباس إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة سقاه من ماء زمزم.
قال ابنُ عَدِي، وأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ له حديث كثير عن شُعْبَة وعن غيره من شيوخه وكان في أيامه أحفظ من بالبصرة مقدم على أقرانه لحفظه ومعرفته وما أدري لأي معنى قال فيه بن المنهال ما قال فهو كما قال عَمْرو بْن علي ثقة، وَإذا جاوزت في أصحاب شُعْبَة من معاذ بْن معاذ وخالد بْن الحارث ويحيى القطان وغندر فأبو دَاوُد خامسهم وقد حدث بأصبهان كما حكى عنه بُنْدَار أحدا وأربعين ألف حديث ابتداء وإنما أراد به من حفظه وله أحاديث منها يرفعها وليس بعجب من يحدث بأربعين ألف حديث من حفظه أن يخطىء في أحاديث منها يرفع أحاديث يوقفها غيره ويوصل أحاديث يرسلها غيره وإنما أتى ذلك من حفظه وما أبو دَاوُد عندي وعند غير إلاَّ متيقظ ثبت.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عثمان بن سَعِيد، قالَ: قُلتُ ليحيى بْن مَعِين فأبو دَاوُد أحب إليك في شُعْبَة أو عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ أبو دَاوُد أعلم به قال عثمان عَبد الرحمن أحب إلينا في كل شيء، وأَبُو دَاوُد أكثر رواية عن شُعْبَة
أَخْبَرنا عُمَر بْن سنان، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيد الْجَوْهَرِيُّ يقول أخطأ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ في ألف حديث.
سمعت مُحَمد بْن موسى التمار الحلواني يقول: سَمعتُ بُنْدَار يقول: سَمعتُ أبا دَاوُد يقول حدثت بأصفهان أحدا وأربعين ألف حديث ابتداء من غير أن أسأل.
حَدَّثَنَا الْجُنَيْدِيُّ، حَدَّثَنا البُخارِيّ، قَال: قَال لِي مُحَمد بن بشار، حَدَّثَنا سهل بن حمادعن شُعْبَة عَنْ سَعِيد بْنِ قَطَنٍ، عَن أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا فَلَيْسَ مِنَّا.
وَأَسْنَدَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَة عَنْ سَعِيد بْنِ قَطَنٍ سَمِعَ أَبَا زَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ بِهَذَا فَنَظَرَ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِهِ فَلَمْ يَجِدْهُ وَالأَوَّلُ مَعَ إِرْسَالِهِ أثبت.
حَدَّثَنَا ابن صاعد، حَدَّثَنا سَوَّارُ بْنُ عَبد اللَّهِ، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنا شُعْبَة أخبرني سَعِيد بْن قطن سمعت أبا زيد الأنصاري أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ (ح) وحدثنا ابن صاعد قال وَحَدَّثنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ المخرمي، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ سَعِيد بْنِ قَطَنٍ سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا قال لنا ابْن صاعد وكانوا يرون أنه حديث متصل ويعد في حديث أبي زيد بْن أخطب الأنصاري إذ قد روى عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، وَهو وهم إنما رواه شُعْبَة عن قَطَن بْن كعب القطعي جد أبي قَطَن، عَن أبي يزيد المدني أنه بلغه عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فصار مرسلا.
حَدَّثَنَا بُنْدَار، حَدَّثَنا سهل بن حماد، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ قَطَنٍ الْقَطْعِيِّ، عَن أبي يزيد
الْمَدَنِيِّ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا.
قال ابْن صاعد حدثناه مُحَمد بْن عَبد الله المخرمي، حَدَّثَنا شاذان الأسود بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنِ قَطَن، عَن أبي يزيد عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ نحوه.
سمعتُ ابْن صاعد يقول: سَمعتُ مُحَمد بْنَ عَبد اللَّهِ المخرمي يقول حديث أبي دَاوُد خطأ وهذا الصواب والبخاري، وابن صاعد جميعا نسبا أبا دَاوُد هذا الحديث إلى الخطأ فقالا روى عن شُعْبَة عن سَعِيد بْن قَطَن، عَن أبي زيد الأنصاري عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، وأَبُو زيد عَمْرو بْن أخطب من الأنصار وله صحبة وقالا إنما روى شُعْبَة عن قَطَن بْن كعب، عَن أبي يزيد المديني عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مُرْسَلا.
والذي رواه أبو دَاوُد فمحتمل وذلك أن حماد بْن سلمة روى عن سَعِيد بْن قَطَن، عَن أبي زيد الأنصاري حديث مقطوع ورواية حماد تنفي، عَن أبي دَاوُد خطأه حيث خطأه بروايته عن سَعِيد بْن قَطَن، عَن أبي زيد لأن حماد بْن سلمة قد روى عن سَعِيد بْنِ قَطَنٍ، عَن أَبِي زيد فصار لسعيد بْن قَطَن أصل ولسعيد، عَن أبي زيد أصل برواية حماد لابن سلمة فسقط الخطأ، عَن أبي دَاوُد وإن كان الحديث الذي ذكره رواه غيره عن قَطَن، عَن أبي يزيد مرسلا.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيد بْنِ قَطَنٍ قَالَ سألت يزيد الأنصاري عن المدني قَالَ لَيْسَ فِيهِ إلاَّ الطُّهُورِ.
حَدَّثَنَا أبو يعلى سمعت مُحَمد بْن المنهال الضرير قلت لأبي دَاوُد صاحب الطيالسة يوما سمعت من بن عون شيئا؟ قَال: لاَ فتركته سنة وكنت أتهمه بشَيْءٍ قبل ذلك حتى نسي ما قال فلما كان سنة قلت له يا أبا دَاوُد سمعت من بن عون شيئا؟ قَال: نَعم قلت كم قال عشرون حديثا ونيف قلت عدها علي فعدها كلها فإذا هي أحاديث يزيد ما خلا واحد له لم أعرفه.
قال الشيخ: أراد به يزيد بن زريع.
حَدَّثَنَا أبو يعلى، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بن المنهال، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا شُعْبَة، عَن أبي
إِسْرَائِيلَ عَنْ جَعْدَةَ بْنِ الصُّمَّةِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَكَ قَالَ لَنْ تُرَعْ ذَلِكَ لَمْ يُسِلِّطْهُ اللَّهُ عَلَيَّ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛ عَنْ جَعْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أُتِيَ بَرُجِلٍ سَمِينٍ فَوَضَعَ أُصْبُعَهُ فِي بَطْنِهِ فَقَالَ لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ ذَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُ قَالَ مُحَمد بْنُ الْمِنْهَالِ فَحَدَّثْتُ بِهَذِيْنِ الْحَدِيثَيْنِ أَبَا دَاوُدَ فَكَتَبَهُمَا عَنِّي ثُمَّ حَدَّثَ بِهِمَا عَنْ شُعْبَة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا مُحَمد بن المنهال، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَال: كَانَ يَقُولُ فِي النَّصْرَانِيَّةِ تَحْتَ النَّصْرَانِيِّ يُسْلِمُ، وَهو أَحَقُّ بِهَا فَكَتَبَ فِيهَا عَبد الْحَمِيدِ إِلَى عُمَر بْنِ عَبد الْعَزِيزِ أَنْ فَرِّقْ بَيْنَهُمَا فَكَتَبَ عُمَر أَنْ فَرِّقْ بَيْنَهُمَا.
قال حماد وكاتب عُمَر أحب إلي.
قال ابْن المنهال فحدثت بها أبا دَاوُد فقال لم أسمع هذا عن شُعْبَة ثم سمعت أصحابنا يروونه، عَن أبي دَاوُد عن شُعْبَة.
وقد وجدت أحد الحديثين الذي ذكره بن المنهال من حديثي أبي إسرائيل عن جعدة كما ذكره بن المنهال رواه أبو دَاوُد عن شُعْبَة.
حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ القافلاني.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمد أَبُو إِسْحَاقَ الحلبي، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنا شُعْبَة أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْرَائِيلَ الْخَثْعَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْدَةَ يَقُولُ شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ ورجل يَقُولُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَكَ فَقَالَ لَمْ تُرَعْ لَمْ تُرَعْ وَلَوْ أَرَدْتَ قَتْلِي لَمْ يُسَلِّطْكَ الله علي.
حَدَّثَنَا جعفر الفريابي، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، عَن أَبِي دَاوُدَ عَنْ شُعْبَة عَنْ مَنْصُورٍ عن
أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبد اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ قَالَ عَمْرو لا أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ أَبَا دَاوُدَ عَلَى رَفْعِهِ، وأَبُو دَاوُدَ ثقة وهذا الذي قَالَ عَمْرو لا أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ أَبَا دَاوُدَ عَلَى رَفْعِهِ إنما أراد من حديث شُعْبَة عَنْ مَنْصُورٍ، عَن أَبِي وَائِلٍ وأما، عَنِ الأَعْمَش، عَن أبي وائل عن عَبد اللَّه فقد رفعه غير واحد، عَنِ الأَعْمَش منهم مالك بْن سَعِيد، وَمُحمد بْن عُبَيد وغيرهما وقد أوقفه أَيضًا جماعة عن الأَعْمَش.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيب أبو الحسين الغازي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ حَمِيدٌ، حَدَّثَنا جرير، عَن أبي دَاوُد يعني الطيالسي عن شُعْبَة عن منصور عن مجاهد كان ابْن عباس إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة سقاه من ماء زمزم.
قال ابنُ عَدِي، وأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ له حديث كثير عن شُعْبَة وعن غيره من شيوخه وكان في أيامه أحفظ من بالبصرة مقدم على أقرانه لحفظه ومعرفته وما أدري لأي معنى قال فيه بن المنهال ما قال فهو كما قال عَمْرو بْن علي ثقة، وَإذا جاوزت في أصحاب شُعْبَة من معاذ بْن معاذ وخالد بْن الحارث ويحيى القطان وغندر فأبو دَاوُد خامسهم وقد حدث بأصبهان كما حكى عنه بُنْدَار أحدا وأربعين ألف حديث ابتداء وإنما أراد به من حفظه وله أحاديث منها يرفعها وليس بعجب من يحدث بأربعين ألف حديث من حفظه أن يخطىء في أحاديث منها يرفع أحاديث يوقفها غيره ويوصل أحاديث يرسلها غيره وإنما أتى ذلك من حفظه وما أبو دَاوُد عندي وعند غير إلاَّ متيقظ ثبت.
سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران، أبو داود الأزدي السجستاني :
أحد من رحل وطوف، وجمع وصنف، وكتب عن العراقيين، والخراسانيين،
والشاميين، والمصريين، والجزريين. وسمع مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وأبا عمر الحوضي، وأبا الوليد الطيالسي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وأبا معمر المقعد، وعبد الله بن مسلمه القعنبي، ومسددا وشاذ بن فياض، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وقتيبه بن سعيد، وأحمد بن يونس، وعثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم ابن موسى الفراء، وعمرو بن عون، وأبا الجماهر التنوخي، وهشام بن عمار الدمشقي، ومحمد بن الصباح الدولابي، والربيع بن نافع الحلبي، ويزيد بن موهب الرملي، وأبا الطاهر بن السرح، وأحمد بن صالح المصريين، وأبا جعفر النفيلي، وخلقا كثيرا غيرهم. روى عنه ابنه عبد الله، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن محمد بن هارون الخلّال، وعليّ بن الحسين بن العبد، ومحمد بْن مخلد الدوري، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وأَحْمَد بن سلمان النجاد، في آخرين.
وكان أبو داود قد سكن البصرة، وقدم بغداد غير مرة، وروى كتابه المصنف في السنن بها، ونقله عنه أهلها، ويقال إنه صنفه قديما وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ بْنِ إِسْحَاقَ- أَبُو داود- حدّثنا أبو سلمة، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّيباني، حَدَّثَنَا أبو عيسى الأزرق.
قال: سمعت أبا داود يقول: دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين، فلم أكتب عن مخول بن إبراهيم النهدي، ومضيت مع عمر بن حفص بن غياث إلى منزله فلم يقض السماع منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أخبرنا عليّ بن الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري قال: سمعت سليمان بن الأشعث- أبا داود- يقول: ولدت سنة اثنتين ومائتين، وصليت على عفان
ببغداد سنة عشرين، وسمعت من أبي عمر الضرير مجلسا واحدا ودخلت البصرة وهم يقولون أمس مات عثمان المؤذن، وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ولم أسمع منه شيئا، ورأيت خالد بن خداش ولم أسمع منه شيئا، وسمعت من سعدويه مجلسا واحدا، وسمعت من عاصم بن علي مجلسا واحدا. قلت: سمعت من يوسف الصفار؟ قال: لا، قلت: سمعت من ابن الأصبهاني؟ قال: لا، قلت: سمعت من عمرو بن حماد بن طلحة؟ قال: لا، ولا سمعت من مخول بن إبراهيم ثم قال: هؤلاء كانوا بعد العشرين، والحديث رزق ولم أسمع منهم، كان لا يحدث عن ابن الحماني، ولا عن سويد، ولا عن ابن كاسب، ولا عن ابن حميد، ولا عن سفيان بن وكيع، ولم يسمع من خلف بن موسى بن خلف، ولا من أبي همام الدلال، ولا من الرقاشي.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إبراهيم القاري الدِّينَوَرِيُّ- بِلَفْظِهِ- قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بن عبد الله بن الحسن الفرضي سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ دَاسَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: كَتَبْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسمائة أَلْفِ حَدِيثٍ، انْتَخَبْتُ مِنْهَا مَا ضَمَّنْتُهُ هَذَا الْكِتَابَ- يَعْنِي كِتَابَ السُّنَنِ- جَمَعْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ آلاف وثمانمائة حَدِيثٍ، ذَكَرْتُ الصَّحِيحَ وَمَا يُشْبِهُهُ وَيُقَارِبُهُ، وَيَكْفِي الإِنْسَانَ لِدِينِهِ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ، أَحَدُهَا قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» وَالثَّانِي قَوْلُهُ «مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ» وَالثَّالِثُ قَوْلُهُ «لا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنًا حَتَّى يَرْضَى لأخيه ما يرضاه لِنَفْسِهِ» وَالرَّابِعُ قَوْلُهُ «الْحَلالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ» الْحَدِيثَ.
حُدِّثْتُ عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قَالَ: أخبرنا أبو بكر الخلال قَالَ: أَبُو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم، وبصره بمواضعها، أحد في زمانه، رجل ورع مقدم. وسمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا كان أبو داود يذكره، وكان إبراهيم الأصبهاني وأبو بكر صدقة يرفعون من قدره، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِالْحَدِيثِ الَّذِي سَمِعَهُ أَحْمَدُ مِنْ أَبِي داود أَبُو الفرج الطناجيري:
حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن عمرو الرّازيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سلمة، عن أبي العشر الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْعَتِيرَةِ فَحَسَّنَهَا. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: قَالَ أَبِي: فَذَكَرْتُهُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَاسْتَحْسَنَهُ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَقَالَ لِي اقْعُدْ، فَدَخَلَ فَأَخْرَجَ مِحْبَرَةً وَقَلَمًا وَوَرَقَةً وَقَالَ أَمْلِهِ عَلَيَّ، فَكَتَبَهُ عَنِّي، ثُمَّ شَهِدْتُهُ يَوْمًا آخَرَ وَجَاءَهُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ اكْتُبْهُ عَنْهُ. فَسَأَلَنِي فَأَمْلَيْتُهُ عَلَيْهِ.
قرأت في كتاب محمد بن العباس بن الفرات، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس بن أحمد ابن محمّد بن عاصم الضّبّي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين الْهَرَويّ قَالَ: سليمان ابن الأشعث أبو داود السجزي كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلمه، وعلله، وسنده، في أعلى درجة النسك، والعفاف، والصلاح، والورع، من فرسان الحديث.
حدّثني الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدّثنا أحمد بن سنان- أو غيره- حَدَّثَنَا أبو معاوية عَنِ الأعمش عَنْ إبراهيم بن علقمة قال: كان عبد الله يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هديه ودله، وكان علقمة يشبه بعبد الله.
وقال جرير بن عبد الحميد: كان إبراهيم يشبه بعلقمة، وكان منصور يشبه بإبراهيم، وقال غير جرير: كان سفيان يشبه بمنصور.
قال عمر بن أحمد: وقال أبو علي القوهستاني: كان وكيع يشبه بسفيان، وكان أحمد بن حنبل يشبه بوكيع، وكان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، أَخْبَرَنِي محمد بن بكر بن عبد الرزاق- في كتابه- قال: كان لأبي داود السجستاني كم واسع وكم ضيق، فقيل له: يرحمك الله ما هذا؟ قال: الواسع للكتب، والآخر لا يحتاج إليه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سمعت عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ
يقول: سمعت أبا بكر بْن أَبِي داود يقول: سمعت أَبِي يقول: الشهود الخفية حب الرياسة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بْن صبيح. قال: ومات أبو داود السجستاني بالبصرة سنة خمس وسبعين.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ.
وأَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس الْخَزَّازُ قالا: أخبرنا أبو الحسين بْن المنادي قَالَ: وَدخلها- يعني بَغْدَاد- أَبُو داود السجستاني مرارا، ثم خرج منها آخر مراته في أول سنة إحدى وسبعين إلى البصرة، فنزلها ومات بها في سنة خمس وسبعين ومائتين.
حَدَّثَنَا محمد بن الحسن الأهوازي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أحمد الشّافعيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: ومات- يعني أبا داود- لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين، وصلى عليه عباس بن عبد الواحد الهاشمي .
أحد من رحل وطوف، وجمع وصنف، وكتب عن العراقيين، والخراسانيين،
والشاميين، والمصريين، والجزريين. وسمع مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وأبا عمر الحوضي، وأبا الوليد الطيالسي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وأبا معمر المقعد، وعبد الله بن مسلمه القعنبي، ومسددا وشاذ بن فياض، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وقتيبه بن سعيد، وأحمد بن يونس، وعثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم ابن موسى الفراء، وعمرو بن عون، وأبا الجماهر التنوخي، وهشام بن عمار الدمشقي، ومحمد بن الصباح الدولابي، والربيع بن نافع الحلبي، ويزيد بن موهب الرملي، وأبا الطاهر بن السرح، وأحمد بن صالح المصريين، وأبا جعفر النفيلي، وخلقا كثيرا غيرهم. روى عنه ابنه عبد الله، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن محمد بن هارون الخلّال، وعليّ بن الحسين بن العبد، ومحمد بْن مخلد الدوري، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وأَحْمَد بن سلمان النجاد، في آخرين.
وكان أبو داود قد سكن البصرة، وقدم بغداد غير مرة، وروى كتابه المصنف في السنن بها، ونقله عنه أهلها، ويقال إنه صنفه قديما وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ بْنِ إِسْحَاقَ- أَبُو داود- حدّثنا أبو سلمة، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّيباني، حَدَّثَنَا أبو عيسى الأزرق.
قال: سمعت أبا داود يقول: دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين، فلم أكتب عن مخول بن إبراهيم النهدي، ومضيت مع عمر بن حفص بن غياث إلى منزله فلم يقض السماع منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أخبرنا عليّ بن الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري قال: سمعت سليمان بن الأشعث- أبا داود- يقول: ولدت سنة اثنتين ومائتين، وصليت على عفان
ببغداد سنة عشرين، وسمعت من أبي عمر الضرير مجلسا واحدا ودخلت البصرة وهم يقولون أمس مات عثمان المؤذن، وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ولم أسمع منه شيئا، ورأيت خالد بن خداش ولم أسمع منه شيئا، وسمعت من سعدويه مجلسا واحدا، وسمعت من عاصم بن علي مجلسا واحدا. قلت: سمعت من يوسف الصفار؟ قال: لا، قلت: سمعت من ابن الأصبهاني؟ قال: لا، قلت: سمعت من عمرو بن حماد بن طلحة؟ قال: لا، ولا سمعت من مخول بن إبراهيم ثم قال: هؤلاء كانوا بعد العشرين، والحديث رزق ولم أسمع منهم، كان لا يحدث عن ابن الحماني، ولا عن سويد، ولا عن ابن كاسب، ولا عن ابن حميد، ولا عن سفيان بن وكيع، ولم يسمع من خلف بن موسى بن خلف، ولا من أبي همام الدلال، ولا من الرقاشي.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إبراهيم القاري الدِّينَوَرِيُّ- بِلَفْظِهِ- قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بن عبد الله بن الحسن الفرضي سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ دَاسَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: كَتَبْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسمائة أَلْفِ حَدِيثٍ، انْتَخَبْتُ مِنْهَا مَا ضَمَّنْتُهُ هَذَا الْكِتَابَ- يَعْنِي كِتَابَ السُّنَنِ- جَمَعْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ آلاف وثمانمائة حَدِيثٍ، ذَكَرْتُ الصَّحِيحَ وَمَا يُشْبِهُهُ وَيُقَارِبُهُ، وَيَكْفِي الإِنْسَانَ لِدِينِهِ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ، أَحَدُهَا قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» وَالثَّانِي قَوْلُهُ «مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ» وَالثَّالِثُ قَوْلُهُ «لا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنًا حَتَّى يَرْضَى لأخيه ما يرضاه لِنَفْسِهِ» وَالرَّابِعُ قَوْلُهُ «الْحَلالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ» الْحَدِيثَ.
حُدِّثْتُ عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قَالَ: أخبرنا أبو بكر الخلال قَالَ: أَبُو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم، وبصره بمواضعها، أحد في زمانه، رجل ورع مقدم. وسمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا كان أبو داود يذكره، وكان إبراهيم الأصبهاني وأبو بكر صدقة يرفعون من قدره، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِالْحَدِيثِ الَّذِي سَمِعَهُ أَحْمَدُ مِنْ أَبِي داود أَبُو الفرج الطناجيري:
حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن عمرو الرّازيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سلمة، عن أبي العشر الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْعَتِيرَةِ فَحَسَّنَهَا. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: قَالَ أَبِي: فَذَكَرْتُهُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَاسْتَحْسَنَهُ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَقَالَ لِي اقْعُدْ، فَدَخَلَ فَأَخْرَجَ مِحْبَرَةً وَقَلَمًا وَوَرَقَةً وَقَالَ أَمْلِهِ عَلَيَّ، فَكَتَبَهُ عَنِّي، ثُمَّ شَهِدْتُهُ يَوْمًا آخَرَ وَجَاءَهُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ اكْتُبْهُ عَنْهُ. فَسَأَلَنِي فَأَمْلَيْتُهُ عَلَيْهِ.
قرأت في كتاب محمد بن العباس بن الفرات، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس بن أحمد ابن محمّد بن عاصم الضّبّي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين الْهَرَويّ قَالَ: سليمان ابن الأشعث أبو داود السجزي كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلمه، وعلله، وسنده، في أعلى درجة النسك، والعفاف، والصلاح، والورع، من فرسان الحديث.
حدّثني الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدّثنا أحمد بن سنان- أو غيره- حَدَّثَنَا أبو معاوية عَنِ الأعمش عَنْ إبراهيم بن علقمة قال: كان عبد الله يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هديه ودله، وكان علقمة يشبه بعبد الله.
وقال جرير بن عبد الحميد: كان إبراهيم يشبه بعلقمة، وكان منصور يشبه بإبراهيم، وقال غير جرير: كان سفيان يشبه بمنصور.
قال عمر بن أحمد: وقال أبو علي القوهستاني: كان وكيع يشبه بسفيان، وكان أحمد بن حنبل يشبه بوكيع، وكان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، أَخْبَرَنِي محمد بن بكر بن عبد الرزاق- في كتابه- قال: كان لأبي داود السجستاني كم واسع وكم ضيق، فقيل له: يرحمك الله ما هذا؟ قال: الواسع للكتب، والآخر لا يحتاج إليه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سمعت عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ
يقول: سمعت أبا بكر بْن أَبِي داود يقول: سمعت أَبِي يقول: الشهود الخفية حب الرياسة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بْن صبيح. قال: ومات أبو داود السجستاني بالبصرة سنة خمس وسبعين.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ.
وأَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس الْخَزَّازُ قالا: أخبرنا أبو الحسين بْن المنادي قَالَ: وَدخلها- يعني بَغْدَاد- أَبُو داود السجستاني مرارا، ثم خرج منها آخر مراته في أول سنة إحدى وسبعين إلى البصرة، فنزلها ومات بها في سنة خمس وسبعين ومائتين.
حَدَّثَنَا محمد بن الحسن الأهوازي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أحمد الشّافعيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: ومات- يعني أبا داود- لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين، وصلى عليه عباس بن عبد الواحد الهاشمي .
سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران أبو داود السجستاني.
حدث عن أبي داود الطيالسي وسليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم الأزدي وأبي عمر الحوضي وأبي سلمة التبوذكي ومسدد بن مسرهد وعبد الله بن مسلمة القعنبي وطاف البلاد وصنف الكتب وكان إماما من أئمة أهل النقل.
روى عنه ابنه عبد الله وأبو عيسى الترمذي محمد بن عيسى بن سورة وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي وأحمد بن محمد بن هارون الخلال وغيرهم وحدث عنه بالسنن أبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسة وأبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي وأبو سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن أبي البقاء الديرعاقولي قال أنبأ أبو منصور القزاز قال أنبا أحمد بن علي الخطيب قال حدثني أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم القارئ الدينوري بلفظه قال سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الفرضي يقول سمعت أبا بكر بن داسه يقول سمعت أبا داود يقول كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب يعني كتاب السنن جمعت فيه أربعة ألف وثمانمائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ويكفي الإنسان من ذلك لدينه أربعة أحاديث أحدها قوله عليه السلام "الأعمال بالنيات" 1 الثاني قوله: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" 2 والثالث قوله عليه السلام: "لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضه لنفسه" 3 والرابع قوله عليه السلام "الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات" 4 الحديث.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال ثنا أبو بكر الخلال قال أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصرة بمواضعها أحد في
زمانه رجل ورع مقدم وسمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا وكان أبو داود يذكره وكان إبراهيم الأصبهاني وأبو بكر بن صدقة يرفعان من قدره ويذكرانه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله.
قرأت على القاضي أبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني بدمشق في الرحلة الثانية قلت له أخبركم أبو الحسين علي بن احمد بن منصور بن قبيس قال ثنا أحمد بن علي الخطيب بدمشق قال أنبأ محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن محمد المروزي يعرف بابن الشيرجي من لفظه وحفظه قال ثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني قال حدثني أبي قال قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل تعرف لأبي العشراء الدارمي عن أبيه حديثا غير "لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك" 1 قال لا فقلت ثنا محمد بن عمرو الرازي قال ثنا عبد الرحمن بن قيس ثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال "ذكرت العتيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فحسنها"2 فقال أحمد: ما أحسنه يشبه أن يكون صحيحا كأنه من كلام الأعراب وقال لابنه هات الدواة والورقة فكتبه عني.
أخبرنا أحمد بن الحسن الديري قال أنبأ أبو منصور القزاز قال أنبأ الخطيب قال أنبا محمد بن الحسن بن احمد الأهوازي قال أنبا أبو علي الحسين ابن محمد الشافعي بالأهواز قال انبأ أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري قال سمعت سليمان بن الأشعث أبا داود يقول ولدت سنة اثنتين ومائتين وصليت على عفان ببغداد سنة عشرين وسمعت من أبي عمر النضير مجلسا واحدا ودخلت البصرة وهم يقولون أمس مات عثمان المؤذن وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ولم أسمع منه شيئا ورأيت خالد بن خداش ولم أسمع منه شيئا وسمعت من سعدويه مجلسا واحدا وسمعت من عاصم بن علي مجلسا واحدا.
قلت سمعت من يوسف الصفار قال لا قلت سمعت من ابن الأصبهاني قال لا قلت سمعت من عمرو بن خالد بن حماد بن طلحة قال لا ولا
سمعت من مخول بن إبراهيم وقال هؤلاء كانوا بعد العشرين والحديث رزق لم أسمع منهم وكان لا يحدث عن ابن الحماني ولا عن سويد ولا عن ابن كاسب ولا عن ابن حميد ولا عن سفيان بن وكيع ولم يسمع من خلف بن موسى بن خلف ولا من أبي همام الدلال ولا من الرقاشي.
وبالإسناد قال انبأ أبو عبيد محمد بن علي قال ومات يعني أبا داود لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين وصلى عليه عباس بن عبد الواحد الهمذاني.
أخبرنا زكريا علي بن حسان العلبي قراءة عليه قال أنبأ أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي قال أنبأ عبد الله بن محمد الأنصاري الحافظ قال سمعت أبا يعقوب يعني الحافظ إسحاق بن إبراهيم بن محمد القراب يقول سمعت الخليل بن أحمد يعني السجزي يقول سمعت أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود السجستاني فقيل يا أبا داود هذا سهل بن عبد الله التستري جاءك زائرا قال فرحب به وأجلسه فقال له سهل يا أبا داود إن لي إليك حاجة قال وما هي قال تقضيها قال أقضيها مع الامكان قال اخرج إلي لسانك الذي حدثت به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله فأخرج إليه لسانه فقبله.
أخبرنا عبد الله بن الحسن العكبري الإمام قال أنبأ أبو الربيع سليمان بن فيروز العيشوني قال أنبأ الواحد بن إسماعيل الروياني إذنا قال أنبأ أبو نصر أحمد بن محمد الغزنوي قال انبا أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي قال أخبرني أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب أحمد بن يحيى قال قال إبراهيم الحربي لما صنف أبو داود هذا الكتاب ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد.
قال أبو سليمان الخطابي وحدثني عبد الله بن محمد المسكي قال حدثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود قال كنت معه ببغداد فصلينا المغرب إذ قرع الباب ففتحته فإذا خادم يقول هذا الأمير أبو أحمد الموفق يستأذن فدخلت إلى
أبي داود فاخبرته بمكانه فأذن له فدخل فقعد ثم أقبل عليه أبو داود فقال ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت فقال خلال ثلاث قال وما هي قال تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنا ليرحل إليك طلبة العلم من أقطار الأرض فتعمر بك فإنها قد خربت وانقطع عنها الناس لما جرى عليها من محنة الزنج قال هذه واحدة هات الثانية قال وتروي لأولادي كتاب السنن فقال نعم هات الثالثة فقال وتفرد لهم مجلسا للرواية فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة فقال أما هذه فلا سبيل إليها لأن الناس شريفهم ووضيعهم في العلم سواء فقال ابن جابر كانوا يحضرون بعد ذلك ويقعدون في كم حبرى ويضرب بينهم وبين الناس ستر يسمعون مع العامة.
وبالإسناد أنبا الخطابي قال سمعت ابن الأعرابي ونحن نسمع منه هذا الكتاب يعني السنن لأبي داود فأشار إلى النسخة وهي بين يديه وقال لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله تعالى ثم هذا الكتاب لم يحتج إلى شيء من العلم بتة.
حدث عن أبي داود الطيالسي وسليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم الأزدي وأبي عمر الحوضي وأبي سلمة التبوذكي ومسدد بن مسرهد وعبد الله بن مسلمة القعنبي وطاف البلاد وصنف الكتب وكان إماما من أئمة أهل النقل.
روى عنه ابنه عبد الله وأبو عيسى الترمذي محمد بن عيسى بن سورة وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي وأحمد بن محمد بن هارون الخلال وغيرهم وحدث عنه بالسنن أبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسة وأبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي وأبو سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن أبي البقاء الديرعاقولي قال أنبأ أبو منصور القزاز قال أنبا أحمد بن علي الخطيب قال حدثني أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم القارئ الدينوري بلفظه قال سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الفرضي يقول سمعت أبا بكر بن داسه يقول سمعت أبا داود يقول كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب يعني كتاب السنن جمعت فيه أربعة ألف وثمانمائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ويكفي الإنسان من ذلك لدينه أربعة أحاديث أحدها قوله عليه السلام "الأعمال بالنيات" 1 الثاني قوله: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" 2 والثالث قوله عليه السلام: "لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضه لنفسه" 3 والرابع قوله عليه السلام "الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات" 4 الحديث.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال ثنا أبو بكر الخلال قال أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصرة بمواضعها أحد في
زمانه رجل ورع مقدم وسمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا وكان أبو داود يذكره وكان إبراهيم الأصبهاني وأبو بكر بن صدقة يرفعان من قدره ويذكرانه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله.
قرأت على القاضي أبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني بدمشق في الرحلة الثانية قلت له أخبركم أبو الحسين علي بن احمد بن منصور بن قبيس قال ثنا أحمد بن علي الخطيب بدمشق قال أنبأ محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن محمد المروزي يعرف بابن الشيرجي من لفظه وحفظه قال ثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني قال حدثني أبي قال قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل تعرف لأبي العشراء الدارمي عن أبيه حديثا غير "لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك" 1 قال لا فقلت ثنا محمد بن عمرو الرازي قال ثنا عبد الرحمن بن قيس ثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال "ذكرت العتيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فحسنها"2 فقال أحمد: ما أحسنه يشبه أن يكون صحيحا كأنه من كلام الأعراب وقال لابنه هات الدواة والورقة فكتبه عني.
أخبرنا أحمد بن الحسن الديري قال أنبأ أبو منصور القزاز قال أنبأ الخطيب قال أنبا محمد بن الحسن بن احمد الأهوازي قال أنبا أبو علي الحسين ابن محمد الشافعي بالأهواز قال انبأ أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري قال سمعت سليمان بن الأشعث أبا داود يقول ولدت سنة اثنتين ومائتين وصليت على عفان ببغداد سنة عشرين وسمعت من أبي عمر النضير مجلسا واحدا ودخلت البصرة وهم يقولون أمس مات عثمان المؤذن وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ولم أسمع منه شيئا ورأيت خالد بن خداش ولم أسمع منه شيئا وسمعت من سعدويه مجلسا واحدا وسمعت من عاصم بن علي مجلسا واحدا.
قلت سمعت من يوسف الصفار قال لا قلت سمعت من ابن الأصبهاني قال لا قلت سمعت من عمرو بن خالد بن حماد بن طلحة قال لا ولا
سمعت من مخول بن إبراهيم وقال هؤلاء كانوا بعد العشرين والحديث رزق لم أسمع منهم وكان لا يحدث عن ابن الحماني ولا عن سويد ولا عن ابن كاسب ولا عن ابن حميد ولا عن سفيان بن وكيع ولم يسمع من خلف بن موسى بن خلف ولا من أبي همام الدلال ولا من الرقاشي.
وبالإسناد قال انبأ أبو عبيد محمد بن علي قال ومات يعني أبا داود لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين وصلى عليه عباس بن عبد الواحد الهمذاني.
أخبرنا زكريا علي بن حسان العلبي قراءة عليه قال أنبأ أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي قال أنبأ عبد الله بن محمد الأنصاري الحافظ قال سمعت أبا يعقوب يعني الحافظ إسحاق بن إبراهيم بن محمد القراب يقول سمعت الخليل بن أحمد يعني السجزي يقول سمعت أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود السجستاني فقيل يا أبا داود هذا سهل بن عبد الله التستري جاءك زائرا قال فرحب به وأجلسه فقال له سهل يا أبا داود إن لي إليك حاجة قال وما هي قال تقضيها قال أقضيها مع الامكان قال اخرج إلي لسانك الذي حدثت به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله فأخرج إليه لسانه فقبله.
أخبرنا عبد الله بن الحسن العكبري الإمام قال أنبأ أبو الربيع سليمان بن فيروز العيشوني قال أنبأ الواحد بن إسماعيل الروياني إذنا قال أنبأ أبو نصر أحمد بن محمد الغزنوي قال انبا أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي قال أخبرني أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب أحمد بن يحيى قال قال إبراهيم الحربي لما صنف أبو داود هذا الكتاب ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد.
قال أبو سليمان الخطابي وحدثني عبد الله بن محمد المسكي قال حدثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود قال كنت معه ببغداد فصلينا المغرب إذ قرع الباب ففتحته فإذا خادم يقول هذا الأمير أبو أحمد الموفق يستأذن فدخلت إلى
أبي داود فاخبرته بمكانه فأذن له فدخل فقعد ثم أقبل عليه أبو داود فقال ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت فقال خلال ثلاث قال وما هي قال تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنا ليرحل إليك طلبة العلم من أقطار الأرض فتعمر بك فإنها قد خربت وانقطع عنها الناس لما جرى عليها من محنة الزنج قال هذه واحدة هات الثانية قال وتروي لأولادي كتاب السنن فقال نعم هات الثالثة فقال وتفرد لهم مجلسا للرواية فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة فقال أما هذه فلا سبيل إليها لأن الناس شريفهم ووضيعهم في العلم سواء فقال ابن جابر كانوا يحضرون بعد ذلك ويقعدون في كم حبرى ويضرب بينهم وبين الناس ستر يسمعون مع العامة.
وبالإسناد أنبا الخطابي قال سمعت ابن الأعرابي ونحن نسمع منه هذا الكتاب يعني السنن لأبي داود فأشار إلى النسخة وهي بين يديه وقال لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله تعالى ثم هذا الكتاب لم يحتج إلى شيء من العلم بتة.
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْبَجَلِيُّ الْيَمَامِيُّ قاله ابْن مَعِين، يُكَنَّى أبا الجمل.
سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ المثنى يقولُ: سَألتُ يَحْيى بن مَعِين عن سليمان بْن دَاوُد اليمامي فقال ليس بشَيْءٍ.
وذكره بن أبي بكر، عَن عباس، عَن يَحْيى، قَال: كان سليمان بْن دَاوُد اليمامي الذي يحدث عنه سعدويه، يُقَال له: أبو الجمل.
سمعتُ ابْن حماد يقول: قال البُخارِيّ سليمان بْن دَاوُد اليمامي، عَن يَحْيى بْن أبي كثير سمع منه سَعِيد بْن سليمان.
قال ابْن مَعِين، يُكَنَّى أبا الجمل منكر الحديث.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ سَجَّادَةُ، حَدَّثَنا بشر بن الوليد، حَدَّثَنا سليمان بْن دَاوُد اليمامي، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لا تَنْقَضِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَتَّى يَقَعَ بِهِمُ الْخَسْفُ وَالْمَسْخُ وَالْقَذْفُ قَالُوا وَمَتَى ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَال: إِذَا رَأَيْتَ النِّسَاءَ رَكِبَتِ السُّرُوجَ وَكَثُرَتُ الْقَيْنَاتُ وَشُهِدَ شَهَادَاتُ الزُّورِ وَشَرِبَ الْمُصَلِّي فِي آنِيَةِ أَهْلِ الشِّرْكِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَاسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ فَاسْتَنْفِرُوا وَاسْتَعِدُّوا وَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا فَوَضَعَهَا عَلَى جَبْهَتِهِ يَسْتُرُ وَجْهَهُ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا
وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ قَالُوا وَمَا هُنَّ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ تُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ وَتَصِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ قَالَ فِإِذَا فَعْلَتُ هَذَا قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ يُدْخِلُكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ إِسْحَاقَ السَّمُرِيُّ، حَدَّثَنا بشر بن الوليد، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أُبِرُّ قَالَ أُمُّكِ قَالَتْ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكِ قَالَتْ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكِ قَالَتْ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ وَالِدُكِ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَنَى لِلَّهِ بَيْتًا يُعْبَدُ اللَّهُ فِيهِ مِنْ مَالٍ حَلالٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَبِإِسْنَادِهِ؛ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَفِّرُوا اللِّحَى وَخُذُوا مِنَ الشَّوَارِبِ وَانْتِفُوا الإِبِطَ وَقُصُّوا الأَظَافِيرَ وَأَحِدُّوا الْقُلْفَتَيْنِ وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ، يَا أَبَا بَكْرٍ كَيْفَ تُوتِرُ قَالَ أُوْتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ قَالَ كَيِّسٌ حَذِرٌ ثُمَّ سَأَلَ عُمَر، فَقَالَ، يَا أَبَا حَفْصٍ كَيْفَ تُوتِرُ قَالَ أُوتِرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ قوي معان.
حَدَّثَنَا أبو يعلى، حَدَّثَنا بشر بن الوليد، حَدَّثَنا سليمان بْن دَاوُد اليمامي، عَن يَحْيى بن أبي
كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاء أَبُو هُرَيْرَةَ يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَيَعُودُهُ فِي شَكْوَاهُ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ، وَهو نَائِمٌ فَوَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مُسْتَنِدًا إِلَى صَدْرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ مَالَ عَلِيٌّ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ ضَامَّهُ إِلَيْهِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بِاسِطٌ رِجْلَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ادْنُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَدَنَا ثُمَّ قَالَ ادْنُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَدَنَا ثُمَّ قَالَ ادْنُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَدَنَا حَتَّى مَسَّتْ أَصَابِعُ أَبِي هُرْيَرَةَ أَطْرَافَ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اجْلِسْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَجَلَسَ فَقَالَ أَدْنِ طَرَفَ ثَوْبِكَ فَمَدَّ أَبُو هُرَيْرَةَ ثَوْبَهُ فَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ يَفْتَحُهُ وَأَدْنَاهُ مِنْ وَجْهِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُوصِيكَ يَا أَبَا هريرة خصال أَرْبَعٍ لا تَدَعْهُنَّ مَا بَقِيتَ؟ قَال: نَعم أَوْصِنِي مَا شِئْتَ قَالَ أُوصِيكَ بِالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْبُكُورِ إِلَيْهَا، ولاَ تَلْغُ، ولاَ تَلْهَ وَأُوصِيكَ بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ فَإِنَّهُ صَوْمُ الدَّهْرِ وَأُوصِيكَ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ لا تَدَعْهُمْا وَإِنْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَ كُلَّهُ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبُ قَالَهَا ثَلاثًا ضُمَّ إِلَيْكَ ثَوْبَكَ فَضَمَّ ثَوْبَهُ إِلَى صَدْرِهِ، فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أُسِرُّ هَذَا أَمْ أُعْلِنُهُ قَالَ بَلْ أَعْلِنْهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ ثَلاثًا.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا فُلانَةُ بِنْتُ فُلانٍ قَالَ عَرِفْتُكِ فَمَا حَاجَتُكِ قَالَتْ حَاجَتِي أَنَّ فلان بن عَمِّي الْعَابِدِ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قَدْ عَرِفْتُهُ فَمَهْ قَالَتْ يَخْطُبُنِي وَأَنَا أَكْرَهُ الرِّجَالَ فَأَخْبِرْنِي مَا حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى الزَّوْجَةِ فَإِنْ كَانَ شَيْئًا أُطِيقُهُ تَزَوَّجْتُ وَإِنْ لَمْ أُطِقْ لَمْ أَتَزَوَّجْ قَالَ مِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ أَنْ لَوْ سَالَ مِنْخَرَاهُ دَمًا وَقَيْحًا وَصَدِيدًا فَلَحَسَتْهُ بِلِسَانِهَا حَتَّى تُوعِبَهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ وَلَوْ كَانَ يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا إِذَا دَخَلَ عَلْيَهَا لِمَا فَضَّلَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا قَالَتْ وَالَّذِي بَعَثَكَ
بِالْحَقِّ لا أَتَزَوَّجُ شَيْئًا مَا بقيت في الدنيا.
حَدَّثَنَا أَبُو العلاء الْكُوفِيّ، حَدَّثَنا إبراهيم بن يعقوب، حَدَّثَنا يَحْيى بن إسحاق السليحاني، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَجْرِيُّ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلا صَلاةَ لَهُ.
قال الشيخ: ولسليمان بْن دَاوُد غير ما ذكرت، عَن يَحْيى بهذ الإسناد وعامة ما يروي، عَن يَحْيى بن أبي كثير يعرف وعامة ما يرويه بهذا الإسناد لا يتابعه أحد عليه.
سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ المثنى يقولُ: سَألتُ يَحْيى بن مَعِين عن سليمان بْن دَاوُد اليمامي فقال ليس بشَيْءٍ.
وذكره بن أبي بكر، عَن عباس، عَن يَحْيى، قَال: كان سليمان بْن دَاوُد اليمامي الذي يحدث عنه سعدويه، يُقَال له: أبو الجمل.
سمعتُ ابْن حماد يقول: قال البُخارِيّ سليمان بْن دَاوُد اليمامي، عَن يَحْيى بْن أبي كثير سمع منه سَعِيد بْن سليمان.
قال ابْن مَعِين، يُكَنَّى أبا الجمل منكر الحديث.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ سَجَّادَةُ، حَدَّثَنا بشر بن الوليد، حَدَّثَنا سليمان بْن دَاوُد اليمامي، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لا تَنْقَضِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَتَّى يَقَعَ بِهِمُ الْخَسْفُ وَالْمَسْخُ وَالْقَذْفُ قَالُوا وَمَتَى ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَال: إِذَا رَأَيْتَ النِّسَاءَ رَكِبَتِ السُّرُوجَ وَكَثُرَتُ الْقَيْنَاتُ وَشُهِدَ شَهَادَاتُ الزُّورِ وَشَرِبَ الْمُصَلِّي فِي آنِيَةِ أَهْلِ الشِّرْكِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَاسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ فَاسْتَنْفِرُوا وَاسْتَعِدُّوا وَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا فَوَضَعَهَا عَلَى جَبْهَتِهِ يَسْتُرُ وَجْهَهُ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا
وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ قَالُوا وَمَا هُنَّ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ تُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ وَتَصِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ قَالَ فِإِذَا فَعْلَتُ هَذَا قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ يُدْخِلُكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ إِسْحَاقَ السَّمُرِيُّ، حَدَّثَنا بشر بن الوليد، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أُبِرُّ قَالَ أُمُّكِ قَالَتْ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكِ قَالَتْ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكِ قَالَتْ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ وَالِدُكِ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَنَى لِلَّهِ بَيْتًا يُعْبَدُ اللَّهُ فِيهِ مِنْ مَالٍ حَلالٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَبِإِسْنَادِهِ؛ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَفِّرُوا اللِّحَى وَخُذُوا مِنَ الشَّوَارِبِ وَانْتِفُوا الإِبِطَ وَقُصُّوا الأَظَافِيرَ وَأَحِدُّوا الْقُلْفَتَيْنِ وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ، يَا أَبَا بَكْرٍ كَيْفَ تُوتِرُ قَالَ أُوْتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ قَالَ كَيِّسٌ حَذِرٌ ثُمَّ سَأَلَ عُمَر، فَقَالَ، يَا أَبَا حَفْصٍ كَيْفَ تُوتِرُ قَالَ أُوتِرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ قوي معان.
حَدَّثَنَا أبو يعلى، حَدَّثَنا بشر بن الوليد، حَدَّثَنا سليمان بْن دَاوُد اليمامي، عَن يَحْيى بن أبي
كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاء أَبُو هُرَيْرَةَ يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَيَعُودُهُ فِي شَكْوَاهُ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ، وَهو نَائِمٌ فَوَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مُسْتَنِدًا إِلَى صَدْرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ مَالَ عَلِيٌّ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ ضَامَّهُ إِلَيْهِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بِاسِطٌ رِجْلَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ادْنُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَدَنَا ثُمَّ قَالَ ادْنُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَدَنَا ثُمَّ قَالَ ادْنُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَدَنَا حَتَّى مَسَّتْ أَصَابِعُ أَبِي هُرْيَرَةَ أَطْرَافَ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اجْلِسْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَجَلَسَ فَقَالَ أَدْنِ طَرَفَ ثَوْبِكَ فَمَدَّ أَبُو هُرَيْرَةَ ثَوْبَهُ فَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ يَفْتَحُهُ وَأَدْنَاهُ مِنْ وَجْهِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُوصِيكَ يَا أَبَا هريرة خصال أَرْبَعٍ لا تَدَعْهُنَّ مَا بَقِيتَ؟ قَال: نَعم أَوْصِنِي مَا شِئْتَ قَالَ أُوصِيكَ بِالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْبُكُورِ إِلَيْهَا، ولاَ تَلْغُ، ولاَ تَلْهَ وَأُوصِيكَ بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ فَإِنَّهُ صَوْمُ الدَّهْرِ وَأُوصِيكَ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ لا تَدَعْهُمْا وَإِنْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَ كُلَّهُ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبُ قَالَهَا ثَلاثًا ضُمَّ إِلَيْكَ ثَوْبَكَ فَضَمَّ ثَوْبَهُ إِلَى صَدْرِهِ، فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أُسِرُّ هَذَا أَمْ أُعْلِنُهُ قَالَ بَلْ أَعْلِنْهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ ثَلاثًا.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا فُلانَةُ بِنْتُ فُلانٍ قَالَ عَرِفْتُكِ فَمَا حَاجَتُكِ قَالَتْ حَاجَتِي أَنَّ فلان بن عَمِّي الْعَابِدِ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قَدْ عَرِفْتُهُ فَمَهْ قَالَتْ يَخْطُبُنِي وَأَنَا أَكْرَهُ الرِّجَالَ فَأَخْبِرْنِي مَا حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى الزَّوْجَةِ فَإِنْ كَانَ شَيْئًا أُطِيقُهُ تَزَوَّجْتُ وَإِنْ لَمْ أُطِقْ لَمْ أَتَزَوَّجْ قَالَ مِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ أَنْ لَوْ سَالَ مِنْخَرَاهُ دَمًا وَقَيْحًا وَصَدِيدًا فَلَحَسَتْهُ بِلِسَانِهَا حَتَّى تُوعِبَهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ وَلَوْ كَانَ يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا إِذَا دَخَلَ عَلْيَهَا لِمَا فَضَّلَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا قَالَتْ وَالَّذِي بَعَثَكَ
بِالْحَقِّ لا أَتَزَوَّجُ شَيْئًا مَا بقيت في الدنيا.
حَدَّثَنَا أَبُو العلاء الْكُوفِيّ، حَدَّثَنا إبراهيم بن يعقوب، حَدَّثَنا يَحْيى بن إسحاق السليحاني، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَجْرِيُّ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلا صَلاةَ لَهُ.
قال الشيخ: ولسليمان بْن دَاوُد غير ما ذكرت، عَن يَحْيى بهذ الإسناد وعامة ما يروي، عَن يَحْيى بن أبي كثير يعرف وعامة ما يرويه بهذا الإسناد لا يتابعه أحد عليه.
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمِنْقِرِِيُّ يُعْرَفُ بِالشَّاذَكُونِيِّ بصري، يُكَنَّى أبا أيوب حافظ ماجن عندي ممن يسرق الحديث.
سمعت عَبد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن الأشعث ينسبه إلى الضعف.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال ومات سُلَيْمَان بْن دَاوُد أبو أيوب الشاذكوني البصري سنة أربع وثلاثين ومِئَتَين فيه نظر.
وتكلم في الشاذكوني يَحْيى بْن مَعِين، وأَبُو بكر بْن أبي شيبة وكان أبو يعلى والحسن بْن سفيان إذا حدثا عنه يقولان، حَدَّثَنا سُلَيْمَان أبو أيوب، ولاَ ينسبانه وكذبه ابْن مَعِين في حديث ذكر له عنه وذكر لأبي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ معاذ بْن معاذ عن أشعث عن الحسن لا بأس بلفظ النوى من الطريق فسأل أبو بكر معاذا فقال أعرفه وفيما بلغني أن الشاذكوني لما زور هذه الحكاية على معاذ كان والده صديق
معاذ بْن معاذ فسأل أباه أن يحسن أمره فجاء أبو بكر بْن أبي شيبة فسأله عن ذي الحكاية فقال أعرفه حتى حسن أمره بذلك فسألت عبدان عن الشاذكوني كيف هو فَقَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يُتَّهَمَ الشاذكوني وإنما كانت كتبه قد ذهبت فكان يحدث حفظا فيغلظ قلت له متى مات قال سنة أربع وثلاثين ومِئَتين.
سَمِعْتُ عَبد الرَّحْمِن بْنَ مُحَمد بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ بَكْرِ بْن الربيع بْن سُلَيْمَان الجمحي يَقُولُ: سَمعتُ مُحَمد بْنَ مُوسَى السَّوَّاقَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ الشَّاذَكُونِيِّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ اللَّهُمَّ مَا اعْتَذَرْتُ إِلَيْكَ فَإِنِّي لا أَعْتَذِرُ أَنِّي قَذَفْتُ مُحْصَنَةً، ولاَ دَلَّسْتُ حديثا قال عَبد الرحمن وذكر خصلة أخرى فنسيتها.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بخيت، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ مُحَمد بْنِ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَال: كَانَ الشَّاذَكُونِيُّ يَسْأَلُنِي عَنِ الْحَدِيثِ فَإِذَا أَجَبْتُهُ فِيهِ قَالَ لَبَيَّكَ اللَّهُمَّ لَبَيَّكَ.
- حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثني عَمْرو النَّاقِدُ قَال: كنتُ عِنْدَ يَحْيى الْقَطَّانِ فَجَاءَ الشَّاذَكُونِيُّ فَقَالَ الثَّوْريّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ لا بَأْسَ بِرِضَاعِ الْفَاجِرَةِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ حَدَّثَكَ فَأَبَى وَقَدِمَ وَكِيعٌ يَوْمَنَا ذَلِكَ فَلَقِيتُهُ فِي الْمَسْجِدِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ الثَّوْريّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ لا بَأْسَ بِرِضَاعِ الفاجرة واليهودية والنصرانية.
أَخْبَرَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا ابْنُ عَرْعَرَةَ قَال: كنتُ عِنْدَ يَحْيى بْنِ سَعِيد وَعِنْدَهُ بُلْبُلٌ، وَابْنُ أَبِي خَدَوَيْهِ، وَعلي فأقبل بن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى بن سَعِيد طَارِقُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ فَقَالَ يَحْيى يجريان مجرى واحدا فقال الشاذكوني يسألك عما لا يدري وتكلف لنا مالا يحسن إنما تكتب عليك ذنوبك
حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمِئَة وحديث طارق مِئَتَين عندي عن إبراهيم مِئَة وعن طارق عشرة فاقبل بعضنا عَلَى بَعْضٍ فَقُلْنَا هَذَا ذُلٌّ فَقَالَ يَحْيى دَعُوهُ فَإِنْ كَلَّمْتُمُوهُ لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ قَال: كُنا عِنْدَ يَحْيى الْقَطَّانِ وَعِنْدَهُ بُلْبُلٌ وَكَانَ أَسْوَدَ فَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّاذَكُونِيِّ كَلامٌ فَقَالَ لَهُ الشَّاذَكُونِيُّ وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ فَقَالَ لَهُ يَحْيى سُبْحَانَ اللَّهِ تَقْتُلُهُ؟ قَال: نَعم أَنْتَ حَدَّثْتَنِي عَنْ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عَبد الله بن مغفر قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لَوْلا أَنَّ الْكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا فَاقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ وَهَذَا أَسْوَدُ.
سمعت أبا بشر الدولابي يقول: سَمعتُ أبا الحسين الأصبهاني مُحَمد عَبد اللَّه بْن أبي مخلد يقول قدم علينا الشاذكوني بأصبهان فنزل في غرفة على شارع واجتمع الخلق في الشارع فتركتهم حتى حميت الشمس عليهم فجعلوا يتكلمون فيه فسمع ففتح الروزنة وأخرج رأسه وقال يا معشر الندافين والحاكة والله لولا أني أطمع ان اصطاد بكم إنسانا ما حدثتكم بحرف ثم أطبق الروزنة ولم يحدثهم ذلك اليوم.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، حَدَّثَنا عثمان بن خُرَّزَاذَ سمعت الشاذكوني يقول جاءني مُحَمد بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ فَقَعَدَ يتقعر في كلامه، قالَ: قُلتُ له من أي بلد أنت قال من أهل الري ثم قال لم يبلغك خبري ألم تسمع بشأني أنا ذو الرحلتين، قالَ: قُلتُ مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا قَال: فَقَالَ: حَدَّثني بعض أصحابنا، قالَ: قُلتُ مَنْ أَصْحَابُكَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ
وَقُبَيْصَةُ، قالَ: قُلتُ يَا غُلامُ ائتني بالدبة قال فأتاني الغلام بالدبة قال فأمرته حتى ضربه الغلام خَمْسِينَ فَقُلْتُ لَهُ أَنْتَ تَخْرُجُ مِنْ عِنْدِي مَا آمَنُ أَنْ تقول، حَدَّثني بعض غلماننا.
سمعت عَبد اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ الْوَكِيلُ يَقُولُ: سَمعتُ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ كُلُّ كَلامٍ لَيْسَ فِيهِ مُصْغٍ فَإِيَّاكَ وإياه.
حَدَّثَنَا ابْنُ بَخِيْتٍ سَأَلْتُ عَبَّاسَ بْنِ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ عَنْ حَدِيثِ عُوَيْدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَن أَبِي ذَرٍّ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا فَقَالَ لَقِّنْهُ ذَاكَ الْفَاجِرُ يَعْنِي الشاذكوني.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عُمَر بْنِ عَبد الْعَزِيزِ، حَدَّثَنا أَبُو عُمَير النَّحَّاسُ، وَمُحمد بْنُ خَلَفٍ، قَالا: حَدَّثَنا أَبُو جَعْفَرٍ الزَّعْفَرَانِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيِّ عَنْ عُوَيْدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَن أَبِي ذَرٍّ، قَال: قَال لِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَعَبْدَانُ أنا سألته، قَالا: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ المثنى أخو أبي موسى، حَدَّثَنا عُوَيْدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَن أَبِي ذَرٍّ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حبا.
حَدَّثَنَا ابْن بخيت سمعت ليث بْن فروج وذكر الشاذكوني فقَالَ سَمِعْتُه يقول لآخر أفسدت علي غلامي.
حَدَّثَنَا أبو يعلى، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، حَدَّثَنا عَبد الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ قَوْمًا أَغَارُوا عَلَى لُقَاحِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَقَطَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ.
قَالَ ابنُ عَدِي، ولاَ أعلم وَصَلَهُ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ وَرَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بُنْدَار، وأَبُو مُوسَى وَقَدْ وَصَلَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ شُعَيب عَنْ هَاشِمِ بْنِ عروة حَدَّثَنَاهُ عَبْدَانُ عَنْ مُحَمد بْنِ عَبد الله المقدسي عنه (ح) وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا يَحْيى بن ضريس، حَدَّثَنا عِكرمَة بْنُ عُمَّارٍ، حَدَّثني الْهِرْمُاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ قَال: كنتُ رَدِيفَ أَبِي فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يَقُولُ لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمَرَةٍ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا يُعْرَفُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ الأَصْفَهَانِيِّ، عَن يَحْيى بْنِ ضُرَيْسٍ.
حَدَّثَنَا يوسف، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا النُّعْمَانُ بْنُ عَبد السَّلامِ، قَال: حَدَّثَنا شُعْبَة، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ قَالَ شُعْبَة، قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْريّ لأَبِي إِسْحَاقَ، وَهو يَوْمَئِذٍ مَعَنَا هُوَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ بِرَأْسِهِ أَيْ نَعَمْ قَالَ النُّعْمَانُ فَأَتَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْريّ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ شُعْبَة يَزْعُمُ أَنَّكَ قُلْتَ لأَبِي إِسْحَاقَ هُوَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ بِرَأْسِهِ أَيْ نَعَمْ، قَال: فَقال سُفْيَانُ مَا أَنْكَرَ هَذَا.
وهذا بهذا التفصيل لم يجمع أحد بين شُعْبَة والثوري فوصل عنهما غير النعمان
هذا وعن النعمان الشاذكوني وجاء أبو قلابة الرقاشي فرواه عن الشاذكوني فترك التفصيل فجمع بين الثَّوْريّ، وشُعبة فوصله عنهما.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ زِيَادٍ، وَمُحمد بْنُ الْفَضْلِ المحمد أبادي، قالا: حَدَّثَنا أبو قلابة، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا النعمان بن عَبد السلام، حَدَّثَنا شُعْبَة وَسُفْيَانُ، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ، عَن أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا نِكَاحَ إلا بولي.
حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو عُمَير عَبد الْكَبِيرِ بْنِ مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ حَفْصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، قَال: حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُول: مَن رَبَّي صَبِيًّا حَتَّى يَقُولَ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ لَمْ يُحَاسِبْهُ اللَّهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَلَعَلَّ الْبَلاءَ فِيهِ مِنْ أَبِي عُمَير هَذَا فَإِنَّهُ ضعيف.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ سَعِيد بْنِ عَبد الرحمن الحراني، حَدَّثَنا عَبد الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعِتَابِيُّ، قَال:
حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ الْيَمَانِ عَنْ سُفيان، عَن عَلْقَمَةَ بْنِ مِرْثَدٍ عَنِ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الدَّالُ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ وَاللَّهُ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ.
قَالَ الشَّيْخُ: ولاَ أَعْرِفُهُ إلاَّ عَنِ الشَّاذَكُونِيِّ وَعِنْدَ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَطِيرِيُّ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الدورقي، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَة، عَن قَتادَة عَنِ الْحَسَنِ، عَن سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ في قوله جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا قَالَ سَمِّهِ عَبد الْحَارِثِ وَهَذَا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَة، عَن قَتادَة مُنْكَرٌ لا أَعْرِفُهُ إلاَّ مِنْ حَدِيثِ الشَّاذَكُونِيِّ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْهُ وَإِنَّمَا يَرْوِي هَذَا، عَن قَتادَة عُمَر بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَلِلشَّاذَكُونِيِّ حَدِيثٌ كَثِيرٌ مُسْتَقِيمٌ، وَهو مِنَ الْحُفَّاظِ الْمَعْدُودِينَ مِنْ حُفَّاظِ الْبَصْرَةِ، وَهو أَحَدُ من يضم إلى يَحْيى وأحمد، وَعلي وأنكر ما رأيت هذه الأحاديث التي ذكرتها بعضها مناكير وبعضها سرقة وما أشبه صورة أمره بما قال عبدان إنه ذهبت كتبه فكان يحدث حفظا فيغلظ وإنما أتى من هناك يشتبه عليه فلجرأته واقتداره على الحفظ يمر على الحديث لا أنه يتعمده
مَن اسْمُه سلام.
سمعت عَبد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن الأشعث ينسبه إلى الضعف.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال ومات سُلَيْمَان بْن دَاوُد أبو أيوب الشاذكوني البصري سنة أربع وثلاثين ومِئَتَين فيه نظر.
وتكلم في الشاذكوني يَحْيى بْن مَعِين، وأَبُو بكر بْن أبي شيبة وكان أبو يعلى والحسن بْن سفيان إذا حدثا عنه يقولان، حَدَّثَنا سُلَيْمَان أبو أيوب، ولاَ ينسبانه وكذبه ابْن مَعِين في حديث ذكر له عنه وذكر لأبي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ معاذ بْن معاذ عن أشعث عن الحسن لا بأس بلفظ النوى من الطريق فسأل أبو بكر معاذا فقال أعرفه وفيما بلغني أن الشاذكوني لما زور هذه الحكاية على معاذ كان والده صديق
معاذ بْن معاذ فسأل أباه أن يحسن أمره فجاء أبو بكر بْن أبي شيبة فسأله عن ذي الحكاية فقال أعرفه حتى حسن أمره بذلك فسألت عبدان عن الشاذكوني كيف هو فَقَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يُتَّهَمَ الشاذكوني وإنما كانت كتبه قد ذهبت فكان يحدث حفظا فيغلظ قلت له متى مات قال سنة أربع وثلاثين ومِئَتين.
سَمِعْتُ عَبد الرَّحْمِن بْنَ مُحَمد بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ بَكْرِ بْن الربيع بْن سُلَيْمَان الجمحي يَقُولُ: سَمعتُ مُحَمد بْنَ مُوسَى السَّوَّاقَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ الشَّاذَكُونِيِّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ اللَّهُمَّ مَا اعْتَذَرْتُ إِلَيْكَ فَإِنِّي لا أَعْتَذِرُ أَنِّي قَذَفْتُ مُحْصَنَةً، ولاَ دَلَّسْتُ حديثا قال عَبد الرحمن وذكر خصلة أخرى فنسيتها.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بخيت، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ مُحَمد بْنِ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَال: كَانَ الشَّاذَكُونِيُّ يَسْأَلُنِي عَنِ الْحَدِيثِ فَإِذَا أَجَبْتُهُ فِيهِ قَالَ لَبَيَّكَ اللَّهُمَّ لَبَيَّكَ.
- حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثني عَمْرو النَّاقِدُ قَال: كنتُ عِنْدَ يَحْيى الْقَطَّانِ فَجَاءَ الشَّاذَكُونِيُّ فَقَالَ الثَّوْريّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ لا بَأْسَ بِرِضَاعِ الْفَاجِرَةِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ حَدَّثَكَ فَأَبَى وَقَدِمَ وَكِيعٌ يَوْمَنَا ذَلِكَ فَلَقِيتُهُ فِي الْمَسْجِدِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ الثَّوْريّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ لا بَأْسَ بِرِضَاعِ الفاجرة واليهودية والنصرانية.
أَخْبَرَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا ابْنُ عَرْعَرَةَ قَال: كنتُ عِنْدَ يَحْيى بْنِ سَعِيد وَعِنْدَهُ بُلْبُلٌ، وَابْنُ أَبِي خَدَوَيْهِ، وَعلي فأقبل بن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى بن سَعِيد طَارِقُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ فَقَالَ يَحْيى يجريان مجرى واحدا فقال الشاذكوني يسألك عما لا يدري وتكلف لنا مالا يحسن إنما تكتب عليك ذنوبك
حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمِئَة وحديث طارق مِئَتَين عندي عن إبراهيم مِئَة وعن طارق عشرة فاقبل بعضنا عَلَى بَعْضٍ فَقُلْنَا هَذَا ذُلٌّ فَقَالَ يَحْيى دَعُوهُ فَإِنْ كَلَّمْتُمُوهُ لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ قَال: كُنا عِنْدَ يَحْيى الْقَطَّانِ وَعِنْدَهُ بُلْبُلٌ وَكَانَ أَسْوَدَ فَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّاذَكُونِيِّ كَلامٌ فَقَالَ لَهُ الشَّاذَكُونِيُّ وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ فَقَالَ لَهُ يَحْيى سُبْحَانَ اللَّهِ تَقْتُلُهُ؟ قَال: نَعم أَنْتَ حَدَّثْتَنِي عَنْ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عَبد الله بن مغفر قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لَوْلا أَنَّ الْكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا فَاقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ وَهَذَا أَسْوَدُ.
سمعت أبا بشر الدولابي يقول: سَمعتُ أبا الحسين الأصبهاني مُحَمد عَبد اللَّه بْن أبي مخلد يقول قدم علينا الشاذكوني بأصبهان فنزل في غرفة على شارع واجتمع الخلق في الشارع فتركتهم حتى حميت الشمس عليهم فجعلوا يتكلمون فيه فسمع ففتح الروزنة وأخرج رأسه وقال يا معشر الندافين والحاكة والله لولا أني أطمع ان اصطاد بكم إنسانا ما حدثتكم بحرف ثم أطبق الروزنة ولم يحدثهم ذلك اليوم.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، حَدَّثَنا عثمان بن خُرَّزَاذَ سمعت الشاذكوني يقول جاءني مُحَمد بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ فَقَعَدَ يتقعر في كلامه، قالَ: قُلتُ له من أي بلد أنت قال من أهل الري ثم قال لم يبلغك خبري ألم تسمع بشأني أنا ذو الرحلتين، قالَ: قُلتُ مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا قَال: فَقَالَ: حَدَّثني بعض أصحابنا، قالَ: قُلتُ مَنْ أَصْحَابُكَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ
وَقُبَيْصَةُ، قالَ: قُلتُ يَا غُلامُ ائتني بالدبة قال فأتاني الغلام بالدبة قال فأمرته حتى ضربه الغلام خَمْسِينَ فَقُلْتُ لَهُ أَنْتَ تَخْرُجُ مِنْ عِنْدِي مَا آمَنُ أَنْ تقول، حَدَّثني بعض غلماننا.
سمعت عَبد اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ الْوَكِيلُ يَقُولُ: سَمعتُ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ كُلُّ كَلامٍ لَيْسَ فِيهِ مُصْغٍ فَإِيَّاكَ وإياه.
حَدَّثَنَا ابْنُ بَخِيْتٍ سَأَلْتُ عَبَّاسَ بْنِ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ عَنْ حَدِيثِ عُوَيْدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَن أَبِي ذَرٍّ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا فَقَالَ لَقِّنْهُ ذَاكَ الْفَاجِرُ يَعْنِي الشاذكوني.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عُمَر بْنِ عَبد الْعَزِيزِ، حَدَّثَنا أَبُو عُمَير النَّحَّاسُ، وَمُحمد بْنُ خَلَفٍ، قَالا: حَدَّثَنا أَبُو جَعْفَرٍ الزَّعْفَرَانِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيِّ عَنْ عُوَيْدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَن أَبِي ذَرٍّ، قَال: قَال لِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَعَبْدَانُ أنا سألته، قَالا: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ المثنى أخو أبي موسى، حَدَّثَنا عُوَيْدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَن أَبِي ذَرٍّ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حبا.
حَدَّثَنَا ابْن بخيت سمعت ليث بْن فروج وذكر الشاذكوني فقَالَ سَمِعْتُه يقول لآخر أفسدت علي غلامي.
حَدَّثَنَا أبو يعلى، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، حَدَّثَنا عَبد الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ قَوْمًا أَغَارُوا عَلَى لُقَاحِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَقَطَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ.
قَالَ ابنُ عَدِي، ولاَ أعلم وَصَلَهُ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ وَرَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بُنْدَار، وأَبُو مُوسَى وَقَدْ وَصَلَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ شُعَيب عَنْ هَاشِمِ بْنِ عروة حَدَّثَنَاهُ عَبْدَانُ عَنْ مُحَمد بْنِ عَبد الله المقدسي عنه (ح) وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا يَحْيى بن ضريس، حَدَّثَنا عِكرمَة بْنُ عُمَّارٍ، حَدَّثني الْهِرْمُاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ قَال: كنتُ رَدِيفَ أَبِي فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يَقُولُ لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمَرَةٍ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا يُعْرَفُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ الأَصْفَهَانِيِّ، عَن يَحْيى بْنِ ضُرَيْسٍ.
حَدَّثَنَا يوسف، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا النُّعْمَانُ بْنُ عَبد السَّلامِ، قَال: حَدَّثَنا شُعْبَة، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ قَالَ شُعْبَة، قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْريّ لأَبِي إِسْحَاقَ، وَهو يَوْمَئِذٍ مَعَنَا هُوَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ بِرَأْسِهِ أَيْ نَعَمْ قَالَ النُّعْمَانُ فَأَتَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْريّ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ شُعْبَة يَزْعُمُ أَنَّكَ قُلْتَ لأَبِي إِسْحَاقَ هُوَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ بِرَأْسِهِ أَيْ نَعَمْ، قَال: فَقال سُفْيَانُ مَا أَنْكَرَ هَذَا.
وهذا بهذا التفصيل لم يجمع أحد بين شُعْبَة والثوري فوصل عنهما غير النعمان
هذا وعن النعمان الشاذكوني وجاء أبو قلابة الرقاشي فرواه عن الشاذكوني فترك التفصيل فجمع بين الثَّوْريّ، وشُعبة فوصله عنهما.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ زِيَادٍ، وَمُحمد بْنُ الْفَضْلِ المحمد أبادي، قالا: حَدَّثَنا أبو قلابة، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا النعمان بن عَبد السلام، حَدَّثَنا شُعْبَة وَسُفْيَانُ، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ، عَن أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا نِكَاحَ إلا بولي.
حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو عُمَير عَبد الْكَبِيرِ بْنِ مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ حَفْصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، قَال: حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُول: مَن رَبَّي صَبِيًّا حَتَّى يَقُولَ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ لَمْ يُحَاسِبْهُ اللَّهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَلَعَلَّ الْبَلاءَ فِيهِ مِنْ أَبِي عُمَير هَذَا فَإِنَّهُ ضعيف.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ سَعِيد بْنِ عَبد الرحمن الحراني، حَدَّثَنا عَبد الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعِتَابِيُّ، قَال:
حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ الْيَمَانِ عَنْ سُفيان، عَن عَلْقَمَةَ بْنِ مِرْثَدٍ عَنِ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الدَّالُ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ وَاللَّهُ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ.
قَالَ الشَّيْخُ: ولاَ أَعْرِفُهُ إلاَّ عَنِ الشَّاذَكُونِيِّ وَعِنْدَ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَطِيرِيُّ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الدورقي، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَة، عَن قَتادَة عَنِ الْحَسَنِ، عَن سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ في قوله جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا قَالَ سَمِّهِ عَبد الْحَارِثِ وَهَذَا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَة، عَن قَتادَة مُنْكَرٌ لا أَعْرِفُهُ إلاَّ مِنْ حَدِيثِ الشَّاذَكُونِيِّ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْهُ وَإِنَّمَا يَرْوِي هَذَا، عَن قَتادَة عُمَر بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَلِلشَّاذَكُونِيِّ حَدِيثٌ كَثِيرٌ مُسْتَقِيمٌ، وَهو مِنَ الْحُفَّاظِ الْمَعْدُودِينَ مِنْ حُفَّاظِ الْبَصْرَةِ، وَهو أَحَدُ من يضم إلى يَحْيى وأحمد، وَعلي وأنكر ما رأيت هذه الأحاديث التي ذكرتها بعضها مناكير وبعضها سرقة وما أشبه صورة أمره بما قال عبدان إنه ذهبت كتبه فكان يحدث حفظا فيغلظ وإنما أتى من هناك يشتبه عليه فلجرأته واقتداره على الحفظ يمر على الحديث لا أنه يتعمده
مَن اسْمُه سلام.
سليمان بن داود، أبو الربيع الزهراني العتكي البصري :
سمع مالك بن أنس وحماد بن زيد، وعبد الله بن جعفر المديني، وفليح بن سليمان. وشريك بن عبد الله، ويعقوب القمي، وأبا شهاب الحناط، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل وقال: كتبنا عنه في أيام ابن مهدي. وحدث عنه علي ابن المديني، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بن معمر البحراني، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومسلم بن الحجاج، وأبو زرعة الرازي، وأبو داود السجستاني، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، ويحيى بن محمد بن البختري الحنائي، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ وأبو القاسم البغوي. سكن أبو الربيع بغداد وحدث بها، ووثقه يحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَد بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْوَاثِقِ بالله الهاشميّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ، أخبرنا عبد الله بن محمّد
ابن عبد العزيز البغويّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ- إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ بِبَغْدَادَ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إحدى وثلاثين ومائتين- حدّثنا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا لَحْمٌ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ رُقَيَّةَ، مَا رَأَيْتُ زَوْجًا أَحْسَنَ مِنْهُمَا، فَجَعَلْتُ مَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى عُثْمَانَ، وَمَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى رُقَيَّةَ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«دَخَلْتَ عَلَيْهِمَا؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ! قَالَ: «هَلْ رَأَيْتَ زَوْجًا هُوَ أَحْسَنَ مِنْهُمَا؟» قَالَ: قُلْتُ: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ جَعَلْتُ مَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى رُقَيَّةَ وَمَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى عُثْمَانَ.
ذكر مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس أن مُحَمَّد بْن حميد المخرمي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: شهدت أبا زكريا وجاءه جماعة فسألوه عمن يكتبون بالبصرة قال: الحجبي، ومسدد، وأبو الربيع الزهراني.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن أبي الربيع والحجبي، أيهما أثبت في حماد بن زيد؟ فقال: أبو الربيع أشهر الرجلين، والحجبي ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: أبو الربيع الزهراني تكلم الناس فيه، وهو صدوق.
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف القطان، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو الربيع الزهراني البصري ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني في رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين، وقد كتبت عنه. قلت: وبالبصرة توفي.
سمع مالك بن أنس وحماد بن زيد، وعبد الله بن جعفر المديني، وفليح بن سليمان. وشريك بن عبد الله، ويعقوب القمي، وأبا شهاب الحناط، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل وقال: كتبنا عنه في أيام ابن مهدي. وحدث عنه علي ابن المديني، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بن معمر البحراني، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومسلم بن الحجاج، وأبو زرعة الرازي، وأبو داود السجستاني، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، ويحيى بن محمد بن البختري الحنائي، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ وأبو القاسم البغوي. سكن أبو الربيع بغداد وحدث بها، ووثقه يحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَد بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْوَاثِقِ بالله الهاشميّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ، أخبرنا عبد الله بن محمّد
ابن عبد العزيز البغويّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ- إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ بِبَغْدَادَ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إحدى وثلاثين ومائتين- حدّثنا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا لَحْمٌ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ رُقَيَّةَ، مَا رَأَيْتُ زَوْجًا أَحْسَنَ مِنْهُمَا، فَجَعَلْتُ مَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى عُثْمَانَ، وَمَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى رُقَيَّةَ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«دَخَلْتَ عَلَيْهِمَا؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ! قَالَ: «هَلْ رَأَيْتَ زَوْجًا هُوَ أَحْسَنَ مِنْهُمَا؟» قَالَ: قُلْتُ: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ جَعَلْتُ مَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى رُقَيَّةَ وَمَرَّةً أَنْظُرُ إِلَى عُثْمَانَ.
ذكر مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس أن مُحَمَّد بْن حميد المخرمي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: شهدت أبا زكريا وجاءه جماعة فسألوه عمن يكتبون بالبصرة قال: الحجبي، ومسدد، وأبو الربيع الزهراني.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن أبي الربيع والحجبي، أيهما أثبت في حماد بن زيد؟ فقال: أبو الربيع أشهر الرجلين، والحجبي ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: أبو الربيع الزهراني تكلم الناس فيه، وهو صدوق.
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف القطان، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أبي قال: أبو الربيع الزهراني البصري ثقة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني في رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين، وقد كتبت عنه. قلت: وبالبصرة توفي.
سليمان بن معبد، أبو داود النحوي السنجي المروزي :
سمع النضر بن شميل والنضر بن محمد الجرشي، وسيار بن حاتم، والهيثم بن عدي، وعبد الرزاق بن همام والأصمعي، وعمرو بن عاصم، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وأصبغ بن الفرج، وغيرهم.
وكان قد رحل في العلم إلى العراق، والحجاز، ومصر واليمن، وقدم بغداد وذاكر الحفاظ بها، وسمع منه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد في مذاكرته ليحيى بن معين أحاديث. وروى عنه مسلم بن الحجاج، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وأبو بكر بن أبي داود ومحمد بن حمدويه المروزيّ، وكان ثقة.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: أبو داود النحوي- سليمان بن معبد- ليحيى بن معين: حَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم قال: سمعت حماد بن سلمة يقول: أعض الله أبا حنيفة بكذا وكذا لا يكني، فقال يحيى بن معين: أساء أساء.
أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم بْن مهران قَالَ: قرأتُ علي ابن جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صريم السنجي فأقر به.
سمعت أبا رجاء محمد بن حمدويه بن موسى يقول: سليمان بن معبد من أهل السنج جالس الأصمعي وجلة الفقهاء، مات في سنة سبع وخمسين ومائتين. زاد غيره:
في ذي الحجة.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنِي أبو جعفر الكمساني المؤدب- بمرو- أن هذه الأبيات لأبي داود سليمان بن معبد السنجي:
يا آمر الناس بالمعروف مجتهدا ... وإن رأى عاملا بالمنكر انتهره
ابدأ بنفسك قبل الناس كلهم ... فأوصها واتل ما في سورة البقره
أتأمرون ببر تاركين له ... ناسين ذلك دأب الخيب الخسره
وإن أمرت ببر ثم كنت على ... خلافه لم تكن إلا من الفجره
من كان بالعرف أمارا وتاركه ... فذاك يسبق منه سيله مطره
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ عن أبيه.
ثم حدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي بيده قال: سمعت أبي يقول: سليمان بن معبد مروزي ثقة، كنيته أبو داود.
سمع النضر بن شميل والنضر بن محمد الجرشي، وسيار بن حاتم، والهيثم بن عدي، وعبد الرزاق بن همام والأصمعي، وعمرو بن عاصم، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وأصبغ بن الفرج، وغيرهم.
وكان قد رحل في العلم إلى العراق، والحجاز، ومصر واليمن، وقدم بغداد وذاكر الحفاظ بها، وسمع منه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد في مذاكرته ليحيى بن معين أحاديث. وروى عنه مسلم بن الحجاج، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وأبو بكر بن أبي داود ومحمد بن حمدويه المروزيّ، وكان ثقة.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: أبو داود النحوي- سليمان بن معبد- ليحيى بن معين: حَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم قال: سمعت حماد بن سلمة يقول: أعض الله أبا حنيفة بكذا وكذا لا يكني، فقال يحيى بن معين: أساء أساء.
أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم بْن مهران قَالَ: قرأتُ علي ابن جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صريم السنجي فأقر به.
سمعت أبا رجاء محمد بن حمدويه بن موسى يقول: سليمان بن معبد من أهل السنج جالس الأصمعي وجلة الفقهاء، مات في سنة سبع وخمسين ومائتين. زاد غيره:
في ذي الحجة.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنِي أبو جعفر الكمساني المؤدب- بمرو- أن هذه الأبيات لأبي داود سليمان بن معبد السنجي:
يا آمر الناس بالمعروف مجتهدا ... وإن رأى عاملا بالمنكر انتهره
ابدأ بنفسك قبل الناس كلهم ... فأوصها واتل ما في سورة البقره
أتأمرون ببر تاركين له ... ناسين ذلك دأب الخيب الخسره
وإن أمرت ببر ثم كنت على ... خلافه لم تكن إلا من الفجره
من كان بالعرف أمارا وتاركه ... فذاك يسبق منه سيله مطره
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ عن أبيه.
ثم حدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي بيده قال: سمعت أبي يقول: سليمان بن معبد مروزي ثقة، كنيته أبو داود.